الصفحة 357

بيـان:

لعلّ في الخبر سقطاً، قال الجزري في حديث اشراط الساعة: وأن ينطق الرُويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ فقال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة، الرُويبضة تصغير الرابضة وهو العاجز الذي ربض عن معالي الاُمور وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغة، والتافه: الخسيس الحقير.


9206/65 ـ قال سلمان الفارسي (رضي الله عنه): أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) خالياً، فقلت: يا أمير المؤمنين متى القائم من ولدك؟ فتنفّس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتّى يكون اُمور الصبيان، وتضيع حقوق الرحمن، ويتغنّى بالقرآن، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والإلتباس، أصحاب الرَمي عن الأقواس، بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين (عليه السلام) (1).

9207/66 ـ عن زيد بن وهب الجهني، عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): يبعث الله رجلا في آخر الزمان، وكلب من الدهر، وجهل من الناس، يؤيّده الله بملائكته، ويعصم أنصاره وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتّى يدينوا طوعاً أو كرهاً، يملأ الأرض قسطاً وعدلا ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها، لا يبقى كافر إلاّ آمن، ولا طالح إلاّ صلح، وتصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها وتنزل السماء بركتها، تظهر له الكنور، يملك ما بين الخافقين أربعين عاماً، فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه(2).


بيـان:

الأخبار المختلفة الواردة في أيام ملكه (عليه السلام) بعضها محمول على جميع مدّة ملكه، وبعضها على زمان استقرار دولته، وبعضها على حساب ما عندنا من السنين والشهور، وبعضها على سنيّه وشهوره الطويلة، والله يعلم.


9208/67 ـ محمّد بن عبد الله الشيباني، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، قال:

____________

1- البحار 52: 275; نفس الرحمن في أحوال سلمان باب 11: 430; العدد القوية (اليوم 15): 75.

2- الاحتجاج 2: 70 ح158; البحار 52: 280.


الصفحة 358
حدّثني محمّد العطّار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة، جميعاً، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن الصادق، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إنّ قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر، فإذا حان (كان) وقت خروجه يكون له سيف مغمود، ناداه السيف: قُم يا وليّ الله فاقتل أعداء الله(1).

9209/68 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بنا يفتح الله وبنا يختم الله، وبنا يمحو ما يشاء وبنا يثبت، وبنا يدفع الله الزمان الكلب، وبنا ينزّل الغيث، فلا يغرّنكم بالله الغرور، ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه الله عزّ وجلّ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتّى تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها إلاّ على النبات، وعلى رأسها زنبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه(2).

9210/69 ـ ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن، عن الحسن ومحمّد إبني عليّ بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن حبّة العرني، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كأنّي أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، وقد ضربوا الفساطيط، يعلمون الناس القرآن كما اُنزل، أما إنّ قائمنا إذا قام كسره، وسوّى قبلته(3).

9211/70 ـ عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد عدّ الأئمة (عليهم السلام): ثمّ يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله ويكون له غيبتان إحدهما أطول من الاُخرى، ثمّ التفت إلينا رسول الله فقال رافعاً صوته: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من

____________

1- كفاية الأثر: 263; البحار 52: 303.

2- الخصال، حديث الأربعمائة: 626; البحار 52: 316.

3- غيبة النعماني، الباب 21: 317; البحار 52: 364.


الصفحة 359
ولدي، قال علي: فقلت: يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة (حاله عند غيبته)؟ قال: أصبت (يصبر) حتّى يأذن الله له بالخروج، فيخرج من اليمن من قرية يقال لها أكَرعة (كرعة) على رأسه عمامتي (عمامة) متدرع بدرعي متقلّد بسيفي ذي الفقار، ومناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتّبعوه يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، ذلك عندما تصير الدنيا هرجاً ومرجاً ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القويّ يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج(1).

9212/71 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كأنّني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل (مسجد) السهلة على فرس محجّل له شمراخ يزهر، يدعو ويقول في دعائه: لا إله إلاّ الله حقّاً حقّاً، لا إله إلاّ الله إيماناً وصدقاً، لا إله إلاّ الله تعبّداً ورِقّاً، اللّهمّ مُعِزَّ كلّ مؤمن وحيد، ومذلّ كلّ جبّار عنيد، أنت كنفي حين تعييني المذاهب وتضيق عليّ الأرض بما رحبت.

اللّهمّ خلقتني وكنتَ غنياً عن خلقي، ولولا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين، يا مُنشرَ الرحمة من مواضعها، ومُخرج البركات من معادنها، ويا من خصّ نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزّه يتعزّزون، يا من وضَعَت له الملوك نير المذلّة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون، أسألك باسمك الذي فطرت به خلقك، فكلّ لك مذعنون، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تنجز لي أمري وتعجّل لي في الفرج، وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة إنّك على كلّ شيء قدير(2).

9213/72 ـ أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحسن، عن محمّد وأحمد إبنا الحسن، عن أبيهما، عن ثعلبة، عن أبي كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة، قال:

____________

1- كفاية الأثر: 150; البحار 52: 380.

2- العدد القوية (اليوم 15): 75; البحار 52: 391; اثبات الهداة 7: 145.


الصفحة 360
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا مالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا وشبّك أصابعه وأدخل بعضها في بعض؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير؟ قال: الخير كلّه عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا، فيقدّم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله فيقتلهم، ثمّ يجمعهم الله على أمر واحد(1).

9214/73 ـ محمّد بن همّام، ومحمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور، معاً، عن الحسن ابن محمّد بن جمهور، عن أبيه، عن سماعة بن مهران، عن أبي الجارود، عن القاسم ابن الوليد الهمداني، عن الحارث الأعور الهمداني، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنبر: إذا هلك الخاطب وزاغ صاحب العصر، وبقيت قلوب تتقلّب من (فمن) مخصب وجدب، هلك المتمنّون واضمحلّ المضمحلّون، وبقي المؤمنون، وقليل ما يكونون، ثلاثمائة أو يزيدون، تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر لم تقتل ولم تمت(2).

9215/74 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا تبقى مدينة دخلها (وطئها) ذو القرنين إلاّ دخلها المهدي، ويأتي مدينة فيها ألف سوق، في كل سوق مائة دكان، فيفتحها ويأتي مدينة يقال لها القاطع على البحر المحيط، طولها ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل، فيكبرون الله ثلاثاً فتسقط حيطانها، فيخرج منها ألف ألف مقاتل ثمّ يتوجه إلى القدس الشريف بألف مركب، فينزل شام فلسطين بين مكة وصورة وغزة وعسقلان(3).

9216/75 ـ عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام) في حديث: ويظهر المهدي على أفواه

____________

1- غيبة النعماني، الباب 12: 206; البحار 52: 115; اثبات الهداة 7: 74.

2- غيبة النعماني، الباب 11: 195; البحار 52: 137.

3- الصراط المستقيم 2: 257; اثبات الهداة 7: 229.


الصفحة 361
الناس ويشربون حبّه(1).

9217/76 ـ الحاكم النيسابوري، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن ابن علي بن عفّان العامري، ثنا عمرو بن محمّد العنقزي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، أخبرني عمار الدهني، عن أبي الطفيل، عن محمّد بن الحنفية، قال: كنّا عند علي (رضي الله عنه)فسأله رجل عن المهدي؟ فقال علي (رضي الله عنه): هيهات ثمّ عقد بيده سبعاً فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله قتل، ويجمع الله تعالى له قوماً قزعاً كقزع السحاب، يؤلّف الله بين قلوبهم، فلا يستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم، عدّتهم على عدّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوّلون ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد أصحاب طالوت الذي جاوزوا معه النهر، الحديث(2).

9218/77 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: ليخرجنّ رجل من ولدي عند اقتراب الساعة حين تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان، لما لحقهم من الضرّ والشدّة والجوع والقتل، وتواتر الفتن والملاحم العظام، وإماتة السنن وإحياء البدع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحيي الله بالمهدي محمّد بن عبد الله السنن التي قد اُميتت، ويَسِر بعدله وبركته قلوب المؤمنين، وتتألّف إليه عصب من العجم وقبائل من العرب، فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة دون العشرة ثمّ يموت(3).

9219/78 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: المهدي رجل منّا من ولد فاطمة(4).

9220/79 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: لا يخرج المهدي، حتّى يُقتل ثلث، ويموت ثلث، ويبقى ثلث(5).

____________

1- الصراط المستقيم 2: 259; اثبات الهداة 7: 230.

2- مستدرك الحاكم 4: 554; مقدمة ابن خلدون: 224.

3- كنز العمال 14: 591 ح39678.

4- كنز العمال 14: 591 ح39675.

5- كنز العمال 14: 587 ح39663.


الصفحة 362
9221/80 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضهم في وجه بعض(1).

9222/81 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: إذا نادى مناد من السماء أن الحقّ في آل محمّد، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون حبّه، فلا يكون لهم ذكر غيره(2).

9223/82 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: تخرج رايات سود مقابل السفياني، فيهم شاب من بني هاشم، في كفه اليسرى خال، وعلى مقدمته رجل من بني هاشم يدعى شعيب ابن صالح فيهزم أصحابه(3).

9224/83 ـ أخرج ابن عساكر عن علي [(عليه السلام)] قال: إذا قام قائم آل محمّد (صلى الله عليه وسلم)، جمع الله أهل المشرق وأهل المغرب، فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأمّا الأبدال فمن أهل الشام(4).

9225/84 ـ الصدوق: باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في حديث مع ابنه الحسين، قال: لا يثبت فيها على دينه إلاّ المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه(5).

9226/85 ـ عن علي (عليه السلام): كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يُرى، يبرء بعضكم من بعض، (فإلى الله الشكوى من استيلاء أهل النفاق وتغلب أهل الشقاق، وغيبة الامام واستتاره وغربته وبعد نهاره حتى انقطع خبره وكاد أن ينسى ذكره، فنفسي كنفسه الفداء ومهجتي لاقدامه الوقاء)(6).

____________

1- كنز العمال 14: 587 ح39664.

2- كنز العمال 14: 588 ح39665.

3- كنز العمال 14: 588 ح39666.

4- الصواعق المحرقة: 252.

5- إكمال الدين: 204، البحار 51:110، نفس الرحمن في أحوال سلمان: 64.

6- نفس الرحمن في أحوال سلمان: 64، البحار 51:111، الغيبة (للطوسي): 341 ح291، إثبات الهداة 3:510.


الصفحة 363
9227/86 ـ عن علي (عليه السلام) في حديث طويل: لكنكم تهتم كما تاهت بنوا اسرائيل على عهد موسى، ولعمري ليضاعفن اليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنوا إسرائيل، الخبر(1).

9228/87 ـ علي بن محمد الخزاز، حدثنا علي بن الحسين بن محمد، قال: حدثنا هارون بن موسى، قال: حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا إبراهيم بن المختار، عن نصر بن حميد، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام).

قال هارون: وحدثنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد في سنة ثمان عشر وثلاثمائة، قال: حدثني أبو عبدالله محمد بن زيد، قال: حدثنا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري، قال: حدثني هشيم بن بشير الواسطي، عن أبي المقدام شريح بن هاني الصائغ المكي، عن علي (عليه السلام).

وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبدالله الجوهري، قال: حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي، قال: حدثني محمد بن عبدالله أبو جعفر، قال: حدثني محمد بن حبيب الجند نيسابوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، قال: قال علي (عليه السلام): كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) في بيت اُم سلمة، إذ دخل عليه جماعة من أصحابه منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعبدالرحمن بن عوف، فقال سلمان: يارسول الله إن لكل نبي وصياً وسبطين، فمن وصيك وسبطاك؟ فأطرق ساعة ثم قال: ياسلمان إن الله بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء ووصي خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط.

____________

1- نفس الرحمن في أحوال سلمان: 65، الكافي 8:66، البحار 51:123.


الصفحة 364
ثم قال: ياسلمان أتعرف من كان وصي آدم؟ فقال: الله ورسوله أعلم، فقال (صلى الله عليه وآله): إني اُعرّفك ياأبا عبدالله فأنت منا أهل البيت:

إن آدم أوصى إلى ابنه شيث (ثيث)، وأوصى شيث (ثيث) إلى ابنه شبان، وأوصى شبان إلى ابنه مخلب، وأوصى مخلب إلى نحوف، وأوصى نحوف إلى عثمثا، وأوصى عثمثا إلى اخنوخ ـ وهو إدريس النبي (عليه السلام) ـ وأوصى إدريس إلى ناخورا، وأوصى ناخورا إلى نوح (عليه السلام)، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام إلى عثام، وأوصى عثام إلى ترعشاثا، وأوصى ترعشاثا إلى يافث، وأوصى يافث إلى برة، وأوصى برة إلى خفسية، وأوصى خفسية إلى عمران، وأوصى عمران إلى إبراهيم الخليل، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى برثيا، وأوصى برثيا إلى شعيب، وأوصى شعيب إلى موسى (بن عمران)، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى داود، وأوصى داود إلى سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا، وأوصى آصف إلى زكريا، وأوصى زكريا إلى عيسى بن مريم، وأوصى عيسى بن مريم إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى إلى منذر، وأوصى منذر، إلى سلمة، وأوصى سلمة إلى بردة، وأوصى بردة إلي، وأنا أدفعها إلى علي (بن أبي طالب).

فقال علي (عليه السلام): فقلت يارسول الله فهل بينهم أنبياء وأوصياء اُخر؟ قال: نعم أكثر من أن تحصى.

ثم قال (عليه السلام): وأنا أدفعها إليك ياعلي، وأنت تدفعها إلى ابنك الحسن، والحسن يدفعها إلى أخيه الحسين، والحسين يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه جعفر، وجعفر يدفعها إلى ابنه موسى، وموسى يدفعها إلى ابنه

الصفحة 365
علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه الحسن، والحسن يدفعها إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله، ويكون له غيبتان إحداهما أطول من الاُخرى.

ثم التفت الينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رافعاً صوته: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي، قال علي (عليه السلام): فقلت: يارسول الله فما يكون في هذه الغيبة حاله؟ قال: يصبر حتى يأذن الله له بالخروج، فيخرج من اليمن من قرية يقال لها اكرعة على رأسه عمامة متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار، ومناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً، ذلك عندما تصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج(1).

9229/88 ـ عن علي (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم واحداً، لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً(2).

9230/89 ـ الصدوق: باسناده عن الرضا (عليه السلام) قال: ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) إن النبي (صلى الله عليه وآله) قيل له يارسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً}(3)(4).

____________

1- كفاية الأثر: 146، البحار 36:334.

2- البحار 36:368، العمدة: 433 ح908، سنن أبي داود 4:107، كنز العمال 14:267 ح38675.

3- الأعراف: 187.

4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:266، البحار 49:237، تفسير نور الثقلين 2:107، كشف الغمة 3:255.


الصفحة 366

الصفحة 367


مبحث
الملاحم والفتن





الصفحة 368

الصفحة 369

الباب الأول:

إخباره (عليه السلام) ببعض المغيّبات

9231/1 ـ عن جابر بن حزام، في حديث الحنفية لما سبيت مع بني حنيفة، وقالت: لا يملكني إلاّ رجل يخبرني بالرؤيا التي رأتها اُمّي وهي حامل بي، فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): يا حنفّية ألم تحمل بك اُمّك في زمان قحط؟ وكانت اُمّك تقول: إنّك حمل ميشوم في زمان غير مبارك، فلمّا كان بعد تسعة أشهر رأت في منامها كأنّها وضعتك وأنّها تقول: إنّك حمل ميشوم في زمان غير مبارك، وكأنّك تقولين: يا اُمّي لا تتطيّري بي فإنّي حمل مبارك أنشأ نشوءاً صالحاً، ويملكني سيّد وأرزق منه ولداً يكون عزّاً للحنفية؟ فقالت: صدقت، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّه كذلك، وبه أخبرني ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ أخبرها بأشياء اُخر فصدّقته وملكها(1).

9232/2 ـ الصدوق، حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، عن عباد بن يعقوب، عن الحسن بن حمّاد، عن

____________

1- الروضة في الفضائل: 4; اثبات الهداة 1: 518.


الصفحة 370
أبي الجارود، عن يزيد بن الضخم، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: كأني بكم تجولون جولان النعم تطلبون المرعى فلا تجدونه(1).

9233/3 ـ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي الأسدي، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى، ولا علم يرى، يبرأ بعضكم من بعض(2).

9234/4 ـ عن إبراهيم النخعي، عن ابن عباس في خبر، أنّه اُتي براهب قرقيسا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فلمّا رآه قال: مرحباً ببحيرا الأصغر، أين كتاب شمعون الصفا؟ قال: وما يدريك يا أمير المؤمنين؟ قال: إنّ عندنا علم جميع الأشياء، وعلم جميع تفسير المعاني، فأخرج الكتاب وأمير المؤمنين واقف، فقال (عليه السلام): أمسك الكتاب معك، ثمّ قرأ بسم الله الرحمن الرحيم قضى الله فيما قضى وسطر فيما كتب، انّه باعث في الاُميين رسولا منهم يعلّمهم الكتاب والحكمة، ويدلّهم على سبيل الله، لا فظّ ولا غليظ، وذكر من صفاته واختلاف اُمّته بعده، إلى أن قال: ثمّ يظهر رجل من اُمّته بشاطئ الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقضي بالحقّ، وذكر من سيرته ثمّ قال: ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإنّ نُصرته عبادة والقتل معه شهادة، فقال أمير المؤمنين: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسياً، الحمد لله الذي ذكر عبده في كتب الأبرار، فقتل الرجل في صفين(3).

9235/5 ـ البرسي: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لمروان بن الحكم يوم الجمل وقد بايعه: خفت يا ابن الحكم أن ترى رأسك في هذه البقعة، كلاّ لا يكون ذلك (كذلك)

____________

1- اكمال الدين 1: 302; اثبات الهداة 6: 394.

2- غيبة الطوسي، باب المنع من ظهوره:341 ح291; اثبات الهداة 7: 24; البحار 51: 111.

3- مناقب ابن شهر آشوب، في ذكر علي في الكتب 2: 255.


الصفحة 371
حتّى يكون (من) صلبك طواغيت يملكون هذه الاُمّة(1).

9236/6 ـ عن حنان بن سدير الصيرفي، عن رجل من مراد يقال له: رباب بن رياح، قال: كنت واقفاً على رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) بالبصرة بعد الفراغ من أصحاب الجمل، إذ أتى عبد الله بن عباس، فقال: يا أمير المؤمنين لي إليك حاجة، فقال (عليه السلام): ما أعرفني بحاجتك قبل أن تذكرها، جئت تطلب الأمان لابن الحكم؟ فقال: يا أمير المؤمنين أحب أن تؤمنه، قال: آمنته لك، اذهب فجئني به يبايعني، ولا تجئني به إلاّ رديفاً (صاغراً)، قال: فما لبث إلاّ قليلا حتّى أقبل ابن عباس وخلفه مروان بن الحكم، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هلم اُبايعك؟ قال مروان: على أنّ النفس فيها ما فيها، فقال أمير المؤمنين: لست اُبايعك على ما في نفسك، إنّما اُبايعك على الظاهر(فلما بسط يده ليبايعه أخذ كفّه عن كفّ مروان فنترها فقال:لا حاجة لي فيها إنّها كفّ يهودية لو بايعني بيده عشرين مرّة لنكث باسته، ثمّ قال: هيه يا ابن الحكم خفت على رأسك أن تقع في هذه المعمعة، كلا والله حتّى يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الاُمّة خسفاً ويسقونهم كأساً مصبّرة)(2).

9237/7 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو حفص عمر ابن محمّد الزيات، عن عليّ بن عباس، عن أحمد بن المنصور، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمّار الدهني، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: جاء المسيّب بن نجبة إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) متلبباً بعبد الله بن سبأ، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ما شأنك؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله، فقال: ما يقول ـ أي أبو الطفيل ـ فلم أسمع مقالة المسيّب وسمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: هيهات هيهات الغضب، ولكن يأتيكم راكب الذعْلبَة يشدّ حقوها بوضينها ولم يقض تفثاً من حجّ ولا عمرة

____________

1- مشارق الأنوار: 76; مدينة المعاجز 2: 39 ح381.

2- ارشاد القلوب 2: 277; البحار 41: 298; الخرائج والجرائح 1: 197.


الصفحة 372
فيقتلوه. يريد بذلك الحسين بن علي (عليهما السلام)(1).

9238/8 ـ قال علي (عليه السلام) بعد بيعته: اُمرت بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين. يعني أصحاب الجمل وصفين والنهروان، فقاتلهم، وكان الأمر فيما خبّر به على ما قال (عليه السلام) (2).

9239/9 ـ روي عن عبد الحميد الأودّي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ جبير الخابور كان صاحب بيت مال معاوية، وكانت له اُمّ عجوز بالكوفة كبيرة، فقال لمعاوية: إنّ لي اُمّاً بالكوفة عجوزاً اشتقت إليها، فائذن لي حتّى آتيها فأقضي من حقّها ما يجب عليّ، فقال معاوية: ما تصنع بالكوفة فإنّ فيها رجلا ساحراً كاهناً يقال له علي بن أبي طالب، وما آمن أن يفتنك، فقال جبير: ما لي ولعلي، وإنّما آتي اُمّي فأزورها وأقضي من حقّها، فأذن له، فقدم جبير إلى عين التمر ومعه مال، فدفن بعضه في عين التمر، وقد كان لعلي مناظر، فأخذوا جبيراً بظاهر الكوفة وأتو به علياً، فلمّا نظر إليه قال له: يا جبير الخابور أما إنّك كنز من كنوز الله، زعم لك معاوية أنّي كاهن ساحر، قال: إي والله، قال ذلك معاوية. ثمّ قال: ومعك مال قد دفنت بعضه في عين التمر، قال: صدقت يا أمير المؤمنين، لقد كان كذلك، قال علي (عليه السلام): يا حسن ضمّه إليك، فأنزله وأحسن إليه، فلمّا كان من الغد دعاه، ثمّ قال لأصحابه: إنّ هذا يكون في جبل الأهواز في أربعة آلاف مدجّجين في السلاح فيكونون معه حتّى يقوم قائمنا أهل البيت فيقاتل معه(3).

وإنّما أخبره (عليه السلام) بما يكون منه في الرجعة.

9240/10 ـ عن أبي ظبية، قال: جمع علي (عليه السلام) العرفاء ثمّ أشرف عليهم فقال: افعلوا

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس الثامن: 230 ح407; البحار 42: 146.

2- الخرائج والجرائح 1: 199، البحار 41: 299.

3- الخرائج والجرائح 1: 185; البحار 41: 296.