9241/11 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أيها الناس إنّي دعوتكم إلى الحقّ فتوليتم عنّي، وضربتكم بالدرّة فأعييتموني، أما إنّه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتّى يعذّبوكم بالسياط والحديد، إنّه من عذّب الناس في الدنيا عذّبه الله في الآخرة، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتّى يحلّ بين أظهركم، فيأخذ العمّال وعمّال العمّال رجل يقال له يوسف بن عمر. وكان الأمر في ذلك كما قال(2).
9242/12 ـ روى عبد علي القطيفي في كتاب (مطالع الأنوار) حديث المنجم وهو طويل، فيه: أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أخبره بمغيّبات كثيرة منها: أنّه (عليه السلام) أشار إلى رجل وقال: إنّه يموت في هذه الساعة، لأنّه لم يبق له رزق، فلما أشار إليه سقط الرجل ميّتاً، ثمّ نظر إلى بستان للمنجّم فقال له: أنت تعلم كم في بستانك هذا من القصب؟ قال: لا علم لي بذلك يا أمير المؤمنين! فقال (عليه السلام): أنا أعلم أنّ في هذا البستان كذا وكذا قصبة من غير زيادة ولا نقصان! فأمر الدهقان أن يحصد جميع القصب ويعدّها فإذا هي كما قال، لا زادت واحدة ولا نقصت واحدة(3).
9243/13 ـ الحسن بن محمّد المهلّبي في كتاب (الأنوار البدرية) نقلا من كتاب ابن قتيبة، إنّ أهل الكوفة بايعوا علياً (عليه السلام) على التسليم، وشرط علي عليهم كتاب الله وسنّة نبيّه، قال: فجاءه رجل من خثعم، فقال له علي (عليه السلام): تبايع على كتاب الله وسنّة نبيّه؟ قال: لا، ولكن على كتاب الله وسنّة نبيّه وسنّة أبي بكر وعمر، فقال علي: ما أدخل سنّة أبي بكر وعمر مع كتاب الله وسنّة نبيّه، فأبى الخثعمي، وأبى علي (عليه السلام) إلاّ
____________
1- الخرائج والجرائح 1: 186; البحار 41: 296.
2- ارشاد المفيد: 169; البحار 41: 285.
3- اثبات الهداة 5: 47.
قال قبيصة: فرأيته يوم النهروان قتيلا قد وطئت الخيل وجهه وشدخت رأسه، وقد مثّلت به، فذكرت قول علي (عليه السلام) وقلت: لله درّ أبو الحسن ما حرّك شفتيه بشيء قط إلاّ كان(1).
9244/14 ـ روى عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحديد في حديث الشورى: إنّ عبد الرحمن صفق على يد عثمان وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين! فيقال: إنّ علياً (عليه السلام) قال له: والله ما فعلتها إلاّ لأنّك رجوت منه ما رجا صاحبك من صاحبه، دقّ الله بينكما عِطرَ منشم، قيل: ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن فلم يكلّم أحدهما صاحبه حتّى مات عبد الرحمن(2).
9245/15 ـ روى عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد حديثاً يشتمل على كلام بين علي والعباس لما أدخله عمر في الشورى، فأشار عليه العباس أن لا يقبل، فقال علي (عليه السلام): أما إنّي أعلم أنّهم سيولّون عثمان، وليحدثن البدع والأحداث، ولئن بقي لأذكرنّك ولئن قتل أو مات ليتداولنّها بنو اُميّة بينهم، وإن كنت حياً لتجدني حيث تكرهون(3).
9246/16 ـ علي بن النعمان، ومحمّد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خبر طويل، أنّه أنفدت عائشة رجلا شديد العداوة لعلي (عليه السلام) بكتاب إليه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فمضى فاستقبله راكباً، قال: فناوله الكتاب ففضّ خاتمه ثمّ قرأه، قال: تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك، قال: هذا والله لا يكون، فثنّى
____________
1- اثبات الهداة 5: 68.
2- شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 63; اثبات الهداة 5: 37.
3- شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 64; اثبات الهداة 5: 37.
9247/17 ـ روي أنّه (عليه السلام) خرج ذات ليلة من مسجد الكوفة، متوجهاً إلى داره، وقد مضى ربع الليل ومعه كميل بن زياد، ـ وكان من خيار شيعته ومحبّيه ـ فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت، ويقرأ قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الاْخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُوا أُولُوا الاَْلْبَابِ}(2) بصوت شجيٍّ حزين، فاستحسن ذلك كميل في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا كميل! لا تعجبك طنطنة الرجل إنّه من أهل
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 260; اثبات الهداة 4: 498; بصائر الدرجات، باب انّهم يخبرون شيعتهم بأفعالهم وسرّهم: 263.
2- الزمر: 9.
ومضى مدّة متطاولة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل، وقاتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانوا يحفظون القرآن كما اُنزل، والتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده (عليه السلام) يقطر دماً، ورؤوس اُولئك الكفرة الفجرة محلقة على الأرض، فوضع رأس السيف على رأس من تلك الرؤوس وقال: يا كميل {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً} ـ أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ في تلك الليلة، وأعجبك حاله ـ فقبّل كميل مقدّم قدميه واستغفر الله(1).
9248/18 ـ عمّار بن عباس: صعد علي (عليه السلام) المنبر، قال لنا: قوموا فتخلّلوا الصفوف ونادوا: هل من كاره، فتصارخ الناس من كلّ جانب: اللّهمّ قد رضينا وأسلمنا وأطعنا رسولك وابن عمّه، فقال: يا عمار قم إلى بيت المال فاعط ثلاثة دنانير لكل انسان، وارفع لي ثلاثة دنانير، فمضى عمّار وأبو الهيثم مع جماعة من المسلمين إلى بيت المال، ومضى أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى مسجد قبا يصلّي فيه، فوجدوا فيه ثلاثمائة ألف دينار، فوجدوا الناس مائة ألف، فقال عمار: جاء والله الحقّ من ربّكم، والله ما علم بالمال ولا بالناس، وإنّ هذه لآية وجبت عليكم بها طاعة هذا الرجل، فأبى طلحة والزبير وعقيل أن يقبلوها(2).
9249/19 ـ نقلت المرجئة والناصبة، عن أبي الجهم العدوي ـ وكان معادياً لعلي ـ قال: خرجت بكتاب عثمان ـ والمصريّون قد نزلوا به بذي خشب ـ إلى معاوية، وقد طويته طيّاً لطيفاً وجعلته في قراب سيفي، وقد تنكّبت عن الطريق وتوخّيت سواد
____________
1- إرشاد القلوب للديلمي 2: 226.
2- مناقب ابن شهر آشوب، في إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 259; البحار 41: 305.
9250/20 ـ ابن طاووس: عن إسحاق بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن الحرث نوفل، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال لولده: لا تطلبوا هذا الأمر، فإنّه لا يطلبه منكم أحد إلاّ قتل دونه(2).
9251/21 ـ وعنه: فيما ذكره زكريّا من هدم الكعبة، ومنع الحج، فروى بإسناده عن سويد، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: حجّوا قبل أن لا تحجّوا، فكأنّي أنظر إلى حبشي أصمع أقرع بيده معول يهدّمها حجراً حجراً، فقلت له: هذا رأيك تقول أو شيئاً سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما قلته برأي ولكن سمعته من نبيّكم(3).
9252/22 ـ وعنه: قالت صفية بنت الحرث الثقفية زوجة عبد الله بن خلف الخزاعي لعلي (عليه السلام) يوم الجمل بعد الوقعة: يا قاتل الأحبّة يا مفرّق الجماعة، فقال (عليه السلام): إنّي لا ألومك أن تبغضيني يا صفية، وقد قتلت جدّك يوم بدر وعمّك يوم اُحد، وزوجك الآن، ولو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه البيوت، ففتّش فكان فيها مروان وعبد الله بن الزبير(4).
9253/23 ـ الأصبغ، قال: صلّينا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الغداة فإذا رجل عليه ثياب السفر قد أقبل فقال: من أين؟ قال: من الشام، قال: ما أقدمك؟ قال: لي حاجة،
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب، في إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 259.
2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 111.
3- و (4) الملاحم والفتن لابن طاووس: 145; البحار 41: 304; مناقب ابن شهر آشوب 2: 258.
9254/24 ـ عبد الله بن أبي رافع، قال: حضرت أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد وجّه أبا موسى الأشعري وقال له: احكم بكتاب الله ولا تتجاوزه، فلمّا أدبر قال: كأنّي به وقد خدع، قلت: يا أمير المؤمنين فِلَم توجّهه وأنت تعلم أنّه مخدوع؟ فقال: يا بني لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتجّ عليهم بالرسل(2).
9255/25 ـ ابن طاووس: عن سالم الحنفي، قال: قال علي (عليه السلام) وهو في الرحبة جالس: انتدبوا فانتدب في مائة، قال: ثمّ قال: وربّ السماء والأرض مرّتين لقد حدّثني خليلي عن اُمّته، ستغدر بي من بعده، عهداً معهوداً وقضاءاً مقضياً وقد خاب من افترى(3).
9256/26 ـ في (تاريخ بغداد): أنّه قال المفيد أبو بكر الجرجاني، أنّه قال: ولد أبو الدنيا في أيام أبي بكر، وأنّه قال: إنّي خرجت مع أبي للقاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فلمّا
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 260; البحار 41: 306.
2- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 261.
3- الملاحم والفتن لابن طاووس: 101.
9257/27 ـ نصر بن مزاحم... عن عبد العزيز بن سيان، عن حبيب بن أبي ثابت، قال أبو سعيد التميمي المعروف بعقيصا: كنّا مع علي في مسيره إلى الشام حتّى إذا كنّا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد، ـ قال: ـ عطش الناس واحتاجوا إلى ماء، فانطلق بنا حتّى أتى بنا على صخرة ضرس من الأرض، كأنها رِبُضة عنز، فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء، فشرب الناس منه وارتووا. قال: ثمّ أمرنا فاكفأناها عليه. قال: وسار الناس حتّى إذا مضينا قليلا، قال علي (عليه السلام): منكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فانطلقوا إليه. قال: فانطلق منّا رجال ركباناً ومشاةً، فاقتطعنا الطريق (إليه) حتّى انتهينا إلى المكان الذي نرى أنّه فيه، فطلبناها فلم نقدر على شيء، حتّى عيل علينا، انطلقنا الى دير قريب منّا فسألناهم: أين الماء الذي هو عندكم؟ قالوا: ما قربنا ماء، قلنا: بلى، إننّا شربنا منه، قالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم، قال (صاحب الدير): ما بُني هذا الدير
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 264.
9258/28 ـ في رواية أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يا وشّا اُدن منّي، قال: فدنوت منه، فقال: امض إلى محلّتكم ستجد على باب المسجد رجلا وامرأة يتنازعان فأتني بهما، قال: فمضيت فوجدتهما يختصمان، فقلت: إنّ أمير المؤمنين يدعوكما، فسرنا حتّى دخلنا عليه، فقال: يا فتى ما شأنك وهذه الإمرأة؟ قال: يا أمير المؤمنين إنّي تزوّجتها وأمهرت وأملكت وزففت، فلما قربت منها رأت الدم وقد حرت في أمري، فقال (عليه السلام): هي عليك حرام ولست لها بأهل، فماج الناس في ذلك.
فقال لها (عليه السلام): هل تعرفيني؟ فقالت: سماع أسمع بذلك ولم أرك، فقال: ما أنتِ فلانة بنت فلان من آل فلان؟ فقالت: بلى والله، فقال: ألم تتزوّجين بفلان بن فلان متعة سرّاً من أهلك، ألم تحملي منه حملا ثمّ وضعتيه غلاماً ذكراً سويّاً، ثمّ خشيت قومك وأهلك فأخذتيه وخرجت ليلا حتّى إذا صرت في موضع خال وضعتيه على الأرض، ثمّ وقفت مقابله فحننت عليه فعدت أخذتيه، ثمّ عدت طرحتيه حتّى بكى فخشيت الفضيحة، فجاءت الكلاب فأنبحت عليك فخفت فهرولت، فانفرد من الكلاب كلب فجاء إلى ولدك فشمّه ثمّ نهشه لأجل رائحة الزهوكة، فرميت الكلب إشفاقاً فشججتيه فصاح، فخشيتِ أن يدركك الصباح فيشعر بك، فولّيت منصرفة وفي قلبك من البلابل فرفعتِ يديك نحو السماء وقلتِ: اللّهمّ احفظه يا حافظ الودائع، قالت: بلى والله كان هذا جميعه، وقد تحيّرت في مقالتك، فقال (عليه السلام): هائم الرجل فجاء، فقال: اكشف عن جبينك فكشف، فقال للمرأة: هاء الشجّة في قرن ولدك، وهذا الولد ولدك والله تعالى منعه من وطيك بما أراه منك من الآية التي صدّته، والله قد حفظ عليكِ كما سألتيه، فاشكري الله على ما أولاكِ وحباكِ(2).
____________
1- وقعة صفين: 144; أعيان الشيعة 6: 428.
2- أعيان الشيعة 6: 428.
فحدّث رجل عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قام إليه رجل حين تحدّث بهذا الحديث، فقال له: يا أمير المؤمنين وكيف نصنع في ذلك الزمان؟ فقال: الهرب الهرب، فإنّه لا يزال عدل الله مبسوطاً على هذه الاُمّة ما لم يَمل قرّاؤهم الى اُمرائهم، وما لم يزل أبرارهم ينهى فجّارهم، فإن لم يفعلوا ثمّ استنفروا فقالوا: لا إله إلاّ الله، قال الله في عرشه: كذبتم لستم بها صادقين(1).
9260/30 ـ النعماني، عن محمّد بن جبلة الخياط، عن عكرمة، عن يزيد الأحمسي، أنّ عليّاً (عليه السلام) كان جالساً في مسجد الكوفة وبين يديه قوم، منهم عمرو بن حريث، إذ أقبلت امرأة مختمرة لا تُعرف، فوقفت فقالت لعلي (عليه السلام): يا مَن قتل الرجال وسفك الدماء وأيتم الصبيان وأرمل النساء، فقال علي (عليه السلام): وإنّها لهي هذه السلقلقة الجلعة المجعّة، وإنّها لهي هذه شبيهة الرجال والنساء التي ما رأت دماً قط، قال: فولّت هاربة منكّسة رأسها، فتبعها عمرو بن حريث، فلمّا صارت بالرحبة قال لها: والله لقد سررتُ بما كان منك اليوم إلى هذا الرجل، فادخلي منزلي حتّى أهب لك وأكسوك، فلمّا دخلت منزله أمر جواريه بتفتيشها وكشفها ونزع ثيابها لينظر صدقه فيما قاله عنها، فبكت وسألته أن لا يكشفها، وقالت: أنا والله كما قال: لي ركب النساء وأنثيان كأنثي الرجال، وما رأيت دماً قط، فتركها وأخرجها، ثمّ جاء إلى
____________
1- غيبة النعماني، الباب 14: 248; البحار 52: 228.
9261/31 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السرّاج وعليّ بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا بويع بعد مقتل عثمان، صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها:
ألا إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيّه (صلى الله عليه وآله)، والذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ولتغربلنّ غربلة حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم، وليسبقنّ سبّاقون كانوا قصّروا، وليقصّرن سبّاقون كانوا سبقوا، والله ما كتمت وسمة ولا كذبت كذبة، ولقد نُبئت بهذا المقام وهذا اليوم(2).
9262/32 ـ المفيد، عن الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن سويد بن غفلة، أنّ عليّاً (عليه السلام) خطب ذات يوم، فقام رجل من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين إنّي مررت بوادي القرى فوجدت خالد بن عرفطة قد مات فاستغفر له، فقال (عليه السلام): والله ما مات ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن حمّاد، فقام رجل آخر من تحت المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين أنا حبيب بن حمّاد، وإنّي لك شيعة ومحبّ، فقال: أنت حبيب بن حمّاد؟ قال: نعم، فقال له ثانية: والله إنّك لحبيب بن حمّاد؟ فقال: إي والله، قال: أما والله إنّك لحاملها ولتحلّنها ولتدخلنّ بها من هذا الباب ـ وأشار إلى باب الفيل بمسجد الكوفة ـ. قال ثابت: فوالله ما متُّ حتّى رأيت ابن زياد وقد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي (عليه السلام) وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته، وحبيب بن حمّاد صاحب رايته، فدخل بها من باب الفيل(3).
____________
1- شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 208.
2- الكافي 1: 369.
3- ارشاد المفيد: 173; الاختصاص للشيخ المفيد: 280; ارشاد القلوب 2: 225; مناقب ابن شهر آشوب، في إخباره (عليه السلام) بالمنايا والبلايا 2: 270; البحار 41: 288; اثبات الهداة 4: 509; شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 208.
9264/34 ـ الحسين بن علي الدينوري، عن محمّد بن الحسن، قال: حدّثني إبراهيم
____________
1- الحجر: 75.
2- الاختصاص: 302; تفسير العياشي 2: 248; تفسير فرات: 228 ح307; تفسير البرهان 2: 351; البحار 24: 126 وفي 61: 137 منه أيضاً; اثبات الهداة 4: 510.
قال لها عمر: فأخبريني عافاك الله ما الذي قال لك؟ قالت: يا عبد الله إنّي لا أقول ذلك; لأنّه قال ما فيّ وما أكره، وبعد فإنّه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب، فقال لها: والله ما تعرفيني ولا أعرفك، ولعلّك لا تريني ولا أراك بعد يومي هذا، قال عمرو: فلمّا رأتني قد ألححت عليها قالت: أمّا قوله: يا سَلفَع فوالله ما كذب عليّ لا أحيض من حيث تحيض النساء، وأمّا قوله: يا مهيع فإنّي والله صاحبة نساء وما أنا بصاحبة رجال، وأمّا قوله: يا قَردَع فإنّي المخربة ببيت زوجي وما أبقي عليه، فقال لها: ويحك وما علمه بهذا؟ أتراه ساحراً أو كاهناً أو مخدوماً؟ أخبرك بما فيك وهذا علم كثير، فقالت له: بئس ما قلت يا عبد الله إنّه ليس بساحر ولا كاهن ولا مخدوم، ولكنّه من أهل بيت النبوّة وهو وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووارثه، وهو يخبر الناس بما ألقاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلّمه; لأنّه حجّة الله على الخلق بعد نبيّه (صلى الله عليه وآله).
فأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يا عمرو بما
9265/35 ـ المفيد، ما رواه إسماعيل بن صبيح، عن يحيى بن المساور العابدي، عن إسماعيل بن زياد، قال: إنّ عليّاً (عليه السلام) قال للبرّاء بن عازب ذات يوم: يا برّاء يُقتل إبني الحسين (عليه السلام) وأنت حيّ لا تنصره، فلمّا قتل الحسين كان البرّاء بن عازب يقول: صدق والله عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قُتل الحسين (عليه السلام) ولم أنصره، ثمّ أظهر الحسرة على ذلك والندم(2).
9266/36 ـ الصدوق، عن المروزي، عن عبد الله النيسابوري، عن عبد الله بن أحمد الطائي، عن أبيه، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال:
كأنّي بالقصور قد شيّدت حول قبر الحسين (عليه السلام)، وكأنّي بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين، ولا تذهب الليالي والأيام حتّى يُسار إليه من الآفاق وذلك عند انقطاع مُلك بني مروان(3).
9267/37 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال بذي قار وهو جالس لأخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون رجلا ولا ينقصون رجلا يبايعوني على الموت، قال ابن عباس: فجزعت لذلك وخفت أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدوا عليه فيفسد الأمر علينا، واني اُحصي القوم فاستوفيت عددهم تسعماءة رجل وتسعة وتسعين رجلا، ثمّ انقطع مجيء القوم، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ماذا
____________
1- الاختصاص: 305; مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 266; البحار 41: 291; اثبات الهداة 4: 502.
2- ارشاد المفيد: 174.
3- عيون أخبار الرضا، في أخبار المجموعة 2: 48; البحار 41: 287; اثبات الهداة 4: 450.
9268/38 ـ ابن طاووس بالاسناد، حدّثنا أبو ثور وعبد الرزاق عن معمّر، عن طارق، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي (عليه السلام) قال: في الفتنة الخامسة العمياء الصمّاء المطبقة تصير الناس فيها كالبهائم(2).
9269/39 ـ العياشي: عن أبي الصهبان البكري، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: والذي نفسي بيده لتفرقنّ هذه الاُمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلاّ فرقة {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}(3) فهذه التي تنجو من هذه الاُمة(4).
9270/40 ـ الشيخ الطوسي، عن قرقارة، عن أبي حاتم، عن محمد بن يزيد الآدمي بغدادي عابد، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن مثيل بن عباد، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: أظلتكم فتنة عمياء منكشفة
____________
1- الخرائج والجرائح 1: 200; البحار 42: 147; ارشاد القلوب 2: 224; ارشاد المفيد: 166.
2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 21.
3- الأعراف: 181.
4- تفسير العياشي 2:43، تفسير البرهان 2:49، البحار 24:144، تفسير مجمع البيان 3:503، تفسير الصافي 2:255.
9271/41 ـ أحمد بن حنبل، (قال عبدالله بن أحمد) حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا فضيل بن سليمان ـ يعني النميري ـ حدثنا محمد بن أبي يحيى، عن أياس بن عمرو الأسلمي، عن علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)إنه سيكون بعدي اختلاف أوامر، فان استطعت أن تكون السلم فافعل(2).
9272/42 ـ أخرج ابن جرير، عن أبي مسلم سمعت علياً (رضي الله عنه) يقول: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم(3).
9273/43 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن محمد بن زكريا الجوزقي، أنبأنا عمر بن الحسن القاضي، أنبأنا أحمد بن الحسن الخزاز، أنبأنا أبي، أنبأنا حصين بن مخارق، عن سعيد بن الخمس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة، عن علي [(عليه السلام)]قال: إن القرية لتكون فيها من الشيعة، فيدفع بهم عنها، ثم قال: أبيتم إلاّ أن أقولها، فوالله لعهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أن الاُمة ستغدر بي(4).
9274/44 ـ أخرج ابن أبي شيبة، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أجمع، همش الساقين جالس عليها وهو يهدمها(5).
9275/45 ـ عن علي (رضي الله عنه) في وصف الترك: كأني أراهم قوماً كأن وجوههم المجان
____________
1- الغيبة (للطوسي): 465 ح481، مستدرك الوسائل 12:301 ح14144، معاني الأخبار: 166، البحار 2:73، الخرائج والجرائح 3:1152.
2- مسند أحمد 1:90.
3- تفسير السيوطي 1:320.
4- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 3:148.
5- تفسير السيوطي 5:101، غريب الحديث 3:454.
9276/46 ـ ابن شهر آشوب: أنّ علياً (عليه السلام) قال لرجل: إنّك ستعمّر وتُحمل إلى مدينة يبنيها رجل من بني العباس تسمّى في ذلك الزمان بغداد، ما ترى هذه الأرض ولا تصل إليها، تموت بموضع يقال له المدائن، فكان كما قال (عليه السلام) ليلة دخل المدائن مات(2).
____________
1- ربيع الأبرار 1:397.
2- مناقب ابن شهر آشوب 2:263، إثبات الهداة 5:75، البحار 41:307.