الصفحة 373
كذا، قالوا: لا نفعل، قال (عليه السلام): أما والله ليستعملنّ عليكم اليهود والمجوس، ثمّ لا تمتّعون، فكان ذلك كذلك(1).

9241/11 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أيها الناس إنّي دعوتكم إلى الحقّ فتوليتم عنّي، وضربتكم بالدرّة فأعييتموني، أما إنّه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتّى يعذّبوكم بالسياط والحديد، إنّه من عذّب الناس في الدنيا عذّبه الله في الآخرة، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتّى يحلّ بين أظهركم، فيأخذ العمّال وعمّال العمّال رجل يقال له يوسف بن عمر. وكان الأمر في ذلك كما قال(2).

9242/12 ـ روى عبد علي القطيفي في كتاب (مطالع الأنوار) حديث المنجم وهو طويل، فيه: أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أخبره بمغيّبات كثيرة منها: أنّه (عليه السلام) أشار إلى رجل وقال: إنّه يموت في هذه الساعة، لأنّه لم يبق له رزق، فلما أشار إليه سقط الرجل ميّتاً، ثمّ نظر إلى بستان للمنجّم فقال له: أنت تعلم كم في بستانك هذا من القصب؟ قال: لا علم لي بذلك يا أمير المؤمنين! فقال (عليه السلام): أنا أعلم أنّ في هذا البستان كذا وكذا قصبة من غير زيادة ولا نقصان! فأمر الدهقان أن يحصد جميع القصب ويعدّها فإذا هي كما قال، لا زادت واحدة ولا نقصت واحدة(3).

9243/13 ـ الحسن بن محمّد المهلّبي في كتاب (الأنوار البدرية) نقلا من كتاب ابن قتيبة، إنّ أهل الكوفة بايعوا علياً (عليه السلام) على التسليم، وشرط علي عليهم كتاب الله وسنّة نبيّه، قال: فجاءه رجل من خثعم، فقال له علي (عليه السلام): تبايع على كتاب الله وسنّة نبيّه؟ قال: لا، ولكن على كتاب الله وسنّة نبيّه وسنّة أبي بكر وعمر، فقال علي: ما أدخل سنّة أبي بكر وعمر مع كتاب الله وسنّة نبيّه، فأبى الخثعمي، وأبى علي (عليه السلام) إلاّ

____________

1- الخرائج والجرائح 1: 186; البحار 41: 296.

2- ارشاد المفيد: 169; البحار 41: 285.

3- اثبات الهداة 5: 47.


الصفحة 374
كتاب الله وسنّة نبيّه، إلى أن قال: فقال علي (عليه السلام): كأنّي بك وقد نفرت في هذه الفتنة، وكأني بحوافر خيلي قد شدخت وجهك! فلحق بالخوارج فقتل يوم النهروان.

قال قبيصة: فرأيته يوم النهروان قتيلا قد وطئت الخيل وجهه وشدخت رأسه، وقد مثّلت به، فذكرت قول علي (عليه السلام) وقلت: لله درّ أبو الحسن ما حرّك شفتيه بشيء قط إلاّ كان(1).

9244/14 ـ روى عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحديد في حديث الشورى: إنّ عبد الرحمن صفق على يد عثمان وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين! فيقال: إنّ علياً (عليه السلام) قال له: والله ما فعلتها إلاّ لأنّك رجوت منه ما رجا صاحبك من صاحبه، دقّ الله بينكما عِطرَ منشم، قيل: ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن فلم يكلّم أحدهما صاحبه حتّى مات عبد الرحمن(2).

9245/15 ـ روى عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد حديثاً يشتمل على كلام بين علي والعباس لما أدخله عمر في الشورى، فأشار عليه العباس أن لا يقبل، فقال علي (عليه السلام): أما إنّي أعلم أنّهم سيولّون عثمان، وليحدثن البدع والأحداث، ولئن بقي لأذكرنّك ولئن قتل أو مات ليتداولنّها بنو اُميّة بينهم، وإن كنت حياً لتجدني حيث تكرهون(3).

9246/16 ـ علي بن النعمان، ومحمّد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خبر طويل، أنّه أنفدت عائشة رجلا شديد العداوة لعلي (عليه السلام) بكتاب إليه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فمضى فاستقبله راكباً، قال: فناوله الكتاب ففضّ خاتمه ثمّ قرأه، قال: تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك، قال: هذا والله لا يكون، فثنّى

____________

1- اثبات الهداة 5: 68.

2- شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 63; اثبات الهداة 5: 37.

3- شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 64; اثبات الهداة 5: 37.


الصفحة 375
رجله فنزل وأحدق به أصحابه، ثمّ قال له: أسألك؟ قال: نعم، قال: وتجيبني؟ قال: نعم، قال: ناشدتك الله أقالت: التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل فاُتيت بك، فقالت لك: ما بلغت من عداوتك لهذا الرجل؟ فقلت: كثيراً ما أتمنّى على ربّي أنه وأصحابه في وسطي وإنّي ضربته ضربة بالسيف يشق السيف الدم؟ فقال: اللّهمّ نعم، قال: فأنشدك الله أقالت: فاذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعناً كان أو مقيماً، أما إنّك إن رأيته ظاعناً رأيته راكباً بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) متنكباً قوماً معلّقاً كنانته بقربوس سرجه، أصحابه خلفه كأنهم طير صوّاف؟ قال: اللّهمّ نعم، قال: فأنشدك الله هل قالت لك: إن عرض عليك طعامه وشرابه فلا تنالنّ منه شيئاً فإنّ فيه السحر؟ قال: اللّهمّ نعم، قال: فبلّغ عنّي، قال: اللّهمّ نعم، فإنّي قد أتيتك وما في الأرض خلقٌ أبغض إليّ منك، وأنا الساعة ما في الأرض خلق أحبّ إليّ منك فمرني بما شئت، فقال: ادفع كتابي هذا وقل لها: ما أطعت الله ورسوله حيث أمرك الله بلزوم بيتك، الخبر. قال: فبلّغ الرجل رسالته ثمّ رجع إلى أمير المؤمنين(1).

9247/17 ـ روي أنّه (عليه السلام) خرج ذات ليلة من مسجد الكوفة، متوجهاً إلى داره، وقد مضى ربع الليل ومعه كميل بن زياد، ـ وكان من خيار شيعته ومحبّيه ـ فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت، ويقرأ قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الاْخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُوا أُولُوا الاَْلْبَابِ}(2) بصوت شجيٍّ حزين، فاستحسن ذلك كميل في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا كميل! لا تعجبك طنطنة الرجل إنّه من أهل

____________

1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 260; اثبات الهداة 4: 498; بصائر الدرجات، باب انّهم يخبرون شيعتهم بأفعالهم وسرّهم: 263.

2- الزمر: 9.


الصفحة 376
النار، وساُنبّئك فيما بعد، فتحيّر كميل لمكاشفته (عليه السلام) له على ما في باطنه وشهادته للرجل بالنار مع كونه في هذا الأمر وفي تلك الحالة الحسنة ظاهراً في ذلك الوقت، فسكت كميل متعجباً متفكراً في ذلك الأمر.

ومضى مدّة متطاولة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل، وقاتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانوا يحفظون القرآن كما اُنزل، والتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده (عليه السلام) يقطر دماً، ورؤوس اُولئك الكفرة الفجرة محلقة على الأرض، فوضع رأس السيف على رأس من تلك الرؤوس وقال: يا كميل {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً} ـ أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ في تلك الليلة، وأعجبك حاله ـ فقبّل كميل مقدّم قدميه واستغفر الله(1).

9248/18 ـ عمّار بن عباس: صعد علي (عليه السلام) المنبر، قال لنا: قوموا فتخلّلوا الصفوف ونادوا: هل من كاره، فتصارخ الناس من كلّ جانب: اللّهمّ قد رضينا وأسلمنا وأطعنا رسولك وابن عمّه، فقال: يا عمار قم إلى بيت المال فاعط ثلاثة دنانير لكل انسان، وارفع لي ثلاثة دنانير، فمضى عمّار وأبو الهيثم مع جماعة من المسلمين إلى بيت المال، ومضى أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى مسجد قبا يصلّي فيه، فوجدوا فيه ثلاثمائة ألف دينار، فوجدوا الناس مائة ألف، فقال عمار: جاء والله الحقّ من ربّكم، والله ما علم بالمال ولا بالناس، وإنّ هذه لآية وجبت عليكم بها طاعة هذا الرجل، فأبى طلحة والزبير وعقيل أن يقبلوها(2).

9249/19 ـ نقلت المرجئة والناصبة، عن أبي الجهم العدوي ـ وكان معادياً لعلي ـ قال: خرجت بكتاب عثمان ـ والمصريّون قد نزلوا به بذي خشب ـ إلى معاوية، وقد طويته طيّاً لطيفاً وجعلته في قراب سيفي، وقد تنكّبت عن الطريق وتوخّيت سواد

____________

1- إرشاد القلوب للديلمي 2: 226.

2- مناقب ابن شهر آشوب، في إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 259; البحار 41: 305.


الصفحة 377
الليل حتّى كنت بجانب الجرف، إذا رجل على حمار مستقبلي ومعه رجلان يمشيان أمامه، فإذا هو عليّ بن أبي طالب قد أتى من ناحية البدو، فأثبتني ولم أثبته حتّى سمعت كلامه، فقال: أين تريد يا صخر؟ قلت: البدو، فأدَعُ الصحابة، قال: فما هذا الذي في قراب سيفك؟ قلت: لا تدع مزاحك أبداً ثمّ جزته(1).

9250/20 ـ ابن طاووس: عن إسحاق بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن الحرث نوفل، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال لولده: لا تطلبوا هذا الأمر، فإنّه لا يطلبه منكم أحد إلاّ قتل دونه(2).

9251/21 ـ وعنه: فيما ذكره زكريّا من هدم الكعبة، ومنع الحج، فروى بإسناده عن سويد، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: حجّوا قبل أن لا تحجّوا، فكأنّي أنظر إلى حبشي أصمع أقرع بيده معول يهدّمها حجراً حجراً، فقلت له: هذا رأيك تقول أو شيئاً سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما قلته برأي ولكن سمعته من نبيّكم(3).

9252/22 ـ وعنه: قالت صفية بنت الحرث الثقفية زوجة عبد الله بن خلف الخزاعي لعلي (عليه السلام) يوم الجمل بعد الوقعة: يا قاتل الأحبّة يا مفرّق الجماعة، فقال (عليه السلام): إنّي لا ألومك أن تبغضيني يا صفية، وقد قتلت جدّك يوم بدر وعمّك يوم اُحد، وزوجك الآن، ولو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه البيوت، ففتّش فكان فيها مروان وعبد الله بن الزبير(4).

9253/23 ـ الأصبغ، قال: صلّينا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الغداة فإذا رجل عليه ثياب السفر قد أقبل فقال: من أين؟ قال: من الشام، قال: ما أقدمك؟ قال: لي حاجة،

____________

1- مناقب ابن شهر آشوب، في إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 259.

2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 111.

3- و (4) الملاحم والفتن لابن طاووس: 145; البحار 41: 304; مناقب ابن شهر آشوب 2: 258.


الصفحة 378
قال: أخبرني وإلاّ أخبرتك بقضيّتك؟ قال: أخبرني بها يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): نادى معاوية يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا من يقتل علياً فله عشرة آلاف دينار، فوثب فلان وقال: أنا، قال: أنت، فلمّا انصرف إلى منزله ندم وقال: أسير إلى ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبي ولديه فأقتله، ثمّ نادى مناديه يوم الثاني: من يقتل علياً فله عشرون ألف دينار، فوثب آخر فقال: أنا، فقال: أنت، ثمّ أنه ندم واستقال معاوية فأقاله، ثمّ نادى مناديه اليوم الثالث: من يقتل علياً فله ثلاثون ألف دينار، فوثبت أنت، وأنت رجل من حِميَر، قال: صدقت، قال: فما رأيك تمضي إلى ما اُمرت به أو ماذا؟ قال: لا، ولكن أنصرف، قال: يا قنبر أصلح له راحلته وهيّئ له زاده وأعطه نفقته(1).

9254/24 ـ عبد الله بن أبي رافع، قال: حضرت أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد وجّه أبا موسى الأشعري وقال له: احكم بكتاب الله ولا تتجاوزه، فلمّا أدبر قال: كأنّي به وقد خدع، قلت: يا أمير المؤمنين فِلَم توجّهه وأنت تعلم أنّه مخدوع؟ فقال: يا بني لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتجّ عليهم بالرسل(2).

9255/25 ـ ابن طاووس: عن سالم الحنفي، قال: قال علي (عليه السلام) وهو في الرحبة جالس: انتدبوا فانتدب في مائة، قال: ثمّ قال: وربّ السماء والأرض مرّتين لقد حدّثني خليلي عن اُمّته، ستغدر بي من بعده، عهداً معهوداً وقضاءاً مقضياً وقد خاب من افترى(3).

9256/26 ـ في (تاريخ بغداد): أنّه قال المفيد أبو بكر الجرجاني، أنّه قال: ولد أبو الدنيا في أيام أبي بكر، وأنّه قال: إنّي خرجت مع أبي للقاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فلمّا

____________

1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 260; البحار 41: 306.

2- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 261.

3- الملاحم والفتن لابن طاووس: 101.


الصفحة 379
صرنا قريباً من الكوفة، عطشنا عطشاً شديداً، فقلت لوالدي: اجلس حتّى اُدوّر لك الصحراء فلعلّي أقدر على ماء، فقصدت إليه، فإذا أنا ببئر شبه الركيّة أو الوادي، فاغتسلت منه وشربت منه حتّى رويت، ثمّ جئت إلى أبي فقلت: قُم فقد فرّج الله عنّا، وهذه عين ماء قريب منّا، ومضينا فلم نر شيئاً، فلم يزل يضطرب حتّى مات ودفنته، وجئت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو خارج إلى صفين، وقد اُخرج له البغلة، فجئت ومسكت له بالركاب، والتفت إليّ فانكببت اُقبّل الركاب فشجّت في وجهي شجّة، ـ قال أبو بكر المفيد: ورأيت الشجّة في وجهه واضحة ـ ثمّ سألني عن خبري فأخبرته بقضيّتي، فقال (عليه السلام): عينٌ لم يشرب منها أحد إلاّ وعمّر عمراً طويلا، فأبشر فإنّك ستعمّر، وسمّاني بالمعمّر، وهو الذي يدعى بالأشجّ(1).

9257/27 ـ نصر بن مزاحم... عن عبد العزيز بن سيان، عن حبيب بن أبي ثابت، قال أبو سعيد التميمي المعروف بعقيصا: كنّا مع علي في مسيره إلى الشام حتّى إذا كنّا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد، ـ قال: ـ عطش الناس واحتاجوا إلى ماء، فانطلق بنا حتّى أتى بنا على صخرة ضرس من الأرض، كأنها رِبُضة عنز، فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء، فشرب الناس منه وارتووا. قال: ثمّ أمرنا فاكفأناها عليه. قال: وسار الناس حتّى إذا مضينا قليلا، قال علي (عليه السلام): منكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فانطلقوا إليه. قال: فانطلق منّا رجال ركباناً ومشاةً، فاقتطعنا الطريق (إليه) حتّى انتهينا إلى المكان الذي نرى أنّه فيه، فطلبناها فلم نقدر على شيء، حتّى عيل علينا، انطلقنا الى دير قريب منّا فسألناهم: أين الماء الذي هو عندكم؟ قالوا: ما قربنا ماء، قلنا: بلى، إننّا شربنا منه، قالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم، قال (صاحب الدير): ما بُني هذا الدير

____________

1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 264.


الصفحة 380
إلاّ لذلك الماء، وما استخرجه إلاّ نبي أو وصيّ نبي(1).

9258/28 ـ في رواية أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يا وشّا اُدن منّي، قال: فدنوت منه، فقال: امض إلى محلّتكم ستجد على باب المسجد رجلا وامرأة يتنازعان فأتني بهما، قال: فمضيت فوجدتهما يختصمان، فقلت: إنّ أمير المؤمنين يدعوكما، فسرنا حتّى دخلنا عليه، فقال: يا فتى ما شأنك وهذه الإمرأة؟ قال: يا أمير المؤمنين إنّي تزوّجتها وأمهرت وأملكت وزففت، فلما قربت منها رأت الدم وقد حرت في أمري، فقال (عليه السلام): هي عليك حرام ولست لها بأهل، فماج الناس في ذلك.

فقال لها (عليه السلام): هل تعرفيني؟ فقالت: سماع أسمع بذلك ولم أرك، فقال: ما أنتِ فلانة بنت فلان من آل فلان؟ فقالت: بلى والله، فقال: ألم تتزوّجين بفلان بن فلان متعة سرّاً من أهلك، ألم تحملي منه حملا ثمّ وضعتيه غلاماً ذكراً سويّاً، ثمّ خشيت قومك وأهلك فأخذتيه وخرجت ليلا حتّى إذا صرت في موضع خال وضعتيه على الأرض، ثمّ وقفت مقابله فحننت عليه فعدت أخذتيه، ثمّ عدت طرحتيه حتّى بكى فخشيت الفضيحة، فجاءت الكلاب فأنبحت عليك فخفت فهرولت، فانفرد من الكلاب كلب فجاء إلى ولدك فشمّه ثمّ نهشه لأجل رائحة الزهوكة، فرميت الكلب إشفاقاً فشججتيه فصاح، فخشيتِ أن يدركك الصباح فيشعر بك، فولّيت منصرفة وفي قلبك من البلابل فرفعتِ يديك نحو السماء وقلتِ: اللّهمّ احفظه يا حافظ الودائع، قالت: بلى والله كان هذا جميعه، وقد تحيّرت في مقالتك، فقال (عليه السلام): هائم الرجل فجاء، فقال: اكشف عن جبينك فكشف، فقال للمرأة: هاء الشجّة في قرن ولدك، وهذا الولد ولدك والله تعالى منعه من وطيك بما أراه منك من الآية التي صدّته، والله قد حفظ عليكِ كما سألتيه، فاشكري الله على ما أولاكِ وحباكِ(2).

____________

1- وقعة صفين: 144; أعيان الشيعة 6: 428.

2- أعيان الشيعة 6: 428.


الصفحة 381
9259/29 ـ أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن حميد بن زياد، عن عليّ بن الصّباح، عن أبي علي الحسن بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: يأتيكم بعد الخمسين والمائة اُمراء كفرة، واُمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتكثّر التجّار وتقلّ الأرباح، ويفشو الربا، وتكثر أولاد الزنا وتغمر السفاح، وتتناكر المعارف، وتعظم الأهلّة، وتكتفي النساء بالنساء، والرجال بالرجال.

فحدّث رجل عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قام إليه رجل حين تحدّث بهذا الحديث، فقال له: يا أمير المؤمنين وكيف نصنع في ذلك الزمان؟ فقال: الهرب الهرب، فإنّه لا يزال عدل الله مبسوطاً على هذه الاُمّة ما لم يَمل قرّاؤهم الى اُمرائهم، وما لم يزل أبرارهم ينهى فجّارهم، فإن لم يفعلوا ثمّ استنفروا فقالوا: لا إله إلاّ الله، قال الله في عرشه: كذبتم لستم بها صادقين(1).

9260/30 ـ النعماني، عن محمّد بن جبلة الخياط، عن عكرمة، عن يزيد الأحمسي، أنّ عليّاً (عليه السلام) كان جالساً في مسجد الكوفة وبين يديه قوم، منهم عمرو بن حريث، إذ أقبلت امرأة مختمرة لا تُعرف، فوقفت فقالت لعلي (عليه السلام): يا مَن قتل الرجال وسفك الدماء وأيتم الصبيان وأرمل النساء، فقال علي (عليه السلام): وإنّها لهي هذه السلقلقة الجلعة المجعّة، وإنّها لهي هذه شبيهة الرجال والنساء التي ما رأت دماً قط، قال: فولّت هاربة منكّسة رأسها، فتبعها عمرو بن حريث، فلمّا صارت بالرحبة قال لها: والله لقد سررتُ بما كان منك اليوم إلى هذا الرجل، فادخلي منزلي حتّى أهب لك وأكسوك، فلمّا دخلت منزله أمر جواريه بتفتيشها وكشفها ونزع ثيابها لينظر صدقه فيما قاله عنها، فبكت وسألته أن لا يكشفها، وقالت: أنا والله كما قال: لي ركب النساء وأنثيان كأنثي الرجال، وما رأيت دماً قط، فتركها وأخرجها، ثمّ جاء إلى

____________

1- غيبة النعماني، الباب 14: 248; البحار 52: 228.


الصفحة 382
عليّ (عليه السلام) فأخبره، فقال (عليه السلام): إنّ خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرني بالمتمرّدين عليَّ من الرجال والمتمرّدات من النساء إلى أن تقوم الساعة(1).

9261/31 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السرّاج وعليّ بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا بويع بعد مقتل عثمان، صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها:

ألا إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيّه (صلى الله عليه وآله)، والذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ولتغربلنّ غربلة حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم، وليسبقنّ سبّاقون كانوا قصّروا، وليقصّرن سبّاقون كانوا سبقوا، والله ما كتمت وسمة ولا كذبت كذبة، ولقد نُبئت بهذا المقام وهذا اليوم(2).

9262/32 ـ المفيد، عن الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن سويد بن غفلة، أنّ عليّاً (عليه السلام) خطب ذات يوم، فقام رجل من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين إنّي مررت بوادي القرى فوجدت خالد بن عرفطة قد مات فاستغفر له، فقال (عليه السلام): والله ما مات ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن حمّاد، فقام رجل آخر من تحت المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين أنا حبيب بن حمّاد، وإنّي لك شيعة ومحبّ، فقال: أنت حبيب بن حمّاد؟ قال: نعم، فقال له ثانية: والله إنّك لحبيب بن حمّاد؟ فقال: إي والله، قال: أما والله إنّك لحاملها ولتحلّنها ولتدخلنّ بها من هذا الباب ـ وأشار إلى باب الفيل بمسجد الكوفة ـ. قال ثابت: فوالله ما متُّ حتّى رأيت ابن زياد وقد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي (عليه السلام) وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته، وحبيب بن حمّاد صاحب رايته، فدخل بها من باب الفيل(3).

____________

1- شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 208.

2- الكافي 1: 369.

3- ارشاد المفيد: 173; الاختصاص للشيخ المفيد: 280; ارشاد القلوب 2: 225; مناقب ابن شهر آشوب، في إخباره (عليه السلام) بالمنايا والبلايا 2: 270; البحار 41: 288; اثبات الهداة 4: 509; شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 208.


الصفحة 383
9263/33 ـ محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وإبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان الخزّاز، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة، إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها، فقضى لزوجها عليها، فغضبت فقالت: لا والله ما الحقّ فيما قضيت، وما تقضي بالسويّة ولا تعدل في الرعيّة ولا قضيّتك عند الله بالمرضية، فنظر إليها ملياً ثمّ قال لها: كذبت يا جريئة يا بذيّة، يا سلفع يا سَلقلقية يا التي لا تحمل من حيث تحمل النساء، قال: فولّت المرأة هاربة مولولة وتقول: ويلي ويلي ويلي لقد هتكت يا ابن أبي طالب ستراً كان مستوراً، قال: فلحقها عمرو بن حريث، فقال: يا أمة الله لقد استقبلتِ عليّاً بكلام سررتني به، ثمّ أنّه نزع لك بكلام فولّيت عنه هاربة تولولين؟ فقالت: إنّ علياً والله أخبرني بالحقّ وبما أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي ومن أبويّ، فعاد عمرو إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبره بما قالت له المرأة، وقال له فيما يقول: ما أعرفك بالكهانة، فقال له علي (عليه السلام): ويلك إنّها ليست بالكهانة منّي ولكنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فلمّا ركّب الأرواح في أبدانها، كتب بين أعينهم كافر ومؤمن وما هم مبتلين وما هم عليه من سيّئ عملهم وحسنه في قدر اُذن الفارة، ثمّ أنزل بذلك قرآناً على نبيّه (صلى الله عليه وآله) فقال: {إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِلْمُتَوَسِّمِينَ}(1) فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) المتوسّم ثمّ أنا من بعده والأئمّة من ذريّتي هم المتوسّمون، فلمّا تأمّلتها عرفت ما فيها وما هي عليه بسيمائها(2).

9264/34 ـ الحسين بن علي الدينوري، عن محمّد بن الحسن، قال: حدّثني إبراهيم

____________

1- الحجر: 75.

2- الاختصاص: 302; تفسير العياشي 2: 248; تفسير فرات: 228 ح307; تفسير البرهان 2: 351; البحار 24: 126 وفي 61: 137 منه أيضاً; اثبات الهداة 4: 510.


الصفحة 384
ابن غياث، عن عمرو بن ثابت، عن ابن أبي حبيب، عن الحارث الأعور، قال: كنت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجلس القضاء، إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها، فتكلّمت بحجّتها وتكلّم الزوج بحجّته، فوجّه القضاء عليها، فغضبت غضباً شديداً ثمّ قالت: والله يا أمير المؤمنين لقد حكمت عليّ بالجور، وما بهذا أمرك الله، فقال لها: يا سَلفع، يا مهيع، يا قردع بل حكمت عليك بالحقّ الذي علمته، فلمّا سمعت منه الكلام ولّت هاربة فلم تردّ عليه جواباً، فاتّبعها عمرو بن حريث فقال لها: والله يا أمة الله لقد سمعت اليوم منك عجباً! وسمعت أمير المؤمنين قال لكِ قولا قمتِ من عنده هاربة موليّة ما رددت عليه جواباً؟ فقالت: يا عبد الله لقد أخبرني بأمر لم يطّلع عليه أحد إلاّ الله وأنا، وما قمتُ من عنده إلاّ خائفة أن يخبرني بأعظم مما رماني به، فصبري على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعد واحدة.

قال لها عمر: فأخبريني عافاك الله ما الذي قال لك؟ قالت: يا عبد الله إنّي لا أقول ذلك; لأنّه قال ما فيّ وما أكره، وبعد فإنّه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب، فقال لها: والله ما تعرفيني ولا أعرفك، ولعلّك لا تريني ولا أراك بعد يومي هذا، قال عمرو: فلمّا رأتني قد ألححت عليها قالت: أمّا قوله: يا سَلفَع فوالله ما كذب عليّ لا أحيض من حيث تحيض النساء، وأمّا قوله: يا مهيع فإنّي والله صاحبة نساء وما أنا بصاحبة رجال، وأمّا قوله: يا قَردَع فإنّي المخربة ببيت زوجي وما أبقي عليه، فقال لها: ويحك وما علمه بهذا؟ أتراه ساحراً أو كاهناً أو مخدوماً؟ أخبرك بما فيك وهذا علم كثير، فقالت له: بئس ما قلت يا عبد الله إنّه ليس بساحر ولا كاهن ولا مخدوم، ولكنّه من أهل بيت النبوّة وهو وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووارثه، وهو يخبر الناس بما ألقاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلّمه; لأنّه حجّة الله على الخلق بعد نبيّه (صلى الله عليه وآله).

فأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يا عمرو بما

الصفحة 385
استحللت أن ترميني بما رميتني به، أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا فيّ منك، ولأقفنّ أنا وأنت من الله موقفاً فانظر كيف تتخلّص من الله، فقال: يا أمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك ممّا كان، فاغفره لي غفر الله لك، فقال: لا والله لا أغفر لك هذا الذنب أبداً، حتّى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئاً(1).

9265/35 ـ المفيد، ما رواه إسماعيل بن صبيح، عن يحيى بن المساور العابدي، عن إسماعيل بن زياد، قال: إنّ عليّاً (عليه السلام) قال للبرّاء بن عازب ذات يوم: يا برّاء يُقتل إبني الحسين (عليه السلام) وأنت حيّ لا تنصره، فلمّا قتل الحسين كان البرّاء بن عازب يقول: صدق والله عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قُتل الحسين (عليه السلام) ولم أنصره، ثمّ أظهر الحسرة على ذلك والندم(2).

9266/36 ـ الصدوق، عن المروزي، عن عبد الله النيسابوري، عن عبد الله بن أحمد الطائي، عن أبيه، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال:

كأنّي بالقصور قد شيّدت حول قبر الحسين (عليه السلام)، وكأنّي بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين، ولا تذهب الليالي والأيام حتّى يُسار إليه من الآفاق وذلك عند انقطاع مُلك بني مروان(3).

9267/37 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال بذي قار وهو جالس لأخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون رجلا ولا ينقصون رجلا يبايعوني على الموت، قال ابن عباس: فجزعت لذلك وخفت أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدوا عليه فيفسد الأمر علينا، واني اُحصي القوم فاستوفيت عددهم تسعماءة رجل وتسعة وتسعين رجلا، ثمّ انقطع مجيء القوم، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ماذا

____________

1- الاختصاص: 305; مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 266; البحار 41: 291; اثبات الهداة 4: 502.

2- ارشاد المفيد: 174.

3- عيون أخبار الرضا، في أخبار المجموعة 2: 48; البحار 41: 287; اثبات الهداة 4: 450.


الصفحة 386
حمله على ما قال، فبينما أنا مفكّر في ذلك إذ رأيت شخصاً قد أقبل حتّى دنا، وهو رجل عليه قباء صوف ومعه سيف وترس وإداوة، فقرب من أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: اُمدد يديك اُبايعك، فقال علي (عليه السلام): وعلى ما تبايعني؟ قال: على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتّى أموت أو يفتح الله عليك، فقال: ما اسمك؟ قال: اُويس، قال: أنت اُويس القرني؟ قال: نعم، قال: الله أكبر فإنّه أخبرني حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّي أدرك رجلا من اُمّته يقال له اُويس القرني يكون من حزب الله ورسوله، ويموت على الشهادة يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر، قال ابن عباس: فسُريَ عنّا(1).

9268/38 ـ ابن طاووس بالاسناد، حدّثنا أبو ثور وعبد الرزاق عن معمّر، عن طارق، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي (عليه السلام) قال: في الفتنة الخامسة العمياء الصمّاء المطبقة تصير الناس فيها كالبهائم(2).

9269/39 ـ العياشي: عن أبي الصهبان البكري، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: والذي نفسي بيده لتفرقنّ هذه الاُمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلاّ فرقة {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}(3) فهذه التي تنجو من هذه الاُمة(4).

9270/40 ـ الشيخ الطوسي، عن قرقارة، عن أبي حاتم، عن محمد بن يزيد الآدمي بغدادي عابد، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن مثيل بن عباد، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: أظلتكم فتنة عمياء منكشفة

____________

1- الخرائج والجرائح 1: 200; البحار 42: 147; ارشاد القلوب 2: 224; ارشاد المفيد: 166.

2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 21.

3- الأعراف: 181.

4- تفسير العياشي 2:43، تفسير البرهان 2:49، البحار 24:144، تفسير مجمع البيان 3:503، تفسير الصافي 2:255.


الصفحة 387
لا ينجو منها إلاّ النومة، قيل: ياأبا الحسن وما النومة؟ قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه(1).

9271/41 ـ أحمد بن حنبل، (قال عبدالله بن أحمد) حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا فضيل بن سليمان ـ يعني النميري ـ حدثنا محمد بن أبي يحيى، عن أياس بن عمرو الأسلمي، عن علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)إنه سيكون بعدي اختلاف أوامر، فان استطعت أن تكون السلم فافعل(2).

9272/42 ـ أخرج ابن جرير، عن أبي مسلم سمعت علياً (رضي الله عنه) يقول: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم(3).

9273/43 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن محمد بن زكريا الجوزقي، أنبأنا عمر بن الحسن القاضي، أنبأنا أحمد بن الحسن الخزاز، أنبأنا أبي، أنبأنا حصين بن مخارق، عن سعيد بن الخمس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة، عن علي [(عليه السلام)]قال: إن القرية لتكون فيها من الشيعة، فيدفع بهم عنها، ثم قال: أبيتم إلاّ أن أقولها، فوالله لعهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أن الاُمة ستغدر بي(4).

9274/44 ـ أخرج ابن أبي شيبة، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أجمع، همش الساقين جالس عليها وهو يهدمها(5).

9275/45 ـ عن علي (رضي الله عنه) في وصف الترك: كأني أراهم قوماً كأن وجوههم المجان

____________

1- الغيبة (للطوسي): 465 ح481، مستدرك الوسائل 12:301 ح14144، معاني الأخبار: 166، البحار 2:73، الخرائج والجرائح 3:1152.

2- مسند أحمد 1:90.

3- تفسير السيوطي 1:320.

4- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 3:148.

5- تفسير السيوطي 5:101، غريب الحديث 3:454.


الصفحة 388
المطرقة، ويلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل، حتى يمشي المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور(1).

9276/46 ـ ابن شهر آشوب: أنّ علياً (عليه السلام) قال لرجل: إنّك ستعمّر وتُحمل إلى مدينة يبنيها رجل من بني العباس تسمّى في ذلك الزمان بغداد، ما ترى هذه الأرض ولا تصل إليها، تموت بموضع يقال له المدائن، فكان كما قال (عليه السلام) ليلة دخل المدائن مات(2).

____________

1- ربيع الأبرار 1:397.

2- مناقب ابن شهر آشوب 2:263، إثبات الهداة 5:75، البحار 41:307.