الباب الثالث:
في ملك الموت
9629/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الفاجر نزل ومعه سفود من نار، قال علي (عليه السلام): يارسول الله فهل يصيب ذلك أحداً من اُمتك؟ قال: نعم حاكماً جائراً، وآكل مال اليتيم، وشاهد الزور، وإن شاهد الزور يدلع لسانه في النار كما يدلع لسانه في الاناء(1).
9630/2 ـ الصدوق، قال: حدثنا علي بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا عبيدالله بن موسى الحبال الطبري، قال: حدثنا محمد ابن الحسين الخشاب، قال: حدثنا محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم (عليه السلام) أهبط اليك مَلَك الموت فقال: السلام عليك ياإبراهيم، قال: وعليك
____________
1- إرشاد القلوب باب أحاديث منتخبة: 188، مجموعة ورام 2:3، مستدرك الوسائل 17:356 ح21569، معالم الزلفى: 13، الجعفريات: 146.
9631/3 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكر ملك الموت: هل تحس به إذا دخل منزلا؟ أم تراه إذا توفى أحداً؟ بل كيف يتوفى الجنين في بطن اُمه! أيلج عليه من بعض جوارحها أم الروح أجابته باذن ربها؟ أم هو ساكن معه في احشائها؟ كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله(2).
____________
1- أمالي الصدوق المجلس 36:164، البحار 12:78، علل الشرائع: 36، مستدرك الوسائل 2:95 ح1517.
2- نهج البلاغة خطبة: 112، البحار 6:143.
الباب الرابع:
في ذكر الموت
9632/1 ـ الشيخ الطوسي، باسناده إلى أبي إسحاق الهمداني، قال كان فيما كتب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر، قال: فاكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم اليه أنفسكم من الشهوات، وكفى بالموت واعظاً، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت، فيقول: أكثر واذكر الموت، فانه هادم اللذات، حائل بينكم وبين الشهوات(1).
9633/2 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما لي يارسول الله لا أحب الموت؟ فقال له: ألك مال؟ قال: نعم، قال: فقدّمته، قال: لا، قال: فمن ثم لا تحبّ الموت لأن قلب الرجل
____________
1- أمالي الطوسي المجلس الأول: 28 ح31، البحار 6:132.
9634/3 ـ ورام بن أبي فراس، حدثنا محمد بن الحسن القضباني، عن إبراهيم بن محمد بن مسلم الثقفي، قال: حدثنا عبدالله بن بلج (بلخ) المنقري، عن شريك، عن جابر، عن أبي حمزة اليشكري، عن قدامة الأودي، عن إسماعيل بن عبدالله الصلعي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنه قال في مناجاته: اللهم قد وعدني نبيك أن تتوفاني إليك إذا سألتك، اللهم وقد رغبت إليك في ذلك، الخبر(2).
9635/4 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثروا من ذكر هادم اللذات، فقيل: يارسول الله وما هادم اللذات؟ قال (صلى الله عليه وآله): الموت فان أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت، وأحسنهم للموت استعداداً(3).
9636/5 ـ وبهذا الاسناد: عن علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا دعيتم إلى الجنائز فأسرعوا فانه تذكرة الآخرة(4).
9637/6 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أديموا ذكر هادم اللذات، قالوا: يارسول الله وما هادم اللذات؟ قال: الموت فانه من أكثر ذكر الموت سلى عن الشهوات، ومن سلى عن الشهوات هانت عليه المصيبات، ومن هانت عليه المصيبات سارع في الخيرات(5).
____________
1- الجعفريات: 211، مستدرك الوسائل 2:95 ح1519.
2- مجموعة ورام 2:3، مستدرك الوسائل 2:96 ح1520، البحار 42:253.
3- الجعفريات: 199، مستدرك الوسائل 2:100 ح1532.
4- الجعفريات: 33، مستدرك الوسائل 2:100 ح1533.
5- مسند زيد بن علي: 386.
9639/8 ـ أبو الفتح الكراجكي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير(2).
9640/9 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أكثروا ذكر الموت، ويوم خروجكم من القبور وقيامكم بين يدي الله عزّوجلّ تهون عليكم المصائب(3).
9641/10 ـ الصدوق، حدثنا محمد بن القاسم الاسترابادي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه، وإنما هو كفنه، ويبني بيتاً ليسكنه، وإنما هو موضع قبره(4).
9642/11 ـ الشيخ الطوسي، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أوصى عند وفاته: قصّر الأمل، واذكر الموت، وازهد في الدنيا، فانك رهن موت، وغرض بلاء، وصريع سقم(5).
9643/12 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتب إلى الحارث الهمداني: أكثر ذكر الموت
____________
1- نهج البلاغة كتاب: 31، مستدرك الوسائل 2:102 ح1538، البحار 77:205، كشف المحجة: 157، تحف العقول: 52.
2- كنز الكراجكي: 17، مستدرك الوسائل 2:103 ح1543، نهج البلاغة قصار الحكم: 349، البحار 71:267.
3- الخصال حديث الأربعمائة: 616، البحار 6:132.
4- أمالي الصدوق المجلس 23:97، البحار 77:384، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:297، مجموعة ورام 2:158.
5- أمالي الطوسي المجلس الأول: 7 ح8، البحار 73:164، أمالي المفيد المجلس 26:138.
9644/13 ـ عن علي (عليه السلام) أنه قال: ما رأيت إيماناً مع يقين أشبه منه بشك إلاّ هذا الانسان، انه كل يوم يودع، وإلى القبور يشيع، وإلى غرور الدنيا يرجع، وعن الشهوات واللذات لا يقلع، فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوقعه، ولا حساب يوقف عليه إلاّ موت يبدّد شمله ويفرّق جمعه ويؤتم ولده، لكان ينبغي له أن يحاذر ما هو فيه بأشدّ التعب، ولقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم، وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون أقوام لا يرجون حساباً ولا يخافون عقاباً(2).
9645/14 ـ تبع أمير المؤمنين (عليه السلام) جنازة فسمع رجلا يضحك، فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب، كأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل الينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم، كأنا مخلوقون بعدهم، ثم قد نسينا كل واعظ وواعظة، ورضينا بكل جائحة، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموت، ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير(3).
9646/15 ـ أخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في ذكر الموت، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: حرام على كل نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم أين مصيرها(4).
9647/16 ـ الشيخ الطوسي، باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان ضحك النبي (صلى الله عليه وآله) التبسم، فاجتاز ذات يوم بفئة من الأنصار وإذا هم يتحدثون ويضحكون بملأ أفواههم، فقال: ياهؤلاء من غرّه منكم أمله وقصّر به الخير عمله، فليطلع في القبور وليعتبر بالنشور، وإذكروا الموت فإنه هادم اللذات(5).
____________
1- نهج البلاغة كتاب: 69، البحار 82:180.
2- دعائم الاسلام 1:225، البحار 82:168.
3- نهج البلاغة قصار الحكم: 122، البحار 6:136، تفسير القمي 2:70، روضة الواعظين: 490.
4- تفسير السيوطي 5:363.
5- أمالي الطوسي المجلس 18:522 ح1156، البحار 76:59.
9649/18 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قلت يارسول الله أخبرني عن قول الله عزّوجلّ: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا}(3) ما ذلك الكنز الذي أقام الخضر الجدار عليه، فقال (صلى الله عليه وآله): ياعلي علم مدفون في لوح من ذهب، مكتوب فيه إلى أن قال: وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً ثم هو لا يعمل(4).
____________
1 و 2 ـ كهف: 82.
2- معاني الأخبار: 200، البحار 13:295.
4- الجعفريات: 237، مستدرك الوسائل 1:123 ح158.
الباب الخامس:
في الاستعداد للموت
9650/1 ـ الصدوق، حدثنا محمد بن القاسم المفسر، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد العسكري، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): ما الاستعداد للموت؟ قال (عليه السلام): أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم، ثم لا يبالي إن وقع على الموت أو الموت وقع عليه، والله لا يبالي ابن أبي طالب ان وقع على الموت أو الموت وقع عليه(1).
9651/2 ـ (الجعفريات)، باسناده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعمل عمل من يظن أنه يموت غداً(2).
9652/3 ـ أبو الفتح الكراجكي، أخبرني شيخنا جعفر بن محمد بن قولويه، قال:
____________
1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:297، أمالي الصدوق المجلس 23:97، البحار 41:7، مستدرك الوسائل 2:100 ح1534، الدرة الباهرة باب كلام أمير المؤمنين: 21.
2- الجعفريات: 163، مستدرك الوسائل 2:106 ح1553.
9653/4 ـ محمد بن يعقوب، عن الحسن بن الحسن رفعه، ومحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه، قال كان فيما أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) لما ضرب: أيها الناس كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر، والأجل مساق النفس اليه، والهرب منه موافاته(2).
9654/5 ـ الصدوق، حدثنا جعفر بن علي الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن عبدالله بن المغيرة، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما أنزل الموت حق منزلته من عدّ غداً من أجله(3).
9655/6 ـ الشيخ الطوسي، باسناده عن أبي إسحاق الهمداني، قال: فيما كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمد بن أبي بكر: ياعباد الله إن الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه، وأعدّوا له عدته، فانكم طُرّد الموت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، وهو ألزم لكم من ظلكم، والموت معقود بنواصيكم، والدنيا تطوى خلفكم، فاكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم اليه أنفسكم من الشهوات، وكفى بالموت وإعظاماً وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت، فيقول:
____________
1- كنز الكراجكي: 163، البحار 73:167، مستدرك الوسائل 2:110 ح1562.
2- الكافي 1:299، البحار 42:206.
3- أمالي الصدوق المجلس 23:96، البحار 6:130، الدعوات: 236 ح655، كتاب الزهد 81:217، جامع السعادات 3:41، مستدرك الوسائل 2:110 ح1563.
يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت القبر، فاحذروا ضيقه وضنكه وغربته، إنّ القبر يقول كلّ يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود والهوام.
والقبر روضة من رياض الجنّة، أو حفر من حفر النار، إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض: مرحباً وأهلا، قد كنت ممّن أحبّ أو تمشي علي ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك، فيتّسع له مدّ البصر، وإنّ الكافر إذادفن قالت له الأرض: لا مرحباً بك ولا أهلا، لقد كن من أبغض من يمشي على ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فتضمه حتى تلتفي أضلاعه. وإنّ المعيشة الضنك الّتي حذّر الله منها عدوَّهُ عذاب القبر، إنّه يسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنّيناً، فينهشن لحمه ويكسره عظمه، يتددن عليه كذلك إلى يوم البعث، لو أن تنّيناً منها نفخ في الأرض لم تثبت زرعاً.
يا عباد الله، إنّ أنفسكم الضعيفة، واجسادكم الناعمة الرقيقة الّتي يكفيها اليسير تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم بما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه، فاعملوا بما أحبّ الله واتركوا ما كره الله.
9656/7 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنبأنا أبو محمد عبدالرحمن بن أحمد المقرئ، قال: أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، أنبأنا عبدالله بن أحمد ـ يعني ابن المستورد ـ زاد المقرئ الأشجعي وقالا: الكوفي، أنبأنا أحمد بن صبيح الأسدي، حدثني حسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب، قال: صعد علي ذات يوم المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر الموت فقال:
____________
1- أمالي الطوسي المجلس الأول: 27 ح31، البحار 33:545.
ألا وإن القبر حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة، ألا وإنه يتكلّم في كل يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة، أنا بيت الدود، أنا بيت الوحشة.
ألا وإن وراء ذلك يوم يشيب فيه الصغير، ويسكر فيه الكبير، وتضع كل ذات حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
ألا وإن وراء ذلك ما هو أشد منه: نار حرّها شديد، وقعرها بعيد، وحليتها حديد، وخازنها ملك (كذا)، ليس فيها (رحمة).
قال الأصبغ: ثم بكى أمير المؤمنين (عليه السلام) وبكى المسلمون حوله، ثم قال: وإن وراء ذلك جنة عرضها السماوات والأرض، وفي حديث الحميري: عرضها كعرض السماء والأرض ـ اُعدت للمتقين، جعلنا الله وإياكم من المتقين وأجارنا وإياكم من العذاب الأليم(1).
9657/8 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن لله ملكاً ينادي كل يوم: لِدُوا للموت، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب(2).
9658/9 ـ عن علي (عليه السلام) قال: لولا أن الله خلق ابن آدم أحمق ما عاش، ولو علمت البهائم أنها تموت كما تعلمون ما سمنت لكم(3).
9659/10 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس بيننا وبين الجنة أو النار إلاّ الموت(4).
9660/11 ـ أبي القاسم بن قولويه (رحمه الله) قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): بلغ أمير
____________
1- تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي (عليه السلام) 3:264.
2- نهج البلاغة قصار الحكم: 132، البحار 82:180.
3- دعائم الاسلام 1:225، البحار 82:168.
4- الدعوات: 236 ح652، البحار 6:270.
9661/12 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فإن الغاية أمامكم، وإنّ وراءكم الساعة تحدوكم، تخففوا تلحقوا، فانما ينتظر بأولكم آخركم(2).
9662/13 ـ الشيخ المفيد: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان ينادي في كل ليلة حين يأخذ الناس مضاجعهم بصوت يسمعه كافة من في المسجد ومن جاوره من الناس: تزودوا (تجهزوا) رحمكم الله، فقد نودي فيكم بالرحيل، وأقلوا العرجة على الدنيا، وانقلبوا بصالح ما يحضركم (بحضرتكم) من الزاد، فان أمامكم عقبة كؤداً ومنازل مهولة لابد من الممر بها والوقوف عليها(3).
____________
1- السرائر 3: 635، البحار 6: 134.
2- نهج البلاغة خطبة: 21، البحار 6:135، مطالب السؤول: 33.
3- الارشاد: 125، البحار 73:106، نهج البلاغة خطبة: 204، أمالي الصدوق المجلس 75:402.
9664/15 ـ الشيخ الطوسي، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الموت طالب ومطلوب، لا يعجزه المقيم، ولا يفوته الهارب، فقدّموا ولا تتكلوا، فإنه ليس عن الموت محيص، إنكم ان تقتلوا تموتوا، والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من موت على فراش(2).
9665/16 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بقية عمر المرء لا قيمة له، يدرك بها ما قد فات ويحيي ما مات(3).
9666/17 ـ الصدوق، باسناده قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تمسكوا بما أمركم الله به، فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إلاّ أن يحضره رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما عند الله خير وأبقى، وتأتيه البشارة من الله عزّوجلّ فتقر عينه ويحب لقاء الله(4).
9667/18 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): وبادروا الموت وغمراته، وأمهدوا له قبل حلوله، وأعدّوا له قبل نزوله، فان الغاية القيامة، وكفى بذلك واعظاً لمن عقل، ومعتبراً لمن جهل، وقبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الأرماس، وشدة الإبلاس، وهول المطلع، وروعات الفزع، واختلاف الأضلاع، واستكاك الأسماع، وظلمة اللحد، وخيفة الوعد، وغمّ الضريح وردم الصفيح(5).
9668/19 ـ أمير المؤمنين (عليه السلام): لو رأى العبد الأجل ومصيره، لأبغض الأمل
____________
1- نهج البلاغة قصار الحكم: 29 ـ 30 ـ 19، البحار 6:136، روضة الواعظين: 490.
2- أمالي الطوسي المجلس الثامن: 216 ح378، البحار 100:11.
3- البحار 6:138.
4- الخصال حديث الأربعمائة: 614، البحار 6:153.
5- نهج البلاغة خطبة: 190، البحار 6:244.
9669/20 ـ القطب الراوندي في (لب اللباب)، قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): المداومة المداومة، فإن الله لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلاّ الموت(2).
9670/21 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تحرز الآخرة، وبالقيامة تُزلف الجنة، وتبرّز الجحيم للغاوين، وإن الخلق مقصّر لهم عن القيامة، مُرقلين في مضمارها إلى الغاية القصوى، قد شخصوا من مستقر الأجداث، وصاروا إلى مصائر الغايات، لكل دار أهلها لا يستبدلون بها ولا ينقلون عنها(3).
____________
1- نهج البلاغة قصار الحكم: 334، وسائل الشيعة 2:652، البحار 73:166.
2- مستدرك الوسائل 1:130 ح177.
3- نهج البلاغة خطبة: 156، البحار 7:47، تحف العقول: 110.
الباب السادس:
في الدعاء بالموت
9671/1 ـ محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى يرفعه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: دعا نبي من الأنبياء على قومه، فقيل له: أسلّط عليهم عدوهم؟ فقال: لا، فقيل له: فالجوع؟ فقال: لا، فقيل له: ما تريد؟ فقال: موت دفيق يحزن القلب ويقلّ العدد، فأرسل عليهم الطاعون(1).
9672/2 ـ أبو الفتح الكراجكي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): موت الأبرار راحة لأنفسهم، وموت الفجار راحة للعالم(2).
____________
1- الكافي 3:261، البحار 6:122، كنز العمال 4:600 ح11750.
2- كنز الكراجكي: 162، البحار 82:181.
الباب السابع:
في حبّ لقاء الله عزّ وجلّ
9673/1 ـ الصدوق، حدثنا أحمد بن هارون الفامي، وجعفر بن محمد بن مسرور، قالا: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) بماذا أحببت لقاءه (الله)؟ قال: لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه(1).
____________
1- الخصال باب الاثنين: 33، البحار 6:127.