الصفحة 76

الباب الثاني:

في كراهة سوء الخلق

10568/1- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه سئل عن أدوم (أدون) الناس غمّاً؟ قال: أسوؤهم خلقاً(1).

10569/2- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: سوء الخلق نكد العيش وعذاب النفس، وقال: سوء الخلق يوحش النفس ويرفع الاُنس، وقال: سوء الخلق شؤم والإساءة إلى المحسن لؤم، وقال: سوء الخلق يوحش القريب وينفّر البعيد، وقال: كلّ داء يداوى إلاّ سوء الخلق، وقال: من ساء خلقه عذّب نفسه(2).

10570/3- محمّد بن ادريس، عن أبي عبد الله السياري، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنّه قال لرجل: إن كنت لا تبالي بما قال ولا ما قيل لك فأنت سفلة، الخبر(3).

10571/4- أبو عبد الله السياري، عن أبي الحسن الأوّل (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى

____________

1- جامع الأخبار، باب الأخلاق: 290 ح788; مستدرك الوسائل 12: 76 ح13556.

2- غرر الحكم: 264; مستدرك الوسائل 12: 76 ح13558.

3- السرائر 3: 570; مستدرك الوسائل 13: 269 ح15320.


الصفحة 77
عمر فقال: إنّ امرأته نازعته فقالت له: يا سفلة، فقال لها: إن كان سفلة فهي طالق، فقال: إن كنت ممّن يتّبع القصاص وتمشي في غير حاجة، وتأتي أبواب السلطان، فقد بانت منك، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس كما قلت الي فقال له عمر: إئته، فاسمع ما يفتيك، فأتاه، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إن كنت ممّن لا يبالي بما قال ولا ما قيل فيك، فأنت سفلة، وإلاّ فلا شيء عليك(1).

____________

1- السرائر 3: 570; البحار 75: 300.


الصفحة 78

الباب الثالث:

في المشاورة

10572/1- أخرج الخطيب، في رواة مالك، عن علي (رضي الله عنه) قال: قلت: يارسول الله الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن، ولم يسمع منك فيه شيء، قال: أجمعوا له العابد من اُمتي واجعلوه بينكم شورى، ولا تعصوه برأي واحد(1).

10573/2- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: لا غنىً كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة(2).

10574/3- قال علي (عليه السلام): من استبدّ برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها(3).

10575/4- قال علي (عليه السلام): الإستشارة عين الهداية(4).

____________

1- تفسير السيوطي 6:10.

2- نهج البلاغة: قصار الحكم 54; وسائل الشيعة 8: 425.

3- نهج البلاغة: قصار الحكم 161; وسائل الشيعة 8: 425.

4- نهج البلاغة: قصار الحكم 211; وسائل الشيعة 8: 425.


الصفحة 79
10576/5- قال علي (عليه السلام): قد خاطر بنفسه من استغنى برأيه(1).

10577/6- أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام) في كلام له: شاور في حديثك الذين يخافون الله(2).

10578/7- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال لعبد الله بن العباس وقد أشار عليه في شيء لم يوافق رأيه: عليك أن تشير عليّ وأرى، فإذا خالفتك فأطعني(3).

10579/8- محمّد بن علي بن الحسين باسناده، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لمحمّد بن الحنفية، قال: اضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض، ثمّ اختر أقربها من الصواب وأبعدها من الارتياب، إلى أن قال: قد خاطر بنفسه من استغنى برأيه، ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ(4).

10580/9- الطوسي، بإسناده، عن محمّد بن الفيض العجلي، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) على اليمن فقال وهو يوصيني: يا علي ما حار من استخار، ولا ندم من استشار، يا علي عليك بالدلجة فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، يا علي اُغدُ على اسم الله فإنّ الله تعالى بارك لاُمّتي في بكورها(5).

10581/10- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا رأي لمن انفرد برأيه، وقال: من شاور ذوي الألباب دُلّ على الصواب، وقال: النصح لمن قبله، وقال: رأي الشيخ أحبّ

____________

1- نهج البلاغة: قصار الحكم 211; وسائل الشيعة 8: 425; البحار 75: 98.

2- وسائل الشيعة 8: 426; مستدرك الوسائل 8: 343 ح9614; الاختصاص: 226; أمالي الصدوق، المجلس 50: 250.

3- نهج البلاغة: قصار الحكم 321; وسائل الشيعة 8: 428.

4- وسائل الشيعة 8: 429; من لا يحضره الفقيه 4: 388 ح5834.

5- أمالي الطوسي، المجلس 5: 136 ح220; البحار 75: 100.


الصفحة 80
إليّ من حيلة الشاب، وقال: ربّ واثق خجل، وقال: اللجاجة تسلب الرأي(1).

10582/11- عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، حدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبّه(2).

10583/12- الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ما عطب امرء استشار(3).

10584/13- محمّد بن مسعود العياشي، عن عمرو بن جميع، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من لم يستشر يندم(4).

10585/14- أبو الفتح الكراجكي، عن علي (عليه السلام) قال: لا رأي لمن انفرد برأيه(5).

10586/15- السيد علي بن طاووس، نقلا عن (الرسائل) للكليني، باسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عيّاد بن زياد، الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: وإنّ الجاهل من عدّ نفسه بماجهل من معرفته للعلم عالماً وبرأيه مكتفياً(6).

10587/16- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: خير من شاورت ذووا النهى والعلم، وأولوا التجارب والحزم(7).

____________

1- كنز الكراجكي: 171; البحار 75: 104.

2- رسائل الشهيد الثاني في كشف الريبة في أحكام الغيبة، في خاتمة الكتاب: 328 ح10; البحار 75: 361.

3- الخصال، حديث الأربعمائة: 620; مستدرك الوسائل 8: 341 ح9606; البحار 75: 100.

4- مستدرك الوسائل 8: 341 ح9607; البحار 75: 104; تفسير العياشي 1: 120; تفسير البرهان 1: 224.

5- كنز الكراجكي: 171; مستدرك الوسائل 8: 341 ح9609.

6- كشف المحجة: 163; مستدرك الوسائل 8: 342 ح9611.

7- غرر الحكم: 442; مستدرك الوسائل 8: 343 ح9613.


الصفحة 81
10588/17- عن علي [(عليه السلام)] قال: من استشار رجلا فأشار عليه بما رأى أنّ الصلاح في غيره لم يمت حتّى يسلب عقله(1).

10589/18- الصدوق، باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من غشّ المسلمين في مشورة فقد برئتُ منه(2).

10590/19- عن علي (رضي الله عنه): المستشار مؤتمن فإذا استشير فليشر بما هو صانع لنفسه(3).

10591/20- الكراجكي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: النصح لمن قبله(4).

10592/21- إبراهيم بن محمّد الثقفي، حدّثنا يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن عبد الله بن الحسن، عن عباية، قال: كتب علي (عليه السلام) إلى محمّد والي مصر، وذكر الكتاب إلى أن قال: وانصح لمن استشارك(5).

10593/22- في وصيّته (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام): إيّاك ومشاورة النساء، فإنّ رأيهنّ إلى أفن، وعزمهنّ إلى وَهَن(6).

10594/23- الصدوق، عن العطّار، عن أبيه، عن ابن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): شاور في حديثك الذين يخافون الله، وأحبب الاخوان على قدر التقوى، واتّقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر، (و) إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهنّ كيلا يطمعن

____________

1- وسائل الشيعة 8: 429.

2- عيون أخبار الرضا 2: 66; البحار 75: 99.

3- الجامع الصغير للسيوطي 2: 667 ح9202.

4- كنز الكراجكي: 171; مستدرك الوسائل 8: 345 ح9620.

5- الغارات 1: 249; مستدرك الوسائل 8: 346 ح9622; البحار 75: 99; أمالي الطوسي، المجلس الأول: 3 ح31.

6- نهج البلاغة: كتاب 31; مستدرك الوسائل 8: 348 ح9626.


الصفحة 82
منكم بالمنكر(1).

10595/24- في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى مالك الأشتر: ولا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل، ويعِدُكَ الفقر، ولا جباناً يضعفك عن الاُمور، ولا حريصاً يزيّن لك الشَّرَهَ بالجور، فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظنّ بالله(2).

10596/25- محمّد بن عليّ بن الحسين باسناده، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن آدم، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي لا تشاورنّ جباناً فإنّه يضيّق عليك المخرج، ولا تشاورنّ بخيلا فإنّه يقصر بك عن غايتك، ولا تشاورنّ حريصاً فإنّه يزيّن لك شَرَهاً، واعلم أنّ الجبن والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظن(3).

____________

1- أمالي الصدوق، المجلس 50: 250; وسائل الشيعة 8: 429; البحار 75: 99.

2- نهج البلاغة: كتاب 53; مستدرك الوسائل 8: 349 ح9629.

3- وسائل الشيعة 8: 429; من لا يحضره الفقيه 4: 409 ح5889; الخصال، باب 3: 102.


الصفحة 83

الباب الرابع:

في الاستغفار والبكاء

10597/1- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العجب ممّن يقنط (يهلك) ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار(1).

10598/2- قال علي (عليه السلام): ما ألهَم الله عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذّبه(2).

10599/3- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقائل بحضرته أستغفر الله: ثكلتك اُمّك أتدري ما الإستغفار؟ إنّ الاستغفار درجة العليّين، وهو اسم واقع على ستّة معان: أوّلها: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً، والثالث: أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة، والرابع: أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها، والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت من السُحت فتذيبه بالأحزان حتّى يلصق الجلد بالعظم، وينشأ بينهما

____________

1- مكارم الأخلاق: 313; البحار 93: 283; احياء الاحياء 2: 318; الدعوات: 31 ح65; غرر الحكم: 195; أمالي الطوسي، المجلس 3: 88 ح134.

2- احياء الاحياء 2: 318.


الصفحة 84
لحم جديد، والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر الله(1).

10600/4- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في الأرض أمانان من عذاب الله سبحانه، وقد رُفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسّكوا به: أمّا الذي رفع فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمّا الأمان الباقي فهو الاستغفار، قال الله عزّ وجلّ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(2) ولا خير في الدنيا إلاّ لرجلين: رجل أذنب ذنباً فهو يتداركه بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات، ومن اُعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن اُعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، وتصديق ذلك في كتاب الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً}(3)وقال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَة ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً}(4)(5).

10601/5- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بكاء العيون، وخشية القلوب من رحمة الله تعالى، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء، ولو أنّ عبداً بكى في اُمّة لرحم الله تعالى تلك الاُمّة لبكاء ذلك العبد، وقال: إذا لم يجيئك البكاء فتباك، فإن خرج من عينك مثل رأس الذباب فبخ فبخ(6).

10602/6- أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي، قال: أخبرنا الشيخ الوالد أبو جعفر

____________

1- مكارم الأخلاق: 314; روضة الواعظين، باب التوبة 2: 379; وسائل الشيعة 11: 361; مستدرك الوسائل 12: 130 ح13708; البحار 6: 36; جامع السعادات 3: 78; الحقائق: 298; احياء الاحياء 7: 63; فلاح السائل: 198; تفسير نور الثقلين 5: 423.

2- الأنفال: 33.

3- النساء: 110.

4- النساء: 17.

5- روضة الواعظين، باب التوبة 2: 478; مكارم الأخلاق: 314.

6- مكارم الأخلاق: 317.


الصفحة 85
محمّد بن الحسن (قدس سره) قال: محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرّي، قال: حدّثني أبو محمّد عبد الله بن محمّد البصري، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدّثنا موسى بن زكريّا، قال: حدّثنا أبو خالد، قال: حدّثني العتبي، قال: سمعت الشعبي يقول: سمعت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: العجب ممّن يقنط ومعه الممحات، فقيل له: وما الممحات؟ قال: الاستغفار(1).

10603/7- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: تعطّروا بالاستغفار ولا تفضحكم روائح الذنوب(2).

10604/8- عن علي [(عليه السلام)]: خير الدعاء الاستغفار(3).

10605/9- عن علي [(عليه السلام)]: لكلّ داء دواء، ودواء الذنوب الاستغفار(4).

10606/10- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من استغفر الله سبعين مرّة كان من الذين قال الله فيهم: {الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالاَْسْحَارِ}(5)(6).

10607/11- قال علي (عليه السلام): من قرأ في ليلة سبعين آية لم يكن من الغافلين(7).

10608/12- الحسن بن محمّد الديلمي، قال: قال علي (عليه السلام): ما من عبد أذنب ذنباً فقام فتطهّر وصلّى ركعتين واستغفر الله إلاّ غفر له، وكان حقاً على الله أن يقبله; لأنّه سبحانه قال: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً}(8)(9).

____________

1- أمالي الطوسي، مجلس 3: 88 ح134; وسائل الشيعة 4: 1199; البحار 6: 22.

2- أمالي الطوسي، مجلس 13: 373 ح801; وسائل الشيعة 11: 356; البحار 6: 22.

3- الجامع الصغير للسيوطي 1: 618 ح4006.

4- الجامع الصغير للسيوطي 2: 413 ح7307.

5- آل عمران: 17.

6 و 7- ارشاد القلوب، باب فضل صلاة الليل: 94.

8- النساء: 110.

9- ارشاد القلوب، في باب التوبة 1: 46; وسائل الشيعة 11: 363; كنز العمال 4: 258 ح10421.


الصفحة 86
10609/13- محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى العطار، عن العَمركي، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: إنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب، قال: لولا الذين يتحابّون بجلالي ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار لأنزلت عذابي(1).

10610/14- وعنه، عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمّد عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: قال أبي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله عزّ وجلّ إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاث نفر من المؤمنين، ناداهم جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه: يا أهل معصيتي لولا مَن فيكم من المؤمنين المتحابّين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي، والمستغفرين بالأسحار خوفاً منّي لأنزلت بكم عذابي ثمّ لا اُبالي.

وعن أحمد بن هارون الفاميّ، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه مثله، وزاد فيه: من ساءته سيّئة وسرّته حسنة فهو مؤمن(2).

10611/15- زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلاّ هو وأتوب إليه، ثمّ مات غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ورمل عالج(3).

10612/16- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الذنوب لتشوب أهلها لتحرقهم،

____________

1- علل الشرائع، باب 298: 521; وسائل الشيعة 11: 374; مستدرك الوسائل 3: 367 ح3799; الجعفريات: 229.

2- علل الشرائع، باب 180: 246; وسائل الشيعة 11: 374; أمالي المفيد، المجلس 23: 121.

3- مسند زيد بن علي: 418.


الصفحة 87
لا يطفيها شيء إلاّ الاستغفار(1).

10613/17- وبهذا الاسناد، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أكثر الاستغفار جعل الله له من كلّ همٍّ فرجاً، ومن كلّ ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب(2).

10614/18- عن علي [(عليه السلام)]: أكثروا من الاستغفار في شهر رجب، فإنّ لله في كلّ ساعة منه عتقاء من النار، وإنّ لله مدائن لا يدخلها إلاّ من صام شهر رجب(3).

10615/19- روي أنّ رجلا سأل أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) عن الرجل يذنب ثمّ يستغفر، ثمّ يذنب ثمّ يستغفر، ثمّ يذنب ثمّ يستغفر، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يستغفر أبداً حتّى يكون الشيطان هو الخاسر، فيقول: لا طاقة لي معه(4).

10616/20- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الدعاء الاستغفار، وخير العبادة قول لا إله إلاّ الله(5).

10617/21- عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله تعالى يبتلي عباده عند ظهور الأعمال السيّئة، بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكّر متذكّر، ويزدجر مزدجر، وقد جعل الله تعالى الاستغفار سبباً لدرور الرزق، ورحمة الخلق، فقال سبحانه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}(6) فرحم الله عبداً قدّم توبته، واستقال

____________

1- الجعفريات: 228; مستدرك الوسائل 5: 316 ح5973.

2- الجعفريات: 228; مستدرك الوسائل 5: 317 ح5975.

3- كنز العمال 1: 481 ح2101.

4- تفسير الرازي 9: 4.

5- الجعفريات: 228; مستدرك الوسائل 5: 320 ح5988; كنز العمال 1: 483 ح2112.

6- نوح: 10-12.


الصفحة 88
عثرته، وذكر خطيئته، وحذر منيّته، فإنّ أجله مستور عنه، وأمله خادع له، والشيطان موكّل به يزيّن له المعصية ليركبها، ويمنّيه التوبة ليسوّفها، حتّى تهجم عليه منيّته أغفل ما يكون عنها.

فيا لها حسرةً على ذي غفلة، أن يكون عمره عليه حجّة، وأن تؤدّيه أيامه إلى شقوة، نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإيّاكم من لا تبطره نعمة، ولا تحلّ به بعد الموت ندامة ولا نقمة(1).

10618/22- سئل (عليه السلام) عن الخير ما هو، فقال: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك; ولكنّ الخير أن يكثر علمك، وأن يعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربّك، فإن أحسنت حَمِدت الله، وإن أسأت استغفرت الله(2).

10619/23- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: الاستغفار دواء الذنوب، وقال: الاستغفار أعظم أجراً وأسرع مثوبة، وقال: حُسنُ الاستغفار يمحّص الذنوب، وقال: سلاح المذنب الاستغفار، وقال: انّ العبد بين نعمة وذنب لا يصلحها إلاّ الاستغفار والشكر، وقال: استغفر ترزق، وقال: عوّد نفسك الاستهتار (عدم الاستهتار) بالذكر والاستغفار فإنّه يمحو عنك الحَوبة ويعظم لك المثوبة، وقال: لو أنّ الناس حين عصوا تابوا واستغفروا لم يعذّبوا ولم يهلكوا، وقال: من استغفر الله أصاب المغفرة(3).

10620/24- عن علي (عليه السلام): طوبى للعبد يستغفر الله من ذنب لم يطّلع عليه غيره، فإنّما مثل الاستغفار عقيب الذنب مثل الماء يصبّ على النار فيطفيها(4).

10621/25- الشيخ الطبرسي في (مجمع البيان): عن علي (عليه السلام) أنّه قال: إنّ العبد

____________

1- أعلام الدين: 285; مستدرك الوسائل 6: 188 ح6737; البحار 91: 336.

2- نهج البلاغة: قصار الحكم 94; مستدرك الوسائل 12: 121 ح13684.

3- غرر الحكم: 188، 195; مستدرك الوسائل 12: 122 ح13686.

4- مستدرك الوسائل 12: 124 ح13693; في مجمع البيان غير موجود.


الصفحة 89
ليذنب ثمّ يذكر بعد خمس وعشرين سنة، فيستغفر الله منه فيغفر الله له، ثمّ قرأ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً}(1)(2).

10622/26- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: إعادة الاعتذار تذكير الذنوب (الذنب)(3).

10623/27- عن كميل بن زياد، قال: قلت لأمير المؤمنين (عليه السلام): العبد يصيب الذنب فيستغفر الله منه، فما حدّ الاستغفار؟ قال (عليه السلام): يا ابن زياد التوبة، قلت: بَس؟ قال: لا، قلت: فكيف؟ قال: إنّ العبد إذا أصاب ذنباً يقول: استغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك؟ قال: الشفتان واللسان، يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة؟ قال: تصديق في القلب وإضمار أن لا يعود إلى الذنب الذي استغفر منه، قال كميل: فإذا فعلت ذلك فأنا من المستغفرين؟ قال: لا، قال كميل: فكيف ذلك؟ قال: لأنّك لم تبلغ إلى الأصل بعد، قال كميل: فأصل الاستغفار ما هو؟ قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت منه، وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب، والاستغفار اسم واقع لمعان ست، (وقد مرّ الحديث)(4).

10624/28- الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام): اكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق(5).

10625/29- عن العالم الجليل المولى محمّد باقر سبزواري في (مفاتيح النجاة لطلب الرزق)، عن الإمام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن الحسين ابن علي (عليه السلام) قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فأتى أعرابي وقال: يا أمير

____________

1- النساء: 110.

2- مستدرك الوسائل 12: 139 ح13722; في مجمع البيان غير موجود.

3- غرر الحكم: 447; مستدرك الوسائل 12: 140 ح13735.

4- تحف العقول، في حقيقة التوبة والاستغفار: 134; البحار 6: 27.

5- الخصال، حديث الأربعمائة: 615; البحار 93: 278.


الصفحة 90
المؤمنين إنّي رجل معيل لا مال لي، فقال: يا أخا العرب لِمَ لا تستغفر حتّى تحسن حالك؟ فقال الأعرابي: أنا استغفر كثيراً ولا أرى تغييراً في حالي، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أخا العرب إنّ الله يقول: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}(1).

أنا اُعلّمك استغفاراً تستغفر به عند المنام، إنّ الله عزّ وجلّ يوسّع في رزقك، ثمّ كتب الاستغفار وأعطاه الأعرابي، وقال: إذا أخذت مضجعك وأردت النوم فاقرأ هذا الاستغفار وابك وإن لم تبك فتباك، قال الحسين (عليه السلام): لما كان العام القابل جاء الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين إنّ الله تعالى أسبغ عليّ النعمة حتّى ليس لي مكان أجمع فيه أباعري وأغنامي لكثرتها، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أخا العرب اعلم فَوَمَنْ أرسل محمّداً بالنبوّة ما من عبد يستغفر بهذا الدعاء إلاّ أنّ الله تعالى يغفر له ذنوبه ويقض حوائجه المشروعة ويزيد ماله وأولاده ببركة قراءة هذا الاستغفار وهو هذا:

بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّي أستغفرك من كلّ ذنب قويَ عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو احتجبتُ فيه من الناس بسترك، أو اتّكلتُ فيه عند خوفي منه على أناتك، أو وثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك، أو عوّلتُ فيه على كرم عفوك.

اللّهمّ إنّي أستغفرك من كلّ ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست بفعله نفسي أو احتطبتُ به على بدني، أو قدَّمتُ فيه يدي، أو آثرت فيه

____________

1- نوح: 10-12.