الباب الثامن:
في التقوى والطاعة وإجتناب المعصية
10731/1- الصدوق، حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي المصري السمرقندي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي، عن أبيه أبي النضر، قال: حدّثنا إبراهيم بن علي، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لأهل التقوى علامات يُعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وقّلة الفخر والبخل، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلّة المؤاتاة للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، واتّباع العلم فيما يقرّب إلى الله عزّ وجلّ، {طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب}(1).
وطوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار رسول الله (صلى الله عليه وآله) فليس من مؤمن إلاّ في داره غصن من أغصانها، لا ينوي في قلبه شيئاً إلاّ أتاه ذلك الغصن به، ولو أنّ راكباً
____________
1- الرعد: 29.
10732/2- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيّها الناس اتّقوا الله الذي إن قلتم سمع، وإن أضمرتم عِلم، وبادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذَكرَكُم(2).
10733/3- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ألا وإنّ الخطايا خيل شمس، حُمل عليها أهلها، وخُلِعت لُجمُها فتقحمّت بهم في النار، ألا وإنّ التقوى مطايا ذُلُل، حُمل عليها أهلها، واُعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة(3).
10734/4- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إتّق الله بعض التقى وإن قلّ، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رقّ(4).
10735/5- قال علي (عليه السلام): من نقله الله من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه الله بلا مال وأعزّه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس(5).
10736/6- (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
____________
1- الخصال، باب12: 483; روضة الواعظين، باب الزهد والتقوى 2: 432، وسائل الشيعة 11: 148; تفسير العياشي 2: 213; تفسير البرهان 2: 292; تفسير الصافي 3: 70; البحار 67: 289.
2- روضة الواعظين، باب الزهد والتقوى 2: 437، البحار 70: 283; نهج البلاغة: قصار الحكم 203.
3- نهج البلاغة: خطبة 16; وسائل الشيعة 11: 191.
4- نهج البلاغة: قصار الحكم 242; وسائل الشيعة 11: 191; البحار 70: 284.
5- مجموعة ورّام، باب العتاب 1: 65.
10737/7- وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لاحسب إلاّ بالتواضع، ولا كرم إلاّ بالتقوى، ولا عمل إلاّ بنيّة، ولا عبادة إلاّ بيقين(2).
10738/8- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: من اتّقى الله حقّ تقاته أعطاه الله اُنساً بلا أنيس، وغناء بلا مال، وعزّاً بلا سلطان(3).
10739/9- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في حديث: ليس لأحد على أحد فضل إلاّ بالتقوى، ألا وإنّ للمتّقين عند الله أفضل الثواب وأحسن الجزاء والمآب(4).
10740/10- المفيد، عن عليّ بن محمّد بن حبيش، عن الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن عبد الله، عن محمّد بن عثمان، عن عليّ ابن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن جعفر بن جعد، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتبه إلى أهل مصر:
عليكم بالتقوى فإنّها تجمع الخير ولا خير غيرها، وتدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله عزّ وجلّ: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً}(5) إلى أن قال (عليه السلام): يا عباد الله إنّ المتّقين حازوا عاجل الخير وآجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم(6).
____________
1- الجعفريات: 149; مستدرك الوسائل 11: 263 ح12946.
2- الجعفريات: 150; مستدرك الوسائل 11: 264 ح12949.
3- مشكاة الأنوار، الفصل 12: 44; مستدرك الوسائل 11: 260 ح12953; البحار 70: 286.
4- مشكاة الأنوار، الفصل 12: 44; مستدرك الوسائل 11: 265 ح12955; البحار 68: 292.
5- النحل: 30.
6- مستدرك الوسائل 11: 266 ح12957; تفسير الصافي 3: 133; أمالي المفيد، المجلس 31: 160.
10742/12- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: نسخ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}(2) قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}(3)(4).
10743/13- قال علي (عليه السلام): اتّقوا الله تقيّة من شمَّر تجريداً، وجدّ تشميراً، وكمش في مَهَل، وبادر عن وَجَل، ونظر في كرّةِ الموئل، وعاقبة المصدر، ومَغبّة المرجع(5).
10744/14- قال علي (عليه السلام): التُقى رئيس الأخلاق(6).
10745/15- الصدوق: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أتقى الناس من قال الحقّ فيما له وعليه(7).
10746/16- وعنه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): لا كرم أعزّ من التقوى، وسئل أيّ عمل أفضل؟ قال: التقوى(8).
10747/17- الطوسي، عن محمّد بن محمّد بن طاهر، عن ابن عقدة، عن يحيى بن الحسن العلوي، عن إسحاق بن موسى، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المتّقون سادة، والفقهاء قادة، والجلوس إليهم عبادة(9).
10748/18- وعنه، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمّد بن هارون بن عبد
____________
1- نهج البلاغة: خطبة 114; مستدرك الوسائل 7: 506 ح8760.
2- آل عمران: 102.
3- التغابن: 16.
4- البحار 70: 283; رسالة المحكم والمتشابه: 11.
5- نهج البلاغة: قصار الحكم 210; البحار 70: 284.
6- نهج البلاغة: قصار الحكم 410; البحار 70: 284.
7- أمالي الصدوق، المجلس 6: 27; البحار 70: 288.
8- أمالي الصدوق، المجلس 52: 264; البحار 70: 288.
9- البحار 70: 290; أمالي الطوسي، مجلس 8: 225 ح392.
10749/19- قال علي (عليه السلام): اعلموا عباد الله أنّ التقوى حصن حصين، والفجور حصن ذليل لا يمنع أهله ولا يحرز من لجأ إليه، ألا وبالتقوى تُقطع حمة الخطايا، وبالصبر على طاعة الله ينال ثواب الله، وباليقين تدرك الغاية القصوى، عباد الله إنّ الله لم يحظر على أوليائه ما فيه نجاتهم إذ دلّهم عليه، ولم يقنطهم من رحمته لعصيانهم إيّاه إن تابوا إليه(2).
10750/20- قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفات المتّقين: إذا زُكّي أحد منهم خاف ممّا يقال له، فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري وربّي أعلم منّي بنفسي، اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل ممّا يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون(3).
10751/21- قال علي (عليه السلام) وقد سأله همّام عن المتّقين: فالمتّقون فيها ـ أي في الدنيا ـ هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضّوا أبصارهم عمّا حرّم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في الرخاء ولولا الأجل الذي كتب الله لهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب، عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، صبروا أيّاماً قصيرة أقبتهم راحة طويلة.
____________
1- البحار 70: 292; تفسير السيوطي 2: 236; أمالي الطوسي، مجلس 2: 60 ح90.
2- البحار 78: 62.
3- سفينة البحار (مادة زكا) 1: 554.
10752/22- قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): التقوى ترك الإصرار على المعصية، وترك الاغترار بالطاعة(2).
10753/23- قال علي (عليه السلام): إن الله إذا جمع الناس نادى فيهم مناد أيها الناس إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفاً، وإن أحبكم إلى الله أحسنكم له عملا، وإن أفضلكم عنده منصباً أعملكم فيما عنده رغبةً، وإن أكرمكم عليه أتقاكم(3).
10754/24- قال علي (عليه السلام): ياأيها الناس إن الله في كل نعمة حقاً، فمن أدّاه زاده ومن قصر عنه خاطر بزوال النعمة وتعجل العقوبة، فليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم من الذنوب فرقين(4).
10755/25- الشيخ الطوسي، حدثني أبو عبدالله محمد بن محمد، قال: حدثني أبو حفص عمر بن محمد الزيات الصيرفي، قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، قال:
____________
1- روضة الواعظين، باب الزهد والتقوى 2: 437; كشف الغمة، باب محبّة النبي لعلي 1: 98.
2- تفسير الرازي 2: 21.
3- تحف العقول: 141، البحار 78:41.
4- تحف العقول: 142، البحار 78:43.
ياابن آدم، ما تنصفني، أتحبب اليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي، خيري إليك منزول وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل غير صالح، يابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري مَنِ الموصوف لسارعته إلى مقته (يابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ولا أمقتك فيمن أمحق)(1).
10756/26- الشيخ الطوسي، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: من أراد عزاً بلا عشيرة، وهيبة من غير سلطان، وغنىً من غير مال، وطاعة من غير بذل، فليتحول من ذل معصية الله إلى عزّ طاعته، فانه يجد ذلك كلّه(2).
10757/27- الصدوق، باسناده عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: لا دين لمن دان بطاعة لمخلوق في معصية الخالق(3).
10758/28- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أراد الغنى بلا مال، والعز بلا عشيرة، والطاعة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته، فانه واجد ذلك
____________
1- أمالي الطوسي المجلس الخامس: 125 ح197، البحار 77:19، مجموعة ورام: 71، كنز العمال 15:800 ح43174، ربيع الأبرار 1:398، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:28، كنز الكراجكي: 163، صحيفة الامام الرضا: 81 ح4، إرشاد القلوب: 38.
2- أمالي الطوسي المجلس 18:524 ح1161، البحار 71:179.
3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:43، البحار 73:393، وسائل الشيعة 11:422، صحيفة الرضا (عليه السلام): 251 ح172.
10759/29- من كلام لعلي (عليه السلام): اعلم أن لكل عمل نباتاً، ولا نبات إلاّ في غنى، ولا غنى به عن الماء والمياه مختلفة، فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته، وما خبث سقيه خبث غرسه ومرت ثمرته(2).
10760/30- فيما أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) لعبدالله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة: واعلم أن ما قرّبك من الله يباعدك من النار، وما باعدك من الله يقربك من النار(3).
10761/31- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك، ولا نعم الناس عن نعمك التي أنعم الله عليك، ولا تقنط الناس من رحمة الله عزوجل وأنت ترجوها لنفسك(4).
10762/32- القطب الراوندي في (لب اللباب) عن علي (عليه السلام): أحبكم إلى الله أكثركم له ذكراً، وأكرمكم عند الله أتقاكم، وأنجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفاً(5).
10763/33- عن علي [(عليه السلام)]: ياعلي إن الاسلام عريان: لباسه التقوى، ورياشه الهدى، وزينته الحياء، وعماده الورع، وملاكه العمل الصالح، وأساس الاسلام حبي وحب أهل بيتي(6).
____________
1- مجموعة ورام 1:51.
2- مجموعة ورام 2:18، نهج البلاغة خطبة: 154، البحار 71:367.
3- نهج البلاغة كتاب: 76، مجموعة ورام 2:35، البحار 33:498.
4- مجموعة ورام 2:77، البحار 70:388، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:29، صحيفة الرضا (عليه السلام): 87 ح15، ربيع الأبرار 4:316.
5- مستدرك الوسائل 11:175 ح12677.
6- كنز العمال 12:105 ح34206.
10765/35- الحافظ أبو نعيم: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ومخلد ابن جعفر، قالا: ثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، ثنا أبو كريب، ثنا مختار بن غسان، ثنا عيسى بن مسلم، ثنا أبو داود، عن عبدالأعلى بن عامر، قال: قال أبو عبدالرحمن: دخلت المسجد وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] على المنبر، وهو يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن الله أوحى إلى نبي من أنبياء بني اسرائيل، قل لأهل طاعتي من اُمتك أن لا يتكلوا على أعمالهم فاني لا أقاص عبداً يوم الحساب يوم القيامة، أشاء أن أعذبه إلاّ عذبته، وقل لأهل معصيتي من اُمتك لا يلقوا بأيديهم فاني أغفر الذنب العظيم ولا اُبالي، وانه ليس من أهل قرية ولا مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على ما أحب إلاّ كنت له على ما يحب ثم يتحول عما أحب إلى ما أكره إلاّ تحولت له مما يحب إلى ما يكره، وليس من
____________
1- حلية الأولياء 3:191، فرائد السمطين 1:420.
10766/36- ابن عساكر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله الواسطي، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن علي، أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل النيسابوري، أنبأنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الصفار، الاصبهاني، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن هارون، أنبأنا أبو عمير بن النحاس، أنبأنا حجاج بن محمد أنبأنا أبو البيداء، عن شهاب بن صالح، عن أبي خيرة ـ وكان من أصحاب علي ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: جزاء المعصية الوهن في العبادة والضيق في المعيشة، والنفس في اللذة، قيل: وما النفس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوة حلالا إلاّ جاءه ما ينغصها(2).
10767/37- الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من تصدى بالاثم أعشى عن ذكر الله تعالى، من ترك الأخذ عن أمر الله بطاعته قيض له شيطان فهو له قرين(3).
10768/38- قال علي (عليه السلام): عجبت لأقوام يحتمون الطعام مخافة الأذى كيف لا يحتمون الذنوب مخافة النار، وعجبت ممن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه فيملكهم، ثم قال (عليه السلام): إن الخير والشر لا يعرفان إلاّ بالناس، فإذا أردت أن تعرف الخير فاعمل الخير تعرف أهله، وإذا أردت أن تعرف الشر فاعمل
____________
1- حلية الأولياء 4:195.
2- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 3:293.
3- الخصال حديث الأربعمائة: 633، البحار 63:192، تفسير نور الثقلين 4:603.
10769/39- قال علي (عليه السلام): اُوصيكم بتقوى الله فانها غبطة للطالب الراجي، وثقة للهارب اللاجي، استشعروا التقوى شعاراً باطناً، واذكروا الله (ذكراً) خالصاً تحيوا به أفضل الحياة، وتسلكوا به طرق النجاة، وانظروا إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق، فانها تزيل الثّاوي الساكن، وتفجع المترف الآمن، لا يرجى منها ما ولّى فأدبر، ولا يدري ما هو آت منها فيستنظر، وصل الرخاء منها بالبلاء، والبقاء منها إلى الفناء، سرورها مشوب بالحزن، والبقاء منها إلى الضعف والوهن(2).
10770/40- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الاصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن حميد بن زياد، عن عطا بن يسار، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يوقف العبد بين يدي الله، فيقول: قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله، فستغرق النعم العمل، فيقولون: قد استغرقت النعم العمل، فيقول: قيسوا له نعمي وقيسوا بين الخير والشر منه، فان استوى العملان أذهب الله الشر بالخير وأدخله الجنة، فان كان له فضل أعطاه الله بفضله، وإن كان عليه فضل وهو من أهل التقوى، لم يشرك بالله تعالى واتقى الشرك به، فهو من أهل المغفرة، يغفر الله له برحمته إن شاء، ويتفضل عليه بعفوه(3).
10771/41- المفيد، أخبرني عبدالله بن محمد بن أعين البزاز، قال: أخبرني زكريا بن صبيح، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن سعيد بن عبيد الطائي، عن علي
____________
1- تحف العقول: 141، البحار 78:41.
2- تحف العقول: 139، البحار 78:39.
3- أمالي الطوسي المجلس الثامن: 212 ح369، البحار 5:334.
10772/42- محمد بن علي بن الحسين: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: إن الله حدّ حدوداً فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تنقصوها، وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسياناً لها فلا تكلفوها، رحمة من الله لكم فاقبلوها، ثم قال علي (عليه السلام): حلال بيّن وحرام بيّن وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الاثم فهو لما استبان له أترك، والمعاصي حمى الله عزّوجلّ، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها(2).
10773/43- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العزة(3).
10774/44- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اتقوا معاصي الله في الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم(4).
10775/45- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله وضع الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته، ذيادةً لعباده عن نقمته وحياشةً لهم إلى جنته(5).
10776/46- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): احذر أن يراك الله عند معصيته، أو يفقدك عند طاعته، فتكون من الخاسرين، فاذا قويت فاقو على طاعة الله، وإذا ضعفت
____________
1- أمالي المفيد المجلس 20:102، البحار 2:263، أمالي الطوسي المجلس 18:510 ح1116.
2- من لا يحضره الفقيه 4:74 ح5149، وسائل الشيعة 18:129.
3- نهج البلاغة قصار الحكم: 231، البحار 71:189، وسائل الشيعة 11:176.
4- نهج البلاغة قصار الحكم: 324، البحار 73:364، وسائل الشيعة 11:188.
5- نهج البلاغة قصار الحكم: 368، البحار 6:114، مجموعة ورام: 8، وسائل الشيعة 11:188.
10777/47- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لو لم يتوعد الله على معصيته، لكان يجب أن لا يعصي شكراً لنعمة(2).
10778/48- أخرج الخطيب، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): إذا كان يوم القيامة أوقف العباد بين يدي الله تعالى غُر لا بهماً، فيقول الله: عبادي أمرتكم فضيعتم أمري، ورفعتم أنسابكم فتفاخرتم بها، اليوم أضع أنسابكم، أنا الملك الديان أين المتقون، إن أكرمكم عند الله أتقاكم(3).
10779/49- عن علي (رضي الله عنه): ما أخاف على اُمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر(4).
____________
1- نهج البلاغة قصار الحكم: 383، البحار 71:189، وسائل الشيعة 11:189.
2- نهج البلاغة قصار الحكم: 290، وسائل الشيعة 11:243، البحار 73:364.
3- تفسير السيوطي 6:97.
4- الجامع الصغير للسيوطي 2:481 ح7796.
الباب التاسع:
في صلة الرحم وقطعه
10780/1- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أحسن يُحسن إليك، إرحم تُرحم، فقُل خيراً تُذكر بخير، وصل رحمك يزيد الله في عمرك(1).
10781/2- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لمّا خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) يريد البصرة، نزل بالربذة، فأتاه رجل من مُحارب، فقال: يا أمير المؤمنين إنّي تحمّلت في قومي حمالة وإنّي سألت في طوائف منهم المواساة والمعونة، فسبقت إليّ ألسنتهم بالنكد، فمرهم يا أمير المؤمنين بمعونتي وحثّهم على مواساتي، فقال (عليه السلام): أين هم؟ فقال: هؤلاء فريق منهم حيث ترى، قال: فنصّ راحلته فأدلفت كأنّها ظليم، فأدلف بعض أصحابه في طلبها، فلأياً بلأي ما لحقت، فانتهى إلى القوم فسلّم عليهم وسألهم ما يمنعهم من مواساة صاحبهم، فشكوه وشكاهم، فقال أمير
____________
1- روضة الواعظين، في ذكر الحثّ على اصطناع المعروف 2: 370; البحار 74: 100.
10782/3- وعنه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان ابن عيسى، عن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لن يرغب المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد، وعن مودّتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم، هم أشدّ الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمّهم لشعثه، إن أصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره الاُمور، ومن يقبض يده عن عشيرته، فإنّما يقبض عنهم يداً واحدة وتقبض عنه منهم أيدي كثيرة، ومن يَلِن حاشيته يعرف صديقه منه المودّة، ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته، ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيراً من المال يأكله ويورّثه.
لا يزدادنّ أحدكم كبراً وعظماً في نفسه، ونأياً عن عشيرته إن كان مؤسراً في المال، ولا يزدادنّ أحدكم في أخيه زهداً ولا منه بُعداً إذا لم يرَ منه مروّة وكان معوزاً في المال، ولا يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسدّها بما لا ينفعه إن أمسكه، ولا يضرّه إن استهلكه(2).
10783/4- وعنه، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن سليمان بن هلال، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالاَْرْحَامِ إِنَّ اللهَ
____________
1- الكافي 2: 153; البحار 74: 105.
2- الكافي 2: 154; احياء الاحياء 3: 433.
10784/5- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشميّ بسرّ من رأى، قال: حدّثني أبي عبد الصمد بن موسى، قال: حدّثني عمّي عبد الوهّاب بن محمّد بن إبراهيم، قال: بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام) وأمر بفرش فطرحت إلى جانبه فأجلسه عليها، ثمّ قال: عليّ بمحمّد، عليّ بالمهدي يقول ذلك مراراً، فقيل له: الساعة يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إلاّ أنّه يتبخّر، فما لبث أن وافى وقد سبقته رائحته، فأقبل المنصور على جعفر (عليه السلام)، فقال: يا أبا عبد الله حديث حدّثنيه في صلة الرحم أذكره ويسمعه المهدي، قال (عليه السلام): نعم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيّرها عزّ وجلّ ثلاثين سنة، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيّرها ثلاث سنين ثمّ تلا: {يَمْحُوا اللهَ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}(3) الآية.
قال: هذا حسن يا أبا عبد الله وليس إيّاه أردت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نعم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم تعمّر الديار وتزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير أخيار.
قال: هذا حسن يا أبا عبد الله وليس هذا أردت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نعم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم
____________
1- النساء: 1.
2- الكافي 2: 155; وسائل الشيعة 15: 248; تفسير البرهان 1: 338; جامع السعادات 2: 268; احياء الاحياء 3: 433.
3- الرعد: 39.