الصفحة 155
تهوّن الحساب وتقي ميتة السوء، قال المنصور: نعم، إيّاه أردت(1).

10785/6- الإمام العسكري (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في حديث (في تفسير كلمة الرحمن):

أوتدري ما هذه الرحم التي مَن وصلها وصله الرحمان ومن قطعها قطعه الرحمن؟ فقيل يا أمير المؤمنين: حثّ بهذا كلّ قوم على أن يكرموا أقربائهم ويصلون أرحامهم؟ فقال لهم: أيحثّهم على أن يصلوا أرحامهم الكافرين، وأن يعظّموا من حقّره الله، وأوجب احتقاره من الكافرين؟ قالوا: لا، ولكنّه حثّهم على صلة أرحامهم المؤمنين، قال: فقال: أوجب حقوق أرحامهم لاتّصالهم بآبائهم واُمّهاتهم؟ قلت: بلى يا أخا رسول الله، قال: فهم إذاً إنّما يقضون فيهم حقوق الآباء والاُمّهات؟ قلت: بلى يا أخا رسول الله، قال: فآباؤهم واُمّهاتهم إنّما غذّوهم من الدنيا ووقوهم مكارهها، وهي نعمة زائلة ومكروه ينقضي، ورسول ربّهم ساقهم إلى نعمة دائمة لا تنقضي، ووقاهم مكروهاً مؤبّداً لا يبيد، فأيّ النعمتين أعظم؟ قلت: نعمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم وأجلّ وأكبر.

قال: فكيف يجوز أن يحثّ على قضاء حقّ من صغَّر الله حقّه ولا يحثّ على قضاء من كبَّر الله حقّه.

قلت: لا يجوز ذلك.

قال: فإذاً حقّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم من حقّ الوالد وحقّ رحمه أيضاً أعظم من حقّ رحمهما، فرحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولى بالصلة وأعظم في القطيعة، فالويل كلّ الويل لمن قطعها، والويل كلّ الويل لمن لم يعظّم حرمتها، أوما علمت أنّ حرمة رحم

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس 17: 480 ح1049; مستدرك الوسائل 15: 241 ح18123; البحار 47: 163.


الصفحة 156
رسول الله حرمة رسول الله، وإنّ حرمة رسول الله حرمة الله تعالى، وأنّ الله تعالى أعظم حقّاً من كلّ منعم سواه، وإنّ كلّ منعم سواه إنّما أنعم حيث قيّضه لذلك ربّه، ووفّقه له، أما علمت ما قال الله لموسى بن عمران؟ قلت: بأبي أنت واُمّي ما الذي قال له؟ قال (عليه السلام): قال الله تعالى: يا موسى أتدري ما بلغت رحمتي إيّاك؟ فقال موسى: أنت أرحم بي من أبي واُمّي، قال الله تعالى: يا موسى وإنّما رحمتك اُمّك لفضل رحمتي، وأنا الذي رققتها عليك، وطيّبت قلبها لتترك طيّب وسنها لتربيتك، ولو لم أفعل ذلك بها لكانت هي وسائر النساء سواء، يا موسى أتدري أنّ عبداً من عبادي (مؤمناً) يكون له ذنوب وخطايا تبلغ أعنان السماء فأغفرها له، ولا اُبالي؟ قال: يا ربّ وكيف لا تُبالي؟

قال تعالى: لخصلة شريفة تكون في عبدي اُحبّها، وهي أن يحبّ إخوانه المؤمنين (الفقراء) ويتعاهدهم، ويساوي نفسه بهم، ولا يتكبّر عليهم، فإذا فعل ذلك غفرت له ذنوبه، ولا اُبالي، يا موسى إنّ الفخر ردائي والكبرياء إزاري، من نازعني في شيء منهما عذّبته بناري، يا موسى إنّ من إعظام جلالي إكرام عبدي الذي أنلته حظّاً من حطام الدنيا عبداً من عبادي مؤمناً قصرت يده في الدنيا، فإن تكبّر عليه فقد استخفّ بعظيم جلالي.

ثمّ قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إنّ الرحم التي أشتقّها الله عزّ وجلّ من رحمته بقوله: أنا الرحمان، وهي رحم محمّد (صلى الله عليه وآله) وإنّ من إعظام الله إعظام محمّد (صلى الله عليه وآله)، وإنّ من إعظام محمّد (صلى الله عليه وآله) إعظام رحم محمّد، وأنّ كلّ مؤمن ومؤمنة من شيعتنا هو من رحم محمّد، وإنّ إعظامهم من إعظام محمّد (صلى الله عليه وآله)، فالويل لمن استخفّ بحرمة محمّد (صلى الله عليه وآله)، وطوبى لمن عظّم حرمته، وأكرم رحمه ووصلها(1).

____________

1- تفسير العسكري: 34 ح12; البحار 23: 266; مستدرك الوسائل 12: 377 ح14340.


الصفحة 157
10786/7- قال علي (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}(1) الآية، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رَعى حقّ قرابات أبويه اُعطي في الجنّة ألف درجة، بُعدُ ما بين كلّ درجتين حضر الفرس الجواد المضمر (المحضير) مائة سنة، إحدى الدرجات من فضّة، والاُخرى من ذهب، والاُخرى من لؤلؤ، والاُخرى من زمرد، والاُخرى من زبرجد، والاُخرى من مسك، والاُخرى من عنبر، واُخرى من كافور، فتلك الدرجات من هذه الأصناف.

ومن رعى حقّ قربى محمّد وعلي صلوات الله عليهما اُوتي من فضائل الدرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمّد وعلي صلوات الله عليهما على أبوي نفسه(2).

10787/8- محمّد بن عبد الله الحسيني السيد ابن زهرة الحلبي، قال: أخبرني عمّي أبي المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة، وخال والدي الشريف النقيب أبي طالب أحمد بن محمّد الحسيني، قالا: أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن محمّد ابن أبي جرادة، قال: أخبرني الشيخ الجليل أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد الحلبي، قال: حدّثنا أبي إسماعيل بن أحمد، عن أبيه أحمد بن إسماعيل بن أبي عيسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق بن أبي بكر الرازي، قال: أخبرنا عليّ بن مهرويه القزويني، قال: حدّثني داود بن سليمان الغاري، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة أنا شفيع لهم ولو أتوا بذنوب أهل الأرض: الضارب بسيف

____________

1- البقرة: 83.

2- تفسير الإمام العسكري: 333 ح202; مستدرك الوسائل 12: 377 ح14341; تفسير البرهان 1: 121; البحار 8: 179.


الصفحة 158
أمام ذريّتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في مصالحهم عندما اضطرّوا إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه(1).

10788/9- (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صنيع المعروف يدفع ميتة السوء، والصدقة في السرّ تطفئ غضب الربّ، وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر(2).

10789/10- وبهذا الاسناد، قال (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصدقة بعشر، والقرض بثمانية عشر، وصلة الرحم بأربعة وعشرين(3).

10790/11- العياشي: عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنّ أحدكم ليغضب فما يرضى حتّى يدخل به النار، فأيّما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدنُ منه فإنّ الرحم إذا مسّتها الرحم استقرّت، وإنّها متعلّقة بالعرش تنتقضه انتقاض الحديد فتنادي: اللّهمّ صِل من وصلني واقطع من قطعني، وذلك قول الله تعالى في كتابه: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي}(4) الآية(5).

10791/12- سبط الطبرسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في حديث: وصلة الرحم تزيد في الرزق(6).

____________

1- أربعين أبي زهرة: 41 ح1; مستدرك الوسائل 12: 382 ح14351; بشارة المصطفى: 17.

2- الجعفريات: 188; مستدرك الوسائل 15: 234 ح18096.

3- الجعفريات: 188; مستدرك الوسائل 12: 363 ح14306.

4- النساء: 1.

5- تفسير العياشي 1: 217; مستدرك الوسائل 12: 8 ح3363; تفسير البرهان 1: 338; البحار 74: 97.

6- مستدرك الوسائل 15: 236 ح18106; مشكاة الأنوار، في الغنى والفقر: 129.


الصفحة 159
10792/13- الصدوق، عن حمزة بن محمّد بن أحمد الحسيني، عن عبد العزيز ابن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن زكريّا الجوهري، عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مائة شهيد، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة، وتمحى عنه أربعون ألف سيّئة، وترفع له من الدرجات مثل ذلك، وكأنّما عبدَ الله مائة سنة صابراً محتسباً(1).

10793/14- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: بصلة الرحم تستدرّ النعم، بقطيعة الرحم تستجلب النقم، وقال: صلة الرحم تدرّ النعم وتدفع النقم، وقال: صلة الرحم من أحسن الشيم، وقال: صلة الرحم تسوء العدوّ وتقي مصارع السوء، وقال: صلة الأرحام تثمر الأموال وتنسئ الآجال، وقال: صلة الرحم توجب المحبّة وتكبت العدوّ، وقال: صلة الرحم توسع الآجال وتنمي الأموال، وقال: صلة الرحم مثراة في الأموال مرفعة (رافعة) للأعمال، وقال: صلة الرحم من أفضل شيم الكرام، وقال: صلة الأرحام تنمي العدد وتوجب السؤدد(2).

10794/15- الطوسي، عن المفيد، عن أبي بكر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن عقدة، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه الحسين بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: صلوا أرحامكم وإن قطعوكم(3).

10795/16- الصدوق، بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ في كتاب علي (عليه السلام): إنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم يذران الديار بلا قع من أهلها(4).

____________

1- أمالي الصدوق، المجلس 66: 350; مستدرك الوسائل 15: 249 ح18140.

2- غرر الحكم: 406; مستدرك الوسائل 15: 250 ح18143.

3- أمالي الطوسي: 214 ح371; مستدرك الوسائل 15: 253 ح18150; البحار 74: 92.

4- الخصال، باب الثلاثة: 124; البحار 74: 136.


الصفحة 160
10796/17- محمّد بن يعقوب، عدة من أصحابنا، عن ابن محبوب، عن ابن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر، (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اذا قطعوا الأرحام، جعلت الأموال في أيدي الأشرار(1).

10797/18- (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلوا أرحامكم بالدنيا بالسلام(2).

10798/19- عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الأرحام تعمّر الديار، وتزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير أخيار(3).

10799/20- أبي عبد الله جعفر بن محمّد، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم تهوّن الحساب، وتقي ميتة السوء(4).

10800/21- عن علي [(عليه السلام)]: من أحبّ أن يمدّ له في عمره، فليتّق الله وليصل رحمه(5).

10801/22- عن علي [(عليه السلام)]: من سرّه أن يمدّ الله في عمره، ويوسّع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتّق الله وليصل رحمه(6).

10802/23- عن علي [(عليه السلام)]: من أحبّ أن يمدّ له في عمره، ويبسط له في رزقه،

____________

1- الكافي 2: 348; البحار 74: 138.

2- الجعفريات: 188; مستدرك الوسائل 15: 255 ح18155; البحار 74: 103.

3- تفسير البرهان 2: 299; البحار 74: 94; أمالي الطوسي، مجلس 17: 481 ح1049.

4- تفسير البرهان 2: 299; أمالي الطوسي، مجلس 17: 481 ح1049.

5- كنز العمال 3: 365 ح6964.

6- كنز العمال 3: 365 ح6968; مسند أحمد 1: 121.


الصفحة 161
ويدفع عنه ميتة السوء، ويستجاب له دعاؤه فليصل رحمه(1).

10803/24- عن علي [(عليه السلام)] قال: من ضمن لي واحداً ضمنت له أربعاً: من وصل رحمه طال عمره، وأحبّه أهله، ووسّع عليه في رزقه، ودخل جنّة ربّه(2).

10804/25- الصدوق، بإسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إني أخاف عليكم إستخفافاً بالدين وبيع الحكم وقطيعة الرحم، وأن تتخذوا القرآن مزامير، وتقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين(3).

10805/26- عن علي (رضي الله عنه): صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك(4).

10806/27- محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أعوذ بالله من الذنوب التي تعجّل الفناء، فقام إليه عبد الله بن الكوّاء اليشكري فقال: يا أمير المؤمنين أوتكون ذنوب تعجّل الفناء؟ فقال: نعم ويلك قطيعة الرحم، إنّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله، وإنّ أهل البيت ليفرّقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم الله وهم أتقياء(5).

10807/28- الصدوق، عن سعيد بن علاقة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قطيعة الرحم يورث الفقر(6).

____________

1- كنز العمال 3: 366 ح6971.

2- كنز العمال 3: 765 ح8690.

3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:42، البحار 22:452، مستدرك الوسائل 6:473 ح7283، وسائل الشيعة 12:228، صحيفة الامام الرضا (عليه السلام): 248 ح162.

4- الجامع الصغير للسيوطي 2:95 ح5004.

5- الكافي 2: 347; جامع السعادات 2: 265; البحار 73: 376; احياء الاحياء 3: 432.

6- الخصال، باب 16: 505; البحار 74: 91.


الصفحة 162
10808/29- محمّد بن يعقوب، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار(1).

10809/30- الصدوق، حدّثنا أبي (رحمه الله) قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا اُسري بي الى السماء رأيت رحماً متعلّقة بالعرش تشكو رحماً إلى ربّها، فقلت لها: كم بينك وبينها من أب؟ فقالت: نلتقي في أربعين أباً(2).

10810/31- محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد، عن أبيه رفعه، عن أبي حمزة الثمالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث: إنّ من الذنوب التي تعجّل الفناء قطيعة الرحم(3).

10811/32- (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تخُن من خانك فتكون مثله، ولا تقطع رحمك وإن قطعك(4).

10812/33- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: قطيعة الرحم من أقبح الشيم، وقال: قطيعة الرحم تزيل النعم، وقال: ليس مع قطيعة الرحم نماء، وقال: ليس لقاطع رحم قريب(5).

____________

1- الكافي 2: 348.

2- الخصال، باب الأربعين: 540.

3- وسائل الشيعة 8: 593; الكافي 2: 347.

4- الجعفريات: 189; مستدرك الوسائل 9: 106 ح10363.

5- غرر الحكم: 406; مستدرك الوسائل 15: 186 ح18955.


الصفحة 163
10813/34- محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ في كتاب علي (عليه السلام): إنّ اليمين الكاذبة، وقطيعة الرحم تذران الديار بلا قع من أهلها، وتنغل الرحم ـ يعني انقطاع النسل ـ(1).

10814/35- كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض عمّاله: مُروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا(2).


بيـان:

وذلك لأنّ التجاور يورث التزاحم على الحقوق، وذلك ربّما يورث التحاسد والتباغض، وقطيعة الرحم كما هو مشاهد في أكثر أبناء عصرنا، وليس الخبر كالمعاينة، وإذا لم يتجاوروا وتباعدت ديارهم كان أقرب إلى التحابب.


____________

1- الكافي 7: 436; وسائل الشيعة 16: 144; عقاب الأعمال: 227.

2- جامع السعادات 2: 266.


الصفحة 164

الباب العاشر:

في الظلم والظالمين

10815/1- محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما حضر عليّ بن الحسين (عليهما السلام) الوفاة ضمّني إلى صدره، ثمّ قال: يا بنيّ اُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أنّ أباه أوصى به، قال: يا بنيّ إيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلاّ الله(1).

10816/2- الصدوق، أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله البرقي، عن أبيه، عن هارون بن الحكم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام): من خاف القصاص كفّ عن ظلم الناس (إنّما خاف القصاص من كفّ عن ظلم الناس)(2).

____________

1- الكافي 2: 331; روضة الواعظين، في ذكر وبال الظلم 2: 465; وسائل الشيعة 11: 339; البحار 75: 308; أمالي الصدوق، المجلس 34: 154.

2- عقاب الأعمال: 273; البحار 75: 313; الكافي 2: 331; وسائل الشيعة 11: 339.


الصفحة 165
10817/3- قال علي (عليه السلام): من خاف ربّه كفّ ظلمه(1).

10818/4- طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي صلوات الله عليه يقول: العامل بالظلم والمعين له، والراضي به شركاء فيه(2).

10819/5- (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ صلوات الله عليه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد(3).

10820/6- قال علي (عليه السلام): بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد، وقال: يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم، وقال: يوم العدل على الظالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم(4).

10821/7- قال علي (عليه السلام) في وصيّته لابنه الحسن (عليه السلام): ظلم الضعيف أفحش الظلم، وقال: والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهداً، أو اُجرّ في الأغلال مُصفّداً، أحبّ إليّ من أن ألقى الله (سبحانه وتعالى) ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحُطام، إلى أن قال: والله لو اُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جُلبَ شعيرة ما فعلته(5).

10822/8- عبد الله بن جعفر، عن أبي البُختري، عن جعفر، عن أبيه أنّ عليّاً (عليه السلام) كان يكتب إلى اُمراء الأجناد: أنشدكم الله في فلاحي الأرض أن يظلموا قبلكم(6).

____________

1- البحار 75: 309; أمالي الصدوق، المجلس 57: 293.

2- مجموعة ورّام 1: 17.

3- الجعفريات: 78; مستدرك الوسائل 12: 96 ح13622; كنز العمال 4: 307 ح10636.

4- نهج البلاغة: قصار الحكم 221، 241، 341; مستدرك الوسائل 12: 97 ح13623.

5- نهج البلاغة: كتاب 31 وخطبة 224; مستدرك الوسائل 12: 97 ح13622.

6- قرب الاسناد: 88; الكافي 5: 31; البحار 100: 46.


الصفحة 166
10823/9- في عهد علي (عليه السلام) للأشتر: وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإنّ الله سميع دعوة المظلومين، وهو للظالمين بالمرصاد(1).

10824/10- قال علي (عليه السلام): من ظلمك فقد نفعك وأضرّ بنفسه(2).

10825/11- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من جار أهلكه جوره، وقال: من ظلم دَمّر عليه ظلمه، وقال: من ظلم عظمت صَرعته، وقال: من ظلم أفسد أمره، ومن جار قصم عمره، وقال: من ظلم يتيماً عقّ أولاده، وقال: ومن ظلم رعيّته نصر أضداده، وقال: ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه يدحض حجّته ويعذّبه في دنياه ومعاده، وقال: الظلم وخيم العاقبة، وقال: الظلم جرم لا ينسى، وقال: المؤمن لا يظلم ولا يتأثّم، وقال: ابعدوا عن الظلم فإنّه أعظم الجرائم وأكبر المآثم، وقال: إنّ أسرع الشرّ عقاباً الظلم، وقال: راكب الظلم يدركه البوار، وقال: شرّ الناس من يظلم الناس، وقال: ظلم المرء في الدنيا عنوان شقائه في الآخرة، وقال: هيهات أن ينجو الظالم من أليم عذاب الله وعظيم سطواته(3).

10826/12- الصدوق، أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: لا عدل أفضل من ردّ المظالم(4).

10827/13- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ظلم أحداً فعابه فليستغفر الله كلّما ذكره فإنّه كفارة له(5).

____________

1- نهج البلاغة: كتاب 53; مستدرك الوسائل 12: 98 ح13624.

2- البحار 75: 320; مستدركات دعوات الراوندي: 293.

3- مستدرك الوسائل 12: 99 ح13629; غرر الحكم: 346، 455، 456، 457، 458.

4- غرر الحكم: 446; مستدرك الوسائل 12: 106 ح13644.

5- الجعفريات: 228; مستدرك الوسائل 12: 103 ح13637.


الصفحة 167
10828/14- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: شرّ الناس من يعين على المظلوم، وقال: شرّ الناس من أدرع اللّوم ونصر الظلوم(1).

10829/15- عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أعظم الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حقّ(2).

10830/16- الحسن بن محمّد الطوسي، عن أبيه، عن حمويه، عن أبي الحسين، عن ابن مقيل، عن أحمد بن محمّد النخعي، عن مسعر بن يحيى بن الحجّاج، عن شريك النخعي، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عزّ وجلّ: اشتدّ غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري(3).

10831/17- عن علي (رضي الله عنه): اشتدّ غضب الله على من ظلم من لا يجد ناصراً غير الله(4).

10832/18- الصدوق، عن أحمد بن إبراهيم بن بكر، عن زيد بن محمّد، عن عبد الله ابن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممّن كملت مروّته وظهرت عدالته، ووجبت اُخوّته، وحرمت غيبته(5).

10833/19- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه رفعه، قال: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، إلى أن قال: إنّ الله تبارك وتعالى إذا

____________

1- غرر الحكم: 456; مستدرك الوسائل 12: 109 ح13654.

2- عقاب الأعمال: 273; وسائل الشيعة 11: 341.

3- أمالي الطوسي، المجلس 14: 405 ح908; وسائل الشيعة 11: 341.

4- الجامع الصغير للسيوطي 1: 158 ح1046; تفسير السيوطي 1: 353.

5- خصال الصدوق، باب الأربعة: 208.


الصفحة 168
برز لخلقه، أقسم قسماً على نفسه فقال: وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّ بكفّ ولو مسحة بكفّ، ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجمّاء، فيقتصّ الله للعباد حتّى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة(1).

10834/20- عن علي [(عليه السلام)]: اتّقوا دعوة المظلوم فإنّما يسأل الله تعالى حقّه، وإنّ الله تعالى لم يمنع ذا حقٍّ حقّه(2).

10835/21- عن علي [(عليه السلام)]: إيّاكم والظلم فإنّه يخرّب قلوبكم(3).

10836/22- قال علي (عليه السلام): الظالم على مدرجة من العقوبة وإن طالت مدّته، والمظلوم موقوف على النصرة وإن عظمت محبته (محنته)، وللإمهال غايات، وللآجال نهايات، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون(4).

10837/23- عن علي (عليه السلام): إنّ شرّ الناس إمام جائر ضلّ وضُلّ به، فأمات سنّة مأخوذة، وأحيى بدعة متروكة، وإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: يؤتى بالإمام الجائر، وليس معه نصير ولا عاذر، فيُلقى في جهنّم، فيدور فيها كما تدور الرحى، ثمّ يرتبط في قعرها(5).

10838/24- عن علي (عليه السلام): تباعد عن السلطان الجائر، ولا تأمن خدع الشيطان، فتقول متى أنكرت نزعت، فإنّه هكذا هلك من كان قبلك، فإن أبت نفسك إلاّ حبّ الدنيا وقرب السلاطين، وخالفتك عمّا فيه رشدك، فاملك عليك لسانك، فإنّه لا بقيّة للموت عند الغضب، ولا تسئل عن أخبارهم، ولا تنطق بأسرارهم، ولا تدخل فيما بينهم(6).

____________

1- المحاسن 1: 67 ح18; مستدرك الوسائل 18: 261 ح22699; البحار 75: 314.

2- كنز العمال 3: 499 ح7597; حلية الأولياء 3: 202; الرياض النضرة 3: 193.

3- كنز العمال 3: 505 ح7639.

4- مخلاة الشيخ البهائي: 170.

5- ربيع الأبرار 5: 224.

6- ربيع الأبرار 5: 227.


الصفحة 169
10839/25- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال لكميل: يا كميل لا تطرق أبواب الظالمين للاختلاط بهم والاكتساب معهم، وإيّاك أن تعظّمهم وتشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك(1).

10840/26- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): للظالم غداً يكفيه عضّة يديه، والرحيل وشيك، وللأخلاّء ندامة إلاّ المتّقين(2).

10841/27- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيّها الناس إنّما يجمع الناس الرضى والسخط، وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لما عمّوه بالرضى، فقال سبحانه: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ}(3)، فما كان إلاّ أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السِّكةِ المحماة في الأرض الخوّارة(4).

10842/28- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) يقول: إنّما هو الرضى والسخط، وإنّما عقر الناقة رجل واحد فلمّا رضوا أصابهم العذاب، فإذا ظهر إمام عدل فمن رضي بحكمه وأعانه على عدله فهو وليّه، وإذا ظهر إمام جور فمن رضي بحكمه وأعانه على جوره فهو وليّه(5).

10843/29- إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن فرات بن أحنف، قال: أنّ عليّاً (عليه السلام) خطب الناس فقال: يا معشر الناس أنا أنف الهدى وعيناه، وأشار إلى وجهه، إلى أن قال: يا معشر الناس إنّما يجمع الناس الرضى والسخط، ألا وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فأصابهم العذاب بنيّاتهم في عقرها(6).

____________

1- مستدرك الوسائل 13: 124 ح14964; تحف العقول، باب وصيته لكميل: 116.

2- البحار 77: 397; تفسير القمي 2: 243.

3- الشعراء: 157.

4- نهج البلاغة: خطبة 201; مستدرك الوسائل 12: 108 ح13649.

5- مجموعة ورّام 1: 17; مستدرك الوسائل 2: 108 ح13950; البحار 75: 377.

6- الغارات 2: 584; مستدرك الوسائل 12: 109 ح13652.


الصفحة 170
10844/30- محمّد بن سلمة رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّما يجمع الناس الرضى والسخط، فمن رضي أمراً فقد دخل فيه، ومن سخطه فقط خرج منه(1).

10845/31- الصدوق، عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن العباس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العامل بالظلم والراضي به، والمعين عليه شركاء ثلاثة(2).

10846/32- عن علي (رضي الله عنه): إن الله تعالى يبغض الغني الظلوم، والشيخ الجهول، والعائل المختال(3).

10847/33- المفيد: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من بالغ في الخصومة ظلم، ومن قصر ظلم، ولا يستطيع أن يبقى (يتقي) لله من يخاصم(4).

____________

1- محاسن البرقي 1: 408 ح927.

2- الخصال، باب الثلاثة: 107; وسائل الشيعة 11: 410; البحار 75: 312.

3- الجامع الصغير للسيوطي 1:283 ح1852.

4- الاختصاص: 239، البحار 75:150.