الباب الخمسون:
في الحياء
11161/1- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه(1).
11162/2- محمد بن علي بن الحسين، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية، قال: ومن كساه الحياء ثوبه اختفى عن العيون عيبه(2).
11163/3- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة تمرّ مرّ السحاب، فانتهزوا فرص الخير(3).
11164/4- محمد بن يعقوب، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو بن اُذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله حرّم الجنة على كل
____________
1- نهج البلاغة قصار الحكم: 223، وسائل الشيعة 8:517، الحبار 71:337.
2- من لا يحضره الفقيه 4:391 ح5834، وسائل الشيعة 8:517.
3- نهج البلاغة قصار الحكم: 21، البحار 71:337.
11165/5- من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام): البذاء من ضيق التصرف، وفعل السوء من قلة الحياء(3).
11166/6- الصدوق، حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، قال: سمعت علي بن موسى ابن الرضا (عليه السلام) يحدث، عن آبائه، عن علي (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لم يبق من أمثال الأنبياء إلاّ قول الناس: إذا لم تستحي فاصنع (فافعل) ما شئت(4).
تبيين:
في هذا الخبر وجوه من التأويل ثلاثة: أحدها أن يكون معناه إذا علمت أن العمل لله وأنت لا تستحي من الناظرين اليك، ولا لتخوفهم أن ينسبوك فيه إلى الرياء صنعت ما شئت; لأن فكرك فيهم ومراقبتك لهم يقطعانك عن استيفاء شروط عملك ويمنعانك من القيام بحدود حقوقه، وإذا طرحت الفكر توفرت على استيفاء عملك. والوجه الثاني: إن من لم يستحي من المعاير والمخازي والفضائح صنع ما شاء، والظاهر ظاهر أمر، والمعنى معنى تغليظ وانكار مثل قوله تعالى: {اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}(5) وقوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}(6) وهذا نهاية التغليظ |
____________
1- الإسراء: 64.
2- الكافي 2:323، تفسير العياشي 2:299، تفسير البرهان 2:427، تفسير الصافي 3:203، البحار 63:206.
3- مجموعة ورام 1:15.
4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:56، أمالي الصدوق المجلس 77:412، البحار 71:333.
5- فصلت: 40.
6- كهف: 29.
والزجر والاخبار عن كبر الذنب واطراح الحياء، ويجري مجرى قولهم: بعد أن فعل فلان كذا فليفعل ما يشاء، وبعد أن أقدم على كذا فليقدم على ما شاء، والمعنى المبالغة في التعظيم لما ارتكبه وقبح من اقترفه. والوجه الثالث: أن يكون معنى الخبر: إذا لم تفعل ما تستحي منه فافعل ما شئت، فكأن المعنى إذا لم تفعل قبيحاً فافعل ما شئت; لأنه لا ضرب من ضروب القبائح إلاّ والحياء يصاحبه، ومن شأن فاعله إذا قُرِع به أن يستحي منه، فمتى جانب الانسان ما يستحي منه من أفعاله فقد جانب سائر القبائح وما عدا القبيح من الأفعال فهو حسن، ويجري هذا مجرى خبر عن نبينا (صلى الله عليه وآله) فيما أظنه: إن رجلا جاءه فاسترشده إلى خصلة يكون فيها جماع الخير، فقال (صلى الله عليه وآله): اشترط عليك أن لا تكذبني ولن أسألك ما وراء ذلك، فهان على الرجل ترك الكذب خاصة والمعاهدة على اجتنابه دون سائر القبائح، وشرط على نفسه ذلك، فلما انصرف جعل كل ما هم بقبيح يفكر ويقول: أرأيت لو سألني عنه النبي ما كانت قائلا له لأنني إن صدقته افتضحت وإن كذبته نقضت العهد بيني وبينه، فكان ذلك سبباً لاجتنابه لسائر القبائح، وهكذا معنى الخبر الذي تأولناه; لأن في اجتناب ما يستحي منه اجتناباً لسائر القبائح.
|
الباب الحادي والخمسون:
في الإنصاف
11167/1- محمد بن يعقوب، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن يحيى بن أحمد، عن أبي محمد الميثمي، عن رومي بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له: ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلاّ عزاً(1).
____________
1- الكافي 2:144، البحار 75:33، وسائل الشيعة 11:225.
الباب الثاني والخمسون:
في الطمع
11168/1- محمد بن علي بن الحسين: باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية قال: إذا أحببت أن تجمع خير الدنيا والآخرة فاقطع طمعك مما في أيدي الناس(1).
11169/2- الصدوق، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن العطار، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثني أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) ما ثبات الايمان؟ فقال: الورع، فقيل له: ما زواله؟ قال: الطمع(2).
11170/3- عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع(3).
____________
1- من لا يحضره الفقيه 4:391 ح5834، وسائل الشيعة 11:321.
2- أمالي الصدوق المجلس 48:238، البحار 70:305، وسائل الشيعة 11:322.
3- نهج البلاغة قصار الحكم: 219، وسائل الشيعة 11:322، البحار 73:169.
الباب الثالث والخمسون:
في أدب الكتابة
11171/1- محمد بن علي بن الحسين، حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني سهل بن زياد الآدمي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن إبراهيم النوفلي، رفعه إلى جعفر بن محمد، عن آبائه، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كتب إلى عماله: أدقوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا عني فضولكم، واقصدوا قصد المعاني، وأياكم والاكثار، فان أموال المسلمين لا تحتمل الاضرار(1).
11172/2- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لكاتبه عبدالله بن أبي رافع: ألق دواتك، وأطِل جلفة قلمك، وفرّج بين السطور، وقرمط بين الحروف، فانه لك أجدر بصباحة الخط(2).
____________
1- الخصال باب الخمسة: 310، البحار 41:105، وسائل الشيعة 12:399.
2- نهج البلاغة قصار الحكم: 315، وسائل الشيعة 12:299.
الباب الرابع والخمسون:
في البطنة
11173/1- أكل علي (عليه السلام) تمر دقل ثم شرب عليه الماء وضرب على بطنه وقال: من أدخل بطنه النار فأبعده الله(1).
11174/2- عن أبي جعفر قال: أكل علي [(عليه السلام)] من تمر دقل ثم شرب عليه الماء، ثم ضرب على بطنه، وقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله ثم تمثل:
فانك مهما تعط بطنك سؤله | وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا(2) |
____________
1- مجموعة ورام 1:46، الدعوات: 137 ح340، البحار 40:340، مستدرك الوسائل 17:7 ح20573، مجمع البيان2: 458.
2- كنز العمال 3:782 ح8741، الدعوات: 137 ح340، البحار 40:340.
الباب الخامس والخمسون:
في تجنب الدنياّت
11175/1- عن أمير المؤمنين (عليه السلام): واكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إلى الرغائب فانك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً(1).
11176/2- (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عزّوجلّ جواد يحب الجود ومعالي الاُمور، ويكره سفسافها(2).
____________
1- مجموعة ورام 1:72، نهج البلاغة كتاب: 31، ربيع الأبرار 1:407، البحار 103:39.
2- الجعفريات: 196، مستدرك الوسائل 13:56 ح14736.
الباب السادس والخمسون:
في الإسراف
11177/1- الصدوق: باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم، فزعوا إلى الله عزّوجلّ من نياتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا، لأصلح الله لهم كل فاسد ولردّ عليهم كل صالح(1).
11178/2- البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن بشران، انا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبدالرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير، وما تصدقت فلك، وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان(2).
11179/3- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: التبذير عنوان الفاقة، وقال: إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه الاقتصاد وحسن التدبير، وجنبه سوء التدبير والاسراف،
____________
1- الخصال حديث الأربعمائة: 624، البحار 73:350، مستدرك الوسائل 5:183 ح5633، ربيع الأبرار 1:580.
2- شعب الايمان 5:251 ح6548، تفسير السيوطي 4:177.
11180/4- عن علي [(عليه السلام)]: التبذير نصف العيش والتودّد نصف العقل، والهم نصف الهرم، وقلّة العيال أحد اليسارين(2).
11181/5- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الاسراف مذموم في كل شيء إلاّ في أفعال البر، وقال: ألا وإن إعطاء هذا المال في غير حقه تبذير واسراف، وقال: أفقر الناس من قتر على نفسه مع الغنا والسعة وخلف لغيره، وقال: في كل شيء يذم السرف إلاّ في صنائع المعروف والمبالغة في الطاعة، وقال: كل ما زاد على الاقتصاد اسراف، وقال: ما فوق الكفاف إسراف(3).
____________
1- غرر الحكم: 353، 359، 360، مستدرك الوسائل 15:266 ح18203.
2- كنز العمال 3:49 ح5435.
3- غرر الحكم: 359، مستدرك الوسائل 15:271 ح18217.
الباب السابع والخمسون:
في الاعتصام والتوكل على الله
11182/1- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من اعتصم بالله نجاه، وقال: من اعتصم بالله لم يضره شيطان، وقال: اعتصم بالله في أحوالك كلها فانك تعتصم منه سبحانه بمانع حرائز، وقال: ألجئ نفسك في الاُمور كلها إلى إلهك فانك تلجئها إلى كهف حريز(1).
11183/2- عن علي (رضي الله عنه): الناس منقوصون مدخولون إلاّ من عصم الله، سائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف، يكاد أفضلهم رأياً يرده عن فضل رأيه الرضا والسخط، ويكاد أصلبهم عوداً تنكأه اللحظة، وتحيله الكلمة(2).
____________
1- درر الحكم: 198، مستدرك الوسائل 11:215 ح12778.
2- ربيع الأبرار 1:400.
الباب الثامن والخمسون:
في الصمت والاعتزال
11184/1- عن علي بن أسباط، عن بعض رجاله، رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يأتي على الناس زمان تكون العافية عشرة أجزاء: تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت(1).
11185/2- محمد بن علي، عمن ذكره، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: يأتي على الناس زمان فيه أحسنهم حالا من كان جالساً في بيته(2).
11186/3- الشيخ المفيد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن أبي نجران، عن الحسن ابن بحر، عن فرات بن أحنف، عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي
____________
1- التحصين (للحلي): 18 ح31، مستدرك الوسائل 11:388 ح13338، تحف العقول: 65، البحار 71:293.
2- التحصين (للحلي): 18 ح32، مستدرك الوسائل 11:388 ح13339.
11187/4- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: وطلبت الراحة، فما وجدت إلاّ بترك مخالطة الناس إلاّ لقوام عيش الدنيا، أتركوا الدنيا ومخالطة الناس تستريحوا في الدارين، وتأمنوا من العذاب(2).
11188/5- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من اعتزل سلم، من اختبر اعتزل، وقال: من اعتزل حسنت زهادته، وقال: من اعتزل سلم ورعه، وقال: من خالط الناس نال مكرهم، وقال: من اعتزل الناس سلم من شرهم، وقال: من أنفرد عن الناس صان دينه، وقال: السلام في التفرد، والراحة في التزهد، وقال: الانفراد راحة المتعبدين، وقال: العزلة حصن التقوى، وقال: العزلة أفضل شيم الأكياس، وقال: سلامة الدين في اعتزال الناس، وقال: الانفراد لعبادة الله كنوز الأرباح، في اعتزال أبناء الدنيا جماع الصلاح وقال: من انفرد كفى الاخوان وقال: من انفرد عن الناس أنس بالله سبحانه، وقال: ملازمة الخلوة دأب الصلحاء(3).
11189/6- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا خير في الصمت عن الحكم، كما أنه لا خير في القول بالجهل(4).
11190/7- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بكثرة الصمت تكون الهيبة(5).
11191/8- السيد علي بن طاوس، عن الكليني في كتاب (الرسائل)، باسناده
____________
1- أمالي المفيد المجلس 23:130، البحار 75:410، مستدرك الوسائل 11:388 ح13340.
2- جامع الأخبار: 341 ح950، البحار 69:399، مستدرك الوسائل 11:389 ح13341.
3- غرر الحكم: 318- 319، مستدرك الوسائل 11:392 ح13351.
4- نهج البلاغة قصار الحكم: 182، وسائل الشيعة 8:530، البحار 71:291.
5- نهج البلاغة قصار الحكم: 224، وسائل الشيعة 8:531، البحار 69:410.
11192/9- الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: قال الله تعالى في ليلة المعراج: ياأحمد، ليس شيء من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم، فمن صام ولم يحفظ لسانه كان كمن قام ولم يقرأ في صلاته، فأعطيه أجر القيام ولم أعطه أجر العابدين، ياأحمد، هل تدري متى يكون العبد عابداً؟ قال: لا يارب، قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وصمت يكفيه عما لا يعنيه، وخوف يزداد في كل من بكائه، وحياء يستحي مني في الخلاء، وأكل ما لابدّ منه، ويبغض الدنيا لبغضي لها، ويحب الأخيار لحبي إياهم، ياأحمد، ليس كل من قال أحب الله أحبني حتى يأخذ قوتاً ويلبس دوناً وينام سجوداً ويطيل قياماً ويلزم صمتاً، الخبر(2).
11193/10- الشيخ المفيد، قال: حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام الاسكافي، قال: حدثنا جعفر بن محمد ابن مالك، قال: حدثنا أحمد بن سلامة الغنوي، قال: حدثنا محمد بن الحسن
____________
1- كشف المحجة: 163، مستدرك الوسائل 9:18 ح10084، البحار 77:212، تحف القعول: 55.
2- إرشاد القلوب باب فيما سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراف: 205، مستدرك الوسائل 9:19 ح10085، البحار 77:29.
11194/11- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: والسكوت كالذهب والكلام كالفضة(2).
11195/12- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، إلى أن قال: وكان أكثر دهره صامتاً، إلى أن قال: وإذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت وكان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم، إلى أن قال: فعليكم بهذه الأخلاق فالزموها(3).
11196/13- قال: الصادق (عليه السلام)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): المرء مخبوء تحت لسان فزن كلامك واعرضه على العقل فان كان لله وفي الكلام فتكلم به، وان كان غير ذلك فالسكوت أولى(4).
11197/14- (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيء من الجوارح، فيقول: أي ربّ عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً من الجوارح؟
____________
1- أمالي المفيد المجلس 26:222، مستدرك الوسائل 9:20 ح10087، البحار 71:280، أمالي الطوسي المجلس الأول: 8 ح8.
2- الجعفريات: 232، مستدرك الوسائل 9:21 ح10090.
3- نهج البلاغة قصار الحكم: 289، مستدرك الوسائل 9:22 ح10092، البحار 67:314.
4- جامع السعادات 2:353، مستدرك الوسائل 9:22 ح1094، البحار 71:285، مصباح الشريعة: 259.
11198/15- (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أسبغ وضوئه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة له مفتحة(2).
11199/16- عن علي (عليه السلام) أنه قال: من حفظ لسانه ستر الله عورته(3).
11200/17- عن أبي عبدالله (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن كان في شيء شؤم ففي اللسان(4).
11201/18- الصدوق، باسناده عن الباقر، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا حافظ أحفظ من الصمت(5).
11202/19- الصدوق، باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أخزن لسانك، وعدّ كلامك يقل كلامك إلاّ بخير(6).
____________
1- الجعفريات: 147، مستدرك الوسائل 9:23 ح10096.
2- الجعفريات:230، مستدرك الوسائل 9:23 ح10097.
3- ثواب الأعمال: 183، مستدرك الوسائل 9:24 ح10102، مشكاة الأنوار: 175، البحار 71: 283.
4- مشكاة الأنوار: 175، مستدرك الوسائل 9:24 ح10103.
5- أمالي الصدوق المجلس 52:264، البحار 71:275، تحف العقول: 62، التوحيد: 73.
6- أمالي الصدوق المجلس 62: 322، البحار 71:281.
11204/21- الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا تقطعوا نهاركم بكذا وكذا، وفعلنا كذا وكذا، فإن معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم، وقال (عليه السلام): كفوا ألسنتكم وسلموا تسليماً تغنموا(2).
11205/22- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ضرب اللسان أشد من ضرب السنان(3).
11206/23- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لابنه محمد بن الحنفية: لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كل ما تعلم(4).
11207/24- الشيخ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني عبدالرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح، قال: حدثنا الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري، قال: حدثنا حماد بن عيسى الغريق، قال: حدثني عمر بن اُذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من فقه الرجل قلّة كلامه فيما لا يعنيه(5).
11208/25- عن زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) من أفصح الناس؟ قال: المجيب المسكت عند بديهة السؤال(6).
____________
1- أمالي الطوسي المجلس الخامس: 146 ح240، البحار 71:281.
2- الخصال حديث الأربعمائة: 613، البحار 71:282.
3- جامع الأحاديث: 248 ح635، البحار 71:286.
4- نهج البلاغة كتاب: 31، البحار 71:288، الاختصاص: 231، كشف المحجة: 157.
5- أمالي الطوسي المجلس 27:622 ح1283، البحار 71:290.
6- أمالي الطوسي المجلس 40:703 ح1506، البحار 71:290.