فنجني من خطب دهر غدا * للجسم مني أبدا ينهس (1)
هذا ولولا أملي فيك لم * يقر بي مثوى ولا مجلس
صلى عليك الله من سيد * مولاه في الدارين لا يوكس
ما غردت ورقاء في روضة * وما زهت أغصانها الميس
كلمة المترجم له حول نسبه
قال في (سلوة الغريب): فائدة سنية تتعلق بنسبنا أحببت التنبيه عليها بأنجز
الكلام إليها، وهي إني قرأت على ظهر كتاب من كتب الوالد بخط السيد صدر الدين
محمد الواعظ بن منصور غياث الدين بن محمد صدر الدين بن منصور غياث الدين جدنا
المذكور في عمود النسب: إن أبا الحسن وأبا زيد علي بن محمد الخطيب الحماني (3) ابن
جعفر أبي عبد الله الشاعر أحد أجدادنا قال: وهو جدي. وأدخله في النسب هكذا قال:
فأنا صدر الدين محمد الواعظ بن ناصر الشريعة منصور بن محمد صدر الدين بن منصور
غياث الدين بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن علي بن عربشاه بن أمير أنبه بن
أميرى بن الحسن بن الحسين العزيزي بن علي النصيبيني بن زيد الأعثم بن علي هذا
المحكي عنه يعني الحماني ابن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد بن علي بن
أبي طالب عليهم السلام.
هذا كلامه وأقول: ليس علي بن محمد الحماني هذا داخلا في عمود نسبنا بل ينتهي
نسبه إلى زيد الشهيد هكذا، هو علي بن محمد الخطيب بن جعفر بن عبد الله الشاعر
الذي هو أحد أجدادنا بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد.
وإنما أوقع السيد صدر الدين في هذا الغلط تشابه الأسماء فإن جعفرا جد
السيد علي الحماني المذكور الذي توهم صدر الدين إنه ابن أحمد السكين هو أبو أحمد
السكين لكن اشتبه عليه بابنه فإن ابنه أيضا اسمه جعفر كما مر في النسب، ويتضح
ذلك بأن محمد بن زيد الشهيد وهو أصغر بني أبيه له عدة بنين منهم محمد ابنه والعقب
____________
(1) نهس: أخذ بمقدم أسنانه: نهست الحية. نهشت. نهس الكلب: قبض بالفم.
(2) وكس: نقص. ووكس وأوكس: خسر.
(3) أسلفنا ترجمته في الجزء الثالث ص 57 - 69 ط 2
منه في أبي عبد الله جعفر الشاعر وحده، فأعقب أبو عبد الله جعفر هذا من ثلاثة بنين: محمد
الخطيب الذي هو أبو السيد الحماني. وأحمد السكين الذي هو جدنا. والقاسم، فيكون
السيد علي الحماني ابن أخي أحمد السكين لا ابن ابنه، فأحمد السكين عمه لا جده، و
أيضا ما تم للسيد صدر الدين إدخال السيد علي الحماني في النسب حتى أسقط منه أبا
الحسن عليا الذي هو بين أبي جعفر محمد وبين جعفر بن أحمد السكين، وهو غلط فاحش،
ولقد مر على ذلك برحة من الزمن ولم ينبه له أحد من أجدادنا.
- 97 -
الشيخ عبد الرضا المقري الكاظمي
المتوفى حدود 1120
- 1 -
وقفت دون سعيك الأنبياء * فلتطل مفخرا بك الأوصياء
وعن الأنبياء فضلا عليك * الله أثنى فحبذا الأثناء
وإذا لم يكن سوى آية التطهير * فيكم لكان فيها اكتفاء
كنت نورا وليس كون ولا * آدم بل ليس كان طين وماء
أنت عين اليقين سلطان موسى * والعصى منه واليد البيضاء
وسنا النار حين آنسها من * جانب الطور إذ بدا اللألاء
روح قدس به تأيد عيسى * ولأمواته به إحياء
أنت لو لم تكن لما عبد الله * ولا للأنام كان اهتداء
إلى أن يقول:
فأضاعوا وصية (يوم خم) * بعلي وصى وهم شهداء
عن لسان الروح الأمين عن الله * تعالى ألا له الآلاء
بعلي بلغ وإلا فما بلغت * والله من عداك وقاء
بعد ما بخبخوا وقالوا لقد أصبحت * مولا لنا وصح الولاء
وأتى النص فيه: اليوم أكملت * لكم دينكم وحق الهناء
ثم قالوا: بأن أحمد لم يوص * وهذا منهم عليه افتراء
وروى من يمت ولم يوص قد * مات موتة جاهلية العلماء
ويلهم جهلوا النبي وقالوا * عنه ما لم يقل وبالإفك جاؤا
ما نجيب اليهود يوما إذا احتجوا * علينا؟ أليس فيكم حياء؟
إن موسى في القوم وصى وقد غاب * وطاها يقضي ولا ايصاء
حيث قال اخلفني لهرون في القوم * وبالأهل تسعد الخلفاء
والنبي الكريم قد ترك القوم * سدا بعده وهذا هذاء
وهو بالمؤمنين كان رؤفا * وعلى كلهم له اسداء
ما عليه أن لو على واحد نص * وفيما يختاره الارتضاء؟
وهو أدرى بمن لها كان أهلا * وله في نصح الأنام اعتناء
وإذا ما قد مات راعي غنيمات * فترك الايصاء عنه عياء (1)
هذه القصيدة توجد في ديوان شاعرنا وهي تبلغ ثلثمائة وأربعة وثمانين بيتا، أخذنا
منها ما ذكرناه، يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام ويستدل فيها على إمامته بحجج قوية، و
يتخلص إلى رثاء الإمام السبط الشهيد صلوات الله عليه، وله من قصيدة يمدح بها
أمير المؤمنين سلام الله عليه.
- 2 -
در حقيقي حباب العقار * فلا تخاطر في المجازي البحار
فقم ففي مجلسنا قد سعى * ساق صغير بكؤس كبار
تقول عيناه لعشاقه: * من سيف أجفاني الحذار الحذار
واخفض جناح العيش في قهوة * للهم عمن قد حساها نفار
للروح روح فإذا قربت * من حجر حدث صم الحجار
تطفئ نار الهم منا وفي * الكاسات منها مستطيرا شرار
إن قتلت منا عقولا فعن * والدها كان لها أخذ ثار
من كف ألمى (2) ماجلا حسنه * إلا وبان العقل واللب طار
حمراء أعدا لونها كأسها * تخالها من غير كأس تدار
قوامه يطعن طعن القنا * وفتك ماضي لحظه واقتدار
وردفه يشرح لي ثقله * وخصره يسند لي الاختصار
____________
(1) إلى هذه البرهنة العقلية استند القوم في استخلاف عمر كما فصلنا القول فيه في الجزء السابع
ص 132، 133.
(2) الألمى: الذى بشفته لمى. غلام ألمى: بارد الريق.
قد علم الفتك أسود الشرى * وعلم الغزلان كيف النفار
عجبت من حمرة خديه إن * بدت لعيني علا في اصفرار
كأنما قد صيغ من فضة * سالفة (1) والخد مني نضار
لي روضة غناء من وجهه * ولحظه ساق وفيه عقار
خد وثغر مقلة وجنة * ورد اقاح نرجس جلنار
له على عشاقه نصرة * بفاتر منه أرى الانكسار
في خده ماء ونار وما * بالماء للنار عهدنا استعار
تثبت عيناي به لم تزل * فلم تحل عنه يمينا يسار
كأنما تلك له قربة * قد عبدت ماء وهاتيك نار
يزري إذا ماس بغصن النقا * وإن بدا فالبدر منه يغار
فلو ترى يا لائمي حسنه * أقمت فيه حجج الاعتذار
دعني برب الفرط لي شاغل * يشغلني عن حب ذات الخمار
خلع عذاري واضح إذ على * شهد لماه دار نمل العذار
كم من فقار سيف ألحاظه * قد كسيف المرتضى ذي الفقار
من آية التطهير فيه أتت * نصا من الله له واختيار
إلى أن يقول:
آخاه طاها يوم (خم) وقد * أنزل فيه فيه آي جهار (2)
اليوم أكملت لكم دينكم * ناهيك من منقبة لا تعار
يا راكبا كالقوس حرفا حكى * الأوتار أو كالسهم ترمي القفار
عج بالغريين وأحرم وطف * في ذلك القدس وقف باحتقار
إلى الذي من كل أوب إلى * بيت عطاياه المطايا تثار
بيت به طال عمادا فلا * مقصر فيه ورامي جمار
____________
(1) السالفة: صفحة العنق عند معلق القرط.
(2) مرجع الضمير الأول في فيه هو يوم الغدير، وفي الثاني هو مولانا أمير المؤمنين. يريد إنه
نزلت فيه عليه السلام آيات يوم ذاك. راجع الجزء الأول من كتابنا هذا تجد هنالك تفصيل تلكم
الآيات النازلة.
وأذن الناس ونادي الوحا * لكعبة الله البدار البدار
وزمزم والحجر والركن ثم * الحجر الأسود سامي المنار
ألا بها حجوا فما في سوى * تلك الثرى حجا أرى واعتمار
واستأذن الله ومنه وفي * سكينة فادخل عليك الوقار
وقبل الأرض له عزة * وكحل الجفن بذلك الغبار
وامش على الأجفان فضلا عن * الأقدام إجلالا بذاك المزار
والثم ضريحا ضم بدرا ومن * حلم جبالا وعطايا بحار
فثم وجه الله والعين والجنب * وسيف الله ماضي الغرار
أمير كل المؤمنين الذي * غدا له فيما يشاء الخيار
فمن يزره عارفا حقه * فهو كمن لله في العرش زار
كان بعرش الله نورا ولا * آدم أو حوى به يستنار
لو أجمع الناس على حبه * من قدم لم يخلق الله نار
فالفضل فيه كله شيمة * ومنه كل فضله مستعار
[القصيدة 71 بيتا]
- 3 -
وله من قصيدة أخرى يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
يا إماما علا على سائر الخلق * بخلق مهذب وبخلق
حزت كلا من العلوم إلى أن * قد جرى الكل منك في كل عرق
بمقال يقيم عذر المغالي * إنك الله حيث للشك يبق
أنت حلف الهدى وحلف نزال * دره العذب ساغ في كل خلق
قد عبدت الإله طفلا مع المختار * والكل مشرك بالحق
وببدر بذلت نفسك في الله * وبادرتها ضحى غير طرق
وبخم بويعت إذ ليس إلا * أنت دون الورى لها من محق
فأتى النص فيك اليوم أكملت * لكم دينكم وأثبت حقي
يا لها من إمامة قد تسامت * بإمام مؤيد بالصدق
صاحب النص والدلالة بالإجماع * والاتفاق من غير مذق (1)
نفس طاها النبي والصهر وابن * العم والصنو والأخ المشتق
(القصيدة 56 بيتا)
- 4 -
وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام وهي تبلغ ستين بيتا قوله:
بالعتب طال لطيفك الترداد * لو زار جفن العاشقين رقاد
بدر بليل الشعر متسق ولا * كالبدر نقص شأنه وسواد
سلطان حسن والبهاء وزيره * جيش الجلال أمامه يقتاد
إلى أن يقول:
والله أكمل دينه بولائه * أنى يطاول مجده ويساد؟
بالطائف المشهور كلم ربه * ناهيك فخرا ما عليه يزاد
ولطال ما من جبرئيل لخدمة * قد طال في أعتابه الترداد
وببابل ردت له شمس الضحى * والليل قد مدت له ابراد
وبيوم (خم) خبر الغياب عن * تأميره في البيعة الاشهاد
إذ قام يخطب أحمد مسترسلا * عن ربه والقول منه يعاد
: من كنت مولاه فحيدرة له * مولى ومن كاد الوصي يكاد
فإذا هنالك بخبخوا قوم به * من رغبة في حكمه زهاد
لا تدرك الأفهام كنه صفاته * أنى وهل يحصي الحصى التعداد؟
(القصيدة)
- 5 -
وله من قصيدة 118 بيتا يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
لك نصب عيني أين كنت أمثل * وطريقتي المثلى بحبك أمثل
أرجو الحياة وأنت عني معرض * والموت من إعراض وجهك أجمل
إلى أن يقول:
والله أكمل دينه بولائه * هل فوق هذا في المفاخر منزل؟
____________
(1) من غير مذق: أي من غير شوب.
ولقول جبريل الأمين بحقه * علنا وتلك محلة لا تنزل
: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * إلا علي الفاضل المتفضل
وتعجب الأملاك من حملاته * في الحرب وهو على الكتائب يحمل
ولفتح أحمد بابه ولسده * باب الصحاب على الجميع يفضل
ولقول أحمد: أنت هاد للورى * وأنا النذير وذاك فخر أطول
ولأنت مني مثلما هارون من * موسى ولا بعدي نبي يرسل
وكفاه ممن لم يصل عليه في * فرض الصلاة صلاته لا تقبل
والله زوجه البتول وأشهد * الأملاك والروح الأمين موكل
والشمس من بعد الغروب ببابل * ردت له والليل داج مسبل
والله خاطبه غداة الطائف * المشهور وهي فضيلة لا تنحل
وبليلة القدر الملائك عزة * والروح قد كانت عليه تنزل
وغدا موازين العباد بكفه * طوعا تخف بمن تشاء وتثقل
والنار والجنات طايعة له * من شاء نارا أو جنانا يدخل
وفدى النبي على الفراش وإنها * لهي المواساة التي لا تعقل
والوحي يهبط عنده وببيته * للفصل آيات الكتاب تفصل
وله وللأصنام كسر عزة * وضعت على أكتاف أحمد أرجل
إلى أن يقول:
عج بالغري فثم سر مودع * ليست تكيف ذاته وتمثل
واخلع نعالك غير ما متكبر * فيه وأنت مكبر ومهلل
وقل: السلام عليك يا من حبه * للدين فيه تتمة وتكمل
فهناك عين الله والسر الذي * قد دق معنى والأخير الأول
الحاكم العدل الذي حقا يرى * ما العبد من خير وشر يعمل
والآخذ التراك أفضل مسلم * من بعد أحمد يحتفي أو ينعل
ويل امرء قد حاد عنه ضلة * وعلى النبي بجهله يتقول
جعل الإمامة غير موضعها عمى * والله أعلم حيث كانت تجعل
وكفى عليا في (الغدير) فضيلة * يأتي إليها غيره يتوصل
حيث الأمين أتى الأمين مبلغا * يقرى السلام من السلام ويعجل
بلغ وإلا لم تبلغ ما أتى * في حق حيدر أيها المزمل
فهناك بين الصحب قام لربه * يثني بعالي صوته ويفضل
ويسار حيدرة بيمناه وقد * نادى ومنه فيه يفصح مقول
: من كنت مولاه فحيدرة له * مولا فإياكم به أن تبدلوا
والطائر المشوي هل مع أحمد * أحد سواه كان منه يأكل؟
والنجم لما أن هوى في داره * جهرا وأشرق منه ليل أليل
في العرش قدما كان نورا محدقا * طورا يكبر ربه ويهلل
متقلب في الساجدين وكان من * صلب إلى صلب طهور ينقل
(القصيدة)
- 6 -
وله من قصيدة 42 بيتا يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
هل بي حر إلى رشف رشا * حبذا لو يقبل الروح رشا
بابلي الطرف لكن ما رأى * سحره هاروت إلا اندهشا
جائر في الحكم لكن عادل القد * عبيل الردف مهضوم الحشا (1)
لم أزل أخفي هواه في الحشا * غير مني الدمع بالسر فشا
خلته لما تجلى سلطه * تحت ليل الشعر صبحا أبرشا
فضح الشهد بريق ريق * غيره لم يرو مني العطشا
أحمد النعمان في وجنته * وعلى الخدين آس عرشا
عاذلي أصبح فيه عاذري * وانثنى يحمده واش وشا
فإذا ماس دلالا قده * يغتدي غصن النقا مرتعشا
كوكب المريخ في وجنته * ساطع والبدر منه قد عشا
مطلق اللحظ فؤادي قد غدا * منه في أسر الهوى مندهشا
____________
(1) العبيل: الضخم. الردف: العجز.
جرحت عيناه خدي مهجتي * حيث لحظي خده قد خدشا
صادني في شرك من شعره * عجبا للأسد هل صاد رشا؟
إلى أن قال:
حيدر الكرار أزكى ناعل * من بني آدم أو حاف مشا
ما غشى الليل نهارا نصحه * مذهب شكا على القلب غشا
نور عين الدين قد رد وقد * رد طرف الشرك منه أعمشا
قتل الكفار في صارمه * ولربع الأنس منهم أوحشا
لم يدن للات يوما قط بل * عبد الله وبالتقوى نشا
قد شفى الاسلام من داء به * وجلا من أعين الدين الغشا
ولقد أصبح في خم له * شاهد عدل أبى أن يرتشا
جاد بالقرص وصلى العصر إذ * رده لما له غشى العشا
وله قد كلم الثعبان إذ * ظنه الناس أتى كي ينهشا (1)
* (الشاعر) *
الشيخ عبد الرضا بن أحمد بن خليفة أبو الحسن المقري الكاظمي، من أفذاذ القرن
الثاني عشر وعلمائه وأفاضله الجامعين لفضيلتي العلم والأدب، ترجمه سيدنا أبو محمد الحسن
في [تكملة الأمل] وأطراه بالعلم والفضل، وقال: توفي حدود سنة ألف ومائة و
عشرين، وعزى إليه ديوانه المرتب على الحروف في مدح الأئمة عليهم السلام، وقد وقفنا
عليه ونقلنا عنه ما أثبتناه وهو يربو على الثلاثة آلاف والخمسمائة بيتا.
____________
(1) نظم شاعرنا المقري في قصائده هذه جملة ضافية من مناقب أمير المؤمنين مما صدع به النبي
الأمين، يوجد تفصيلها فيما يأتي من مسند المناقب ومرسلها، وإن أسلفنا بعضها في طيات الأجزاء
الماضية.
- 98 -
علم الهدى محمد
لك الحمد ذا المجد والكبرياء * لك الحمد في البدء والانتهاء
لك الحمد يا من علا في الدنو * لك الحمد يا من دنى في العلو
إلى أن قال من قصيدة تبلغ 151 بيتا:
مننت على الخلق في كل حين * لإتمام نعماك نور اليقين
ببعث نبي بشير نذير * إلى نهج جنات عدن يشير
ونصب وصي من الأصفياء * لتشييد ما اسس الأنبياء
فها نحن جئنا نحن إليك * بحق الهداة الكرام عليك
إلهي بحق الرسول الأمين * جسيم الأيادي على العالمين
بحق الوصي أخيه السري * بمجد سني وعز علي
وصي الرسول بأمر حكيم * أتى من لدنك بلطف عميم
سليل الخليل وليد الحرم * عديل النبي في معالي الشيم
ضياء الرشاد بهاء الهدى * إمام العباد رواء الندى
ولي الأنام نبص الغدير * أمير الكرام ونعم الأمير
القصيدة
* (الشاعر) *
علم الهدى محمد بن المولى محمد محسن بن مرتضى الكاشاني، نيقد تبرز علما وأدبا
وتقدم فضلا وحسبا، وجمع الفضايل موروثا ومكتسبا، هو ابن المحقق الفيض علم الفقه
وراية الحديث، ومنار الفلسفة، ومعدن العرفان، وطود الأخلاق، وعباب العلوم
والمعارف، هو ابن ذلك الفذ الذي قل ما أنتج شكل الدهر بمثيله، وعقمت الأيام
عن أن تأتي بمشبهه.
والمترجم له مقتف أثر والده المقدس، وتشف عن تضلعه من العلوم آثار الباقية،
منها كتاب المواعظ البالغ عشرين ألف بيت، وفهرس الوافي لوالده الفيض، وحواش على
الوافي، وتعاليق على مفاتيح الشرايع لوالده، كتاب تحفة الأبرار الفارسي في الأصول
الخمسة، والأعمال الحسنة والسيئة ألفه سنة 1100، كتاب العلماء في فضائلهم وإنهم
خلفاء الأئمة عليهم السلام، مرآت الجنان في الأدعية، رموز إلهي فارسي في الأدعية
والأعمال اليومية والأحراز والعوذات، كتاب سرور صدور الأولياء في كيفية الصلاة
على المصطفى وآله، وفيه قصيدته التي أخذنا منها ما ذكرناه، وقال صاحب الروضات
ص 543: إن له كتاب لطيف بالفارسية جمع فيه بين الأصول والفروع والأخلاق، وينسب
إليه أيضا خطب ورسائل منيفة ا هـ. وترجمه سيدنا صدر الدين الكاظمي في [تكملة
الأمل] وقال: عالم فاضل محدث فقيه رجالي جيد الطريقة حسن الخط فاضل في الأدب
خبير بالحكمة، جامع لفضائل رأيت من مصنفاته نضد الايضاح، وكتاب معادن الحكم
في مكاتيب الأئمة عليهم السلام (إنتهى ملخصا) وترجمه صاحب (نجوم السماء) في ص 225
وقال: تلمذ على والده له كتاب نضد الايضاح، رتب كتاب إيضاح الاشتباه للعلامة
الحلي على أحسن نمط وطبع مع فهرست الشيخ (1) ا هـ.
لم نقف علي تاريخي ولادة المترجم له ووفاته غير إنه استنسخ نخبة والده سنة 1055
وبطبع الحال إنه كان في ذلك التاريخ بالغا مبالغ الرجال ولا أقل من أن يكون مراهقا
وذكر ولده الشيخ جمال الدين إسحاق على ظهر بعض كتبه ودعا له بدوام الظل في سنة
1112، فكان حيا بين التاريخين لكنه يظهر مما كتبه ولده الآخر المولى نصير الدين
سليمان سنة 1123 على مفاتيح الشرايع لجده وترحمه على والده أنه توفي قبل السنة
المذكورة، فتكون وفاته بين التاريخين الأخيرين، ويقدر عمره بما يتراوح بين السبعين
والثمانين.
____________
(1) في ليدن سنة 1271.
- 99 -
الشيخ علي العاملي
أجل حديث الصبا والخرد الغيد * لمستهام كئيب القلب معمود
واستمطر الدمع من جفني القريح على * شرخ الشباب وعصر غير مردود
وامنح أبثك حزنا عن رسيس هوى * وعن فؤاد بنار البين موقود
إلى أن يتخلص إلى مدح أمير المؤمنين عليه السلام ويقول:
المنهل العذب للظامي أبا حسن * ومن لكل مضام خير مورود
والطاهر النسب السامي من امتنعت * صفاته الغر عن حصر وتحديد
مولى إذا عد ذو مجد وذو شرف * يوم الفخار تجده خير معدود
وكل محمود أوصاف يقاس به * يغدو لديه ذميما غير محمود
يمم إليه ونكب كل مقتصد * من الأنام تجده خير مقصود
هو الجواد ومن ساواه ممتنع * الوجود في كل عصر غير موجود
مجيب كل مضام عند نازلة * ملبيا وكفى عونا إذا نودي
مولى البرية والمعني في سور * الذكر الحكيم بمدح غير محدود
من قد أعاد الهدى من بعد ما درست * أعلامه أبدا من بعد تشييد
ومهد الحق والاسلام حين عفت * رسومه وتوارى أي تمهيد
ففي المكارم يدعى بابن بجدتها * وفي الملاحم مقدام الصناديد
لذاك ألقى رسول الله حيث طما * بحر الهياج إليه بالمقاليد
وقال في يوم (خم) حين قال له * جبريل: بلغ مقالا غير مردود
: من كنت مولاه حقا فالوصي له * مولى على شاهد منهم ومشهود
القائد الخيل في الهيجاء مقرنة * من النجائب بالمهرية القود
[القصيدة وهي كبيرة جدا]
* (الشاعر) *
الشيخ علي بن أحمد الفقيه العادلي العاملي الغروي. من رجال عاملة القاطنين
بالعراق، موصوف بالعلم والأدب والفضيلة، وقفت على ديوانه وقد كتب على ظهره
هذا ديوان الشيخ الإمام العلامة، فريد دهره، ووحيد عصره، وقدوة الأدباء، وقبلة
الشعراء، الشاعر الأديب الأريب النبيه علي بن أحمد الفقيه العاملي نسبا والغروي
مولدا ومسكنا. هـ.
قرأ على المدرس الشريف الأوحد السيد نصر الله الحايري، وبأمره دون شعره
وقال في أول ديوانه ما ملخصه: اجتمعت مع السيد نصر الله بن حسين بن إسماعيل
الحسيني فأمرني بأن أجمع شمل ما نظمت من القوافي بعد الشتات، وأؤلف بينهن
مدونا، ولعمري إن أمره لمطاع، ومخالفته لا تستطاع، فامتثلت لما أشار إليه، وأجبت
ملبيا لما دعاني بالحث عليه.
ولأستاذه السيد المدرس ثناه على ديوانه بقوله:
ديوان مولانا علي ذي الندى * كالروض إذ قد جاده سحابه
قد ضمن اللؤلؤ إلا أنه * [عذب فرات سائغ شرابه] (1)
رتب المترجم له ديوانه على مقدمة وأبواب وخاتمة، كان رحمه الله رحالة
تجول في بلاد ايران ونزل بشيراز وأصفهان، وغادرها إلى النجف الأشرف سنة 1120،
وله في الباب الخامس من ديوانه قصيدة يمدح بها السيد المدرس الحائري سنة 1122
مجيبا قصيدة السيد التي مدحه بها وهي تعرب عن مقامه الشامخ في الفضائل، ونبوغه
في الأدب، وتحليه بالنفسيات الكريمة، ألا وهي:
قم فاجل شمس الراح للندماء * كي تنجلي فيها دجى الغماء
فمجامر الأزهار فاح أريجها * عبقا بنار البرق ذي الألاء
والطل فوق الورد أضحى حاكيا * صدغا أحاط بوجنة حمراء
ولئالئ الأنداء قد لاحت ضحى * بشقائق راقت لعين الرائي
____________
(1) يوجد في ديوانه ص 246.
فكأنها نطف الدموع تدافعت * في حرف جفن المقلة الرمداء
فانشط وأسرج لى كميتا روضت * بعد الشماس بمزجها بالماء
تجري بمضمار اللهى لكن غدا * عوض القتام لها دخان كباء
شمطاء ترقص في الزجاج وإنما * برد الوقار يرى على الشمطاء
يا حبذا وقد اجتلاها أهيف * نشوان من غنج ومن صهباء
ما لاح لي ظبي سواه مقرطا * ومقلدا بالنجم والجوزاء
وسوى (علي) ذي المعالي ما انجلى * قمر يمد الشمس بالأضواء
رب المفاخر من سما أوج السما * بمكارم جلت عن الاحصاء
ندب يرى بدل الرغائب واجبا * للمجتدي والدهر ذو أكداء
ذو هيبة بالبشر شيبت مثلما * يبدي السحاب النار ضمن الماء
راحاته الراحات تولي والعنا * للأولياء له وللأعداء
الثاقب الآراء نجل الثاقب الآراء * نجل الثاقب الآراء
يهتز عند الحمد إلا إنه * عند النوائب ثابت الارجاء
مولى إذا اسود الزمان وأمه * عاف حباه باليد البيضاء
وإذا عتا فرعون فقر مؤمل * ألقاه من جدواه في دأماء
لم تسمع العوراء منه وطالما * أطفى توقد فتنة عمياء
من معشر حازوا النهى بفخارهم * قد حبرت ديباجة العلياء
لا ينصتون إلى الغنا ولطالما * نال الغني بهم ذوو استجداء
ما أشرعوا الأرماح إلا أشرقوها * من دم الأقران في الهيجاء
تهديهم بدجى القتام غرائم * لهم غدت تحكي نجوم سماء
غارت رماح الخط من أقلامهم * فلذلك ارتعدت لدى الهيجاء
فلكم زها فوق الطروس بطلها * زهر له كم من الأحشاء؟
زهر يلوح الدهر غضا ناضرا * والزهر يذبل عند فقد الماء
ولكم سبت عقلا بسحر بيانها * وبحكمة من شعرها غراء
يا صاحب الفضل الذي من فضله * يجنى جني بلاغة البلغاء
خذ روض مدح لم يجده القطر بل * قد جاد منبته ولي ولاء
يبدي الشذى منه قبول قبولكم * لو حب في أسحار حسن رجائي
فأعوذ بالرحمن من أن يغتدي * بهجير هجرك شاحب الارجاء
لا زال قدرك كاسمك السامي الذي * قد سار في الآفاق سير ذكاء
ما خاط أجفان الورى وسن وما * شق الصباح غلاله الظلماء
ولشاعرنا العاملي قصائد طوال في مدح الإمام أمير المؤمنين ورثاء ولده الإمام
السبط الشهيد سلام الله عليهما، ومن مديحه أمير المؤمنين قصيدة أولها:
الدهر أصبح لي معاند * وسطى علي وصال عامد
وأشارت الأيام نحوي * بالمكاره والمكائد
إلى أن يقول:
يا سعد وقيت النوى * وكفيت منها ما أكابد
بالله إن جزت الغري * فعج على خير المشاهد
وقف الركاب ونادها * هنيت في نيل المقاصد
واخلع بها نعليك ملتثم * الثرى لله ساجد
واعمد إلى تقبيل أعتاب * الإمام البر عامد
مولى البرية ذي التقى * علم الهدى حاوي المحامد
نجل الغطارفة الكرام * الأريحيين الأماجد
كالبحر إلا إنه * عذب المصادر والموارد
وقل: السلام عليك يا * كهف النجاة لكل وافد!
ومحط رحل المستضام * المستجير وكل وارد
يا آية الله التي * ظهرت فأعيت كل جاحد!
والحجة الكبرى المناطة * بالأقارب والأباعد
لولاك ما اتضح الرشاد * ولا اهتدى فيه المعاند
كلا ونيران الضلالة لم * تكن أبدا خوامد
والدين كان بناؤه * لولاك منهد القواعد
حارت بك الأوهام و * اختلفت بمعناك العقايد
فمن اقتدى بك اهتدى * وهوى ضلالا عنك حايد
يا من نعوذ باسمه * من كل شيطان ومارد!
وبه نلوذ من الزمان * وحين نودع في الملاحد
أنت المرجى في الفوادح * والمؤمل في الشدايد
مولاي معتقدي بإنك * علة الأشياء واحد
ومعاد أجسام الورى * يوم المعاد عليك عايد
فلذلك الله العلي * براك في الكونين قائد
تدعو الأنام إلى الهدى * وعليهم في ذاك شاهد
خذها أبا حسن! إلى * علياك أبكارا خرائد
- 100 -
المولى مسيحا الفسوي
المولود 1037
المتوفى 1127
ما ارتحت مذ ركبت للبين جيراني * يا صاحبي! باتلافي أجيراني
يقول فيها:
فضلي ومجدي وإتقاني ومعرفتي * عادت بأجمعها أسباب حرماني
لو قلب الدهر أوراقي لصادفها * آيات لقمان في أشعار حسان
دنياي قد ثكلتني فهي باكية * نجومها الدمع والعينان عيناني
واسوء بسط يد غلت إلى عنقي * حتى بدى المزن بالأمطار باراني
وقوست ألفي كالنون من نصب * فكاد ينقلب ايران نيراني
فيما ارتقابي سحبا غير ماطرة؟ * إلى م أرضى بأرض ليس ترعاني؟!
من لي بعاصف شملال يبلغني * إلى الغري فيلقيني وينساني؟!
إلى الذي فرض الرحمان طاعته * على البرية من جن وإنسان
علي المرتضى الحاوي مدائحه * أسفار توراة بل آيات فرقان
ما أستعين بشملال ولا قدم * من ترب ساحته طوبى لأجفاني
تنزه الرب عن مثل يخبرنا * بأنه ورسول الله سيان
كأن رحمته في طي سطوته * آرام وجرة في آساد خفان
عم الورى كرما فاق الذرى شمما * روى الثرى عنما من نحر فرسان
فالدين منتظم والشمل ملتئم * والكفر منهدم من سيفه القاني
كالبرق في بسم والنار في ضرم * والماء في سجم من نهر أفنان
فقاره وهي في غمد تجللها * آي الوعيد حواها جلد قرآن
قد اقتدى برسول الله في ظلم * والناس طرا عكوف عند أوثان
تعسا لهم كيف ضلوا بعد ما ظهرت * لهم بوارق آيات وبرهان؟
فهل أريد سواه حيث قيل لهم *: هذا علي فمن والاه والاني؟
هل ردت الشمس يوما لابن حنتمة؟ * أو هل هوى كوكب في بيت عثمان؟
هل جاد يوما أبو بكر بخاتمه * مناجيا بين تحريم وأركان؟
وهل تظن تعالوا ندع أنفسنا * في غيره نزلت؟ عن ذاك حاشاني
أخص بالسطل والمنديل واحدهم؟ * أم استحبوا بتفاح ورمان؟
أم ريثما صال عمرو بين أظهرهم * سواه صبغ منه السيف بالقاني؟
أم خيبر كان وافى قبله بطلا؟ * سل المصاريع من مرصوص بنيان
أشالها لجميع الجند قنطرة * يجيزها الكل من رجل وركبان؟
أم ريثما انهزم الأصحاب في أحد * وظل خير الورى فردا بلا ثان
من عصبة الشرك صفت حوله فئة * ذات المخالب في أرياش عقبان
سواه حامى رسول الله يطعنهم * بسمهري يحاكي لدغ ثعبان؟
بالسيف والرمح والأنصال دافعهم * عن الرسول بإخلاص وإيقان
حتى تبدد أهل الشرك وانهزموا * شبه الحنادس إذ تمحى بنيران
والقوم بشرهم إبليس من كذب * بقتل (أحمد) مصروعا بميدان
فارتاح أنفسهم سرا وقد ستروا * أسرارهم خوف أبصار وآذان
وهل تصدق للنجوى سواه فتى * وقد مضى قبل نسخ الحكم يومان؟
هل في فراش رسول الله بات فتى * سواه إذ حف من نصل بنيران؟
لولاه لم يجدوا كفوا لفاطمة * لولاه لم يفهموا أسرار فرقان
لولاه كان رسول الله ذا عقم * لولاه ما اتقدت مشكاة إيمان
لولاه لم يك سقف الدين ذا عمد * لولاه لانهدمت أركانه الواني (1)
لولاه ما خلقت أرض ولا فلك * لولاه لم يقترن بالأول الثاني
هو الذي كان بيت الله مولده * فطهر البيت من أرجاس أوثان
____________
(1) الواني: الضعيف البدن. يقال: نسيم وان: ضعيف الهبوب.
هو الذي من رسول الله كان له * مقام هارون من موسى بن عمران
هو الذي صار عرش الرب ذا شنف * إذ صار قرطيه إبناه الكريمان
أقدامه مسحت ظهرا به مسحت * يد الإله لتبريد وإحسان
يا واضعا قدميه حيثما وضعت * يد الإله عليه عز من شان
رحب الأكف إذا فاضت أنامله * لو لم يقل حسب ثنى يوم طوفان
لو ظل تحت لواه في الوغا علم * تراه ترتج حنوا نحو ميدان
ما تستقر الرواسي تحت صارمه * كالطود تندك من أس وبنيان
لولا الوصية فالشيخان أربعة * يوم السقيفة بل عثمان اثنان
فيا عجيبا من الدنيا وعادتها * أن لا يساعد غير الوغد والداني
من كان نص رسول الله عينه * لإمرة الشرع تبليغا بإعلان
يوم الجماهير في بيداء قد ملأت * بكل من كان من أعقاب عدنان
وقال صحب رسول الله قاطبة *: بخ لذاك وكان الأول الثاني (1)
من بعد ما شدد الرحمان إمرته * على الرسول بإحكام وإتقان
فقال: بلغ وإلا فادر إنك ما * بلغت حق رسالاتي وتبياني
تقدمته أناس ليس عينهم * نص الإله ولا منطوق برهان
لا أضحك الله سن الدهر إن له * قواعد عدلت عن كل ميزان
بصفو حبك قد أحييت مهتديا * فدتك نفسي يا ديني وإيماني
ودر فيضك ما دار السما وجرى * ودام ظلك ما كر الجديدان
* (ما يتبع الشعر) *
القصيدة توجد برمتها 91 بيتا في الجزء الثاني من كتاب (الرائق) للعلامة السيد
أحمد العطار، وتذكر منها 89 بيتا في (نجوم السماء) ص 197، وجملة منها مذكورة في
(فارسنامهء ناصري) ج 2: 230، وعدة منها توجد في هامش (نهج البلاغة) المطبوع في
إيران سنة 1310، وخمس العلامة الأوحد السيد محمد حسين الشهرستاني المتوفى
____________
(1) كان أول من خاطب الإمام عليه السلام يوم غدير خم مبخبخا عمر بن الخطاب وهو ثاني من
تقمص الخلافة.
1315 (1) من هذه القصيدة واحدا وأربعين بيتا، وبدأ بالبيت الحادي عشر أوله:
أمسيت والهم في ايران يطرقني * والكرب طول الليالي ما يفارقني
وذكر من حل في كوفان يقلقني * من لي بعاصف شملال يبلغني
إلى الغري فيلقيني وينساني؟
إلى الذي طهر الجبار طينته * إلى الذي بشر المختار شيعته
إلى الذي أوجب القربى مودته * إلى الذي فرض الرحمان طاعته
على البرية من جن وإنسان
* (الشاعر) *
المولى محمد مسيح الشهير بمسيحا ابن المولى إسماعيل فدشكوئي الفسوي المتخلص
(بمعنى) في شعره الفارسي، وبمسيح في العربي منه، عالم فيلسوف، وحكيم بارع، و
فقيه متضلع، وأديب شاعر، وخطيب كاتب، مذكور بالثناء الجميل في سوانح تلميذه
الشيخ علي الحزين، ونجوم السماء ص 195، وفارسنامهء ناصري 2: 230، وغيرها أخذ
العلم عن استاد الكل آقا حسين الخوانساري، وأخذ عنه كثيرون من العلماء، تقلد
شيخوخة الاسلام بشيراز على عهد السلطان شاه سليمان، وشاه السلطان حسين، وله
يوم تسنما عرش الملك خطب بليغة، توفي سنة 1127 عن عمر يقدر بالتسعين، وخلف آثارا
قيمة لا يستهان بها منها: إثبات الواجب، ورسالة فارسية في القصر والاتمام، وحواشي
على حاشية الخفري على شرح التجريه، ذكرها له شيخنا القمي في الفوائد الرضوية 1
ص 643 وقال: رآها في كرمانشاه.
____________
(1) أحد شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر.