قال: فضحك أبو جعفر المنصور وقال: نصبتك قاضيا فامدحه كما هجوته فأنشد رحمه الله يقول:
وكان أيضا مما جرى له مع سوار ما حدث به الحرث بن عبيد الله الربيعي، قال: كنت جالسا في مجلس المنصور وهو بالجسر الأكبر وسوار عنده والسيد ينشده:
حتى أتى القصيدة والمنصور يضحك فقال سوار: هذا والله يا أمير المؤمنين؟ يعطيك
____________
(1) الفاقرة: الداهية الشديدة. هذا البيت أخذناه من طبقات ابن المعتز ص 7.
(2) الصرمة بالكسر: القطيعة من الإبل. الدوسر: الضخم الشديد.
____________
(1) راجع تفسير الخازن 4 ص 174.
(2) أخرجه الترمذي والنسائي والمنذري في الترغيب والترهيب 3 ص 225، وابن الدبيع في تيسير الوصول 4 ص 151.
(3) راجع سنن ابن ماجة 2 ص 503.
(4) راجع سنن ابن ماجة 2 ص 489، والترغيب والترهيب 3 ص 107.
قال: فقال المنصور: كف عنه. فقال السيد: يا أمير المؤمنين البادي أظلم يكف عني حتى أكف عنه. فقال المنصور لسوار: تكلم بكلام فيه نصفة، كف عنه حتى لا يهجوك. الفضول المختارة 1 ص 61 - 64.
وروى أبو الفرج للسيد مما أنشده المنصور في سوار القاضي قوله:
فدخل سوار، فلما رآه المنصور تبسم وقال: أما بلغك خبر أياس (1) بن معاوية حيث قبل شهادة الفرزدق واستزاد في الشهود، فما أحوجك للتعريض للسيد ولسانه ثم أمر السيد بمصالحته وأمره بأن يصير إليه معتذرا ففعل فلم يعذره، فقال:
____________
(1) هو أياس بن معاوية بن قرة المزني البصري ولاه عمر بن عبد العزيز قضاء البصرة توفي سنة 122، وحديث قبوله شهادة الفرزدق يوجد في الأغاني 11 ص 50 طبع 19 ص 50 طبع بولاق
قال: وبلغ السيد أن سوار قد أعد جماعة يشهدون عليه بسرقة ليقطعه، فشكاه إلى أبي جعفر، فدعا بسوار وقال له: قد عزلتك عن الحكم للسيد أو عليه، فما تعرض له بسوء حتى مات.
7 - عن إسماعيل بن الساحر قال: تلاحى رجلان من بني عبد الله بن دارم في المفاضلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فرضيا بحكم أول من يطلع فطلع السيد، فقاما إليه وهما لا يعرفانه، فقال له مفضل علي بن أبي طالب عليه السلام منهما: إني وهذا اختلفنا في خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: علي بن أبي طالب. فقطع السيد كلامه ثم قال: وأي شيئ قال هذا الآخر ابن الزانية؟! فضحك من حضر ووجم الرجل ولم يحر جوابا. الأغاني ج 7 ص 241، وطبقات الشعراء لابن المعتز ص 7 عن محمد بن عبد الله السدوسي عن السيد نفسه.
8 - في كتاب الحيوان للجاحظ ج 1 ص 91 شبه السيد ابن محمد الحميري عائشة رضي الله عنها في نصبها الحرب يوم الجمل لقتال بنيها بالهرة حين تأكل أولادها فقال:
أخباره وملحه
روى أبو الفرج وغيره شطرا وافيا من أخبار السيد وملحه ونوادره لو جمعت ليأتي كتابا ونحن نضرب عن ذكر جميعها صفحا ونقتصر منها بنبذة يسع لذكرها المجال.
1 - روى أبو الفرج في " الأغاني " 7 ص 250 بإسناده عن رجل قال: كنت أختلف إلى إبني قيس، وكانا يرويان عن الحسن (1) فلقيني السيد يوما وأنا منصرف من عندهما، فقال: أرني ألواحك أكتب فيها شيئا وإلا أخذتها فمحوت ما فيها. فأعطيته ألواحي فكتب فيها.
____________
(1) هو أبو سعيد الحسن بن أبي يسار البصري المتوفى 110، قال ابن أبي الحديد: كان ممن قيل: إنه يبغض عليا عليه السلام ويذمه.
2 - جلس السيد يوما إلى قوم فجعل ينشدهم وهم يلغطون. فقال:
3 - اجتمع السيد في طريقه بامرأة تميمية إباضية، فأعجبها وقالت: أريد أن أتزود بك ونحن على ظهر الطريق. قال: يكون كنكاح أم خارجة قبل حضور ولي وشهود، فاستضحكت وقالت: ننظر في هذا، وعلى ذلك فمن أنت؟ فقال:
فقالت: قد عرفناك ولا شيئ أعجب من هذا يمان وتميمية، ورافضي وإباضية، فكيف يجتمعان؟ فقال: بحسن رأيك في، تخسو نفسك، ولا يذكر أحدنا سلفا ولا مذهبا. قالت: أفليس التزويج إذا علم انكشف معه المستور، وظهرت خفيات الأمور؟؟!! قال: أعرض عليك أخرى. قالت: ما هي؟ قال: المتعة التي لا يعلم بها أحد. قالت: تلك أخت الزنا. قال: أعيذك بالله أن تكفري بالقرآن بعد الإيمان. قالت: فكيف؟ قال: قال الله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة). فقالت: ألا تستخير الله وأقلدك إن كنت صاحب قياس؟! قال: قد فعلت. فانصرفت معه وبات معرسا بها، وبلغ أهلها من الخوارج أمرها، فتوعدوها بالقتل وقالوا: تزوجت بكافر؟! فجحدت ذلك ولم يعلموا بالمتعة. فكانت
* (قول السيد) *
في صدر القصة: يكون كنكاح أم خارجة: إيعاز إلى المثل الساير: أسرع من نكاح أم خارجة. يضرب به في السرعة، وأم خارجة هي عمرة بنت سعد بن عبد الله بن قدار بن ثعلبة كان يأتيها الخاطب فيقول: خطب. فتقول: نكح.
فيقول: انزلي. فتقول: أنخ. قال المبرد: ولدت أم خارجة للعرب في نيف وعشرين حيا من آباء متفرقة، وكانت هي إحدى النساء اللاتي إذا تزوجت واحدة الرجل فأصبحت عنده كان أمرها إليها إن شاءت أقامت وإن شاءت ذهبت، وعلامة ارتضائها للزوج أن تعالج له طعاما إذا أصبح.
4 - قال علي بن المغيرة: كنت مع السيد على باب عقبة بن سلم ومعنا ابن لسليمان ابن علي ننتظره وقد أسرج له ليركب، إذ قال ابن سليمان بن علي يعرض بالسيد:
أشعر الناس والله الذي يقول:
فوثب السيد وقال: أشعر والله منه الذي يقول:
ثم أقبل على الهاشمي فقال: يا فتى؟ نعم الخلف أنت لشرف سلفك، أراك تهدم شرفك، وتثلب سلفك، وتسعى بالعدواة على أهلك، وتفضل من ليس أصلك من أصله على من فضلك من فضله، وسأخبر أمير المؤمنين عنك بذا حتى يضعك، فوثب الفتى خجلا ولم ينتظر عقبة بن سلم. وكتب إليه صاحب خبره بما جرى عند الركوبة حتى خرجت الجائزة للسيد.
5 - روى أبو سليمان الناجي: أن السيد قدم الأهواز وأبو بجير بن سماك الأسدي يتولاها وكان له صديقا، وكان لأبي بجير مولى يقال له يزيد بن مذعور يحفظ شعر السيد وينشده أبا بجير، وكان أبو بجير يتشيع. فذهب السيد إلى قوم من إخوانه
فكتب من غده بهذه الأبيات وبعث بها إلى يزيد بن مذعور، فدخل على أبي بجير و قال: قد جنى عليك صاحب عسسك ما لا قوام لك به. قال: وما ذلك؟! قال: اسمع هذه الأبيات كتبها السيد من الحبس، فأنشده يقول:
ويقول فيها:
فلما سمعها أبو بجير دعا صاحب عسسه فشتمه وقال: جنيت علي ما لا يدلى
____________
(1) جمع العاس من عس عسا: طاف بالليل يحرس الناس.
(2) الدمى ج الدمية: الصورة المزينة فيها حمرة كالدم.
(3) يوم الجمعة كان يسمى قديما: يوم عروبة ويوم العروبة. والأفصح عدم إدخال الألف واللام.
6 - قال أبو الفرج في " الأغاني " 7 ص 259: أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا حاتم بن قبيصة قال: سمع السيد محدثا يحدث: إن النبي صلى الله عليه وآله كان ساجدا فركب الحسن والحسين على ظهره، فقال عمر رضي الله عنه: نعم المطي مطيكما. فقال النبي صلى الله عليه وآله: ونعم الراكبان هما. فانصرف السيد من فوره فقال في ذلك.
____________
(1) الشيصبان: اسم الشيطان.
وذكر المرزباني في أخبار السيد ستة أبيات منها ولم يذكر الحديث وزاد:
* (قال الأميني) *:
هذه القصيدة تتضمن أحاديث وردت في الإمامين السبطين وقد تلفت جملة من أبياتها فقوله:
إشارة إلى ما أخرجه الطبراني وابن عساكر في تاريخه 4 ص 314 عن أبي أيوب الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله والحسن والحسين يلعبان بين يديه في حجره فقلت: يا رسول الله؟ أتحبهما؟! فقال: كيف لا أحبهما؟! وهما ريحانتي من الدنيا أشمهما.
وعن جابر: قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حامل الحسن والحسين على ظهره وهو يمشي بهما فقلت: نعم الجمل جملكما. فقال: نعم الراكبان هما. وفي لفظ:
دخلت عليه والحسن والحسين على ظهره وهو يمشي بهما على أربع يقول صلى الله عليه وآله: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما. أخرجه ابن عساكر في تاريخ الشام 4 ص 207.
وقوله:
وبعده من أبيات إشارة إلى ما أخرجه الطبراني عن يعلى بن مرة وسلمان قالا : كنا حول النبي صلى الله عليه وآله فجاءت أم أيمن فقالت: يا رسول الله؟ لقد ضل الحسن و الحسين وذلك راد النهار. يقول: ارتفاع النهار. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قوموا فاطلبوا إبني وأخذ كل رجل تجاه وجهة وأخذت نحو النبي صلى الله عليه وآله فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين يلتزق كل واحد منهما صاحبه وإذا شجاع على ذنبه
وأخرج ابن عساكر في تاريخه 4 ص 317 عن عمر: قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي فقلت: نعم الفرس راحلتكما. وفي لفظ ابن شاهين في السنة: نعم الفرس تحتكما: فقال النبي صلى الله عليه وآله: ونعم الفارسان هما.
7 - عن سليمان بن أرقم قال: كنت مع السيد فمر بقاص على باب أبي سفيان ابن العلاء وهو يقول: يوزن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة في كفة بأمته أجمع فيرجح بهم، ثم يؤتى بفلان فيوزن بهم فيرجح، ثم يؤتى بفلان فيوزن بهم فيرجح، فأقبل على أبي سفيان فقال: لعمري إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليرجح على أمته في الفضل، والحديث حق، وإنما رجح الآخران الناس في سيئاتهم، لأن من سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها (1) قال: فما أجابه أحد فمضى فلم يبق أحد من القوم إلا سبه. [الأغاني 7 ص 271].
8 - عن محمد بن كناسة قال: أهدى بعض ولاة الكوفة إلى السيد رداءا عدنيا، فكتب إليه السيد فقال:
فبعث إليه بخلعة تامة وفرس جواد وقال: يقطع عتاب أبي هاشم واستزادته إيانا.
9 - روى المرزباني مسندا عن الحرث بن عبيد الله بن الفضل قال: كنا عند المنصور فأمر بإحضار السيد فحضر قال: أنشدني مدحك لنا في قصيدتك الميمية التي أولها:
____________
(1) أخرج حديث: من سن. ابن ماجة في سننه 1 ص 90 ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم.
فقال له المنصور: أظنك أوديت في مدحنا كما أودى حسان بن ثابت في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وما أعرف هاشميا إلا ولك عليه حق. والسيد يشكره وهو يكلمه بكلام من وصفه ما سمعته يقول لأحد مثله.
10 - روى المرزباني في أخبار السيد بإسناده عن جعفر بن سليمان قال: كنا عند المنصور فدخل عليه السيد فقال له: أنشدني قصيدتك التي تقول فيها:
قال: فرأيت المنصور يلقمه من كل شيئ كان بين يديه ويقول: شكرا لله و لك يا إسماعيل حبك لأهل البيت صلى الله عليهم، ومدحك لهم، وجزاك عنا خيرا، يا ربيع إدفع إلى إسماعيل فرسا وعبدا وجارية وألف درهم واجعل الألف له في كل شهر.
11 - عن الجاحظ عن إسماعيل الساحر قال: كنت أسقي السيد الحميري وأبا دلامة فسكر السيد وغمض عينيه حتى حسبناه نام فجاءت بنت لأبي دلامة قبيحة الصورة فضمها إليه ورقصها وهو يقول:
ففتح السيد عينه وقال:
" لسان الميزان 1 ص 438 "
12 - روى شيخ الطايفة كما في أمالي ولده ص 124 بإسناده عن محمد بن جبلة الكوفي قال: اجتمع عندنا السيد بن محمد الحميري وجعفر بن عفان الطائي (1) فقال له السيد: ويحك أتقول في آل محمد عليهم السلام شرا:
فقال جعفر: فما أنكرت من ذلك؟ فقال له السيد: إذا لم تحسن المدح فاسكت أيوصف آل محمد بمثل هذا؟! ولكني أعذرك هذا طبعك وعلمك ومنتهاك وقد قلت
____________
(1) الثغام: شجر أبيض الزهر واحدته: ثغامة. يقال: صار الراس ثاغما. أي أبيض.
(2) أبو عبد الله المكفوف من شعراء الكوفة له في أهل البيت مراثي استنشدها الإمام الصادق صلوات الله عليه.
كذا يقال فيه يا جعفر؟ وشعرك يقال مثله لأهل الخصاصة والضعف. فقبل جعفر رأسه وقال: أنت والله الراس يا أبا هاشم. ونحن الأذناب. وهذا الحديث رواه أبو جعفر الطبري في الجزء الثاني من " بشارة المصطفى " عن الشيخ أبي علي ابن شيخ الطايفة عن أبيه بإسناده.
خلفاء عصره
أدرك السيد عشرا من الخلفاء: خمسة من بني أمية وخمسة من بني العباس وهم:
1 - هشام بن عبد الملك المتوفى 125 عن خلافة 19 سنة و 9 شهرا. ولد السيد في أول خلافته.
2 - وليد بن يزيد بن عبد الملك المقتول 126.
3 - يزيد بن الوليد المتوفى 126 عن ملك ستة أشهر.
____________
(1) يقال: أسد عفرني. أي: شديد.
(2) قنص الطير قنصا: صاده. والقنص بفتح القاف والنون: المصيدة.
(4) الغيل: الأجمة. موضع الأسد ج أغيال وغيول.
5 - مروان بن محمد بن مروان الحكم المقتول 132 وبه انقرضت دولتهم.
6 - السفاح أول من تسنم بالملك من بني العباس سنة 132 توفي 136 وللسيد فيه شعر يوجد في الأغاني، وفوات الوفيات، وشرح النهج لابن أبي الحديد 2 ص 214. وكانت جراية السيد منه كل سنة جارية ومن يخدمها، وبدرة دراهم وحاملها، وفرسا وسائسها، وتختا من صنوف الثياب وحامله.
7 - المنصور المتوفى 158 وكان حسن الحال عنده يطلق لسانه بما أراد، و كانت جرايته للسيد كل شهر ألف درهم.
8 - المهدي بن المنصور المتوفى 169 تورع عنه السيد في أول خلافته وهجاه فأخذ واعتذر فرضي عنه فمدحه. مر بعض أخباره معه.
9 - الهادي بن المهدي المتوفى 170.
10 - الرشيد المتوفى 193 بعد ملك 23 عاما مدحه السيد بقصيدتين فأمر له ببدرتين ففرقهما فبلغ ذلك الرشيد فقال: أحسب أبا هاشم تورع عن قبول جوائزنا.
قال المرزباني في أخبار السيد: لما ولي الرشيد رفع إليه في السيد أنه رافضي فأحضره فقال: إن كان الرافضي هو الذي يحب بني هاشم ويقدمهم على سائر الخلق فما أعتذر منه ولا أزول عنه، وإن كان غير ذلك فما أقول به ثم أنشد:
ومنها:
قال: فألطف له الرشيد ووصله جماعة من بني هاشم.
صفته في خلقته
كان السيد الحميري أسمر، تام القامة، أشنب (1) ذا وفرة (2)، جميل الوجه، رحيب الجبهة، عريض ما بين السالفتين، حسن الألفاظ، جميل الخطاب، إذا تحدث في مجلس قوم أعطى كل رجل في المجلس نصيبه من حديثه، وكان من أظرف الناس.
قال شيبان بن محمد الحراني - وكان يلقب بعوضة من سادات الأزد -: كان السيد جاري وكان أدلم وكان ينادم فتيانا من فتيان الحي فيهم فتى مثله أدلم غليظ الأنف والشفتين مزنج الخلقة. وكان السيد من أنتن الناس إبطين وكانا يتمازحان فيقول له السيد: أنت زنجي الأنف والشفتين. ويقول الفتى للسيد: أنت زنجي اللون والإبطين. فقال السيد:
أعارك يوم بعناه رباح (3) مشافره وأنفك ذا القبيحا
____________
(1) الشنب: البياض والبريق والتحديد في الأسنان.
(2) الوفرة: ما جاود شحمة الأذنين من الشعر.