العبدي الكوفي
____________
(*) همى يهمي هميا: سال. العين: صبت دمعتها.
(**) كاشح فلانا كشاحا ومكاشحة وكشح له كشحا: عاداه.
(***) لعس: سواد مستحسن في الشفة.
(1) الظلم بالفتح: ماء الأسنان وبريقها. الشنب: بياض الأسنان وحسنها.
(****) أهبه من نومه: أيقظه.
إلى أن يقول:
وأنت توسعه صبرا على مضض * والحلم أحسن ما يأتي مع الغضب
____________
(1) أشرقه بريقه: أي أغصه ومنه التنفس.
(29 جنبه جنبا جنبا: أبعده ونحاه.
(3) المغزل: من أغزلت الظبية إذا ولدت الغزال. الأدم من الظباء بيضا تعلوهن طرائق فيهن غبرة. طلح: أتعب وأعيى. الكاسر: العقاب. الفتخاء: اللينة الجناح. الصبب: ما انحدر من الأرض.
(4) العطب: الهلاك.
(5) خرم الخرزة: فصمها. شق وترة الأنف. الخشاشة: عود يجعل في أنف الجمل.
____________
(1) اعتاض: أخذ بدلا وخلفا. احتقب: أركبه وراءه.
(2) جذل وجذلان: فرح وفرحان. أرعن: أحمق. جيش لجب: ذو كثرة وجلبة.
(3) الصلادم ج الصلدم: الصلب. الأسد. الزرق: يكنى به عن الأسنة والنصال لما في لونها الزرقة. اللهاذم ج اللهذم: الحاد القاطع. الماذي: كل سلاح من الحديد. اليلب: الفولاذ وخالص الحديد.
____________
(1) قعصه وأقعصه. قتله مكانه.
(2) كنف الشيئ. صانه وحفظه وحاطه وضمه إليه.
(3) البهم ج البهمة: الشجاع. الشوس: الشديد الجرئ في القتال. القب: القطع.
وذكر ابن شهر آشوب في " المناقب " 1 ص 181 ط ايران للعبدي قوله:
* (الشاعر) *
أبو محمد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي. من شعراء أهل البيت الطاهر المتزلفين إليهم بولائه وشعره، المقبولين عندهم لصدق نيته وانقطاعه إليهم، وقد ضمن شعره غير يسير من مناقب مولانا أمير المؤمنين الشهيرة، وأكثر من مدحه ومدح ذريته الأطيبين وأطاب، وتفجع على مصائبهم ورثاهم على ما انتابهم من المحن، ولم نجد في غير آل الله له شعرا.
استنشده الإمام الصادق صلوات الله عليه شعره كما في رواية ثقة الاسلام الكليني في " روضة الكافي " بإسناده عن أبي داود المسترق عنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: قولوا لأم فروة: تجيئ فتسمع ما صنع بجدها. قال: فجاءت فقعدت خلف الستر ثم قال: فأنشدنا. قال: فقلت:
قال: فصاحت وصحن النساء فقال أبو عبد الله عليه السلام: الباب. فاجتمع أهل
عده شيخ الطايفة في رجاله من أصحاب الإمام الصادق ولم يك صحبته مجرد ألفة معه، أو محض اختلاف إليه، أو أن عصرا واحدا يجمعهما لكنه حظي بزلفة عنده منبعثة عن صميم الود وخالص الولاء، وإيمان لا يشوبه أي شائبة حتى أمر الإمام عليه السلام شيعته بتعليم شعره أولادهم وقال: إنه على دين الله. كما رواه الكشي في رجاله ص 254 بإسناده عن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فإنه على دين الله.
وينم عن صدق لهجته، واستقامة طريقته في شعره، وسلامة معانيه عن أي مغمز، أمر الإمام عليه السلام إياه بنظم ما تنوح به النساء في المأتم كما رواه الكشي في رجاله ص 254.
وكان يأخذ الحديث عن الصادق عليه السلام في مناقب العترة الطاهرة فينظمه في الحال ثم يعرضه عليه كما رواه ابن عياش في " مقتضب الأثر " عن أحمد بن زياد الهمداني قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني أبي عن الحسن بن علي سجاده عن أبان بن عمر ختن آل ميثم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي قال: جعلني الله فداك ما تقول في قوله تعالى ذكره: و على الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم؟! (1) قال: هم الأوصياء من آل محمد الاثنى عشر لا يعرف الله إلا من عرفهم وعرفوه. قال: فما الأعراف جعلت فداك؟! قال: كثائب من مسك عليها رسول الله والأوصياء يعرفون كلا بسيماهم. فقال سفيان: أفلا أقول في ذلك شيئا؟! فقال من قصيدة:
____________
(1) سورة الأعراف. آية 46.
والقارئ إذا ضم بعض ما ذكرنا من حديث المترجم له إلى الآخر يقف على رتبة عظيمة له من الدين تقصر دون شأوها الوصف بالثقة، ويشاهد له في طيات الحديث والتأريخ حسن حال وصحة مذهب تفوق شؤون الحسان، فلا مجال للتوقف في ثقته كما فعله العلامة الحلي، ولا لعده من الحسان كما فعله غيره، ولا يبقى لنسبته إلى الطيارة [أي الغلو والارتفاع في المذهب] وزن كما رآه أبو عمر والكشي في شعره، ولم نجد في شعره البالغ إلينا إلا المذهب الصحيح، والولاء المحض لعترة الوحي، والتشيع الخالص عن كل شائبة سوء.
ويزيدك ثقة به واعتمادا عليه رواية مثل أبي داود المنشد سليمان بن سفيان المسترق المتسالم على ثقته عنه، وأبو داود هو شيخ الاثبات الأجلة نظراء الحسن بن محبوب، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وعلي بن الحسين بن فضال.
كما أن إفراد مثل الحسين بن محمد بن علي الأزدي الكوفي المجمع على ثقته وجلالته تأليفه في أخبار المترجم له وشعره عده النجاشي في فهرسته ص 49 من كتبه يؤذن بموقفه الشامخ عند أعاظم المذهب، وينبؤ عن إكبارهم محله من العلم والدين.
نبوغه في الأدب والحديث
إن الواقف على شعر شاعرنا (العبدي) وما فيه من الجودة. والجزالة. و والسهولة. والعذوبة. والفخامة. والحلاوة. والمتانة. يشهد بنبوغه في الشعر، و تضلعه في فنونه، ويعترف له بالتقدم والبروز، ويرى ثناء الحميري سيد الشعراء عليه بأنه " أشعر الناس " من أهله في محله، روى أبو الفرج في " الأغاني " 7 ص 22 عن أبي داود المسترق سليمان بن سفيان: إن السيد والعبدي اجتمعا فأنشد السيد:
____________
(1) الخريبة: موضع موضع بالبصرة كانت به واقعة الجمل.
فقال له العبدي: أخطأت، لو شاركت كفك كفه كنت مثله، ولكن قل:
تابعت كفه كفي، لتكون تابعا لا شريكا. فكان السيد بعد ذلك يقول: أنا أشعر الناس إلا العبدي.
والمتأمل في شعره يرى موقفه العظيم في مقدمي رجال الحديث، ومكثري حملته ويجده في الرعيل الأول من جامعي شتاته، وناظمي شوارده، ورواة نوادره، وناشري طرفه، ويشهد له بكثرة الدراية والرواية، ويشاهد همته العالية، وولعه الشديد في بث الأخبار المأثورة في آل بيت العصمة صلوات الله عليهم، وستقف على ذلك كله في ذكر نماذج شعره.
ولادته ووفاته
لم نقف على تأريخي ولادة المترجم له ووفاته ولم نعثر على ما يقربنا إليهما إلا ما سمعت من روايته عن الإمام جعفر بن محمد عليه السلام واجتماعه مع السيد الحميري المولود سنة 105 والمتوفى سنة 178 ومع أبي داود المسترق، وملاحظة تأريخي ولادة أبي داود المسترق الراوي عنه ووفاته يؤذننا بحياة شاعرنا العبدي إلى حدود سنة وفاة الحميري فإن أبا داود توفي 231 كما في فهرست النجاشي أوفي 230 كما في رجال الكشي (1) وعاش سبعين سنة كما ذكره الكشي، فيكون ولادة أبي داود سنة 161 على قول النجاشي و 160 على اختيار الكشي، وبطبع الحال كان له من عمره حين روايته عن المترجم أقل ما تستدعيه الراوية، فيستدعي بقاء المترجم أقلا إلى أواخر أيام الحميري، فما في أعيان الشيعة 1 ص 370 من كون وفاة المترجم في حدود سنة 120 قبل ولادة الراوي عنه أبي داود المسترق بأربعين سنة خال عن كل تحقيق وتقريب.
____________
(1) ما في نسخ الكشي من ذكر تأريخ وفاة أبي داود برقم 130 تصحيف 230، ويشهد بالتصحيف رواية طبقة أصحاب الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام عنه، وكذلك رواية الحسن بن محبوب المولود سنة 149 والمتوفى سنة 224، ورواية محمد بن الحسين بن أبي الخطاب المتوفى سنة 262.
بيان ما حوته الأبيات من الحديث
مما أخرجه أعلام العامة
* (قوله) *
أخرج الحافظ الدارقطني وابن عساكر: إن رجلين أتيا عمر بن الخطاب وسألاه عن طلاق الأمة، فقام معهما فمشى حتى أتى حلقة في المسجد فيها رجل أصلع فقال:
أيها الأصلع ما ترى في طلاق الأمة؟! فرفع رأسه إليه ثم أومى إليه بالسبابة و الوسطى، فقال لهما عمر: تطليقتان. فقال أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته فرضيت منه أن أومى إليك. فقال لهما: تدريان من هذا؟! قالا: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب أشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله لسمعته وهو يقول: إن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن أبي طالب.
م - وفي لفظ الزمخشري: جئناك وأنت الخليفة فسألناك عن طلاق فجئت إلى رجل فسألته، فوالله ما كلمتك. فقال له عمر: ويلك أتدري من هذا؟ الحديث].
ونقله عن الحافظين: الدار قطني وابن عساكر] الكنجي في الكفاية ص 129 وقال:
هذا حسن ثابت. ورواه من طريق الزمخشري خطيب الحرمين الخوارزمي في المناقب ص 78، والسيد علي الهمداني في مودة القربى. وحديث الميزان رواه عن عمر محب الدين الطبري في " الرياض " 1 ص 244، والصفوري في " نزهة المجالس " 2 ص 240.
* (قوله) *:
أخرج أبو عبد الله الملا في سيرته عن ابن عباس: إنه مر بعد ما كف بصره على قوم يسبون عليا فقال لقائده: ما سمعت هؤلاء يقولون؟! قال: سبوا عليا. قال: ردني إليهم. فرده فقال: أيكم الساب لله عز وجل؟! قالوا: سبحان الله من سب الله فقد أشرك. قال: فأيكم الساب لرسول الله؟! قالوا: سبحان الله ومن سب رسول الله فقد كفر.
قال: أيكم الساب علي بن أبي طالب؟! قالوا: أما هذا فقد كان. قال: فأنا أشهد بالله
ما سمعتهم يقولون؟! قال: ما قولوا شيئا. قال: فكيف رأيت وجوههم إذ قلت ما قلت؟! قال:
قال: زدني فداك أبوك. قال:
قال: زدني فداك أبوك. قال: ما عندي غير هذا قال: لكن عندي:
وأخرجه محب الدين الطبري في " الرياض " 1 ص 166، والكنجي في " الكفاية " ص 27، وشيخ الاسلام الحموي في " الفرايد " في الباب السادس والخمسين، وابن الصباغ المالكي في " الفصول " ص 126.
* (قوله) *:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لما خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه إلتفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا قال آدم: هل خلقت أحدا من طين قبلي؟! قال: لا يا آدم قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟! قال: هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي لولاهم ما خلقت الجنة والنار، ولا العرش ولا الكرسي، ولا السماء ولا الأرض، ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن، فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الاحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزتي أن لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخله ناري، ولا أبالي يا آدم؟ هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم وبهم أهلكهم، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبي صلى الله عليه وآله: نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجا، ومن حاد عنها هلك، فمن كان إلى الله حاجة، فليسأل بنا أهل البيت.
وأشار إليه الإمام الشافعي بقوله المأثور عنه في " رشفة الصادي " ص 24:
* (قوله) *:
عن ابن عباس في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله: لو أن رجلا صفن (2) بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار.
أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 149 وصححه والذهبي في تلخيصه.
وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق أبي ليلى عن الإمام السبط الشهيد عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا. و ذكره الهيثمي في " المجمع " 9 ص 172، وابن حجر في " الصواعق "، ومحمد سليمان محفوظ في " أعجب ما رأيت " 1 ص 8. والنبهاني في " الشرف المؤبد " ص 96 والحضرمي في " رشفة الصادي " ص 43.
وأخرج الحافظ السمان في أماليه بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن عبدا عبد الله سبعة آلاف سنة وهو عمر الدنيا ثم أتى الله عز وجل يبغض علي بن أبي
____________
(1) يأتي شرح هذا البيت الأخير في محله إنشاء الله تعالى.