وأخرج الخوارزمي في " المناقب " ص 39 عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي: يا علي؟ لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما، ثم لم يوالك يا علي؟ لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها.
عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: يا أم سلمة أتعرفينه؟! قلت: نعم هذا علي بن أبي طالب. قال: صدقت سجيته سجيتي ودمه دمي وهو عيبة علمي فاسمعي واشهدي لو أن عبدا من عباد الله عز وجل عبد الله ألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله عز وجل مبغضا لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله تعالى على منخره يوم القيامة في نار جهنم. أخرجه الحافظ الكنجي بإسناده من طريق الحافظ أبي الفضل السلامي ثم قال: هذا حديث سنده مشهور عند أهل النقل.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه مسندا عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث: يا علي؟ لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالاوتار، ثم أبغضوك لأكبهم الله في النار. وذكره الكنجي في " الكفاية " ص 179 و أخرجه الفقيه ابن المغازلي في " المناقب " ونقله عنه القرشي في " شمس الأخبار " ص 33. ورواه شيخ الاسلام الحموي في " الفرايد " في الباب الأول.
وهناك أخبار كثيرة تضاهي هذه في ولاء أمير المؤمنين وعترته لا يسعنا ذكرها.
* (قوله) *.
أشار إلى كون الصلاة عليهم مأمورا بها في الصلاة وفي المقام أخبار كثيرة وكلمات ضافية توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث. ذكر ابن حجر في " الصواعق " ص 87 قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وروى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها وأن النبي صلى الله عليه وآله قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه
فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: أللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا:
أللهم صل على محمد وعلى آل محمد. ثم نقل الإمام الشافعي قوله:
فقال: فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الآل، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.
وقال ص 139 من " الصواعق ": أخرج الدارقطني والبيهقي حديث من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. وكأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي رضي الله عنه: إن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة عليه صلى الله عليه وآله لكنه ضعيف فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه: قولوا: أللهم صل على محمد و على آل محمد. والأمر للوجوب حقيقة على الأصح.
وقال الرازي في تفسيره 7 ص 391: إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله: أللهم صل على محمد وآل محمد، و ارحم محمدا وآل محمد. وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب. وقال: أهل بيته صلى الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد. وفي السلام. والطهارة. وفي تحريم الصدقة. وفي المحبة.
____________
(1) أخرجه أحمد في مسنده 6 ص 323.
(1) ونسبهما إلى الإمام الشافعي الزرقاني في شرح المواهب 7 ص 7 وجمع آخرون.
وروى محب الدين الطبري في " الذخاير " ص 19 عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول: لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تقبل.
م - وأخرج القاضي عياض في الشفا عن ابن مسعود مرفوعا: من صلى صلاة لم يصل علي فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. وللقاضي الخفاجي الحنفي في شرح الشفا 3 ص 500 - 505 فوائد جمة حول المسألة وذكر مختصر ما صنفه الإمام الخيصري في المسألة سماه [زهر الرياض في رد ما شنعه القاضي عياض]. وصور الصلوات المأثورة على النبي وآله مذكورة في (شفاء السقام) لتقي الدين السبكي ص 181 - 187، وأورد جملة منها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 10 ص 163 وأول لفظ ذكره عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟!
قال. قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآله محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
* (قوله: ولا يزكو الدعا) *
إشارة إلي ما أخرجه الديلمي أنه صلى الله عليه وآله قال: الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته: أللهم صلي على محمد وآله. ورواه عنه ابن حجر في " الصواعق " ص 88.
م - وأخرجه الطبراني في الأوسط عن علي أمير المؤمنين عليه السلام: كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد. وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10 ص 160 وقال: رجاله ثقات].
م - وأخرجه البيهقي وابن عساكر وغيرهما عن علي عليه السلام مرفوعا ما معناه:
الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شيئ حتى يصلى عليه صلى الله عليه وآله وعلى آل محمد. " شرح الشفا للخفاجي " 3 ص 506].
* (قوله) *:
* (قوله) *:
أخرج الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه 14 49 عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن حافظي علي بن أبي طالب ليفخران على ساير الحفظة لكينونتهما مع علي بن أبي طالب وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بعمل يسخطه. وفي لفظه الآخر: قط. وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في " المناقب ". والخوارزمي في " المناقب " 251. والقرشي في [شمس الأخبار] ص 36.
* (ومن شعر العبدي) *
* (بيان ما ضمنته الأبيات من الحديث) *
* (قوله) *:
الصادقون: إشارة إلى ما روي في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. (سورة التوبة) من طريق الحافظ أبي نعيم وابن
قال علماء السير: معناه: كونوا مع علي وأهل بيته. قال ابن عباس: علي سيد الصادقين.
* (قوله) *:
السابقون إلى الرغائب: إشارة إلى قوله تعالى: والسابقون السابقون أولئك المقربون. (سورة الواقعة) وإنها نزلت في علي عليه السلام. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس: إنها نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون. وحبيب النجار الذي ذكر في يس. وعلي بن أبي طالب. وكل رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم.
وفي لفظ ابن أبي حاتم يوشع بن نون بدل حزقيل. وأخرج الديلمي عن عايشة. و الطبراني وابن الضحاك والثعلبي وابن مردويه وابن المغازلي عن ابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: السبق. وفي لفظ: السباق ثلاثة: السابق إلى موسى يوشع بن نون وصاحب ياسين إلى عيسى. والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب. وزاد الثعالبي في لفظه: فهم الصديقون وعلي أفضلهم.
ورواه محب الدين الطبري في رياضه 1 ص 157، والهيثمي في " المجمع " 9 ص 102، والكنجي في " الكفاية " ص 46 بلفظ: سباق الأمم ثلاثة لم يشركوا بالله طرفة عين: علي بن أبي طالب. وصاحب ياسين. ومؤمن آل فرعون. فهم الصديقون وعلي أفضلهم. ثم قال: هذا سند اعتمد عليه الدار قطني واحتج به.
ورواه باللفظ الأول الحافظ السيوطي في [الدر المنثور] 6 ص 154. وابن حجر في " الصواعق " ص 74. وسبط ابن الجوزي في " التذكرة " ص 11.
* (قوله) *:
أشار به إلى قوله تعالى: قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا (1) توجد في الكتب والمعاجم أحاديث و
____________
(1) سورة الشورى. آية 23.
1 - أخرج أحمد في المناقب. وابن المنذر. وابن أبي حاتم. والطبراني. و ابن مردويه. والواحدي. والثعلبي. وأبو نعيم. والبغوي في تفسيره. وابن المغازلي في المناقب بأسانيدهم عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟! فقال: علي وفاطمة وابناهما.
ورواه محب الدين الطبري في " الذخائر " ص 25، والزمخشري في " الكشاف 2 ص 339. والحموي في " الفرايد "، والنيسابوري في تفسيره، وابن طلحة الشافعي في " مطالب السئول " ص 8 وصححه، والرازي في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره 1 (هامش تفسير الرازي) 7 ص 665، وأبو حيان في تفسيره 7 ص 516، والنسفي في تفسيره (هامش تفسير الخازن) 4 ص 99، والحافظ الهيثمي في " المجمع " 9 ص 168، وابن الصباغ المالكي في [الفصول المهمة] ص 12، والحافظ الكنجي في " الكفاية " ص 31، والقسطلاني في " المواهب " وقال: ألزم الله مودة قرباه كافة بريته، وفرض محبة جملة أهل بيته المعظم وذريته فقال تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. ورواه الزرقاني في (شرح المواهب) 7 ص 3 و 21، وابن حجر في " الصواعق " ص 101 و 135، م - والسيوطي في [إحياء الميت] هامش " الإتحاف " ص 239، والشبلنجي في " نور الأبصار " 112، والصبان في " الاسعاف " هامش نور الأبصار ص 105.
2 - أخرج الحافظ أبو عبد الله الملا في سيرته: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي وإني سائلكم غدا عنهم. ورواه محب الدين الطبري في " الذخائر " ص 25، وابن حجر في " الصواعق " ص 102 و 136، والسمهودي في [جواهر العقدين].
3 - قال جابر بن عبد الله: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا محمد أعرض علي الاسلام فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده و رسوله. قال: تسألني عليه أجرا؟! قال: لا إلا المودة في القربى. قال: قرابتي أو قرابتك؟!
قال: قرابتي. قال: هات، أبايعك، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرابتك لعنة الله. فقال
4 - أخرج الحافظ الطبري وابن عساكر م - والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل] بعدة طرق عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني من شجرة واحدة فأنا أصلها، وعلي فرعها، و وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا أكبه الله على منخريه في النار. ثم تلا: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. وذكر الكنجي في " الكفاية " ص 178.
5 أخرج أحمد وأبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: ومن يقترف حسنة قال: المودة لآل محمد. ورواه الثعلبي في تفسيره مسندا، وابن الصباغ المالكي في " الفصول " ص 13، وابن المغازلي في " المناقب "، وابن حجر في " الصواعق " ص 101، والسيوطي في " الدر المنثور " 6 ص 7، و " إحياء الميت " - هامش الإتحاف ص 239، والحضرمي في " الرشفة " ص 23، والنبهاني في [الشرف المؤبد] ص 95.
6 - أخرج أبو الشيخ ابن حبان في كتابه " الثواب " من طريق الواحدي عن علي عليه السلام قال: فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن. ثم قرأ: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. وذكره ابن حجر في " الصواعق " 101 و 136، والسمهودي في [جواهر العقدين].
7 - عن أبي الطفيل قال: خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه خاتم الأوصياء ووصي الأنبياء وأمين الصديقين.
والشهداء ثم قال: أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم، وفي الليلة التي أنزل الله عز وجل فيها الفرقان، والله ما ترك ذهبا ولا فضة، وما في بيت ماله إلا سبعمائة
واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ثم أخذ في كتاب الله. ثم قال: أنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، أنا ابن النبي، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.
م - وفي لفظ الحافظ الزرندي في [نظم درر السمطين] وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل عليه السلام ينزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى مودتهم على كل مسلم وأنزل الله فيهم: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. واقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت].
أخرجه البزار والطبراني في الكبير. وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين. و ابن أبي الحديد في شرح النهج 4 ص 11. والهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 146. وابن الصباغ المالكي في الفصول ص 166 وقال: رواه جماعة من أصحاب السير وغيرهم.
والحافظ الكنجي في الكفاية ص 32 من طريق ابن عقدة عن أبي الطفيل. والنسائي عن هبيرة، وابن حجر في الصواعق ص 101 و 136. والصفوري في نزهة المجالس 2 ص 231. والحضرمي في الرشفة 43.
8 - أخرج الطبري في تفسيره 24 ص 16 بإسناده عن السدي عن أبي الديلم قال:
لما جيئ بعلي بن الحسين (الإمام السجاد) رضي الله عنهما أسيرا فأقيم على درج الدمشق قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة.
فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه: أقرأت القرآن؟! فقال: نعم. قال: فقرأت آل حم؟! قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال: ما قرأت: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. قال: وإنكم لأنتم هم؟! قال: نعم.
ورواه الثعلبي في تفسير بإسناده. وأشار إليه أبو حيان في تفسيره 7 ص 516.
عن الطبراني. والزرقاني في شرح المواهب 7 ص 20.
9 - روى الطبري في تفسيره 24 ص 16 و 17 عن سعيد بن بن جبير وعمرو بن شعيب أنهما قالا: هي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله. ورواه عنهما وعن السدي أبو حيان في تفسيره و السيوطي في الدر المنثور. قال الفخر الرازي في تفسيره 7 ص 390: وأنا أقول: آل محمد صلى الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله أشد التعلقات، وهذا كالمعلول بالنقل المتواتر، وجب أن يكونوا هم الآل.
وقال المناوي: قال الحافظ الزرندي. لم يكن أحد من العلماء المجتهدين و والأئمة المهتدين إلا وله في ولاية أهل البيت الحظ الوافر والفخر الزاهر كما أمر الله بقوله: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (1) وقال ابن حجر في الصواعق ص 89: أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال: وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي. وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون أي عن ولاية علي وأهل البيت لأن الله أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى. والمعنى إنهم يسألون: هل والوهم حق المولاة كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وآله أم أضاعوها وأهملوها؟!؟! فتكون عليهم المطالبة والتبعة.
وذكر في الصواعق ص 101 للشيخ شمس الدين ابن العربي قوله:
وذكر ابن الصباغ المالكي في الفصول ص 13 لقائل:
____________
(1) م - وقفنا على (نظم درر السمطين) للحافظ الزرندي فوجدنا الكلمة على ما حكاها المناوي).
وذكر لآخر:
وذكر الشبلنجي في نور الأبصار ص 13 لأبي الحسن بن جبير:
* (قوله) *:
أخرج الثعلبي في " الكشف والبيان " في قوله تعالى: إهدنا الصراط المستقيم.
قال مسلم بن حيان: سمعت أبا بريدة يقول: صراط محمد وآله.
وفي تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدي عن أسباط ومجاهد عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: إهدنا الصراط المستقيم. قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلى حب محمد وأهل بيته.
وأخرج الحموي في " الفرايد " بإسناده عن أصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام في قوله تعالى: وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون (1) قال:
الصراط ولايتنا أهل البيت.
وأخرج الخوارزمي في " المناقب ": الصراط صراطان: صراط في الدنيا. وصراط في الآخرة. فأما صراط الدنيا فهو علي بن أبي طالب. وأما صراط الآخرة فهو جسر جهنم. من عرف صراط الدنيا جاز على صراط الآخرة. ويوضح معنى هذا الحديث ما أخرجه ابن عدي والديلمي كما في " الصواعق " ص 111 عن رسول الله صلى الله
____________
(1) سورة المؤمنون. آية 75.
وأخرج شيخ الاسلام الحموي بإسناده في فرايد السمطين في حديث عن الإمام جعفر الصادق قوله: نحن خيرة الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله.
فهم الصراط إلى الله فمن تمسك بهم فقد إتخذ إلى ربه سبيلا كما ورد فيما أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسك بنا إتخذ إلى ربه سبيلا. [ذخاير العقبى ص 16].
* (قوله) *: صديقة.
يعني به فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله سماها بها أبوها فيما أخرجه أبو سعيد في " شرف النبوة " عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال لعلي: أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا: أوتيت صهرا مثلي ولم أوت أنا مثلي. وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي و لم أوت مثلها زوجة. وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما، ولكنكم مني وأنا منكم. الرياض النضرة 2 ص 202.
وعن عايشة أم المؤمنين قالت: ما رأيت أحد كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه وآله. حلية الأولياء 2 ص 42، الاستيعاب 2 ص 751 ذخاير العقبى ص 44، تقريب الأسانيد وشرحه 1 ص 150، مجمع الزوايد 9 ص 201 وقال:
رجاله رجال الصحيح.
* (قوله) *: لصديق.
يعني به أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو صديق هذه الأمة وذلك لقبه الخاص، قال محب الدين الطبري في رياضه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سماه صديقا وقال في ص 155:
قال الخجندي: وكان يلقب بيعسوب الأمة وبالصديق الأكبر. وهناك أخبار كثيرة نذكر بعضها.
1 - أخرج ابن النجار وأحمد في المناقب عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون. وحبيب النجار صاحب آل ياسين. وعلي بن أبي طالب.
وأخرجه أبو نعيم في المعرفة وابن عساكر عن أبي ليلى، وزادا في لفظهما: وهو أفضلهم.
2 - عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن هذا أول من آمن بي، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق و الباطل، وهذا يعسوب المؤمنين.
أخرجه الطبراني عن سلمان وأبي ذر. والبيهقي والعدني عن حذيفة. والهيثمي في المجمع 9 ص 102، والحافظ الكنجي في الكفاية 79 من طريق الحافظ ابن عساكر وفي آخره: وهو بابي الذي أوتى منه وهو خليفتي من بعدي. وذكره باللفظ الأول المتقي الهندي في إكمال كنز العمال 6 ص 56.
3 - عن ابن عباس وأبي ذر قالا: سمعنا النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي:
أنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل.
أخرجه محب الدين في الرياض 2 ص 155 وقال: وفي رواية: وأنت يعسوب الدين.
عن الحاكمي والقرشي في شمس الأخبار ص 35 وفيه: وأنت يعسوب المؤمنين. ورواه مع الزيادة شيخ الاسلام الحموي في الفرايد في الباب الرابع والعشرين. وابن أبي الحديد عن أبي رافع في شرح النهج 3 ص 257 ولفظه: قال أبو رافع: أتيت أبا ذر بالربذة أودعه فلما أردت الانصراف قال لي ولأناس معي: ستكون فتنة فاتقوا الله وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتبعوه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له: أنت أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري وخير من أترك بعدي وتنجز موعدي. وذكره القاضي الأيجي في " المواقف " 3 ص 276، والصفوري في (نزهة المجالس) 2 ص 205.
4 - عن النبي صلى الله عليه وآله قال قال لي ربي عز وجل ليلة أسرى بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال قلت: يا رب أنت أعلم. قال: يا محمد؟ انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر
أخرجه القرشي في " شمس الأخبار " ص 33.
5 - عن علي عليه السلام أنه قال: أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتري، لقد صليت قبل الناس سبع سنين. أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح. والنسائي في " الخصايص " ص 3 بسند رجاله ثقات. وابن أبي عاصم في " السنة ". والحاكم في " المستدرك " 3 ص 112 وصححه. وأبو نعيم في " المعرفة ". وابن ماجة في سننه 1 ص 57 بسند صحيح. والطبري في تاريخه 2 ص 213 بإسناد صحيح. والعقيلي. والخلعي. وابن الأثير في " الكامل " 2 ص 22. و ابن أبي الحديد في شرح النهج 3 ص 257. ومحب الدين الطبري في " الذخاير " ص 60، و " الرياض " 2 ص 155 و 158 و 167. والحموي في " الفرايد " في الباب التاسع والأربعين. والسيوطي في " الجمع " كما في ترتيبه 6 ص 394. وفي طبقات الشعراني 2 ص 55: قال علي رضي الله عنه: أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب.
6 - عن معاذة قالت: سمعت عليا وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر. أخرجه ابن قتيبة في " المعارف " ص 73. وابن أيوب. والعقيلي. ومحب الدين في " الذخاير " ص 58، و " الرياض " 2 ص 155، و 157، وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج 3 ص 251، 257، والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 405.
* (قوله) *:
أشار إلى حديث كتابة أسماء فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها في ظل العرش وقد
كتبت على باب الجنة كما أخرجه الخطيب البغدادي في تأريخه 1 ص 259 عن