سيدنا الشريف المرتضى
المولود 355
المتوفى 436
____________
(1) لا تقترى: لا تقدر ولا تخمن.
أخذنا القصيدة من الجزء الأول من ديوان ناظمها وهي مفتتح ديوانه والديوان مرتب على السنين في ستة أجزاء توجد منه نسخة مقروة على نفس السيد الشريف علم الهدى. وذكر ابن شهر آشوب لسيدنا الشريف المرتضى أبياتا قالها في عيد (الغدير) راجع الجزء الثالث من مناقبه ص 32.
* (الشاعر) *
السيد المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى ابن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
لا عتب على اليراع إذا وقف عن تحديد عظمة الشريف المبجل، كما أنه لا لوم على المدره اللسن إذا تلجلج في الإفاضة عن رفعة مقامه، فإن نواحي فضله لا تنحصر بواحدة، ولا أن مآثره معدودة يحاولها البليغ المفوه، ويتحرى الابانة عنها الكاتب المتشدق، أو يلقى عنها الخطيب المفصح، فإلى أي منصة من الفضيلة نحوت فله فيها الموقف الأسمى، وإلى أي صهوة وقع خيالك فله هنالك مرتبع ممنع، فهو إمام الفقه، ومؤسس أصوله، وأستاذ الكلام، ونابغة الشعر، وراوية الحديث، وبطل المناظرة، والقدوة في اللغة، وبه الأسوة في العلوم العربية كلها، وهو المرجع في تفسير كتاب الله الغزيز، وجماع القول إنك لا تجد فضيلة إلا وهو ابن بجدتها.
أضف إلى ذلك كله نسبه الوضاح، وحسبه المتألق، وأواصره النبوية الشذية، ومآثره العلوية الوضيئة إلى أياديه الواجبة في تشييد المذهب، ومساعيه المشكورة عند الإمامية جمعاء، وهي التي خلدت له الذكر الحميد، والعظمة الخالدة، ومن هذه الفضائل ما خطه مزبره القويم من كتب ورسائل استفاد بها أعلام الدين في أجيالهم و
1 | الشافي في الإمامة ط | 2 | الملخص في الأصول | 3 | الذخيرة في الأصول |
4 | جمل العلم والعمل | 5 | الغرر والدرر ط | 6 | تكملة الغرر |
7 | المقنع في الغيبة | 8 | الخلاف في الفقه | 9 | الناصرية في الفقه ط |
10 | الحلبية الأولى | 11 | الحلبية الأخيرة | 12 | المسائل الجرجانية |
13 | المسائل الطوسية | 14 | المسائل الصباوية | 15 | المسائل التبانيات (1) |
16 | المسائل السلارية | 17 | مسائل في عدة آيات | 18 | المسائل الرازية |
19 | المسائل الكلامية | 20 | المسائل الصيداوية | 21 | الديلمية في الفقه |
22 | كتاب البرق | 23 | طيف الخيال | 24 | الشيب والشباب ط |
25 | المقمصة | 26 | المصباح في الفقه | 27 | نصر الرواية |
28 | الذريعة في أصول الفقه | 29 | شرح بائية الحميري | 30 | تنزيه الأنبياء ط |
31 | إبطال القول بالعدد | 32 | المحكم والمتشابه | 33 | النجوم والمنجمون |
34 | متولي غسل الإمام | 35 | الأصول الاعتقادية | 36 | أحكام أهل الآخرة |
37 | معنى العصمة | 38 | الوجيزة في الغيبة | 39 | تقريب الأصول |
40 | طبيعة المسلمين | 41 | رسالة في علم الله | 42 | رسالة في الإرادة |
43 | أيضا رسالة في الإرادة | 44 | رسالة في التوبة | 45 | رسالة في التأكيد |
46 | رسالة في المتعة | 47 | دليل الخطاب | 48 | طرق الاستدلال |
49 | كتاب الوعيد | 50 | شرح قصيدة له | 51 | الحدود والحقايق |
52 | مفردات في أصول الفقه | 53 | الموصلية ثلاث مسائل | ||
54 | الموصلية الثانية تسع مسائل | 55 | الموصلية الثالثة 109 مسألة | ||
56 | المسائل الطرابلسية الأولى | 57 | الطرابلسية الأخيرة 13 مسألة(2) | ||
58 | مسائل ميافارقين 65 مسألة | 59 | المسائل الرازية 14 مسألة |
____________
(1) سئلها الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك التبان المتوفى 419 وهي 66 مسألة في عشرة فصول.
(2) سئلها الشيخ أبو الفضل إبراهيم بن الحسن الاباني.
60 | المسائل المحمديات 5 مسائل | 61 | المسائل البادرات 24 مسألة |
62 | المسائل المصرية الأولى 5 مسائل | 63 | المصريات الثانية |
64 | المسائل الرمليات 7 مسائل | 65 | مسائل في فنون شتى نحو مائة مسألة |
66 | المسائل الرسية الأولى (1) | 67 | المسائل الرسية الثانية |
68 | الانتصار فيما انفردت به الإمامية ط | 69 | تفضيل الأنبياء على الملائكة |
70 | النقض على ابن جني في الحكاية والمحكي | 71 | ديوان شعره يزيد على عشرين ألف بيت |
72 | الصرفة في بيان إعجاز القرآن | 73 | الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة |
74 | نقض مقالة ابن عدي فيما لا يتناهى | 75 | جواب الملاحدة في قدم العالم |
76 | تتمة الأعراض من جمع أبي رشيد | 77 | نكاح أمير المؤمنين ابنته من عمر |
78 | إنقاذ البشر من القضاء والقدر ط | 79 | الرد على أصحاب العدد في شهر رمضان |
80 | تفسير الحمد وقطعة من سورة البقرة | 81 | الرد على ابن عدي في حدوث الأجسام |
82 | تفسير قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم |
83 | كتاب الثمانين (2) |
84 | الكلام على من تعلق بقوله: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر |
85 | تفسير قوله: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا |
86 | تتبع أبيات للمتنبي التي تكلم عليها ابن جني |
كلمات الثناء عليه
أبو القاسم المرتضى حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلما شاعرا أديبا عظيما المنزلة في العلم والدين والدنيا (3).
أبو القاسم نقيب النقباء الفقيه النظار المصنف بقية العلماء وأوحد الفضلاء رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء. (4)
المرتضى متوحد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدم في العلوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير
____________
(1) 28 مسألة سئلها العلامة أبو الحسين الحسين بن محمد بن الناصر الحسيني الرسي.
(2) قاله القاضي التنوخي كما في المستدرك 3 ص 516.
(3) النجاشي في فهرسته ص 192.
(4) الأنساب للمجدي العمري.
وقال الشيخ في رجاله: إنه أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا، متكلم فقيه جامع العلوم كلها مد الله في عمره.
وقال الثعالبي في تتميم يتيمته ج 1 ص 53: قد انتهت الرياسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم وله شعر في نهاية الحسن.
وفي تاريخ ابن خلكان: كان إماما في علم الكلام والأدب والشعر، وله تصانيف على مذهب الشيعة، ومقالة في أصول الدين، وذكره ابن بسام في الذخيرة وقال: كان هذا الشريف إمام أئمة العراق بين الاختلاف والاتفاق، إليه فزع علماءها، وعنه أخذ عظماءها، صاحب مدارسها، وجماع شاردها وآنسها، ممن سارت أخباره، وعرفت به أشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره، إلى تآليفه في الدين و تصانيفه في أحكام المسلمين مما يشهد أنه فرع تلك الأصول، ومن أهل ذلك البيت الجليل، وملح الشريف وفضائله كثيرة.
وحكى الخطيب التبريزي: إن أبا الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك الفالي (2) الأديب كان له نسخة لكتاب (الجمهرة) لابن دريد في غاية الجودة فدعته الحاجة إلى بيعها فباعها فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينارا فتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط بايعها أبي الحسن المذكور والأبيات قوله:
فأرجع النسخة إليه وترك له الدنانير رحمه الله تعالى.
وقال السيد ابن زهرة في (غاية الاختصار): علم الهدى الفقيه النظار، سيد
____________
(1) فهرست الشيخ ص 99، وخلاصة العلامة ص 46.
(2) نسبة إلى فالة وهى بلدة بخوزستان قريبة من اندج.
وعن الشيخ عز الدين أحمد بن مقبل أنه قال: لو حلف إنسان أن السيد المرتضى كان أعلم بالعربية من العرب لم يكن عندي آثما، وقد بلغني عن شيخ من شيوخ الأدب بمصر أنه قال: والله إني استفدت من كتاب (الغرر والدرر) مسائل لم أجدها في كتاب سيبويه وغيره من كتب النحو، وكان نصير الدين الطوسي إذا جرى ذكره في درسه يقول: صلوات الله عليه، ويلتفت إلى القضاة والمدرسين الحاضرين ويقول:
كيف لا يصلى على السيد المرتضى؟!
في (عمدة الطالب) ص 181: كان مرتبته في العلم عالية فقها وكلاما وحديثا و لغة وأدبا وغير ذلك، وكان متقدما في فقه الإمامية وكلامهم ناصرا لأقوالهم.
وفي (دمية القصر) ص 75: هو وأخوه من دوح السيادة ثمران، وفي فلك الرياسة قمران، وأدب الرضي إذا قرن بعلم المرتضى كان كالفرند في متن الصارم المنتضى.
وفي (لسان الميزان) 4 ص 223 قال ابن طي: هو أول من جعل داره دار العلم وقذرها للمناظرة، ويقال: إنه أمر ولم يبلغ العشرين وكان قد حصل على رياسة الدنيا العلم مع العمل الكثير والمواظبة على تلاوة القرآن وقيام الليل وإفادة العلم و كان لا يؤثر على العلم شيئا مع البلاغة وفصاحة اللهجة.
وحكى عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي أنه قال: كان الشريف المرتضى ثابت الجاش، ينطق بلسان المعرفة، ويردد الكلمة المسددة فتمرق مروق السهم من الرمية ما أصاب، وما أخطأ أشوى.
وقال السيد الشيرازي في (الدرجات الرفيعة): كان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلا وعلما وكلاما وحديثا وشعرا وخطابة وجاها وكرما إلى غير ذلك.
ويجد القارئ لدة هذه الكلمات كثيرة في طي الكتب والمعاجم منها:
تاريخ بغداد 11 ص 402 | المنتظم ج 8 ص 120 | معجم الأدباء 5 ص 173 |
خلاصة العلامة ص 46 | رجال ابن داود | أنساب أبي نصر البخاري |
ميزان الاعتدال 2 ص 223 | غاية الاختصار لابن زهرة | كامل ابن الأثير 9 ص 181 |
تاريخ ابن كثير 12 ص 3 | مرآة الجنان 3 ص 55 | لسان الميزان 5 ص 141 |
بغية الوعاة ص 335 | إتحاف الورى بأخبار أم القرى | صحاح الأخبار ص 61 |
جامع الأقوال في الرجال | مجالس المؤمنين 209 | رجال ابن أبي جامع |
تحفة الأزهار لابن شدقم | الإجازة الكبيرة للسماهيجي | إتقان المقال ص 93 |
رياض العلماء للميرزا | كشكول البهائي ج 2 | مجمع البحرين مادة: رضا |
ملخص المقال ص 80 | رياض الجنة للزنوزي | الدرجات الرفيعة للسيد |
الوسائل 3 ص 551 | أمل الآمل للشيخ العاملي | منهج المقال للميرزا ص 231 |
منتهى المقال ص 214 | عقد اللئالي لأبي علي الرجالي | تتميم الأمل للشيخ الكاظمي |
كشكول البحراني ص 216 | المقابيس لشيخنا التستري | مستدرك النوري 3 ص 515 |
نسمة السحر لليماني | تنقيح المقال 2 ص 284 | الشيعة وفنون الاسلام 53 |
الأعلام 2 ص 667 | تاريخ آداب اللغة 2 ص 288 | سفينة البحار 1 ص 525 |
الكنى والألقاب 2 ص 439 | هدية الأحباب ص 203 | وفيات الأعلام للرازي خ |
مشايخه ومن يروي هو عنه
1 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان المتوفى 412.
2 - أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى 385.
4 - أبو الحسن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي يروي عنه السيد كما في إجازة السيد ابن أبي الرضا تلميذ الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي.
5 - أبو عبد الله محمد بن عمران الكاتب المرزباني الخراساني البغدادي.
6 - الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى 381 كما في الإجازات.
7 - أبو يحيى ابن نباتة عبد الرحيم بن الفارقي المتوفى 374 قرأ عليه كما في الدرجات الرفيعة.
8 - أبو الحسن علي بن محمد الكاتب يروي عنه في أماليه.
9 - أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى يروي عنه في الأمالي.
10 - أحمد بن سهل الديباجي يروي عنه كما في (الرياض) عن (جامع الأصول) لابن الأثير، وفي تاريخ الخطيب البغدادي، وميزان الاعتدال ولسانه لابن حجر: حدث عن سهل الديباجي(1).
تلامذة سيدنا المرتضى
1 - شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي المتوفى 460.
2 - أبو يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي.
3 - أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي خليفته في بلاد حلب.
4 - القاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي المتوفى 481.
5 - الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري المتوفى 463.
6 - أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني المروزي.
7 - السيد نجيب الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الموسوي.
8 - السيد التقي بن أبي طاهر الهادي النقيب الرازي.
9 - الشيخ أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفى 449 قرأ عليه كما في فهرست الشيخ منتخب الدين.
____________
(1) هو سهل بن عبد الله أبو محمد الديباجي.
11 - الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي.
12 - أبو الفضل ثابت بن عبد الله البناني.
13 - الشيخ أحمد بن الحسن بن أحمد النيسابوري الخزاعي يعد من أجلة تلامذته.
14 - الشيخ المفيد الثاني أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الرازي.
15 - الشيخ أبو المعالي أحمد بن قدامة كما في إجازة الشيخ فخر الدين الحلي للسيد مهنا، وإفادات الشيخ المذكور ابن علامة الحلي ب (1) 25 ص 53.
16 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحلواني كما في إجازة السيد ابن أبي الرضا العلوي تلميذ الشيخ نجيب الدين الحلي ب 25 ص 88.
17 - أبو زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني كما في إجازة السيد المذكور ب 25 ص 108.
18 - الشيخ أبو غانم العصمي الهروي الشيعي ب 25 ص 108.
19 - الفقيه الداعي الحسيني كما في إجازة صاحب المعالم الكبيرة ب 25.
20 - السيد الحسين بن الحسن بن زيد الجرجاني يروي عن السيد المترجم كما في تاريخ ابن عساكر 4 ص 290.
21 - أبو الفرج يعقوب بن إبراهيم البيهقي قرأ على السيد قطعة كبيرة من ديوان شعره وأجاز له رواية جميعه في ذي القعدة سنة 403.
22 - أبو الحسن محمد بن محمد البصري أجاز له رواية كتبه وتآليفه في شعبان سنة 417.
علم الهدى والمعرى
قال أبو الحسن العمري في (المجدي): اجتمعت بالشريف المرتضى سنة 425 ببغداد فرأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء، وحضر مجلسه أبو العلاء المعري ذات يوم فجرى ذكر أبي الطيب المتنبي فنقصه الشريف وعاب بعض أشعاره فقال أبو العلاء: لو لم يكن لأبي الطيب المتنبي إلا قوله: لك يا منازل في القلوب منازل. لكفاه. فغضب
____________
(1) الباء إشارة إلى بحار الأنوار للعلامة المجلسي.
أعلمتم ما أراد الأعمى؟! إنما أراد قوله:
قال الطبرسي في الاحتجاج: دخل أبو العلاء المعري الدهري على السيد المرتضى قدس الله سره فقال له: أيها السيد ما قولك في الكل؟ فقال السيد: ما قولك في الجزء؟ فقال: ما قولك في الشعرى؟ فقال: ما قولك في التدوير؟ قال: ما قولك في عدم الانتهاء؟ فقال: ما قولك في التحيز والناعورة؟ فقال: ما قولك في السبع؟ فقال: ما قولك في الزايد البري من السبع؟ فقال: ما قولك في الأربع فقال: ما قولك في الواحد والاثنين؟ فقال: ما قولك في المؤثر؟ فقال: ما قولك في المؤثرات؟ فقال: ما قولك في النحسين؟ فقال: ما قولك في السعدين؟ فبهت أبو العلاء. فقال السيد المرتضى رضي الله عنه عند ذلك ألا كل ملحد ملهد. وقال أبو العلاء: أخذته من كتاب الله عز وجل: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم. وقام وخرج.
فقال السيد رضي الله عنه: قد غاب عنا الرجل وبعد هذا لا يرانا. فسئل السيد عن شرح هذه الرموز والاشارات فقال: سئلني عن الكل وعنده الكل قديم ويشير بذلك إلى عالم سماء العالم الكبير فقال لي: ما قولك فيه؟ أراد أنه قديم فأجبته عن ذلك وقلت له: ما قولك في الجزء؟ لأن عندهم الجزء محدث وهو المتولد عن العالم الكبير وهذا الجزء هو العالم الصغير عندهم، وكان مرادي بذلك أنه إذا صح أن هذا العالم محدث فذلك الذي أشار إليه إن صح فهو محدث أيضا، لأن هذا من جنسه على زعمه والشئ الواحد والجنس الواحد لا يكون بعضه قديما وبعضه محدثا فسكت لما سمع ما قلته.
وأما الشعرى أراد أنها ليست من الكواكب السيارة لأنه قديم، فقلت له: ما قولك في التدوير؟ أردت أن الفلك في التدوير والدورات فالشعرى لا يقدح في ذلك.
وأما عدم الانتهاء أراد بذلك أن العالم لا ينتهي لأنه قديم فقلت له: قد صح عندي التحيز والتدوير وكلاهما يدلان على الانتهاء.
وإما الأربع أراد بها الطبايع فقلت له: ما قولك في الطبيعة الواحدة النارية يتولد منها الدابة بجلدها تمس الأيدي ثم تطرح ذلك الجلد على النار فيحترق الزهومات ويبقى الجلد صحيحا لأن الدابة خلقها الله على طبيعة النار والنار لا تحترق النار والثلج أيضا يتولد فيه الديدان وهو على طبيعة واحدة، والماء في البحر على طبيعتين يتولد عنه السموك والضفادع والحيات والسلاحف وغيرها وعنده لا يحصل الحيوان إلا بالأربع فهذا مناقض لهذا.
وأما المؤثر أراد به الزحل فقلت له: ما قولك في المؤثرات أردت. بذلك إن المؤثرات كلهن عنده مؤثرات فالمؤثر القديم كيف يكون مؤثرا.
وأما النحسين أراد بهما أنهما من النجوم السيارة إذا اجتمعا يخرج من بينهما سعدا، فقلت له: ما قولك في السعد بن إذا اجتمعا خرج من بينهما نحس؟ هذا حكم أبطله الله تعالى ليعلم الناظر أن الأحكام لا تتعلق بالمسخرات لأن الشاهد يشهد على أن العسل والسكر إذا اجتمعا لا يحصل منهما الحنظل والعلقم، والحنظل والعلقم إذا اجتمعا لا يحصل منهما الدبس والسكر، هذا دليل علي بطلان قولهم.
وأما قولي: الأكل الملحد ملهد. أردت أن كل مشرك ظالم لأن في اللغة ألحد الرجل عن الدين إذا عدل عن الدين، وألهد إذا ظلم. فعلم أبو العلاء ذلك و وأخبرني عن علمه بذلك فقرء: يا بني لا تشرك بالله. الآية.
وقيل: إن المعري لما خرج من العراق سئل عن السيد المرتضى [رض] فقال
____________