الصفحة 35
أيقول الغر فيه بعد هذا:        لست أدري
أقبلت فاطمة حاملة خير جنين
جاء مخلوقا بنور القدس لا الماء المهين
وتردى منظر اللاهوت بين العالمين
كيف قد أودع في جنب وصدر؟        لست أدري
أقبلت تدعو وقد جاء بها داء المخاض
نحو جذع النخل من ألطاف ذي اللطف المفاض
فدعت خالقها الباري بأحشاء مراض
كيف ضجت؟ كيف عجت؟ كيف ناحت؟        لست أدري
لست أدري غير أن البيت قد رد الجواب
بابتسام في جدار البيت أضحى منه باب
دخلت فانجاب فيه البشر عن محض اللباب
إنما أدري بهذا غير هذا        لست أدري
كيف أدري وهو سر فيه قد حار العقول
حادث في اليوم لكن لم يزل أصل الأصول
مظهر لله لكن لا اتحاد لا حلول
غاية الادارك أن أدري بأني        لست أدري
ولد الطهر " علي " من تسامى في علاه؟
فاهتدى فيه فريق وفريق فيه تاه
ضل أقوام فظنوا: إنه حقا إله
أم جنون العشق هذا لا يجازى؟        لست أدري

ونظمها الشاعر المفلق الأستاذ المسيحي " بولس سلامة " في أول ملحمته العربية " عيد الغدير " فقال في ص 56:

سمع الليل في الظلام المديد * همسة مثل أنه المفقود
من خفي الآلام والكبت فيها * ومن البشر والرجاء السعيد


الصفحة 36

حرة لزها المخاض فلاذت * بستار البيت العتيق الوطيد
كعبة الله في الشدائد ترجى * فهي جسر العبيد للمعبود
5 لا نساء ولا قوابل حفت * بابنة المجد والعلى والجود
يذر الفقر أشرف الناس فرادا * والغني الخليج غير فريد
أينما سار واكبته جباه * وظهور مخلوقة للسجود
صبرت فاطم على الضيم حتى * لهث الليل لهثة المكدود
وإذا نجمة من الأفق خفت * تطعن الليل بالشعاع الجديد
10 وتدانت من الحطيم وقرت * وتدلت تدلي العنقود
تسكب الضوء في الأثير دفيقا * فعلى الأرض وابل من سعود
واستفاق الحمام يسجع سجعا * فتهش الأركان للتغريد
بسم المسجد الحرام حبورا * وتنادت حجاره للنشيد
كان فجران ذلك اليوم فجر * لنهار وآخر للوليد
15 هالت الأم صرخة جال فيها * بعض شئ من همهمات الأسود
دعت الشبل حيدرا وتمنت * وأكبت على الرجاء المديد
- أسدا - سمت ابنها كأبيها * لبدة الجد اهديت للحفيد
بل - عليا - ندعوه قال أبوه * فاستقز السماء للتأكيد
ذلك اسم تناقلته الفيافي * ورواه الجلمود للجلمود
20 يهرم الدهر وهو كالصبح باق * كل يوم يأتي بفجر جديد

* (الشاعر) *

السيد عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن أبي نصر الحسيني السريجي الأوالي.

ترجمة العلامة السماوي في (الطليعة من شعراء الشيعة) فقال: كان فاضلا أديبا جامعا، وشاعرا ظريفا بارعا، توفي في البصرة سنة 750 تقريبا.


الصفحة 37

68
صفي الدين الحلي

المولود: 677
المتوفى: 752


خمدت لفضل ولادك النيران * وانشق من فرح بك الايوان
وتزلزل النادي وأوجس خيفة * من هول رؤياه أنو شروان
فتأول الرؤيا سطيح (1) وبشرت * بظهورك الرهبان والكهان
وعليك رميا وشعيا أثنيا * وهما وحزقيل لفضلك دانوا (2)
بفضائل شهدت بهن الصحف * والتوراة والانجيل والفرقان 5
فوضعت لله المهيمن ساجدا * واستبشرت بظهورك الأكوان
متكملا لم تنقطع لك سرة * شرفا ولم يطلق عليك ختان (3)
فرأت قصور الشام آمنة وقد * وضعتك لا تخفى لها أركان (4)
وأتت حليمة وهي تنظر في ابنها (5) سرا تحار لوصفه الأذهان

____________

(1) توجد قصة الرؤيا وتأويل سطيح إياها في كتب السير النبوية ودلائلها ومعاجم التاريخ، وسطيح هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسان.

(2) أرميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب من أنبياء بني إسرائيل، شعيا بن امصيا ممن بشر بالنبي الأعظم من أنبياء بني إسرائيل، حزقيل بن بوذي ابن العجوز، الذي دعا الله فأحيا الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله: موتورا.

(3) أشار إلى ما أخرجه الحفاظ البيهقي والحاكم وابن عساكر وغيرهم من أنه صلى الله عليه وآله ولد مختونا مسرورا.

(4) يوجد حديث رؤية آمنة أم النبي الأعظم قصور النام حين وضعته صلى الله عليه وآله في تاريخ ابن كثير 2 ص 264.

(5) حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية مرضعة رسول الله أقام صلى الله عليه وآله عندها نحوا من أربع سنين " إمتاع الأسماع ص 27 "

الصفحة 38

وغدا ابن ذي يزن ببعثك مؤمنا (1) سرا ليشهد جدك الديان
شرح الإله الصدر منك لأربع (2) فرأى الملائك حولك الأخوان
وحييت في خمس بظل غمامة * لك في الهواجر جرمها صيوان
ومررت في سبع بدير فانحنى * منه الجدار وأسلم المطران
وكذاك في خمس وعشرين انثنى * نسطور منك وقلبه ملآن
حتى كملت الأربعين وأشرقت * شمس النبوة وانجلى التبيان 15
فرمت رجوم النيرات رجيمها * وتساقطت من خوفك الأوثان
والأرض فاحت بالسلام عليك * والأشجار والأحجار والكثبان
وأتت مفاتيح الكنوز بأسرها * فنهاك عنها الزهد والعرفان
ونظرت خلفك كالإمام بخاتم * أضحى لديه الشك وهو عيان
وغدت لك الأرض البسيطة مسجدا * فالكل منها للصلاة مكان 20
ونصرت بالرعب الشديد على العدى * ولك الملائك في الوغى أعوان
وسعى إليك فتى (3) سلام مسلما * طوعا وجاء مسلما سلمان
وغدت تكلمك الأباعر والظبى * والضب والثعبان والسرحان
والجزع حن إلى علاك مسلما * وببطن كفك سبح الصوان (4)
وهوى إليك العذق ثم رددته * في نخلة تزهى به وتزان 25
والدوحتان وقد دعوت فاقبلا * حتى تلاقت منهما الأغصان
وشكا إليك الجيش من ظمأ به * فتفجرت بالماء منك بنان
ورددت عين قتادة من بعد ما * ذهبت فلم ينظر بها إنسان
وحكى ذراع الشاة مودع سمه * حتى كأن العضو منه لسان

____________

(1) سيف بن ذي يزن الحميري له بشارة بالنبي الأعظم أخرج حديثها الحافظ أبو بكر الخرائطي في كتابه " هواتف الجان " وحكى عنه جمع من الحفاظ والمؤرخين في تآليفهم.

(2) في هذا البيت وما يليه من الأبيات إشارة إلى قضايا من دلائل النبوة توجد جمعاء في كتب الدلائل والسيرة النبوية ومعاجم التاريخ.

(3) هو عبد الله بن سلام يوجد حديث إسلامه في سيرة ابن هشام 2 ص 138.

(4) الصوان جمع الصوانة: حجر شديد يقدح به.

الصفحة 39

30 وعرجت في ظهر البراق مجاوز * السبع الطباق كما يشا الرحمن
والبدر شق وأشرقت شمس الضحى * بعد الغروب وما بها نقصان
وفضيلة شهد الأنام بحقها * لا يستطيع جحودها الانسان
في الأرض ظل الله كنت ولم يلح * في الشمس ظلك إن حواك مكان
نسخت بمظهرك المظاهر بعد ما * نسخت بملة دينك الأديان
35 وعلى نبوتك المعظم قدرها * قام الدليل وأوضح البرهان
وبك استغاث الأنبياء جميعهم * عند الشدايد ربهم ليعانوا
أخذ الإله لك العهود عليهم * من قبل ما سمحت بك الأزمان
وبك استغاث الله آدم عندما * نسب الخلاف إليه والعصيان
وبك التجا نوح وقد ماجت به * دسر السفينة إذ طغى الطوفان
40 وبك اغتدى أيوب يسأل ربه * كشف البلاء فزالت الأحزان
وبك الخليل دعا الإله فلم يخف * نمرود إذ شبت له النيران
وبك اغتدى في السجن يوسف سائلا رب العباد وقلبه حيران
وبك الكليم غداة خاطب ربه * سأل القبول فعمه الاحسان
وبك المسيح دعا فأحيا ربه * ميتا وقد بليت به الأكفان
45 وبك استبان الحق بعد خفائه * حتى أطاعك إنسها والجان
ولو أنني وفيت وصفك حقه * فني الكلام وضاقت الأوزان
فعليك من رب السلام سلامه * والفضل والبركات والرضوان
وعلى صراط الحق آلك كلما * هب النسيم ومالت الأغصان
وعلى ابن عمك وارث العلم الذي * ذلت لسطوة بأسه الشجعان
50 وأخيك في يوم (الغدير) وقد بدى * نور الهدى وتآخت الأقران
وعلى صحابتك الذين تتبعوا * طرق الهدى فهداهم الرحمان
وشروا بسعيهم الجنان وقد دروا * إن النفوس لبيعها أثمان
يا خاتم الرسل الكرام وفاتح اك - نعم الجسام ومن له الاحسان
أشكو إليك ذنوب نفس هفوها * طبع عليه ركب الانسان


الصفحة 40

55 فاشفع لعبد شانه عصيانه * إن العبيد يشينها العصيان
فلك الشفاعة في محبكم إذا * نصب الصراط وعلق الميزان
فلقد تعرض للاجازة طامعا * في أن يكون جزاؤه الغفران (1)

وله قوله (2):

توال " عليا " وأبناؤه * تفز في المعاد وأهواله
إمام له عقد يوم الغدير * بنص " النبي " وأقواله
له في التشهد بعد الصلاة * مقام يخبر عن حاله
فهل بعد ذكر إله السما * وذكر النبي سوى آله؟

* (الشاعر) *

صفي الدين عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي قاسم بن أحمد بن نصر بن عبد العزيز ابن سرايا بن باقي بن عبد الله بن العريض الحلي الطائي السنبسي (من بني سنبس بطن من طي).

كان في الطراز الأول من شعراء لغة الضاد، فاق شعره بجزالة اللفظ، ورقة المعنى، وأشف بحسن الأسلوب والانسجام، وقد تفنن بمحاولة المحسنات اللفظية مع المحافظة على المزايا المعنوية، فجاء مقدما في فنون الشعر، إماما من أئمة الأدب كما أنه كان معدودا من علماء الشيعة المشاركين في الفنون.

في " مجالس المؤمنين " ص 471 عن بعض تآليف صاحب " القاموس " مجد الدين الفيروز آبادي الشافعي أنه قال: اجتمعت سنة 747 بالأديب الشاعر صفي الدين بمدينة بغداد فرأيته شيخا كبيرا وله قدرة تامة على النظم والنثر، وخبرة بعلوم العربية والشعر، فقرضه أرق من سحر النسيم، وأورق من المحيا الوسيم، وكان شيعيا قحا، ومن رأى صورته لا يظن أنه ينظم ذلك الشعر الذي هو كالدر في الأصداف.

وقال ابن حجر في " الدرر الكامنة " ج 2 ص 369: تعاني الأدب فمهر في فنون الشعر كلها، وتعلم المعاني والبيان وصنف فيهما، وتعاني التجارة فكان يرحل إلى الشام

____________

(1) توجد في ديوانه ص 47 وفي طبعة 52 يمدح بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله.

(2) توجد في ديوانه ص 52 وفي طبعة أخرى 58.

الصفحة 41
ومصر وماردين وغيرها في التجارة ثم يرجع إلى بلاده وفي غضون ذلك يمدح الملوك والأعيان وانقطع مدة إلى ملوك ماردين وله في مدائحهم الغرر، وامتدح الناصر محمد بن قلاون، والمؤيد إسماعيل بحماة. وكان يتهم بالرفض وفي شعره ما يشعر به، و كان مع ذلك يتنصل بلسان قاله وهو في أشعاره موجود وإن كان فيها ما يناقض ذلك، وأول ما دخل القاهرة سنة بضع وعشرين، فمدح علاء الدين ابن الأثير فأقبل عليه وأوصله إلى السلطان واجتمع بابن سيد الناس وأبي حيان وفضلاء ذلك العصر، فاعترفوا بفضائله، وكان الصدر شمس الدين عبد اللطيف.. يعتقدانه ما نظم الشعر أحد مثله مطلقا، وديوان شعره مشهور يشتمل على فنون كثيرة، وبديعية مشهورة وكذا شرحها وذكر فيه أنه استمد من مائة وأربعين كتابا.

قال الأميني: وممن اجتمع المترجم به الصفدي سنة 731 يروي عن المترجم في الوافي بالوفيات، وأخذ العلم عن شيخنا المحقق نجم الدين الحلي، وأخذ عنه الشريف النسابة تاج الدين ابن معية.

م - قولنا: وأخذ العلم عن شيخنا المحقق. إلخ. أخذناه من " أمل الآمل " و تبعه في ذلك جل من ترجم شاعرنا صفي الدين نظراء صاحب الروضات، وأعيان الشيعة وشيخا القمي، وهذا لا يصح جدا لأن شيخنا المحقق نجم الدين توفي سنة 676، وصفي الدين الحلي ولد 677 بعد وفاة الشيخ بسنة، وصفي الدين الذي تلمذ لشيخنا المحقق هو صفي الدين محمد بن الشيخ نجيب الدين يحيى وهو الذي كان من مشايخ السيد تاج الدين ابن معية كما في معاجم التراجم).

بالغ في الثناء عليه الكتبي في فوات الوفيات ج 1 ص 279 وذكر كثيرا من شعره، وترجمة القاضي التستري في مجالس المؤمنين ص 470، وشيخنا الحر العاملي في أمل الآمل، وابن أبي شبانة في تتميم الأمل، والسيد اليماني في نسمة السحر، والشوكاني في البدر الطالع 1 ص 358، وفريد وجدي في دائرة المعارف 5 ص 525، وصاحب رياض العلماء، والسيد الزنوزي في رياض الجنة. والسيد صاحب الروضات ص 422، والزركلي في الأعلام 2 ص 525، ومؤلف تاريخ آداب اللغة العربية 3 ص 128.

وكل من هؤلاء وصفه بما هو أهله من جمل المدح وعقود الاطراء ونسائج الحمد

الصفحة 42
وأفرد العلامة الشيخ محمد علي الشهير بالشيخ علي الحزين المتوفى ببنارس الهند سنة 1181 تأليفا في أخباره ونوادر شعره.

آثاره ومآثره:

1 - منظومة في علم العروض. ذكرها له صاحب رياض العلماء.

2 - العاطل الحالي، رسالة في الزجل والموالي.

3 - الخدمة الجليلة، رسالة في وصف الصيد بالبندق.

4 - درر النحور في مدائح الملك المنصور، وهي القصائد " الارتقيات " تحوي 29 قصيدة مرتبة على حروف المعجم، وأول أبياتها كآخرها من الحروف، وكل قصيدة منها 29 بيتا.

5 - ديوان شعره. قال الكتبي في الفوات: إنه دون شعره في ثلث مجلدات و كله جيد. والمطبوع مجلد واحد ولعله بعض شعره أو ديوانه الصغير الذي ذكره له بعض المتأخرين من المؤلفين بعد ذكر ديوان كبير له.

6 - رسالة الدار عن محاورات الفار.

7 - الرسالة المهملة كتبها إلى الملك الناصر محمد بن قلاون سنة 723.

8 - الرسالة الثومية أنشأها بماردين سنة 700.

9 - الكافية، هي بديعيته الشهيرة الحاوية لمائة وواحد وخمسين نوعا من محاسن البديع في 145 بيتا في بحر (البسيط) يمدح بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله طبعت في ديوانه مستهلها.

إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم * وأقر السلام على عرب بذي سلم

م - شرحها ابن زاكور أبو عبد الله محمد بن قاسم بن زاكور الفاسي المالكي المتوفى 1120).

10 - شرح الكافية المذكورة في مصر سنة 1316 وفي غير واحد من المعاجم:

إن له فضل السبق في نظم البديعية على من نظمها، غير أنا نقول: إن المترجم وإن أبدع في نظم بديعيته إلا أن السابق إليها هو أمين الدين علي بن عثمان بن علي بن سليمان الأربلي الشاعر الصوفي المتوفى 670، المترجم في الوافي بالوفيات، وله فضل السبق كما

الصفحة 43
ذكره السيد علي خان في (أنوار البديع) وذكر قصيدته، والبقية ممن نظم محاسن البديع ببديعية تبع في ذلك لهذين الشاعرين منهم:

1 - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي الهواري المالكي المتوفى 780، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره في هذا الجزء. له البديعية الشهيرة ب " بديعية العميان " يمدح بها النبي الأعظم أولها:

بطيبة أنزل ويمم سيد الأمم.

عاصر المترجم وشرح بديعيته زميله الشاعر أبو جعفر أحمد بن يوسف البصير الألبيري المعروف بالأعمى الطليطلي المتوفى 779.

2 - الشيخ عز الدين علي بن الحسين بن علي بن أبي بكر محمد بن أبي الخير الموصلي المتوفى 789 له بديعية مطلعها.

براعة تستهل الدمع في العلم * عبارة عن نداء المفرد العلم

وله شرحها الموسوم (التوصل بالبديع إلى التوسل بالشفيع).

3 - الشيخ وجيه الدين اليمني المتوفى سنة 800 له بديعية كما في علم الأدب ج 1 ص 244.

م 4 - شرف الدين عيسى بن حجاج السعدي المصري الحنبلي المعروف بعويس العالية (1) المتوفى 807 له بديعية في مدح النبي الأعظم كما في شذرات الذهب 7 ص 71، مطلعها:

سل ما حوى القلب في سلمى من العبر * فكلما خطرت أمسى على خطر

م 5 - السيد جمال الدين عبد الهادي بن إبراهيم الحسيني الصنعاني اليماني الزيدي المتوفى 822 كما في إيضاح المكنون ذيل كشف الظنون 1 ص 173 مطلعها:

سرى طيف ليلي فابتهجت به وجدا

6 - الأديب شعبان بن محمد القرشي المصري المتوفى 828، له بديعية ذكرها له صاحب " كشف الظنون " ج 1 ص 191.

7 - شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقري اليمني المتوفى 837، له بديعية

____________

(1) سمي به لأنه كان عالية في لعب الشطرنج

الصفحة 44
وشرحها كما في " كشف الظنون " 1 ص 191، وبغية الوعاة ص 193، وشذرات الذهب 7 ص 221.

8 - تقي الدين أبو بكر علي بن عبد الله الحموي المعروف بابن حجة المتوفى 837، له بديعية يمدح بها النبي الأعظم سماها ب " التقديم " تشتمل على 136 نوعا في 141 بيتا وشرحها شرحا يسمى ب " خزانة الأدب " طبع في 571 صفحة. مطلعها.

لي في ابتدا مد حكم يا عرب ذي سلم * براعة تستهل الدمع في العلم

م 9 - ابن الخراط زين الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الحموي الشافعي المتوفى 840، له بديعية وشرحها " إيضاح المكنون 1 ص 173 ").

10 - الشيخ محمد المقري ابن الشيخ خليل الحلبي المتوفى 849، له بديعية أولها:

عجبي عراقي فعجبي نحو ذي سلم، واجنح لسكانها بالسلم والسلم

11 - الشيخ بدر الدين الحسن بن مخزون الطحان، له بديعية ذكرها له شيخنا الكفعمي في كتابه " فرج الكرب " وقال: إنها مخمسة لبديعية الشيخ صفي الدين " المترجم "

12 - الشيخ إبراهيم الكفعمي الحارثي، أحد شعراء الغدير الآتي ذكره في هذا الجزء، له بديعية وشرحها المعرب عن تضلعه في فنون الأدب، مستهلها:

إن جئت سلمى فسل من في خيامهم.

13 - جلال الدين أبو بكر السيوطي المولود 849 والمتوفى 911، له بديعية موسومة ب (نظم البديع في مدح خير الشفيع) وله شرحها أولها:

من العقيق ومن تذكار ذي سلم * براعة العين في استهلالها بدم

14 - الباعونية عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر بن خليفة الدمشقية الشافعية المتوفاة 922 (1) لها بديعية أولها:

في حسن مطلع أقمار بذي سلم * أصبحت في زمرة العشاق كالعلم

وشرحتها وأسمتها ب (الفتح المبين في مدح الأمين) طبعت بهامش (خزانة الأدب لابن حجة).

____________

(1) الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص 293.

الصفحة 45
15 - الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الحميدي المتوفى 1005، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الحادي عشر، له بديعية تسمى ب " تمليح البديع بمديح الشفيع " أولها:

رد ربع أسما وأسمى ما يرام رم * وحي حيا حواها معدن الكرم

عدد أنواعها 168، وعدد أبياتها 140، وتاريخ نظمها 992، أشار إلى كل ذلك بقوله:

جانوعه (مصلح) أبياته (منن) * أرخته (ناظما) للحاسب الفهم

توجد في ديوانه " الدر المنظم في مدح النبي الأعظم " المطبوع في مصر سنة 1322 في 149 صفحة.

م 16 - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحموي المكي الحنفي نزيل مصر المتوفى 1017، له بديعية كما في الايضاح (1 ص 173).

17 - السيد علي خان صاحب " سلافة العصر " المتوفى 1018 / 20، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره، له بديعية في 148 بيتا وله شرحها الدائر السائر الموسوم ب " أنوار الربيع " مطلعها:

حسن ابتدائي بذكرى جيرة الحرم * له براعة شوق يستهل دمي

18 - الشيخ عبد القادر بن محمد الطبري المكي الشافعي المتوفى 1032، له بديعية ذكرها له الشوكاني في " البدر الطالع " 1 ص 371 مستهلها:

حسن ابتداء مديحي حي ذي سلم * أبدى براعة الاستهلال في العلم

أسماها (علي الحجة بتأخير أبي بكر ابن حجة) وله شرحها.

19 - الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني المتوفى 1041، له بديعية مطلعها:

شارفت ذرعا فذر من مائها الشبم * وجزت نملي فنم لا خوف في الحرم

20 - الشيخ محمد بن عبد الحميد بن عبد القادر المعروف ب (حكيم زاده) له بديعية نظمها سنة 1059 مستهلها:

حسن ابتدائي بذكر البان والعلم * حلا لمطلع أقمار بذي سلم

وله بديعية أخرى موسومة ب " اللمعة المحمدية في مدح خير البرية " أولها:


الصفحة 46

إن رمت صنعا فصن عن مدح غيرهم * يا قلب سرا وجهرا جوهر الكلم

وله شرحها الكبير المخطوط في 338 صحيفة يوجد عند العلامة السيد جعفر بحر العلوم في النجف الأشرف.

21 - الشيخ أبو الوفاء العرضي الحلبي، له بديعية يمدح بها النبي الأعظم ذكرها له الشيخ قاسم ابن البكرة چي في شرح بديعيته أولها:

براعتي في ابتدا مدحي بذى سلم * قد استهلت لدمع فاض كالعلم

22 - الشيخ عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني الحنفي النابلسي الدمشقي المولود سنة 1050 والمتوفى 1143، له بديعية يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وآله أولها:

يا منزل الركب بين البان والعلم * من سفح كاظمة حييت بالديم

وأرخها بقوله وهو آخر القصيدة:

وقلت للربع لما الفكر أرخها *: يا ربع قدتم مدحي سيد الأمم

وله شرحها الموسوم ب " نفحات الأزهار على نسمات الأسحار في مدح النبي المختار " طبع في 348 صحيفة، وله بديعية أخرى طبعت بهامش الشرح المذكور أولها:

يا حسن مطلع من أهوى بذي سلم * براعة الشوق في استهلالها ألمي

23 - الشيخ قاسم بن محمد البكرة چي الحلبي الحنفي المتوفى 1169، له بديعية في مدح النبي الأمين صلى الله عليه وآله أولها.

من حسن مطلع أهل البان والعلم * براعتي مستهل دمعها بدم

وله شرحها المطبوع الموسوم ب " حلية البديع في مدح النبي الشفيع " فرغ منه سنة 1148.

24 - السيد حسين بن مير رشيد الرضوي الهندي المتوفى 1156 له بديعية يمدح بها النبي وآله عليه وعليهم السلام توجد في ديوانه المخطوط في 143 بيتا مطلعها:

حي الحيا عهد أحباب بذي سلم * وملعب الحي بين البان والعلم

م 25 - الشيخ عبد الله بن يوسف بن عبد الله الحلبي المتوفى 1194، له بديعية و شرحها كما " في الايضاح " 1 ص 174).

26 - الخوري يوسف بن أرسانيوس بن إبراهيم المسيحي الفاخوري المولود سنة

الصفحة 47
1218 والمتوفى 1301، له بديعية يمدح بها النبي المسيح عليه السلام تشتمل على مائة وثمانين نوعا مع التزام تسمية النوع أولها:

براعة المدح في نجم ضياه سمي * تهدى بمطلعها من عن سناه عمي

وآخرها:

واختم ختامي بأن أحظى بمطلعك الباهي بخدر السنى يا مرشد الأمم طبعت بتمامها في " علم الأدب " ج 1 ص 245.

27 - الشيخ عبد القادر الحسيني الأزهري الطرابلسي، له بديعية تسمى ب (ترجمان الضمير في مدح الهادي البشير) نظمها سنة 1308 طبعت في جريدة بيروت.

28 - الشيخ محمد بن عبد الله الضرير الأزهري المتوفى 1313، له بديعية مسماة ب (الغرر في أسانيد الأئمة الأربعة عشر) مطبوعة ذكرها له صاحب معجم المطبوعات.

29 - الشيخ أحمد بن صالح بن ناصر البحراني المولود 1254 والمتوفى 1315، له بديعية يمدح بها مولانا أمير المؤمنين عليه السلام توجد في ديوانه المطبوع الموسوم ب (المراثي الأحمدية) وله شرحها، مطلعها:

بديع مدح علي مذ علا قلمي * براعة تستهل الفيض من كلمي

30 - الشيخ محمد بن حمرة التستري الحلي الشهير بابن الملا المتوفى 1322 من شعراء الغدير يأتي ذكره، له بديعية يمدح بها النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله تمتاز البديعيات بأنواع من البديع.

31 - المولى داود بن الحاج قاضي الخراساني المعروف بملا باشي المتوفى حدود 1325 المترجم في " مطلع الشمس "، له بديعية شرحها ولده ميرزا فضل الله المتوفى أواخر سنة 1343، أسماه بأزهار الربيع.

32 - الشيخ طاهر بن صالح بن أحمد الجزائري الدمشقي المولود سنة 1268 والمتوفى سنة 1338، وله شرحها المطبوع بسوريا أولها:

بديع حسن بدور نحو ذي سلم * قد راقني ذكره في مطلع الكلم

33 - الشيخ محمد صالح بن ميرزا فضل الله المازندراني الحائري المولود سنة 1297، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر، له بديعية وله

الصفحة 48
شرحها مطلعها:

من حسن مطلع سلمى مستهل دمي * لله من دم ذي سلم بذي سلم

م 34 - الشيخ عبد الله محمد بن أبي بكر أحد شعراء العامة، له بديعية يمدح بها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عدد أبياتها مائة وتسع وثلاثون بيتا أولها:

يا عامل اليعملات الكوم في الأكم * بالعيس بالعيس عرج نحو ذي سلم

وآخر أبياتها:

صلى عليه إله العرش ما لمعت * بيض الكواعب في سود من الظلم

ذكرها برمتها سيدنا العلامة السيد أحمد العطار في كتابه " الرائق " في الجزء الثاني).

35 - الواردي المقري، له بديعية في مدح سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرها السيد أحمد العطار طاب ثراه في الجزء الثاني من كتابه " الرائق " عدد أبياتها 145 أولها:

إن زرت سلمى فسل ما حل بالعلم * وحي سلعا وسل عن حي ذي سلم

ويقول في آخرها:

وآله وهم الآل الهداة ومن * بهل أتى قد أتى تنكيت مدحهم
آل الرسول وأعلام الأصول وآمال الوصول وأهل الحلم والكرم
مطهرون زكوا فرعا وأصلهم * السامي " علي " سما من نور جدهم
جادوا وجالوا وطالوا في الفخار فهم * سحب وقضب وشهب في علائهم
هم صدور مقامات العلى فلذا * تطأطأت وغدت مأوى نعالهم
هم الرجال رجال الله فضلهم * لم يحص إن يحص يوما فضل غيرهم
خير الورى سادة الدنيا وخيرهم * طه النبي وكل في ذرى النعم
باعوا بنصرهم الدين النفيس نفوسهم وكم بذلوها بذل زادهم
خضر مرابعهم حمر صوارمهم * بيض وجوههم غر ذووا شمم
كفو العتاة كما كفوا العناة عطا * بالنبل والنيل في كر وفي كرم
صالوا وكم وخزوا بالسمر يوم وغا * صدرا ونهدا وكم أكبوه في الصدم
منزهون عن الأرجاس أنفسهم * من مثلها نقلت في أنفس الرحم
والصحب صحب رسول الله ما القمر * السامي بأحسن مرأى من وقارهم


الصفحة 49

لا عيب فيهم بوصف غير أنهم * قد أرخصوا بالتقى غالي نفوسهم
يا أبهج الخلق في خلق وفي خلق * وفي فخار وفي حكم وفي حكم
ومن إذا طال ذنبي فامتدحت له * نجوت فالمدح ذخري فالولا عصمي
كن شافعي مالكي يا أحمد! بغد * وانقذ حنيف هوى من زلة القدم
هذا مديحي بالتقصير معترفا * فاقبله مني ودع من لام بالندم
ففي الحديث اندماج من يقل بكم * بيتا فبيت علاه جنة النعم
فامنن علي بفضل في قبولكم * من غير طرد وأنتم معدن الكرم
وأنت تعلم ما يبغي محبك في * غد ومثلك لم يحتج إلى كلمي
فلا ترد يدي حاشاك خائبة * وارحم فديتك عبدا في حماك حمي
بيان مدحك في فن البديع له * دقيق معنى به نطقي زكى وفمي
وقد جعلت بحمد الله ساعة دنيا العمر طاعة مدح فيك منتظم
فاصفح وإن تصفح الصفح الجميل فلن * يضيق جاهك عند الله في جرمي
وفيك إن فاز كعب يوم بردته * ففي غد منك ألقى خير مغتنمي
ومطلب " الواردي المقري " ري ظما * وهل سواك مغيث في غد لظمي؟
فخذ بديع مديح في علاك حلا * عن حسن مبتدئ في حسن مختتم)

ولادته ووفاته

أطبقت المعاجم على أن المترجم " الصفي " ولد في 5 ربيع الآخر سنة 677 (1) وعلى أنه توفي ببغداد غير أن الخلاف في تاريخ وفاته بين سنة 750 و 752 فأرخها بكل فريق وتردد جميع بينهما، والمصدر الوحيد (على ما أحسب) على القول الأول هو زين الدين طاهر ابن حبيب، وعلى الثاني هو الصفدي والله العالم.

م كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي: إن الذي أرخ صفي الدين الحلي من بني حبيب الحلبيين هو " بدر الدين حسن بن زين الدين عمر بن حبيب المتوفى

____________

(1) كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي، إن ابن تغرى بردى ذكر في كتابه " المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي " نقلا عن تاريخ العلامة البرزالي إنه سأل المترجم له عن مولده فقال: في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وستمائة.

الصفحة 50
سنة 779 " ذكره في " درة الأسلاك في دولة الأتراك " في وفيات سنة 750، ولعله ذكره أيضا في تاريخه الثاني " تاريخ الملوك، الذي أنهاه بسنة وفاته 679، وقد ذيل عليه ابنه زين الدين طاهر المتوفى سنة 808، ومن المعلوم إن وفاة صفي الدين الحلي داخلة في تاريخ بدر الدين ابن حبيب لا في ذيل ابنه، ثم إن الوارد في " الدرر الكامنة " على وجهين هما: زين الدين ابن حبيب في المتن. وابن رجب في إحدى النسخ، والثاني ممكن أن يكون صحيحا، لأن زين الدين ابن رجب ترجم لعشرات أمثال صفي الدين الحلي في مشيخته إن كانوا شيوخا له، وفي طبقات الحنابلة إن كانوا حنابلة.

وقد ترجم ابن قاضي شهبة صفي الدين الحلي في " ذيل تاريخ الذهبي " ولم يقتصر الصفدي على ترجمته في الوافي بالوفيات بل ترجمه أيضا في " أعيان العصر وأعوان النصر " ومن كلتا الترجمتين نقل ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات. وكتب نجم الدين سعيد بن عبد الله الدهلي الحافظ المؤرخ جزءا لطيفا في ترجمة صفي الدين الحلي، ونقل منه ابن قاضي شهبة في ذيل تاريخ الذهبي المذكور، وتوفي في سنة وفاته 749 وهي سنة الطاعون العامة التي مات فيها كثير من الأعيان وغيرهم.)

ومن شعر المترجم قوله وقد أجاب به قصيدة ابن المعتز العباسي التي مستهلها:

ألا من لعين وتسكابها * تشكى القذا وبكاها بها
ترامت بنا حادثات الزمان * ترامى القسي بنشابها
ويا رب ألسنة كالسيوف * تقطع أرقاب أصحابها

ويقول فيها:

ونحن ورثنا ثياب النبي * فكم تجذبون بأهدابها
لكم رحم يا بني بنته * ولكن بنو العم أولى بها

ومنها:

قتلنا أمية في دارها * ونحن أحق بأسلابها
إذا ما دنوتم تلقيتم * زبورنا أقرت بجلابها

فأجابه الصفي المترجم بقوله:

ألا قل لشر عبيد الإله * وطاغي قريش وكذابها