قيل له السنة والكتابُ | وقد يزيل الباطلُ الصوابُ |
أما سمعت الله في كتابه | ان كنت تتلوه على صوابه |
يأمر فيه الناس بالوصايا | ان تركوا خيراً من العطايا |
وأنه شدد فيها إذ أمر | حتى أباح في الوصايا في السفر |
إلى آخر ما ذكره بشأن وجوب الوصية ثم يذكر الرد على من زعم أن النبي (صلى الله عليه وآله)انما أوصى إلى علي بماله وأهله ولم يوصه بأمته:
يقال للقائل أن المرتضى | لم يوصى بالأمة لما أن مضى |
قولك لم يوص بها محالُ | لأنه لا تقبلُ الأقوال |
في قول أهل العلم أجميعنا | ممن نفى الاشياء أن تكونا |
لأنه في حالة المعاندِ | وانما يقبل قول الشاهدِ |
فيما يقول انه قد كانا | سمعه أو رآه عيانا |
وسترى ذلك في كتابي | فيما ترى من مثيل الابواب |
بما روى التثبت عن الثقات | من طرق شتى ومن جهات |
من أنه أوصى بها فسلم | لعلم من علم مالم تعلم |
ان كنت للصواب ذا اعتراف | وفي الناظرات ذا انصاف |
وهذه السبيل والمحجة | في قولكم إذا أردتم حجه |
وكيف أطلقتم على نبيكم | مالا يجوز عندكم لغيكم |
من أنه أوصى بمال وولد | وترك الأمة بعده بدد |
بغير راع بعده يرعاها | يدفع عن بيضتها عداها |
إلى أخر الابيات ثم يذكر اجماع الناس على أنه لابد من إمام:
أن يعزى إلى الإسلام | بأنه لابد من امام |
يجمع ألفة الجميع منهم | ويدفع الاعداء طراً عنهم |
وينفذ الاحكام للخصوم | ويقمع الظالم للمظلوم |
وهو يقيم الحج والحدودا | وينصب الجهاد والجنودا |
ويصلح السبل والبلادا | ويقطع البدع والفسادا |
ويقسم ألفيء على المقاتلة | والصدقات في الوجوه الكاملة |
وهو يقيم لهم الصلاتا | ويقبض الجزية والزكاتا |
وكلما اليه قد يحتاجوا | ولو أضاعوا أمره لماجوا |
إلى آخر الأبيات.
ثم يذكر اختلاف الناس في صفة القائم بعد النبي (صلى الله عليه وآله)
أجمع اصحاب النهى والطيشِ | أن الإمام العدل من قريشِ |
وانه لابد فيما وصفوا | من نصبه ضرورة واختلفوا |
في نعته ووصفه أفراقا | أربعة وافترقوا افتراقا |
إلى آخر ابياته.
جماع أصل ما تقول الشيعة | في صفة القائم بالشريعة |
بأنه في صفة الرسول | وليس للرسول من عديل |
لكنه اقدمهم اسلاما | يكون بعد المصطفى إن قاما |
أعلمهم بما يراد علما | واعظم الناس تقى وحلما |
وورعاً وعفة وسابقة | ونية في الصالحات صادقة |
وأكثر الأمة في الجهاد | عناً وفي الانفاق والاعداد |
أقربهم من النبي قربا | وطاعة لأمره وحبا |
وأزهر الناس وأعلاهم تقى | وأحسن الناس رواً وخلقا |
هذا الذي قد أصلّوا في صفته | وسوف أحكي بعد في معرفته |
إلى آخر أبياته.
في ذكر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)
لما توفى الله جل عبده | اليه واختار له ما عنده |
محمداً صلى عليه ربهُ | تنازع الأمرة قالوا صحبهُ |
وهو مسجى بينهم طريحُ | لم يكتنفه عنهم الضريح |
وأهل بيته ومن توالى | اليهم لفقده نكالى |
قد شغلتهم مفجعات فقده | عن الذي قد أبرموا من بعده |
وكان قد أنام فيمن خلّقا | وصيه عليهم مستخلفا |
وأخذ العهد على الجماعة | منهم على السمع له والطاعة |
في غير مشهد على ما سمي | وقد روى ما كان يوم خمِّ |
جماعة الناس وسوف آتى | بما حكوه بعد في صفاتي |
وكان لما أن رأى حِمامَه | قاربه دعى لهم أسامه |
ثم دعى الذين كان يحذر | منهم أبو بكر ومنهم عمر |
فقال قد جعلت هذا واليا | عليكم فاستمعوا مقاليا |
وقد بعثته فلا تخلّفوا | عن بعثه وقال فيما وصفوا |
فلعن الله جميع من لَبِثْ | عن بعثه ممن إليه قد بُعث |
فعندما سار بهم وبرزوا | جاءتهم وفاتُه فانحجزوا |
عن بعثهم قيل وعن أميرهم | وانصرفوا إلى خلال دورهم |
واهتبلوا الفرصة لما أبصروا | شُغل الوصي بالنبي يكثر |
وحزنه عليه واهتمامه | بما دهاه منه واغتمامه |
فقصدوا جماعة الانصار | وهم مع الكثرة أهل الدار |
فاجتمع الجميع في سقيفة | عند بني ساعدة معروفة |
فجاءهم عتيق لاحتياله | باللين واللطف من مقاله |
فقال أنتم ثم قص فضلهم | وذكر الناس جميعاً فعلهم |
حتى إذا أرضاهم بلفظه | عاد إلى مراده من حظه |
فقال وجه الأمر أن تستخلفوا | عليكم خليفة فوصفوا |
سعداً فقال لا تكون الامرة | إلاّ لذي القربى وأهلِ الهجرة |
قالوا فمنكم رجل ومنّا | شريكه فقال ما سمعنا |
بشركة تكون في الامارة | لكننا نعطيكم الوزارة |
وهي لكم من أحسن الأمرين | وقد رضيت أحد الاثنين |
يعني أبا عبيدة أو عمرا | وبهما كان على القول اجترا |
وانما حمله فيما ذكر | بعضهم على قيامه عمر |
وكان ذاك بينهم أمراً عقد | فقصد إليه ممن قد شهد |
فبايعاه جهرةً وقالا | بل أنت خير من نراه حالا |
وقام منهم أهل قتلى بدر | وغيرها وأهل حقد الاسرِ |
فبايعوا وهم رؤوس قومهم | فبايع الناس له من يومهم |
إلاّ قليلا منهم قد علموا | ما كان من نبيهم فاعتصموا |
وقصدوا امامهم عليا | فقال لستم فاعلين شيئا |
قالوا بلى نفعلُ قال انطلقوا | من فوركم هذا فحلّقوا |
رؤوسكم كلكم لتُعرفوا | من بينهم بذلكم وانصرفوا |
إليَّ كيما أنصب القتالا | حتى يكون ربنا تعالى |
يحكم فيما بيننا بحكمه | ففشلوا لما رأوا من عزمه |
ولم يكن يأتيه إلاّ سبعة | واستحسن الباقون أخذ البيعة |
وكنت قد سميتهم فقالا | لست أرى عليكم قتالا |
لأنكم في قلةِ قليلة | ليس لكم بجمعهم من حيلة |
فجلسوا اليه حتى ينظروا | ماذا يرى في أمرهم ويأمر |
فجاءهم عمرُ في جماعة | إذ لم يروا لمن أقام طاعة |
حتى أتوا باب البتول فاطمة | وهي لهم قالية مصارمة |
فوقفت عن دونه تعذلهم | فكسر الباب لهم أو لهم |
فاقتحموا حجابها فعولت | فضربوها بينهم فأسقطت |
فسمع القول بذاك فابتدر | اليهم الزبير قالوا فعثر |
فبدر السيف اليهم فكُسِرْ | وأطبقوا على الزبير فأُسِر |
فخرج الوصي في باقيهم | إذ لم يروا دفاعهم ينجيهم |
فاكتنفوا ومضوا في ضيق | حتى أتوا بهم عتيق |
أكرم بأساد وليث غاب | سارت بهم نوابح الكلاب |
إلى ابن أوس بل إلى خنزيرِ | اعزز عليَّ ذاك من مسيرِ |
يا حسرةً من ذاك في فؤادي | كالنار يذكي حرُها اعتقادي |
وقتلهم فاطمة الزهراء | أضرم حر النار في أحشائي |
لأن في المشهور عند الناسِ | بأنها ماتت من النفاسِ |
وأمرت أن يدفنوها ليلا | وأن يعمّى قبرها لكي لا |
يحضرها منهم سوى ابن عمها | ورهطه ثم مضت بغمها |
صلى عليها ربها من ما فيه | وهي عن الأمةِ غير راضية |
فبايعوا كرهاً له تقيه | والله قد رخص للبرية |
لأنه الرؤوف بالعباد | في الكفر للكره بلا اعتقاد |
وقد أتى فيما روى عن شيعته | بأنه عاتبهم في بيعته(1) |
إلى آخر ارجوزته التي بلغت ألفين وثلاثمائة وخمسة وسبعين بيتاً.
____________
1- الاجوزة المختارة للقاضي النعمان بتحقيق وتعليق اسماعيل قربان حسين پونا والا معهد الدراسات الإسلامية جامعة مجيل، مونتريال كندا 1970. الطبعة الأولى.
طلائع
بن رزيك الملك الصالح
إذا كان منتصف القرن السادس الهجري قد حفل برجالاته المجددين كالمفيد الثاني ابن الشيخ الطوسي في الحوزة النجفية، والشيخ ابن زهرة ـ حمزة بن علي ـ في البلاد الشامية، فان مصر الفاطمية قد حفلت بنهضتها العلمية ـ الأدبية على يد وزيرها الصالح طلائع بن رُزيك.
اعتادت مهمة الحاكم السياسي أن تُقدّم في أولويات أعماله تثبيت دعائم ملكه إلاّ أن وزراة طلائع بن رزيك سعت إلى تثبيت معالم المدرسة الإمامية
كان طلائع بن رزيك في خضّم هذه الظروف يقدّم طروحاته العقائدية المبنية على أساس معالم المدرسة الامامية، وكانت مشاريعه الأدبية مسعى حثيثاً لاثبات معالم هذه المدرسة فقدّم ديوانه الحافل بقصائد الولاء ليتّرجم صحوة فكرية ملتزمة.
ولد الملك الصالح طلائع بن رزيك ستة 495 هـ ودخل مصر على اثر مقتل الخليفة الظافر الفاطمي الذي قتله وزيره عباس وأجلس ولده الفائز، فاستنجد الجند بالملك الصالح وطلبوا خلاصهم من الوزير فدخل طلائع مصر دون قتال وانهزم الوزير عباس واستقامت له الأمور.
أكد طلائع بن رزيك في مشروعه الأدبي مظلومية السيدة الزهراء (عليها السلام)فكانت احدى العناوين المهمة في قصائده الشعرية وأهم قضية عالجها مشروعه الأدبي، فكان شاهداً على الصحوة الفكرية لاتباع آل البيت (عليهم السلام)في تلك البلدان وشاهداً على الارتكاز العقائدي لمظلومية السيدة الزهراء (عليها السلام) في أذهان الأمة المصرية.
لولا قوامك يا قضيب البان | لم يحسن القضبان في الكثبان |
ولو أن ريقك لم يذقه ذائق | ما طاب طعم الماء للعطشان |
إلى أن يقول:
ما باهل المختار أهل خلافه | في دينه بفلانه وفلان |
كلا ولا صلى وتلك وغيرها | معه بجنح الليل في الاردان |
ما كان إلاّ المرتضى في المرط | بالاجماع والزهراء والسبطان |
أفخرتم (بالغار، لما حله معه | أمرؤ في صفه وأهان |
ونسيتم من بات فوق فراشه | متعرضاً لشفار كل يمان |
ما كانت (الشورى) التي قد لفقت | أخبارها بالزور والبهتان |
الا كيوم بالسقيفة شيدت | فيه مباني الظلم والعدوان |
يتمسكون لهم ببيعة فلتة | وبها نفضتم بيعة الرضوان |
ورويتم أن الوصي أجابهم | كرها ولم يقدر على العصيان |
والطهر فاطمة يُشال لبيتها | من أجلها قبس برأس سنان |
أفمنقذ لهم من النيران من حملوا | إلى ابنته لظى النيران(1) |
____________
1- ديوان طلائع بن رزيك الملك الصالح: طبعة إولى 1964 المكتبة الاهلية.
أوصى النبي اليه لا أحد | سواه في ـ خم ـ والاصحاب في علن |
فقال: هذا وصيي والخليفة من | بعدي وذو العلم بالمفروض والسنن |
قالوا: سمعنا فلما أن قضى غدروا | والطهر أحمد ما واروه في الجبن |
لم أقتفى فعله الثاني ودام على | الاغضاء عن حقه خوفاً من الفتن |
وجاء بالظلم والعدوان ثالثهم | والدين من فعلهم ذو مدمع هتن |
وعاد زوج البتول الطهر فاطمة | أخو النبي يرى في زي ممتهن |
وأظهروا الحقد في آل الرسول فما | تطوي جوانحهم إلاّ على أحنِ |
حتى لقد حملوهم في زمان بني | أمية فوق حد الصارم الخشن |
فالوجد مني لا يفني تضرمه | عليهم أبداً والدمع لم يخن |
أغريتموني بأن أبدي مقابحكم | وأن أردي اليكم أظهر الجنن |
يكفيكم أن أجزتم ظلم فاطمة | وقتلكم للحسين الطهر والحسن(1) |
إلى آخرها.
[11] ومن روائعه في مدح آل البيت (عليهم السلام).
أنا من شيعة الامام علي | حرب أعداءه وسلم الولي |
أنا من شيعة الإمام الذي ما | مال في عمره لفعل دني |
أنا عبد لصاحب الحوض ساقي | من توالى فيه بكأس روي |
أنا عبد لمن أبان لنا المشكل | فارتاض كل صعب أبي |
____________
1- ديوان طلائع بن رزيلا: 147.
والذي كبّرت ملائكة الله | له عند صرعة العامري |
الإمام الذي تخيره الله | بلا مرية أخا للنبي |
قسماً ما وقاه بالنفس لما | بات في الفرش عنه غير علي |
ولعمري إذ حل في يوم خم | لم يكن موصياً لغير الوصي |
ألمبرىّ من كل عيب وريب | والمسوي بغير نقص وعي |
فيه قد هداني الله للحق | فمالي ورأي كل غوي |
خفي الفضل في سواه وأما | فضله في الورى لغير خفي |
من تغابى عنه فمثلي عن الفضل | الشهير المبين غير غبي |
واتصالي به لدى الحرب أبدا | لي نصراً على الشجاع الكمي |
وإذا أظلمت خنادس خطب | كنت منه على رجاء مضي |
وأنا منذ كنت أسعى لساداتي | على منهج الصراط السوي |
يا ضعيف اليقين ان اعتقادي | في علي على يقين قوي |
أنا في القول لا أطيع غوياً | إذ مطيع الغوي نفس الغوي |
ذكر آل النبي عندي كالبشرى | وذكرى سواهم كالنعي |
قد جرى حبهم بجسمي كما إحتلـ | ت مجاري الرضاع جسم الصبي |
أنا أسخو بالمال لكن بديني | ان تأملتني فغير سخي |
في ولائي أبرى من الظالم الغا | شم فاسكن إلى ولي بري |
من دعاني إلى الأئمة أسرعت | إليه ولم أكن ببطي |
وإذا ما خيار قومي رضوا عني | لم أحتفل بغير رضي |
فاجتل الآن من نظام ابن رز | يك حلياً يفوق نظم الحلي |
وإذا أجديت خواطر قوم | فاحظ من خاطري بروض ندي |
خاطر تقرب المعاني عليه | ان دعاها من المكان القصي |
كلم تكسب المعاطف والتيجان | هزأ ان أنشدت في الندي(1) |
____________
1- ديوان طلائع بن رزيك: 171.
الشريف
قتادة بن إدريس بن مطاعن
اذا كانت لمكة الأدبية بقاياها الشعرية، فان قصيدة الشريف قتادة بن ادريس بقايا لهذا البريق الأدبي الخالد، واذا كانت الحركة الأدبية تعبيراً عن حركة فكرية معطاء تترجم شخصية الأمة وقتذاك، فان قصيدة الشريف قتادة قد ترجمت وجدانيات الأمة بهواجسها المريرة لتاريخ متخاذل.
جاءت القصيدة قراءة للحالة التاريخية المضطربة يوم تقاطعت الرؤى الفكرية وتشابكت التوجهات بعيد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) الى الرفيق الأعلى،
هكذا كانت قصيدة الشريف، حكاية للتاريخ الذي أودى بالثوابت الشرعية وخلاصة لمجريات حدث يتضخم يوماً بعد آخر ليُدخل في حوزته سلسلة الاحداث لتُحال الى تهميشات المتحفظين من ذوي التحرج السياسي، فتجعلها ركامات قصصية لأبواب تشريفية يفتتحها المؤرخ تقليداً أو يختتمها بوصاياه المحتشمة في التعرض للسلف الصالح، فتبريرات جاهزة تقدَّم على طاولات الاعتذار فان، الذي اخطأ له أجرٌ والذي أصاب له أجران، هكذا تُمحق الحقائق وتُزبرج الهالات القدسية المفتعلة الممنوحة إلى الوجودات المصونة التي لا يحق لأحد مناقشة تاريخ تحركاتها المضطربة، فالنقاش فيها خرق لثوابت التعظيم التي أضفته ظروف سياسية مفتعلة، والنزاع فيها تضعيف لوحدة الأمة، وهكذا تجابه الجهود التحقيقية في مثل هذه القضايا الهامة من تاريخ الأمة وتقزّم الاحداث الإسلامية الكبرى على انها حالات طارئة حدثت ثم انتهت فلا حاجة اذن في اعادة قرائتها،
قدّم الشريف قتادة إلى الدائرة الأدبية الشعرية هذه الرؤى، وجعل من قصيدته الرائعة مفردة ناضجة لمشروع ثقافي يلقي بظلاله على الاحداث الإسلامية بشكل متسلسل بديع، وقراءة راشدة متوازنة.
كانت مسألة الزهراء (عليها السلام) محور المشروع الثقافي هذا، فقرأ من خلالها تاريخ أمة، وأقرأ الأمة لتاريخها المضيّع وهويتها المفقودة.
[12] قال في رائعته الفاطمية:
ما لعيني قد غاب عنها كراها | وعراها من عبرة ما عراها |
ألدار نعمت فيها زمانا | ثم فارقتها فلا اغشاها |
ام لحي باتوا باقمار تم | يتجلى الدجى بضوء سناها |
ام لخود غريرة الطرف تهو | اني بصدق الوداد ام اهواها |