ثم أقامت الشهود كتبا | لها كتاباً شافياً وما أبى |
ثم رآها في طريقها عمر | فأخذ الكتاب منها وبقر |
قالت بقرتها الإله يبقر | يطنك فاستهون ذاك عمر |
فانظر إلى دعائها المجاب | ما دونه لله من حجاب |
وفاتها في صحبة الاثنين | ثالث شهر جاءها بالبين |
وهو جمادي الثان من بعد عشر | سنين من هجرة سيد البشر |
سببه قيل حضور الأجل | وقيل من ضربة ذاك الرجل(1) |
إذ سقطت لوقتها جنينها | ولم تزل تبدى له أنينها |
وقيل في حادي وعشري رجب | توفيت نجيبة المنتجب |
ودفنها ليلا له أسباب | وليس في ثبوته ارتياب(2) |
إلى آخر ارجوزته الشريفة.
____________
1- لا يعني من لفظه "قيل" تضعيفه للقول أو إشعاره بتردده أن شهادتها صلوات الله عليها كانت من ضربة الرجل، كيف وقد قال قبل قليل:
وأسقطت بمحسن يوم عمر | وفتحه الباب كما قد اشتهر |
ثم يأتي البيت الذي يتلو كلمة لفظة "قيل" قوله:
إذ سقطت لوقتها جنينها | ولم تزل تبدي له حنينها |
بل أكد أن الاسقاط هو قول المشهور وموافقته للمشهور غير خفية. فلاحظ.
2- تراجم أعلام النساء للعلامة الشيخ محمد حسين الاعلمي الحائري 2: 313 وما يعدها.
آية الله
الحجة السيد مهدي بحر العلوم
إذا كان المرء ينتسب الى قرن من الزمان، فان السيد بحر العلوم ينتسب اليه الزمان، وإذا كان أحد ينتسب إلى مدرسة تحقيقية تعريفاً، فان السيد بحر العلوم تنتسب اليه المدارس التحقيقية تخليداً.
في حدودِ العقد السادسِ من القرن الهجري الثاني عشر، ينهضُ السيد مهدي بحر العلوم بأعباء زعامةِ الحوزة العلمية، وفي خضمِّ مهامه القياديةِ يبعثُ النهضة العلمية النجفية لتُهيّمن بتجديداتها على كافة المدارس
كتب صاحب الاعيان ترجمته بقوله(1).
السيد مهدي ويقال مهدي ابن السيد مرتضى بن السيد محمد الحسيني
____________
1- راجع في ترجمته أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين 10: 158.
ولد بكربلاء ليلة الجمعة في شوال سنة 1155 وتوفي بالنجف الغروي سنة 1212 هـ ودفن قريباً من قبر الشيخ الطوسي وقبره مشهور.
قرأ على أبيه وعلى الشيخ يوسف البحراني وعلى الوحيد البهبهاني الأغا محمد باقر وهو أبرز أساتيذه وعلى الشيخ مهدي الفتوني العاملي والشيخ محمد تقي الدروقي.
تلمذ عليه جماعة منهم الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والسيد جواد صاحب مفتاح الكرامة وابن عمه السيد حسين ابن السيد أبي الحسن موسى الحسيني العاملي والشيخ عبد النبي القزويني وغيرهم من مؤلفاته: 1 ـ المصابيح في الفقه ثلاثة مجلدات، 2 ـ الفوائد في الاصول، 3 ـ مشكاة الهداية لم يخرج منه الا الطهارة، 4 ـ كتاب الرجال، 5 ـ الدرة النجفية ارجوزته المشهورة، 6 ـ رسالة في العصير العنبي، 7 ـ رسالة في العصير الزبيبي، 8 ـ رسالة في معرفة الباري تعالى، 9 ـ شرح الوافية، 10 ـ ورسالة مناظرته ليهود في ذي الكفل، 11 ـ تحفة الكرام في تاريخ مكة وبيت الله الحرام، 12 ـ مناسك الحج.. إلى آخر مؤلفاته وقد بلغت أكثر من عشرين مؤلفاً.
ألا عدِّ عن ذكرى بثينة أو جهل | فما ذكرها عندي يمرُ ولا يحلي |
ولا أطربتني البيض غير صحائف | محبرة بالفضل ما برحت شغلي |
إلى قوله:
عليٌ أبونا كان كالطهر جدنا | له ماله إلاّ النبوة من فضل |
وذو الفضل محسود لذي الجهل والعمى | لذا حسد الهادي النبي أبوجهل |
ثم يقول:
وزوّجه المختار بضعته وما | لها غيره في الناس من كفو عدل |
و أنّ إله العرش ربَّ العلى قضى | بذا وتولى الأمر والعقد من قبلي |
وكم خاطب قد ردَّ فيها ولم يجب | وكم طالب صهراً وما كان بالأهل |
ولولا علي ما استجيبت لخاطب | ولا كانت الزهراء تزفُ إلى بعل |
فأعظم بزوجين الاله ارتضاهما | جليلين جلا عن شبيه وعن مثل |
إلى قوله:
وما ضرّ شأن المرتضى ظلمهم له | ولا فلتة منهم وشورى ذوي خذل |
ولا ضره جهل ابن قيس وقد هوى | ودلاه ابن العاص في المدحض الزل |
وقد بان عجز الاشعري وضعفه | وما كان بالمرضي والحكم العدل |
نهاهم عن التحكيم والحكم بالهوى | فلم ينتهوا حتى رأوا آية الجهل |
أيعزل منصوب الإله بعزلهم | إذا فلهم عزل النبيين والرسل |
وما شأن شأن المجتبى سبط أحمد | مصالحة الباغي الغوي على ذحل |
فقد صالح المختار من صالح ابنه | وصد عن البيت الحرام إلى الحل |
وقد قال في السبطين قولا جهلتم | معانيه لكن قد وعاه ذوو الفضل |
امامان ان قاما وان قعدا فما | يضرهما خذلان منهم بالخذل |
لئن كنتم أنكرتم حسن ما أتى | به الحسن الاخلاف والخيم والعقل |
لفي مثلها ذم الذميم محمدا | على صلحه كفار مكة من قبل |
ولولاهم ما كان شورى ونعثل | ولا جهل والقاسطون ذو الدخل |
ولا كان مخضوباً علي بضربة | لأشقى الانام الكافر الفاجر الوغل |
ولا سيئت الزهراء ولا ابتز حقها | ولا دفنت سرا ولا يقتل الطفل |
ولا جنح السبط الزكي ابن أحمد | لسلم ابن حرب حرب كل أخي فضل |
ولا كان بالطف الحسين مجدلا | ولا رأسه للشام يهدى الى النزل |
زعمتم بني العباس عقدة أمرها | وما صلحوا للعقد يوما ولا الحل |
وجدهم قد كان أفضل منهم | فلا دخل الشورى ولا عد للفضل |
لقد ظلموا العباس ان كان أهلها | وان لم يكن أهلا فما الولد بالأهل |
فما بالكم صيّرتموها لولده | وأثبتوا للفرع ما ليس للاصل |
الحسن بن علي الهبل اليماني
أمير شعراء اليمن
لم تكن اليمن الإسلامية قد انعزلتْ عن تاريخ أمتها وواقعها، بل عاشت اليمنُ في خضمِّ هذا التاريخ الهائج بالوقائع، والمائج بالأحداث، ولم تكن اليمنُ قد ابتعدت عن التاريخ الإسلامي الذي استعرض واقعَ الأمةِ المتمثل في حياة رجالها الذين مثّلوا حقبة زمنية تاريخية مهمة، فقد جمعت هذه الفترات جميع التيارات الاسلامية المختلفة وقدّمت صوراً متناقضة مهمة في المواقف، متغايرةً في الاتجاه، واستطاعت الأمة من خلال ذلك أن تقوم بعملية فرز
كانت قراءة أمير شعراء اليمن الواعية للتاريخ الإسلامي قد أنجبت مشاريع أدبية واعية تمثّل وعي الأمة اليمنية ونضوجها في معرفة مجريات الحدث الإسلامي، فقراءة لمقطوعاته الفاطمية تُعطي صورة واضحة عن تمسّك اليمن الإسلامي بقضية آل البيت (عليهم السلام) وحقوقهم المهتضمة، وتنعى على التاريخ المبرمج الذي حاول اخفاء هذه الحقائق الجلية، فخرجت من بين هذا وذاك ما سطّرته ملحمة يمنية واحدة فقط تمثّل شريحة الأمة الواعية، وتندد بالمحاولات التثقيفية المبرمجة التي حاولت ابعاد الأمة اليمنية عن الواقع الإسلامي الرشيد.
ملكتم فؤاداً ليس يدخله العدل، | فذكر سواكم كلّما مر لا يحلو |
يؤنبني في حبكم كل فارغ | ولي بهواكم عن ملامتهم شغل |
وماذا عسى تجدي الملامةُ في الوى | لمن لا له في الحب لب ولا عقل؟ |
لئن فرضوا مني السلو جهالة، | فحبكم عندي، هو الفرض والنفل، |
أأسلو ولا صبغ المشيب بعارضي | يلوح، ولا صبغ الشبيبة منحل؟ |
ولو في سواكم "أهل بيت محمد" | غرامي لكان العذل عندي هو العدل، |
حملت هواكم في زمان شبيبتي، | وقد كنت طفلا والغرام بكم طفل، |
فيا عاذلي في حب آل محمد | رويدك إنّي عنهم قطّ لا أسلو، |
أأسلو هوى قوم قضى باجتبائهم، | وتفضيلهم بين الورى العقل والنقل، |
أُولئِك أبناء النبي محمد، | فقل ما تشا فيهم، فإنك لا تغلو، |
فروع تسامت، أصلها سيد الورى، | و"حيدرة"، يا حبذا الفرع والأصل، |
تفانوا على إظهار دين أبيهم | كراماً، ولا جبن لديهم، ولا بخل، |
إلى الله أشكو عصبة قد تحاملوا | عليهم، ودانوا بالأباطيل واعتلوا، |
يرومون إطفاءً لأنوارِ فضلهم، | وما برحت أنوار فضلهم تعلو |
هموغصبوا حق الوصي جهالة | وما جهلوا ما فيه لكنهم ضلوا |
وهم أَنكروا في شأنه بعد "أحمد" | من النص أمراً ليس ينكره العقل، |
وقد نوه "المختار" "طه" بذكره | وقال لهم: هذا الخليفة والأهل! |
وولاهُ في يوم "الغدير" ولايةً | على الخلق طرَّا ماله أبداً عزل، |
ونص عليه بالامامة دونهم.، | ولو لم يكن نصا لقدمه الفضل، |
أليس أخاه، والمواسي بنفسه | إذا ما التقى يوم الوغى الخيل والرجل؟ |
أما كان أدناهم إليه قرابةً، | وأكثرهم علماً، إذا عظم الجهل؟ |
"أما كان أوفاهم إذا قال ـ ذمة، | وأعظمهم حلماً، إذا زلت النعل"؟ |
وأفصحهم عند التلاحي، وخيرهم | نوالا إذا ما شيم ناثله الجزل، |
يحجون "أنصار" الإله: بأننا | قرابته، منا به اتصل الحبل، |
وهل كانت "الأصحاب أدنى قرابة، | وأقرب رحما لو عقلتم؟ أم الأهل؟ |
وهم أخذوا بعد النبي محمد | من "ابنته" ما كان أنحلها قبل! |
تمالوا عليها غاصبين لحقها | وقالوا: معاذ الله أن تورث الرسل! |
وحكمهم لا شك في ذاك باطل، | وكيف يصح الفرع والأصل مختل؟ |
أليس أمير المؤمنين هو الذي | له دونهم في ذلك العقد والحلُ؟ |
وهم قتلوا من آل أحمد سادةً | كراماً بهم يستدفع الضر والأزل! |
سقوا كل أرض من دماء رقابهم | وشيعتهم، حتى ارتوى الحزن والسهل، |
فصبراً "بني المختار، إنّ أمامنا | لموقف عدل عنده يقع الفصل، |
وعندي لمن عاداكم نصل مقول | إذا ما انبرى يوماً يحاذره النصل(1) |
[18] وقال أيضاً:
أيغنيك دمع أنت في الربع ساكبه | وقد رحلت غزلانه ورباربه؟ |
تهون أمر الحب، مدعيا له..؟ | وما الحب أهل أن يهون جانبه!؟ |
____________
1- ديوان الهبل أمير شعراء اليمن تحقيق أحمد بن محمد الشامي الدار اليمنية للنشر والتوزيع.
لكل محب كأس هجر، وفرقة، | فإن تصدق الدعوى فإنك شاربه، |
عجبت لصب يستلذ معاشه، | وقد ذهبت أحبابه وحبائبه! |
فلا حب مهما لم يبت وهو في الهوى | قريح المآقي ذاهل القلب ذاهبه، |
"ومكتئب يشكو الزمان وقد غدت | مشارقه مسلوكةً ومغاربه"، |
وملتزم الأوطان يشكو همومه، | وقد ضمنت تفريجهن ركائبه، |
فشق أديم الخافقين مجرداً | من العزم سيفاً لا تكل مضاربه، |
وحسبك أدراع من الصبر، إنها | لتحمد في جلى الخطوب عواقبه، |
فأي لئيم ما الزمان مسالم | له، وكريم ما الزمان محاربه؟ |
فلا كان من دهر به قد تسودت | على الأسد في آجامهن ثعالبه، |
كفى بالنبي المصطفى وبآله، | فهل بعدهم تصفو لحر مشاربه؟ |
دعا كل باغ في الأنام ومعتد | إلى حربهم، والدهر جم عجائبه، |
فكم غادر أبدى السخائم واغتدت | تنوشهم أظفاره ومخالبه، |
سيلقون يوم الحشر غب فعالهم، | وكل امرء يجزى بما هو كاسبه، |
أهين "أبو السبطين" فيهم و "فاطم"، | وأهمل من حق القرابة واجبه، |
تجاروا على ظلم "الوصي"، وربما | تجارى على الرحمن من لا يراقبه، |
ولم يرجعوا ميراث بنت "محمد"، | وقد يرجع المغصوب من هو غاصبه، |
فما كان أدنى ما أذوها، بأخذ ما | أبوها لها دون البرية واهبه، |
أقاموا ابا بكر اماماً وزحزحت | إلى الناس عن آل النبي مناصبه |
أما لو درى "يوم السقيفة" ما جنى | لشابت من الأمر الفظيع ذوائبه، |
أغير "علي" كان بعد "محمد" | له كاهل المجد الأثيل وغاربه؟ |
ومن بعد "طه" كان أولى بإرثه | أأصحابه؟ قولوا لنا: أم أقاربه؟ |
وشتان بين البيعتين لمنصف.. | إذا أُعطي الإنصاف من هو طالبه، |
فبيعة هذا أحكم الله عقدها، | وبيعة ذاكم، فلتة قال صاحبه..، |
فلا تدعوا إجماع أمة "أحمد" | فأكثر ممن شاهد الأمر غائبه، |
وقام دِلام بعدهُ غير نازل | عن المركب الصعب الذي هو راكبه |
وقام ابن عفّان يجرّ ذيولها | فأوّدت به أحداثه ومثالبه |
وقام "ابن حرب" بعدهم فتضعضعت، | قوى الدين، وانهدت لذاك جوانبه، |
فقاد إلى حرب "الوصي" كتائباً | ولم تغنه عند النزال كتائبه، |
وما زال حتى جرع "الحسن" الردى، | ودبت إليه بالسموم عقاربه، |
وما أنس لا أنس الشهيد "بكربلاء"، | وهيهات، إني ما حييت لنادبه،! |
سبوا بعد قتل "ابن النبي" حريمه.. | وما بليت تحت التراب ترائبه!؟ |
وبات "يزيد" في سرور، ولو درى | بما قد جرى قامت عليه نوادبه، |
وحسبك من "زيد" فخاراً وسؤدداً | تزاحم هامات النجوم مناكبه، |
مضى في رجال صالحين تحكمت.. | عوالي "هشام" فيهم وقواضبه، |
و "يحي بن زيد" جللوه بقسطل | من النفع تهمي بالمنون سحائبه.. |
وصاحب "فخ" صبحته وقومه | عساكر "موسى" جهرة وعصائبه، |
وكم قتلوا من آل "أحمد" سيداً، | إماماً زكت أعراقه ومناقبه، |
فلم لا تمور الأرض حزناً؟ وكيف لا | من الفلك الدوار تهوي كواكبه؟ |
وكل مصاب نال آل "محمد" | فليس سوى يوم "السقيفة" جالبه، |
فقل لأخي تيم وصاحبه ألا | رويد كمالن يعجز الله هاربه |
أيبطل ذحل والنبي وليه؟ | ويهمل وتر.. والمهيمن طالبه!؟ |
فهذا اعتقادي ما حييت، ومذهبي | إذا اضطربت "بالناصبي" مذاهبه. |
[19] وله أيضاً:
قد آن أن تلوي العنان وتقصرا | أوما كفاك الشيب ويحك منذرا؟ |
كم ذا يعيد لك الصبا مر الصبا | مهما سرى، والبرق وهنا إن شرى؟ |
حتما لا ينفك قلبك دائماً | لهوى الغواني مورداً، أو مصدرا؟ |
والام يعذلك المناصح مشفقاً | فتقول: دعني ليس إلا ما ترى؟ |
وإلى متى تزداد من مقل الظبا | وخدودهن تدلها، وتحيرا..؟ |
ولكم تذوب تشوقاً، وصبابةً | وتظل تجري من عيونك أنهرا؟ |
أضحى "حديث غدير" دمعك شهرةً | يحكي "حديث غدير خم" في الورى.! |
أكرم به من منزل في ظله | نصب المهيمن للامامة "حيدرا"! |
نص "النبي" بها إذا عن أمره | في "حيدر" نصا جليَّا نيرا.، |
إذ قام في لفح الهجيرة رافعاً | يده، لأمر ما، أقام وهجرا..! |
صنو النبي "محمد"، ووصيه، | وأبو سليليه "شبير" و "شبرا"، |
من ذا سواهُ من البرية كلّها | زكى بخاتمه، ومد الخنصرا؟ |
من غيره ردت له شمس الضحى، | وكفاه فضلا في الأنام، ومفخرا؟ |
من قام في ذات الإله مجاهداً، | ولحصد أعداءِ الإله مشمرا.؟ |
من نام فوق فراش "طه" غيره | مزملا في بردِهِ مدثرا..؟ |
من قط في "بدر" رؤوس حماتها | حتى علا بدر اليقين، وأسفرا؟ |
من قد في "أحد" ورود كماتها | إذ قهر الأسد الكمي، وأدبرا؟ |
من في "حنين" كان ليث نزالها | والصيد قد رجعت هناك إلى الورى؟ |
من كان فاتح "خيبر" إذ أدبرت | عنها "الثلاثة" سل بلالك "خيبرا"؟ |
من ذا بها المختار أعطاه "اللّوا" | هل كان ذلك "حيدراً"؟ أم "حبترا"؟ |
أفهل بقى عذر لمن عرف الهدى | ثم انثنى عن نهجه، وتغيرا.؟ |
لا يبعد الرحمن إلا عصبة | ضلت، وأخطأت السبيل الأنورا! |
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم، | ليخالفوا النص الجلي الأظهرا، |
والله لو تركوا "الإمامة" حيثما | جعلت لما قرعت "أمية" منبرا! |
بل أهملوا نص الولاية وأرتدوا | حلل الأمامة نخوة وتجبرا |
واحتال في يوم الخميس دلامهم | في دفع تأكيد الوصاية واجترا |
إذ قال جهلا أنما هو هاجر | حاشى لعقل محمد أن يهجرا |
تباً لكم أكذا يقال لأحمدَ | حاشاه من ذاك الكلام المفترا |
يا جاهلا ما احدثوا في الدين سل | يوم السقيفة ما الذي فيه جرا |
نقضوا العهود وأخروا من قدم الـ | ـهادي النبي وقدموا من أخرا |
سلبوا الوصيَّ من الأمامة قابه | رَدَّاه خير المرسلين وأزرا |