الصفحة 180
لا ريقها المعسول يشفيهولا فرع البشامه(1)
هيهات ذلك ضعف رأىكيف صفو العقل رامه
سام العزا صباً محالعنده ما كان سامه
لم يكفه الدمع المكفكفوالجوى المبدي اضطرامه
أفما بذاك علامةلوذو حجى يرعى العلامه
خل الجوى لمتيمخلى السرور لمستدامه
لا يستطيع سوى الشجونفكيف وهي غدت قوامه
غدت الكآبة نفسهحتى أقامته مقامه
تلقى مدامعه رواهوحرم مهجته طعامه
اولم يرعك الاكرمونوما قضت لهم الكرامه
وقيامة بالطف قامتدون ادناها القيامه
زلزالة اهدت قوارعهاإلى الكون اصطلامه(2)
طخياء كالحة السوادكأن ساريها حمامه(3)
فرعاء يكتسب الدجىمن جنح طايرها ظلامه
طارت فاكسبت الوجودغياهباً أوهت نظامه

____________

1- البشامة: شجر طيب الرائحة.

2- اصطلم الشيىء: استأصله.

3- الطخياء: المظلمة.


الصفحة 181
فياضة الكربات مثلالبحر يلتطم التطامه
كالسيل اقدم كلماكفكفت زاد به غرامه
موارة دوارةلهواتها جثث وهامه(1)
يزجي رحاها ساهران عب بحر الحتف عامه
تلقى الجبال تمر منسطواته مر الغمامه
متلفتات ليس يدريالفذ منها ما أمامه
من معشر ضرب الجلالبهم على العليا خيامه
أدنى منازلها السماكومن أظلتها الغمامه
وموطىء الاقدام منهاالنسر كاهله وهامه
من احمد المختار منصبهوحيدرة الشهامه
بجبينه نور النبوةبين عينيه الامامه
يعلوه عنوان الجلالبه وسيماء الفخامه
غضبان يحتقر الوجوهوما بلت يده حسامه
موف على الدفعاتعز الله اشجع من اسامه(2)
متبسماً يلقى العدىكالليث اذ يلقى سوامه(3)

____________

1- الموارة: مبالغة لما تره وهي المتحركة بسرعة.

2- الاسامة: الأسد.

3- السوامة: الماشية.


الصفحة 182
غير ان اما أن يجوزالمجد أو يلقي حمامه
عشق الفناء فليس دونالحتف ما يشفي غرامه
طرب اذا اضطرب الغريقكأنما الخطر السلامه
حتى اذا حم الحماموصوبت يده سهامه
وتصدعت شمل الهدىصدعاً أبى الدهر التئامه
قرعت أساس المجد نافذةفاسرعت انهدامه
هدت ذرى رضوىوأردت يذبلا ورمت شمامه
وأشمت المجد الاشمبرغم ماجده رغامه
يا أمة ولغ الشقاءبها فاركبها سنامه
ورأى الضلال محلهمنها فملّكها زمامه
ما راقبت لنبيهاعهداً وما راعت ذمامه
قتلت أحبته وماقنعت ان اغتصبت مقامه
وجرت كذاك فلم تزلابداً له فيهم ظلامه
جعلت حشاه فدى السهاموماء مهجته أدامه
هاتي كرآئمه يساقومثلها تركوا كرامه
فبناته نهباً كأنأباحها الدين اغتنامه
ليزيد تلحو بعد كوفتهبلا ستر شآمه


الصفحة 183
أسرى يعز عليه مايلقين من بعد الكرامه
هذا ومهجته بأيديالخيل قد رضوا عظامه
وكريمه البدري فوققنانه لاقى تمامه
أكذا بدور الحسن لمتبرح لها الخطى قامه
تروي الرماح أوامهامنه وما روت أوامه
والماء نصب لحاظهيلتاح ناظره جمامه(1)
ياللرجال لحادثاتقد طبق الدنيا ركامه
أرأيت مبعوثاً لقومهكذا جعلوا ختامه
قطعوا عناداً رحمهالادنى وما خافوا أثامه
أهل الشقاء لهم مقاممالنا تلك المقامه
سادوا لنا بالسبق والمأموملا يعدوا إمامه
أهل العدالة والوثاقةوالجلالة والسآمه
ما أن عليهم لا ولوكفروا بخالقهم لوامه
والصمت عن افعالهمحتم قضى الدين التزامه
سبوا النبي غصبوا الوصيضربوا البتول بلا ملامه
حرقوا المصاحف غيّروامن بيت ربهم مقامه

____________

1- الجمام: الكثير.


الصفحة 184
آووا طريد نبيهمطروا الذي آوى فهامه
حرماته هتكوا أحلواباختيارهم حرامه
وتخلفوا عمداً مع اللعنالمؤكد عن اسامه
هذا وهم ساداتناأولادهم ربي سلامه
والفرد منهم حرم الباريعلى الخلق اتهامه
ان صح فالتوحيد مم ولمأجد به اهتمامه
والجاحدون وأهل دين الشركلم وضعوا الخضامه
وعلام يقتلهم ولميخلف مرامهم مرامه
بالله حلفة صادقالفاً وخمسون انقسامه
ما أسلموا إسلامهمبل عضبه الماضي اقامه
وبه استقاموا عنوةوعلى الحقيقة لا استقامه
ليسوا هم منه ولا هومنهم قدر القلامه
قنعوا من الباقي بما نالوامن الفاني حطامه
وزهت لها الرايات فوقرؤسهم مثل العمامة
وصرير صوت النعل تستحليسماعهم بغامه
واستعذبت بطباعهامن فعلها المردي زقامه
فليعلمن معاشرأن تأت فاطمة القيامه


الصفحة 185
وليندمن هناك قومحيث لا تغني الندامه
وليسئلن عن الوصيوحكمه قضت اهتضامه
ولأي أمر طفلهافي بطنها رضوا عظامه
وبأي حد زندهابالسوط قد جعلوا وشامه
ولهيب بيت الوحيبالنيران لم وصلوا ضرامه
ويل أم هاشم ما لفاطمقدر سعد واحترامه
ويل قضى أبد الزمانعلى بني الدنيا دوامه
ويل قرعت السن منهندامة لا بل غرامه
لترى نفيلة بل اميةبل سمية بل حمامه
أضعاف ما كسبتهساعة يجمع الباري انامه
والفضل عدلا والقضاءبكف عادله انتقامه
قد قلت للساري المغبالمحمس الوجناء عامه
علق بقطع البيدوصال السرى سأم السئامه
يزجي لها زيافةفي سيرها مثل النعامه
لبس الدجى برداً وصيرجنح غيهبه لثامه
غول السرى شربتبطاح الحق وابتلعك اكامه
بالله ان جئت الطفوفمبلغاً عني سلامه


الصفحة 186
من بعد ان قبلت تربتهواكثرت التثامه
وشفيت دائك إذ مسحتبوجهك العالي رغامه
ومعارج الافلاك حيثقيامها يتلو قيامه
وسمعت اصوات الدعاءوقولهم لهم الكرامه
فاذكر له الشوق الملحوكيف هيمه هيامه
واخبره ان الصب بعدلقاك لم يعرف منامه
ما لذ برد العيش من ذكراهبعدك وانصرامه
يشتاق برقاً كلمااستعلى عراقياً فشامه
انفاسه قيد الزفيروسجعه سجع الحمامه

[26] وله من قصيدة أخرى:

ياصب كم تتحسرولكم تنوح وتزفر
كم ينظم الآلام قلبكوالمدامع تنثر
كم يتبع الاضعانلحظاً جفنك المستعبر
كم تندب الاطلالوهي بندبها لا تشعر
كم تلتحيك العاذلونوكم لهم تتعذر
كم تكتمن لظى الفؤادوماء دمعك يظهر
كم لونك المصفر يصفحبالغرام ويخبر


الصفحة 187
كم تجمل الدعوىوما تجري الجفون يفسر
كم ضعف صبرك عنأحاديث الهيام يعبر
كم طرفك المطروفيرعى النائمين ويسهر
كم ليل شوقك صبحهبمسرة لا يسفر
كمد الحشى تقضي نهارك والدجى تتزفر
وبفكرك الساريعهدت عوارفا لا تحصر
ما بال سمعك لا يعينصحاً ولا يتدبر

إلى أن يقول راثياً بها النبي (صلى الله عليه وآله) وما جرى على عترته الطاهرة:

وتراثه نهب الأجانب يستباح ويقهر
وكتابه عما أرادمحرف ومخير
وبسوط أعداهكريمته تهان وتحقر
وجنينها سقطوأضعلها لعمري تكسر
ووصيه قود البعيريقاد وهو مزمجر
وحبيبه كالشاةظلماً بالمهند ينحر
ورجاله مثل الاضاحي بالسيوف تجزر
وبناته فوق الركائب باديات حسر
حسرى تلاحظها الاجانب لم تجد ما يستر


الصفحة 188
مثل السبايا يستباح أزارها والمعجر
ومتونها بيد السياطيشق فيها أنهر
وعليله ساقاهقيداً بالدما تتفجر
ويتيمها بالعنف يقهربالسياق ويزجر
وسؤال سائلها اذاسأل الترفق ينهر
ورؤوس سادتهاباطراف الرماح تشهر
وقلوبها بالثكل تشعلوالمدامع تمطر
حال تكاد له الـشداد بسبعها تتفطر
ويروح منها البدرمنخسف السنا لا يبدر
واليوم مفتقد الضياء وشمسه تتكور


الصفحة 189

أحمد بن زين الدين الاحسائي

في المشروع الأدبي الشيعي وجدت القصيدة العربية انفراجاً ملحوظاً في الاغراض الشعرية المتعددة بعد ما كان محصوراً في نطاق الغرض الشعري الواحد، أي أن الفترة الزمنية الثقافية تخصصت بغرض شعري واحد تكاد القصيدة العربية تتقوقع في اطاره الضيق، "والاحادية الشعرية" كانت ترجمة للهيمنة الفكرية المتسلطة على المشروع الأدبي التي تبعث القصيدة الشعرية على أساس رغباتها وفي ضمن دائرتها الأدبية المحدودة فالعصر الأموي مثلا شهد "تأطير" القصيدة في نطاق المديح المتدني تنفيذاً

الصفحة 190
لرغبة البلاط، والشاعر الأموي لا يكاد يقدّم مشروعه الأدبي حتى يكون ضمن الطابور الأدبي الذي يصطف على أبواب البلاط متزلفاً بمدحة أو متقرباً بما تجود به قريحته من التغني "بمكر مات" الخليفه التي يغدقها عليه ضمن قصيدته، ولعل أقصى ما يتحفظ به الشاعر من مشكلة المديح هو محاولة انتقاله إلى اغراض العبث التي يدخلها الخليفة ضمن برنامجه الترفيهي، فيحيل القصيدة إلى تنفيذ مشروع فني يقدّمه إلى "فاتنات البلاط" لينشدن قصائده في منتديات العبث ومحافل الغناء.

كانت بدايات العصر العباسي انفتاحاً على مشروع سياسي أدبي أدخل القصيدة العربية في مباراة سياسية يفتخر بها على الأمويين الذين انقضى عهدهم تواً، والاعلام العباسي متشنجٌ لاثبات "أولويته النسّبية" لتسنّم منصب الدولة على أنقاض آل أمية الأبعدين نسباً وحسباً من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذه كانت اطروحة بني العباس تفاخر بالانساب وتزاحم على الالقاب، فمن المنصور إلى الرشيد حتى المأمون وإلى المتوكل، ألقاب توّجتها السياسة العباسية إغداقاً على خلفائها الذين أحالوا المشروع الأدبي في خدمة التوجهات السياسية العباسية، وهكذا ذهبت القصيدة العربية تتسابق مع النشاطات الثقافية الأخرى توظيفاً لها في خدمة البلاط. وتفرّقت الاغراض الشعرية على عدد التشعبات السياسية التي توزعت على أساس الدولة والامارة والوزارة والكتلة والجماعة لتلك العهود السياسية.

وتبقى القصيدة الشيعية خارج نطاق تسييس الغرض الشعري الذي أملته الظروف السياسية المرتجلة، ويبقى الشاعر الشيعي متحفّظاً دائماً من أجل تنفيذ رسالته الفكرية فيلقيها في قصيدته الشعرية ويتحمّل تبعات

الصفحة 191
الظرف السياسي الرافض لهذه التوجهات العقائدية، وفي قصيدة الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي تتجلى حقيقة هذه التوجهات فيبثَّ غرضه في مشاريعه الأدبية ويستجلي الاحداث ضمن مقطوعاته ليقدّم التاريخ في قصيدته الشعرية، وينسج قصائده على أساس الرؤية التاريخية الناضجة المنبعثة من موضوعية الشاعر وواقعيته.

* * *

[27] قال في احدى قصائده:

نفحــات مـن روائمي نـجدبـرديّ وجـدي بـرديّ وجـدي
وانفخي في الروح ما ينعشنيوانفخي بالروح جدي جدي
واعهدي ريَّ عهاد هطلتبلَّ لبيَّ وأراني عهدي
واخبري أهل اللوى ما فعلواوالحمى والمنحني من بعدي
قطنوا في ربعهم أم ظعنوافعسى يهدي اليهم نجدي
ليت شعري إذ مضوا هل علمواأنهم دون البرايا قصدي
فارقوني لا لتقصيرهمبل لذنبي وقصور الجدِ
رَجَعَ اللهُ ليلاتي بهموأراني قربهم في بُعدي
ولهم عندي بأرض وطئواوضع خدي وهو فخر عندي


الصفحة 192
صاح ما حالةُ من فارقهمورُمى من دهره بالضدِ
زمنٌ أسلمُ ما أعرِفُهُأنه بي منطو بالحقدِ
كم علا أهل العلا فادِحهُبخطوب رددت ما يُبدي
وله كل صباح وَمَسادائراتٌ بأهيلِ المجدِ
عترة المختار قد فرّقهمكلَّ نجد بينهُ أو وهدِ
فمضى في فرضه حيدرةٌبِحسامِ للمرادي مُردي
وأهينت فاطمة بل ضربتوقضت مغصوبةً للرِفدِ
واستقلوا لأذاها حِنَقاًثم زادوها بقتل الولدِ
فسقوا شَبرها سمهُمفقضى لهفي لسمِ صَرَد
وحسينٌ قلبها مهجتهاجائهم لما دعوه يهدي
فتعاووا حولهُ أكلبهُمكلُ نغل وخبث وغدِ
جائهم في نفر قادَهُمُللقِفا وهو لهم كالشهُدِ
شُهدا يقدمهم شاهدهمأسداً أكرِم به من أسد
وأشداءُ على الكفار ماماونوا عن حربهم عن شدِّ
كم أبادوامن رجيم وهُمُيا رعى الله قليل العد
فقضوا يا ليتني كنت بهمغير ان الجد أصل الرد
وحسين بعدهم إذ قتلواصار فرداً وهو سر الفرد


الصفحة 193
داعياً يا قوم من ينصرناوهو معنا بجنان الخلد
فاجابوه العدا سوف ترىكل مكروه بضرب الهندي
قتلوه ظامئاً بل قطعوارأسه منه بماضي الحد
ثم علوه برُمح فاذاهو كالبدر ببرج السعد(1)

____________

1- عن الديوان المخطوط للشاعر الموجود في مكتبة الحرم الرضوي تحت رقم 14294 والتي أوقفها السيد محمد باقر السبزواري محرم 1405 هـ.ق.


الصفحة 194

الصفحة 195

الشيخ حسن الخطي

لم تقتصر "رثائيات الأدب الشيعي" على اظهار المأساة واستجلاب العواطف فحسب، بل غدت المأساة الشيعية منطلقاً للكمال الاجتماعي الذي من خلاله تستطيع الأمة بناء ذاتها والرجوع إلى أصالتها التي أفقدت جانباً مهما منها الظروف السياسية الحاكمية غير الرشيدة، ودعت هذه المأساة إلى استلهام روح الصبر والثبات من لدن أئمة آل البيت (عليهم السلام) وجعلها مشروعاً تنظيرياً تصبو من خلاله إلى تشكيلة الشخصية الإسلامية التي حرص على ايجادها الأئمة الاطهار (عليهم السلام).


الصفحة 196
طغت ظاهرة التنظير هذه على المشروع الأدبي الشيعي، واستطاع الاديب أن يترجم طموحات الرؤية الامامية في بناء الشخصية الاسلامية، ووجهت القصيدة الشيعية إلى برمجة أخلاقيات أئمة آل البيت (عليهم السلام) وملامح حياتهم المليئة بالجهاد والثورة، ولم تعني القصيدة الشيعية من الثورة محاولة التغيير السياسي، بل إتسع هذا المفهوم ليشمل محاولات تغيير كل مجالات الحياة بما في ذلك سلوكية النفس وتوجيهها إلى مراقي الكمال، لذا فان الشاعر الامامي إلتزم في بعض رثائياته إلى محاولات الوعظ والارشاد وتوجيه المأساة إلى محاولات اصلاحية ترقى من خلالها النفس إلى معارج الكمال.

أحدثت هذه "المدرسة الرثائية الوعظية" تحولا ملحوظاً في أغراض القصيدة الرثائية، ولم يعد الرثاء حالة استعطاف وتحريك مشاعر، بل صار الرثاء سبباً تربوياً يستطيع الشاعر من خلاله إلى ان ينحى منحى الموجّه المرشد، وتتغير ملامح الرثاء الأدبي من البكاء على الاطلال الجاهلي، إلى حالة تربوية يوجهها شاعر آل البيت (عليهم السلام) مستلهما من سلوكية الأئمة المعصومين (عليهم السلام) محاولة بناء واكتمال.

قدّم الشيخ حسن الخطي نموذجاً ناجحاً من هذا اللون الرثائي وسلك مسلكاً تربوياً يستغل به مأساة آل البيت (عليهم السلام) ليقدّم طروحاته الاخلاقية، ويؤكد في محاولته هذه إلى أن الدنيا لم تكن دار راحة واستقرار، بل هي دار عناء وبلاء منطلقاً من توجيهات آل البيت (عليهم السلام)، ويستدل على أنها كذلك، بما جرى على خيرة الخلق وأفضل البرية محمد و آل محمد عليهم صلوات الله أجمعين، وكونهم أقرب الخلق إلى الله تعالى وأحبهم اليه وأفضلهم عنده، ومع

الصفحة 197
كل هذا فقد صبّت الدنيا عليهم أنواع المحن والبلاء، وإذا كان كذلك فحريٌ بالعاقل أن يتعظ بمصائبهم ويستذكر محنهم لتهون عنده الدنيا وما بها، خيرها وشرها، وهكذا وجّه الشاعر مأساة آل البيت (عليهم السلام) إلى الاكتمال الروحي والصبر والمثابرة ومحاولات التغيير نحو الأرقى والأكمل، وإذا تابعت مقطوعاته الرثائية فانك ستجد أن النصيب الأوفر من الرثاء قد احتفظت به مأساة السيدة الزهراء (عليها السلام) واسقاط المحسن، وحازت محنتي السيدة الزهراء وأمير المؤمنين عليهما السلام اهتمام الشاعر وأكدها على أنها بداية سلسلة المآسي التي جرّت على آل البيت (عليهم السلام).

* * *

[28] واليك نموذجاً من مقطوعته "الرثائية الوعظية":

ومن ينظر الدنيا بعين بصيرةيجدها أغاليطاً وأضغاث حالم
ويوقظه نسيان ما قبل يومهإلى انها مهما تكن طيف نائم
ولكنها سحارة تظهر الفنابصورة موجود بقالب دائم
ولا فرق في التحقيق بين مريرهاوما يدعي حلوا سوى وهم واهم
فكيف بنعماها يغر أخو حجرفيقرع ان فاتت لها سن نادم
وهل ينبغي للعارفين ندامةعلى فائت غير إكتساب المكارم