الصفحة 198
وما هذه الدنيا بدار استراحةوتحصيل لذات لغير البهائم
على قدر بُعد المرء منها ابتعادهعن الروح واللذات ضرية لازم
ألم تر آل الله كيف تراكمتعليهم صروف الدهر أي تراكم
أما شرقت بنت النبي بريقهاوجرعها الأعداء طعم العلاقم
أما عصرت بين الجدار وبابهاأما نبت المسمار في ثدى فاطم
أما أسقوطها لا رعى الله قومهاجنين حشاها محسناً يالهاشم
أما روعت بالسوط قنّع رأسهاو وشّح متينها به شر غاشم
أما نابت الكرار منها نوائبنوائب لكن عن سموم الاراقم
أما قيدوه في حمائل سيفهلأخبث ضلّيلِ وأخبث ظالم
أما أوقفوه لا رعى الله قومهعلى رأس عجل القوم وقفة آثم
ألم يعد الزاكي ابنه وهو ملجأإلى سلم حرب وهو غير مسالم
أما هجموا فسطاطه وتناهبوابه رحله نهب الغزات الغنائم
أما دست الأعداة له السم غيلةفألفى به في الطشت قلب المكارم
أما رشقوه النبل وهو جنازةعلى النعش لا بل فوق هام التعائم
وإن أنسى لا أنسى الحسين وقد غداعلى رغم أنف الدين نهب الصوارم(1)

إلى آخر القصيدة.

____________

1- رياض المدح والرثاء للشيخ حسين البلادي: 336.


الصفحة 199

الشيخ
محمد حسن آل سميسم

اذا كانت بعض الوجودات قد اعتادت أن توكل مهمة الشعر إلى طبقتها الفكرية المترفة، فان الحوزة العلمية النجفية قد أوكلت القصيدة الشعرية إلى علمائها الأدباء من أهل النظر والتحقيق، وإذا كان الشاعر قد اعتاد أن يمارس الغرض الشعري كواحد من الفنون التي يولدها العصر وتُرعرعها مترفات المجالس، فان الأديب الشيعي قد أخذ فضلا عن مهمته العلمية التحقيقية، مهمة التعبير عن اطروحة المذهب وتوجهاته، وإذا إعتاد الشاعر

الصفحة 200
أن يبكي على أطلاله أو يتغنى بمفاخر بني قومه، فان الأديب الشيعي قد بكى على مصائب آل النبي المظلومين، وتغنى بماضي الأمة المجيد، يوم كانت منتمية إلى قيادتها الشرعية المتملثة بآل البيت الطيبين، إذن فبين الأدب الشيعي وغيره مسافات شاسعة من الفكرة والاطروحة، فهذا تعبير عن واقع أمة، وذاك تقريظ لغرض شخصي مترف، فصار الأدب الشيعي أكثر جدية و أوسع شمولية، وبقي غيره ترفاً فنياً يتبارى به في نوادي الأدب ومحافل البلاط.

هكذا كان الشيخ محمد حسن آل سميسم، فقد عبّر عن مرحلة وعي أدبي، وأدرك واقعاً أدبياً ملتزماً أخذ على نفسه تقديم الاطروحة على أساس الواقع والموضوعية.

حقق الشيخ محمد حسن آل سميسم تقدماً رائعاً في مجال التعبير عن مظلومية السيدة الزهراء (عليها السلام)، واختزل في قصائده تاريخاً طويلا من المصائب والمحن التي حلّت في ماضي الأمة وحاضرها، وكأن قصائده الفاطمية جاءت قراءة ناضجة لمستقبل بعيد يشهد عليه ماض مرير.

حظيت قصائده الفاطمية شهرة منبرية واسعة، فأنشدها الخطباء في المحافل، واستطاعت في الوقت نفسه أن تخترق القلوب لتسجل حضورها في الميدان الأدبي الابداعي.

إن المستمعن في القصيدة البائية الأولى سيجد التفاتة تحقيقية رائعة، حيث سجّل في قصيدته لوناً رثائياً جديداً أكد فيه أن المحسن بن علي كان أول شهيد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهو شهيد على آله المظلومين، وشهيد على

الصفحة 201
ظرف سياسي غير رشيد سجّلت انحرافاته واقعة الاسقاط التي راحت تشهد على تاريخ متخاذل وأمة ناكصة متقاعسة.

* * *

[29] واليك قصيدته البائية الرائعة:

مَنْ مُبلغٌ عنّي الزمانَ عِتاباًومُقرِّعٌ مِنّي له أبوابا
ومُذكّرٌ ما راح من عهد الصِّبالو عاد رائقُ صفوه أوآبا
أيامَ أَفترشُ النّعيمَ أرائكاًوأعبّ بالثغر الأنيق رضابا
وأداعبُ الظبياتِ حتى خِلْتَنيمِن فَرْط مِا آتي به تلعابا
يا ويحَ دَهْري راحَ ينزعُ للأسىمِنْ بعدِ ما ذقتُ النعّيمَ شرابا
دهرٌ تعامى عن هُداهُ كانَّهُأصحابُ أحمدَ أشركوا مُذ غَابا


الصفحة 202
نكصوا على الأعقاب بعد مماتهِسَيرون في هذا النكوص عِقابا
سَلْ عَنْهُمُ القرآن يشهدُ فيهمُإنْ كنت لم تَفقهْ لذاك خِطابا
فكأنّهُمْ لم يشهدو اخّماولاأُحُداً ولا بدراً ولا الأحزابا
وبخيبَر مَن راح يَرْفِلُ باللّوامَنْ قَدَّ مَرْحبَ مَنْ أزال البابا
ومَن اشترى لله نفسَ محمدفي نفسه لما دُعُيْ فأجابا
مَن في الصلاة يرى الصِّلات فريضةًمَن نالَ خاَتُمهُ الشريف جوابا
مَن بابُ حِطّةَ غيرُ حيدرة ومَنْلمدينةِ المختار كان البابا
أَعِجبتَ ممن أَخّروا مقدامهمبعد النّبي وقَدَّموا الأذنابا
قد أضمروها للوصي ضغائناًمُذْ دحرجتها للنّبي دبابا


الصفحة 203
لِيُنْفّروا العَضْباءَ في قُطُب الهدىحتى يعودَ الدينُ بَعْدُ يَبابا
نَسبوا له هجراً لخوف كِتابةفكأنهمْ لا يسمعون كتابا
ما كان ينطق عن هَواهُ وإنّماوحيٌ يُحيّى له النّبي خطابا

* * *

يا بابَ فاطِمَ لا طُرقتِ بخيفَةويدُ الهدى سَدَلت عليه حجابا
أَوَلست أَنت بكلِّ آن مَهْبَطَالأملاكِ فيك تُقَبّلُ الأعتابا
أَوْهاً عليك فما استطعتَ تصدَّهمْلما أتوك بنو الضلالِ غِضابا
نفسي فداك أما علمتَ بفاطِموقفتْ وراك توبّخُ الأصحابا
أوَما رَقَقْتَ لضلعها لما انحنىكسراً وعنه تزجر الخطابا


الصفحة 204
أَوَ ما درى المسمار حين أَصَابهامِن قلبها قلبَ النّبيِّ أصَابا
عَتَبي على الأعتاب فيها محسنٌمُلقىً وما انهالت عليه تُرابا
حتى تواريه لأِن لا تسحق الــأقدام منه أَضْلُعاً واِهابا
هو أولُ الشهداءِ بعد محمدويرى المصابَ على الصواب صِوابا
ما اسطاعَ يدفعَ عن أبيهِ وأُمّهِفَمَضى لأِحمدَ يشتكي الأصحابا
لما عَدوا للبيتِ عَدْوةَ آمِنمِن ليث غِاب حين داسوا الغابا
لو ينظرون ذُبابَ صارم حِيَدْرلرأيتهم يتطايرون ذُبابا
لكنّهم عَلِموا الوصيةَ أنّهاصارت لصارمه الصقيل قِرابا
فهناك قد جعلوا النّجادَ بِعُنْق مَنْمَدّوا له يومَ "الغدير"رِقابا


الصفحة 205
سَحبوه والزهراء تعدو خلفَهُوالدمعُ أَجْرتْهُ عليه سحابا
فدعتهُمُ خَلوا ابن عمي حيدرأو أَكشِفنَّ إلى الدعاءِ نِقابا
حاربتُمُ الباري وآلَ نبيّهِوعصيتُمُ الأعوادَ والمحرابا
ونكثتُمُ كثمودَ، هذا صالحٌلِمْ تسحبونَ الصالح الأوابا
رجعوا إليها بالسياط لِيُخمِدوانورَ النّبي الساطع الثقّابا
فتهافَتوا مثلُ الفراش ونورُهُقد صارَ دونَهُمُ لها جلبابا

[30] وله قصيدة اخترنا منها قوله:

أيقتلون ابن وحي بين عبشهمولا نرى أموياً مات بين نبي
وليت شعري بمن سيقت نسائكموحسرى على كل مهزول المطي نِقَبِ
وزينب مذ رأت أشلاء أخوتهاما بين دام ومنحور ومستلب


الصفحة 206
قامت تخاطبهم والعِيس قد حُديتبمدح آل أبي سفيان بالغلب
يا أخوتي هل رأيتم قبل ذا رحلتأخت واخوتها صرعى على الكُثُبِ
فليتهم وقفوا حتى أو ودعكمحتى أغسلكم في أدمعي السُكُبِ
فليتهم وقفوا حتى أكفنكم في الصبرفي جَلَدي في العين في الهُدُب
فليتهم وقفوا حتى أورايكمبين الترائب لا في الترب والرَحَب
وليت شعري بمن قادوا عليكموامقيّداً يشتكي من نهسة القتَبِ
وليت شعري بمن أضحى رضيعكمبسهمِهِ راضعاً عن ثدي محتلب
وليت شعري بمن داسوا جسومكموبكل برِ ذونة معدومة النسبِ
لكنّ ذا الأُمر من ماض تأسُّسُهُيوم السقيفةِ مبنىٌّ على الخشبِ
ولم يكن من بني حمّالة الحطبوانّما اصله من حامل الحطبِ


الصفحة 207
من أضرم النار في باب الوصي ولابابٌ سواهُ أتى وحيٌ به لنبي
ليقلب الناس طُرّاً عن هدايتهملانه عاد مقلوباً على العَقَبِ
من ثدي فاطمةَ المسمارَ أرضعهواسقط الحمل منها غير مُرتَقب
وقاد حيدرَ قوداً في حمائلهلله من حِكَم لله من إرَبِ
لا يُنقص الليث وطأ الكلب غابتهمن يأمن البطش ابدى سؤة الأدبِ
أتعجب الكفرُ أضحى فاتكاً بهدىًفلم تزل تحدث الايام من عجب
سمعاً بني حيدر منظومة بكممن ثغر من حارب التبسيم مكتئبِ
اعدّها سببا للعفو عندكمووعفوكم عن مواليكم بلا سببِ

هـذي قصــيدة عِزٍّ كـان مطلعـهـا
يـا خـاطب العِزّ والعيـاء في الـخُطُبِ


الصفحة 208
[31] وله مرتجزاً مادحاً أمير المؤمنين (عليه السلام) ومتخلصاً إلى مصاب الزهراء (عليها السلام).

يـا أيهـا الـرسول بلّغ بعليمـا فيه أنزلت من النص الجلي
قل يا عبادي خير بشرى لكماليوم أكملت لكم دينكم
اليوم أتممت عليكم نعمتيفلا تخافوا بعد ذاك نقمتي
وقد رضيت لكم الاسلاماوقد جعلت المرتضى اماما
فقام قائماً نبي الرحمةيخب في محضر جل الأمة
يقول من كنت أنا مولاهفالمرتضى مولى له يرعاه
من لا يواليه فما والانيومن يعاديه فقد عاداني
فجسمه جسمي ولحمي لحمهوعظمه عظمي ومني دمه
هذا الذي رب السماء قد عينهولي كل مؤمن ومؤمنه
هذا هو التوراة والانجيلهذا فتى يخدمه جبريل
هذا هو الزبور والفرقانهذا هو الازمان والاكوان
هذا الذي آدم لما أن غوىبجاهه دعا و الاّ لهوى
وهو الذي قد سيّر السفيناويونس به رأى اليقطينا
وفيه ناجى ربه الخليلوفيه عوفي ذلك العليل
لولاه ما جاز ببحر موسىكلا ولا كلم موتاً عيسى
كلا ولا كانت نجوم تسريكلا ولا كانت بحار تجري


الصفحة 209
هذا علي علة الايجادهذا هو الحاكم في الميعاد
اليه في محشركم مصيركموقد قرأتم انما وليكم
هذا الذي شيّد ركن الدينبسيفه القاطع للوتين
يقول كل من اليه يصلان أخاك مكرها لابطل
له مزايا قط لا تُضاهالم يحصها سوى الذي سواها
أليس أبلغت بما أرسلت بهفاحتفظوا فالأمر غير مشتبه
فقام قوم منهم وسلّمواعليه بالأمر الذي قد أُلزموا
لكنهم سرعان ما قد غدرواوالنص في غدير خم أنكروا
وللذي قد باعيوه قهرواوضلع بضعة الهدى قد كسروا
وغلّقوا من دونها الابواباونبذوا الميثاق والكتابا
يالهف نفسي لابنة النبياذ خرجت تعدو مع الوصيّ
تقول خلوا والد السبطينياقوم هذا سيد الكونين
تبغون أن تيتموا أولاديأليس رب العرش بالمرصاد
فقال... يا غلام ارجعهاوان أبت فبالعصا أوجعها
ولست أقوى أن أقول ما جرىوأنت عالم وتدري الخبرا(1)

____________

1- سحر البيان وسمر الجنان ديوان الشيخ محمد حسن آل سميسم تحقيق حسام الدين آل سميسم: 145 دار البيان العربي بيروت 1993.


الصفحة 210

الصفحة 211

الشيخ سليمان البلادي البحراني

أضحت القصيدة العربية بعد واقعة الطف محاولات مبرمجة من قبل الأديب الشيعي لاستنطاق التاريخ، واستخدمت القصيدة الشعرية على انها وقفات تأمل يوقف الشاعر أمته في محطات قد اضطربت عندها الرؤية التاريخية وغابت عنها مسؤلية المؤرخ وهو يترنح في مشاريعه التاريخية بين الحقيقة الناصعة التي اخترقت وجدانياته وبين انتماءاته السياسية التي فرضت عليه أن يقف عند حدود التوجيه المبرّمج للحدث.

ولم تكن واقعة الطف هي الاساس في استنهاض القصيدة العربية من

الصفحة 212
سباتها المترف لتدخل في دائرة البحث الموضوعي، بل كانت واقعة الطف حالة وجدانية لتحريك الأمة باتجاه البحث عن الحقيقة المضيّعة من قبل وجودات سياسية غير مشروعة فرضت عليها حكومة جائرة مستخفة بكل القيم الانسانية فضلا عن المبادىء الإسلامية والتي استمكنت من رقاب المسلمين ضمن سياقات سياسية مبرمجة أبعدت القيادة الإلهية عن مقامها وأتاحت للأمويين من العبث في مقدسات المسلمين ومصائرهم.

إذن كانت واقعة الطف تحفيز للرجوع الى الاسباب التي أحدثت هذه المأساة واستدراج للظروف المبيّتة من قبل أولئك الذين قدّموا الأمة طُعمة سائغة لمشتهيات المطامع الأموية في الحكم والتسلط.

وإذا كانت واقعة الطف بداية للبحث عن الحقيقة المضيّعة، فان القصيدة الكربلائية ترجمت للحدث الفاطمي حيثياته وتفاصيله، فكانت المأساة الفاطمية ديباجة يفتتح بها مرثية كربلاء، أو خاتمة استنتاجية للقضية الكربلائية المفجعة.

ففي مقطوعات الشيخ سليمان البلادي البحراني الشعرية أكد هذا المعنى:


الصفحة 213
[32] حيث قال:

هو الدهر بالاعجال تسرى ركائبهكما كان بالآجال تسعى نوائبه
تولع بالسادات في كل كريبةفما سيد الا رحته صوائبه
فيالك دهرا لا ينيم ولا ينمتنم على الاعمار دابا رقائبه
فلم تمتنع منه حصون منيعةولا ملك قد حصنته مقانبه
وحسبك موت المصطفى خير سيدومن عمت الاكوان طرا مواهبه
قضى فقضى من بعده الحق واختفتباستار ليل الجور منه كواكبه
وجلل ثوب الدين ثوب كسوفهاكما خسفت بدر الوجود غياهبه
واذرت عيون الكائنات دموعهاكما وكفت منه عليها صحائبه
لقد أظهرت فيه السقيفة مضمرالاطفاء نور الله كانت مناصبه


الصفحة 214
كما أضمرت نيرانها مستطيرةفذا حرها للدين عمت لواهبه
بها صمموا أن يحرقوا دار فاطمومن نوره قد نوّر الكون ثاقبه
بها البضعة الزهراء القت جنينهابضغط رقت أوج السما نوادبه
فيالك ناراً طبق الكون نشرهافذبت على آل النبي عقاربه
بها الحيدر الكرار قيد ملبباوشنت عليه في الحياة حرائبه
وعمم منه الراس سيف ابن ملجمفغودر في المحراب والدم خاضبه
بها الحسن الزاكي تقطع قلبهبسم فمنه الدين قطع جانبه
كما جده المختار قطع قلبهبسم فمنه الدين هدت شناخبه
ومنها طمت في كربلا لجة البلاعلى فلك نوح وامتطى الكرب راكبه


الصفحة 215
فمن صعدة الباغين منبر أحمدعلى صعدة راس ابنه البغي ناصبه
واصعد شمراً فوق صدر ابن احمدويا طالما صدر النبي يلاعبه
وسيف له تلك السقيفة جردتلقد جردت راس الحسين ضرائبه
وجزل أداروه على دار حيدربه أحرقت في كربلاء مضاربه
وقود الوصي المرتضى بنجادهيقاد به سجاده ونجائبه
وجيش علي الكرار حمت سيولهلقتل ابنه في الطف جرت كتائبه
واسقاط بنت المصطفى الطهر محسناًبه لحسين اسقط الطفل ناشبه
وخطبتها في مجلس عند حبتربه زينب لاقت يزيد تخاطبه
ومن مشيها ترجو لتخليص حيدرمشت زينب نحو العليل تجانبه


الصفحة 216
ولم انس مهما انس فاطم اذ دعتاباها بدمع اقرح الطرف ساكبه
لقد كنت ياخير الخلائق معقلاتحل عقال النائبات جوانبه
بنورك كانت تستضيء اولو الحجافبعدك نور الحق أظلم لا حبه
وقد اثكلت ام المعالي وايمتوخابت بنو الآمال مما تطالبه
تهضمنا القوم اللئام ببغضهموادرك منا الوتر من هو طالبه
فها نحن لما غبت عنا بذلةيجاذبنا صرف البلا ونجاذبه
يحن حنين الهيم مسجدك الذيبنور محياك استنارت محاربه
ومخطبك السامي أقام خطوبهغداة خلا من اوج مرقاه خاطبه
وناديك مذ غاض الندى عنه صوحترباه كأن لم يغن بالامس جانبه


الصفحة 217
لقد تربت كف العفاف ولم تنلبلال ندى الا سرابا يناوبه
اتحيي رفاة والحياة قد تقشعتبعاصفة الارجاء عنه سجائبه
فوا ضيعة الاسلام بعد كفيلهاوخيبة من اخنت عليه مآربه
ومن اين تعلو للمحامد رايةوأحمدها في الترب رضت ترائبه
وانى بنو الحاجات تجري سفينهاوزاخر مجراها بفقدك ناضبه
ابى فتحت عين الضلال لظلمناباغماض طرف كنت فينا تراقبه
فذا صنوك الكرار أصبح صاغراًونازعه حق الخلافة غاصبه
وسبطاك ما راعوا حقوقك فيهماكأنك في اجر المودة كاذبه
فها مدمعي ينهل كالسحب وبلهوعمرى منه زاده ومشاربه


الصفحة 218
وهون خطبي ان عمرى منقضوان بعيد الملتقى متقاربه
وكيف بقاء الجسم من غير روحهوفي القلب ما يذكى لظى الوجد لا هبه
فهذا هوالرزؤالعظيم الذى بهعظيم البلا ينسى وتسلى مصائبه
ايا سيد الرسل الشفيع لمن عصىاغث آبقا قد اوبقته معايبه
اذا خف ميزاني بما كسبت يدىفثقله كي لا تستخف مكاسبه
فحبك يا مولاى أحمد صالحسما اسمى بدا فلتعل منه مراتبه
عليكم من الله السلام سلامهتروح وتغدو كل آن ركائبه

[33] وله "قدس سره" (في رثاء البتول الزهراء (عليها السلام))
الى كم ولوع القلب بالغادة الحسناوذكرى ليالي وصل ثلته أونى
تهيم بتيهاء الضلال كأنماامنت الفنا لو قد ضمنت الهنا ضمنا


الصفحة 219
فجاف جنوب الحزن عن مضجع الهوىوعن حق تقوى الله لا تغمض الجفنا
فهذا بلال الشيب حيعل بالسرىوصرح ما الدنيا لمستوطن سكنا
كفاك من الدنيا الغرور غرورهاقرونا أبادتها ولم تأتلف قرنا
تعوضهم بعد القصور قبورهموبعد هناهم حسرة لم تكن تفنى
فكم عانقوا بعد الغواني جوامعاوكم توحش الأباء بالخلس للابنا
ولوانها ساوت جناح بعوضةلما اتخذتها الاولياء لهم سجنا
وفي غدرها بالمصطفى وبآلهسلاطينها برهان مقدارها الأدنا
لهم سددت من اقوس البغي أسهماأصمت واصمت للهدى القلب والأذنا
فكم كابد المختار من قومه أذىيهيج أسى يستغرق السهل والحزنا