الصفحة 220
قضى نحبه بالسم وهو معالجعلى رغم أنف الدين سقماله أضنى
وقد قلبت ظهر المجن لحيدرفكم زفرة ابدى وكم غصة جنا
يسب على الاعواد وهو عميدهاورب الورى فرض الولاء له سنّا
كساهُ نسيج الدم سيف ابن ملجموكم البس الابطال من دمها الاقنى
ومخدومة الاملاك سيدة النساسليلة خير الخلق والدرة الحسنى
اتاحت لها كهف العدى غصص الردىوذاقت لها سماً من الحقد والشحنا
بضرب وضغط واغتصاب وذلةوكان حماها العز والامن والحصنا
على دارها داروا بجزل لحرقهاوكانت بها الاملاك تلتمس الأذنا
وفي بعلها الهادي استحلوا محرماكما حرموها نحلة المصطفى ضغنا


الصفحة 221
تعاوت لشبليها كلاب تهر فيوجارها فاستشعر الهون والوهنا
وما برحت من بعد حامي ذمارهامعصبة رأساً ومنهدة ركنا
عليلة جسم للنحول ملازملفرط الضنا حتى حكى قلبها المضنا
اذا ذكرت حالاتها في حيوتهتؤجج نار الفقد في قلبها حزنا
فتبكيه والحيطان تبكي لصوتهافما بقعة الا وعبرتها سخنا
الى ان ارادت روحها العالم الذيبدت منه واشتاقت لموردها الاسنى
ففارقت الدنيا كراهة لبثهاورافقت الأخرى ولغمتها الحصنى
فناح لها المحراب اذ غاب نورهبفقدانها واستبدل الطخية الدجنا
وعين الليالي أقرح الدمع جفنهاعلى أنها تحيى باذكارها وهنا


الصفحة 222
وبشر النهار انهار طود ضيائهوعاد سراراً وجهه النير الأسنى
وزهرة ذي الدنيا ذوي غصن دوحهالفقدانها الذي يزهر الغصنا
وشمس النهار اسود بالكسف وجههاوجلل بدر التم خسف به اكتنا
فيا غبنة الدنيا لغيبة فاطمفصفقتها من بعد صفقتها غبنا
ليبكي عليها بالعفاف صلاتهاوحسن صلوة بالظلام اذا جنا
لتبكي المعالي الزهر اذ غاب نورهابغيبة زهر الكون عن ذلك المعنى
فمن ذا يعزى المصطفى فهو واجدلبضعته وجداً به يقرع السنا
ومن ذا يعزى المرتضى بقرينهلقد كسرت من رأس شوكته قرنا
ومن ذا يعزى الأحسنين بفادحنفى عن حسان المكرمات أسى حسنا


الصفحة 223
ومن ذا يعزى ربة الحزن زينبافما برحت من بعدها ثاكلا حزنا
فيا غيرة الله اغضبي من مصيبةأصابت لداني قاب قوسين أو أدنا
ببضعته الزهرا التي لم يزل بهايشيد ثناء طبق الانس والجنا
اتقضي برغم الدين مظلومة ولمتنل في سوى الليل البهيم لها دفنا
ويسر من خوف العدى جدث لهاوقبر عداها ظاهر شاهر يعنى
فاين رسول الله ينظر جسمهاكسى السوط منها الظهر والبطن والمتنا
وأين رسول الله ينظر ضلعهايكسره باغ قد استوجب اللعنا
وأين رسول الله ينظر صنوهيقاد بأمر ابن المزنمة اللخنا
وأين رسول الله ينظر محسناًوقد أسقطوه قبل أن يكمل السنا


الصفحة 224

الصفحة 225

الشيخ عبدالله العوي الخطي

شهدت نهايات القرن الحادي عشر نشاطاً للحركات السلفية في بلاد نجد من الجزيرة العربية، وامتدت هذه الحركات لتكتسح الجزيرة العربية حتى احتلت أكثر بقاعها، وانحسر عند ذاك المد الإمامي لينحصر في مناطق ضيقة من الجزيرة، وبقيت بلاد القطيف علامة متميزة في ولائها المذهبي لآل البيت (عليهم السلام) من أرض جزيرة العرب التي استفحلت عليها حركات السلفيين من الوهابيين لتنشأ حكومتها في قلب هذه البلاد، فخضعت بلاد الساحل الاخضر من الجزيرة إلى هيمنة الوهابيين ادارياً واستقلت عنها

الصفحة 226
عقائدياً، والتزمت بثقافاتها الامامية حتى صارت معقلا شيعياً مهما يحتضن مذهب آل البيت (عليهم السلام) وينافح من أجله.

كانت جهود القطيفيين تتركز فى المحافظة على المذهب الإمامي، فلما إستمكنت من ذلك انتقلت إلى حالة التثقيف المذهبي فبثت ذلك بين أهلها واخترقت بين الحين والآخر حدود القطيف لتكتسح ما أسسه السلفيون الذين اختلفت فلسفاتهم مع جميع المذاهب الإسلامية الأخرى، فالحوزات العلمية القطيفية أنشأت بعد شوط طويل قطعه علمائها من الجهاد والدعوة، والمعاهد العلمية احتضنت الكثير من أبنائها، والعلماء كل أدى دوره من أجل الدفاع عن مسلّمات المذهب وضروراته، فكانت المدارس الأدبية جنباً إلى جنب مع مدارس التحقيق العلمي، وتصدى العلماء لبث علوم آل البيت (عليهم السلام) كما تعهد الشعراء لاثبات حقوقهم المهضومة، فحظيت بلاد القطيف الطيبة بعلماء شعراء، جمعوا بين العلم وأضافوا له الابداع الشعري فجاءت طروحاتهم الأدبية متوجة بتحقيق علمي رائع.

كان في طلائع العلماء الشعراء الشيخ عبدالله العوي الخطي المتوفي سنة 1201 هـ، فهو من نوابغ العلم ومن رجال الصلاح والتقى، اسندت اليه سائر المهمات الشرعية فكان أحد أعلام زمانه.

أنشد في رثاء آل البيت (عليهم السلام) قصائد عدة، وكانت مظلومية السيدة الزهراء (عليها السلام)التي تحدّث فيها عن اسقاط المحسن أثراً واضحاً في قصائده، واليك بعضها:


الصفحة 227
[34] قال:

عجباً لنفس هلَّ شهر محرموتذكرت أرزاءه لم تحرم
فلتنزعن ثوب المسرة والهناولتلبسن ثوب السواد وتندم
تباً لها ما عذرها إذ أخبرتبمصائب السادات آل الأكرم
قوم هداة للانام وقادةوالدين لولا هديهم لم يعلم
قوم لهم من أصل كل منبأسر به نال النبوة فاعلم
هم فلك نوح في النجاة وآدمهم فلك موسى والمسيح ومريم
هم فلك كل خليفة وإليهمأعطى الإله ولاية المستعصم
جمعوا الفضائل والفوائد كلهافاليهم سلّم أمورك تسلم
تعساً لقوم ما وقوا لمحمدفي آله القربى بعهد أقدم


الصفحة 228
غالوا الوصي وللزكية أسقطواوقضى الزكي بسقي سم مؤلم
غدروا الحسين بما جرى من حقدهمونفاقهم بابن النبي الأعظم
لله يوم سار فيه لكربلاءوعليه ترمى حادثات الاسهم(1)

إلى آخر القصيدة.

____________

1- شعراء القطيف قديماً وحديثاً. الشيخ علي المرهون 43 مطبعة النجف 1385.


الصفحة 229

الشاعر حافظ ابراهيم

لعل أهم المشتركات بين المدارس الإسلامية المختلفة، تلك الثوابت التاريخية التي سبق تدوينها في مشاريع التاريخ الإسلامي، وأقرّتها من قبل الكتابات المهتمة بقراءة الحدث الإسلامي المجرد، والتي أرّخت أيّام الإسلام وأهلها، ومجريات الأحداث ووقائعها.

إلاّ أن محور الاختلاف بين هذه المدارس، هي المبتنيات العقائدية التي جرّت على الحدث الإسلامي لقراءته بما يخدم هذه المدرسة أو تلك، أي أن ثوابت التاريخ إذا تجردت عن مبتنيات الرؤى العقائدية والسياسية،

الصفحة 230
توحدت المدارس التاريخية إلى مدرسة واحدة، وأنتجت رؤية عقلائية موحدة في معرفة ملابسات الحدث، وتكاملت المشاريع التاريخية إلى وحدة تاريخية تقرر النتيجة وتشترك في الهدف.

فالقضية التي يدوّنها مؤرخ، تختلف في نتائجها عن القضية التي يؤرخها آخر، والرؤية التي يقررها الناقد، تفترق عن تلك التي يقررها غيرهُ، وهكذا تدور الاحداث حول محور الفلسفة الخاصة للمدرسة التي ينتمي اليها القارىء أو المؤرخ أو الناقد أو غير ذلك من هؤلاء.

وهكذا مأساة الزهراء (عليها السلام)، تتضارب فيها الفلسفات، وتُهزم من خلالها الرؤى فلا تكاد تقوى على الاقرار، ولا تصمد أمام الثوابت المسلّمة من قبل الجميع، وتنسحب هذه المحنة على القصيدة العربية كذلك، فترتكز في دواخل الشاعر رؤيته التقليدية التي ورثها من أسلافه الأقدمين.

وهي ما أظهرته مقطوعة شاعر النيل حافظ ابراهيم، حيث سلّم بحادثة الدار، وأكّدها على أنها ثابتةَ من ثوابت تراثه الذي اعتاد سماعه من قبل، إلا أن الرؤية التقليدية للاحداث تُزاحم هذه الثوابت فيقرأها من وجهة نظره، ويدوّن حادثة الاحراق على أنها مفخرة من مفاخر الخليقة، أثبت فيها جرأته أمام فارس المسلمين.

هكذا تصرّف بالحادثة هذا الشاعر، ولعل الاقرار الذي أخذه على نفسه هي الحالة الخجلة التي تعاني منها المشاريع التنظيرية، فتختفي هذه الحادثة أحياناً وتظهر أخرى على أنها من، أروع المفاخر، وتعتاد هذه المشاريع على توجيه العثرات التاريخية فتحيلها إلى مكرمات لتنسحق بها حقائق

الصفحة 231
ومسلّمات.

ان مقطوعة الشاعر حافظ ابراهيم جاءت شهادة لتاريخ المأساة، وشهادة للتسويف الذي يُحدِثه المشروع التنظيري من أجل قراءة التاريخ، وليقدّم عينةً مهمة من عينات صياغة المشاريع الحاكمية التي قرضت نفسها على الحقيقة التاريخية، مستهينة بمشاعر الأمة وأحاسيسها.

* * *

[35] قال في مقطوعته التي يمدح بها الخليفة الثاني.

وقولةِ "لعلي" قالها "عمر"اكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرّقتُ دارك لا أُبقي عليك بهاان لم تبايع وبنتُ المصطفى فيها
ما كان غيرُ "أبي حفص" يفوه بهاأمام فارس "عدنان" وحاميها(1)

____________

1- ديوان حافظ ابراهيم 1: 82 دار العودة بيروت.


الصفحة 232

الصفحة 233

الشيخ سلمان البحراني التاجر

يحق للباحث القول أن الثقافة الأدبية البحرانية قد تعدّت الحواجز الطبيعية لتتصل بثقافة الحوزة النجفية يوم كانت هذه الثقافة تمتد لتشمل فضلا عن الثقافة الأدبية الحلية، المنتديات الشامية ومحافل الاحساء الأدبية، ولعل الذي يؤكد ذلك، أن الثقافة الأدبية الملتزمة التي شهدتها حاضرة البلاد البحرانية قد قدّمت رؤية واضحة للتوجه الذي يحمله الاديب البحراني وهو في مخاضاته الصعبة التي يحاول فيها التأكيد على هويته الإسلامية المنتمية الى مدرسة آل البيت الاطهار (عليهم السلام)، فالربى

الصفحة 234
الساحلية لبلدان الخليج العربي تجتاحها زوابع ثقافية تنتمي إلى وجودات سياسية عقائدية تُلقي بثقلها على التوجهات القاطنة هناك محاولة منها لادخالها ضمن هيمنتها الثقافية السلطوية، والثقافات الأصلية لبلدان الحواضر الخليجية تُهيمن في وجودها على الثقافات المرتجلة القادمة من هنا وهناك فتصبح الثقافة الشيعية هي الأصل في ترسيم الدالة الأدبية الخليجية، والبحرين التي عانت من نزعات عقائدية حاكمية بقيت محتفظة بهويتها الشيعية مؤكدة اصالة انتمائها لمدرسة الولاء الطاهر الذي أكده الأديب البحراني وقدّمته قصائده الزاخرة بالولاء والحب والفداء لآل البيت الطيبين (عليهم السلام).

فالقصائد التي قدّمها الشاعر سلمان البحراني ترجمة للحركة الادبية البحرانية الناضجة، وهي تحمل في طياتها عمق الانتماء للمدرسة المقدسة، وتؤكد في دلالتها أصالة الانتماء البحريني الى الأئمة الاطهار (عليهم السلام).


الصفحة 235
[36] قال من قصيدة له في رثاء الزهراء (عليها السلام) واسقاط المحسن:

قف على قبر فاطم بالبقيعبعد مرق الحش وسكب الدموع
والثم الترب من حواليه وانشقمن شذاه نسيم زهر الربيع
وأبلغنها السلام عني فانيلمروع فيها يخطب مريع
وتذكر أذية القوم فيهاوابك حزناً وعج بقبر الشفيع
قف به موقف الحزين ولكنلابساً بردتي تقى وخشوع
واشك ما قال بنته من كروبمفجعات تشيب رأس الرضيع
قل له أيها النبي شكاةلك عندي مشفوعة بدموعي
فأعرني منك المسامع فيهافصداها يصم اذن السميع
إن تلك التي على بابها الاملاك تبدي الخشوع بعد الخضوع
قد أحاطوا بالنار منزلها السامي بتطهيره بشأن رفيع
اسقطوها بالباب محسن عصراًبعد تأليمها بكسر الضلوع
دخلوا بيتها عليها وقادوابعلها المرتضى بحال فظيع
عجباً كيف في نجاد له قيدوقد كان قائداً للجموع
فعدت خلفه تجر من الصون ذيولا جيوبها من دموع
ودعت فيهم ارجعوا لي ابن عميأو لأشكو إلى المجيب السميع
فتلاقوا من البتولة ما لواغفلوه لزلزلوا عن سريع


الصفحة 236
غصبوها حقوقها منك ظلماًوبعين الآله غصب الجميع
طلعت تصحب الشهود من البيتكشمس النهار عند الطلوع
وبدت تفرغ البراهين منفيها بأسماعهم بأي سطوع
فأجيبت لكن برد شهودبعد تكذيب صوتها المسموع
منعوها من البكاء علىرزؤك يا خير فاجع مفجوع
قل لدار الاحزان ما زلت لا زالت ضلوعي تحوي قبور البقيع
ما هو السرحين تدفن سراًوجهاراً أتوا إلى التشييع
يالها من مصائب قد دهتهارمت الشم من شجى بصدوع
ولعمري لحزن زينب أشجىلأجل مسمومها وندب الصريع(1)

[37] وله قصيدة أخرى في رثاء الرسول (صلى الله عليه وآله) وما جرى على آل بيته بعده:

اتبكي على رسم بدارة ثهمدعفته الليالي فهو كالوشم في اليد
وتصبو إلى تذكار مسرح لذةوملعب أفراح لشاد وأغيد
لك الويل فاعزب عن خلالك واتخذمن الوجد سربالا لحزن مجدد

____________

1- رياض المدح والرثاء: 316.


الصفحة 237
فلست ترى والله ما عشت فادحاًبأفجع من رزؤ النبي محمد
نعته إلى علياه علياء نفسهوعزا به التوحيد كل موحد
وهم بأن يوصي بثقليه قومهوبالعكس هم فيما يريد بمرصد
وقال أناس ظل يهجر أحمدونجم هوى ما ضل بل وحي مرشد
وكم غصص قد جرعوه أقلهاليشعل ناراً في حشى كل جلمد
إلى أن قضى فانقضت الشهب للثرىلتشبيعه في بنت نعش وفرقد
وقام يعزيه إلى عالم السماءأخو الوحي في نوح الحمام المغرد
ومزقت الدنيا عليه فؤادهاوشق عليه الدهر جيب التجلد
وأظلم وجه الكون والشمس ألبستبثوب من الاحزان بالكسف سود


الصفحة 238
وعين الهدى لم ترق دمعتها أسىعليه ولا زالت بجفن مسهد
قضى نحبه فلننتحب لافتقادهأرامل كانت منه في خير مسند
قضى فقضت ما تشتهيه بآلهعدي وتيم وهو غير ملحّد
زووا صنوه عن حقه ورقوا علىمنابره يهذون هذّيَ المعربد
خلا منبر منه بناه بسيفهولم يخل متن الطرف منه بمشهد
وحاطوا بنار الجزل للوحي منزلاوقادوا علياً في نجاد المهند
وفاطمة بالباب اسقط حملهابعصر شديد مؤلم عن تعمد
وكسرن منها أضلع ليت أضلعيفدتها وان لم تكف بالنفس أفتدي
ولفعها ذاك الزنيم بلطمةعلى وجنة الخد إلا سيل المورد


الصفحة 239
ومن حقها ابتزوا تراثاً ونحلةوردوا شهوداً صوتها صوت أحمد
وكم سيئات سودت أوجهاً لهمجنوها على أهل الكساء الممجد
فناشد بهم شورى السقيفة كم بهابنوا من أساس بالضلال مشيد
هم عمموا بالسيف هامة حيدروهم قطعوا بالسم كبد المسدد
وهم حشّدوا تلك الجنود وحاربوابها ذلك الممنوع عن عذب مورد
وهم كسّروا أضلاعه لا أميةبجرد عليه كم تروح وتغتدي
وهم أحرقوا تلك الخيام بنارهموهم نهبوا ما في الخباء الموطِد
وهم رفعوا تلك الرؤوس كأنهامصاحف من فوق القنا المتقصد
وهم قيّدوا ذاك العليل وهم مشوابزينب حسرى تستر الوجه باليد


الصفحة 240
وهم قنّعوها بالسياط وفي المطاهم ركبوها بعد خُدر محمد
وهم أدخلوها في الشام وأشمتوايزيد بها بل كل واش وملحدِ
وهم لا بنو العباس شادوا بنائهمعلى جثت للآل في كل معهد
وهم شردوهم في البلاد وأسهرواعليهم عيوناً بالبكا غير هجد
كمثل ابن موسى قاسم مات نازحاًبارض بكت فيه لا كرم سيد(1)

[38] وله في رثاء الامام علي (عليه السلام) ويخلص الى رثاء الزهراء (عليه السلام) واسقاط المحسن
اي رزؤا شجى الرسول النبياوالبتول العذرا وأبكى الزكيا
ولزند الاحزان فيه حسينقدح الكائنات نعياً شجيا
يوم جبريل في الملائك نادىفي السما ناعياً اليهم عليا
يوم فيه ابن ملجم لقطامغال بالسيف في السجود الوصيا
كم حباه وكم كساه ورباه وأدناه حيث كان قصيا

____________

1- رياض المدح والرثاء: 320.


الصفحة 241
لم يزد في العتل الا عتواًونفوراً منه وكان شقيا
لو تراه والليل داج يناجيوسط محرابه الفخيم العليا
قلت موسى بطور سينا له اللهتجلى فخر يدعو نجيا
يغسل الارض بالدموع خشوعالو سقت ميت زرعها قام حيا
يلبس الليل خلعة من سناهفيحيل الظلام صبحاً مضيا
والمرادي فيه يختلس القــيلة اذ ذاك بكرة وعشيا
خضب الشيب منه في عشق رودارشفته رضابها السكريا
فغشى الخطب أرض كوفان حتىزلزل الحيرة الأسى والغريا
فار تنور نوحها بزفيرفاض فيه طوفان نوح دويا
ولأهل السماء قام عزاءود عرش الإله فيه الهويا
غيل شهر الصيام في خير من صام وصلى به وناجى مليا
فخلا منبر حلا فيه بالوعظوأضحى بالعطل يكس حليا
ونعاه الميمون والدرع والسيفولدن بالبأس طال الثريا
واستعدت للثكل عليا قصيمذ علاها قد كان فيه قصيا
غلب الحزن غالباً حيث فيهفقدت حبلها المتين القويا
جذعت فيه انف فهر بغيقتلت هاشماً وأحيت أميا


الصفحة 242
فغدت تلطم الوجوه لؤيولوت جيدها تنخ بكيا
وأناخت على نزار شجونلفعت بالدموع منها المحيا
يا سماء إما طاولتها سماءكيف طال الشقي منك الثريا
عجباً كيف شق منك جبيناًولك السيف كان خلا صفيا
كيف لم تنكفأعليه سما بأسك سخطاً فلم يكن بعد شيا
جفن كعب قد كان ينجل بالدمعفلما فقدت صار سخيا
كادت الارض أن تميد بمن فيهاوتطوى السما لرزؤك طيا
يابن شيخ البطحا ومن كان فبيناالفارس الشهم والفتى العبقريا
كنت باباً إلى مدينة علمالمصطفى والمهذب اللوذعيا
وبك الله قد تجاوز عن آدم واختاره اليه صفيا
وعلا فيك شان ادريس حتىنال من ربه مكاناً عليا
وابن متي لولاك بات ببطنالحوت للحشر دائماً سرمديا
وخليل الرحمن لولاك ما كانت عليه النيران برداً دفيا
وليعقوب يوسف حزنه وفقبكا أحمد على ابنك حيا
وبيحيى جبريل بشّر قدماًحيث والاك شيخه زكريا
وبك الروح بكر مريم يدعوفاذا الطين صار خلقاً سويا
طبت في الساجدين حلياً ورحماًفعليك السلام ميتاً وحيا