الصفحة 243
كيف تزوى من الخلافة يا منكان للمصطفى أخاً ووصيا
فيك قد شد أزر أحمد حتىشدت من دينه بناءً عليا
وعجيباً تقاد يا قائد الغربحبل وكنت ليثاً جرياً
ما خلا منك منبر الحرب يوماًوأرى منبر النبي خليا
أدروا في عدو لهم عنك ان قدقلدوا عهد أحمد السامريا
بك باهى الآله في الحجب املاكاً وسماك في السماء اليا
لك علم بكل شيء محيطومزاياً تفوق بالندريا
ومعان تجل في الحسن من أنيدرك العقل كنهها المعنويا
اين يا ندب راح عنك اباءفيك قد شخص الابا الهاشميا
حين بالنار حيط منزلك السامي ولا حطت بالعذاب عديا
ولدى الباب فاطماً أسقطوهامحسناً فاشتكت ونادت اليا
يابن عمي يا كاشف الكربأدركني واظهر من العجائب شيا
لم تغثها مما دهاها به قنفذاذ كنت أنت ذاك الابيا(1)

____________

1- رياض المدح والرثاء: 307.


الصفحة 244

الصفحة 245

الشيخ علي بن
الشيخ حسين بن محمد البلادي البحراني

امتداد للمدرسة الأدبية البحرانية، والتي جعلت في أولوياتها الدفاع عن قضية آل البيت (عليهم السلام) علامة متميزة لها، واحتلت مظلومية السيدة الزهراء (عليها السلام) طليعة ذلك التوجه الأدبي.

تصدّى لتأريخ "القضية الفاطمية" في كتابه وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام)وضمّنه الكثير من قصائده، فهو بقدر ما قدّم القضية على المستوى التاريخي، صاغها بنماذج أدبية من شعره، فكانت مقطوعاته الأدبية متأتية من تحقيق تاريخي رائع، وتحدّث عن واقعة الاسقاط لتكون الدليل القطعي على

الصفحة 246
مجريات الأحداث الفاطمية وكأن إسقاط المحسن (عليه السلام)، جاء بعد الافراغ عن كونه من مسلمات الامامية، عندها استعان به دليلا أثبت فيه مظلومية السيدة الزهراء (عليها السلام).

ولعل عرضاً سريعاً لبعض مقطوعاته الأدبية المأخوذة من كتابه "وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام)"، تأكد ما قدّمناه:

* * *

[39] قال في رثاء الزهراء (عليها السلام) واسقاط جنينها.

دكدك القوم مسجدكغصبوا فاطم فدك
أسقطوها جنينها وهيمخدومة الملك
اسخطو في أذائهامن إلى الملك قد ملك
قنّعوها عداوةبسياط على الحنك
غير خاشعين للذيللسموات قد سمك
فاعتدت وهي صارخةإذ لها الضرب قد نهك
بأبيها وقلبهاللاسى فيه معترك
يا أبي كنت بدرناأن ألمت بنا الحلك


الصفحة 247
غبت عنا فلم نزلمن أذى القوم في شرك
ليس منهم سوى الذيفي أذانا لقد شرك
فعلى القوم لعنةكلما حرك الفلك(1)

[40] وقال ايضاً:

أفبعد فاطمة البتول ودفنهابالليل عين لا تجود بمائها
أم نفس من يهوى ولاها ترتديبردى لها من بعد طول عنائها
لا بل جدير بعد وشك عنائهاحزناً مذيب النفس عن اقصائها
فلقد قضت مكظومة وتراثهاترنوه شزراً في يدي أعدائها
مضروبة بالسوط حتى انهاأبدت نحيباً من عظيم أذائها
مسقوطة لجنينها تبدي أسىلأنينها وجداً على ابنائها
فليبكها عين المحب بمدمعجار كعين السحب في اجرائها(2)

____________

1- وفاة فاطمة الزهراء للشيخ علي البلادي البحراني: 29.

2- نفس المصدر.


الصفحة 248

الصفحة 249

الحاج جواد بدقت

إذا عُرِفتْ النجف الأدبية في القرن الثالث عشر بفحول شعرائها المجيدين كالشيخ عبد الحسين شكر، والشيخ حبيب شعبان وأمثالهما، وإذا عُرفت الحلة الأدبية إبّان ذلك القرن بعظام أدبائها كالسيد حيدر الحلي والشيخ صالح الكواز وأمثالهما، فان الحائر الحسيني قد شهدت أرضه المقدسة نهضتها الأدبية أواسط القرن الثالث عشر على يد زعيم هذه النهضة الحاج جواد بدقت والذي مثّل مدرسة الحائر الحسيني بكل فنونها الأدبية وأغراضها الشعرية.


الصفحة 250
التقت هذه المدارس الأدبية في طموحاتها التنظيرية التي أكدت فيها على ايجاد طروحاتها الموجهة، والتي أكدت من خلالها سياقات المدارس الأدبية الرثائية التي برهنت أن الرثاء لم يكن الغاية الوحيدة المتوخاة من المشروع الأدبي، بل أن استعراضاً تاريخياً تحمله هذه المشاريع الرثائية، وتقديماً متكاملا لوجهة نظر الطائفة المفجوعة من المأساة التي حلت في فناء البيت النبوي المقدس، والذي جرّت تبعاتها على أتباعهم الميامين بما في ذلك مبتنياتهم العقائدية، وفلسفاتهم الثقافية، إذن فالمشروع الأدبي التي تقدّمه هذه المدارس ليس ترفاً أدبياً، أوغاية فنية، بقدر ما هو ضرورة ملحة للتعبير عن دواخل الأمة وهواجسها.

استطاع الحاج جواد بدقت، والذي هو من رواد المدرسة الأدبية الحائرية أن ينزع إلى التعبير عن طموحات مدرسته الرثائية، وكان رثائه الحسيني الذي يستطرد به تاريخ الأمة، يوقفه عند مأساة السيدة الزهراء (عليها السلام)، وكأنه الديباجة المتأخرة التي تبدأ بها فاجعة الطف حيث تنتهي، والمقدمة التي مهدت لفاجعة الطف حيث تبدأ.

ولد الحاج جواد بدقت في كربلاء عام 1210 هـ(1)، وتوفي فيها سنة 1281 هـ ودفن هناك رحمه الله تعالى.

كان فاضلا أديباً، مشهور المحبة لأهل البيت (عليهم السلام)، من مشاهير شعراء القرن الثالث عشر، وديوانه لا يزال مخطوطاً وفيه قصائد عامرة.

ومن رثائه الحسيني ـ الفاطمي هذه المقطوعة:

____________

1- عن أدب الطف 7: 144.


الصفحة 251
[41] قال:

فوق الحمولة لؤلؤ مكنونزعم العواذل انهن ضعون
لم لقبوها بالظعون وانهاغرف الجنان بهن حور عين

ومنها:

يا قلب ما هذي شعار قيمولعل حال بني الغرام فنون
خصص مخطبك غير طارقة الهوىان الهوى عما لقيت بهون
ما برحت بك غير ذكري كربلافاذا قضيت بها فداك يقين
ورد ابن فاطمة المنون على ظماان كنت تأسف فلتردك منون
ودع الحنين فانها العظمى فلاتأتي عليها حسرة وحنين
ظهرت لها في كل شيء آيةكبرى فكاد بها الفناء بحين
بكت السماء وما ولم تبرد بهكيد ولو ان النجوم عيون


الصفحة 252
ندبت لها الرسل الكرام وندبهاعن ذي المعارج فيهم مسنون
فبعين نوح سال ما أربى علىما سار فيه ملكه المشحون
وبقلب ابراهيم ما بردت لهما سجر النمرود وهو كمين
ولقد هوى صعقاً لذكر حديثهاموسى وهوّن ما لقى هارون
واختار يحيى أن يطاف برأسهوله التأسي بالحسين يكون
وأشد ما ناب كل مكونمن قال قلب محمد محزون
فحراك تيم بالضلالة بعدهللحشر لا يأتي عليه سكون
عقدت بيثرب بيعة قضيت بهاللشرك منه بعد ذاك ديون
برقيِّ منبره رقى في كربلاصدر وضرج بالدماء جبين


الصفحة 253
لولا سقوط جنين فاطمة لماأودى لها في كربلاء جنين
وبكسر ذاك الضلع رضت أضلعفي طيها سر الإله مصون
وكذا علي قوده بنجادهفله علي بالوثاق قرين
وكما لفاطم رنة من خلفهلبناتها خلف العليل رنين
وبزجرها بسياط قنفذ وشحتبالطف من زجر لهن متون
وبقطع تلك الاراكة دونهاقطعت يد في كربلا ووتين
لكنما حمل الرؤس على القناأدهى وان سبقت به صفين
كلٌ كتاب الله لكن صامتهذا وهذا ناطق ومبين(1)

____________

1- أدب الطف للسيد جواد شبر 7: 150.


الصفحة 254

الصفحة 255

الشيخ حسن بن محمد الدمستاني

كانت بدايات القرن الثاني عشر الهجري، بداية للتحرك السلفي الذي اجتاح جزيرة العرب، وكانت أرض القطيف ممن نالها هذا الاجتياح الفكري والغزو العقائدي السلفي، وطبيعي أن الحوزة العلمية البحرانية التي ضمّت بين أحضانها علماء أفذاذ أوقفوا أنفسهم للدفاع عن فكر آل البيت (عليهم السلام)، وصد الشبهات القادمة من خلف حدود الوطن الإسلامي، وجدت ـ هذه الحوزة ـ أن القطيف ذات التاريخ الشيعي العريق قد استهدفت من قبل حملات السلفيين العقائدية، وكان لابد من العلماء أن يسجّلوا حضورهم في

الصفحة 256
الدفاع عن ضرورات المذهب ومسلماته، فعمدوا الهجرة إلى الارض القطيفية ذات النزاع العقائدي المستجد وحلّوا في ربوع هذه الارض الطبيعة لانشاء الحاضرة العلمية هناك، فانبثوا في نواحيها المختلفة، ورابطوا على ثغورها المهددة، فحصّنوا أهلها من أي زيع، وحفظوا بيضتها عن أي انحراف.

كان الشيخ حسن الدمستاني، من العلماء الافذاذ الذين سجّلوا حضورهم العلمي لصد ما ورد على القطيف الامامية، وحل عند أهلها، وقام بين ظهرانيهم للذود عن حياض العقيدة الحقة، وجنّدَ أهلها للدفاع عن تاريخهم ومبتنياتهم الفكرية، فخرجت ـ بحمد الله تعالى ـ أمةً كاملةً من جنود العقيدة والولاء.

قال صاحب الاعيان في ترجمته:

"هو الشيخ حسن بن محمد بن علي بن خلف بن ابراهيم بن ضيف الله بن حسن بن صدقة البحراني الدمستاني: والدمستاني نسبة الى دمستان قرية من قرى البحرين أصله منها ثم جاء إلى القطيف وتوفي فيها سنة 1181 هـ.

كان عالماً فاضلا فقيهاً محدثاً رجالياً محققاً مدققاً ماهراً في علمي الحديث والرجال أديباً شاعراً، قال في حقه صاحب أنوار البدرين: العالم الفاضل العلامة المحقق الفهامة التقي النقي الاديب كان من العلماء الاعيان ذوي الاتقان والايقان وخلص أهل الولاء والايمان زاهداً عابداً تقياً نقياً ورعاً شاعراً ناثراً مخلصاً في محبة أهل البيت (عليهم السلام) وله أشعار كثيرة في

الصفحة 257
المراثي. وقال: كان مع ما هو عليه من العلم والفضل يعمل بيده ويشتغل لمعيشته وعياله حدثني الثقة الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح انه وردت مسائل من علماء أصفهان إلى علماء البحرين بواسطة حاكم البحرين من قبل دولة ايران فأرسل الحاكم تلك المسائل إلى علماء البحرين ليجيبوا عنها ومن جملة من أرسل اليهم صاحب الترجمة فجاء الرسول إلى دمستان وهي قرية صغيرة وأهلها فقراء وأكثر أرضها تسقى بالدلاء فسأل عن الشيخ فدل عليه قرأى رجلا رث الهيئة يسقي بالدلاء لأرضه التي فيها بعض الزرع والنخيل فظن انهم يهزأون به فغضب وضربهم فسمع الشيخ ذلك فجاء إلى الرسول وأخبره انه هو المراد سؤاله وكان عنده صبية تساعدهُ فأرسلها فجاءت بدواة وكتب الجواب بدون مراجعة كتاب فعجب الرسول من ذلك... أما مؤلفاته:

1 ـ انتخاب الجيد من تنبيهات السيد وهو منتخب كتاب تنبيه الاريب في ايضاح رجال التهذيب للسيد هاشم البحراني.

2 ـ منظومة في نفي الجبر والتفويض.

3 ـ منظومة في أصول الدين.

4 ـ ارجوزة في اثبات الامامة والوصية.

5 ـ ارجوزة في التوحيد.

6 ـ رسالة في التوحيد.

7 ـ رسالة في استحباب الجهر بالتسبيح.


الصفحة 258
8 ـ أوراد الابرار في مأتم الكرار.

له شعر كثير... وله مراث جليله مشهورة تقرأ في المجالس الحسينية.. ومن شعره في رثاء الحسين (عليه السلام) منها.

اتغتر من أهل الثناء بتمجيدوانك من عقد العلى عاطل الجيد
فقم لاقتحام الهول في طلب العلىبسمر القنا والبيض والقطع للبيد
ألم تر أن السبط جاهد صابراًبانصاره الصيد الكرام المذاويد

وله أيضاً:

تنسي المواقف أهليها مواقفهمبصبرهم في البرايا يضرب المثلُ
ذاقوا الحتوف باكتاف الطفوف عــلى رغم الانوف ولم تبرد لهم غلل
أفدي الحسين صريعاً لا صريخ لهالا صرير نصول فيه تنتصل
والطعن مختلف فيه ومؤتلفوالنحر منعطف والعمر منبتل
اليس ذا ابن علي والبتول ومنبجده ختمت في الأمة الرسل"(1)

____________

1- أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين 5: 260.


الصفحة 259
[42] قال في رثائه للسيدة الزهراء عليها السلام:

دعي عدى لم تدع من دعامةلدين الهدى الا هدمت أساسها
ولا سنة أشاد النبي بنائهالأمته الا أردت اندراسها
ترصدت تبغي الخلافة فرصةفراقبتها حتى اجدت اختلاسها
شمتِ بموت المصطفى وشتمتهوعاطيت أرباب الشماتة كاسها
وبضعته أسقطت ضغناً جنينهابضغط كما بالسوط قنّعت راسها
وغادرتها ولضاء مطوية الحشاعلى زفرات لا تطيق احتباسها
وأبعدتها عن ارثها وأشعت فيدعايا عدى لينها وغراسها
تغشاهم اللعن الإلهي كلمانفى مدمع العين السجوم نعاسها


الصفحة 260
[43] وقال أيضاً:

فاق النفاق وخر الدين منصدعاغداة أصبح وحي الله منقطعا
وأزمعت عصبة عصب الوحي ولنتعبأ بنص له المختار قد صدعا
قادوه قسرا لتضليل وذوي إحنلادين يحميه عن اثم ولا ورعا
فأقبلت فاطمة الزهراء حاجزةعنه ومحجرها بالدمع قد همعا
ترجو النبيلة أن ترعى فما رعيتبل روعت لا لهم رب السماء رعا(1)

____________

1- وفاة فاطمة الزهراء للشيخ علي الشيخ حسين البلادي البحراني: 27 المكتبة الحيدرية النجف 1965.


الصفحة 261

الشيخ عبد الحسين صادق العاملي

جمع بين بيئتين النجفية التي هي مولده، والعاملية التي هي أصوله ومحتدهُ، أي جمع بين ثقافتين ثقافة النجف التحقيقية الأدبية، وثقافة جبل عامل العلمية الأدبية، فأخذ من تلك نبوغها متأثراً بتيارات النجف العلمية والحلة الشعرية فضلا عن التيارات الادبية العراقية كمدرسة البغداديين وغيرها، وورث من الأخرى أصالة الأدب الشامي ليقطع شوطاً آخر قطعه شعراء عامل اللذين كانت مدرستهم تقابل المدرسة المصرية الأدبية التي لها

الصفحة 262
لونها الخاص وتوجهاتها المعروفة.

كان الشعر العاملي قد تأثر ببيئته الجميلة وروعة الطبيعة العاملية التي خلقت من الشاعر رقة في الاحساس تميز عن الشعر الحجازي مثلا الذي إنعكست عليه شدة الظروف البيئية القاسية ذات الطبيعية الصحراوية، فجاءت مقطوعات الحجازيين شديدة لها وقعها البدوي المتميز.

في حين استلهمت الأدبيات العاملية جمالية البيئة حتى انعكست هذه على نتاجات العامليين فتجدها رقيقة لطيفة.

جمع الشيخ عبد الحسين العاملي رحمه الله بين احساسات العامليين الأدبية الرقيقة وبين توجهات المدرسة العلمية النجفية، وحاول الجمع بين هذين التوجهين ليخرج شعره رقيقاً يلتزم الجنبة العلمية التحقيقية، فربّ شعر رقيق يعبّر عن وجدانيات صاحبه يُلغي عن حساباته التحقيق العلمي، ورب شعر تحقيقي ينقل الغرض فقط دون أن يؤثر في مشاعر القارىء أو السامع واحساساته، إلاّ أن شعر الشيخ عبد الحسين العاملي قدّم النموذجين في قصيدة واحدة فراعى الجانب التحقيقي ليحافظ في نفس الوقت على رقه: إحساسه ومشاعره الجياشة.

كانت قصائده الفاطمية فصلا مهما من تأريخ الأدب الفاطمي حيث أكد المأساة ونقل فاجعة إسقاط المحسن في مقطوعته وعبّر عنها بحديث الباب، وهي رمزية رائعة استخدمها الشاعر لا لشيء، بل إشارة ذكية تؤكد أن واقعة الاسقاط صارت احدى بديهيات التأريخ الفاطمي فيبتعد عن سردها ليجعل القارىء نفسه يتكفل في معايشتها أو في معرفتها إن لم ترتكز في

الصفحة 263
مشاعره بعدُ واقعة الاسقاط، لذا تجده قد عبّر عن حديث الباب واشار إليه فقط ثم انتقل سريعاً إلى فصول المأساة الفاطمية.

ولد الشيخ عبد الحسين العاملي في النجف سنة 1282 هـ ونشأ فيها ثم انتقل إلى جبل عامل وعاد إلى النجف بعد وفاة أبيه فأخذ عن علمائها مثل الشيخ ميرزا حسين ابن ميرزا خليل وهو من الطبقة الأولى في الشعراء، جرت بينه وبين السيد حسين القزويني مراسلات كثيرة منظومة ومنثورة من ذلك قصيدة أولها:

* * *

غرامي غرام الظبي مقتنص الخشفونوحي نوح الورق فاقدة الألف

توفي في أوائل ذي الحجة سنة 1361 وفي النبطية ودفن فيها.

قال في بعض مرثياته:

سل كربلا والوغى والبيض والأسلامستحفياً عن أبي الضيم ما فعلا
أحلقت نفسه الكبرى بقادمتيابائه ام على حكم العدا نزلا


الصفحة 264
غفرانك الله هل يرضى الدنية منلقاب قوسين أو أدنا رقى نزلا

إلى أن يقول:

أحيا ابن فاطمة في قتله أممالولا شهادته كانت رميم بلا
تنبهت من سبات الجهل عالمةضلال كل امرء عن نهجه عدلا

إلى آخر قصيدته.

وقال في رثاء أبي الفضل العباس (عليه السلام)
بكر الردى فاجتاح في نكباتهنور الهدى ومحاسنا سيمائه
ورمى فأصحى الدين في نفاذهوارحمتاه لمنتهى أحشائه
يوما به قمر الغطارف هاشمصكت يد الجلى جبينه بهائه
سيم الهوان بكربلاء فطار للعزالرفيع به جناح ابائه

إلى أن يقول:

يا مبكياً عين الامام عليكفلتبك الانام تأسياً لبكائه
ومقوساً منه القوام تأسياًبالسبط في تقويسه وحنائه
أنت الحري بأن تقيم بنو الورىطراً ليوم الحشر سوق عزائه

وله في رثاء الحسين (عليه السلام):


الصفحة 265
إذا نصل سيف أم هلال محرمإذا شفق للافق ام علق الدم
اهذي السما ام كربلا أممضارب لا ل علي ام بروج لا نجم

إلى أن يقول:

كأن العوالي والمواضي بعينهغوان نحته وهو جد متيم
فقابلها من وجهه بطلاقةوبشر ومن فيه بلطف تبسم
ألا بأبي ظمآن قلب ومهجةومن بشره ريان ثغر ومبسم
قضى نحبه للدين هدياً مغادراًبنات رسول الله ثاكلة الحمي
عليه عيون المؤمنين تعجزتعيوناً ليوم الحشر نفاحة الدم(1)

[44] ولحجة الإسلام آية الله الشيخ عبد الحسين صادق العاملي مرثيةً فاطمية قال فيها:

أنائحة مثلي على العرصة القفراتعالي اقاسمك المناحة والذكرى
حديث الجوى يا ورق يرويه كلناعن العبرة الوطفاء والكبد الحرا
كلانا كئيب يتبع النوح أنةإذا ما وعاها الصخر صدّعت الصخرا

____________

1- راجع في ترجمته أعيان الشيعة للسيد الأمين 7: 435.