خذي لك شطراً من رسيس مبرّح | ولي منه ياذات الجناح ذري شطرا |
خلا انها تبكي وما فاض دمعها | واجريتها من مقلتي أدمعاً حمرا |
فلا جمر أحشائي يخفف عبرتي | ولا عبرتي في صوبها تخمد الجمرا |
وقائمة وهي الخلية من جوى | معرّسه اضحى الحيازم والصدرا |
رويدك نهنه من غرامك واتخذ | شعاريك في الخطب التجلد والصبرا |
فقلت وراك فاتني الصبر كله | لرزء اصيبت فيه فاطمة الزهرا |
غداة تبدت مستباحا خباؤها | ومهتوكة حجب الخفارة والسترا |
على حين لا عين النبي أمامها | لتبصر ما عانته بضعته قسرا |
على حين لا سيف الرسول بمنتضى | الغرار ولم تنظر لرايته نشرا |
على حين لا مستأصل من يضيمها | ولا كاشف عنها الحوادث والشرا |
(بنحلتها) جاءت تطالب معشرا | بدا كفرهم من بعدما اضمروا الكفرا |
عموا عن هواها ثم صموا كثيرهم | كأن بسمع القوم من قولها وقرا |
لقد ارعشت بالوعظ صل ضغونهم | فثاروا لها والصل ان يرتعش يضرا |
فلو انهم اوصى النبي بظلمهم | لها ما استطاعوا غير ما ارتكبوا أمرا |
وانى وهم طوراً عليها تراثها | ابوا وابوا منها البكا تارة اخرى |
وهم وشموها تارة بسياطهم | وآونة قد اوسعوا ضلعها كسرا |
وخلي حديث "الباب" ناحية فما | تمثلته الاجرت مقلتي نهرا |
بنفسي التي ليلا توارت بلحدها | وكان بعين الله أن دفنت سرا |
بنفسي التي اوصت باخفاء قبرها | ولولاهم كانت بأظهاره أحرى |
بنفسي التي ماتت وملء برودها | من الوجد مالم تحوه معه الغبرا |
رموها بسهم عن قسي حقودهم | فاصبح فيما بينهم دمها هدرا |
عليها سلام الله لا زال واصلا | لها فصلاة الله ما برحت تترى |
[45] وله رحمه الله في مدحها
خذ في مديحك للبتول | حظين من طول وطول |
قل للقريحة في مهذب مد | حة فيضي وسيلي: |
ولفيك قل فه في حد | يثك غير محسود كليل |
قل للبتول عظيم فضـ | ـل لم يدنس بالفضول |
هي قبل كل مكوّن | قنديل عرش للجليل |
هي صفوة للخلق سيـ | ـدة لنسوة كل جيل |
هي للقبيل عقيلة | ومليكة هي للعقول |
هي للنبي وللوصي | وللزكي وللقتيل |
مقرونة في عصمة | عن كل مذموم وبيل |
هي لبوة نبوية | محجوبة في خير غيل |
سكن لحيدرة وحيـ | درة هزبر للرسول |
من ذين قرت عينه | في مشبلين وفي شبول |
كفوين من نسب قصير | مستنير مستطيل |
بحرين ملتقيين ليس | لكل بحر من عديل |
كل يفيض معينه | بعذوبة من سلسبيل |
جلت حليلة حيدر | لو لم يكنه عن حليل |
سبقت بحلبة كل فضل | كل ذي فضل نبيل |
صعدت محلقة فصو | ب كل عقل للنزول |
وصلت لحد لم يصله | كل ذي شرف جليل |
هي رحمة للمسلمين | ورحمة للمستنيل |
وشفيعة مرضية | لله في يوم مهول |
شخصت به مقل وفر | به خليل عن خليل |
هل غير بنت محمد: | للخلق من ظل ظليل |
الشيخ صالح الكواز
إحتضنت الحلة السيفية أو المزيدية الفيحاء، مدرستين كان لهما الأثر البالغ في ترسيم معالم النهضة الفكرية للمدرسة الإمامية إبّان القرن الخامس الهجري حين تأسيسها أنذاك، على عهد نوابغها المتعاقبين عليها كالمقدسين الطاوسيين، أو المحققين الحليين، وغيرهم من رواد المدرسة الفقهية الحلّية التي كانت رائدة تقديم الفقه الإسلامي بطروحاته الإمامية المباركة في بلاد الرافدين العراقية، يوم كانت الخلافة العباسية في النزع الأخير نتيجة الاضطراب الفكري والابداع العلمي المشلول الذي أثقل كاهله الاختراقات
كانت المدرسة الأدبية الحلية تُمثّل الوجدانيات الصادقة التي تجيش بها قريحة الشاعر ليصيغها مقطوعة شعرية نابعة من غليان النفسية الشيعية الموتورة من أهم حدث سجّلته الذاكرة الشيعية في أرشيف ظلاماتها الممتدة عبر قرون، ولعل المدرسة "الحميرية" أو "الكميتية" وحتى "الخزاعية" التي تفنن في صياغتها السيد الحميري المتمرد على مجتمع أخفى على نفسه الحقيقة، أو الثانية التي أنجبها الكميت المتأمل في عطاء آل البيت (عليهم السلام)، أو تلك الثالثة التي تزعمها دعبل الخزاعي الثائر يسيّر قافلة الشعر إلى جحافل جهاد تطالب الأمة بالرجوع إلى صياغة ذاتها من خلال اعادة قراءة الحقيقة، فان "المدرسة الشعرية الحلّية" قد فاقت هذه المدارس في تصوير الواقعة الكربلائية، وكان التصاقها بالحدث الكربلائي هو الذي أحدث لها تلك "المدرسة الشعرية الحسينية" المتميزة.
تكفّلت المدرسة الشعرية الحلية بصياغة "الحدث الحسيني" على أنه الحدث الذي ألهم الأمة معرفة معاناتها الممتدة عبر قرون، وأنشدته على أنه
لم يكتفِ الشاعر الحلي بالصياغة التقليدية للقصيدة أو الفن الشعري الرتيب، بل توّج عطاءه بابداعات أدبية كانت نابعة عن شدة شوقه في التعبير عن التحرّق الذي أصابه من فاجعة الطف الدامية، فنمت في أحاسيسه ووجدانياته اللاشعورية فنون العطاء المعبّر عن معاناته هذه حتى أضحى يقدّم العطاء تلو العطاء والفن إثر الفن.
تزعّم هذه المدرسة الحلية أواسط القرن الثالث عشر نوابغ شعراء، كان شيخهم يوم ذاك الشيخ صالح الكواز، فأسس مدرسته الخاصة التي تقابل مدرسة عبد الغفار الاخرس البغدادية، ومدرسة عبد الباقي العمري الموصلية، أخضع الشيخ صالح الكواز القضية التاريخية لقصيدته، وقادها إلى حيث يتنقل في أغراضه الشعرية، وجعل من الحدث الكربلائي وحدة التعامل الغالبة في مقطوعاته الأدبية، وكانت قضية الزهراء (عليها السلام) بكل مأساتها هي ديباجةُ كربلائياته، ولعله يختتم قصيدته بها ليُرجع واقعة الطف إلى تلك المأساة.
شكّلت فاجعة كربلاء ومأساة السيدة الزهراء (عليها السلام) وحدة موضوع في أدبيات الكواز، واستطاع أن يدمج الغرضين في غرض واحد متكامل، واستفاد من سرد الواقعتين التلازم التاريخي لمجريات الحدث الفاطمي
سجّل الكواز في ملاحمه الفاطمية قضية إسقاط المحسن لتكون فاتحة عهد لمجريات الاحداث القادمة التي قدّمتها الظروف السياسية المرتجلة والتي أقحمت الأمة في صراعات فكرية تشرّذمت من خلالها إلى توجهات عقائدية وتحزبات سياسية أرهقت الفكر الإسلامي إلى إنشطارات مقيتة.
ولد الشيخ صالح الكواز سنة 1233 هـ وتوفي في شوال سنة 1290، كان من أبرز الشعراء الحليين، فقد تصدى لاقامة العزاء له ثلاثة أيام العلامة الكبير السيد مهدي القزويني، ورثاه السيد حيدر الحلي بقصيدته:
كل يوم يسومني الدهر ثكلا | ويريني الخطوب شكلا فشكلا |
ومنها:
ثكلُ أم القريض فيك عظيم | ولأم الصلاح أعظم ثكلا |
قد لعمري أفنيت عمرك نسكا | وشحنت الزمان فرضاً ونفلا |
وطويت الأيام صبراً عليها | فتساوت عليك حزناً وسهلا |
طالما وجهك الكريم على | الله قوبل الحيا مستهلا |
____________
1- البابليات للشيخ اليعقوبي عن كتاب دمية القصر المخطوط للسيد حيدر الحلي.
يا قلب ما هذا شعار متيم | ولعل حال بني الغرام فنون |
خفض فخطبك غير طارقة الهوى | ان الهوى عما لقيت يهون |
ما برحت بك غير ذكرى كربلا | فاذا قضيت بها فذاك يقين |
ورد ابن فاطمة المنون على ظماً | ان كنت تأسف فلتردك منون |
ودع الحنين فانها العظمى فلا | تأتى عليها حسرة وحنين |
ظهرت لها في كل شيء آية | كبرى فكاد بها الفناء يحين |
بكت السماء دماً ولم تبرد به | كبد ولو ان النجوم عيون |
ندبت لها الرسل الكرام وندبها | عن ذي المعارج فيهم مسنون |
فبعين نوح سال ما اربى على | ما سار فيه فلكه المشحون |
وبقلب ابراهيم ما بردت له | ما سجر النمرود وهو كمين |
ولقد هوى صعقاً لذكر حديثها | موسى وهون ما لقى هارون |
واختار يحيى أن يطاف برأسه | وله التأسي بالحسين يكون |
وأشد مما ناب كل مكون | من قال قلب محمد محزون |
فحراك تيم بالضلالة بعده | للحشر لا يأتى عليه سكون |
عقدت بيثرب بيعة قضيت بها | للشرك منه بعد ذاك ديون |
يرقى منبره رقى في كربلا | صدر وضرج بالدماء جبين |
لولا سقوط جنين فاطمة لما | أوذى لها في كربلا جنين |
وبكسر ذاك الضلع رضت أضلع | في طيها سر الآله مصون |
وكذا على قوده بنجاده | فله علي بالوثاق قرين |
وكما لفاطم رنة من خلفه | لبناتها خلف العليل رنين |
وبزجرها بسياط قنفذ وشحت | بالطف من زجر لهن متون |
وبقطعهم تلك الاراكة دونها | قطعت يد في كربلا ووتين |
لكنما حمل الرؤس على القنا | أدهى وان سبقت به صفين |
كل كتاب الله لكن صامت | هذا وهذا ناطق ومبين |
[47] وله رضي الله عنه:
قلبي يقل من الهموم جبالها | وتسيخ عن حمل الرداء متوني |
وانا الذي لم أجزعن لرزية | لو لا رزاياكم بني ياسين |
تلك الرزايا الباعثات لمهجتي | ما ليس يبعثه لظى سجين |
كيف العزاء لها وكل عشية | دمكم بحمرتها السماء تريني |
والبرق يذكرني وميض صوارم | أردتكم في كف كل لعين |
والرعد يعرب عن حنين نسائكم | في كل لحن للشجون مبين |
يندبن قوماً ما هتفن بذكرهم | الا تضعضع كل ليث عرين |
السالبين النفس أول ضربة | والملبسين الموت كل طعين |
لا عيب فيهم غير قبضهم اللوى | عند اشتباك السمر قبض ضنين |
سلكوا بحاراً من دماء أمية | بظهور خيل لا بطون سفين |
لو كل طعنة فارس باكفهم | لم يخلق المسبار للمطعون |
حتى اذا التقتهم حوت القضا | وهي الاماني دون كل أمين |
نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها | كالنون ينبذ بالعرى ذا النون |
فتخال كلا ثم يونس فوقه | شجر القنا بدلا عن اليقطين |
خذ في ثنائهم التجميل معرضاً | فالقوم قد جلوا عن التبيين |
هم أفضل الشهداء والقتلى الاولى | مدحوا بوحي في الكتاب مبين |
ليت المواكب والوصي زعيمها | وقفوا كموقفهم على صفين |
بالطف كي يروا الأولى فوق القنا | رفعت مصاحفها اتقاء منون |
جعلت رؤس بني النبي مكانها | وشفت قديم لواعج وضغون |
وتتبعت أشقى ثمود وتبع | ونبت على تأسيس كل لعين |
الواثبين لظلم آل محمد | ومحمد ملقى بلا تكفين |
والقائلين لفاطم آذيتنا | في طول نوح دائم وحنين |
والقاطعين اراكة كيما تقل | في ظل أوراق لها وغصون |
ومجمعي حطب على البيت الذي | لم يجتمع لولاه شمل الدين |
والداخلين على البتولة بيتها | والمسقطين لها أعز جنين |
والقائدين إمامهم بنجاده | والطهر تدعو خلفهم برنين |
خلوا ابن عمي أولاكشف بالدعا | رأسى وأشكو للآله شجوني |
ما كان ناقة صالح وفصيلها | بالفضل عند الله الا دوني |
ورنت الى القبر الشريف بمقلة | عبرى وقلب مكمد محزون |
نادت واظفار المصاب بقلبها | أبتاه عز على العداة معيني |
أبتاه هذا السامري وعجله | تبعا ومال الناس عن هرون |
أي الرزايا أتقى بتجلد | هو في النوائب ما حييت قرينى |
فقدى أبى أم غصب بعلي حقه | أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني |
أم أخذهم حقي وفاضل نحلتي | أم جهلهم قدري وقد عرفوني |
قهروا يتيميك الحسين وصنوه | وسئلتهم أرثي وقد نهروني(1) |
____________
1- رياض المدح والرثاء من ص 106 ـ 108.
الشيخ عبد الحسين شُكر
بداية المدرسة النجفية الأدبية المنفتحة على ثقافات المدارس الأدبية الأخرى، ففي منتصف القرن الثاني عشر الهجري نشطت المدرسة الفقهية النجفية وأبدعت المدرسة الاصولية إبّان عهد زعيمها الشيخ الانصاري قدس سره، وفي هذا المضمار العلمي المتسارع، انفتحت المدرسة النجفية على المدارس الأدبية الأخرى، فأخذت من مدارس حواضر الأدب الشيعي ما أعاد لها شخصيتها الأدبية، ولعل أحسن ما أخذته من هذه المدارس، تخصصها في الاغراض الأدبية الخاصة التي ميّز مدرسة عن مدرسة أخرى،
التزم شاعر المرثية الفاطمية اسلوب التحقيق والاستدلال وربط بين فاجعة الحسين (عليه السلام) وفاجعة الزهراء (عليها السلام) ليستنتج أخيراً أن ما حل بأهل هذا البيت الطاهر كانت بدايته تلك المأساة الفاطمية.
فالشاعر عبد الحسين شكر كان نموذجاً جيداً لهذه المدرسة، والتزم مبدأ التحقيق في مرثياته الفاطمية فابتدأها بمرثيات حسينية ثم أخلص إلى رثاء السيدة الزهراء (عليها السلام) وذكر فاجعة الاسقاط.
له في رثاء الحسين (عليه السلام) ثم يخلص الى رثاء السيدة الزهراء (عليها السلام)مقطوعات أدبية منها:
[48] قوله:
أنخ الطلاح ففي الطفوف مرامها | واعقل فقد بانت لنا أعلامها |
واحرم وطف سبعاً فما في بكة | ما في الطفوف وان ترفع هامها |
واروي بدمعك تربها فكم ارتوى | بدما نحور بني النبي رغامها |
شمخت على السبع الشداد بأنجم | بزغت غداة ابن النبي أمامها |
حتى إذا الدنيا تنفس صبحها | بالرشد عسعس بالضلال ظلامها |
طافت أمية بالطفوف سيوفها | لرحى المنية حتفها وحمامها |
حسبت سفاها أن ستضرع هاشم | ويسود اساد العرين سوامها |
فتسنمت قتب البطون ضياغم | لجج الوغى غاباتها واجامها |
____________
1- شعراء الغري 5: 157.
أسد كأن الهام عند هياجها | أقداح قبر والدماء مدامها |
فترى اللهاذم تلتوي بأكفهم | كأراقم سدَّ الفضاء سمامها |
والبيض مهما أبرقت بسحائب | للنقع فوق البيض أمطر هامها |
حتى إذا شاء المهيمن أن يرى | شمس العوالم نكست أعلامها |
سالت على البيض الصفاح نفوسهم | وجرت بمحتوم القضاء أقلامها |
صبغت بحمر الدم بيض وجوههم | فاسود من بيض الضبا أيامها |
فهناك جرد شبل حيدر صارما | ذابت لومض فرنده أجسامها |
فأصم أسماع العراق برنة | كادت بأصداها تسيخ شآمها |
سئم الحياة غداة أبصر صحبه | حلوّا الثرى وعليه هان مقامها |
فهنالك الباري تجلى في ذرى | طور الجلالة داعياً علامها |
فترى الملائك معولين لقتله | والانبياء له تطأطأ هامها |
ويحق للرسل الكرام عويلها | من بعده فاليوم مات امامها |
اليوم مات المصطفى و وصيه | اليوم صغّر للبتول مقامها |
اليوم بالنيران أضرم بابها | فذكت بقارعة الطفوف خيامها |
اليوم أسقط محسن فلذا غدت | أطفالها جرع السهام فطامها |
اليوم دقت بالجدار فهشمت | بالطف من مهج النبي عظامها |
اليوم قادوا المرتضى بنجاده | وأستأمنت بطش الحليم لئامها |
فلذا سرى زين العباد مقيداً | يبكيه من عجف النياق بغامها |
اليوم ابرزت الضغون فأبرزت | بعد الخدور حواسراً أيتامها(1) |
[49] وله في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
أمن ذكر وادى لنقا فاللوى | بدافي المحاجر ما في الجوى |
أم القلب في أدمع لعين سال | غداة تذكرت يوم النوى |
إلى أن يقول:
فمن مبلغن بني هاشم | برزء لوى عضبهم فالتوى |
قد ألبس الرسل ثوب الحداد | وأبكى ملائكها في الهوى |
بني الوحي هل تغمضون الجفون | وغصن المكارم منكم ذوى |
الستم بيوم الوغى معشر | يخوضون نزعته للشوى |
أطلت رزايا على مجدكم | طوين رواق العلى فانطوى |
حرائركم في السبا ثكلا | أضرَّ نهن الظما والطوى |
متى شمن فوق الصعاد الرؤوس | بأدمعهن الصعيد ارتوى |
فتلك بنو الوحي أجسامهم | تضيء بها أم بوادي طوى |
وطالت شهبها مذ حوت | مليكاً على المكرمات احتوى |
فقوموا غضاباً بني هاشم | لتجزون كل امرىء ما نوى |
دهيتم بدهماء من معشر | أشادوا من الغي بيتاً غوى |
فما آل سفيان لولا الأُلى | ولولا السقيفة ما نينوى |
____________
1- شعراء الغري 5: 150.
هم ابتدعوا غصب ميراثهم | وقام بها ليزيد اللوا |
وما جرأة القوم لولم يقال | لأحمد قدظل أو قد غوى |
زووا حق فاطمة والوصي | لذا عن حسين يزيد زوى |
لأن أمنوا اليوم من مكرهم | فلا يأمنوا من شديد القوى(1) |
[50] وله في رثاء الحسين (عليه السلام)
من شلَّ ساعد هاشم فيمينها | من جزّ بالبيض الضبا عرنينها |
من خط في أقلام عرصة كربلا | بالضيم مفرق صيدها وجبينها |
إلى أن يقول:
فأثرن نقعاً كن فيه ثمانياً | سبع الطباق وستة أرضونها |
فتذكرت حرب وقايع حيدر | ونست بوقعة كربلاء صفينها |
بضبا نزار إليه لولا القضا | ما أرخصت منها أميُ ثمينها |
ولما أحلت قتلها أو حرّمت | يوماً على آل النبي معينها |
فمن المعزي من لوي أسرة | هزَّت على قبِّ البطون جنينها |
قلعت أعاديها أراكة مجدها | ورمت بأسهام الذبول غصونها(2) |
____________
1- شعراء الغري 5: 157.
2- نفس المصدر.