الصفحة 354
وبقلبها وجد ثوى فأقلهشم الرواسي لا تطيق نقله
فدعت ومدمعها تدفق سيلهأبتاه هذا السامري وعجله

تبعا ومال الناس عن هارون

ويل لقوم حاربوا ابنة أحمدهتكوا حماها قبل دفن محمد
فغدت تناديه بقلب مكمدأي الرزايا أتقي بتجلد

هو في النوائب مذ حييت قريني

وجدي تناهى ليس وجد فوقهوشجاي أبعد عن لساني نطقه
أي الخطوب أقله إن ألقهفقدي أبي أم غصب بعلي حقه

أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني

ياليتني قدمت قبل منيتيأوانني ألحدت قبل مذلتي
أي الخطوب له أنوح أذلتي؟أم أخذهم إرثي وفاضل نحلتي

أم جهلهم حقي وقد عرفوني


الصفحة 355

الحاج مهدي الفلوجي الحلي

بقدر ما شهد أواخر القرن الثالث عشر نهوضاً أدبياً، شهد في الوقت نفسه ابداعاً فنياً يُقدّم الاغراض الأدبية في القصيدة الواحدة، وبلغ العمل الفني أوجَهُ الابداعي حين عبّر الشاعر عن القضية التاريخية وسجّل تقييمه للحدث الإسلامي من خلال عمل أدبي متناسق.

استطاع الشاعر الشيعي أن يوجد ثنائية تاريخية لا تنفك عن غرضه الأدبي، وتميّز الشاعر الحلي بأن يجعل من قصيدته ثنائية تربط الوحدات التاريخية ليقدّم نسيجاً متكاملا يتكفل ربط الاحداث التاريخية المتناثرة

الصفحة 356
بسبب المشروع التاريخي السياسي الذي حاول التفكيك بين قضية وأخرى، فيُبعد عن الأذهان مثلا محاولات الربط بين فاجعة كربلاء وبين المأساة الفاطمية، واستطاع الأدب الشيعي أن يقدّم مشروعاً أولياً في محاولة الربط هذه، إلاّ أن الشاعر الحلي نجح إلى حد كبير في كسر الطوق الفكري الذي فرضه المشروع التثقيفي الحاكم من فصل القضيتين ومحاولة تغييب أحدهما عن الأخرى.

إن محاولات الابداع الأدبي تنطلق من الحاجة الملحة في التعبير عن حقيقتين:

الأولى: التعبير عن الواقع ونقله بأمانة وموضوعية.

الثانية: محاولة التعبير عن خلجات الشاعر ووجدانياته فضلا عن الهواجس التي تُحدثها الواقعة.

فاذا نجح الشاعر في المزاوجة بين هاتين الحقيقتين ظهرت ملامح الابداع على أعماله الفنية، واستطاع أن يخترق كل القيود المصطنعة التي يخلقها الظرف الاستثنائي المحيط بالشاعر سواء القادم من بعيد أو القريب منه ليحيطه به في كل حين.

كان الشاعر الحاج مهدي الفلوجي من رواد هذه المدرسة التي استطاعت أن تجر الاحداث الإسلامية لتربطها بعضها بالبعض الآخر، فمحاولته الرائعة في الربط بين كربلاء الفاجعة والحدث الفاطمي نموذجاً لحقبة أدبية حرص على ايجادها شعراء الشيعة في كل عصر.

وإذا كان الشاعر مهدي الفوجي هو بقية مدرسة الكوازين ـ حمادي

الصفحة 357
الكواز وصالح الكواز ـ وامتداداً لمدرسة السيد حيدر الحلي، فلا غرو أن يُبدع في تقديم الحدث الحسيني على أنه الحدث الفاطمي الذي أنجبه وجر بسببه أحداث لمآسي اسلامية أخرى.

فاسقاط المحسن، واضرام النار، وقود علي بحمائل سيفه لأخذ البيعة قسراً، أنتج فيما بعد قتل الحسين واضرام النار في رحال آل الرسول وقودهم أسرى من بلد الى بلد. هذا ما استطاع أن يقدّمه الشاعر الحلي في قصيدته الثنائية التي جمعت بين واقعتين، وهي أروع ما عبر عنه الشاعر من وجدانيات وخلجات فضلا عن تسجيل للواقع الإسلامي المعذّب.

ولد الحاج مهدي الفلوجي سنة 1282 هـ(1) في الحلة الفيحاء، وتخرج في الأدب على الشاعر الكبير الشيخ حمادي نوح، وسار سيرته يقرظ الشعر ووعى الشيء الكثير من أشعار العرب القدامى.

توفي سنة 1357 تاركاً خلفه تراثاً أدبياً ثرّاً.

____________

1- راجع ترجمتهُ في البابليات 4: 122.


الصفحة 358
[65] قال في الإمام الحسين (عليه السلام) والسيدة الزهراء (عليها السلام) مقطوعته الرائعة التي جاء فيها:

هي دنياً وللفنا منتهاهالعب جدها وواه قواها
انما هذه الانام نيامسترى بعد أن تموت انتباها
هي دار جوامع الضد فيهاصبحها مضحك ومبك مساها
بدء الله خلقه فابتلاهمفتناً أظهر الكتاب خفاها
هي ام النجدين رشدٌ وتيهٌسلك المهتدون نهج هداها
حفظوا عترة النبي بيومسفكت عترة الضلال دماها
يوم قد سعّر الحرب ابن حرببجموع قد سد فيها فضاها
واحاطوا على الاطائب ممناكمل الله دينه بولاها
فاستثارت من الخيام رجالكبدور تطالعت من سماها
كشفوا ليل نقعها بسيوفبرق الموت تحت ومض شباها
يلبسون الدروع وهي قلوبمحكمات العرى بيوم لقاها
ثبتت للجلاد وهي هضابيا لتلك الهضاب ما أرساها
شكرت صنعها الوغى أفتدىمن شكرت صنعها الجميل وغاها
أرخصت أنفساً على الدينعزت يالتلك النفوس ما أغلاها
وبجرعاء كربلا يوم حلوافيهم حل كربها وبلاها


الصفحة 359
بوركت أرض كربلا فهي أرضتتمنى الافلاك لثم ثراها
تربة قدست بآل عليطهرت يوم صرعوا بفناها
بأبي المحرمين عجت إلى اللهبأهلالها قود لقاها
قدّمت هديها وهن نفوسيالتلك النفوس ما أهداها
تركتها سيوف ابناء حربفي (منى) كربلا أضاحي مناها
مذ تعرت عن المخيط بروداًخلع الدين بردها فكساها
برزت للطواف دون بيوتشرّف الله بيته بحماها
يا حمى الحجر والحجون اغتبقهاوقعة فجّر الصخور شجاها
هذه أنجم الهداية غابتبعدما أشرق الوجود سناها
فلو أن البكاء يجدي عليهمنثرت زهرها السماء ببكاها
أوجه في الصعيد تشرق نوراًوأبو الفضل فيهم اسناها
حفظ الدين فادياً أي نفسود جبريل أن يكون فداها
ترك الجمع كالسوام شروداًوهو ذو لبدة يكر وراها
عرقت فيه نخوة من أبيهوكذا الأسد تقتفي أباها
لم يطأ طرفه ضحى الحرب إلاّقنن الهام منهم والجباها
راجزاً فيهم أنا ابن مقيمأود الدين فاستقام بناها
ملك الماء ظامياً لم يردهبمواساته الحياة سلاها


الصفحة 360
فعلى الدين عز قطع يدي منحوزة الدين في يديه حماها
وهوى بالعمود منه عمادبعده نكست لوي لواها
ونضى السيف بعده ابن أبيهوهو فيه لولا القضا أفناها
هو سر الآله سبط نبيختم الله باسمه انبياها
وهو الخيرة التي جهلتهافئة الغي والآله ارتضاها
إن لله حكمة فيه يغدوثاوياً طعم سمرها رضباها
أدركت ثارها أمية منهوشفت فيه حقدها طلقاها
حرمت ماءها المباح عليهبعدما أورد السيوف دماها
أوطأته سنابك الخيل عدواًبعدما أوطأ الخيول طلاها
سود الله بالعراق وجوهاًقتلت خير من يريد هداها
قتلت خيرة الانام حسيناًبضبا ألعن الورى أشقاها
أسفر الصبح عن دجى ليل وهمان تلك الارجاس من أولاها
طمعوا بالحياة وهي متاعبئس ما قدموا ليوم جزاها
ظهر الانقلاب منهم بفقدالمصطفى والنصوص شقوا عصاها
وبقاع الغدير في يوم خمشهدت ان حيدرا مولاها
غصبوا نحلة البتول عناداًواله السماء قد أولاها
انما نارها التي أضرموهاعند باب الزهراء ما أوراها


الصفحة 361
اضرمت باطفوف منها خياملبني الوحي فاستمر سناها
دخلوا دار خدر من علموهاإن في وحيه الاله حباها
اسقطوها الجنين رضا وقادوامن له الأمر لو يشاء محاها
من له في الحروب اعلام فخرعقدتها الافلاك فوق ذراها
يوم بدر وخيبر وحنينهو مصباحها وقطب رحاها
وبيوم الفتوح أسنى المعاليحازها المرتضى وحاز سواها
كم له في المبيت ثم شعارفيه أملاكه المهيمن باهى
وله المولد الشريف محلاعن مزاياً تقدست أن تضاهى(1)

____________

1- البابليات للشيخ محمد علي اليعقوبي 4: 122 دار البيان للطباعة والنشر.


الصفحة 362

الصفحة 363

الشيخ
كاظم آل نوح

لم تقتصر الحوزة العلمية على البلاد النجفية فقط، بل امتدت حركتها العلمية إلى البلدان المجاورة والحواضر العلمية الأخرى.

كانت الحوزة العلمية النجفية تمتد الى البلدان العراقية وغيرها، وكانت الحاضرة الأدبية البغدادية ممن شملتها هذه الحركة العلمية التحقيقية فأثّرت فيها من حيث المضمون الفكري الذي يمثله الشاعر في اطروحته الأدبية، بل وحتى اللون الفني الذي استخدمه الشاعر جاء متأثر أيضاً بالفن الأدبي

الصفحة 364
النجفي الذي زحف على المدارس الأدبية الأخرى.

كانت مهمة الشيخ كاظم آل نوح في الكاظمية سفارة علمية تبعثها الحوزة العلمية أنذاك، وكان الشاعر يمثّل عمق التوجهات الحوزوية في حاضرة أدبية تضم مدارس أدبية عدة "كبغداد" التي عرفت بجامعتها الأدبية فضلا عن مدارسها العقائدية والفكرية والفلسفية، في خضم هذه النهضة برزت اطروحة الشيخ كاظم آل نوح الأدبية وهيّمنت رثائياته الفاطمية على الغرض الأدبي الذي كانت تطرحه المدارس الأدبية الأخرى، فقد كانت أغراضها فنية أكثر من كونها أغراضاً فكريةً مسؤولة، وكانت أدبيات المدرسة الشعرية الامامية تسجّل حضوراً عقائدياً فكرياً تطرح من خلاله واقعة السيدة الزهراء (عليه السلام) على انه المنهج التحقيقي الذي يجب أن يسلكه الشاعر، وكانت تملي على المشاريع الثقافية المقترحة ضرورة التحقيق في الوقائع التاريخية وأن تبتعد عن القرارات المرتجلة بشأن القضية التاريخية، لذا فقد جاءت أدبيات المدرسة الشعرية الامامية مواظبة على الفكرة والمضمون آخذةً بالاعتبار السياقات الفنية التي تتطلبها القصيدة طرحاً وجودةً، وعلى هذا فان الشيخ كاظم آل نوح مثّل القصيدة البغدادية الملتزمة، وأكد في مجاميعه الفاطمية ضرورة التأكيد على واقعة الدار وقضية الاسقاط كونها الاساس في إنجاح أي بحث موضوعي فضلا عن الاطروحة الأدبية الفنية المبتكرة التي يصبو اليها الشاعر وتتأملها طلائع الأمة.


الصفحة 365
[66] له عدة قصائد منها:

لعل الحيا حيا الحمى مستهلهفأصبح مفطوماً من الروض طفله
ترعرع أطفال الرياض نضارةاذا ما يحيها من الغيث وبله

إلى أن يقول:

لعمرك ما كيد ابن هند بظائرعلى الدين لولا السامري وعجله
فثقلا رسول الله ثقل ممزقوقتلا وسماً راح يتلوه ثقله
وبنت رسول الله ماتت بغصةوراح لها حمل وماتم حمله(1)

إلى آخر القصيدة.

[67] وله أيضاً:

أبا الزهراء قد عقدت علينالاخراج الوصي مؤمرات
وأخرج مرغماً لعميد تيمأترضى أهله وهم الأباة
فأين مضوا وقد أخذوا ابن عميأأيقاظ هم أم هم سبات
فليت أبا عمارة(2)كان حياًوجعفر أين من قتلوا وماتوا
خرجت ورائهم ودموع عينيتهل كما تهل الغاديات
وصحت بهم ألا خلوا ابن عميفهل لكم على زوجي ترات
فخلوا عنه ثم قصدت داريوولدك والبنات مروعات

____________

1- ديوان آل نوح: 218.

2- أبا عمارة هو حمزه بن عبد المطلب.


الصفحة 366
وبعدك قد أهانونا وإنابقينا لا تطيب لنا الحياة
وحين قضت وجهزها عليٌوعفى قبرها وهم سبات
ولما أصبحوا سمعوا بدفن الـبتول وضم هيكلها الرفات
وما عرفوا مكان القبر حتىلهذا اليوم واختلف الرواة
فهل دفنت بجحجرتها بليلوهل ضمت بجثتها الفلاة
وهل دُفنت بقرب من أبيهابقبر والقبور مجددات
وهل ضم البقيع لها وهذايعرفنا بما فعل الجفاة
وهذا يلفت الأنظار فيماأصاب من ابنة الهادي الجناة

[68] وفي رثائه لآل البيت (عليهم السلام) وما جرى عليهم من مصائب قوله:

أيُ رشاً أهاجنا بغامهأراعه القانص أو أوامه
يتلع بالجيد حذار قانصأم شافه من الحمى بشامه
فالروض قد حف كناسه وذيمن نوره تفتحت أكمامه
أي كناس ضم ضبياً شادناًأم ذاك رئبال وذا أجامه
وأحرباً من لحظه وفتكهأما رثا لم تخطنا سهامه
من منصفي منه ومن قوامهإما يحس طاعننا قوامه
لم يصح من سكر وكيف ترتجيصحوته وريقه مدامه
ريم رمى الصب بسهم صدهمن قبل أن يقضي به مرامه


الصفحة 367
هام به القلب فقلبي أبداًلا ينقضي وقد جفا هيامه
وماعسى يجدي الهيام رامقاًمن بعد ما شابت أساً لمامه
بمفرقي الشيب بدا وقد مضىشرخ الشباب وانقضت أيامه
لفادح بعد النبي قد جرىفي القلب يوري أبداً ضرامه
قد رفضت شرعته وغيّرتسنته وبدّلت أحكامه
إن تتل منها وأولو الارحام فيالذكر يرى قد قطعت أرحامه
أبرم عقداً لا يحلُ فاغتدىمنتقضاً من بعده إبرامه
عدوا على دار البتول بعدهقسراً ولم يرع بها ذمامه
ومذ قضت ألحدها حيدرةوالليل كان غامراً ظلامه
في روضة النبي أو حجرتهاأو في البقيع ضمها رغامه
وضل حيدر جليس بيتهيبكي وتبكي حوله أيتامه
ولم يزل بعد النبي صابراًمضطهداً حتى دهى حمامه(1)

إلى أخر قصيدته.

[69] وفي قصيدة له يرثي الزهراء عليها وولدها السبط الشهيد الامام الحسين (عليه السلام).

يقل لعيني تذري الدموعالفاجعة وهي تحني الضلوعا

____________

1- ديوان آل نوح: 230 مطبعة المعارف بغداد 1955م.


الصفحة 368
لفاجعة وقعت في الطفوفوعمت بحزن علينا جميعا
وأذرت دموع الهدى صبيباًوأجرت لطه النبي الدموعا
وعمرو وهاشمها قد غدوابذا الخطب والناس كلٌ جزوعا
فحادث يوم الطفوف اغتدالقتل الصناديد خطباً مروعا
قضوا عطشاً بالعرا كلهموحقهم كان قسرا أضيعا
وما ضاع حق لآل الرسولالا لأمر دهاهم فضيعا
بيوم به مات طه النبيوانقلبوا بعد طه سريعا
وفاطمة وهي محزونةتعادوا على الدار عدوا مريعا
وجاؤا بحزمتهم عوسجاًعلى بابها كان أمر فظيعا
وصاح اضرموا النار أو يخرجنعليٌ والا أبيدوا جميعاً
قالوا له انما فاطمٌبذي الدار للحزن تذري دموعا
فقال وان أحرق الدار اذعليٌ بذي الدار يخفي جموعا
وصاح ألا أخرج إلى بيعةقد بايع الناس كلٌ مطيعا
أبى حيدرٌ أن يلبي النداءفأخرج قهراً خروجاً شنيعاً
وادخل والناس في مسجد الــنبي وكلٌ يعاني الهلوعا
ولم يرض حيدر في بيعةولم يخضعن أو يكون الضروعا
وهدّد بالقتل لكنماأتت فاطم عنه ذادت خنوعا


الصفحة 369
فاطلق من أجلها حرمةًلها من لها دق قسراً ضلوعا
وراحت لقبر أبيها تصيحأيا أبت قد أُهَّنا جميعا
لقد غصبوا حيدراً حقهوحقي الصريح جهاراً أضيعا
أيا أبت انقلبوا بعد أنأرادوا إلى دين بُسر رجوعا
ولكنهم نافقوا فاغتدوابأيديهم الحكم حكما فظيعاً
وقد غصبوا فدكاً عنوةوجاء وكيل الينا ضروعا
فرحتُ أطالب في نحلتيفلم أجدن لي منهم سميعا
وطالب مني في أن أقيمشهادة حق تردُ المنوعا
فقلت عليٌ وسبطا النبيشهود على الحق ردوا جميعا
فأدلت له حججاً واضحاتفأعرض عنها وعادت سريعا
إلى بيتها وهي مهضومةلغصب لها وهي تذري الدموعا
وكان انتظار علي لهاعلى فلق منه يطوي الضلوعا
وقد دخلت وهي في ثوبهاتعثر والدمع يجري هموعا
فقال لها صنوطه اصبريفحقي وحقك قسراً أضيعا
لقد صبرت وبكت حسرةًوراحت إلى الله تشكو الصنيعا
صنيع اللذين على غصبهاقد اتفقوا غصب حقي جميعا
وماتت وان علياً رأىبجنب لها قد كسرن الضلوعا


الصفحة 370
وانزلها قبرها في الظلاموعاد إلى البيت يذري الدموعا
لك الله حيدر إما صبرتولم تك من أي خطب جزوعا(1)

[70] وله من قصيدة مطلعها:

يوم به بعث النبي محمديوم يؤرخه الزمان الأبعد
يوم به أزدهر الزمان ببعثةلمحمد أفراحها تتجدد

إلى أن يقول:

أمحمد ولأنت رحمة ربناوعلى عباده أنت أنت السيد
أحييت شعباً ميتاً وحفظتهُدمماً بسيف الحق وهو مجرد
وبسيف عزم كان حيدر قاصماًظهر الضلال وسيفه لا يغمد
خلفت حيدر وهو يعبد ربهفي الليل يحيى ساهراً لا يرقد
متهجداً متوسلا في ربهمن خشية يبكي يقوم ويقعد
يشكو له من بعد أحمد ما جرىمن ظلمهم لعلي وهو منكد
يشكو هجومهم على الدار التيهي للنبي وللملائك مقصد
يشكو له إذ أخرجوه مرغمامن داره وهو المصاب المجهد
يشكو له اذ قد فزعن عيالهمن ضرب سوط للمتون تسود
يشكو لكسر الضلع من ريحانة الهاديويشكو نار حد توقد
يشكو اليه غاصباً حقاً لهوأغار من حقد عليه الحسد

____________

1- ديوان آل نوح: 157.