وبقلبها وجد ثوى فأقله | شم الرواسي لا تطيق نقله |
فدعت ومدمعها تدفق سيله | أبتاه هذا السامري وعجله |
ويل لقوم حاربوا ابنة أحمد | هتكوا حماها قبل دفن محمد |
فغدت تناديه بقلب مكمد | أي الرزايا أتقي بتجلد |
وجدي تناهى ليس وجد فوقه | وشجاي أبعد عن لساني نطقه |
أي الخطوب أقله إن ألقه | فقدي أبي أم غصب بعلي حقه |
ياليتني قدمت قبل منيتي | أوانني ألحدت قبل مذلتي |
أي الخطوب له أنوح أذلتي؟ | أم أخذهم إرثي وفاضل نحلتي |
الحاج مهدي الفلوجي الحلي
بقدر ما شهد أواخر القرن الثالث عشر نهوضاً أدبياً، شهد في الوقت نفسه ابداعاً فنياً يُقدّم الاغراض الأدبية في القصيدة الواحدة، وبلغ العمل الفني أوجَهُ الابداعي حين عبّر الشاعر عن القضية التاريخية وسجّل تقييمه للحدث الإسلامي من خلال عمل أدبي متناسق.
استطاع الشاعر الشيعي أن يوجد ثنائية تاريخية لا تنفك عن غرضه الأدبي، وتميّز الشاعر الحلي بأن يجعل من قصيدته ثنائية تربط الوحدات التاريخية ليقدّم نسيجاً متكاملا يتكفل ربط الاحداث التاريخية المتناثرة
إن محاولات الابداع الأدبي تنطلق من الحاجة الملحة في التعبير عن حقيقتين:
الأولى: التعبير عن الواقع ونقله بأمانة وموضوعية.
الثانية: محاولة التعبير عن خلجات الشاعر ووجدانياته فضلا عن الهواجس التي تُحدثها الواقعة.
فاذا نجح الشاعر في المزاوجة بين هاتين الحقيقتين ظهرت ملامح الابداع على أعماله الفنية، واستطاع أن يخترق كل القيود المصطنعة التي يخلقها الظرف الاستثنائي المحيط بالشاعر سواء القادم من بعيد أو القريب منه ليحيطه به في كل حين.
كان الشاعر الحاج مهدي الفلوجي من رواد هذه المدرسة التي استطاعت أن تجر الاحداث الإسلامية لتربطها بعضها بالبعض الآخر، فمحاولته الرائعة في الربط بين كربلاء الفاجعة والحدث الفاطمي نموذجاً لحقبة أدبية حرص على ايجادها شعراء الشيعة في كل عصر.
وإذا كان الشاعر مهدي الفوجي هو بقية مدرسة الكوازين ـ حمادي
فاسقاط المحسن، واضرام النار، وقود علي بحمائل سيفه لأخذ البيعة قسراً، أنتج فيما بعد قتل الحسين واضرام النار في رحال آل الرسول وقودهم أسرى من بلد الى بلد. هذا ما استطاع أن يقدّمه الشاعر الحلي في قصيدته الثنائية التي جمعت بين واقعتين، وهي أروع ما عبر عنه الشاعر من وجدانيات وخلجات فضلا عن تسجيل للواقع الإسلامي المعذّب.
ولد الحاج مهدي الفلوجي سنة 1282 هـ(1) في الحلة الفيحاء، وتخرج في الأدب على الشاعر الكبير الشيخ حمادي نوح، وسار سيرته يقرظ الشعر ووعى الشيء الكثير من أشعار العرب القدامى.
توفي سنة 1357 تاركاً خلفه تراثاً أدبياً ثرّاً.
____________
1- راجع ترجمتهُ في البابليات 4: 122.
هي دنياً وللفنا منتهاها | لعب جدها وواه قواها |
انما هذه الانام نيام | سترى بعد أن تموت انتباها |
هي دار جوامع الضد فيها | صبحها مضحك ومبك مساها |
بدء الله خلقه فابتلاهم | فتناً أظهر الكتاب خفاها |
هي ام النجدين رشدٌ وتيهٌ | سلك المهتدون نهج هداها |
حفظوا عترة النبي بيوم | سفكت عترة الضلال دماها |
يوم قد سعّر الحرب ابن حرب | بجموع قد سد فيها فضاها |
واحاطوا على الاطائب ممن | اكمل الله دينه بولاها |
فاستثارت من الخيام رجال | كبدور تطالعت من سماها |
كشفوا ليل نقعها بسيوف | برق الموت تحت ومض شباها |
يلبسون الدروع وهي قلوب | محكمات العرى بيوم لقاها |
ثبتت للجلاد وهي هضاب | يا لتلك الهضاب ما أرساها |
شكرت صنعها الوغى أفتدى | من شكرت صنعها الجميل وغاها |
أرخصت أنفساً على الدين | عزت يالتلك النفوس ما أغلاها |
وبجرعاء كربلا يوم حلوا | فيهم حل كربها وبلاها |
بوركت أرض كربلا فهي أرض | تتمنى الافلاك لثم ثراها |
تربة قدست بآل علي | طهرت يوم صرعوا بفناها |
بأبي المحرمين عجت إلى الله | بأهلالها قود لقاها |
قدّمت هديها وهن نفوس | يالتلك النفوس ما أهداها |
تركتها سيوف ابناء حرب | في (منى) كربلا أضاحي مناها |
مذ تعرت عن المخيط بروداً | خلع الدين بردها فكساها |
برزت للطواف دون بيوت | شرّف الله بيته بحماها |
يا حمى الحجر والحجون اغتبقها | وقعة فجّر الصخور شجاها |
هذه أنجم الهداية غابت | بعدما أشرق الوجود سناها |
فلو أن البكاء يجدي عليهم | نثرت زهرها السماء ببكاها |
أوجه في الصعيد تشرق نوراً | وأبو الفضل فيهم اسناها |
حفظ الدين فادياً أي نفس | ود جبريل أن يكون فداها |
ترك الجمع كالسوام شروداً | وهو ذو لبدة يكر وراها |
عرقت فيه نخوة من أبيه | وكذا الأسد تقتفي أباها |
لم يطأ طرفه ضحى الحرب إلاّ | قنن الهام منهم والجباها |
راجزاً فيهم أنا ابن مقيم | أود الدين فاستقام بناها |
ملك الماء ظامياً لم يرده | بمواساته الحياة سلاها |
فعلى الدين عز قطع يدي من | حوزة الدين في يديه حماها |
وهوى بالعمود منه عماد | بعده نكست لوي لواها |
ونضى السيف بعده ابن أبيه | وهو فيه لولا القضا أفناها |
هو سر الآله سبط نبي | ختم الله باسمه انبياها |
وهو الخيرة التي جهلتها | فئة الغي والآله ارتضاها |
إن لله حكمة فيه يغدو | ثاوياً طعم سمرها رضباها |
أدركت ثارها أمية منه | وشفت فيه حقدها طلقاها |
حرمت ماءها المباح عليه | بعدما أورد السيوف دماها |
أوطأته سنابك الخيل عدواً | بعدما أوطأ الخيول طلاها |
سود الله بالعراق وجوهاً | قتلت خير من يريد هداها |
قتلت خيرة الانام حسيناً | بضبا ألعن الورى أشقاها |
أسفر الصبح عن دجى ليل وهم | ان تلك الارجاس من أولاها |
طمعوا بالحياة وهي متاع | بئس ما قدموا ليوم جزاها |
ظهر الانقلاب منهم بفقد | المصطفى والنصوص شقوا عصاها |
وبقاع الغدير في يوم خم | شهدت ان حيدرا مولاها |
غصبوا نحلة البتول عناداً | واله السماء قد أولاها |
انما نارها التي أضرموها | عند باب الزهراء ما أوراها |
اضرمت باطفوف منها خيام | لبني الوحي فاستمر سناها |
دخلوا دار خدر من علموها | إن في وحيه الاله حباها |
اسقطوها الجنين رضا وقادوا | من له الأمر لو يشاء محاها |
من له في الحروب اعلام فخر | عقدتها الافلاك فوق ذراها |
يوم بدر وخيبر وحنين | هو مصباحها وقطب رحاها |
وبيوم الفتوح أسنى المعالي | حازها المرتضى وحاز سواها |
كم له في المبيت ثم شعار | فيه أملاكه المهيمن باهى |
وله المولد الشريف محلا | عن مزاياً تقدست أن تضاهى(1) |
____________
1- البابليات للشيخ محمد علي اليعقوبي 4: 122 دار البيان للطباعة والنشر.
الشيخ
كاظم آل نوح
لم تقتصر الحوزة العلمية على البلاد النجفية فقط، بل امتدت حركتها العلمية إلى البلدان المجاورة والحواضر العلمية الأخرى.
كانت الحوزة العلمية النجفية تمتد الى البلدان العراقية وغيرها، وكانت الحاضرة الأدبية البغدادية ممن شملتها هذه الحركة العلمية التحقيقية فأثّرت فيها من حيث المضمون الفكري الذي يمثله الشاعر في اطروحته الأدبية، بل وحتى اللون الفني الذي استخدمه الشاعر جاء متأثر أيضاً بالفن الأدبي
كانت مهمة الشيخ كاظم آل نوح في الكاظمية سفارة علمية تبعثها الحوزة العلمية أنذاك، وكان الشاعر يمثّل عمق التوجهات الحوزوية في حاضرة أدبية تضم مدارس أدبية عدة "كبغداد" التي عرفت بجامعتها الأدبية فضلا عن مدارسها العقائدية والفكرية والفلسفية، في خضم هذه النهضة برزت اطروحة الشيخ كاظم آل نوح الأدبية وهيّمنت رثائياته الفاطمية على الغرض الأدبي الذي كانت تطرحه المدارس الأدبية الأخرى، فقد كانت أغراضها فنية أكثر من كونها أغراضاً فكريةً مسؤولة، وكانت أدبيات المدرسة الشعرية الامامية تسجّل حضوراً عقائدياً فكرياً تطرح من خلاله واقعة السيدة الزهراء (عليه السلام) على انه المنهج التحقيقي الذي يجب أن يسلكه الشاعر، وكانت تملي على المشاريع الثقافية المقترحة ضرورة التحقيق في الوقائع التاريخية وأن تبتعد عن القرارات المرتجلة بشأن القضية التاريخية، لذا فقد جاءت أدبيات المدرسة الشعرية الامامية مواظبة على الفكرة والمضمون آخذةً بالاعتبار السياقات الفنية التي تتطلبها القصيدة طرحاً وجودةً، وعلى هذا فان الشيخ كاظم آل نوح مثّل القصيدة البغدادية الملتزمة، وأكد في مجاميعه الفاطمية ضرورة التأكيد على واقعة الدار وقضية الاسقاط كونها الاساس في إنجاح أي بحث موضوعي فضلا عن الاطروحة الأدبية الفنية المبتكرة التي يصبو اليها الشاعر وتتأملها طلائع الأمة.
لعل الحيا حيا الحمى مستهله | فأصبح مفطوماً من الروض طفله |
ترعرع أطفال الرياض نضارة | اذا ما يحيها من الغيث وبله |
إلى أن يقول:
لعمرك ما كيد ابن هند بظائر | على الدين لولا السامري وعجله |
فثقلا رسول الله ثقل ممزق | وقتلا وسماً راح يتلوه ثقله |
وبنت رسول الله ماتت بغصة | وراح لها حمل وماتم حمله(1) |
إلى آخر القصيدة.
[67] وله أيضاً:
أبا الزهراء قد عقدت علينا | لاخراج الوصي مؤمرات |
وأخرج مرغماً لعميد تيم | أترضى أهله وهم الأباة |
فأين مضوا وقد أخذوا ابن عمي | أأيقاظ هم أم هم سبات |
فليت أبا عمارة(2)كان حياً | وجعفر أين من قتلوا وماتوا |
خرجت ورائهم ودموع عيني | تهل كما تهل الغاديات |
وصحت بهم ألا خلوا ابن عمي | فهل لكم على زوجي ترات |
فخلوا عنه ثم قصدت داري | وولدك والبنات مروعات |
____________
1- ديوان آل نوح: 218.
2- أبا عمارة هو حمزه بن عبد المطلب.
وبعدك قد أهانونا وإنا | بقينا لا تطيب لنا الحياة |
وحين قضت وجهزها عليٌ | وعفى قبرها وهم سبات |
ولما أصبحوا سمعوا بدفن الـ | بتول وضم هيكلها الرفات |
وما عرفوا مكان القبر حتى | لهذا اليوم واختلف الرواة |
فهل دفنت بجحجرتها بليل | وهل ضمت بجثتها الفلاة |
وهل دُفنت بقرب من أبيها | بقبر والقبور مجددات |
وهل ضم البقيع لها وهذا | يعرفنا بما فعل الجفاة |
وهذا يلفت الأنظار فيما | أصاب من ابنة الهادي الجناة |
[68] وفي رثائه لآل البيت (عليهم السلام) وما جرى عليهم من مصائب قوله:
أيُ رشاً أهاجنا بغامه | أراعه القانص أو أوامه |
يتلع بالجيد حذار قانص | أم شافه من الحمى بشامه |
فالروض قد حف كناسه وذي | من نوره تفتحت أكمامه |
أي كناس ضم ضبياً شادناً | أم ذاك رئبال وذا أجامه |
وأحرباً من لحظه وفتكه | أما رثا لم تخطنا سهامه |
من منصفي منه ومن قوامه | إما يحس طاعننا قوامه |
لم يصح من سكر وكيف ترتجي | صحوته وريقه مدامه |
ريم رمى الصب بسهم صده | من قبل أن يقضي به مرامه |
هام به القلب فقلبي أبداً | لا ينقضي وقد جفا هيامه |
وماعسى يجدي الهيام رامقاً | من بعد ما شابت أساً لمامه |
بمفرقي الشيب بدا وقد مضى | شرخ الشباب وانقضت أيامه |
لفادح بعد النبي قد جرى | في القلب يوري أبداً ضرامه |
قد رفضت شرعته وغيّرت | سنته وبدّلت أحكامه |
إن تتل منها وأولو الارحام في | الذكر يرى قد قطعت أرحامه |
أبرم عقداً لا يحلُ فاغتدى | منتقضاً من بعده إبرامه |
عدوا على دار البتول بعده | قسراً ولم يرع بها ذمامه |
ومذ قضت ألحدها حيدرة | والليل كان غامراً ظلامه |
في روضة النبي أو حجرتها | أو في البقيع ضمها رغامه |
وضل حيدر جليس بيته | يبكي وتبكي حوله أيتامه |
ولم يزل بعد النبي صابراً | مضطهداً حتى دهى حمامه(1) |
إلى أخر قصيدته.
[69] وفي قصيدة له يرثي الزهراء عليها وولدها السبط الشهيد الامام الحسين (عليه السلام).
يقل لعيني تذري الدموعا | لفاجعة وهي تحني الضلوعا |
____________
1- ديوان آل نوح: 230 مطبعة المعارف بغداد 1955م.
لفاجعة وقعت في الطفوف | وعمت بحزن علينا جميعا |
وأذرت دموع الهدى صبيباً | وأجرت لطه النبي الدموعا |
وعمرو وهاشمها قد غدوا | بذا الخطب والناس كلٌ جزوعا |
فحادث يوم الطفوف اغتدا | لقتل الصناديد خطباً مروعا |
قضوا عطشاً بالعرا كلهم | وحقهم كان قسرا أضيعا |
وما ضاع حق لآل الرسول | الا لأمر دهاهم فضيعا |
بيوم به مات طه النبي | وانقلبوا بعد طه سريعا |
وفاطمة وهي محزونة | تعادوا على الدار عدوا مريعا |
وجاؤا بحزمتهم عوسجاً | على بابها كان أمر فظيعا |
وصاح اضرموا النار أو يخرجن | عليٌ والا أبيدوا جميعاً |
قالوا له انما فاطمٌ | بذي الدار للحزن تذري دموعا |
فقال وان أحرق الدار اذ | عليٌ بذي الدار يخفي جموعا |
وصاح ألا أخرج إلى بيعة | قد بايع الناس كلٌ مطيعا |
أبى حيدرٌ أن يلبي النداء | فأخرج قهراً خروجاً شنيعاً |
وادخل والناس في مسجد الـ | ـنبي وكلٌ يعاني الهلوعا |
ولم يرض حيدر في بيعة | ولم يخضعن أو يكون الضروعا |
وهدّد بالقتل لكنما | أتت فاطم عنه ذادت خنوعا |
فاطلق من أجلها حرمةً | لها من لها دق قسراً ضلوعا |
وراحت لقبر أبيها تصيح | أيا أبت قد أُهَّنا جميعا |
لقد غصبوا حيدراً حقه | وحقي الصريح جهاراً أضيعا |
أيا أبت انقلبوا بعد أن | أرادوا إلى دين بُسر رجوعا |
ولكنهم نافقوا فاغتدوا | بأيديهم الحكم حكما فظيعاً |
وقد غصبوا فدكاً عنوة | وجاء وكيل الينا ضروعا |
فرحتُ أطالب في نحلتي | فلم أجدن لي منهم سميعا |
وطالب مني في أن أقيم | شهادة حق تردُ المنوعا |
فقلت عليٌ وسبطا النبي | شهود على الحق ردوا جميعا |
فأدلت له حججاً واضحات | فأعرض عنها وعادت سريعا |
إلى بيتها وهي مهضومة | لغصب لها وهي تذري الدموعا |
وكان انتظار علي لها | على فلق منه يطوي الضلوعا |
وقد دخلت وهي في ثوبها | تعثر والدمع يجري هموعا |
فقال لها صنوطه اصبري | فحقي وحقك قسراً أضيعا |
لقد صبرت وبكت حسرةً | وراحت إلى الله تشكو الصنيعا |
صنيع اللذين على غصبها | قد اتفقوا غصب حقي جميعا |
وماتت وان علياً رأى | بجنب لها قد كسرن الضلوعا |
وانزلها قبرها في الظلام | وعاد إلى البيت يذري الدموعا |
لك الله حيدر إما صبرت | ولم تك من أي خطب جزوعا(1) |
[70] وله من قصيدة مطلعها:
يوم به بعث النبي محمد | يوم يؤرخه الزمان الأبعد |
يوم به أزدهر الزمان ببعثة | لمحمد أفراحها تتجدد |
إلى أن يقول:
أمحمد ولأنت رحمة ربنا | وعلى عباده أنت أنت السيد |
أحييت شعباً ميتاً وحفظتهُ | دمماً بسيف الحق وهو مجرد |
وبسيف عزم كان حيدر قاصماً | ظهر الضلال وسيفه لا يغمد |
خلفت حيدر وهو يعبد ربه | في الليل يحيى ساهراً لا يرقد |
متهجداً متوسلا في ربه | من خشية يبكي يقوم ويقعد |
يشكو له من بعد أحمد ما جرى | من ظلمهم لعلي وهو منكد |
يشكو هجومهم على الدار التي | هي للنبي وللملائك مقصد |
يشكو له إذ أخرجوه مرغما | من داره وهو المصاب المجهد |
يشكو له اذ قد فزعن عياله | من ضرب سوط للمتون تسود |
يشكو لكسر الضلع من ريحانة الهادي | ويشكو نار حد توقد |
يشكو اليه غاصباً حقاً له | وأغار من حقد عليه الحسد |
____________
1- ديوان آل نوح: 157.