الصفحة 409
ءأمنتم لمَّا صبرتُ ورُمتمضِلةً تقتلون خيرَ أميرِ
لكم الويل كيف يُحمد صبريعن علي نفسِ النبي البشيرِ
ضُيَّعتْ بعده وديعةُ طهيا بنفسي ولم تَجدْ مِنْ نصيرِ
فقدتْ احمداً واضحت تقاسيمِحَناً قد اذبنَ صَمَّ الصخورِ
اُوذيت صغّرت مقاماً أُريعتْضربتْ جهرةً ولا من مجيرِ
لا تسلني عن الجنين لماذااسقطته او ضِلعِها المكسورِ
قل الى الضلعِ بعد كسرك قلبيماله جابرٌ ليوم النشورِ
قد جفوها وليتهم تركوهافي فِناها تبكي لفقد النذيرِ
لستُ انسى اراكةً قطعوهاإذ تَفيَّتْ بها بوقتِ الهجيرِ
مُنعت نحلةً وارثاً بقولزَوروهُ ورميها بالزورِ
كيف تأتي كَذِباً وتجهلُ حقاًوَهِي من اهل آية التطهيرِ(1)
وَلمَّا نالها من الذُلِ أَمستْتتمنّى حلولَها في القبورِ
ربِّ نشكو اليك فقدانَ طهواختفاءَ المُغيَّبِ المستورِ
يابن شُمِّ الانوف يا مدرك الثارومُروي الضُبا بفيض النحورِ(2)

____________

1- آية التطهير من سورة الأحزاب رقم 33.

2- شم الأنوف: اي المستوي قصبة أنفه مع ارتفاعها وهو كناية عن الاباء.


الصفحة 410
أَوَ تُغضي وفيئكم عادَ نهباًبين... وكل وَغد حقيرِ(1)
أو تغضي وفاطم قد عراهاما عراها وانت خيرُ نصيرِ
قد دهاها ما نغصَّ العيشَ حتىلم تجد بهجةً ويومَ سرورِ
انت ادرى بما دهاها ولكنضاق صدري عن كتمه في الضميرِ
لستُ ادري ماذا أَبثُكَ ممّاقد عراها من كلِّ خطب كبيرِ
غُصبتْ جهرةً وأُخفِي قبرٌضمها خوف كل رجس كفورِ
ما اكتفتْ بالأذى حياةً فهمواحين ماتت بنبشها في القبورِ
أَمِنَ العدلِ أَنْ بضعةُ طهقبرها لم تجد به من خبيرِ
ليس يَدري بقبرها زائروهافتراهم في حسرة وزفيرِ
لا تلمها في نوحها إنَّ اشجىما على الزائرين فقدَ المزورِ
لو تراهم عند الاياب حيارىدأبُها بثُّ نفثةِ المصدورِ

[84] وله هذه القصيدة الرائعة أيضاً:

يومُ البتولة في الوجود مَهولُهاومصيبةٌ اشجى الرشادَ حلولُها
يومٌ به ابنا الهدى قد أُيتمتْفكأنما قد ماتَ فيه رَسولها
لولا تحمُّلها المشقةَ والعنالرشادها ضلَّ السبيلَ نبيلُها
بابي وبي الصديقةُ الكبرى التيبركاتُها عمَّتْ ودامَ جميلُها

____________

1- الوغد كما مر ويأتي اللئيم.


الصفحة 411
لم تعدُ عن سنِّ الشباب ولم يَطُلمن جورهم بين الأنام حلولُها
لم تشرقِ الدنيا بنور جبينهاإلاَّ تعجّلَ بالحمام أُفولُها
ما طال في الدنيا بقاها انماالخيرُ الذي قد اعقبته طويلُها
فأئمةُ الاسلام والحججُ الأُلىلهمُ ارتضى باري الانامِ شبولُها
وإذ الورى انقلبتْ على اعقابهابعدَ الرسول وسادَها ضلِّيلُها
قضتِ المشيئةُ ان يكفَّ المرتضىوبفاطم يبقى الهدى وخليلُها
فتحمَّلتْ نُوباً لوِ انصبَّتْ علىالايامِ كانت لِلّيالِ تُحيلها
عادتْ عزيزةُ احمد وعدوّهاماشاء يفعل والعدوّ جَهولها
اللهُ كيفَ تَتبّعوها بالأذىحتى بمثوى كان فيه حلولها
ليست كفاطمةَ الرضيةِ مريمٌأنَّى يُقاس بعلة مَعلولُها
فلئن تكنْ سادتْ نساءَ زمانهافَبسرِ فاطمة غدا تفضيلُها
أَوْ اعقبت عيسى المباركَ فهو منأَتباعِ محيي الحق وهو سليلُها(1)
أَوْ أَنها أُبتليتْ ببعض مصائبفعنِ القضا المحتوم كانَ نزولها
والطهرُ ما ابتلِيتْ وقد عَظمَ البلالولا رِضاها بالبلا وقبولُها

____________

1- حيث دلت النصوص على نزول عيسى المسيح (عليه السلام) لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وانه يصلي خلفه وهذا من ادلة تفضيلهم (عليهم السلام) على الانبياء والرسل لقبح تقديم المفضول على الفاضل.


الصفحة 412
ولئن تكن وضعت بعيسى وحدهافي القفر لم تر ما هناك يهولها(1)
والطهرُ في بيت النبوة وضعُهاوبها احاط عدوها وعَذُولها(2)
ووليدها قرت به عيناً علىرغم العداة ولم يَخِب مأمولها
وجنين احشا فاطم في قتلهسُرَّ الأعادي والبتولُ ثَكُولها
وَلأن تكن صديقةً ولغسلهاوليَ ابنُها إذ ليس ثَمَّ مثيلُها
فالمرتضى قد غسَّل الزهراء إذهو كفُوها في عصمة وعديلُها
لكنَّ روحَ الله غَسَّلها ومااشجاه إلا بُعدُها ورحيلُها
والمرتضى أَلَمُ الفراقِ هناك قدانساه ما منه تطيشُ عقولها
امغسلُ الزهراء عزَّعليك ماقد نالَها مَنْ ذا سِواك كفيلُها
اتراك تعلم ما بجسم قمتَ فيتغسيلهِ ممَّا جنى ضَليلُها
انسيةٌ حوراءُ حلَّ بِجسمهاما لو يحل على الجبال يهيلها
عذراً بايصائي اليكَ وأنتَ منكلِّ الورى اولى وانتَ حَليلها
فارفق لدى التغسيلِ بالجسدِ الذيلو لامستهُ يدٌ أَضرّ حُلولُها
لم يبقَ عضوٌ سالماً فتمسهُبل كل عضو عَادَ وهو عليلها
والضلع مكسور وجرح مؤلمبالثدي والجسم اعتراه نحولها
والهفتا للمرتضى لمَّا علىقبر البتولة قام وهو ثكولها

____________

1- القفر: المكان الخالي.

2- العذول: اللائم.


الصفحة 413
يدعو بخير الرسل إذ غلب الأسىفي زفرة والدمع منه همولها
قلَّ اصطباري عن صفيتك التيما فِي نساء العالمين مثيلها
وبعين ربِّ العرش تُدفن فاطمٌسِراً ويجهلُ قبرها ومقيلُها
فلتحِفْ فاطمةَ السُّؤالُ فحقَ انتستخبرَ الأحوالَ ما تفصيلُها
وبأيِّ شيء تَخبُر الهادي ومالاقتْ مِنَ الأعداء الجبالَ تُزيلها
اتقولُ اضرِمَ بَابُ دارِي جهرةًإذ هِنتُ عندهم وعزَّ ذليلها
اتقول داري حيثُ لا إذنٌ ولاليَ مِنْ خِمار قد اُبيحَ دخولُها
اتقول من حَنق جنيني اسقطواوعداوةً لَطمَ الجبينَ جَهولُها
مولايَ عزَّ عليكَ خيرُ وديعةمِنْ أَحمدَ ضاعتْ وأنْتَ كفيلُها
أَترِدُ بَضعةُ احمد في حالةمنها يُساءُ عدوُّها وخليلُها
وَعداكَ لومٌ سيدي لكنهصَعب على النَدبِ الغيورِ ثقيلُها(1)
لولا الوصيةُ ضاقَ من قتلى العدىمن قبل ذاك حزونُها وسهولُها
فاليكِ سيدةَ النساء قصيدةٌهي قَدرُ جُهدي والرجاءُ قَبولُها

[85] وله ايضاً في رثائها مخاطباً لأمير المؤمنين (عليه السلام).

أمغسلَ الزهراء اني لا أَرىاولى وأَرأفَ منكَ بالزهراءِ
لكنما قلبي لِمَا قد نابهالم يعطني صبراً عن الايصاءِ

____________

1- الندْب: النجيب.


الصفحة 414
رفقاً بها إن ما تشاء تقليبَهامولاي للتغسيل عن إيذاءِ
رفقاً بها اني عليها أَختشيايذائها حتى بصب الماءِ
في الثدي بالمسمار جُرحٌ مؤلموتورمُّ بالسوط في الاعضاءِ
وبضلعِها بالعصر كسرٌ مبهضٌوالجسم منتحلٌ من الارزاءِ

[86] وله في رثائها (عليها السلام):

يحق لأشياع البتولة انهميقيمون حزناً في عزاها مدى العمرِ
يعزون فيها حيدراً حيث لم يجدسوى شامت في موتها مشتفى الصدرِ
لقد جبروا كسراًعراه بفقدهافهموا بنبش الطهر من باطن القبر
فما صنعوا او حاولوا كان مَصدراًلِمَا كابدتْ ابناؤها من ذوي الغدرِ
فان ابتزازَ الأمرِ قد كان مَصدراًلغصب يزيد نجلِها بادِّعا الأمرِ
وعن همِّهم بالنبش بغياً لقبرهاتفرَّعَ نبشُ القوم قبر فتى الطُهرِ

[87] وله أيضاً:

كل نفس لم تَتبعْ اهواهاادركت في المعاد اقصى مُناها
لم يكنْ خلقهنَ إلا لَكيماتَعبدُ اللهَ وحده لا هَواها
والى الخلق أَرسلَ الرسلَ حتىيَرشدوهم على سبيل هُداها
لم تزل حجةُ على الخلق حتىبعثَ اللهُ للورى أَتقاها
احمداً خير من دعا لرشادبل بارشاده أَتتْ انبياها


الصفحة 415
وعلى صِدقِ ما ادعاه من الارسال ابدى معاجزاً لا تَناهى
ثُمَّ ما زال في البرية يوصيبالذي نُجحُها به واهتداها
مُعلِماً باجتبا الآله علياًوبنيه وبافتراضَ وِلاها
قرنَ الآل في التمسك بالذكروما إستمسكت بغير هواها(1)
ما لقومٌ عن حيدر قد تولواهل دعاها لذاكَ غيرُ عماها
والنبي الأمين في يوم خُمٍّعَلماً قد أقامه لا هتداها
وقضى المصطفى فحادت عن الآلكأن لم يكن بها اوصاها
نكثوا بيعةَ الوصي ووالوامَنْ اقامت مقامهُ اهواها
وتولوا عن حيدر ورسولُ اللهما حَلَّ جسمهُ غبراها
ولقد نوَّهَ النبي بذكرىفاطم وارتضائها واجتَباهَا
فتولوا مستكبرين كأن لمْيسمعوا مَدحَها وطيب ثَناها
صَغَّرتْ قدرها وقد شاهدت منجُمل الفضل جُملةً لا تَناهى
ورأوا عزةً لها لم تنلهاذاتُ عزٍّ في العالمينَ سِواها
وهي مخدومةُ الملائكِ كُلفخرهُ ان ينال منها رِضاها
كيف لا وهي بنتُ خيرِ نَبيسادَ من في سمائِها وثَراها

____________

1- اشارة الى حديث الثقلين المتواتر.


الصفحة 416
ضربَ الدهرُ ضربةً فاذا النارتَلظَّى ظلماً بباب فِناها(1)
لم يروا حَرقَهُ بِمن فيه امراًمُنكراً فعلهُ وعنه تَناهى
وعليها في بيتها وهي حسرىهجموا اسقطوا جنينَ حَشاها
لطموا الخدَّ لطمةً أورثتهاحمرةَ العين ليتَ نفسي فِداها
كسروا الضلعَ ورموا المتنَ والجنبَ بضرب السياطِ ما أَجفاها
يا بنفسي محرومةً من تراثمن ابيها ونحلة اعطاها
فَأَتَتْ مسجدَ النبيَّ بعينماؤها لم يقم بإِطفا جَواها
ثم أَنَّتْ بأنة أجهشَ القومُلها بالبكا وهم أَعداها(2)
فَتأَنتْ عِنِ المقال إلى انسَكنوا من نشيجهم لبكاها(3)
ثُمَّ ألقتْ مقالةً حارَ فيهاحُكماها وأَخرست بُلغاها(4)
وأبانت هنالكمْ حِكمةَ التكوين للخلقِ وافتراضِ وِلاها
وتجلى الحقُّ الصِراحُ عياناًورأوه كالشمسِ رَادَ ضُحاها
فطووا كلَّ حجة نشرَتهابحديث مُخْلَق بِإفتراها
واستغاثتْ بالمسلمينَ فأَغضىالكلُّ عنها ولم يُلبُّوا نِداها

____________

1- ضرب الدهر يعني أهله.

2- أجهش بالبكاء: تهيأ له.

3- النشيج: الغص بالبكاء بلا انتحاب.

4- المقالة هي خطبتها العظيمة وهي مذكوره في الاحتجاج وكشف الغمة وغيرهما.


الصفحة 417
أهي تشكو مِمَّنْ سواها اليهاام اليها منها اغتدى شكواها
لستُ أنسى عتابها لعليحين آبت مرغومةً بجواها
انتَ مَن وابنُ مَن ويُغصب حقيبأباطيلها وأنتَ تراها
وابوك الحامي ابي مِنْ قريشحينَ همَّتْ به بماضي شَباها(1)
وبما ضيكَ كمْ كشفتَ كروباًعنهُ إذ فرَّ صحبه في وَغاها
انت سيفُ الاله ضاربُ عمروضربةً فخرُها ليومِ جزاها
كيف لم تحمني من القوم بالسّيفوشأنُ الرجال تحمي نساها
كنتُ في عزة على باب دارييَطلب الإذنَ والِدي ان أتاها
وبمرأى ومسمع منك قهراًدخلوا حيثُ لا خِمارٌ فِناها
وتحملتُ منهم فيكَ مالماستطعهُ وما كففتَ اذاها
ليتني متُ قبل ذُلي ومنْ لمترتضِ الذُلَّ كان فيه مناها
لا تَخِلْ عتبها على المرتضى عنسَخطِ فعل أَتاه لا وعلاها
كيف لا ترتضي فعالَ عليوهو يقفو في كلِّ فعل أباها
هي معصومةٌ كحيدرة بلحِكَمٌ ثَمَّ في العتاب تراها
هي من يَسخطُ الاله ويَرضىعندَ سَخَط منها وعند رضاها(2)

____________

1- يعني ابو طالب المحامي عن الرسول (صلى الله عليه وآله).

2- اشاره إلى ما رواه الفريقان من حقها عن أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا فاطمة ان الله يغصب لغضبك ويرضى لرضاك مستدرك الحاكم ح 3 ص 154 ولعمري هو واضح الدلاله على عصمتها لأنه بوجه مطلق حالا وزمانا وفيه حكمة بتقديم الغضب على الرضا.


الصفحة 418
اترى يَسخط الالهُ ويرضىلرضاها لو كان عنْ أَهواها
يا بنفسي عليمةٌ كانَ فيماصنعتهُ اَحيا شريعة طه
كشفتْ عن سرائر القومِ فيمافعلتهُ وبانَ خبثُ انطواها
وَلسخط منها على القوم أَوصتلعلي بدفنها في دُجاها
فهناك ازدادوا عُتوّاً وهموامن عناد ان يَنبشوا مثواها


الصفحة 419

عبدالله الخباز القطيفي

عبّرت الذات الشيعية عن رفضها لكل ممارسات الظلم من قبل الانظمة السياسية غير الشرعية المتعاقبة على حواضر الأمة الإسلامية، ذلك بما أقرّتهُ مسلّمات أصول العقيدة الامامية من مسألة الانتظار، وانتظار الفرج فلسفة الحركات المتمردة على كل واقع ظالم مارسته أنظمة الطغيان، ونزعة الثورة بدت على الثقافة الشيعية لتشكّل مَعلَمَةً من معالمها، وغدى برنامج الإصلاح ينطلق من هذه الفلسفة والانتظار لا يعني تأجيل محاولات تفعيل الأمة مع الواقع الحياتي الماش، أو عزل الانسان عن محاولات الكمال

الصفحة 420
والرشد والنضوج، بل يعني تشكيلة العقل الإسلامي بما ينسجم والواقع العملي، وبما يؤدي إلى ترتيب النفس للوصول إلى أسباب الرقي والكمال الذي يؤدي أخيراً إلى الحركات التصحيحة المنبعثة من الذات أو تلك المنطلقة من الامة الإسلامية لاعادة صياغتها وتركيبتها.

لذا فقد بدت هذه الفلسفة على أدبيات الشيعة ومسحت أعمالهم بالثورة الدائمة المناهضة لكل ألوان الحيف، وترّجمت ذلك بمحاولات التغيير المباشر مرة، وباستنهاض الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) الذي يؤدي أخيراً إلى الثورة الباعثة للتغيير مرة أخرى، وجعل الشاعر قضية الإمام الحسين (عليه السلام)محوراً مهماً لبث الشكوى التي من خلالها يبرر ظهور الإمام (عجل الله فرجه الشريف) ونهضته الإصلاحية، لذا أحرز تقدّماً ملحوظاً في قصيدته على صعيد إظهار مظلومية آل البيت (عليهم السلام)وأتباعهم.

شكّلت مظلومية الزهراء (عليها السلام) مطلباً مهماً في اظهار ما جرى على آل البيت (عليهم السلام)، وكوّنت رؤية واضحة لقراءة التاريخ الإسلامي المقهور، فترى الشاعر عند ذاك يعنّون مظلومية آل البيت (عليهم السلام) بمأساة الزهراء (عليها السلام) ويجعل من قضية اسقاط المحسن فاتحة لهذه المأساة، وتكون حينئذ مصائب آل البيت (عليهم السلام) منطلقة من هذه الفاجعة الكبرى.

وهذا ما فعله الشاعر الخطيب الملا عبدالله ابن الحاج متروك المعروف بالخباز، فقد بدأ قصيدته باستنهاض الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف)، وقدّم تبريرات النهوض على أساس استقراء تاريخي لمجريات الاحداث الدامية التي حفل بها تاريخ آل البيت (عليهم السلام)، وصاغ قصيدته من هذه الاحداث، وقراءة لبعض قصائده يظهر لك هذا المعنى بوضوح.


الصفحة 421
توفي الشاعر عبدالله الخباز القطيفي ستة 1362 هـ(1)، وكان تقياً ورعاً صالحاً... وكان أديباً شاعراً يقول الشعر في المناسبات وغيرها، له ديوان كبير.

* * *

[88] قال في رثاء آل البيت (عليهم السلام) مستنهضاً الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف).

قم يابن طاها فالبلا قد علاولا نرى غيرك يجلو البلا
قد ضاقت الدنيا بأرجائهايا فرج الله بكل الملا
قم يا غياث الخلق وانظر لنامن العدى فينا البلا أنزلا
قد طمس الدين وضاع الهدىوالجهل ما بين الملا قد علا

إلى أن يقول:

قم جرد البتار من غمدهوادع الاعادي صرعا في الفلا
قم فادرك الأمة يا سيديلقد دهاها من عداها بلا
قم يا عماد الدين عجل لنافالكل منا عيشه ما خلا

____________

1- شعراء القطيف قديماً وحديثاً. علي المرهون: 247 مطبعة النجف.


الصفحة 422
إلى متى نلقاك في سابقمجرداً للسيف تبري الطلا
وراية الحق نراها وقدحف بها جندك يابن العلا
أما وعى سمعك يابن الهدىما حل فيكم من شرار الملا
قد أسقطوا الزهراء ست النسابضعة من رب السماء فضلا
وأضرموا النار بباب لهاوالحق منها جهرة أعز لا
وجدك الكرار من نورهللبدر في أفق السماء أخجلا
ومن بيوم الحرب لم يختشيبيض الضبا والموت قد أقبلا
ملببا سحباً غدا للعدىعليه دين المصطفى أعولا
حتى قضى من سيف أشقى الورىمن بعد ما قاسى ضروب البلا
وعمك الزاكي سقته العدىسما نقيعاً للحشا أشعلا
وفي عراص الطف يا سيديجدك سبط المصطفى جدّلا(1)

إلى آخر القصيدة

____________

1- شعراء القطيف قديماً وحديثاً علي المرهون: 247 مطبعة النجف.