وان له منهم حمى دون نفسه | واهليه والله الشهيد بها ادرى |
فلم غيرت واستبدلت بعد عهده | واغضت على ظلم المطهرة الزهرا |
وعن ملأ ردّت إلى عقر بيتها | تجر ثياب الذل مهضومة عبرى |
ويوم اقتحام الدار يوم تهتكت | به حرمات الله حتى بدت حسرى |
فعن ملأ منهم اتوا بيت فاطم | مقرّ الهدى والدين والحجة الكبرى |
غداة غدى ركن الضلالة حاملا | على ظهره اضعاف ما في الحشا اورى |
يحاول حرق الدار والدار تلتقي | على صبية لم تعرف الخوف والذعرا |
ينادي به اخرج (علي) وان تقم | فللنار اعمال ستخرجكم قسرا |
فكم ريعت (الكبرى) بهذا وكم شكت | إلى جدها ما نالها منهم (الصغرى) |
وكم هتفت بالمسلمين وكم دعت | بيا لرسول الله لابنتك (الزهرا) |
ولا قائل منهم دعوها فانها | سليلة خير الخلق والبضعة (الحورا) |
تناشدهم والمسلمين ولو دعت | بحق رسول الله صلد الصفا خرا |
تقول لهم يا قوم بيتي ولم يكن | نبي الهدى يوماً ليدخله قهرا |
فما كف عنها الرجس بل حركت له | حشى فيه نار الحقد كامنة دهرا |
وهاجم بنت الوحي والباب دونه | عقيلة آل الله مسندة صدرا |
ولم يرعها بل راعها وتزاحموا | على الباب افواجاً فابئس بهم طرا |
فقل للذي رام اعتذاراً لبغيهم | على المصطفى، قبحت من طالب عذرا |
زعمت ابنة الهادي اطمأنت واذعنت | لما لفقوا يا بئسما احتقبوا وزرا |
فما بالها غضبى قضت بعد عذرهم | وما بالها لما قضت دفنت سرا |
فيا ايها العاوي على اثر من مضى | بغير هدى اكثرت في قولك الهجرا |
إلى كم ترى نهج الضلالة لا حباً | جلياً وملحوب الهدى مظلماً وعرا |
وفيم تعد الغي رشدا ولا ترى | سبيل هدى إلا اختلقت له سترا |
وحتام لا تصغي لعذل ولا تعي | مقالة ذي رشد ولا تسمع الذكرا |
رويداً فليس الدين بالرأي يبتغي | وعما قليل يطمئن بك المسرى |
الشيخ عبدالله الوائلي الاحسائي
إذا كانت قصيدة البردة قد إحتلت شهرتها في غرض المديح على المستوى الأدبي الإسلامي حتى جاراها اكثر الشعراء، فان القصيدة الأزرية قد احتلت شهرتها الواسعة في غرض الرثاء على المستوى الأدبي الإمامي حتى جاراها اكثر الشعراء.
ولعل الشهرة تكمن في الكفاءة الشعرية التي تميزها القصيدة، والرقة تظهر في الوجدانيات التي تظهرها المقطوعة، واللياقة تتأتى من ارتسام الصورة ونقلها إلى السامع لتنقله من سامع مجرد، إلى مشاهد متفحص، هكذا كانت أزرية الشيخ كاظم الأزري كفاءة ورقة ولياقة يجمعها البيت
حاول الشيخ عبد الله الوائلي الاحسائي مجاراة الأزرية، ومحاكاة معانيها فجاءت أزريةً ـ إحسائيةً رائعة، نسج فيها الشاعر على منوالها ملحمة أدبية شملت على أكثر من 1500 بيت ولعل نجاح الشاعر في رائعته حتى جاءت قصيدته أزرية ثانية، هي المشتركات الواحدة بين الشاعرين، فالحس الرثائي والوجدان الشيعي قد توحدا في كلا الشاعرين، وهو ديدن شعراء المدرسة الإمامية تجمعهم توجهات مشتركة واحدة مهما طال الأمر وبعدت الشقة.
توفي الشاعر سنة 1305 ـ تاركاً تراثاً أدبية رائعة منها ديوان شعر كبير يتألف من ثلاثة أجزاء، وكشكول كبير في مجلدين، اضافة إلى نهج الأزرية وهي ملحمة تشتمل على أكثر من 1500 بيت من الشعر.
وزوى نحلةَ البتول وعن إر | ثِ أبيها النبيّ قد أقصاها |
وعلى بابها أدارَ حريق النّـژ | ـارِ وفي عُصبة بها أغراها |
أمّها أدْلمٌ وأدْلمُ لازا | ل في كلّ فتنة أولاها |
لا رعى الله أدْلماً أيّ دار | راعها باللظى وما راعاها |
تلك دار عزّت لدى اللهُ شأناً | وبتنزيل وحيه قد حباها |
تلك دار نشا بها أصل طوبى | والبرايا تعيش في أفياها |
تلك دار حوت نُفوساً إذا ما | نُمِيت للنبيّ(1) كان انتماها |
وهي في الأرض خيرة الله في الخلـ | ـق واللطف الخفيّ في إبقاها |
____________
1- أي نسبت.
حيدر والبتول فاطمة الطهـ | ـر والغرَّ الكرام من أبناها |
أمن العدل أن تشبّ عليها النا | ر والله قد أعزّ حماها؟ |
أيَّ نار أورى عليها دلام | حَسبُه إنّه غداً يصلاها |
تلك نار من وقدها مالك النا | ر على أهلها به أوراها |
لست أنسى البتول حين أتته | ومن الرَّوع قد أُريع حجاها(1) |
تبتغي رأفةً فلم ترَ إلاّ | منه ضرباً به وَهَت جَنباها |
منه ألقَت جَنينها وهو لمّا | يَرعوي عن فضيعة قد نحاها |
وجرى ما جرى بحيدرة من | مفضعاتِ لم أستطِع إملاها |
يالقومي لحادث أورث الإسـ | ـلام ثُلمةً لا يلتقي طرفاها(2) |
____________
1- في نسخة: حشاها.
2- هكذا ورد هذا البيت في الأصل، وفيه اختلال في وزن عجزه.
أبهذا أوصى النبيّ بأنّ تؤ | ذى ذويه الكرام في دنياها؟! |
أم بنصّ القرآن(1) قد خصّها اللـ | ـهُ بهذا دون الورى وقلاها؟! |
ولِتَيْم الولا ورجس عَدّي | وهما الأشقيان في(2) أشقياها |
زَحْزَحا صِنْوه اللَّصيق ودافا | بعده للبتول ما أضناها |
أو ما قال أحمد الطُّهر فيها | فاطم بَضْعَتي مراراً احكاها |
فرضاها رضاي في كلّ حال | وأذايَ مستجلبٌ من أذاها |
لعن الله من تجرّا عليها | ورعى الله مؤمناً قد رعاها |
بأبي دُرّة الجلالة في سو | ق البلايا بهنّ كان اشتراها |
درّة قد غلت(3) لدى الله شأناً | وبحسن الحفاظ قد أغلاها |
____________
1- في نسخة: الكتاب.
2- في نسخة: من.
3- في نسخة: علت.
بعد ما أُردعت [لدى] صَدَف الحكـ | ـمة أضحت تُسام في بلواها |
جلبت بني كلّ وغد دنيّ | وعزيز على الجلال جلاها |
حجر الحكمة الذي منهُ سالت | أعين أفعم الوجود نداها |
كُنِّيَت في الورى باُمّ أبيها | حسبها سُؤدداً به وكفاها |
فَطَمت مَن أحبّها من لَظَى النا | ر والله فاطماً سمّاها |
وبزَهراء لُقبّت حيث أن قد | أزهر الكون من جمال بَهاها |
بأبي والبنين والنفس منيّ | أفتَديها وقلّ منّي فداها |
يوم جاءَت أبا الشرور وفيها | قَبَسات الأسى تشِبّ لظاها |
قد ألمّت بقلبا زفراتٌ | قلّبتها على مَقالي جَواها |
زَفراتٌ بكَربها كَرَبت أن | تَنْسِف الكائنات في إفناها |
لكن الله بالوصيّ عليّ | وبشبليه والبتول(1) وقاها |
تشتكي والمهاجرون مع الأنصـ | ـار قد أحدقت به زُعماها |
وتنادي بهم وكلٌّ لديها | مُطرقٌ لا يعي بليغ نداها |
أيّا الناس كيف اُظلم فيما | بينكم نِحْلَتي وإرثي شِفاها! |
وبمرآكم جميع اهتضامي | من مريدين أقصيائي سفاها! |
أبهذا أوصاكم الله فينا | وأبي في وصيّة أخفاها؟! |
وبأُمّ الكتاب أنزل (قل لا) | وهي فينا وكلّكم قد تلاها |
وبإرثي يقول (يوصيكم الله) | وكلّ الورى بهذي عناها |
لِمَ أٌبْتزّ ما(2) ليدكم تراثي | وذِه الناس أورثت آباها؟! |
____________
1- في نسخة: جمعها قد.
2- من نسخة: من.
أو تقولون إننا أهل دين | ليس من دينكم فنُنفى انتفاها |
ءأبي قال دين آليَ فيكم | ملّة وحدها وديني سواها؟! |
أو تقولون أنّ آل النبيّيـ | ـنَ من بينها قد استثناها |
آية خصّت الأباعد بالإر | ث والآل نصّها أقصاها |
أو ما قد أتى بآية داو | د بأن قد تورّثت أبناها |
وباُخرى مذُ قد دعا زكرّيا | ربّه دعوةً له أخفاها |
أو ما قال: (ربِّ هَبْ لي وليّاً) | وجميع الوَرَى وعت معناها؟! |
أم هما في الأنام غير نبيّيـ | ـن لهم والنبوّة ادّعياها؟! |
والكتاب المجيد أعرب عن أنّـ | ـهُما من إلهه انتحلاها |
أنصفوني فإنّني ابنته دو | ن رجالاتكم وكلّ نساها |
وإذا ما أبيتمُ غير هَضْمي | مِن مضلّين بُلْغَتي انتزعاها |
حَكمي الله والخصيم أبي والسجـ | ـن نار ترون حرَّ اصطلاها |
فأصَرّوا واستكبروا استكباراً | كالسكارى ولم يعوا دعواها |
جرّعوها من الجفا غُصَصَاً قد | أوردتها بوِردِهنّ رداها |
يا أخّلاي فاعجبوا من نفوس | بذلت جهدها بمحضِ جفاها |
لم يُفَدْ وعظُها بهم وهي فيهم | شابهت بعلها تُقى وأباها(1) |
____________
1- من نسخة بخط الشيخ جعفر الهلالي منقولة عن الأصل.
الشيخ محمد سعيد الجشي
ينتسب إلى الشيخ علي الجشي أسرة ومدرسة، فالمدرسة الجشية القطيفية التي أسسها الشيخ علي الجشي، انخرط إلى صفوفها شعراء القطيف المحدثون، ولعل انضمامهم لهذه المدرسة كانت إستجابة طبيعية لمحاولة التعبير عن الحيف الذي عاناه أهل القطيف المحاصرين بفلسفات سلفية سياسية تحظر عليهم محاولات التعبير عن حسهم الديني من مدرستهم الشيعية التي ينتمون اليها.
فمدارس العقائد السياسية تنتمي في جذورها إلى طروحات السياسة
وتحت هذه التأثيرات حاول الأمويون والعباسيون تمييع مدرسة آل البيت (عليهم السلام)تحت محاولات فرض فلسفاتهم المذهبية وفرض الهيمنة الفكرية على أتباع هذه المدارسة خصوصاً، إلاّ انها خابت محاولاتها هذه واندحرت.
والسلفيون وجدوا أن انصهار المذاهب الإسلامية في نطاق تفكيرهم الضيّق هو أسهل المحاولات لطمس معالم آل البيت (عليهم السلام) وخنق صوت أتباعهم، فاذا استطاعت السلفية ادخال المذاهب الاسلامية تحت هيمنتها وهي الحاكمة لأكثر البلدان الاسلامية، فان مذهب آل البيت (عليهم السلام) الذي لا يملك قوة سياسية حاكمة، هو الأولى للانصياع تحت ضغط النظام السياسي الحاكم، وهكذا تجاذب السلفيون محاولات الهيمنة الفكرية مع أتباع آل البيت (عليهم السلام) في الجزء الشرقي من أرض الجزيرة العربية، وكانت الغلبة أخيراً لأتباع هذا المذهب الذين حاولوا فرض عقيدتهم على المستوى الجدلي والتنظيري وقدموا فلسفتهم على نمط فكري يلتزم الاستدلال بكتاب الله تعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، واستطاع أن يحرز تقدماً ملحوظاً على الصعيد العقائدي رغم محاولات الارهاب الفكري، وإذا كان للبرهان الاستدلالي أثره، فان للقصيدة الشعرية حضورها في خضم هذا المعترك الفكري، فاستطاع القطيفيون من تتميم جهادهم الفكري المقدس بتشكيلة المدرسة
فالشاعر محمد سعيد الجشي المولود سنة 1339(1)، ولد في القلعة، تلقى علومه على يد أعلام بلاده واستمر بنظم الشعر حتى تكوّن لديه ديواناً أسماه "في محراب الذكرى" وكان على جانب كبير من الورع والصلاح والذكاء والفطنة والرسوخ في الايمان والعقيدة.
____________
1- راجع ترجمته في شعراء القطيف للشيخ علي المرهون: 89.
يرنوا إليك الدين والإسلام | يابن البتول وهذه الاعلام |
فاشهر حسامك ماضياً متألقاً | كالبرق في أفق السماء يشام |
فاشرق على الدنيا بنورك ساطعاً | فبمثل نورك يكشف الاظلام |
وعلى ندائك قد يهب معذب | وبمثل هديك تهتدي الاقوام |
وبمثل صوتك يستفيق مسهد | أودت به الامال والآلام |
وبمثل مجدك لا يهان أخو تقي | في الارض أو تنبوا به الايام |
وبمثل نورك تملأ الدنيا سناً | وبمثل سيفك ينصر الإسلام |
إلى أن يقول
ويظل طي الغيب ثأر صارخ | فمتى يجرد للعداة حسام |
هذي قبوركم تنور كالضحى | من حولها الاجلال والاعظام |
ولقد تضوع بالعبير ترابها | كالزهر حين تفتح الاكمام |
وعلى جبين الدهر قان من دما | شهدائكم لم تحمه الايام |
فإلى متى التاريخ يروي هولها | ولكم ترن بلابل وحمام |
فالمصطفى علم الهدى أودى به | عبء الجهاد فنكست أعلام |
ولفاطم سقط الجنين ببابها | عصراً ورضت أضلع وعظام |
هتفت بفضة والجنين معفر | بالباب ملقى والدموع سجام |
واغتيل جدك حيدر في فرضه | لم يرع فيه الشهر وهو صيام |
وإلى الزكي مشت غوائل ناكث | حتى طغت مما هناك جسام(1) |
إلى آخر قصديته.
____________
1- شعراء القطيف الشيخ علي المرهون 89.
آية الله العظمى
السيد مهدي الحسيني الشيرازي
لم تقتنع الحوزة الدينية بابداعاتها العلمية فحسب، بل اقتحمت ميادين الابداع فكان لها قصب السبق في الابداع الأدبي، والقصيدة الحوزوية لم تكن نزعة أدبية يختطفها الشاعر من خيالاته المرهفة، بل هي تحقيق علمي يصاغ بابداع أدبي، أو عاطفة أدبية بنسجها بحث موضوعي، أو مطلب تاريخي تعرضه رقة أدبية لتصوغها مقطوعة أدبية تستثمر الموهبة الشعرية لصالح القضية التاريخية، أو تدخل القضية التاريخية ضمن اطروحة أدبية بديعة.
كانت اهتمامته الفاطمية تنطلق من تحقيقاته العلمية التي تزامن الحدث، حتى انهى مأساته بفاجعة الاسقاط التي كانت مسلمَّة علمية، وثابتة تاريخية لا تقبل الالغاء، ولا ترضى بالحذف والتقزيم.
ولد آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي في كربلاء(1) سنة 1304 هـ، كان عالماً جليلا من أئمة التدريس والجماعة والتقليد في كربلاء وله مؤلفات منها: ذخيرة العباد، ذخيرة الصلحاء، الوجيزة وغيرها توفي فى كربلاء ستة 1380 هـ ودفن فيها.
____________
1- فاطمة الزهراء في ديوان الشعر العربي عن أعيان الشيعة 10: 146.
ظَهَرَتْ زَهْرَةُ زَهْرَاء البَتُول | فَاسْتَنَارَ الكَوْنُ مِن أنوارِها |
وُلِدَتْ فاطِمةُ بِنتُ النَّبي | فَاسْقِني كَأْسَ الهَنا والطَرَبِ |
وَاترُكِ الزُّهْدَ وَهَوْلَ اللَّهَبِ | فَهِيَ الفَاطِمُ في اليَومِ المَهُول |
وُلِدتْ فَخْرُ العُلاَ بِنْتُ الجَلالْ | وُلِدَتْ أُخْتُ النُّهى أُمُّ الخِصَالْ |
ظَهَرَتْ نُخْبَةُ أوصَافِ الكَمالْ | أصْلُ كُلِّ الخَيرِ بَلْ أُمُّ الاُصُولْ |
لَمْ تَكُنْ تُولَدُ مِن خَيرِ الأَنامْ | هِيَ إلاّ بَعْدَ جَهْد وَصيامْ |
بفُطورِ الخُلْدِ مِنْ خَيرِ طَعَامْ | جَلَّتِ الزَّهراءُ عَن هَذِي العُقولْ |
هِيَ بِنتُ المُصْطفى خَيْرُ البَشَرْ | هِيَ اُمُّ الأوصِيَا الطُّهْرِ الغُرَرْ |
زَوْجُها قَاسِمُ طُوبى وسَقَرْ | شَمْسُ غُرٍّ لَمْ تَكُنْ ذاتَ اُفولْ |
فَاسْقِني يَا صَاحبي كَأْسَ المُنْى | وَأدِرْ في جَمْعِنا خَمْرَ الهَنا |
لاَ تَخَفْ ذنباً وتَخْشى وَهَناً | بَشِّرِ اليَوْم الأَمانِي بِالحُصُولْ |
بَزَغَتْ شَمْسُ العُلا أُمُّ الهُداةْ | بَلَغَتْ أعْلى مَرَاقي المُمْكِنَاتْ |
شَرُفتْ آباؤها والاُمّهَاتْ | وُلِدَت يَا لَلْهَنا بِنتُ الرَّسُولْ |
هِيَ سِرُّ اللهِ ما بَينَ الوَرَى | سِرُّ غيْب ذَاتُها كَيْفَ تَرى! |
وَلَها خَلْقُ الثُّرَيّا وَالثّرى | لَيْسَ للِعَقْلِ بمَعْنَاها الاُصولْ |
لاَ يُدَاني فَضْلَهَا قَطُّ بَشَرْ | لا تَرُمْها إنَّها إحْدى الكِبَرْ |
هِيَ لِلمُخْتَارِ أصْلٌ وَثَمَرْ | أينَ لَوْلاَهَا الذَّرارِي للرَّسولْ؟ |
هِيَ وِتْرٌ في نِسَاءِ العَالَمينْ | هِيَ شَفْعٌ بأميرِ المؤمِنينْ |
هِيَ نُورُ اللهِ في الاُفقِ المُبينْ | حُبُّها دَارٌ أمان لاَ تَزُولْ |
لاَ تُضَاهى فَاطِمٌ في حَسَبِ | كَرُمَتْ جَلَّتْ بِبَعْل وَأَبِ |
وبَنُوهَا في أَجَلِّ الرُّتَبِ | كُلُّ ما في الخَلْقِ صَعْب وَسُهول |