177 ـ الفاضل المقداد السيوري (المتوفى 826)
[256] قال في شرح قول العلامة الحلي: والأدلة في ذلك (أي إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)) لا تحصى كثرةً ; ثم ذكر جملةً منها، فقال:
الخامس: إنه ادّعى الإمامة وظهر المعجزة على يده، وكل من كان كذلك فهو صادق في دعواه، أمّا إنه ادّعى الإمامة فظاهر في كتب السير والتواريخ حكاية أقواله وشكايته ومخاصمته، حتى أنه لما رأى تخاذلهم عنه قعد في بيته واشتغل بجمع كتاب ربّه، وطلبوه للبيعة فامتنع.. فأضرموا في بيته النار، وأخرجوه قهراً(2).
[257] وقال: إن علياً (عليه السلام) وجماعة لما امتنعوا عن البيعة، والتجأوا إلى بيت فاطمه (عليها السلام) منكرين بيعته بعث إليها عمر حتى ضربها على بطنها، وأسقطت سقطاً اسمه: محسن، وأضرم النار ليحرق عليهم البيت ـ وفيه فاطمة (عليها السلام)وجماعة من بني هاشم ـ فأخرجوا علياً (عليه السلام) قهراً بحمائل سيفه يقاد(3)..
____________
1. نهاية التنويه في إزهاق التمويه: 122.
2. النافع يوم الحشر (المطبوع باسم الباب الحادي عشر مع شرحيه): 49.
3. اللوامع الالهية: 301 ـ 302.
178 ـ الشيخ صالح بن عبد الوهّاب بن العرندس (المتوفى حدود 840)
[258] [قال في كشف اللئالي]: لما أُوقف (عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين) (عليه السلام)تكلّم فقال: " أيتها الغدرة الفجرة!... أوَ تضرب الزهراء نهراً(1)، ويؤخذ منّا حقّنا قهراً وجبراً، فلا نصير، ولا مجير، ولا مسعد، ولا منجد.
فليت ابن أبي طالب مات قبل يومه فلا يرى الكفرة الفجرة قد ازدحموا على ظلم الطاهرة البرّة.. فتبّاً تبّاً.. وسحقاً سحقاً! ذلك أمر إلى الله مرجعه وإلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مدفعه، فقد عزّ على ابن أبي طالب أن يسودّ متن فاطمة ضرباً، وقد عُرف مقامُه وشوهدت أيامه.. فلا يثور إلى عقيلته، ولا يصرّ دون حليلته.. فالصبر أيمن وأجمل، والرضا بما رضي الله به أفضل، لكيلا يزول الحقّ عن وقره، ويظهر الباطل من وكره.. حتّى ألقى ربّي فأشكو إليه ما ارتكبتم من غصبكم حقّي، وتماطلكم صدري، وهو خير الحاكمين.. "(2).
179 ـ عزّ الدين المهلبي الحلّي (المتوفى بعد 840)
تقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [10] و[12].
180 ـ عماد الدين القرشي (المتوفى 872)
[259] قال (بعد ذكر رواية تدل على ولادة المحسن (عليه السلام) في زمن الرسول
____________
1. ويحتمل أن يكون في الأصل نهزاً بالزاي المعجمة.
2. الصوارم الحاسمة للمحدث الآغا فتح الله الكمالي الأسترآبادي، حكاه عنه الجنّة العاصمة لليسد المير جهاني: 252 ; وكذا في مصباح البلاغة له أيضاً: 1/285 ; والشمس الضحى للسيد مرتضى المرعشي: 154 (عن نسخة خطية).
181 ـ العلامة الشيخ زين الدين العاملي البياضي (المتوفى 877)
[260] قال: منها أنّه طلب هو وعمر إحراق بيت أمير المؤمنين (عليه السلام)لما امتنع هو وجماعة من البيعة..(2).
[261] وقال:.. وأين زهد عمر مع كشفه بيت فاطمة وضربها؟ مع ما فيه من الفظاظة والغلظة(3).
[262] وقال: وهذا عمر.. همّ بإحراق بيت فاطمة (عليها السلام)..(4).
[263] وقال: واشتهر في الشيعة أنّه حَصَرَ فاطمة في الباب حتى أسقطت محسناً..(5).
وتقدّمت له الروايات المرقّمة: [6]، [10]، [98]، [101]، [102]، [103]، [104]، [109]، [183]، [210].
182 ـ ضياء الدين بن سديد الدين الجرجاني (القرن التاسع)
[264] قال ـ ما ترجمته ـ: إن أبا بكر وعمر وعثمان ـ الذين عدوّهم المخالفين أئمة لهم ـ هم الذين آذوا فاطمة (عليها السلام)، وجاؤوا بالحطب إلى باب دارها
____________
1. عيون الأخبار: 6، والقرشيّ هذا من علماء الاسماعيلية.
2. الصراط المستقيم: 2/301.
3. المصدر: 3/94.
4. المصدر: 3/239.
5. الصراط المستقيم: 3/12. قال:ورواه البلاذري.
وقال ـ في عداد من قتل من أولاد المعصومين (عليهم السلام) في الطفوليه ـ: الأول محسن... استشهد في بطن أمه فاطمة (عليها السلام) بسبب ضربة عمر(2).
183 ـ الشيخ خضر بن شمس محمّد بن علي الرازي (القرن التاسع)
[265] قال: ما رواه الشيعة وكثير من أهل السنة: إنه (عليه السلام) لم يبايع حتى صار عمر(3) بيته بقبس من نار ليحرق عليه وعلى فاطمة وعلى ولديها الحسن والحسين (عليهم السلام) البيت، فخرج مكرهاً وبايع(4).
184 ـ الشيخ مفلح... ابن صلاح البحراني (القرن التاسع)
[266] روى عن أحمد بن حنبل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " النظر إلى وجهك يا علي! عبادة، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، فمن أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله.. الويل لمن أبغضك.. "(5).
ثم قال:.. فما ظنّكم في من أزاله عن مقامه، وتولّى على ملك ابن عمّه، وضرب زوجته بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيدة نساء العالمين، وهمّ بإحراق بيتها، ومنعها
____________
1. رسالة عقائد مذهب شيعه، رسائل فارسي جرجاني: 210 ـ 211.
2. ضميمة رسالة عقائد الدينية، ص 1.
3. كذا والظاهر: إلى بيته.
4. التوضيح الأنور، ص 15.
5. فضائل الصحابة لأحمد: 2/642، المناقب للخوارزمي: 327.
185 ـ الشيخ مغامس الحلي (القرن التاسع)
[267] قال:
والطهر فاطمة زوى ميراثها | شرّ الأنام ودمعها مسكوب |
من بعد ما رمت الجنين بضربة | فقضت [بذاك] وحقّها مغصوب(2) |
186 ـ الشيخ مفلح الصيمري (المتوفى 900)
[268] قال:
وقادوا علياً في حمائل سيفه | وعمار دقّوا ضلعه وتهجموا |
على بيت بنت المصطفى، وإمامهم | ينادي ألا في بيتها النار أضرموا |
وتغصب ميراث النبي محمد | وتوجع ضرباً بالسياط وتلطم(3) |
187 ـ الشيخ الكفعمي (المتوفى 905)
تقدّمت له الروايات المرقّمة: [151]، [158]، [177]، [251].
188 ـ ابن أبي جمهور الأحسائي (المتوفى أوائل القرن العاشر)
____________
1. إلزام النواصب: 153 ـ 154 (ص 28 مخطوط).
2. المنتخب: 2/69.
3. المنتخب: 1/137.
[270] وقال: فخر(2) علي (عليه السلام) ملبباً للمبايعة، وتوعد جماعة بني هاشم بالشرّ، وأحرق بيت فاطمة (عليها السلام) ودخل بغير إذنها، بل هجموا عليه كما يهجم على بيوت أهل الكفر، ولم يراع حرمة آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وضربت ابنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ العزيزة عليه، المكرّمة لديه ـ بالسوط حتى أثر السوط في جسمها الشريف، وضغطت بالباب حتى أجهظت جنيناً في بطنها كان سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): محسناً، وكل ذلك وقع لأجل تلك البيعة..(3).
[271] وقال: ومزّق كتاب فاطمة (عليها السلام) ـ وقد كتب لها أبو بكر بردّ فدك والعوالي ـ وضربها قنفذ بالسوط بأمره، وضغطها هو بالباب حتى أجهضت جنينها.. كل ذلك رواه الثقات في سيرهم، حتى أنّ أهل السنة حاولوا الأعذار عنها بالجوابات اعترافاً بصحّة وقوعها(4).
[272] وقال: روي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) زار فاطمة (عليها السلام) يوماً، فصنعت له عصيدة من تمر، فقدمتها بين يديه، فأكل هو وعلي وفاطمة والحسنان (عليهم السلام)، فلمّا فرغوا من الأكل سجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأطال السجود، ثم بكى في سجوده، ثم ضحك، ثم جلس.. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " يا رسول الله! لم سجدت، وبكيت، وضحكت
____________
1. مناظرات في الإمامة: 378. وفي مأساة الزهراء (عليه السلام): 2/90 عن مناظرة الغروي الهروي ص: 47 ـ 48.
2. كذا، ويحتمل أن يكون في الأصل: فخرج.
3. المجلّى: 417.
4. المصدر: 434.
فقلت: نعم، فقال: إنّي مخبرك بما يجري عليهم: إنّ فاطمة تغصب وتظلم حقّها، وهي أوّل من يلحقك، وأمير المؤمنين يظلم حقّه ويضطهد، ويقتل ولدك الحسن بالسمّ بعد أن يؤخذ حقّه، وولدك الحسين يظلم ويقتل ولا يدفنه إلاّ الغرباء.. فبكيت "(1).
189 ـ المحقّق الثاني الكركي العاملي (المتوفى 940)
[273] قال:إنه قد روى نقلة الأخبار ومدوّنوا التواريخ ـ ومن تصفح كتب السير علم صحّة ذلك ـ: إنّ عمر لما بايع صاحبه وتخلف علي (عليه السلام) عن البيعة جاء إلى بيت فاطمة (عليها السلام) لطلب علي (عليه السلام) إلى البيعة، وتكلّم بكلمات غليظة، وأمر بالحطب ليحرق البيت على من فيه، وقد كان فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وزوجته وأبناؤه ومن انحاز إليهم الزبير وجماعته من بني هاشم..(2).
[274] وقال:.. فإنه من حين ولّى أبو بكر احتفّ به جماعة من قريش وذؤبان العرب، أصحاب الحقد والحسد على أمير المؤمنين (عليه السلام)، تبيّن أنهم يدالون عن أهل البيت (عليهم السلام) بمنع الإرث والنحلة والخمس والطلب إلى البيعة بالإهانة والتهديد بتحريق البيت وجمع الحطب عند الباب وإسقاط فاطمة محسناً..(3).
وتقدّمت له الرواية المرقّمة: [10].
____________
1. عوالي اللئالي: 1/199.
2. نفحات اللاهوت: 78.
3. نفحات اللاهوت: 130.
190 ـ أبو الفتح بن مخدوم العربشاهي الجرجاني (المتوفى 976)
[275] قال: وأيضاً بعث إلى بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) لما امتنع عن البيعة فأضرم فيه النار وفيه سيدة نساء العالمين(1).
191 ـ المحقّق الأردبيلي (المتوفى 993)
[276] قال في تعليقته على شرح القوشجي للتجريد ـ بعد الإشارة إلى كلام المحقّق الطوسي ـ: وقد زيد في بعض الكتب أنه أخرجوا أمير المؤمنين (عليه السلام)وضربوا فاطمة (عليها السلام) حتى أسقطت جنيناً اسمه: محسن، وكان الإضرام متحقّقاً، ولهذا ما صرّح (القوشجي) في الجواب عنه بالمنع.. الى أن قال: وأنت إذا أنصفت تعلم أنه كان واقعاً على ما نقل في كتب العامّة والخاصّة(2).
[277] وقال ـ ما ترجمته ـ: أرسل أبو بكر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، أن يخرج من بيته ويبايعه.. بعد مبايعة الناس له، إلاّ جمع من بني هاشم مع أمير المؤمنين (عليه السلام)وأصحابه، فأبى أن يبايعه، فأضرموا النار بباب داره ـ وكان فيها أمير المؤمنين وفاطمة (عليهما السلام)وجماعة من بني هاشم ـ وكانت فاطمة (عليها السلام) خلف الباب فدفعوا الباب على بطنها فأُسقطت الولد المسمى بـ: المحسن (عليه السلام) من بطنها، وأكثر هذه القضايا ظاهرة بحيث لا تقبل الإنكار لوجودها في كتب العامة، ولهذا نقلها الملا علي [أي القوشچي] ولم يردّ عليها شيئاً(3).
[278] وقال ـ أيضاً ما ترجمته ـ: مما ذكر في كتب الفريقين ـ الشيعة وأهل السنة ـ واشتهر على الألسنة والافواه: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رأى من
____________
1. مفتاح الباب: 199 (المطبوع مع الباب الحادي عشر)، تحقيق الدكتور مهدي محقق.
2. الحاشية على إلهيات شرح الجديد للتجريد: 258 ـ 259.
3. رسالة أُصول الدين ضمن هفده رساله: 306 (فارسي).
فذهب عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وقنفذ ـ الذي كان من أقرباء الخليفة الاول [كذا] ـ وجمع آخر من المنافقين ـ شاهرين سيوفهم ـ ومعهم عبد لهم حمل الحطب على عائقه والنار بيده. وقالوا فيما بينهم: لو تلكأ وامتنع من المجيء نحرق البيت ومن فيه.. فلمّا وصلوا إلى البيت.. رفعوا أصواتهم.. وناداه كل واحد منهم بلسان وخاطبه بخطاب. منها قولة عمر: افتحوا الباب وإلا أحرقناه عليكم..!
وكانت السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) محزونة مغمومة باكية في فراق أبيها،.. فلمّا رأت سوء فعالهم وقلّة حيائهم نادت: " يا أبتاه! يا رسول الله! واغوثاه! وامصيبتاه!.. " ومع ان صوتها الحزين أثرت في ملائكة السماء إلاّ أنها لم تؤثر في تلك القلوب القاسية.. ولم يؤَثِّر جزعها سلام الله عليها..
وحيث عرف عمر أنها تمنعهم من فتح الباب ودخول الدار، فلذا عصرها بين البابين عصراً شديداً فأنّتْ أنيناً جزعت لها حملة العرش. ثم غشي عليها وأسقطت جنينها.
ولا ينافي ما ذكرناه رواية إحراق الباب، إذ ورد في بعض الروايات: أن الباب قد احترق بعضها، وبقي منه شيئاً ركله عمر برجله وفتح الباب المحروق فكسره بعد أن ضربت الباب بطن السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فسقطت على الأرض مغشية عليها وقد أسقطت جنينها.
فلما دخل عمر تزايد حقده الدخين وعداوته على أهل البيت (عليهم السلام) مما سهل عليه جنايته، ولذا أشار إلى قنفذ اللعين المؤتمر بامره، فضرب بالسياط على
ورأى خالد بن الوليد ما صنعه مولاه وسيّده عمر وجسارته وسوء أدبه، فضرب السيّدة المعصومة الطاهرة بغلاف السيف طلباً لمرضات صاحبه.
بل أسند بعض الثقات إسقاط الحمل إلى ما صنعه خالد..!
وكيف كان، ماجناه خالد وقنفذ إنما كان بسبب عمر، وما جناه وصنعه(1).
وقال ـ أيضاً مترجماً ـ: ومن مطاعنه [أي عمر] الذي يساوق جميع مطاعنه انه لما أمر بإتيان النار لإحراق بيت فاطمة (عليها السلام) علم أنّ فاطمة (سلام الله عليها) خلف الباب أمر بضربها، ودفع الباب على بطنها، وضرب غلامه بالسياط على كتفها فأسقطت ولدها، وبقي عليها أثر الضرب، ومرضت من ذلك ثم مات بسببه.. وهذا كلّه كان بأمر من عمر(2).
192 ـ السيّد شرف الدين الاسترآبادي (القرن العاشر)
تقدّمت له الروايات المرقّمة: [124]، [145]، [146].
193 ـ أحمد بن تاج الدين الاسترآبادي (القرن العاشر)
[279] قال ـ ما ترجمته ـ:.. فأرسل أبو بكر عمر بن الخطاب والمغيرة وخالد بن الوليد مع جماعة إلى بيت علي (عليه السلام)، وقال:.. خذو لي البيعة من علي وإلاّ فاحضروه عندي.
فذهبوا إلى باب الوحي وأدّوا مهمّتهم، فقال علي (عليه السلام): " أنا مشغول عنكم بمصيبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، واعتزلت في ناحية ولا شغل لي بأحد..، لا أُبايع أبا بكر ولا
____________
1. حديقة الشيعة: 30 (فارسي).
2. حديقة الشيعة: 265 ـ 266.
فاقتحم عمر وجماعة منهم الدار ولم يستأذنوا فاطمة وعلي (عليهما السلام)وأخرجوا علياً (عليه السلام) كرهاً وبشدة، فخرجت فاطمة (عليها السلام)... والحسن والحسين (عليهما السلام)يعدوان خلفها، وكلمّا جهد خالد بن الوليد أن يردّها لم يقدر على ذلك، فلم ترجع فاطمة (عليها السلام) ودَعَتْ على خالد وشكت إلى الله من عمر(1).
وتقدّمت له الرواية المرقّمة: [10].
194 ـ محمد بن إسحق الحموي (القرن العاشر)
[280] قال ـ ما ترجمته ـ:.. ولم يستحي أُولئك القوم ولم يكتفوا بذلك، بل طلبوا البيعة من أمير المؤمنين (عليه السلام)، فاحتجّ عليهم في أمر الخلافة ونازعهم وشاجرهم، ثم خرج من المجلس، فلما رأوا امتناعه (عليه السلام) من البيعة أحرقوا باب داره، وضرب عمر بن الخطاب بغلاف السيف على جنب سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، وكانت (عليها السلام) حاملة بولد كان قد سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): محسناً، فاستشهد المحسن مسقطاً(2).
195 ـ مؤلّف كتاب التهاب نيران الأحزان(3)
[281] قال: إنّ عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين، وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فوافوا بابه مغلق(4)، فصاحوا به: اخرج يا علي!.. فإنّ خليفة رسول الله يدعوك فلم يفتح لهم الباب.
____________
1. آثار احمدي: 393 (فارسي).
2. أنس المؤمنين: 52 (فارسي).
3. لم نعرف المؤلّف، ولكنّه كان من أعلام القرن 7 إلى 10، راجع الذريعة: 2/288.
4. كذا والظاهر: مغلقاً.
فلمّا عرفت فاطمة (عليها السلام) أنّهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب.
فدفعها القوم قبل أن تتوارى عنهم، فاختبت(1) فاطمة (عليها السلام) وراء الباب(2) والحائط.
ثمّ إنّهم تواثبوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو جالس على فراشه، واجتمعوا عليه حتّى أخرجوه سحباً من داره ملبّياً(3) بثوبه يجرّونه إلى المسجد، فحالت فاطمة بينهم وبين بعلها، وقالت:
" والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً.. ويلكم! ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت! وقد أوصاكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا "(4).
قال: فتركه أكثر القوم لأجلها.
فأمر عمر قنفذ بن عمران(5) يضربها بسوطه، فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف، وكان ذلك الضرب أقوى ضرر في إسقاط جنينها ـ وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سمّاه: محسناً ـ.. وجعلوا يقودون أمير المؤمنين (عليه السلام)(6) حتّى أوقفوه بين يدي أبي بكر.
فلحقته فاطمة (عليها السلام) إلى المسجد لتخلصه، فلم تتمكنّ من ذلك، فعدلت إلى
____________
1. خ. ل: فاختفت.
2. خ. ل: غضّها بالباب والحائط فدفعها عمر ضغطها بين الباب.
3. كذا والظاهر: ملبّباً.
4. خ. ل: فقال الله تعالى: (قل لا أسئَلُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى). الشورى (42): 23.
5. كذا، ولعلّه: ابن عمه أن يضربها.
6. خ. ل: إلى المسجد.
" نفسي على زفراتها محبوسة | يا ليتها خرجت مع الزفرات |
لا خير بعدك في الحياة وإنّما | أبكي مخافة أن تطول حياتي " |
فروي عن عدي بن حاتم أنّه قال: والله ما رحمتُ أحداً قطّ رحمتي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حين أُتي به ملبّياً(1) بثوبه يقودونه إلى أبي بكر، وقالوا: بايع، قال: " فإن لم أفعل؟ " قالوا: نضرب الذي فيه عيناك.
قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: " اللّهمّ إنّي أُشهدك أنّهم أتوا أن يقتلوني.. فإنّي عبد الله وأخو رسول الله. " فقالوا له: مدّ يدك فبايع.
فأبى عليهم، فمدّوا يده كرهاً، فقبض على أنامله فراموا بأجمعها(2)فتحها فلم يقدروا، فمسح عليها أبو بكر ـ وهو(3) مضمومة ـ وهو (عليه السلام) يقول وينظر إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يـ ( ابْنَ أُمّ إنَّ القومَ اسْتَضْعَفوني وَكادُوا
____________
1. كذا والظاهر: ملبّباً.
2. كذا والظاهر: بأجمعهم.
3. كذا والظاهر: وهي.
قال الراوي: إنّ عليّاً (عليه السلام) خاطب أبا بكر بهذين البيتين:
" فإن كنتَ بالشورى ملكتَ أُمورهم | فيكف بهذا والمشيرون غيّب |
وإن كنت بالقربى حججتَ خصيمهم | فغيرك أولى بالنبيّ وأقرب " |
" وا عجباه! تكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالقرابة والصحابة؟ "(2).
وفي رواية أُخرى: فلمّا رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) من الصحابة الخذلان والوهن دخل بيته بالكآبة والحزن، بكبد حرّاء، ومقلة عبراء.. يبكي بكاء الثكلي..(3).
ورواه المحدث الفيض الكاشاني(4) (المتوفى 1091)
وروى قطعة منها السيد تاج الدين العاملي(5) (القرن الحادي عشر)
ورواه الميرزا محمّد بن محمّد رضا القمي (القرن الثاني عشر) مختصراً(6).
196 ـ الحسين العقيلي الرستمداري (القرن العاشر)
____________
1. الأعراف (7): 150.
2. التهاب نيران الأحزان: 84 ـ 87 وصححنا المتن من كتاب علم اليقين، وبينهما اختلافات كثيرة رأينا الاعراض عنها أولى. وروى البيتين وكذا قوله (عليه السلام): واعجباه الخ في نهج البلاغة: 167، شرح نهج البلاغة: 18/416.
3. علم اليقين: 2/682.
4. علم اليقين: 2/686 ـ 688 ; نوادر الأخبار: 183 ـ 182.
5. التتمة في تواريخ الأئمة: 52، وراجع 43.
6. كاشف الغمّة: 48.
197 ـ الفقيه المحقق السيد محمد العاملي (المتوفى 1009)
[283] قال: إن سبب خفاء قبرها (عليها السلام) ما رواه المخالف والمؤالف من أنها (عليها السلام) أوصت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يدفنها ليلاً لئلا يصلّي عليها من آذاها ومنعها ميراثها من أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)(2)..
198 ـ القاضي نور الله التستري (المستشهد 1019)
[284] قال: امتنع علي (عليه السلام) من البيعة ولزم بيته... إلى أن وقع ما نقله أهل الأحاديث والأخبار واشتهر كالشمس في رابعة النهار(3).
وقال ـ ما ترجمته ـ:.. إن هؤلاء أحرقوا بيت فاطمة (عليها السلام)، وغصبوا حقّها، فهل استطاع علي (عليه السلام) وأصحابه أن يمنعوهم من ذلك، ويدافعون عن أهل البيت (عليهم السلام)(4)؟!
____________
1. رياض الأبرار: 33.
2. مدارك الأحكام: 8/279.
3. إحقاق الحق: 1/366.
4. مصائب النواصب: ترجمة ميزرا محمّد علي المدرسي ص 129.
199 ـ المحقق عبد الرزاق اللاهيجي (المتوفى 1051)
[285] قال ـ ما ترجمته ـ: وقد ثبت عندنا وعند أهل السنّة، أن السيدة فاطمة (عليها السلام) تأذّت بسبب أبي بكر ولم ترض عنه إلى أن ماتت. وأوصت ان لا يصلّي عليه.. وهذا موجود في أكثر كتبهم.
الرابع: إنه قصد إحراق بيت أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وأحرق عمر باب داره بأمر أبي بكر. وفي البيت علي والحسن والحسين (عليهم السلام) وجماعة من بني هاشم، أراد بذلك تخويفهم حتى يخرجهم لبيعة أبي بكر(1).
200 ـ الشرفي الأهنومي (المتوفى 1055)
[286] روى عن عبد الله بن يعقوب، عن أبي الهيثم [و] ابن لهيعة: إن علياً (عليه السلام) لزم بيته وكره الخروج إليهم ـ ومعه المقداد وسلمان والزبير ـ فجاء عمر بن الخطاب بالحطب والنار لتحرق عليهم أو يخرجوا يبايعوا لأبي بكر.. فلما خافوا ذلك خرج علي (عليه السلام) ومن معه فذهبوا به إلى أبي بكر فبايعوا(2).
وتقدّمت له الروايات المرقّمه: [12]، [115]، [139]، [140]، [141].
201 ـ امير شعراء اليمن: الهَبَل (القرن الحادي عشر)
[287] قال:
ولاّه أحمدُ في الغدير ولاية | أضحت مطوّقةً بها الأعناق |
حتّى إذا أجرى إليها طرفَه | حادوه عن سنن الطريق وعاقوا |
ما كان أسرع ما تناسوا عهده | ظلماً، وحُلّت تلكم الأطواق |
____________
1. گوهر مراد: 564 ـ 565 (فارسي).
2. شفاء صدور الناس: 479.