إلى أن قال:
فهناك يدعو ; كيف كانت فيكمُ | تلك العهود وذلك الميثاق |
الآن حينَ نكثتمُ عهدي وذا | ق أقاربي من ظلمكم ما ذاقوا |
وأخي غدت تسعى له من نكثكم | حيّاتُ غدر سُمّهنّ زُعَاق |
وسننتمُ من ظلم أهلي سنّةً | بكم اقتدى في فعلها الفسّاق |
وبسعيكم رُمي الحسين وأهله | بكتائب غصّت بها الآفاق |
وكذاك زيد أحرقته معاشرٌ | ما إنْ لهم يوم الحساب خلاقُ |
من ذلك الحطب الذي جمّعتُمُ | يوم السقيفة ذلك الاحراق(1) |
تجاروا على ظلم الوصيّ وربّما | تجارى على الرحمن من لا يراقبه |
ولم يُرجعوا ميراث بنت محمّد | وقد يُرجع المغصوب من هو غاصبه |
اما لو دَرى يوم السقيفة ما جنى | لشابت من الأمر الفظيع ذوائبه |
وكلّ مصاب نال آل محمّد | فليس سوى يوم السقيفة جالبه(2) |
202 ـ الملاّ محمد باقر اللاهيجي (القرن الحادي عشر)
[288] قال ـ عند ذكر أولادها، ما ترجمته ـ: والمحسن الذي أسقط لستة أشهر... قاتلها [قاتل فاطمة (عليها السلام)] الخليفة الثاني ; إذ ضرب الباب على بطنها...
____________
1. ديوان الهَبَل: 9 ـ 10 (ط. الدار اليمنيّة).
2. المصدر: 11 ـ 13.
203 ـ علي بن داود الخادم الأسترآبادي (القرن الحادي عشر)
[289] وفي رواية: إنهم أحرقوا الباب ودخلوا الدار وكان عمر يقول: والله لأحرقنّ البيت عليكم أو تخرجون لبيعة أبي بكر.. ثم لما دخلوا الدار دفع الباب بيده على فاطمة (عليها السلام) فأسقطت المحسن (عليه السلام)، وضرب غلامه بالسياط على كتفها وبقي أثره إلى حين(2).
وتقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [95]، [250].
204 ـ أسد الله بن ظهير الدين على الدواني (القرن الحادي عشر)
[290] قال ـ عند ذكر سبب شهادتها (عليها السلام) ـ: فاطمة الزهراء (عليها السلام)... القتل بضرب الباب(3).
205 ـ العلاّمة الشيخ محمّد تقي المجلسي (المتوفى 1070)
[291] قال: وشهادتها صلوات الله عليها كانت من ضربة عمر الباب على بطنها منذ إرادة [كذا] أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر وضرب قنفذ غلام عمر السوط عليها بإذنه.
.. والحكاية مشهورة عند العامة والخاصّة، ومفصّله في كتاب سليم بن قيس
____________
1. تذكرة الأئمة (عليهم السلام): 63 ـ 64 (فارسي).
2. أنساب النواصب: 45، وراجع أيضاً: 95.
3. تحقيق انساب أئمة الطاهرين (عليهم السلام)، في ضمن مجموعة خطية، ص 749.
206 ـ المولى محمد صالح المازندراني (المتوفى 1081 أو 1086)
[292] قال:.. الشهيد من قتل من المسلمين في معركة القتال المأمور به شرعاً، ثم اتسع فأُطلق على كل من قتل منهم ظلماً كفاطمة (عليها السلام)، إذ قتلوها بضرب الباب على بطنها وهي حامل فسقط حملها فماتت لذلك(2).
207 ـ الفيض الكاشاني المتوفى (1091)
[293] قال ـ عند ذكر عمر ـ:.. وإضرامه النار في بيت عليّ ليحرقه وفيه فاطمة وجماعة من بني هاشم(3).
وتقدمت له الرواية المرقمة [281].
208 ـ العلامة المجلسي (المتوفى 1111)
[294] قال ـ ما ترجمته ـ: قد تبيّن من الروايات المستفيضة المحفوفة بالقرائن الجليّة أنّهم روّعوا السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بل ضربوها بالسياط على وجهها ورأسها، وبغمد السيف.. إلى أن صارت مجروحة، وأسقطت جنينها، وماتت وهي غضبى عليهم(4).
[295] وقال: إنّ شهادة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المتواترات(5).
____________
1. روضة المتّقين: 5/342.
2. شرح الكافي: 7/207 (ط الأسلامية).
3. علم اليقين: 2/700.
4. حق اليقين: 189 (فارسي ط الاسلامية).
5. مرآة العقول: 5/318.
ورواها محمد تقي سپهر الكاشاني (المتوفى 1321)، وزاد في آخرها: وبعد ذاك ضعفت فاطمة (عليها السلام)وتركت علياً (عليه السلام)(2).
209 ـ الشيخ صفي الدين بن فخر الدين الطريحي (المتوفى بعد 1110)
[297] قال: فأمّا ادّعاؤه الإمامة فمتواتر النقل عنه في كتب السير والتواريخ، ومعلوم بالضرورة مخاصمته إيّاهم، حتى أنّه لما تخاذلوا عن نصرته احتجب عنهم واشتغل بجمع كتاب ربّه، ولما طلبوه ليبايع امتنع إلى أن أضرموا في بيته النار، وأخرجوه قهراً، وقال له عمر: لنقتلك...(3).
210 ـ الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني (المتوفى 1121)
[298] قال: لا ريب أنّه لم يبلغ أحد في بغض أهل البيت (عليهم السلام) مبلغ عمر.. كيف وقد ردّ فدك، ومزّق الكتاب الذي كتبه أبو بكر لها، وضربها بالسوط قنفذ بأمره، ومنع أهل البيت (عليهم السلام) من خمسهم وعزم على إحراق بيت فاطمة (عليها السلام)، وحمل الحطب لذلك ودفعها بالباب وأسقطها إلى غير ذلك(4).
____________
1. جلاء العيون: 144.
2. ناسخ التواريخ: ترجمة فاطمة الزهراء (عليها السلام): 97.
3. مطارح النظر في شرح الباب الحادي عشر: 107.
4. ذخيرة يوم المحشر (في ضمن مجموعة رسائل له): 98 ـ 99.
211 ـ ضياء الدين يوسف بن يحيى الحسني اليمني الصنعاني (المتوفى 1121)
[299] قال: وولدت لعلي الحسن والحسين (عليهما السلام)، وأسقطت المحسِّن (عليه السلام) ـ بتشديد المهملة المكسورة ـ قيل: لفزع السقيفة(1).
212 ـ الشيخ محمد بن عبد الفتاح المشهور بسراب التنكابني (المتوفى 1124)
[300] قال: ومنها: كشف بيت فاطمة (عليها السلام)، وعدم رعاية حرمتها، وعدم الاحتراز عن غضبها الذي هو غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... مع شهرة هذا الفعل الشنيع(2).
213 ـ الإمامي الخاتون آبادي (المتوفى 1128)
[301] قال ـ ما ترجمته ـ:.. وعلى رواية عمر مع ثلاثمائة من أعوانه: هجم على بيتها لأخذ البيعة من أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام)خلف الباب آخذة بعضادة الباب ـ بقوّة ـ لتمنعهم عن الدخول.
فلكز عمر برجله الباب فانقلعت، وأصاب بطنها فاسقطت جنينها المحسن، ومرضت من ذلك الضرب إلى أن استشهدت.
وأيضاً ; لمّا أرادوا أن يُخرجوا أمير المؤمنين (عليه السلام) من منزله، أخذوا يجرّون الحلس الذي كان عليه، فأخذت فاطمة (عليها السلام) بطرف الحلس ـ مع ما كانت عليه من وجع البطن ـ فمنعتهم من ذلك، فأخذ عمر سيف خالد بن الوليد وضرب بالغلاف على كتفها ـ ثلاثاً ـ حتى جرحه، وبقيت تلك الجراحة على كتفها إلى أن
____________
1. نسمة السحر: 2/472.
2. سفينة النجاة: 191.
وفي بعض الروايات أن الضارب كان قنفذاً(1).
وقريب منها ما رواه الجرمقي البسطامي الخراساني(2) (القرن الثالث عشر).. إلى أن قال: وكان أحد طرفي الحبل بيد خالد وطرفه الآخر بيد عمر بن الخطّاب(3).
[302] وقال الخاتون آبادي عند ذكر أولادها (عليها السلام) ـ ما ترجمته ـ:
المحسن ; وهو انه عندما قرب ولادتها (عليها السلام) ضرب عمر الباب على بطنها فأسقطته(4).
214 ـ الشريف أبو الحسن بن محمّد طاهر النباطي العاملي (1138)
[303] قال: وفي روايات أهل البيت (عليهم السلام): إنّ عمر دفع باب البيت ليدخل، وكانت فاطمة (عليها السلام) وراء الباب، فأصابت بطنها فأسقطت من ذلك جنينها المسمّى، بـ: المحسن، وماتت بذلك الوجع(5).
[304] وقال:.. فثبوت أذية الرجلين لفاطمة (عليها السلام) غاية الأذى يوم مطالبة علي (عليه السلام) بالبيعة، حتى الهجوم على بيتها ودخوله بغير إذن، بل ضربها وجمع الحطب لإحراقه، وكذا أذيتها في أخذ فدك منها، ومنع إرثها، وقطع الخمس.. ونحو ذلك، ووقوع المنازعة بينها وبين من آذاها، وتحقق غضبها وسخطها على من عاندها إلى أن ماتت على ذلك، فمّما لا شك فيه عندنا معشر الإمامية، بحسب ما ثبت وتواتر من أخبار ذريتها الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)والصحابة الأخيار كما هو
____________
1. جنّات الخلود: 19 (فارسي).
2. خزائن المصائب: الباب الثاني: 11.
3. المصدر: 14.
4. جنّات الخلود: 19.
5. ضياء العالمين: 1/546.
215 ـ العلامة المحقق الخواجوئي المازندراني (المتوفى 1173)
[305] قال: أما إيذاؤهم فاطمة (عليها السلام) فمشهور، وفي كتب الجمهور مسطور. بعث أبو بكر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) لما امتنع من البيعة، فأضرم فيه النار وفيه فاطمة (عليها السلام) وجماعة من بني هاشم، وأخرجوا عليا (عليه السلام)، وضربوا فاطمة (عليها السلام)فألقت فيه جنينها(2).
216 ـ المحدّث الجليل الشيخ يوسف البحراني (المتوفى 1186)
[306] قال:... وأخرجه قهراً مقاداً يساق بين جملة العالمين، وأدار الحطب على بيته ليحرقه عليه وعلى من فيه، وضرب الزهراء (عليها السلام) حتى أسقطها جنينها، ولطمها حتى خرّت لوجهها وجبينها وخرجت لوعتها وحنينها.
مضافاً إلى غصب الخلافة ـ الذي هو أصل هذه المصائب ـ وبيت هذه الفجائع والنوائب..(3).
217 ـ حيدر علي بن ميزرا محمد الشرواني (أوائل القرن الثاني عشر)
[307] قال في قوله تعالى: ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ * وَإِذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ )(4).
____________
1. ضياء العالمين: 1/557.
2. الرسائل الاعتقادية: 1/444. وراجع أيضاً: 301، 446، 465.
3. الحدائق الناضرة: 5/180. وله في ذلك كلام آخر في الشهاب الثاقب: 230 ـ 231، فراجع.
4. البقرة (2): 204 ـ 205.
218 ـ محمد باقر الشريف الحسيني الأصفهاني (القرن الثاني عشر)
[308] قال ـ ما ترجمته ـ: ورد في الأخبار... إن فاطمة (عليها السلام) ترد المحشر في حالة لا يقدر أحد على أن ينظر إلى وجهها... وهي تحمل ولدها المحسن ـ الذي أُسقط وله ستة أشهر ـ وهي باكية متوجهة إلى عرش ربّ العالمين(2)..
[309] وقال ـ ما ترجمته ـ:.. وألقوا الحبل في عنق بعلها ليخرجوه، فمنعتهم ونادت: " يا أبتاه "! فضربها عمر بالسياط وكسر عضدها، وضرب بها بغلاف السيف في جنبها، وهي مع ذلك لاتفارق بعلها (عليه السلام) إلى أن وصلوا إلى عتبة الباب ; وكان القوم خارج الدار مجتمعين، معهم خالد بن الوليد وسيوفهم مصلتة وقد سحبوا أمير المؤمنين (عليه السلام) معهم، حينذاك دفعوا الباب على بطنها، وكسروا أضلاعها، واستشهد ولدها ـ وكان له ستة أشهر، وقد سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): محسناً ـ فأسقط في تلك الساعة، فخرجوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المسجد.. وخرجت فاطمة (عليها السلام) خلفه وهي مجروحة باكية، ومعها نساء بني هاشم متوجهين إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)...(3).
____________
1. رسالة فيما ورد في صدر هذه الأمة: 121.
2. نور العيون، ج 2: المجلس الثالث (فارسي).
3. المصدر.
219 ـ العلامة المولى مهدي النراقي (المتوفى 1209)
[310] قال ـ ما ترجمته ـ:.. إنّهم أضرموا النار على باب دار [فاطمة (عليها السلام)التي تعدّ دار] رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصنعوا بأمير المؤمنين وفاطمة (عليهما السلام).. ما صنعوا(1)!!
220 ـ السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (المتوفى 1212)
[311] قال:
بهم سيئت الزهرا وأُوذي أحمد | وصنو النبي المصطفى خاتم الرسل |
وما ضرّ مجد المرتضى ظلمهم له | ولا فلتة منهم وشورى ذوي خذل |
هما أسّسا ظلم الهداة وقد بنى | غواتهم بغياً على ذلك الأصل |
ولو لاهم ما كان شورى ونعثل | ولا جمل والقاسطون ذوو الدخل |
ولا سيئت الزهرا ولا ابتزّ حقّها | ولا دفنت سرّاً بمحلولك الطفل(2) |
221 ـ المخزون السلماسي (المتوفى 1223)
[312] قال ـ ما ترجمته ـ: روي انه: لما ضربوا فاطمه (عليها السلام) بالسياط ـ وقعت مغشية عليها.. ولمّا أفاقت وفتحت عينيها رأت أولادها باكين
____________
1. أنيس الموحدين، ص 180.
2. مستدركات أعيان الشيعة: 2/332 ـ 333.
وفي رواية: ركل عمر برجله الباب فأصابت الباب بطنها واسقطت المحسن (عليه السلام)(1).
222 ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء (المتوفى 1228)
[313] قال:... ومنه إحراق بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) لما جلس فيه علي (عليه السلام) ومعه الحسنان (عليهما السلام) وامتنع عن المبايعة..(2).
223 ـ السيد محمّد باقر الموسوي (المتوفى 1240)
[306] قال ـ ما ترجمته ـ: روي بأسانيد معتبرة عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام) انه: لما أخرجوا أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المسجد، لحقته فاطمة (عليها السلام)وهي مجروحة غضبانة محزونة صارخه.. وتصحبها جميع الهاشميات إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(3).
ورواه الجرمقي البسطامي الخراساني(4).
وقال الموسوي: عند ذكر إحراق الباب وقصد إحراق البيت: وشهرة هذه القضية عند الشيعة لا تقصر عن قتل عثمان وقضية كربلاء(5).
____________
1. مصائب الأبرار، ص 27 ـ 28.
2. كشف الغطاء: 18.
3. بحر الجواهر: 219.
4. خزائن المصائب: الباب الثاني.
5. بحر الجواهر: 231.
224 ـ الحاج محمد حسن القزويني (المتوفى 1240)
[314] قال ـ ما ترجمته ـ:... فاستدعى [عمر] ناراً وأحرق الباب، وحيث شبّت النار في عتبة الباب سعوا في فتحها بشدة وعنف، وكانت السيدة المعصومة (عليها السلام) وراء الباب ملتصقاً بها، وحيث دفعوها بقوة وقعت الباب عليها.. ثم ضربوها بغمد السيف والسياط وبقي أثرها واسودّ جمسها... فاجتمع حول البيت أكثر من خمسماة رجل فهجموا على الدار، وألقوا الحبل في عنق أمير المؤمنين (عليه السلام)، فحالت بينهم وبينه فاطمة (عليها السلام) ـ مع ضعفها مما جرى عليها ـ فضربها قنفذ بالسياط على يدها، وعصروها بين عضادتي الباب، فكسروا جنبها، وأُسقط ولدها الذي كان له ستة أشهر(1)..
225 ـ محمد هادي النائيني (المتوفى 1242)
[315] قال ـ ما ترجمته ـ:.. روي أنه لما أرادوا إخراج أمير المؤمنين (عليه السلام)من الدار منعتهم فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فضرب عمر بالسياط على عضدها فتوّرم وانكسر ولكنها وقفت خلف الباب وتعلّقت بأمير المؤمنين (عليه السلام) بيدها الأخرى وأبت أن تفارقه... فأُخبر أبو بكر بذلك فأمر بضربها وإيذائها كي ترفع اليد عن ابن عمها.. وقال: عجّلوا في إتيانه للبيعة وإلاّ تحدث فتنة.. فلما بلغ الخبر إلى المهاجمين دفعوا الباب بقوة مع علمهم بكونها خلف الباب فكسروا أضلاعاً من جنبها، وأُسقط ولدها ـ الذي كان قد سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): محسناً ـ وصار شهيداً فوقعت فاطمة (عليها السلام)على الأرض وغشي عليها، ومن هذه الآلام ماتت
____________
1. رياض الشهادة في مصائب السادة: 1/122.
226 ـ العلامة السيد عبد الله شبّر (المتوفى 1242)
[316] قال: ومنها أنه همّ بإحراق بيت فاطمة وقد كان فيه أمير المؤمنين وفاطمة والحسنان (عليهم السلام)، وهدّدهم وآذاهم مع ما عرفت من تظاهر الروايات من أنّ " من آذاهم فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "(2).
[317] وقال: وفي رواية أخرى: إنّ المغيرة بن شعبة ـ بأمر عمر ـ دفع الباب على بطنها حتّى ألقت محسناً(3).
227 ـ محمد (مهدي) بن علي أكبر الخراساني المشهور بفرشته (المتوفى بعد 1261)
روايات في بكاء أمير المؤمنين (عليه السلام) حين تغسيل فاطمة (عليها السلام)(4)
[318] قال الخراساني ـ ما ترجمته ـ: قالت فضّة: لما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من تغسيل مولاتي فاطمة الزهراء (عليها السلام) خرج باكياً(5).
[319] وقال ـ أيضاً ما ترجمته ـ: قال ورقة بن عبد الله: كنت قائماً على باب دار سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ حين اشتغاله بتغسيل فاطمة (عليها السلام)ـ فإذا سمعته يبكي بكاءً عالياً مما لم أعهد نظيره منه (عليه السلام)، فتعجبت من ذلك كيف لم
____________
1. لسان الذاكرين: 1/94 ـ 95.
2. حق اليقين: 1/188 (ط صيدا).
3. جلاء العيون: 1/193 (ط النجف).
4. أقول: نقلت هذه الروايات من كتب المتأخّرين، لأنّ قضيّة بكائه (عليه السلام) حين التغسيل مشهور عند الشيعة غير أنّي ـ لقصوري ـ ما وفّقت للعثور عليها في كتب القدماء.
5. ماتمكده: المجلس الثالث عشر (فارسي).
فقلت: ما يبكيك يا أبا الحسن، أمن فقد [فراق] الزهراء (عليها السلام)؟!
فقال: لا، ياورقة! ما يبكيني إلاّ أثر السياط بجسمها، اسودّ كأنه النيل.. [كذا] فهكذا تحشر يوم القيامة وتلقى الله(1).
وقريب منها ما ورواه الشيخ عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي(2)(المتوفى 1268)، والشيخ حسين بن عبد الرزاق التبريزي (القرن الثالث عشر)(3)، والشيخ محمد جواد اليزدي المشهدي الشيباني(4)، والجرمقي البسطامي الخراساني(5).
وأشار إليه الخطيب الحاج ملا إسماعيل السبزواري (المتوفى 1312) إجمالاً، فقال ـ مترجماً ـ: وبكى أمير المؤمنين (عليه السلام) حين تغسيل فاطمة (عليها السلام) إذ رأى جنبها المكسور(6).
وأشار إليه الشيخ محمّد باقر الفشاركي (المتوفى 1314) بما ترجمته... ولا أدري ما جرى على أمير المؤمنين (عليه السلام) حين تغسيله لفاطمة (عليها السلام) حينما رأى جنبها المكسور، واسوداد عرض وجهها من لطمة عمر.. فبكى (عليه السلام) بكاءاً عالياً بحيث سُمع أنينه في أزقة المدينة.. كما يظهر ذلك من رواية ورقة بن عبد الله(7).
____________
1. المصدر.
2. مصائب المعصومين (مصائب الأئمة (عليهم السلام)): 127 ; بيت الأحزان لليزدي: 33.
3. بشارة الباكين: 26.
4. شعشعة الحسينيّة (عليه السلام): 144 ـ 145.
5. خزائن المصائب: الباب الثاني.
6. جامع النورين: 244.
7. عنوان الكلام: 142، المجلس الخامس والعشرون.
فقال: " يا ورقة! لم أبك لفقدها، بل رأيت آثار الرفسة والسياط في يدها وجنبها عند غسلي لها، ولازال متنها مسوداً من أثر السياط، وركلها بالباب "(1).
وقال في موضع آخر ـ ما ترجمته ـ: فكأنّه قال (عليه السلام): " ماذا أصنع يا ورقة؟ لقيت حين الغسل آثار الرفسة والسياط في جنب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد مضي شهرين(2).
وورد في بكائه (عليه السلام) روايات أُخرى يناسب ذكرها هنا:
[321] قال حسن بن علي اليزدي (المتوفى 1297) ـ ما ترجمته ـ:.. فاشتغل أمير المؤمنين (عليه السلام) بتغسيل فاطمة (عليها السلام)، وكانت أسماء بنت عميس تصبّ الماء على يده وهو يغسلها من تحت ثيابها...
قالت أسماء: فرأيت في أثناء ذلك أن علياً (عليه السلام) قد رفع صوته بالبكاء مع ما كان عليه من التجلّد، فقلت: يا علي! يحقّ لك البكاء في مثل هذه المصيبة العظمى والبلية الكبرى،.. ولكن لِمَ ارتفع صوتك بالبكاء من دون اختيار؟
فقال (عليه السلام): " يا أسماء! رأيت السواد على طرف وجه فاطمة (عليها السلام)، وبقاء أثر اللطم عليه، واحمرار عينها كالدم، وتورم عضدها كالدملج "(3).
____________
1. مرقاة الإيقان: 1/125.
2. مرقاة الإيقان: 1/112.
3. أنوار الشهادة في مصائب العترة الطاهرة (عليها السلام): 207 ـ 208.