الصفحة 126
السبي لنفسه، قال بريدة، فكتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل، وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقع في علي، فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم (1).

وروى البخاري في صحيحه (باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه) قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: (أنت مني وأنا منك) (2).

وروى البخاري في صحيحه (باب عمرة القضاة) قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي:

(أنت مني وأنا منك) (3).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، وأمر عليهم علي بن أبي طالب، فأحدث شيئا في سفره فتعاهد، قال عفان: فتعاقد أربعة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمران: وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثاني فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تغير وجهه،

____________

(1) مسند الإمام أحمد 5 / 356.

(2) صحيح البخاري 5 / 22.

(3) صحيح البخاري 5 / 180.

الصفحة 127
فقال: دعوا عليا، دعوا عليا إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (1).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (2).

وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أميرا على اليمن، وخالد بن الوليد على الجبل، فقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس: فالتقوا وأصابوا من الغنائم، ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال: اغتنمها فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صنع، فقدمت المدينة ودخلت المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله، وناس من أصحابه على بابه، فقالوا: ما الخبر يا بريدة، فقلت: خيرا، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ قلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فأخبر النبي، فإنه يسقط من عين النبي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمع الكلام، فخرج مغضبا فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليا؟

من تنقص عليا فقد تنقصني، ومن فارق عليا فقد فارقني، إن عليا مني، وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)، يا بريدة، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليكم بعدي؟ فقلت: يا رسول الله بالصحبة، ألا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا، قال: فما فارقته، حتى بايعته على الإسلام - قال: رواه الطبراني في الأوسط (3).

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 605، وانظر 2 / 620، وفي المسند 4 / 437، وأخرجه عبد الرازق في أماليه (ل 12 أ) بهذا الإسناد مثله، والنسائي في الخصائص ص 23، والبغوي في معجم الصحابة (ل 420) كلاهما من طريق جعفر.

(2) فضائل الصحابة 2 / 649، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (ل 115 ب) من طريق جعفر بن سليمان مثله، وانظر فضائل الصحابة 2 / 605، 2 / 620.

(3) مجمع الزوائد 9 / 128.

الصفحة 128
وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مني، وأنا من علي (1).

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن يزيد عن مطرف بن عبد الله بن عمران بن حصين قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرناه ما صنع، وكان المسلمون إذا رجعوا بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام الثاني وقال مثل ذلك، ثم الثالث فقال مقالته، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغضب يبصر في وجهه، فقال: (ما تريدون من علي، إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (2).

وفي رواية أخرى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليا رضي الله عنه على جيش آخر، وقال:

إن التقيتما، فعلي، كرم الله وجهه، على الناس، وإن تفرقتما، فكل واحد منكما على جنده، فلقينا بني زيد من أهل اليمن، وظفر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أنال منه، قال: فدفعت الكتاب إليه، ونلت من علي رضي الله عنه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لا تبغض لي عليا، فإن عليا مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي (3).

____________

(1) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 169.

(2) النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 54 - 55.

(2) تهذيب الخصائص ص 55 - 56.

الصفحة 129
وروى أبو داوود الطيالسي في مسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت ولي كل مؤمن بعدي (1).

وروى ابن قيم الجوزية في (زاد المعاد) لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخروج من مكة، تبعتهم ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم، فتناولها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك، فحملتها، فاختصم فيها زيد وجعفر وعلي، فقال علي: أنا أخذتها، وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لخالتها، وقال: الخالة بمنزلة الأم، وقال لعلي: أنت مني وأنا منك، وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي، وقال لزيد: أخونا ومولانا (متفق عليه) (2).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله فيك خمسا، فأعطاني أربعا، ومنعني واحدة، سألته فأعطاني فيك، أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي (3).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن وهب بن حمزة قال: صحبت عليا رضي الله عنه، من المدينة إلى مكة، فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأشكونك إليه، فلما قدمت لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رأيت من علي كذا وكذا؟ فقال: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بعدي، أخرجه ابن منده، وأبو نعيم (4).

____________

(1) مسند أبي داود الطيالسي 11 / 360 (حيدرآباد الدكن 1321 هـ).

(2) زاد المعاد 3 / 374 - 375، وانظر: البخاري 5 / 180.

(3) تاريخ بغداد 4 / 339.

(4) أسد الغابة 5 / 457، وانظر: المناوي في فيض القدير ص 357، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 109، والمتقي في كنز العمال 6 / 155.

الصفحة 130
وروى ابن حجر العسقلاني في الإصابة بسنده عن وهب بن حمزة قال:

سافرت مع علي، فرأيت منه جفاء، فقلت: لئن رجعت لأشكونه، فرجعت فذكرت عليا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تقولن هذا لعلي، فإنه وليكم بعدي (1).

وروى الحافظ أبو نعيم، في حليته بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليهم عليا، كرم الله وجهه، فأصاب جارية، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرناه بما صنع علي، قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليه، ثم انصرفوا، فما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة، فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام آخر منهم، فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، حتى قام الرابع فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف الغضب في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ثلاث مرات، ثم قال: إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي (2).

ولا ريب في أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي)، وقوله: (علي وليكم بعدي)، كما رأينا بصيغ مختلفة، إنما هو من الأدلة القوية، والنصوص الجلية، على خلافة علي عليه السلام من بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، والاستدلال به إنما يتوقف على بيان السند والدلالة معا.

فأما السند: فقد رواه جمع من كبار الصحابة وعظمائهم، من أمثال الإمام علي، عليه السلام، وابن عباس، وعمران بن حصين، ووهب بن حمزة، وبريدة الأسلمي، وأنه قد خرجه كثير من أئمة الحديث كالترمذي والنسائي والإمام ابن

____________

(1) الإصابة في تمييز الصحابة 3 / 641.

(2) أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 6 / 294 (دار الفكر - بيروت).

الصفحة 131
حنبل، وأبي داود الطيالسي وأبي نعيم، والخطيب البغدادي، وأبي حاتم، وابن أبي شيبة، والإمام الطبري، والبزار، والطبراني وابن الجوزي، والرافعي، وابن مردويه، والحافظ أبي القاسم الدمشقي، وابن صهيب، والديلمي، وغيرهم.

هذا وقد ذكر المحب الطبري في الرياض النضرة، جملة من الأحاديث التي تمسك بها الشيعة لخلافة علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا فصل، فذكر حديث المنزلة، وحديث الغدير، ثم قال: ومنها - وهو أقواها سندا ومتنا - حديث عمران بن حسين: (إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي)، إلى أن قال: وحديث بريدة (لا تقع في علي، فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي).

وأما الدلالة: فهي ظاهرة جدا، بعد ملاحظة القرينة اللفظية المتصلة بالحديث الشريف، وهي كلمة من (بعدي)، وتوضيحه أن للفظ (الولي) في اللغة معاني متعددة، كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف وغير ذلك.

ومن أشهر معانيه هو (مالك الأمر)، فكل من ملك أمر غيره، بحيث كان له التصرف في أموره وشؤونه، فهو وليه، فالسلطان ولي الرعية، أي يملك أمرهم، وله التصرف في أمورهم وشؤونهم، والأب والجد ولي الصبي أو المجنون، أي يملك أمره، وله التصرف في أموره وشؤونه، وهكذا ولي المرأة في نكاحها، أو ولي الدم أو الميت.

وقد يقال: إن (الولي) قد جاء بمعنى الأولى بالتصرف، فالسلطان ولي الرعية، والأب والجد ولي الصبي أو المجنون، وهكذا إلى غيرها من الأمثلة يكون بهذا المعنى، أي أولى بالتصرف، ويؤيده في المقام بعض أخبار الباب - كما تقدم - بلفظ قوله (فهو أولى الناس بكم بعدي).

وقد يقال: إن الولي قد جاء بمعنى المتصرف، فالسلطان مثلا، ولي

الصفحة 132
الرعية، يكون بهذا المعنى، أي هو المتصرف في أمورهم، وهكذا ولي الصبي وغيره.

وأيا ما كان الأمر، فإن الولي - بما له من المعنى المعروف والظاهر المشهود، سواء عبرنا عنه بمالك الأمر، أو بالأولى بالتصرف أو المتصرف - لا يكاد يطلق، إلا على من له تسلط وتفوق على غيره، وكان له التصرف في أموره وشؤونه، ثم إنه من المعلوم أن إرادة الجار أو الحليف، أو ما أشبه ذلك من لفظ (الولي) في الحديث الشريف، مما لا يناسب المقام، بل مما لا محصل له أصلا - كما قدمنا - فيبقى المحب والصديق والناصر ومالك الأمر، أو الأولى بالتصرف أو المتصرف، على اختلاف التعابير في المعنى الأخير.

هذا فضلا عن أن لفظة (من بعدي) مما ينافي إرادة المحب أو الصديق أو الناصر، إذ كونه عليه السلام محبا للمسلمين، أو صديقا أو ناصرا لهم، مما لا ينحصر بما بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو عليه السلام، كان كذلك في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن ثم فإن المراد من (الولي) في الحديث الشريف، إنما ينحصر في المعنى الأخير، وهو مالك الأمر، أو الأولى بالتصرف في أمور المسلمين وشؤونهم، وذلك لما فيه من المناسبة الشديدة، مع كلمة (من بعدي)، فيتعين هو - أي هذا المعنى - من بين سائر المعاني، وهو معنى الإمام والخليفة، كما هو واضح لمن أنصف (1).

____________

(1) السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة، وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة - الجزء الثاني - مؤسسة الأعلى للمطبوعات - بيروت 1393 هـ‍ / 1973 م ص 8 - 10، وانظر أيضا ص 10 - 12.

الصفحة 133

10 - قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت أخي في الدنيا والآخرة:

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، آخى بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، إنك قد آخيت بين أصحابك، فمن أخي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى يا علي أن أكون أخاك، قال ابن عمر: وكان علي جلدا شجاعا، فقال علي: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي في الدنيا والآخرة (1).

وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال: آخى رسول الله عليه الصلاة والسلام بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله: آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي في الدنيا والآخرة (2).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس قال: كان علي يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله يقول: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)، والله لا ننقلب على أعقابنا، بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل، لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه ووليه، وابن عمه، ووارث علمه، فمن أحق به مني) (3).

وذكره الهيثمي في مجمعه وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، وقال أخرجه أحمد في المناقب، والنسائي في الخصائص، والذهبي مختصرا في ميزان الاعتدال (4).

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 14.

(2) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170.

(3) المستدرك للحاكم 3 / 126.

(4) مجمع الزوائد 9 / 134، الرياض النضرة 2 / 226، الخصائص ص 18، ميزات الاعتدال 2 / 285.

الصفحة 134
وروى ابن كثير في التفسير: قال أبو القاسم الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، حدثنا أسباط بن نصر عن سمك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس: أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه، حتى أموت، والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه، فمن أحق به مني) (1).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس، أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يقول: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) (2) والله لا ننقلب على أعقابنا، بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل، لأقاتلن على ما قاتل عليه، حتى أموت والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه، ومن أحق به مني) (3).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أسماء بنت عميس قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحنا جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم أيمن، إدعي لي أخي، فقالت: هو أخوك وتنكحه؟ قال: نعم يا أم أيمن، فجاء علي عليه السلام، فنضح النبي صلى الله عليه وسلم، عليه من الماء، ودعا له، ثم قال: إدعي فاطمة، قالت: فجاءت تعثر من الحياء، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسكتي، فقد أنكحتك أحب أهل بيتي (4).

وفي رواية ابن سعد: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتح، فخرجت إليه أم أيمن،

____________

(1) تفسير ابن كثير 1 / 614 (بيروت 1986).

(2) سورة آل عمران: آية: 144.

(3) فضائل الصحابة للإمام ابن حنبل 2 / 652 - 653، ونسبه السيوطي في (الدر المنثور) (2 / 81) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن ابن عباس، وذكره المحب الطبري في (ذخائر العقبى) ص 100، وفي الرياض النضرة 2 / 262.

(4) المستدرك للحاكم 3 / 159.

الصفحة 135
أيمن، فقال: أين أخي؟ قالت: وكيف يكون أخوك، وقد أنكحته ابنتك، قال، فإنه كذلك (1).

وفي رواية أخرى: فجاء رسول الله حتى وقف بالباب وسلم، فاستأذن فأذن له، فقال: أين أخي؟ فقالت أم أيمن: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، من أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب، قالت: وكيف يكون أخاك، وقد زوجته ابنتك؟ قال: هو ذاك يا أم أيمن (2).

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن ابن عباس قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة رضي الله عنها من علي رضي الله عنه، كان فيما أهدى معها سرير مشروط، ووسادة من أديم، حشوها ليف، وقربة ماء، وجاء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت، وقال لعلي رضي الله عنه: إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدق الباب، فخرجت أم أيمن، فقال: أين أخي، قالت: وكيف يكون أخاك، وقد زوجته ابنتك، قال: إنه أخي (3).

وروى الترمذي في صحيحه عن ابن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي في الدنيا والآخرة (4).

وروى ابن ماجة في صحيحه بسنده عن عباد بن عبد الله عن علي عليه السلام قال قال علي: أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس بسبع سنين (5).

ورواه الحاكم في المستدرك والإمام الطبري في تاريخه، والنسائي

____________

(1) ابن سعد: الطبقات الكبرى 8 / 14 (دار التحرير - القاهرة 1970).

(2) الطبقات الكبرى 8 / 15.

(3) خصائص النسائي ص 71 - 72.

(4) صحيح الترمذي 2 / 299.

(5) صحيح ابن ماجة ص 12.

الصفحة 136
الخصائص، والمتقي في كنز العمال، والمحب الطبري في الرياض النضرة (1).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن زيد بن أرقم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده فذكر قصة مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فقال علي، يعني للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد ذهبت روحي، وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، إن كان هذا من سخط علي، فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق، ما أخرتك إلا لنفسي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورث الأنبياء قبلي، قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟

قال: كتاب الله وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة، مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إخوانا على سرر متقابلين)، المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض (2).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن قتادة عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر وقال لعلي: أنت أخي، وأنا أخوك (3).

وفي رواية للإمام أحمد بسنده عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم، آخى بين الناس، وترك عليا، حتى بقي آخرهم، لا يرى له أخا، فقال يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني، قال: ولم تراني تركتك، إنما تركتك لنفسي، أنت أخي، وأنا أخوك، فإن ذاكرك أحد، فقل: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يدعيها بعدي إلا كذاب (4).

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 111، تاريخ الطبري 2 / 56، خصائص النسائي ص 3، 18، كنز العمال 6 / 394، الرياض النضرة 2 / 155.

(2) فضائل الصحابة 2 / 638 - 639، وانظر رواية أخرى 2 / 666 - 667.

(3) فضائل الصحابة 2 / 597 - 598.

(4) فضائل الصحابة 2 / 617.

الصفحة 137
وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن ربيعة بن ناجذ عن علي عليه السلام قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب، فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق، قال: فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، قال: وبقي الطعام كأنه لم يمس - أو لم يشرب - فقال: يا بني عبد المطلب إني بعثت لكم خاصة، وإلى الناس عامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ قال: فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت إليه - وكنت أصغر القوم - قال: فقال: إجلس ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي: إجلس، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي وقال: أنت أخي (1).

وذكره الهيثمي في مجمعه، وقال: رجاله ثقات، ورواه الإمام الطبري في تاريخه وقال فيه: على أن يكون أخي، وصاحبي ووارثي، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، ورواه النسائي في خصائصه، والمتقي في كنز العمال (2).

وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مكة، خرج علي بابنة حمزة، فاختصم فيها علي وجعفر وزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال علي: ابنة عمي، وأنا أخرجتها، وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي - وكان زيد مواخيا لحمزة، آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: أنت مولاي ومولاها، وقال لعلي:

أنت أخي وصاحبي، وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي، وهي إلى خالتها (3).

____________

(1) المسند 1 / 159.

(2) مجمع الزوائد 8 / 302، تاريخ الطبري 2 / 63، الرياض النضرة 2 / 167، الخصائص ص 18 كنز العمال 6 / 408.

(3) المسند 1 / 230.

الصفحة 138
وذكره المتقي الهندي في كنز العمال مختصرا، وقال: أخرجه ابن النجار (1).

وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن ابن عباس قال: إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب - وأمها سلمى بنت عميس - كانت بمكة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلم علي النبي فقال: علام نترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهري المشركين؟ فلم ينهه النبي صلى الله عليه وسلم، عن إخراجها، فتكلم زيد بن حارثة، وكان وصي حمزة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، آخى بينهما، حين آخى بين المهاجرين، فقال:

أنا أحق بها، ابنة أخي، فلما سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال: الخالة والدة، وأنا أحق بها، لمكان خالتها عندي، أسماء بنت عميس، فقال علي: ألا أراكم تختصمون في ابنة عمي، وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين، ليس لكم إليها نسب دوني، وأنا أحق بها منكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أحكم بينكم، أما أنت يا زيد، فمولى الله ومولى رسوله، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي، وأما أنت يا جعفر فشبيه خلقي وخلقي، وأنت يا جعفر أولى بها، تحتك خالتها، ولا تنكح المرأة على خالتها، ولا عمتها، فقضى بها لجعفر (2).

وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال:

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين بعضهم ببعض، وآخى بين المهاجرين والأنصار، فلم تكن مؤاخاة إلا قبل بدر، آخى بينهم على الحق والمواساة، فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينه وبين علي بن أبي طالب (3).

وفي رواية عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، حين آخى بين أصحابه، وضع يده على منكب علي، ثم قال: أنت أخي، ترثني وأرثك، فلما نزلت آية الميراث قطعت ذلك (4).

____________

(1) كنز العمال 6 / 391.

(2) ابن سعد: الطبقات الكبرى 8 / 114.

(3) الطبقات الكبرى 3 / 13 - 14.

(4) الطبقات الكبرى 3 / 4.

الصفحة 139
وروى السيوطي في (الدر المنثور) في ذيل تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) (1)، قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة، وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء، وبين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود، وبين أبي بكر وطلحة بن عبيد الله، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، وقال لسائر أصحابه: تآخوا، وهذا أخي - يعني علي بن أبي طالب.

وروى السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: (قال رب اشرح لي صدري)، قال: وأخرج السلفي في الطبوريات عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن علي عليهما السلام قال: لما نزلت: واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، على جبل، ثم دعا ربه: اللهم اشدد أزري بأخي علي، فأجابه إلى ذلك (2).

وروى المتقي في كنز العمال بسنده عن علي عليه السلام قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين عمر وأبي بكر، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، وبين عبد الله بن مسعود والزبير بن العوام، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك، وبيني وبين نفسه (3).

وفي رواية أخرى عن أبي رافع عن أبي تمام قال: لما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس، آخى بينه وبين علي - قال أخرجه ابن عساكر (4)،

____________

(1) سورة الأنفال: آية 72.

(2) السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة 1 / 323 - 324 (بيروت 1973).

(3) كنز العمال 6 / 394.

(4) كنز العمال 6 / 400.

الصفحة 140
ورواه الهيثمي في مجمعه، وقال: رواه الطبراني، وذكره المناوي في فيض القدير، والطبراني في الأوسط والديلمي (1).

وفي رواية ثالثة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر، وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحق به منه، فسمعت وأطعت، مخافة أن يرجع الناس كفارا، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر، وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحق به منه، فسمعت وأطعت، مخافة أن يرجع الناس كفارا، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان، إذن أسمع وأطيع، إن عمرا جعلني في خمسة أنفار، أنا سادسهم، لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح، ولا يعرفونه لي، كلنا فيه شرع سواء، وأيم الله، لو أشاء أتكلم، ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم، ولا المعاهد منهم، ولا المشرك، رد خصلة منها، لفعلت، ثم قال: أنشدتكم بالله أيها النفر جميعا، أفيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم، غيري؟ قالوا: اللهم لا (2).

وروى المتقي في كنز العمال بسنده عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع، وهو على ناقته، فضرب على منكب علي عليه السلام، وهو يقول: اللهم أشهد، اللهم قد بلغت، هذا أخي وابن عمي وصهري، وأبو ولدي، اللهم كب من عاداه في النار (3).

وروى ابن عبد البر في الإستيعاب بسنده عن أبي الطفيل قال: لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد، فقال لهم علي: أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبينه، إذ آخى بين المسلمين، غيري، قالوا: اللهم لا.

____________

(1) مجمع الزوائد 9 / 112، فيض القدير 4 / 355.

(2) كنز العمال 3 / 155.

(3) كنز العمال 3 / 61، وانظر 6 / 154.

الصفحة 141
قال: وقد روينا من وجوه عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول: أنا عبد الله، وأخو رسول الله، لا يقولها أحد غيري، إلا كذاب.

قال أبو عمر: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، وقال في كل واحدة منهما لعلي: أنت أخي في الدنيا والآخرة، وآخى بينه وبين نفسه، فلذلك كان هذا القول، وما أشبهه، من علي رضي الله عنه (1).

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي: أنت أخي صاحبي (2).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن عروة عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعد الأنصاري، أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تواخوا في الله أخوين أخوين، وأخذ بيد علي، وقال: هذا أخي - أخرجه أبو منده وأبو نعيم (3).

وروى ابن الأثير أيضا بسنده عن ابن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين أصحابه، فجاء علي فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي في الدنيا والآخرة (4) - ورواه الحافظ أبو يعلى في تحفة الأحوذي (5).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن الأئمة محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا علي، أنت أخي وصاحبي، ورفيقي في الجنة (6).

____________

(1) ابن عبد البر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 135.

(2) الإستيعاب 3 / 35.

(3) أسد الغابة 3 / 486.

(4) أسد الغابة 4 / 109.

(5) تحفة الأحوذي - باب مناقب علي رضي الله عنه - 10 / 222 (حديث رقم 3804).

(6) تاريخ بغداد 12 / 268.

الصفحة 142
وفي كنوز الحقائق للمناوي: أما ترضى، أنك أخي وأنا أخوك؟ قاله النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي (1). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2).

وروى الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده عن عطية عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مكتوب على باب الجنة، (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أخو رسول الله، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام) (3) - رواه الخطيب في تاريخه، والمتقي في كنز العمال، والمناوي في فيض القدير، والمحب الطبري في الرياض النضرة (4).

وروى ابن حجر الهيثمي في صواعقه: أخرج الديلمي عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير أخوتي علي، وخير أعمامي حمزة (5).

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد عن علي عليه السلام قال: طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدني في جدول نائما، فقال: قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب، قال: فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك، فقال لي: والله لأرضينك: أنت أخي، وأبو ولدي، تقاتل عن سنتي، وتبرئ ذمتي، من مات في عهدي، فهو في كنز الله، ومن مات في عهدك، فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك، ختم الله له بالأمن والإيمان، ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية، وحوسب بما عمل في الإسلام (6) - وذكره ابن حجر الهيثمي في صواعقه، ونسبه إلى أحمد في المناقب (7)، وذكره المتقي في كنز العمال عن أبي يعلى، ثم قال: قال البوصيري: رواته ثقات (8).

____________

(1) كنوز الحقائق ص 27.

(2) مجمع الزوائد 9 / 131.

(3) حلية الأولياء 7 / 256.

(4) تاريخ بغداد 7 / 387، كنز العمال 6 / 159، فيض القدير 4 / 355، الرياض النضرة 2 / 169.

(5) الصواعق المحرقة ص 192، وانظر فيض القدير 3 / 482، كنز العمال 6 / 152.

(6) مجمع الزوائد 9 / 121.

(7) الصواعق المحرقة ص 195.

(8) كنز العمال 6 / 404.