14 - قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين:
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عقاب بن ثعلبة قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب بقتال الناكثين، والقاسطين والمارقين (2).
وفي رواية عن الإصبع بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لعلي بن أبي طالب: تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات، وبالسعفات، قال أبو أيوب: قلت يا رسول الله: مع من نقاتل هؤلاء الأقوام، قال: مع علي بن أبي طالب (3).
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن خليد العصري قال: سمعت أمير المؤمنين عليا يقول يوم النهروان: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين (4).
وروى الخطيب البغدادي أيضا بسنده عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري، عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم، وبمجئ ناقته، تفضلا من الله، وإكراما لك، حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله، فقال: يا هذان، إن الرائد لا يكذب أهله، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا بقتال ثلاثة مع علي، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلناهم أهل
____________
(1) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 3 / 207.
(2) المستدرك للحاكم 3 / 139.
(3) المستدرك للحاكم 3 / 139.
(4) تاريخ بغداد 8 / 340.
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي صادق عن مخيف بن سليم قال: أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا: قاتلت بسيفك المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جئت تقاتل المسلمين؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (2).
وفي رواية عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا على منبركم هذا يقول: عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (3).
وفي رواية عن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟
قال: مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر (4).
وروى المتقي الهندي في كنز العمال بسنده عن الإمام زيد بن الإمام علي
____________
(1) تاريخ بغداد 13 / 186.
(2) أسد الغابة 4 / 115 (3) أسد الغابة 4 / 115.
(4) أسد الغابة 4 / 114.
وفي رواية عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا عليه السلام على المنبر، وأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما لي أرك تستحل الناس استحلال الرجل إبله، أبعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو شيئا رأيته؟ قال: والله ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت ولا ضل بي، بل عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين - قال أخرجه البزار وأبو يعلى (2).
وفي رواية عن الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن أبي صادق قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق، فقلت له: يا أبا أيوب، قد كرمك الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبنزوله عليك، فما لي أراك تستقبل الناس تقاتلهم، تستقبل هؤلاء مرة، وهؤلاء مرة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين، فقد قاتلناهم، وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين، فهذا وجهنا إليهم - يعني معاوية وأصحابه - وعهد إلينا نقاتل مع علي المارقين، فلم أرهم بعد - قال أخرجه ابن عساكر (3).
وفي رواية عن ابن مسعود قال: خرج صلى الله عليه وسلم، فأتى منزل أم سلمة، فجاء علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة، هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي - أخرجه الحاكم في الأربعين وابن عساكر (4).
وروى المحب الطبري في الرياض النضرة بسنده عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى منزل أم سلمة، فجاء علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم
____________
(1) كنز العمال 6 / 392.
(2) كنز العمال 6 / 82.
(3) كنز العمال 6 / 88.
(4) كنز العمال 6 / 319.
وروى الهيثمي في مجمعه عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين - قال رواه الطبراني (3).
وفي رواية: أمر علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين - قال رواه الطبراني في الأوسط (4).
وفي رواية عن علي عليه السلام قال: عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، قال - وفي رواية - أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. قال رواه الطبراني في الأوسط والبزار (5).
وأخرج السيوطي في تفسيره (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) في تفسير قول الله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) (6) قال: أخرج ابن مردويه من طرق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون)، نزلت في علي بن أبي طالب، عليه السلام، إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي) (7).
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة - وهو رجل من
____________
(1) القاسطون: الجائرون من القسط بالفتح، والقسوط: الجور، والعدول عن الجور، والقسط بالكسر: العدل.
(2) الرياض النضرة 2 / 320.
(3) مجمع الزوائد 9 / 235.
(4) مجمع الزوائد 7 / 238.
(5) مجمع الزوائد 7 / 238.
(6) سورة الزخرف: آية 41.
(7) السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة 2 / 358 - 363.
دعه، فإن له أصحابا، يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، فينظر في قذذه، فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر في نصله، فلا يوجد فيه شئ، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على خير فرقة من الناس.
قال أبو سعيد: فاشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل، فالتمس فوجد، فأتى به، حتى نظرت إليه، على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
وفي رواية عن الزهري عن أبي سلمة والضحاك عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقسم ذات يوم قسما، فقال ذو الخويصرة التميمي:
إعدل يا رسول الله، قال عمر بن الخطاب إئذن لي حتى أضرب عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، حتى إن أحدهم لينظر إلى قذذة فلا يجد شيئا، سبق الفرث والدم، يخرجون على خير فرقة من الناس، آيتهم رجل أدعج، أحد يديه مثل ثدي المرأة، أو كالبضعة تدردر.
قال أبو سعيد، أشهد لسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، حين قاتلهم، فأرسل إلي القتلى فأتي به، على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
وفي رواية عن علي بن المنذور قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عاصم بن
____________
(1) تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 95 - 96.
(2) تهذيب الخصائص ص 96.
فلما فرغ علي، رضي الله عنه قال: أين المستأذن، فقص عليه، كما قص علي، قال: إني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس عنده أحد غير عائشة، رضي الله عنها، فقال لي: كيف أنت يا علي، وقوم كذا وكذا، قلت: الله ورسوله أعلم، ثم أشار بيده فقال: قوم يخرجون من المشرق، يقرأون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدج، كأن يده ثدي حبشية، أنشدكم بالله أخبرتكم به؟ قالوا: نعم، قال:
أنشدكم بالله أخبرتكم أنه فيهم، قالوا نعم، فجئتموني وأخبرتموني أنه ليس فيهم، فحلفت لكم بالله أنه فيهم، ثم أتيتموني به تسحبونه، كما نعت لكم، قالوا: صدق الله ورسوله (1).
وعن الأعمش عن زيد، وهو ابن وهب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما كان يوم النهروان لقي الخوارج فلم يبرحوا حتى شجروا بالرماح قتلوا جميعا، قال علي رضي الله عنه: اطلبوا ذا الثدية فطلبوه، فلم يجدوه، فقال علي رضي الله عنه: ما كذبت ولا كذبت، اطلبوه فطلبوه فوجدوه في وخدة من الأرض، عليه ناف من القتلى، فإذا رجل على يده مثل سبلات السنور، فكبر علي رضي الله عنه، وأعجبهم ذلك (2).
____________
(1) تهذيب الخصائص ص 100 - 101.
(2) تهذيب الخصائص ص 101.
وعن محمد بن سيرين قال: قال عبيدة السلماني: لما جئت أصيب أصحاب النهروان، قال علي رضي الله عنه: اتبعوا فيهم، فإنهم إن كانوا من القوم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن فيهم رجلا مجدب اليد، أو مثدون اليد، أو مودون اليد، وأتيناه فوجدناه، فدللنا عليه فلما رآه قال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، والله لولا أن يبطروا، ثم ذكر كلمة معناها، لحدثتكم بما قضى الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قتل هؤلاء، قلت: أنت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أي ورب الكعبة ثلاثا.
عن المنهال بن عمرو عن ذر بن حبيش أنه سمع عليا رضي الله عنه، يقول: أنا فقأت عين الفتنة، لولا أنا ما قوتل أهل النهروان، وأهل الجمل، ولولا أخشى أن يتركوا العمل، لأخبرتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم لمن قاتلهم، مبصرا ضلالتهم، عارفا بالهدى الذي نحن عليه (1).
15 - قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق:
روى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن مساور الحميري عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق (2).
____________
(1) تهذيب الخصائص ص 104 - 105، وانظر عن أخبار الخوارج: ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 2 / 265 - 283، وعن رأي السيدة عائشة في زعم عمرو بن العاص أنه قتل ذا الثدية بالإسكندرية (شرح نهج البلاغة 2 / 268).
(2) فضائل الصحابة 2 / 648.
لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق (1).
وعن مساور الحميري عن أمه قالت: دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق (2).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم، إلى علي بن أبي طالب فقال: أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني، وحبيبك حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، الويل لمن أبغضك بعدي (3).
قال: وأخرجه الخطيب في تاريخه، والمحب الطبري في الرياض النضرة، والدارقطني في العلل (4).
وعن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا (5)، وفي رواية: عن أبي سعيد الخدري أيضا: كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب، فمن أحبه عرفنا أنه منا (6).
وعن جابر بن عبد الله قال: ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار، إلا ببغضهم عليا (7).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الجمعة فقال: يا أيها الناس، قدموا
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 650، وكذا 2 / 565 - 566، 619، 648.
(2) فضائل الصحابة 2 / 619، وكذا 2 / 619، وكذا 2 / 685.
(3) فضائل الصحابة 2 / 642.
(4) تاريخ بغداد 4 / 41، الرياض النضرة 3 / 156، العلل (61 أ).
(5) فضائل الصحابة 2 / 579.
(6) شرح نهج البلاغة 4 / 110.
(7) فضائل الصحابة 2 / 639.
وعن عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكم، قلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها، قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من سب عليا، فقد سبني (2).
ورواه الإمام أحمد أيضا في المسند، والحاكم في المستدرك، والهيثمي في مجمع الزوائد (3).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي الزبير قال: قلت لجابر:
كيف كان علي فيكم؟ قال: ذلك من خير البشر، ما كنا نعرف المنافقين، إلا ببغضهم إياه (4).
وروى الإمام أحمد في المسند والفضائل بسنده عن عدي بن ثابت الأنصاري عن ذر بن حبيش قال: قال علي: والله إني لمما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم:
أنه لا يبغضني إلا منافق، ولا يحبني إلا مؤمن (5).
وعن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي: إنه من فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك فقد فارقني (6).
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 622 - 623، شرح نهج البلاغة 9 / 172.
(2) فضائل الصحابة 2 / 594.
(3) مسند الإمام أحمد 6 / 323، المستدرك للحاكم 3 / 121، مجمع الزوائد 9 / 130.
(4) فضائل الصحابة 2 / 671 - 672.
(5) فضائل الصحابة 2 / 570.
(6) فضائل الصحابة 2 / 570.
أخبرني الإمام موسى (الكاظم) بن الإمام جعفر (الصادق) بن الإمام محمد (الباقر) عن أبيه عن الإمام علي (زين العابدين) بن الحسين عن أبيه الإمام الحسين عن أبيه الإمام علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيد حسن وحسين، فقال: من أحبني، وأحب هذين، وأباهما وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة (1).
أخرجه الترمذي والمحب الطبري (2).
وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن علي عليه السلام قال:
والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم: لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.
وعن الحارث الهمداني قال: رأيت عليا على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قضاء قضاه الله عز وجل، على لسان نبيكم الأمي صلى الله عليه وسلم: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق - أخرجه ابن فارس (3).
وعن أبي ذر، رضي الله عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا بثلاث، بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة، وبغضهم علي بن أبي طالب - أخرجه ابن شادن (4).
ورواه الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى علي، فقال: (يا علي، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي،
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 693 - 694.
(2) صحيح الترمذي 5 / 641، الرياض النضرة 2 / 284.
(3) الرياض النضرة 2 / 284.
(4) الرياض النضرة 2 / 284.
وفي رواية عن عوف بن أبي عثمان قال: قال رجل لسلمان (الفارسي):
ما أشد حبك لعلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني - قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين (2).
وفي رواية عن حيان الأسدي قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، وأن هذه ستخضب من هذا - يعني لحيته من رأسه (3) - (وذكره المتقي في كنز العمال) (4).
وروى الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده عن أنس بن مالك قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له - وأنا أسمع - (يا أبا برزة، إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب، فقال: إنه راية الهدى، ومنارة الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة: إن علي بن أبي طالب، أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي) (5).
وعن سلام الجعفي عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى عهد إلي عهدا في علي، فقلت: يا رب بينه لي، فقال: إسمع، فقلت:
سمعت، فقال: إن عليا راية الهداية، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو
____________
(1) المستدرك للحاكم 3 / 127.
(2) المستدرك للحاكم 3 / 130.
(3) المستدرك للحاكم 3 / 142.
(4) كنز العمال 6 / 157.
(5) حلية الأولياء 1 / 66.
أخي وصاحبي، فقال: إنه شئ قد سبق، إنه مبتلي، ومبتلي به) (1).
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن عبد الله بن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبني فليحب عليا، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل، ومن أبغض الله أدخله النار (2).
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة الحماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني - (أخرجه أبو موسى، وذكره ابن حجر في الإصابة، وقال: ذكر البخاري هذا الحديث من هذا الوجه، ومن رواية معاوية بن ثعلة عن أبي ذر، وكذلك ذكره أبو حاتم وغيرهما) (3).
وفي كنز العمال: قال صلى الله عليه وسلم: أوصي من آمن بي وصدقني، بولاية علي بن أبي طالب، فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل - قال أخرجه الطبراني وابن عساكر عن عمار بن ياسر (4)، ورواه الهيثمي في مجمعه (5).
____________
(1) حلية الأولياء 1 / 66 - 67.
(2) تاريخ بغداد 13 / 123.
(3) أسد الغابة 5 / 205.
(4) كنز العمال 6 / 154.
(5) مجمع الزوائد 9 / 108.
وروى المتقي في كنز العمال بسنده عن ابن عباس قال: مشيت مع عمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة، فقال: يا ابن عباس، أظن القوم استصغروا صاحبكم (يعني علي)، إذ لم يولوه أمورهم، فقلت: والله ما استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ اختاره لسورة براءة، يقرأها على أهل مكة، فقال لي: الصواب تقول، والله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: من أحبك أحبني، ومن أحبني أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة - قال: أخرجه ابن عساكر (3).
وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن أبي رافع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا عليه السلام أميرا على اليمن، وخرج معه رجل من أسلم، يقال له:
عمرو بن شلش، فرجع وهو يذم عليا ويشكوه، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
إخسأ يا عمرو، وهل رأيت من علي جورا في حكمه، أو أثرا في قسمة؟ قال:
اللهم لا، قال: فعلام تقول الذي بلغني؟ قال: بغضه لا أملك، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى عرف ذلك في وجهه، ثم قال: من أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله - قال رواه البزار (4).
وروى الهيثمي (5) في مجمعه بسنده عن ابن عباس قال: نظر
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 132.
(2) كنوز الحقائق ص 88.
(3) كنز العمال 6 / 391.
(4) مجمع الزوائد 9 / 129.
(5) مجمع الزوائد 9 / 123.
وروى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال: قال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، إلي أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق (1).
وروى الطحاوي في مشكل الآثار بسنده عن عمران بن حصين قال:
خرجت يوما، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عمران، إن فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها؟ قال: قلت: فداك أبي وأمي، وأي شئ أشرف من هذا؟ قال:
انطلق، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانطلقت معه حتى أتى الباب، فقال السلام عليكم، أدخل؟ (فساق الحديث)، وفي آخره قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد زوجتك سيدا في الدنيا، سيدا في الآخرة، لا يبغضه إلا منافق (2).
وذكره المحب الطبري في ذخائره، وقال: أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في فضل فاطمة (3).
وروى الحافظ السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) في تفسير قوله تعالى:
(إن الذين ارتدوا على أدبارهم) (4) قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن طبقات، مسعود قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام.
____________
(1) صحيح مسلم 2 / 64 (وانظر صحيح الترمذي 2 / 301، سنن النسائي 2 / 271 خصائص النسائي ص 61، صحيح ابن ماجة ص 12، مسند ابن حنبل 1 / 84، 95، 128، تاريخ بغداد 2 / 255، 8 / 417، 14 / 426، كنز العمال 6 / 394، الرياض النضرة 2 / 284 - 285).
(2) مشكل الآثار 1 / 50.
(3) ذخائر العقبى ص 43.
(4) سورة محمد: آية 25.
وفي كنز العمال، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يبغض عليا مؤمن، ولا يحبه منافق) - أخرجه ابن أبي شيبة عن أم سلمة (2).
وفي رواية: (لا يحب عليا إلا مؤمن، ولا يبغضنه إلا منافق) - أخرجه الطبراني عن أم سلمة (3).
وروى ابن عبد البر في الإستيعاب قال: وروت طائفة من الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لعلي، رضي الله عنه: (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)، وكان علي رضي الله عنه يقول: (والله إنه لعهد النبي الأمي، إنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق) (4).
وروى أنه صلى الله عليه وسلم قال: من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن آذى عليا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله (5).
وعن الثوري عن أبي قيس الأودي (6) قال: أدركت الناس، وهم ثلاث طبقات، أهل دين يحبون عليا، وأهل دنيا يحبون معاوية، وخوارج.
وروى عمار الذهبي عن أبي الزبير عن جابر قال: ما كنا نعرف المنافقين، إلا ببغض علي بن أبي طالب رضي الله عنه (7).
____________
(1) فضائل الخمسة 2 / 209 - 210.
(2) كنز العمال 6 / 158.
(3) كنز العمال 6 / 158.
(4) الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 37.
(5) الإستيعاب 3 / 37.
(6) الإستيعاب 3 / 51.
(7) الإستيعاب 3 / 46 - 47.
وعن عمار بن ياسر، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: (طوبى لمن أحبك، وصدق فيك، وويل لمن أبغضك، وكذب فيك) (2).
وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشية عرفة، فقال: إن الله تعالى باهى بكم، وغفر لكم عامة، ولعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي، هذا جبريل يخبرني، أن السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته وأن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد موته - قال رواه الطبراني (3).
16 - أول المسلمين:
روى الترمذي في صحيحه بسنده عن أبي حمزة - رجل من الأنصار - قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من أسلم علي (4).
ورواه الحاكم في المستدرك والنسائي في الخصائص، وابن سعد في الطبقات الكبرى، وابن الأثير في أسد الغابة، والمتقي في كنزل العمال، والإمام أحمد في المسند، والإمام الطبري في تاريخه (5).
وروى الإمام في الفضائل بسنده عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله
____________
(1) نور الأبصار ص 80.
(2) نور الأبصار ص 80.
(3) مجمع الزوائد 9 / 132.
(4) صحيح الترمذي 2 / 301.
(5) رواه الحاكم في المستدرك (3 / 136) وابن سعد في الطبقات الكبرى (3 / 12) والإمام أحمد في المسند (4 / 368، 371)، والإمام الطبري في تاريخه بعدة طرق 2 / 310، 311، 312)، وابن الأثير في أسد الغابة (4 / 17)، والمتقي في كنز العمال (6 / 400).
وأخرجه ابن ماجة، وابن أبي عاصم في السنة، والسيوطي في اللائي، وأبو هلال العسكري في الأوائل (2).
وفي رواية في الفضائل عن ابن عباس: أن عليا أول من أسلم (3).
وفي رواية ثالثة عن قتادة عن الحسن وغيره: أن عليا أول من أسلم بعد خديجة، وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة، أو ست عشرة سنة (4).
وفي رواية رابعة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني قال:
سمعت عليا يقول: أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (5).
وأخرجه أحمد في المسند، وابن سعد في طبقاته، وابن عبد البر في الإستيعاب، وأبو داود الطيالسي في مسنده (6).
وفي رواية خامسة عن شعبة عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت حبة
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 586 - 587.
(2) أخرجه ابن ماجة (1 / 44)، وابن أبي عاصم في السنة (ل. 130 أ) والسيوطي في اللائي (1 / 32) وأبو هلال العسكري في الأوائل ص 107.
(3) فضائل الصحابة 2 / 589.
(4) فضائل الصحابة 2 / 589.
(5) فضائل الصحابة 2 / 590.
(6) أخرجه أحمد في المسند (1 / 141 - 2 / 282) وابن سعد في طبقاته (3 / 21)، وأبو داود
الطيالسي (2 / 189)، وابن عبد البر في الإستيعاب (3 / 31) والهيثمي في مجمع الزوائد
(9 / 103).