الصفحة 331
وفي مجمع الزوائد (1) بسنده عن أسماء بنت عميس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى الظهر بالصهباء، ثم أرسل عليا عليه السلام، في حاجة، فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر علي، فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال: اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه، فرد عليه الشمس، قالت أسماء: فطلت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت بعد ذلك بالصهباء.

ورواه الطحاوي في مشكل الآثار بسنده عن أسماء بنت عميس (2).

وروى الهيثمي أيضا عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوما - وهو في حجر علي - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت العصر؟ قال: لا يا رسول الله، فدعا الله، فرد عليه الشمس حتى صلى العصر، قالت: فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت، حين ردت، حتى صلى العصر.

قال رواه الطبراني (3).

وفي الصواعق المحرقة (4): ومن كراماته الباهرة (أي كرامات الإمام علي): أن الشمس ردت عليه، لما كان رأس النبي صلى الله عليه وسلم، في حجره، والوحي ينزل عليه، وعلي لم يصل العصر، فما سرى عنه صلى الله عليه وسلم، إلا وقد غربت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فأردد عليه الشمس، فطلعت بعدما غابت.

ويقول المحدث الفقيه ابن حجر الهيثمي: وحديث رد الشمس صححه

____________

(1) مجمع الزوائد 8 / 297.

(2) مشكل الآثار 2 / 8.

(3) مجمع الزوائد 8 / 297.

(4) الصواعق المحرقة ص 197 - 198.

الصفحة 332
الطحاوي والقاضي عياض في الشفاء، وحسنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه غيره، وردوا على جميع من قال أنه موضوع.

وللإمام السيوطي جزء في تتبع طرق هذا الحديث، سماه (كشف اللبس في حديث رد الشمس)، وختمه بقوله: ومما يشهد لصحة ذلك قول الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وغيره، ما أوتي نبي معجزة، إلا أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم، نظيرها، أو أبلغ منها، وقد صح أن الشمس حبست ليوشع ليالي قاتل الجبارين، فلا بد أن يكون لنبينا نظير ذلك، والقول مبسوط في ابن كثير وتنزيه الشريعة.

ويقول ابن حجر: ورغم فوات الوقت بغروب الشمس، فلا فائدة لردها في محل المنع، بل نقول: كما أن ردها خصوصية، كذلك إدراك العصر الآن أداء خصوصية وكرامة، على أن في ذلك، أعني أن الشمس إذا غربت ثم عادت، هل يعود الوقت بعودها، ترددا حكيته، مع بيان المتجه منه في شرح العباب في أوائل كتاب الصلاة.

وقال سبط بن الجوزي: وفي الباب حكاية عجيبة، حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق: أنهم شاهدوا (أبا منصور المظفر بن أزدشير القباوي الواعظ)، ذكر بعد العصر هذا الحديث، ونمقه بألفاظه، وذكر فضائل أهل البيت، فغطت سحابة الشمس، حتى ظن الناس أنها قد غابت، فقام على المنبر، وأومأ إلى الشمس وأنشدها:

لا تغربي يا شمس حتى ينتهي * مدحي لآل المصطفى ولنجله
وأثني عنانك إن أردت ثناءهم * أنسيت إذا كان الوقوف لأجله
إن كان لمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله

قالوا: فانجاب السحاب عن الشمس وطلعت.

وفي الخصائص الكبرى: أخرج ابن مندة وابن شاهين والطبراني - بأسانيد بعضهما على شرط الصحيح - عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،

الصفحة 333
يوحى إليه، ورأسه في حجر علي، فلم يصل العصر، حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.

وفي لفظ للطبراني: فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت، وذلك بالصهباء.

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه في حجر علي، ولم يكن صلى العصر حتى غربت الشمس، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم، دعا له فردت عليه الشمس حتى صلى، ثم غابت ثانية.

وأخرج الطبراني بسند حسن عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار (1).

33 - علي أحب الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

روى النسائي في الخصائص عن أبي نجيح عن أبيه قال: سمعت عليا رضي الله عنه - على المنبر بالكوفة - يقول: خطب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة عليها السلام، فزوجني، فقلت: يا رسول الله، أنا أحب إليك أم هي؟ قال: هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها (2).

وروى الترمذي في صحيحه، والحاكم في المستدرك بسنده أن عائشة سئلت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، قيل من الرجال؟ قالت: زوجها، إنه كان - ما علمت - صواما قواما (3).

____________

(1) الإمام السيوطي: الخصائص الكبرى 2 / 82.

(2) تهذيب الخصائص للنسائي ص 82.

(3) أخرجه الترمذي (رقم 3874) باب مناقب فاطمة، والحاكم في المستدرك 3 / 157.

الصفحة 334
وعن بريدة، رضي الله عنه، قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة، ومن الرجال علي (1).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي نجيح عن أبيه عن رجل سمع علي بن أبي طالب يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أينا أحب إليك، أنا أو فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها (2).

وروى ابن الأثير أيضا في أسد الغابة بسنده عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير التميمي قال: دخلت مع عمتي، على عائشة، فسألت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، قيل من الرجال؟ قالت: زوجها، إنه كان - ما علمت - صواما قواما (3).

وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، عليها السلام، ومن الرجال علي، عليه السلام (4).

ورواه الحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، كما رواه النسائي في الخصائص، وابن عبد البر في الإستيعاب (5).

وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن جميع بن عمير التميمي قال:

دخلت مع عمتي على عائشة، فسألت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قالت فاطمة، فقيل من الرجال؟ قالت: زوجها، إنه كان - ما علمت - صواما قواما (6).

____________

(1) أخرجه الترمذي (رقم 3868)، والحاكم في المستدرك 3 / 155.

(2) أسد الغابة 7 / 224.

(3) أسد الغابة 7 / 223، تحفة الأحوذي 10 / 375 (حديث رقم 3965).

(4) صحيح الترمذي 2 / 319.

(5) المستدرك للحاكم 3 / 155، تهذيب الخصائص ص 82.

(6) صحيح الترمذي 2 / 319.

الصفحة 335
ورواه الحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، والخطيب البغدادي في تاريخه، وابن عبد البر في استيعابه، والمتقي في كنز العمال، وقال: أخرجه الخطيب وابن النجار (1).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن جميع بن عمير قال: دخلت أمي على عائشة، فسمعتها من وراء الحجاب، وهي تسألها عن علي عليه السلام، فقالت: تسألينني عن رجل، والله ما أعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من علي، ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته - تعني المرأة علي.

قال: هذا حديث صحيح الإسناد (2).

وروى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا، وهي تقول: والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومني - مرتين أو ثلاثا - فاستأذن أبو بكر، فدخل فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة، ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (4)، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني.

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن عمرة قالت: قالت لي معاذة الغفارية: كنت أنيسة برسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى، وأداوي الجرحى، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت عائشة، وعلي رضي الله عنه، خارج من عنده، فسمعته يقول: إن هذا أحب الرجال إلي،

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 157، تاريخ بغداد 11 / 430، كنز العمال 6 / 400.

(2) المستدرك للحاكم 3 / 154.

(3) مسند الإمام أحمد 4 / 257.

(4) مجمع الزوائد 9 / 126.

الصفحة 336
وأكرمهم علي، فاعرفي له حقه، وأكرمي مثواه - وذكر الحديث النظر إلى علي عبادة.

قال: أخرجه أبو موسى (1).

وروى ابن الأثير أيضا في أسد الغابة بسنده عن أبي عبد الرحمن حلو بن السري الأودي: حدثنا أبو هاشم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت أمي أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم - هو أعتق أبي وأمي - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء من المسجد، فوجد عليا وفاطمة، رضي الله عنهما، مضطجعين، وقد غشيتهما الشمس، فقام عند رأسهما، عليه كساء خيبري، فمده دونهما، ثم قال: قوما أحب باد وحاضر، ثلاث مرات - قال أخرجه أبو موسى (2).

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة بسنده عن الشعبي: أن أبا بكر نظر إلى علي بن أبي طالب، فقال: من سره أن ينظر إلى أقرب الناس قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعظمهم عنه غناء، وأحظاهم عنده منزلة، فلينظر، وأشار إلى علي بن أبي طالب - قال أخرجه ابن السمان (3).

وعن عائشة: سئلت أي الناس أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فاطمة، فقيل من الرجال؟ قالت: زوجها، أنه كان - ما علمت - صواما قواما - قال أخرجه الترمذي (4).

وعن عائشة: أيضا - وقد ذكر عندها علي - فقالت: ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من امرأته - قال:

أخرجه المخلص والحافظ الدمشقي (5).

____________

(1) أسد الغابة 7 / 268.

(2) أسد الغابة 6 / 317.

(3) الرياض النضرة 2 / 215.

(4) الرياض النضرة 2 / 213.

(5) الرياض النضرة 2 / 213.

الصفحة 337
وعن معاذة الغفارية قالت: كان لي أنس بالنبي صلى الله عليه وسلم، أخرج معه في الأسفار، وأقوم على المرضى، وأداوي الجرحى، فدخلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيت عائشة - وعلي خارج من عنده - فسمعته يقول: يا عائشة، إن هذا أحب الرجال إلي، وأكرمهم علي، فاعرفي له حقه، وأكرمي مثواه - قال أخرجه الخنجندي (1).

وعن مجمع قال: دخلت مع أبي على عائشة، فسألتها عن مسراها يوم الجمل، فقالت: كان قدرا من الله، سألتها عن علي، فقالت: سألت عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج أحب الناس كان إليه (2).

وفي كنز العمال قال: قلت لعائشة: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: علي بن أبي طالب، قلت: أي سبب كان خروجك عليه؟ قالت: لم تزوج أبوك أمك؟ قلت ذلك من قدر الله، قالت: وكان ذلك من قدر الله - قال: أخرجه البزار (3).

وفي الرياض النضرة عن معاوية بن ثعلبة قال: جاء رجل إلى أبي ذر، وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا ذر، ألا تخبرني بأحب الناس إليك، فإني أعرف أن أحب الناس إليك، أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أي ورب الكعبة، أحبهم إلي، أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو ذاك الشيخ، وأشار إلى علي - قال أخرجه الملا (4).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال:

أخبرني من سمع عليا - على منبر الكوفة - يقول: لما أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت أن لا شئ لي، ثم ذكرت عائدته، وصلته، فخطبتها،

____________

(1) الرياض النضرة 2 / 213.

(2) الرياض النضرة 2 / 213.

(3) كنز العمال 6 / 84.

(4) الرياض النضرة 2 / 213.

الصفحة 338
فقال: وهل عندك شئ؟ قلت: لا، قال: فأين درعك الحطمية التي كنت أعطيتك يوم كذا وكذا، قلت: هي عندي، قال: فأت بها، قال: فأتيته بها، فأنكحنيها، فلما أن دخلت علي، قال: لا تحدثن شيئا حتى آتيكما، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلينا كساء أو قطيفة، فتحشحشنا، فقال: مكانكما، على حالكما، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس عند رؤوسنا، فدعا بإناء فيه ماء، فأتي به، فدعا فيه بالبركة، ثم رشه علينا، فقلت: يا رسول الله، أنا أحب إليك، أم هي، قال: هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها (1).

وأخرجه سعيد بن منصور في سننه، وأحمد في المسند، والهيثمي في مجمع الزوائد، وابن سعد في طبقاته وأبو داود النسائي في سننهما (2).

وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان بين علي وفاطمة كلام، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقي إليه مثالا، فاضطجع عليه، فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب، وجاء علي فاضطجع من جانب، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فوضعها على سرته، وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته، ولم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال فقيل له: دخلت وأنت على حال، وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك، فقال: وما يمنعني، وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي (3)؟.

34 - علي أحب الخلق إلى الله ورسوله:

روى الترمذي في صحيحه بسنده عن السدي عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه.

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 631 - 632.

(2) سنن سعيد بن منصور 3 / 1: 114، مسند الإمام أحمد 1 / 80، طبقات ابن سعد 8 / 20، مجمع الزوائد 4 / 283، سنن أبي داود 2 / 240، سنن النسائي 6 / 129.

(3) الطبقات الكبرى 8 / 16 - 17.

الصفحة 339
قال الترمذي: وقد روى من غير وجه عن أنس (1).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن شعيب ابن إسحاق عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن أنس قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، فجاء علي، فأكل معه. - قال تفرد به شعيب عن أبي حنيفة (2).

وعن السدي عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان عنده طير، فقال:

اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي من هذا الطير، فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عثمان فرده، فجاء علي فأذن له (3).

وعن موسى بن سعيد البصري بسنده قال: سمعت الحسن (البصري) يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، طير، فقال: اللهم ائتني برجل يحبه الله، ويحبه رسوله، قال أنس: فأتى علي فقرع الباب، فقلت:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشغول، وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار، ثم إن عليا فعل مثل ذلك، ثم أتى الثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس أدخله، فقد عنيته، فلما أقبل قال: اللهم وال، اللهم وال.

قال: رواه عن أنس - غير ما ذكرنا - حميد الطويل وأبو الهندي ويغنم بن سالم (4).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن ثابت البجلي عن سفينة قال:

أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، طيرين بين رغيفين، فقدمت إليه الطيرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، وإلى رسولك، ورفع صوته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ فقال: علي، فقال: فافتح له،

____________

(1) صحيح الترمذي 2 / 299.

(2) أسد الغابة 4 / 111.

(3) أسد الغابة 4 / 110 - 111.

(4) أسد الغابة 4 / 111.

الصفحة 340
ففتحت، فأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الطيرين حتى فنيا (1).

وذكره الهيثمي في مجمعه، والترمذي في صحيحه، والنسائي في الخصائص، والبخاري في الكبير، والحاكم في المستدرك عن أنس وصححه على شرط الشيخين، وقال: رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة (2).

وروى الترمذي بسنده عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل (3).

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة بسنده عن أنس بن مالك قال:

كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب، فأكل معه (4).

35 - علي مع القرآن والقرآن مع علي:

روى الهيثمي في مجمع الزوائد بسنده عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مع القرآن، والقرآن مع علي قال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط (5).

وذكره ابن حجر في صواعقه والشبلنجي في نور الأبصار، وقالا: أخرجه الطبراني في الأوسط.

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 560 - 562.

(2) مجمع الزوائد 9 / 126، صحيح الترمذي 5 / 636، المستدرك للحاكم 3 / 130، البداية والنهاية 7 / 351، تذكرة الذهبي 4 / 1042، فضائل الصحابة 2 / 560 - 562، وأخرجه البخاري في الكبير 1 / 1: 358، 1 / 2: 2.

(3) صحيح الترمذي 5 / 636.

(4) الرياض النضرة 2 / 211.

(5) مجمع الزوائد 9 / 134.

الصفحة 341
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت - مولى أبي ذر - قال: كنت مع علي عليه السلام يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر (1)، فقاتلت مع أمير المؤمنين عليه السلام، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة، فأتيت أم سلمة فقلت: إني والله ما جئت أسأل طعاما ولا شرابا، ولكني مولى لأبي ذر، فقالت: مرحبا، فقصصت عليها قصتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مصائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس، قالت: أحسنت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون (2).

وذكره المناوي في فيض القدير، والمتقي في كنز العمال، كل منهما مختصرا، وقالا: عن الطبراني في الأوسط (3).

وروى ابن حجر الهيثمي في صواعقه: أخرج الطبراني في الأوسط عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا على الحوض (4).

وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال - في مرض موته -: (أيها الناس، يوشك أن أقبض

____________

(1) روى البخاري في صحيحه (9 / 70) بسنده عن الحسن عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة يوم الجمل، لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم: أن فارسا ملكوا ابنة كسرى، قال: لن يفلح قوم، ولوا أمرهم امرأة.

(2) المستدرك للحاكم 3 / 124.

(3) فيض القدير للمناوي 4 / 356، كنز العمال للمتقي الهندي 6 / 153.

(4) ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ص 191 (دار الكتب العلمية - بيروت 1403 هـ / 1983).

الصفحة 342
قبضا سريعا، فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول، معذرة إليكم، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل، وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا على الحوض، فاسألوهما ما خلفت فيهما (1).

36 - علي مع الحق، والحق مع علي:

روى الترمذي في صحيح بسنده عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رحم الله عليا، اللهم أدر الحق معه حيث دار (2).

ورواه الحاكم في المستدرك، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم (3).

ورواه الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير (في ذيل تفسير البسملة)، فقال: أما إن علي بن أبي طالب كان يجهر بالبسملة، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقد اهتدى، والدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار. ثم قال في موضع آخر: ومن اتخذ عليا إماما لدينه، فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه (4).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما سار علي إلى البصرة، دخل على أم سلمة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - يودعها، فقالت:

سر في حفظ الله وفي كنفه، فوالله إنك لعلى الحق، والحق معك، ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله - فإنه أمرنا صلى الله عليه وسلم، أن نقر في بيوتنا - لسرت معك،

____________

(1) نفس المرجع السابق ص 194.

(2) صحيح الترمذي 2 / 289.

(3) المستدرك للحاكم 3 / 124.

(4) السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة 2 / 108 - 109 (مؤسسة الأعلى للمطبوعات - بيروت 1393 هـ / 1973 م).

الصفحة 343
ولكن والله لأرسلن معك، من هو أفضل عندي، وأعز علي من نفسي، ابني - قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين (1) (البخاري ومسلم).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن أبي ثابت - مولى أبي ذر - قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي، وتذكر عليا، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: علي مع الحق، والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة (2).

وروى الهيثمي (3) في مجمعه بسنده عن محمد بن إبراهيم التيمي: أن فلانا دخل المدينة حاجا، فأتاه الناس يسلمون عليه، فدخل سعد فسلم، فقال: وهذا لم يعنا على حقنا، على باطل غيرنا، قال: فسكت عنه، فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقال: هاجت فتنة وظلمة، فقال لبعيري: إخ إخ (4)، فأنخت حتى انجلت، فقال رجل: إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره، فلم أر فيه إخ إخ، فقال: أما إذا قلت، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مع الحق - أو الحق مع علي - حيث كان، قال: مع سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت أم سلمة، قال:

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 119.

(2) تاريخ بغداد 14 / 321.

(3) مجمع الزوائد 7 / 235.

(4) كلمة (إخ إخ) بكسر الهمزة، وسكون الخاء المعجمة: صوت إناخة الجمل، والظاهر أن في الحديث سقطا، والصحيح هكذا: فقال الله لبعيري: إخ إخ، فأنخت، وذلك بشهادة قول الرجل:

إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره، فلم أر فيه (إخ إخ)، ثم إن المراد من كلمة فلان في صدر الحديث، إنما هو معاوية بن أبي سفيان، ومقصوده من عدم إعانة سعد على حقه، عدم نصرته له يوم صفين، لأنه كان منعزلا عن الطرفين (فضائل الخمسة 2 / 110) - غير أن العجيب أن يلوم معاوية بن أبي سفيان سعد بن أبي وقاص على عدم نصرة الإمام علي - لعلمه بالحديث الشريف (علي مع الحق - أو الحق مع علي)، ولكن معاوية، وقد علم بالحديث الشريف وغيره، فماذا فعل - إنه استمر على بدعته الخسيسة بدعة سب الإمام علي وأهل البيت على منابر المسلمين، بل إن قوما من أهله من بني أمية قالوا له: إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل (الإمام علي) فقال: لا: حتى يربو عليها الصغير، ويهرم عليها الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا.

الصفحة 344
فأرسل إلى أم سلمة فسألها، فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيتي، فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن، فقال: ولم قال: لو سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، لم أزل خادما لعلي حتى أموت - قال: رواه البزار.

وفي مجمع الزوائد أيضا عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها كانت تقول:

كان علي على الحق، من اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق، عهد معهود قبل يومه هذا - قال: رواه الطبراني (1).

وفي مجمع الزوائد أيضا عن سعيد - يعني الخدري - قال: كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم، في نفر من المهاجرين والأنصار - إلى أن قال: ومر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال صلى الله عليه وسلم: الحق مع ذا الحق، ومع ذا - قال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات (2).

وذكره المناوي في كنوز الحقائق مختصر عن أبي يعلى (3) - والمتقي في كنز العمال وقال: لأبي يعلى وسعيد بن منصور (4).

وفي كنز العمال: قال صلى الله عليه وسلم: تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا عليه السلام - قال: أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة (5).

37 - علي كنفس النبي صلى الله عليه وسلم:

روى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينتهين بنو ربيعة، أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية، فما

____________

(1) مجمع الزوائد 9 / 134.

(2) مجمع الزوائد 7 / 234.

(3) كنوز الحقائق ص 65.

(4) كنز العمال 6 / 157.

(5) كنز العمال 6 / 157.

الصفحة 345
راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي: من يعني؟ قلت: إياك يعني وصاحبك؟ قال: فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل، قال: وعلي يخصف النعل (1).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لينتهين بنو وليعة (2)، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يمضي فيهم أمري، يقتل المقاتلة، ويسبي الذرية، قال: فقال أبو ذر، فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي، فقال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك، ولكن يعني خاصف النعل (3)؟ أخرجه الترمذي وأبو بكر بن شيبة والهيثمي (4).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الرحمن بن عوف، قال: افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكة، ثم انصرف إلى الطائف، فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثم أوغل غدوة أو روحة، ثم نزل ثم هجر، ثم قال: أيها الناس، إني لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي خيرا، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن عليكم رجلا مني - أو كنفسي - فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم قال: فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد علي عليه السلام، فقال: هذا.

قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد (5).

وذكره المتقي في كنز العمال، وابن حجر في صواعقه - كلاهما عن

____________

(1) تهذيب الخصائص ص 47.

(2) يذهب ابن سعد في طبقاته أن بني وليعة هم ملوك حضرموت، جمادة ومخوس ومشرع وأبضعة (الطبقات الكبرى 1 / 349) في وفد حضرموت.

(3) فضائل الصحابة 2 / 571 - 572.

(4) صحيح الترمذي 5 / 634، المطالب العالية 4 / 56، مجمع الزوائد 9 / 163.

(5) المستدرك للحاكم 2 / 120.

الصفحة 346
ابن شيبة (1) - وذكره الهيثمي في مجمعه مرتين، قال في الأولى: رواه أبو يعلى، وقال في الثانية: رواه البزار (2).

وفي تفسير الزمخشري لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) الآية (3)، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الوليد بن عقبة - أخا عثمان لأمه وهو الذي ولاه عثمان الكوفة، بعد سعد بن أبي وقاص، فصلى بالناس وهو سكران، صلاة الفجر مربعا، ثم قال: هل أزيدكم، فعزله عثمان - إلى أن قال:

مصدقا إلى بني المصطلق وكانت بينه وبينهم إحنة، فلما شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له، فحسبهم مقاتليه، فرجع، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: قد ارتدوا، ومنعوا الزكاة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أن يغزوهم، فبلغ القوم فوردوا، وقالوا:

نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، فاتهمهم فقال: لتنتهين أو لأبعثن إليكم رجلا، هو عندي كنفسي يقاتل مقاتلتكم، ويسبي ذراريكم، ثم ضرب بيده على كتف علي عليه السلام (4).

وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الوليد بن عقبة - وساق الحديث إلى أن قال - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينتهين بنو وليعة، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يقتل مقاتلتهم، ويسبي ذراريهم، وهو هذا، ثم ضرب بيده على كتف علي بن أبي طالب، رضي الله عنه - قال: رواه الطبراني في الأوسط (5).

وفي كنز العمال عن عمرو بن العاص أنه قال: لما قدمت من غزوة ذات السلاسل، وكنت أظن أن ليس أحد أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مني، فذكر أناسا

____________

(1) كنز العمال 6 / 405، الصواعق المحرقة ص 194.

(2) مجمع الزوائد 134، 9 / 163.

(3) سورة الحجرات: آية 6.

(4) تفسير الزمخشري 2 / 393 (القاهرة 1344 هـ / 1925 م).

(5) مجمع الزوائد 7 / 110.

الصفحة 347
إلى أن قال عمرو بن العاص، قلت: يا رسول الله فأين علي؟ فالتفت صلى الله عليه وسلم، إلى أصحابه، فقال: إن هذا يسألني عن النفس.

قال: أخرجه ابن النجار (1).

وفي صواعق ابن حجر: وأخرج ابن أبي شيبة بسنده عن عبد الرحمن بن ف قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، انصرف إلى الطائف، فحصرها سبع عشرة ليلة، أو تسع عشرة ليلة، ثم قام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

أوصيكم بعترتي خيرا، وإن موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، ولأبعثن إليكم بجلا مني، أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد علي، رضي الله عنه، ثم قال: هذا هو (2).

وروى ابن عبد البر في استيعابه عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفد ثقيف - حين جاء - (لتسلمن أو لأبعثن رجلا مني، - أو قال مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم، قال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ، وجعلت أنصب صدري له، رجاء أن يقول: هو هذا، قال: فالتفت إلى علي رضي الله عنه، فأخذ بيده، ثم قال: هو هذا، هو هذا) (3).

وفي الرياض النضرة عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفد ثقيف: لتسلمن أو لأبعثن عليكم رجلا مني - أو قال مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليسبين: ذراريكم، وليأخذن أموالكم، قال عمر فوالله ما تمنيت الإمارة، إلا يومئذ، فجعلت أنصب صدري، رجاء أن يقول: هو هذا، قال: فالتفت إلى علي، فأخذه بيده، وقال: هو هذا.

____________

(1) كنز العمال 6 / 400.

(2) الصواعق المحرقة ص 194.

(3) الإستيعاب 3 / 46.