3 - باب في أن الإمامة عهد من الله تعالى
17 - سعد، عن علي بن إسماعيل، عن العباس بن معروف، عن علي ابن مهزيار، عن الحسن بن علي بن فضال، قال:
سأل إسماعيل بن عمار أبا الحسن الأول عليه السلام، فقال له:
فرض الله على الإمام أن يوصي - قبل أن يخرج من الدنيا - ويعهد؟
فقال: نعم.
فقال: فريضة من الله؟
قال: نعم (1).
18 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال وعلي بن أسباط، عن عبد الله بن بكير، عن عمرو بن الأشعث:
عن أبي عبد الله عليه السلام:
قال: سمعته يقول - ونحن في البيت معه نحو من عشرين إنسانا -:
لعلكم ترون أن هذا الأمر إلى رجل منا يضعه حيث يشاء؟!
لا، والله، إنه لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله مسمى رجل فرجل،
____________
1 - لم نعثر له على مصدر آخر.
19 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن يحيى بن مالك:
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " (3).
فقال: الإمام يؤدي إلى الإمام.
ثم قال: يا يحيى إنه، والله، ليس منه، إنما هو أمر من الله (4).
20 - عبد الله بن جعفر، عن أبي القاسم الهاشمي، عن عبيد بن قيس الأنصاري، قال: حدثنا الحسن بن سماعة، عن جعفر بن سماعة:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله بصحيفة من السماء، لم ينزل الله كتابا مثلها (5) قط قبله ولا بعده، فيه خواتيم من ذهب فقال له:
يا محمد، هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك، قال له: يا جبرئيل، من النجيب من أهلي؟
____________
2 - رواه في الإكمال (1 / 222) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد قالا حدثنا سعد والحميري، جميعا، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن ابن بكير، مثله سندا، وباختلاف يسير متنا، ونقله في البحار (23 / 70)، وفي ص 71 ح 12 عن بصائر الدرجات (ص 471 ح 5)، عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط عن ابن بكير، وفي ص 72 ح 13 عن البصائر أيضا ص 471 ح 6 عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن بكير، وفي ص 75 ح 25. عن غيبة النعماني (ص 51) عن ابن عقدة، عن ابن مستورد الأشجعي عن أبي جعفر محمد بن عبيد الله الحلبي، عن عبد الله بن بكير، مثله ورواه الكليني في الكافي 1 ص 277 ح 2.
3 - الآية (58) سورة النساء 4.
4 - رواه في البصائر (476) عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن مالك عن رجل من أصحابنا، قال: سألته عن قول الله... مثله متنا، وعنه البحار (23 / 277) والظاهر أن المراد بالرجل هو الإمام الرضا عليه السلام المسؤول كما صرح به في رواية المتن.
وقد سئل الرضا عليه السلام عن هذه الآية في حديث آخر، لاحظ الكافي (1 / 276 ح 2).
5 - كلمة (مثله) لا بد منها في مثل هذا المقام.
فلما قبض النبي عليه السلام، فك علي خاتما ثم عمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسن بن علي عليه السلام، ففك خاتما وعمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسين بن علي عليه السلام، ففك خاتما، فوجد فيه: أخرج بقوم إلى الشهادة لهم معك، واشر (6) نفسك لله، فعمل بما فيها (7) ما تعداه ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما، فوجد فيه: أطرق، واصمت والزم منزلك، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما، فوجد فيه: أن حدث الناس وأفتهم، وانشر علم آبائك، ففعل بما فيه ما تعداه.
ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما، فوجد فيه: أن حدث الناس وأفتهم، وصدق أباك (8) ولا تخافن أحدا إلا الله، فإنك في حرز من الله وضمان.
وهو يدفعها إلى رجل من بعده.
ويدفعها من بعده إلى من بعده، إلى يوم القيامة (9).
____________
6 - كذا في العلل والإكمال، لكن في النسختين: واشتر بنفسك.
7 - كذا ورد الضمير المجرور مؤنثا، هنا، في النسختين.
8 - في (ب) آبائك 9 - رواه في العلل (ص 171) عن أبيه (المؤلف) مثله.
وفي الإكمال (1 / 231) عن ابن الوليد عن الصفار وسعد والحميري جميعا عن اليقطيني عن الهاشمي. ونقله في البحار (ج 36 ص 203) والبحار (66 ص 535 ح 29).
وقد ورد حديث الصحيفة المختومة في المصادر التالية:
1 - الصدوق في الإكمال 669 والأمالي ص 328 ح 2 عن ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين الكناني، عن جده عن الصادق وعنهما في البحار (36 / 192) وعن أمالي الشيخ 2 ص 56.
2 - الكليني بأسانيد عديدة في الكافي (1 / 279 و 280) وفي (ص 281) في نص طويل مروي عن الكاظم عليه السلام.
3 - الصفار في بصائر الدرجات ص 146، كما في البحار (26 ص 33).
4 - النعماني في غيبته (ص 24). وانظر روايات الصحيفة في:
البحار (ج 26 ص 18 باب (1) ما عندهم من الكتب) و (ج 36 ص 192 - 226) باب (40).
4 - باب أن الله عز وجل خص آل محمد عليهم السلام بالإمامة دون غيرهم
21 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، قال: حدثني بريد (1) بن معاوية العجلي:
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " (2).
قال: فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة، دون خلقه جميعا، " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " (3):
فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون به في آل إبراهيم، وينكرونه في آل محمد عليهم السلام؟
" فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا، إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما * والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا " (4 و 5).
____________
1 - كذا في مصادر الحديث كلها، وكان في النسختين: يزيد، وهو تصحيف.
2 - 3 - 4 - الآيات في سورة النساء: 54 - 57.
5 - روي قطعة منه في الكافي (1 / 206) عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، مثله وفيه (1 / 205) عن الحسين الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة مثله، وفي تأويل الآيات (42 ح 1) عن الكافي.
وفي تفسير العياشي (1 / 247) عن بريد بن معاوية، وعنه في البرهان (1 / 377)، وفي البحار (23 / 289) عن الكافي والعياشي، وفي البصائر (ص 35) ح 5 و (36 ح 6).
سألت أبا جعفر عليه السلام، عن قول الله تعالى:
" فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " (6).
ما الملك العظيم؟
قال: فينا.
قال: قلت: أي شئ؟
قال: افتراض (7).
وليتول وليه، ويعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، فإنهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم الله فهمي وعلمي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني، لا أنالهم الله شفاعتي (8).
____________
6 - الآية (54) من سورة النساء: 4.
7 - كذا في النسختين، وظاهرا أن هنا سقطا، والكلام الذي يليه إنما هو من حديث النبي صلى الله عليه وآله، ولاحظ الروايات التالية، وخاصة الحديث (25 و 27).
8 - لم نعثر له على مصدر آخر لكن الأحاديث التالية (إلى 27) كلها من شواهد ذيله فلاحظ تخريجاتها، وراجع من مصادره وتخريجاته: - 1) أمالي الشيخ الطوسي (ج 2 ص 190) عن أبي ذر.
2) فرائد السمطين (1 / 53) عن ابن عباس.
3) تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي (2 / 94) عن ابن عباس.
4) حلية الأولياء (1 / 86) عن حذيفة وابن عباس وزيد بن أرقم وله شواهد في تاريخ دمشق (2 / 96 - 102) وبصائر الدرجات (ص 41 - 52) الباب (22).
5) بشارة المصطفى (ص 186) عن ابن عباس.
6) مناقب الخوارزمي (ص 44 ط تبريز) عن الحسين عليه السلام.
قال النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي التي وعدني، جنة عدن منزلي، قضيب من قضبانه، غرسه ربي بيده، فقال له: كن جنة عدن فكان، فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من ذريتي، إنهم الأئمة من بعدي، وهم عترتي ودمي ولحمي، رزقهم الله علمي وفهمي، ويل للمنكرين فضلهم من أمتي، القاطعين صلتي، والله ليقتلن ابني، لا أنالهم الله شفاعتي (10).
____________
9 - كذا في النسختين، والذي يظهر من ملاحظة مصادر هذا الحديث ومصادر الحديث الآتي برقم (27) سندا ومتنا، أن كلمة (بن) تصحيف لكلمة (عن) وأن المراد بمحمد بن علي هو الإمام الباقر أبو جعفر عليه السلام وهو يروي عن عمر بن علي وعمر يروي عن أبيه الإمام علي عليه السلام فراجع.
10 - في بصائر الدرجات (ص 50): محمد بن الحسين، عن يزيد بن شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الرحمان، عن سعد الإسكاف، عن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال:
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله، وعنه البحار (44 / 258). وفيه (ص 48) عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر، مثله تماما متنا، وهذا السند هو للحديث (27) الآتي.
وفيه (ص 48) عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن أبي عبد الله الحذاء عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قريبا منه، والبحار (23 / 136) وفيه (ص 52) عن محمد بن الحسين عمن رواه عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن إبراهيم بن يحيى المدني، عن أبيه، عن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وذكر نحوه، وعنه في البحار (23 / 136) وفي كامل الزيارات لابن قولويه (ص 69) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد الله زكريا المؤمن عن أيوب بن عبد الرحمان وزيد بن الحسن أبي الحسن، وعباد، جميعا عن سعد الإسكاف:
قال: قال أبو جعفر عليه السلام، قال رسول الله:
وعنه في البحار (44 / 259 و 302) ولاحظ إثبات الهداة (2 / 252 و ص 495) عن الصفار.
وقد وردت الرواية به عن علي عليه السلام في البحار (23 / 123) نقلا عن تفسير العسكري (214).
وروى الصدوق في الأمالي (ص 237) عن أبيه (المؤلف) عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف، عن الحسين بن زيد عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يجوز على الصراط... وعنه في البحار (38 / 98). وانظر الحديث 27 وتخريجاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن غرسها ربي بيده، فليتول عليا عليه السلام وليعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي، من لحمي ودمي، إلى الله أشكو من أمتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين عليه السلام لا أنالهم الله شفاعتي (12).
25 - وعنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي (13) عن عبد القاهر، عن جابر بن يزيد الجعفي:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة وعدنيها ربي قضيبا (14) غرسه ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب
____________
11 - كذا في (ب) واستظهار هامش (أ) لكن في متن هذه النسخة (حمزة)...
12 - لم نجده بهذا السند، وإنما رواه الصفار في البصائر (49) عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب، مثله، وعنه في البحار (23 / 138) وفيه (ص 50) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي المعزا، عن محمد بن سالم مثله، وفي البحار (36 / 247) ورواه في الكافي (1 / 209) عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد بسنده السابق ونقله عن الكافي في إثبات الهداة (ج 2 ص 235).
وفي أمالي الصدوق (ص 39) عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن محمد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله،... مثله.
وعنه في البحار (36 / 227) وفي بشارة المصطفى ص 186 بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس وانظر البصائر (52) ح 18.
13 - كذا وفي (أ) الخضرمي بالخاء المعجمة. 14 - كذا وفي (ب) قصبها.
26 - وعنه، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الأسدي (17) عن عمار بن رزيق (18) عن أبي إسحاق، عن زياد (19) بن مطرف، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي، وهو قضيب من قضبانه، غرسه بيده وهي جنة الخلد، فليتول عليا عليه السلام وذريته من بعده، فإنهم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال (20).
____________
15 - أيلة بالياء المثناة، وكان في النسختين بالباء الموحدة ورسمها في (أ): أبلة، راجع البحار: 8 / 21 و 28 في صفة الحوض: فيه: أيله إلى صنعاء، وفي البحار: 68 / 59 فيه: أبلة إلى صنعاء.
16 - رواه الصفار في بصائر الدرجات (ص 49) عن محمد بن الحسين مثله ونقله في البحار (23 / 138).
ورواه الكليني في الكافي (1 / 209) عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين، مثله ونقله عنه في إثبات الهداة (2 / 254).
17 - كذا في النسختين، وهو: الأسلمي في البحار عن البصائر، والمحاربي عند الطبري.
18 - كذا بتقديم المهملة وفي (ب): زريق، بتقديم المعجمة، وفي البصائر: رزين بالنون، والصواب ما أثبتناه.
19 - كذا في كافة مصادر الحديث، وكان في النسختين: إسحاق بدل زياد.
20 - رواه الصفار في بصائر الدرجات (ص 51) عن محمد بن يعلى الأسلم، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرف عن رسول الله صلى الله عليه وآله، مثله، نقله في البحار (ج 36 ص 248).
ورواه الطبري في منتخب ذيل المذيل (ص 83) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري عن أحمد بن إشكاب قال حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي، بالسند مثله، نقله عنه في إحقاق الحق (ج 5 ص 107).
وانظر كنز العمال (ج 6 ص 155 و 217).
ورواه الطبري في بشارة المصطفى (ص 194) بإسناده عن محمد الفارسي، عن محمد بن عبد الله بن يزداد، عن أبي صالح البزاز عن أبي حاتم، عن يحيى الحماني، عن يحيى بن يعلى، بالسند. نقله عنه في البحار (ج 39 ص 285). ونقله الإربلي في كشف الغمة (ص 96) عن أربعين الحافظ أبي بكر، عن زياد بن مطرف، نقله في البحار (39 / 275) عن زيد بن أرقم، وربما لم يذكر زيد بن أرقم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله...
عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
قال النبي عليه وآله السلام: من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء عليهم السلام، ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء، ويسكن الجنان التي غرسها الرحمان، فليتول عليا عليه السلام وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعده، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، اللهم ارزقهم من فهمي وعلمي، ويل للمخالفين لهم من أمتي، اللهم لا تنلهم شفاعتي (21).
28 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، قالت:
أقعد رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في بيته، ثم دعا بجلد شاة، فكتب فيه حتى أكارعه (22) ثم دفعه إلي، من غير أن يعلم أحد فقال: من جاءك بعدي بآية كذا وكذا، فادفعيه إليه.
قالت: فأقمت حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله، وولي أبو بكر أمر الناس.
____________
21 - في (أ): من شفاعتي، روى الصفار في بصائر الدرجات (ص 48) عن محمد بن عبد الحميد بسنده، هنا، لكن متنه كالحديث (23) السابق، وقد أشرنا إلى ذلك هناك.
ورواه في الكافي (ج 1 ص 208) عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد، مثله سندا، ومتنا إلا أنه لم يذكر كلمة: بيني، ونقله في البحار (23 / 136) عنهما وإثبات الهداة (2 / 252) عن الكافي، ولاحظ الحديث (23) السابق وتخريجاته.
22 - في بصائر الدرجات: حتى ملأ أكارعه.
فجئت، فجلست في المسجد، فجاء علي عليه السلام، فصعد المنبر، فخطب، فلما خطب نزل، فرآني في الناس، فقال: اذهب فاستأذن لي على أمك فخرجت حتى جئتها، فأخبرتها وقلت: قال لي: استأذن لي على أمك وهو [ ذا هو ] (23) خلفي يريدك.
قالت: أنا - والله - أدري (24).
فأستأذن علي عليه السلام، فدخل، فقال: أعطيني الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله صلى الله عليه وآله، بآية كذا وكذا.
قال عمر: كأني - والله - أنظر إلى أمي، حين قامت إلى تابوت لها كبير، في جوفه تابوت لها صغير، فاستخرجت من جوفه كتابا، فدفعته إلى علي عليه السلام.
ثم قالت لي أمي: يا بني، الزمه، فوالله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره (25).
____________
23 - ما بين المعقوفين ليس في البصائر والبحار.
24 - في البصائر: أريده، بدل (أدري).
25 - رواه الصفار في البصائر (ص 163) عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين، بسنده مثله، ونقله في البحار (22 / 223) و (26 / 49) و (38 / 132) عنه.
ويشهد له ما في البصائر (ص 168) بإسناده عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أم سلمة، نحوه ونقله في البحار (26 / 54).
5 - باب أن الإمامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام
29 - سعد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان الواسطي، عن عمه: عبد الرحمان بن كثير، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما عنى الله تعالى بقوله:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1)؟
قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين، والحسن، والحسين، (وفاطمة) (2) عليهم السلام.
فلما قبض (الله) (3) نبيه، كان أمير المؤمنين، ثم الحسن، ثم الحسين عليهم السلام.
ثم وقع تأويل هذه الآية:
" وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " (4) فكان علي بن الحسين عليه السلام، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء، فطاعتهم طاعة الله
____________
1 - الآية (33) من سورة الأحزاب 33.
2 - ما بين المعقوفين، ورد في العلل فقط.
3 - كلمة الجلالة وردت في (ب) والعلل.
4 - الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
30 - وعنه، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن أبيهما، عن عبد الله ابن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، عن عبد الرحيم القصير:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن قول الله تعالى:
" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " (6)، في من نزلت؟
[ قال: نزلت ] (7) في الإمرة، إن هذه الآية جرت في ولد الحسين عليه السلام من بعده، فنحن أولى بالأمر وبرسول الله صلى الله عليه وآله، من المؤمنين والمهاجرين.
فقلت: الولد جعفر فيها نصيب؟ فقال: لا.
فقلت: لولد العباس فيها نصيب؟ قال: لا.
قال: فعددت عليه بطون بني عبد المطلب، كل ذلك يقول: لا.
ونسيت ولد الحسن عليه السلام، فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت: هل لولد الحسن فيها نصيب؟
فقال: لا، يا عبد الرحيم (8) ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (9).
31 - سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن عبد الأعلى بن أعين، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول:
____________
5 - رواه في العلل (205) عن أبيه (المؤلف) عن سعد مثله.
ونقله في البحار (25 / 255) والبرهان (3 / 310) وإثبات الهداة (2 / 447).
6 - الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
7 - ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين، لكن ورد في نقل الصدوق للرواية في العلل.
8 - في العلل: يا أبا عبد الرحمان.
9 - رواه في العلل (1 / 206) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله، ونقله في البحار (25 / 256) ورواه في الكافي (1 / 288) عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه بسنده.
وعنه في البرهان (3 / 291) وتأويل الآيات (160).
ثم وصيته للحسن، وتسلم (11) الحسين إلى الحسن عليهما السلام ذلك حتى أفضي الأمر إلى الحسين عليه السلام لا ينازعه فيها أحد، له من السابقة مثل ما له (12).
فاستحقها علي بن الحسين عليه السلام لقول الله تعالى:
" وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " (13).
فلا يكون بعد علي بن الحسين عليه السلام إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (14).
32 - عبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام، عن سورة بن كليب عن أبي بصير:
عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله تعالى:
" وجعلها كلمة باقية في عقبه " (15).
قال: في عقب الحسين عليه السلام، فلم يزل هذا الأمر - منذ أفضي إلى الحسين عليه السلام - ينتقل من والد إلى ولد، لا يرجع إلى أخ، ولا إلى عم ولا يعلم أن أحدا منهم إلا وله ولد.
وإن عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا (16).
____________
10 - في العلل: وما يصيبه له.
11 - كذا في النسختين: لكن في العلل: تسليم الحسين للحسن.
12 - في (أ) مثل ما قاله.
13 - من الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
14 - رواه في العلل (1 / 207) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله مع اختلاف، وعنه في البحار (25 / 257) والبرهان (3 / 293).
15 - الآية (28) من سورة الزخرف 43.
16 - رواه في العلل (1 / 207) عن أبيه (المؤلف) عن الحميري، مثله، وفيه الحسن بن سعيد، نقله عنه في البحار (25 / 258) والبرهان (4 / 138).
ورواه في الإكمال (ص 415) عن ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد الأهوازي، مثله، وعنه في البحار (25 / 253).
ورواه في تأويل الآيات (198) عن محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن سعيد، مثله. وعنه في البحار (24 / 179).
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما علقت فاطمة عليها السلام، قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، إن الله عز وجل قد وهب لك غلاما اسمه الحسين، تقتله أمتي.
قالت: فلا حاجة لي فيه.
قال: إن الله عز وجل قد وعدني فيه أن يجعل الأئمة عليهم السلام من ولده.
قالت: قد رضيت يا رسول الله (17).
34 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن فضيل سكرة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقال:
يا فضيل، أتدري في أي شئ كنت أنظر قبل؟
قلت: لا.
قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام، فليس ملك يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن عليه السلام فيه شيئا (18).
____________
17 - رواه في العلل (1 / 205) عن أبيه (المؤلف) عن الحميري، مثله، إلا أنه لم يذكر في السند: محمد بن إسماعيل، وعنه في البحار (25 / 260). وروي في الإكمال (ج 2 ص 416) عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، وأورد مثله، ونقله في البحار (44 / 221). وفي الإثبات (ج 2 ص 140) عن الإكمال و (ص 477) عن العلل.
18 - روي في العلل (1 / 207) عن ابن الوليد، عن ابن أبان عن (الحسين بن سعيد) بسنده، مثله، ونقله في البحار (25 / 259). وروى الصفار في البصائر (ص 169) عن أحمد بن محمد، عن (الحسين بن سعيد) بسنده، مثله باختلاف بسيط، نقله في البحار (26 / 155) و (47 / 272) وروى الكليني في الكافي (1 / 242) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن (الحسين بن سعيد) مثله باختلاف يسير.
قال أبو عبد الله عليه السلام:
ما من نبي ولا وصي، ولا ملك، إلا وهو في كتاب عندي، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (19).
36 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن الفضيل بن يسار وبريد (20) بن معاوية وزرارة:
إن عبد الملك بن أعين (21) قال لأبي عبد الله عليه السلام: إن الزيدية والمعتزلة قد أطافت لمحمد بن عبد الله بن الحسن، فهل له سلطان؟
فقال: والله، إن عندي لكتابا فيه (22) تسمية كل نبي، وكل ملك يملك، ولا والله، ما محمد بن عبد الله في واحد منهما (23).
37 - حمزة بن القاسم، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال:
حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك، من أين جاء لولد الحسين عليه السلام الفضل على ولد الحسن عليه السلام، وهما يجريان في شرع واحد؟
فقال: لا أراكم تأخذون به، إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله - وما ولد الحسين عليه السلام بعد (24) - فقال: يولد لك غلام تقتله أمتك
____________
19 - روي في بصائر الدرجات (ص 169 ح 4) عن (علي بن إسماعيل) عن صفوان بن يحيى، مثله، وفي (ح 6) عن الحميري عن محمد بن عيسى عن (صفوان)، مثله، نقلهما عنه في البحار (26 / 156) و (47 / 273).
20 - كذا في الكافي، وكان في النسختين: يزيد.
21 - كذا في (ب) والكافي، وكان في (أ): عبد الملك بن الحسين.
22 - في الكافي لكتابين فيهما.
23 - روي في الكافي (1 / 242) عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله.
24 - كذا في العلل، وكان في النسختين: بعد ما ولد الحسين.