الصفحة 52
من بعدك!

فقال: يا جبرئيل، لا حاجة لي فيه.

فخاطبه ثلاثا، ثم دعا عليا عليه السلام، فقال له:

إن جبرئيل عليه السلام يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك، (فقلت: لا حاجة لي فيه) (25).

فقال علي عليه السلام: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا، ثم قال: إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة (26) والوراثة والخزانة.

فأرسل إلى فاطمة عليها السلام: إن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي!

قالت فاطمة عليها السلام: لا حاجة لي فيه. فخاطبها فيه ثلاثا، ثم أرسل إليها: لا بد من أن يكون، ويكون فيه الإمامة (27) والوراثة والخزانة.

فقالت له: رضيت عن الله.

فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام، فحملته ستة أشهر، ثم وضعته، ولم يعش مولود - قط - لستة أشهر غير الحسين عليه السلام، وعيسى بن مريم، فكفلته أم سلمة.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين، فيمصه حتى يروى، فأنبت الله لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيرها لبنا قط.

فأنزل الله تعالى فيه:

" وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح في ذريتي ". (28)

____________

25 - ما بين القوسين ليس في العلل.

26، 27 - كذا في العلل، وكان في النسختين: الأئمة بدل الإمامة في الموضعين.

28 - الآية (15) من سورة الأحقاف 46.


الصفحة 53
فلو قال: " أصلح لي ذريتي " (29) لكانوا كلهم أئمة، ولكن خص هكذا (30).

____________

29 - ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل، ووجودها ضروري.

30 - رواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 205) عن أحمد بن الحسن، عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب بسنده، مثله. ونقله في البرهان (4 / 173).

ونقله في البحار (14 / 207) و (25 / 254) و (43 / 245) والملاحظ أن البحار أثبت اسم الرواي عن الإمام بعنوان: عبد الرحمان بن المثنى الهاشمي، في الموارد الثلاثة.


الصفحة 54

6 - باب إمامة الحسن والحسين عليهما السلام

38 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد ابن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل:

عن أبي جعفر عليه السلام، (عن آبائه) (1) قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لأمير المؤمنين عليه السلام: أكتب ما أملي عليك، فقال: يا نبي الله، وتخاف علي النسيان؟

فقال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن أكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟!

قال: الأئمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء، وبهم ينزل الرحمة من السماء.

وهذا أولهم، وأومى إلى الحسن، ثم أومى إلى الحسين عليهما السلام، ثم قال: الأئمة من ولده عليهم السلام (2).

____________

1 - ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين، وإنما ورد في ما نقله صاحب بشارة المصطفى، وكذا البحار.

2 - رواه الصدوق في الأمالي (ص 327 ح 1) والإكمال (ج 1 ص 206 ح 21) عن أبيه (المؤلف) مثله.

ورواه الطوسي في الأمالي (2 / 56) بسنده إلى الصدوق، عن أبيه (المؤلف) والصفار في البصائر (ص 167) عن الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن (حماد بن عيسى) مثله، وعنهم في البحار: 36 / 232 ح 14 ورواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 208) والطبري في بشارة المصطفى (ص 96) بسنده إلى (المؤلف).

ونقله في إثبات الهداة (ج 2 ص 363) عن الإكمال و (ص 497) عن الصفار.


الصفحة 55

7 - باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين عليهما السلام

39 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن فضال، عن مروان، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

نزل أمر الحسن والحسين عليهما السلام معا، فتقدمه الحسن بالكبر (1).

____________

1 - لم نعثر له على مصدر.


الصفحة 56

8 - باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام.

40 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن محمد، عن القاسم ابن محمد عن سليمان بن داود المنقري:

(و) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن (1) الحسين الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمان، عن (الحسين بن ثوير بن) (2) أبي فاختة:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

لا تكون (3) الإمامة في أخوين (4) بعد الحسن والحسين عليهما السلام وهي جارية

____________

1 - وقع هنا اضطراب في السند، ففي نسختي كتابنا: سليمان بن داود المنقري عن محمد بن الحسين الواسطي، لكن في العلل:... المنقري عن محمد بن يحيى عن الحسين الواسطي.

ولقد توصلنا بالتتبع ومقارنة أسانيد الحديث في المصادر المختلفة، أن هذا السند يحتوي على طريقين:

الأولى تبدأ بمحمد بن يحيى، وتنتهي بسليمان بن داود المنقري عن أبي عبد الله (ع).

والثانية تبدأ بمحمد بن يحيى، وتنتهي بالحسين بن ثوير بن أبي فاختة، الراوي عن أبي عبد الله (ع)، فلاحظ المصادر وطبقات الرواة في كل من الطريقين.

2 - ما بين المعقوفين لم يرد في نسختي الكتاب ولا في العلل، لكن سائر المصادر تتفق على رواية يونس عن الحسين، وأما أبو فاختة - جد الحسين - فهو من أصحاب علي (ع) - فراجع: جامع الرواة (ج 2 ص 409) ومن لا يحضره الفقيه (ج 3 ص 300 ح 4075) فلاحظ سائر المصادر.

3 - في الكافي والغيبة: لا تعود.

4 - في (أ): لأخوين.


الصفحة 57
في الأعقاب، في عقب الحسين عليه السلام (5).

41 - سعد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب:

عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سمعه يقول:

أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (6).

42 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن حماد بن عيسى الجهني:

عن أبي عبد الله أنه قال:

لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، إنما هي في الأعقاب، وأعقاب الأعقاب (7).

____________

5 - رواه الصدوق في العلل (1 / 208) عن أبيه (المؤلف)، باختلاف في السند أشرنا إليه في الهوامش، وعنه في البحار (25 / 259) وإثبات الهداة (2 / 449).

وروى الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 414) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الحسين بن ثوير أبي فاختة، عن أبي عبد الله عليه السلام، ورواه الطوسي في الغنية (ص 118) عن سعد، مثله، ونقله في البحار (25 / 250). ورواه أيضا في الغنية (ص 136) عن الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد، مثله، ونقله في البحار (ج 25 ص 252).

ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، مثله، ونقله في الإثبات (ج 1 ص 165).

6 - رواه الطوسي في الغيبة (ص 135) عن (سعد) مثله، وفيه: أن يجعل الإمامة لأخوين ونقله عنه في إثبات الهداة (1 / 239 ح 197) ورواه في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن (محمد بن الوليد) مثله.

وروى الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 415) عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان عن (يونس بن يعقوب) مثله، وفيه: أن يجعلها - يعني الإمامة - في أخوين ونقله عنه في البحار (25 ص 251 ح 6) وانظر الحديث (43) الآتي.

7 - أورده الطوسي في الغيبة (ص 136) عن (سعد) مثله، ونقله في البحار (25 / 251).

ورواه في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن (الجعفري) مثله.

ورواه الصدوق في الكمال (ج 2 ص 414 ح 2) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، ونقله في البحار (25 / 251) والإثبات (2 / 408)، ويشهد له ما رواه الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 415 ح 5) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري، جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر محمد بن جعفر [ عن أبيه خ ] عن عبد الحميد بن نصر، عن أبي إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام: لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، أبدا أبدا، إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. وراجع الحديث (44) التالي.


الصفحة 58
43 - عبد الله بن جعفر، عن محمد بن إسحاق البغدادي، عن عمه: محمد بن عبد الله ابن حارثة، عن يونس بن يعقوب، عن رجل:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول:

أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (8).

44 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن سليمان الجعفري، عن حماد بن عيسى، عن رجل:

عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وإنها في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (9).

45 - وعنه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن بعض رجاله:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (10).

____________

8 - لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند. ولكنه متحد متنا مع الحديث (41) السابق فلاحظ تخريجاته.

9 - لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند، لكن الحديث (42) السابق يتحد معه متنا، وفي بعض الرواة، وإن كان مرويا عن الصادق عليه السلام، فلاحظ تخريجاته.

10 - لم نعثر له على مصدر تخريج.


الصفحة 59

9 - باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ.

46 - سعد، عن أحمد بن محمد، و (1) محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع:

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام:

أنه سئل أو قيل له: أتكون الإمامة في عم أو خال؟

فقال: لا، فقال: ففي أخ؟

قال: لا، قال: ففي من؟

قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له (2).

____________

1 - كان في النسختين (أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين) لكن هذا الاسم (محمد بن الحسين) لم يرد في ما أثبته في الكافي في سند الرواية، مع أن رواية أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين، لم ترد في كتب الحديث إلا في مورد واحد، وهو في الكافي (3 / 149 ح 6) بينما رواية أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، بلا واسطة، كثيرة، وكذلك رواية محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. فيحتمل على هذا أن تكون كلمة (عن) مصحفة من (الواو) ويكون السند هكذا: (أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع) وقد أثبته الخزاز أيضا هكذا: سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع كفاية الأثر ص 274.

2 - رواه الكليني في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله.


الصفحة 60

10 - باب إمامة علي بن الحسين عليه السلام وإبطال إمامة محمد بن الحنفية

47 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام عن ابن الحنفية: هل كان إماما؟

قال: لا، ولكنه كان مهديا (1).

48 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

ما مات محمد بن الحنفية حتى آمن بعلي بن الحسين عليه السلام (2).

49 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة وزرارة:

عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

لما قتل الحسين بن علي عليه السلام، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن

____________

1 - لم نعثر له على مصدر تخريج.

2 - لم نعثر له على مصدر تخريج.

لكن ذكره الصدوق في الكمال (ج 1 ص 36) مرسلا أنه قال: وقال الصادق عليه السلام، وأورد مثله، وعنه في البحار (42 / 81).


الصفحة 61
الحسين عليه السلام، فخلا به، ثم قال له: يا بن أخي، قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب عليه السلام، ثم إلى الحسن، ثم إلى الحسين عليهما السلام.

وقد قتل أبوك عليه السلام، ولم يوص، وأنا عمك، وصنو أبيك وولادتي من علي عليه السلام، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني، فقال له علي بن الحسين عليه السلام:

يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين.

يا عم، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي من (في / خ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله عندي، فلا تعرض لهذا، فإني أخاف عليك نقص العمر، وتشتت الحال.

إن الله - تعالى - لما صنع مع معاوية ما صنع، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين عليه السلام (3).

فإن أردت أن تعلم ذلك، فانطلق إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك.

قال أبو جعفر عليه السلام: وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر.

فقال علي عليه السلام لمحمد: إبدأ فابتهل إلى الله، وسله أن ينطق (الحجر) لك، ثم سله.

فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله، ثم دعا الحجر، فلم يجبه.

فقال علي عليه السلام: أما إنك - يا عم - لو كنت وصيا وإماما لأجابك.

____________

3 - كذا وردت الفقرة الأخيرة في (أ)، وقريب منها في (ب) وكذلك أورده في الإحتجاج، إلا أنه لم يذكر فيه معاوية، وجاءت في كتاب مختصر بصائر الدرجات هكذا: إن الله - تبارك وتعالى - لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع، أبي أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين.


الصفحة 62
فقال له محمد: فادع أنت، يا بن [ أخي ] (4) وسله.

فدعا الله علي بن الحسين عليه السلام بما أراد، ثم قال:

أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد، وميثاق الأنبياء والأوصياء، لما أخبرتنا بلسان عربي مبين: من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي عليه السلام؟!

فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين، فقال:

اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي، إلى علي بن الحسين عليهما السلام، ابن فاطمة عليها السلام، ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

فانصرف محمد بن علي - ابن الحنفية - وهو يتولى علي بن الحسين عليه السلام (5).

____________

4 - في الأصل [ أخ ] 5 - رواه الصفار في البصائر (ص 502) عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب، مثله، ورواه في مختصر البصائر (ص 14) عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن (ابن محبوب) مثله مع اختلاف، وعنهما في البحار (ج 42 ص 77) و (ج 46 ص 112) ورواه الكليني في الكافي (1 / 348) عن (محمد بن يحيى)، عن أحمد بن محمد (عن ابن محبوب) مثله، ونقله عنه في مختصر البصائر (ص 170). وفي ذيل الكافي روى عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حرير؟ عن زرارة مثله. وأورد الحديث الطبرسي في إعلام الورى (ص 258 - 259) وقال: روى هذا الحديث محمد بن أحمد بن يحيى في كتابه (نوادر الحكمة) وقال في المناقب (3 / 288) نوادر الحكمة بالإسناد عن جابر وعن أبي جعفر (ع).

ورواه الطبرسي في الإحتجاج (ج 2 ص 46) مرسلا.


الصفحة 63

11 - باب إمامة الباقر: أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام

50 - سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن إسماعيل بن جعفر:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام، فسأله عن الأئمة عليهم السلام، فسماهم حتى انتهى إلى ابنه، ثم قال: والأمر هكذا يكون، والأرض لا تصلح إلا بإمام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية) ثلاث مرات (1).

51 - أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود:

عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

إن حسينا عليه السلام لما حضره (الذي حضره) (2) دعا ابنته الكبرى فاطمة

____________

1 - لم نعثر له على مصدر تخريج، ولكن قد وردت الرواية بحديث الرسول صلى الله عليه وآله، من كلام الإمام أبي عبد الله عليه السلام في عدة نصوص، فراجع البحار (ج 23 ص 85) عن الصدوق في ثواب الأعمال (ص 244) عن أبيه (المؤلف) عن سعد بسنده، عن عيسى بن السري عن أبي عبد الله عليه السلام، ورواه البرقي في المحاسن (ج 1 ص 92 / 46 و ص 154 / 79) والنعماني في الغيبة 130 بسنده، عن معاوية ابن وهب عنه عليه السلام.

وروي حديث الرسول صلى الله عليه وآله من طريق سلمان وأبي ذر والمقداد، الصدوق في الإكمال (413) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن حماد بن عيسى بسنده، فراجع.

2 - ما بين المعقوفين ورد في البصائر والكافي.


الصفحة 64
ابنة الحسين عليه السلام، فدفع إليها كتابا ملفوفا، ووصية ظاهرة، ووصية باطنة.

وكان علي بن الحسين عليه السلام مبطونا معهم، لا يرون إلا أنه لما به.

فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين عليه السلام.

ثم صار ذلك الكتاب - والله - إلينا.

فقلت: ما في ذلك الكتاب؟ جعلني الله فداك.

فقال: فيه - والله - جميع ما احتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا (3).

52 - الحسن بن أحمد المالكي، عن علي بن المؤمل:

عن موسى بن جعفر عليه السلام، قال: اسم جدي أبي جعفر عليه السلام في التوراة: باقر (4).

53 - حدثني سعد بن عبد الله - يرفع الحديث - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا مضى الغلامان من ولدي، جعفر وأبو جعفر عليهما السلام طويت طنفسة العلم (5).

____________

3 - رواه الصفار في البصائر (148) عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان مثله، نقله في البحار (26 / 35) و (46 / 17) وفيه (ص 168) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان قريبا منه، وفيه: كتاب مدرج. نقله في البحار (26 / 54) وانظر الكافي (1 / 304 ح 2)، وفيه (ص 163) عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور، عن أبي الجارود مثله، وفيه (ص 164) عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف، عن منصور - أو - عن يونس (كذا) قال حدثني أبو الجارود نحوه مختصرا، ونقله عنه في البحار (26 / 50).

ورواه في الكافي (1 / 303) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن (أبي الجارود) مثله، وأضاف في آخره: - والله - إن فيه الحدود، حتى أرش الخدش. نقله عن الكافي في البحار (46 / 18) وإعلام الورى (257) وإثبات الهداة (5 / 213).

4 - لم نعثر له على مصدر تخريج، ولكن الصدوق: ابن المؤلف روى في الإكمال ص 253 ح 3 والخزاز في كفاية الأثر ص 54 - بإسنادهما عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله - إلى أن - قال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين (من) بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم، محمد بن علي: المعروف في التوراة بالباقر و...

ونقله في البحار ج 36 ص 249 ح 67 وأيضا في الإكمال ص 319 - 320 ح 2 بإسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام - إلى أن قال: - فمن الحجة والإمام بعدك؟ قال: ابني محمد واسمه في التوراة: باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والإمام من بعدي، نقله عنه في البحار ج 36 / 386 ح 1.

5 - لم نعثر له على مصدر تخريج.


الصفحة 65

12 - باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام

54 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلي (1).

55 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، قال:

كنت قاعدا عند أبي جعفر (2) عليه السلام، فأقبل جعفر عليه السلام، فقال:

هذا خير البرية (3).

____________

1 - رواه في البصائر (ص 167) عن (محمد بن الحسين) مثله، ونقله في البحار (26 / 53).

2 - كذا في الكافي في حديث (طاهر) بأسانيده الثلاثة، وقد أثبته في نسخة (أ) مع الحرف (ظ)، وكان في النسختين هكذا: عند أبي عبد الله.

3 - رواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 178) بقوله: روي عن فضيل بن يسار قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام. وروى الكليني هذا الحديث بأسانيد ثلاثة عن (طاهر) عن أبي جعفر، هي:

1) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن طاهر، 2) أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن طاهر، 3) أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن فضيل بن عثمان، عن طاهر، الكافي 1 ص 307 وفيه 306.

وفي إرشاد المفيد (ص 305) وكشف الغمة (2 / 167) عن علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر عليه السلام، ونقله عن الجمع في البحار (ج 47 ص 13)، وانظر إثبات الهداة (ج 5 ص 324) وإعلام الورى (ص 247).


الصفحة 66

13 - باب إمامة موسى بن جعفر عليه السلام

56 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبي جعفر الضرير، عن أبيه، قال:

كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده إسماعيل ابنه، فسألته عن قبالة الأرض، فأجابني فيها (1).

فقال له إسماعيل: يا أبة، إنك لم تفهم ما قال لك!

قال: فشق ذلك علي، لأنا كنا يومئذ نأتم به بعد أبيه، فقال: إني كثيرا ما أقول لك: (الزمني، وخذ مني) فلا تفعل.

قال: فطفق إسماعيل وخرج، ودارت بي الأرض، فقلت: إمام يقول لأبيه: (إنك لم تفهم) ويقول له أبوه: (إني كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي، وتأخذ مني، فلا تفعل!) قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك، إذا كان ذلك وأفضت الأمور إليه، علم منها الذي علمته من أبيك حين كنت مثله؟!

قال: فقال: إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.

قال: قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن

____________

1 - ورد هذا السؤال، والجواب عنه، بصورة كاملة في الكافي (5 / 269) عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح عن الفيض بن المختار، ورواه في تهذيب الأحكام (7 / 199) ووسائل الشيعة (13 / 208).


الصفحة 67
بعدك؟ - بأبي أنت وأمي - فقد كانت في يدي بقية من نفسي، وقد كبرت سني، ودق عظمي، وجاء أجلي، وأنا أخاف أن أبقى بعدك.

قال: فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرات، وهو ساكت لا يجيبني، ثم نهض في الثالثة، وقال: لا تبرح.

فدخل بيتا كان يخلو فيه، فصلى ركعتين، يطيل فيهما، ودعا فأطال الدعاء.

ثم دعاني، فدخلت عليه، فبينا أنا عنده، إذ دخل عليه العبد الصالح، وهو غلام حدث، وبيده درة، وهو يبتسم ضاحكا.

فقال له أبوه: بأبي أنت وأمي، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك؟

فقال: كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له، فأخذتها منه.

فقال: أدن مني.

فالتزمه، وقبله، وأقعده إلى جانبه، ثم قال: إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف.

قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، زدني.

فقال: ما نشأ فينا - أهل البيت - ناشئ مثله.

قال: فقلت: زدني.

قال: فقال: ترى ابني هذا؟ إني لأجد به كما كان أبي يجد بي.

قال: قلت: يا سيدي زدني.

قال: إن أبي كان إذا دعا، فأحب أن يستجاب له، وقفني عن يمينه، ثم دعا وأمنت، وإني لأفعل ذلك بابني هذا، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك - كما كان أبي يدعو لي - وابني هذا يؤمن، وإني لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم مني.

قال: فقلت: يا سيدي زدني.

قال: أترى ابني هذا؟ إني لأئتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه.

فقلت: يا مولاي، زدني.

فقال: إن أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه، أخرجني معه فرآني أنعس في

الصفحة 68
الطريق (2)، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته، ثم وسدني ذراعي (3)، وناقتانا (4) مقترنان ما يفترقان، فنكون كذلك الليلتين والثلاث، وإن ابني يصنع هذا، على ما ترى من حداثة سنه، كما كنت أصنع.

قال: قلت: يا مولاي، زدني.

قال: إن أبي كان يأتمنني على كتب رسول الله صلى الله عليه وآله بخط علي بن أبي طالب عليه السلام، وإني لأئتمن ابني هذا عليه، فهي عنده اليوم.

قال: قلت: يا مولاي، زدني.

قال: قم، فخذ بيده فسلم عليه، فهو مولاك وإمامك من بعدي، لا يدعيها - فيما بيني وبينه - أحد إلا كان مفتريا.

يا فلان، إن أخذ الناس يمينا وشمالا، فخذ معه، فإنه مولاك وصاحبك، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال: فقمت إليه، فأخذت بيده، فقبلتها وقبلت رأسه، وسلمت عليه، وقلت: أشهد أنك مولاي وإمامي.

قال: فقال لي: أجل، صدقت، وأصبت، وقد وفقت، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال: قلت له: بأبي أنت وأمي، أخبر بهذا؟

قال: نعم، فأخبر به من تثق به، وأخبر به فلانا وفلانا - رجلين من أهل الكوفة - وأرفق بالناس، ولا تلقين (5) بينهم أذى.

قال: فقمت فأتيت فلانا وفلانا، وهما في الرحل، فأخبرتهما الخبر.

وأما فلان: فسلم وقال: سلمت ورضيت، وأما فلان: فشق جيبه وقال: لا والله، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه.

____________

2 - وفي الكشي: فنعس وهو على راحلته.

3 - كذا في النسختين، وفي الكشي: فوسدته ذراعي.

4 - هذا هو الصحيح، وكان في النسختين: وناقتان.

5 - هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: لا تلقون.


الصفحة 69
ثم نهض مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابية - وتبعته، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله عليه السلام.

قال: فاستأذنا، فأذن لي قبله، ثم أذن له، فدخل.

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان (أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة) (6)؟ إن الذي أتاك به فلان الحق، فخذ به.

قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، أنا أحب أن أسمعه من فيك.

فقال: ابني موسى (عليه السلام) إمامك ومولاك (من - خ) بعدي، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر.

قال: فالتفت إلي - وكان رجلا (7) له قبالات يتقبل بها، وكان يحسن كلام النبطية - فالتفت إلي فقال: (رزقه) (8).

قال: فقال أبو عبد الله: إن (رزقه) بالنبطية: خذ هذا، أجل خذها (9).

____________

6 - مقتبس من الآية (52) من سورة المدثر.

7 - في النسختين: وكان رجل.

8 - كذا في البحار، في الموضعين، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء.

9 - روى المسعودي في إثبات الوصية (ص 187) عن (إبراهيم بن مهزيار) بسنده مثله، وروى الصفار في البصائر (ص 336) عن محمد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن، عن الفيض بن المختار، قطعة منه نحوه، ونقله عنه في البحار (47 / 83 و 48 / 14)، ورواه الكليني في الكافي (1 / 309) عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر.

وعن الكافي في إعلام الورى (297) وإثبات الهداة (5 / 470)، وروى الكشي (ص 354 رقم 663) عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن الميثمي، عن ابن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار، وعنه، عن علي بن إسماعيل، عن أبي نجيح عن الفيض، مثله، وعنه البحار (48 / 26) وروي في إرشاد المفيد (324) عن عبد الأعلى عن الفيض، قطعة منه.

واعلم أن الكشي ذكر (في الموضع المذكور) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد الله عليه السلام نصه على ابنه موسى بن جعفر عليه السلام، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل، فإن من المحتمل قويا أن يكون (أبو جعفر الضرير) هو محمد بن الفيض بن المختار، راويا عن أبيه الفيض.

وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله (ص 240) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر، فنحتمل فيه التصحيف، وأن الصحيح: ابنه (أبو) جعفر.

وذلك لأنا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير (محمد) وقد جاءت روايته في الإقبال (ص 10) في زيارة الصادق عليه السلام نقله في البحار (ج 101 / ص 98) كما إنا لا نجد لجعفر بن الفيض ذكرا في كتب الرجال، بل المذكور، هو محمد بن الفيض بن المختار، كما في رجال الشيخ (ص 298 رقم 287) مضافا إلى أن المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر عادة.