57 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد (10)، قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام يوما، ونحن عنده، لعبد الله:
اذهب في حاجة كذا وكذا، فقال له: وجه فلانا، فإنه لا يمكنني، ونحو ذلك، قال: فرأيت الغضب في وجه أبي عبد الله عليه السلام، وهو يقول:
اللهم العنه، أبى الله أن لا يعبد، وإن رغم أنفك، يا فاجر.
ثم دعا أبا الحسن موسى عليه السلام، فقال لنا:
عليكم بهذا بعدي، فهو - والله - صاحبكم (11).
58 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن حمزة القمي، عن محمد بن علي بن إبراهيم القرشي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال:
سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام، يقول:
لعن الله عبد الله، فلقد كذب على أبي عليه السلام، فادعى أمرا كان لله سخطا في السماء (12).
____________
10 - لاحظ الحديث (65) المتحد مع هذا الحديث سندا في صفوان وما بعده، كما أن الهدف منهما واحد، وهو تحرز الإمام عليه السلام من عبد الله، والسعي في إبعاده عن الحديث المتداول بين الإمام وأصحابه.
11 - ورواه الكليني في الكافي (1 / 310) عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار، عن (صفوان) بسنده، وأورد ذيله من قوله ثم دعا... - الخ - ونقله عنه في البحار: 48 ص 19 ح 25.
12 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
14 - باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر
59 - أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى:
عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن الحسين بن المختار، عن الوليد بن صبيح، قال:
جاءني رجل فقال: تعال، حتى أريك أين الرجل، قال: فذهبت معه.
قال: فجاء بي (1) إلى قوم يشربون، فيهم إسماعيل بن جعفر.
قال: فخرجت مغموما، فجئت إلى الحجر، فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت، يبكي، قد بل أستار الكعبة بدموعه.
قال: فرجعت، وأسندت (2) فإذا إسماعيل جالس مع القوم، فرجعت، فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه.
قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام، فقال:
لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته (3).
____________
1 - كذا في الإكمال، وكان في النسختين: فجاءني.
2 - كذا في النسختين، وفي الإكمال: فخرجت أشتد.
3 - رواه في الإكمال (ج 1 ص 70) عن ابن الوليد عن سعد، عن محمد بن عبد الجبار مثله متنا وسندا، ونقله في البحار (47 / 247)، وقال الصدوق في ذيل الرواية: وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي، فكيف يجوز أن ينص عليه بالإمامة مع صحة هذا القول منه فيه.
15 - باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر
60 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران أو غيره:
عن أبي الحسن موسى عليه السلام: قال: قلت له: أكان عبد الله إماما؟
فقال: لم يكن كذلك، ولا أهل لذلك، ولا موضع ذاك (1).
61 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: لما مضى أبو عبد الله عليه السلام، ارتحلت إلى المدينة، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر، فدخلت إليه، فقلت: أنت الإمام بعد أبيك؟
فقال: نعم.
فقلت: إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة، ويسألونك؟
فقال لي: سل.
فقلت: أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال: خمسة دراهم.
فقلت: ففي مائة؟ فقال: درهمين (2) ونصف.
فخرجت من عنده، ودخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، وأبو الحسن موسى عليه السلام جالس، فجلست مقابله، وأنا أقول في نفسي: إلى أين؟ إلى أين؟
إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الحرورية؟
____________
1 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
2 - كذا في النسختين وفيما نقله المسعودي: درهمان، ومقتضى موضع الكلمة من الإعراب هو (درهمان) بالرفع، فلعل ذلك من غلط عبد الله في اللفظ كما غلط الحكم والمعني!.
فقمت، وقبلت رأسه (3).
62 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، قال:
قلت لعبد الله بن جعفر: أنت إمام؟
فقال: نعم.
فقلت: إن الشيعة تروي: أن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، فما عندك منه؟
فقال: عندي رمحه.
ولم يعرف لرسول الله رمح (4).
63 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
كان يلوم عبد الله، ويعاتبه، ويعظه (5) ويقول:
ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فوالله، إني لأعرف النور في وجهه.
فقال عبد الله: أليس أبي وأبوه واحدا، وأمي وأمه واحدة؟ (6) فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنه (7) من نفسي، وأنت ابني (8).
____________
3 - روى صدره المسعودي في إثبات الوصية ص 188 بعنوان: روي أن عبد الله الأفطح لما ادعى الإمامة دخل إليه جماعة من الشيعة ليسألوه...، وروى ذيله في ص 191 بقوله: روي عن هشام بن سالم.
4 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
5 - كذا في (ب)، لكن في (أ): ويعاطبه ويعطبه، بدل الكلمتين الأخيرتين.
6 - في إرشاد المفيد وإعلام الورى والبحار: أصلي وأصله واحد.
7 - هكذا في المصادر والجوامع، وفي الأصل: إن إسماعيل.
8 - أورده الكليني في الكافي (1 / 310) عن (محمد بن يحيى) بسنده مثله ورواه المفيد في الإرشاد (ص 325) عن الفضيل، عن طاهر بن محمد، مثله ونقله عنهما في البحار (48 / 18 و 19)، وانظر إثبات الهداة (5 / 471) وإعلام الورى (298).
يا أبا بصير، هيه الآن.
فلما قام عبد الله، قال أبو عبد الله عليه السلام: تسألني، وعبد الله جالس؟!
فقال أبو بصير: وما لعبد الله؟
قال: مرجئ صغير (7).
65 - وعنه، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد (8)، قال:
كنا عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: كفوا عما تسألون (9).
فأمرنا بالسكوت، حتى قام عبد الله وخرج من عنده، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام:
إنه ليس على شئ مما أنتم عليه، وإني لبرئ منه، برأ الله منه (10)!
____________
9 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
10 - راجع الحديث (57) وما أشرنا إليه في هامشه هناك.
11 - وكان في النسختين: تسألوا.
12 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
16 - باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف
66 - أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمان، قال:
مات أبو الحسن عليه السلام، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، وكان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير، وست من الجواري.
قال: فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام فيهن وفي المال.
فكتب إليه: إن أباك لم يمت.
فكتب إليه: " إن أبي قد مات، وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحت الأخبار بموته " واحتج عليه.
فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شئ، وإن كان مات فلم يأمرني بدفع شئ إليك، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (1).
____________
1 - روى الصدوق في العلل (1 / 235) صدر هذا الحديث من أوله إلى قوله: ثلاثون ألف دينار، بروايته عن ابن الوليد، عن العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل مثله، وروى ذيله في (ص 236) بقوله: وبهذا الإسناد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حماد قال: أحد القوام عثمان بن عيسى الرواسي... لكن أضاف في أول سند الذيل، روايته له عن (أبيه) وهو مؤلف كتابنا، وكذلك عمل الصدوق في العيون، فأورد الصدر في (ج 1 ص 91) والذيل في (ص 92) ورواه الكشي في رجاله (ص 493 برقم 946) صدرا، و (ص 598 رقم 1120) ذيلا وأول سنده: علي بن محمد، ومحمد بن أحمد (بن يحيى العطار) إلى آخر ما أورده الصدوق، ورواه في البحار: 48 / 253 عن الكتب المذكورة.
ورواه الطوسي في الغنية (ص 42) صدرا فقط، عن الكليني عن العطار بسنده، وذكر الشيخ الطوسي في الغيبة (ص 43) ما يلي: روى محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار وسعد بن عبد الله الأشعري، جميعا عن يعقوب بن يزيد الأنباري، عن بعض أصحابه، قال: مضى أبو إبراهيم عليه السلام وعند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار، ومسكنه بمصر، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا عليه السلام أن: احملوا ما قبلكم من المال، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار، فإني وارثه، وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم، وكلام يشبه هذا.
فأما ابن أبي حمزة، فإنه أنكره، ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القندي، وأما عثمان بن عيسى، فإنه كتب إليه: إن أباك صلوات الله عليه لم يمت، وهو حي قائم، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل.
واعمل على أنه قد مضى، كما تقول، فلم يأمرني بدفع شئ إليك، وأما الجواري، فقد أعتقتهن، وتزوجت بهن.
17 - باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى عليه السلام
67 - أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن النجاشي الأسدي، قال:
قلت للرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الأمر؟
قال: إي - والله - على الإنس والجن (1).
68 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط، عن الحسن مولى أبي عبد الله، عن أبي الحكم، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري (2) عن يزيد بن سليط الزيدي، قال (3):
لقينا أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكة، ونحن جماعة، فقلت له:
بأبي أنت وأمي، أنتم الأئمة المطهرون، والموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي
____________
1 - أثبته في بحار الأنوار (ج 49 ص 106 / 35) نقلا عن كتاب (الإمامة والتبصرة، لعلي بن بابويه) (عن أحمد بن إدريس).
ورواه الصدوق في العيون (1 / 21) عن أبيه (المؤلف) مثله، لكن لم يرد في ما أورده الصدوق في العيون، ذكر كلمة (بن) بين النجاشي وكلمة العباس.
2 - في الكافي: قال أبو الحكم: وأخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي، عن يزيد بن سليط.
3 - في الكافي: عن يزيد بن سليط، قال: لقيت أبا إبراهيم عليه السلام، ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق، فقلت: جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه؟
قال: نعم، فهل تثبته أنت؟ قلت: نعم، إني أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد الله عليه السلام ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وأمي، أنتم كلكم أئمة مطهرون والموت لا يعرى منه أحد، فأحدث إلي شيئا أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل. قال: نعم يا أبا عبد الله، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم - وأشار إليك - وقد علم الحكم والفهم... الخ.
فقال لي: نعم هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم - وأشار إلى موسى عليه السلام ابنه -، وفيه علم الحكم، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا - من أمر دينهم -، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله، وفيه أخرى هي خير من هذا كله.
فقال أبي: ما هي بأبي أنت وأمي؟
قال: يخرج الله منه غوث هذه الأمة وغياثها، وعلمها، ونورها، وفهمها، و حكمتها، خير مولود، خير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويؤمن به العباد (4).
خير كهل، وخير ناشئ، تسر (5) به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه.
قال: فقال أبي: بأبي أنت ولد بعد؟ (6).
قال: نعم.
ثم قطع الكلام (7).
قال يزيد: ثم لقيت أبا الحسن عليه السلام بعد، فقلت له:
بأبي أنت وأمي، إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك.
قال: فقال: كان أبي في زمن ليس هذا زمانه.
قال يزيد: فقلت: من يرض (8) منك بهذا، فعليه لعنة الله!
قال: فضحك، ثم قال: أخبرك يا با عمارة: إني خرجت من منزلي،
____________
4 - في العيون: ويأتمر له العباد.
5 - في العيون: يبشر، وفي الكافي: يسود عشيرته من قبل...
6 - في العيون: فيكون له ولده بعده.
7 - في الكافي: قال يزيد: فجاءنا من لم نستطيع معه كلاما.
8 - كذا في (ب) وكان (أ): من لم يرض، وفي الكافي والعيون: فمن يرضى.
ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، وأمير المؤمنين عليه السلام معه، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة.
قلت له: ما هذا؟
فقال: أما العمامة: فسلطان الله.
وأما السيف: فعزة الله.
وأما الكتاب: فنور الله.
وأما العصا: فقوة الله.
وأما الخاتم: فجامع هذه الأمور.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والأمر يخرج إلى علي - عليه السلام - ابنك.
قال: ثم قال: يا يزيد، إنها وديعة عندك، فلا تخبرها (9) إلا عاقلا، أو عبدا امتحن الله قلبه، أو صادقا، ولا تكفر (10) نعم الله.
وإن سئلت عن الشهادة، فأدها، فإن الله - تبارك وتعالى - يقول: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " (11) وقال: " ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ". (12) فقلت: والله ما كنت لأفعل ذلك أبدا.
قال: ثم قال أبو الحسن عليه السلام: ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: علي ابنك الذي ينظر (13) بنور الله، ويسمع بفهمه (14) وينطق بحكمته،
____________
9 - في العيون: فلا تخبر بها.
10 - وردت هذه الكلمة في (أ) بتشديد الفاء.
11 - الآية (58) من سورة النساء 4.
12 - الآية (140) من سورة البقرة 2.
13 - كذا في العيون، وكان في النسختين: ينطق.
14 - في العيون: بتفهيمه.
وما أقل مقامك معه، إنما هو شئ كأن لم يكن (16)، فإذا رجعت من سفرك، فأوص وأصلح أمرك، وافرغ مما أردت، فإنك منتقل عنه ومجاور غيره (17) فاجمع ولدك، وأشهد الله عليهم جميعا، وكفى بالله شهيدا.
ثم قال: يا يزيد، إني أؤخذ في هذه السنة، والأمر إلى ابني علي، سمي علي وعلي:
أما علي الأول: فعلي بن أبي طالب.
وأما علي الآخر: فعلي بن الحسين.
أعطي فهم الأول، وحكمته، وبصره ووده، ودينه ومحنة الآخر، وصبره على ما يكره.
وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين، فاسأله عما شئت يجبك، إن شاء الله تعالى. (18) ثم قال: يا يزيد، فإذا مررت بهذا الموضع، ولقيته، وستلقاه، فبشره: أنه سيولد له غلام أمره ميمون (19) مبارك.
وسيعلمك: أنك لقيتني، فأخبره عند ذلك: أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية، جارية رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن قدرت أن تبلغها عني السلام فافعل ذلك.
قال يزيد: فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم - عليا عليه السلام -، فبدأني، فقال لي: يا يزيد، ما تقول في العمرة؟
____________
15 - في العيون: قد ملئ حلما وعلما.
16 - من هنا يبدأ النقص الأول في نسخة (ب)، وقد ترك له في المصورة أكثر من سبع صفحات من (57) إلى (65)، وانظر ما كتبناه في المقدمة بعنوان: عملنا في التحقيق.
17 - كتب فوق كلمتي (عنه وغيره): عنهم وغيرهم، عن نسخة، ولاحظ الكافي.
18 - إلى هنا ينتهي الحديث في العيون.
19 - كتب في الهامش: وأميره مأمون.
فقال: سبحان الله، ما كنا نكلفك ولا نكفيك.
فخرجنا حتى إذا انتهينا إلى ذلك الموضع، ابتدأني فقال: يا يزيد، إن هذا الموضع لكثيرا ما لقيت فيه خيرا، فقلت: نعم، ثم قصصت عليه الخبر.
فقال لي: أما الجارية فلم تجئ بعد، فإذا دخلت أبلغتها منك السلام.
فانطلقت (20) إلى مكة واشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت، فولدت ذلك الغلام.
قال يزيد: وإن كان إخوة علي يرجون أن يرثوه (21) فعادوني من غير ذنب.
فقال لهم إسحاق بن جعفر: والله، لقد رأيته (22) وإنه ليقعد من أبي إبراهيم عليه السلام المجلس الذي لا أجلس فيه أنا (23).
____________
20 - كذا في الأصل، ولكن في الكافي، فانطلقنا.
21 - كذا في الكافي، وكان في الأصل: يرشوه، بالشين.
22 - كذا في الكافي، وكان في الأصل: رأيت.
23 - من هنا يبدأ النقص الأول في نسخة (أ) وقد ترك له مقدار سطر واحد فقط.
والحديث نقله المجلسي في البحار (ج 50 ص 28) عن كتابنا هذا، ورواه الصدوق في العيون (1 / 19) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد وابن المتوكل والعطار وابن ماجيلويه، جميعا عن محمد بن يحيى العطار إلى قوله (ع): (إلا بعد هارون بأربع سنين) وفيه: الحسين مولى أبي عبد الله بدل الحسن، ونقله عنه في البحار (ج 48 ص 12) و (ج 49 ص 11) ورواه في في الكافي (1 / 313) عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي، عن (أبي الحكم) الأرمني [ وقطعة منه في إرشاد المفيد (ص 344) وغيبة الطوسي (ص 27) ] وعنه وعن ابن بابويه في إعلام الورى (ص 317) وفي البحار (ج 50 ص 25 ح 17) عن الإعلام.
أقول:
وفي باب إمامة الرضا (ع) وردت رواية بطريق المؤلف نوردها هنا حتى لا تفوتنا فيما لو كانت ساقطة ضمن النقص الحاصل: روى المؤلف، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، قال: حدثني جماعة من أصحابنا، عن بكر بن موسى الساباطي قال: كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام، فقال: إن جعفرا كان يقول:
سعد من لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه، ثم أومى بيده إلى ابنه علي، فقال: وقد أراني الله خلفي من نفسي. أورده الخزاز في كفاية الأثر (ص 269) نقلا عن الصدوق عن أبيه.
18 - باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية (1)
69 -... الحذاء (2) قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول:
من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية كفر ونفاق وضلال.
70 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي:
____________
1 - هذا العنوان هو المناسب للأحاديث التالية برقم (69 و 70 و 71) وقد أدرج الكليني ما ورد بمضمونها تحت هذا العنوان أيضا، كما فعل صاحب بحار الأنوار كذلك، ولاحظ ما ذكرناه في المقدمة عن (النقص في الكتاب).
2 - بهذه الكلمة تبدأ النسختان بعد النقص الذي وقع فيهما.
ونجد رواية الحذاء لهذا الحديث ضمن ما وقع له مع سالم بن أبي حفصة فيما رواه سعد بن عبد الله (شيخ المؤلف) في مختصر البصائر (ص 60): عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضالة بن أيوب، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء. وفيه (ص 61) عن يعقوب ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن فضيل الأعور، عن أبي عبيدة الحذاء.
ورواه بالسند الثاني الصفار في البصائر (ص 259 و 510) وبالسند الأول في ص 509 ونقله عنه في البحار (23 ص 53 و 85) و (26 ص 176).
وكذا رواه الكشي (ص 235 رقم 428) وعنه في البحار (ج 23 ص 80). وقد روى الصدوق في الإكمال (ص 412) عن أبيه المؤلف، وابن الوليد، عن سعد، عن اليقطيني عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة ابن ميمون، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم.
ونقله في البحار (ج 23 ص 88).
من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية (3).
71 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي سعيد المكاري، عن عمار:
عن أبي عبد الله عليه السلام:
قال: سمعته يقول: من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال (4).
____________
3 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
4 - رواه الصدوق عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، وابن المتوكل عن سعد والحميري، جميعا، عن (محمد بن عيسى) بسنده في إكمال الدين (ج 1 ص 412) ونقله في البحار (72 ص 134).
19 - باب معرفة الإمام انتهاء (1) الأمر إليه بعد مضي الأول
72 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط:
عن بعض أصحاب (2) أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت: الإمام متى (3) يعرف إمامته، وينتهي الأمر إليه؟
قال: آخر دقيقة من حياة الأول (4).
73 - علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري:
عن أبي عبد الله عليه السلام:
____________
1 - هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: وانتهاء.
2 - في الكافي والبصائر: عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (ع).
3 - كذا في الكافي، وكان في النسختين: شئ بدل متى، لكن في هامش (أ): (متى) ظ.
4 - رواه الصفار في البصائر (ص 477 و 478) بأسانيد:
1) عن يعقوب بن يزيد، عن (ابن أسباط) عن بعض أصحابه.
2) عن (محمد بن الحسين بن أبي الخطاب) عن (ابن أسباط)، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة و جماعة معه، قالوا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام.
3) عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن (ابن أسباط) عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحابه، قال:
" قلت لأبي عبد الله " ونقلها عنه في البحار (ج 27 ص 294) ورواها الكليني في الكافي (1 / 274 و 275 ح 1 و 2 و 3) عن (محمد بن يحيى) بسنده، إلا أن فيه: ابن أبي الخطاب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أسباط.
فقال: نعم (5).
74 - محمد بن موسى، عن محمد بن قتيبة، عن مؤدب كان لأبي جعفر عليه السلام، أنه قال:
كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح، إذ رمى اللوح من يده، وقام فزعا، وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى - والله - أبي عليه السلام.
فقلت: من أين علمت؟
قال: دخلني من إجلال الله وعظمته شئ لم أعهده.
فقلت: وقد مضى؟!
فقال: دع عنك ذا، إئذن لي أن أدخل البيت وأخرج إليك، واستعرضني أي القرآن شئت، أف لك بحفظه.
فدخل البيت، فقمت، ودخلت في طلبه، إشفاقا مني عليه، فسألت عنه، فقيل: دخل هذا البيت ورد الباب دونه، وقال: لا تؤذنوا (6) علي أحدا حتى (7) أخرج إليكم.
فخرج مغبرا، وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى - والله - أبي.
فقلت: جعلت فداك، وقد مضى؟
فقال: نعم ووليت غسله وتكفينه، وما كان ذلك ليلي منه غيري.
ثم قال لي: دع عنك هذا، استعرضني أي القرآن شئت، أف لك بحفظه.
فقلت: الأعراف.
فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم:
" وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم " (8).
____________
5 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
6 - كذا رسمت الكلمة في النسختين.
7 - كلمة حتى لم ترد في (ب) ورسم فوقها الحرف (ظ) في (أ).
8 - الآية (171) من سورة الأعراف 7.
____________
9 - أول سورة الأعراف 7.
10 - لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند، لكن روى المسعودي في إثبات الوصية (ص 221) عن الحميري، عن محمد بن عيسى عن الحسين بن قارون عن رجل ذكر أنه كان رضيع أبي جعفر، قال: بينا أبو الحسن جالسا في الكتاب، وكان مؤدبه رجلا كرخيا من أهل بغداد يكنى أبا زكريا " إلى آخره " وأورد قريبا من حديثنا، ومثله في بصائر الصفار (ص 467) ورواه عن الصفار في البحار (ج 27 ص 291) وانظر (ج 50 ص 2).