20 - باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام عليه السلام
75 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي والحسين بن سعيد جميعا:
عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أصلحك الله، بلغنا شكواك، فأشفقنا، فلو أعلمتنا: من بعدك؟
فقال: إن عليا عليه السلام كان عالما، والعلم يتوارث، ولا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.
قلت: أفيسع الناس (1) - إذا مات العالم - أن لا يعرفوا الذي بعده؟!
فقال: أما أهل البلدة (2) فلا، - يعني المدينة - وأما غيرهم من البلدان فقدر مسيرهم، إن الله يقول:
" فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لعلهم يحذرون " (3).
قال: قلت: أرأيت من مات في ذلك؟ (4).
____________
1 - كذا في (ب) والعلل، وكان في (أ): أيتسع.
2 - في العلل: أهل هذه البلدة.
3 - الآية (122) من سورة التوبة 9.
4 - في العلل: في طلب ذلك.
قال: قلت: فإذا قدموا، بأي شئ يعرفون صاحبهم؟
قال: يعطى السكينة والوقار والهيبة (7).
76 - وعنه، عن علي بن إسماعيل، وعبد الله بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: إذا هلك الإمام، فبلغ قوما بحضرتهم؟ (8).
قال: يخرجون في الطلب، (فإنهم لا يزالون في عذر ما داموا في الطلب) (9).
قلت: يخرجون كلهم، أو يكفيهم أن يخرج بعضهم؟
(قال) (10): إن الله عز وجل يقول:
" فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لعلهم يحذرون " (11).
قال: فهؤلاء المقيمون في سعة، حتى يرجع إليهم أصحابهم (12).
____________
5 - كلمة (هو) وردت في نقل الكافي للرواية.
6 - أنظر الآية (100) من سورة النساء 4.
7 - رواه الصدوق في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله، ونقله في البحار (27 / 259)، ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 379) عن محمد بن يحيى، عن (أحمد بن محمد بن عيسى) مثله، وفي البرهان (2 / 171) عن العلل والكافي.
وقطعة منه من قوله: إن عليا عليه السلام كان عالما... إلى قوله: مثل علمه أو ما شاء الله، وردت في عدة مصادر بعدة أسانيد، لاحظ منها: مختصر البصائر (ص 62)، والكافي (1 / 221)، والإكمال (ص 223) وانظر البحار (ج 23 ص 39).
8 - في علل الشرائع: فبلغ قوما ليس بحضرتهم، وفي نسخة منه: ليسوا بحضرته.
9 - ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل، والكافي.
10 - كلمة " قال " وردت هنا في العلل.
11 - الآية (122) من سورة التوبة 9.
12 - رواه الصدوق في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله، وعنه في البحار (27 / 259) والبرهان (2 / 172).
وروى الكليني في الكافي (ج 1 ص 378) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن (صفوان) عن (يعقوب بن شعيب) قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إذا حدث على الإمام حدث، كيف يصنع الناس؟
قال: أين قول الله عز وجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)؟ هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم.
قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
إن بلغنا وفاة الإمام، كيف نصنع؟
قال: عليكم النفير، قلت: النفير جميعا؟
قال: إن الله يقول:
(فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) الآية (13) قلت: نفرنا، فمات بعضهم في الطريق؟
قال: فقال: إن الله يقول:
" ومن يخرج (14) من بيته مهاجرا (15) إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " (16).
____________
13 - من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة (أ) وقد ترك له مقدار سطرين كاملين فقط.
14 - من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة (ب) وقد ترك له أكثر من أربع صفحات من أواخر ص (68) إلى أول ص (73).
15 - الزيادة من رواية العلل، والآية (100) من سورة النساء 4.
16 - رواه في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله، لكن في سنده الحميري ومحمد بن عبد الله بن جعفر، فلاحظه نقله عنه في البحار (27 / 296) والبرهان (2 / 172).
وقد وردت عدة روايات عن (عبد الأعلى) ورد فيها مثل هذا السؤال. فلاحظ تفسير العياشي (ج 2 ص 118) والبحار (ج 27 ص 296).
وراجع الكافي (1 / 378) في حديث طويل.
21 - باب في من أنكر واحدا من الأئمة عليهم السلام (1).
78 - سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن سعيد، عن أبان بن تغلب، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: من عرف الأئمة ولم يعرف الإمام الذي في زمانه، أمؤمن هو؟
قال: لا، قلت: أمسلم؟
قال: مسلم (2).
79 - وعنه (3) عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
من أنكر واحدا من الأحياء، فقد أنكر الأموات (4).
____________
1 - هذا العنوان غير موجود في المخطوطتين، وإنما وضعناه لمناسبته للحديثين التاليين: (78 و 79).
2 - وهذا الحديث سندا ومتنا أورده الصدوق " ابن المؤلف " في كتابه (إكمال الدين) بروايته عن أبيه (المؤلف)، عن سعد، إلى آخر ما أثبتنا من السند والمتن ولم يرد في النسختين من هذا الحديث سوى قوله:
أمسلم؟
قال: مسلم.
وقد ورد الذيل في الإكمال هكذا: أمسلم هو؟ قال: نعم.
فلاحظ إكمال الدين (2 / 410) وعنه البحار (23 / ص 96) وإثبات الهداة (1 / 219).
3 - أشرنا في التعليقة على الحديث رقم (78) أن في النسختين بياضا والظاهر أن الضمير هنا يرجع إلى سعد ابن عبد الله للسند المذكور في الرواية السابقة، وسند هذه الرواية - نفسها - في كتاب الإكمال.
4 - رواه الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 410) عن أبيه (المؤلف) عن سعد ونقله في البحار (ج 23 ص 95) وإثبات الهداة (1 / 219).
ورواه في الكافي (1 / 373) عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن (صفوان) عن ابن مسكان قال: سألت الشيخ عن الأئمة عليهم السلام؟
قال: من أنكر...
ونقله عن (الكليني) النعماني في الغيبة (ص 130) والعاملي في الإثبات (1 / 167) وروى النعماني (ص 129) بسنده عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الأئمة فقال: وأورد مثله ونقله في البحار.
22 - باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى
80 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد: عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال:
من أشرك مع إمام - إمامته من عند الله - من ليس إمامته من عند الله كان مشركا بالله (1).
____________
1 - رواه الكليني في الكافي (1 / 373) مثله سندا ومتنا، إلا أنه ليس فيه (عن أبيه عليه السلام) وبدل كلمة ليس، في الكافي: ليست.
ورواه النعماني في الغيبة (ص 130) عن الكليني، لكن فيه: ابن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام. ونقله في البحار (ج 23 ص 78) عنهما.
23 - باب النوادر
81 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن عبد الرحمان بن سليمان، عن أبيه:
عن أبي جعفر عليه السلام:
عن الحارث بن نوفل:
قال: قال علي عليه السلام لرسول الله (1): يا رسول الله، أمنا الهداة؟ أو من غيرنا؟
قال: بل منا الهداة إلى يوم القيامة، بنا استنقذهم الله من ضلالة الشرك، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة، كما أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك، وبنا يختم الله، كما بنا فتح الله (2).
82 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن جليس له (3)، عن أبي حمزة:
عن أبي جعفر عليه السلام: قال: قلت له: قول الله تعالى:
" كل شئ هالك إلا وجهه " (4)؟
قال: يا فلان، فيهلك كل شئ، ويبقى الوجه؟! الله أعظم من أن يوصف (5)
____________
1 - كذا في الإكمال، وكان في النسختين: قال: قال لي علي يا رسول الله.
2 - رواه الصدوق في الإكمال (ج 1 ص 230) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد عن الحميري بسنده، باختلاف يسير. وعنه في البحار (23 ص 42) والإثبات (2 / 365).
3 - في التوحيد والمعاني والمحاسن: عن جليس لأبي حمزة، وأضاف في المحاسن: الثمالي.
4 - الآية (88) من سورة القصص 28.
5 - في التوحيد والمعاني: أن يوصف بالوجه.
83 - وعنه، عن محمد بن (10) عمرو الكاتب، عن علي بن محمد الصيمري، عن علي بن مهزيار:
قال: كتبت إلى أبي الحسن: (صاحب العسكر) (11) عليه السلام: أسأله عن الفرج؟
فكتب (12):
إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين، فتوقعوا الفرج (13).
84 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
____________
6 - كلمة (نحن) لم ترد في التوحيد والمعاني والمحاسن.
7 - هنا ينتهي الحديث في التوحيد والمعاني والمحاسن.
8 - في الإكمال والبصائر (ح 3) إضافة ما يلي: قلت: وما الروية؟ قال: الحاجة.
9 - رواه الصدوق في التوحيد (ص 149) والمعاني (ص 12) عن أبيه (المؤلف) عن (سعد) عن أحمد بن محمد بن عيسى، وفي الإكمال (1 / 231) عن العطار عن (سعد) مثله، ونقله عن هذه الكتب في البحار (ج 4 ص 5) و (ج 24 ص 200)، ورواه الصفار في البصائر (ص 66) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن (محمد بن إسماعيل) وليس فيه: عن جليس له، وفي (ص 65) عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن (منصور) مثله، ورواه البرقي في المحاسن (1 / 218) عن (محمد بن إسماعيل بن بزيع) مثله، ونقله عنه في البحار (ج 68 ص 96) وانظر البرهان (3 / 241). وسيأتي حديث بمعناه - ذيلا - في المستدرك برقم (36).
10 - في الإكمال: عمر.
11 - ما بين المعقوفين، ورد في الإكمال وإثبات الوصية.
12 - في إثبات الوصية: فوقع.
13 - رواه في البحار (ج 52 ص 150) عن كتابنا هذا بقوله: عن عبد الله بن جعفر الحميري... ورواه الصدوق في الإكمال (ج 1 ص 380) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله، وأورده بعده مباشرة: عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن (علي بن محمد بن زياد) قال: كتبت... وأورد مثله، ونقله عنه في البحار (ج 52 ص 150) وإثبات الهداة (ج 6 ص 422).
ورواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 259) عن (علي بن محمد بن زياد الصيمري).
سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله:
فأما من موسى: فخائف يترقب، وأما من يوسف: فالسجن (14)، وأما من عيسى: فقيل: إنه مات، ولم يمت، وأما من محمد صلى الله عليه وآله: فالسيف (15).
85 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عمن ذكره، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبيدة الحذاء: قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذا الأمر، متى يكون؟
قال: إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه، ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه (16).
86 - محمد بن يحيى، وأحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عمن ذكره، عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
كان في بني إسرائيل نبي وعده الله أن ينصره إلى خمس عشرة ليلة، فأخبر بذلك قومه.
فقالوا: والله إذا كان، ليفعلن وليفعلن.
فأخره الله إلى خمس عشرة سنة.
____________
14 - في غيبة الطوسي: فالغيبة، وفي بعض نسخ الإكمال: فالحبس بدل: السجن.
15 - رواه البحار (ج 51 ص 217) عن كتابنا هذا، عن عبد الله بن جعفر بن الحميري، ورواه الصدوق في الإكمال (ج 1 ص 326 و ص 152) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن الحميري، مثله، ونقله عنه في البحار (ج 51 ص 216)، ورواه الطوسي في الغنية (ص 216) عن محمد الحميري عن (أبيه) عن محمد بن عيسى، ورواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 257) باختلاف كبير.
16 - رواه في البحار (ج 52 ص 268) عن كتابنا هذا.
فأخبر بذلك النبي عليه السلام قومه.
فقالوا: ما شاء الله.
فعجله الله لهم في خمس عشرة ليلة (17).
87 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كنت عنده، إذ دخل عليه مهزم، فقال له:
جعلت فداك، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره، متى هو؟
قال: يا مهزم، كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا يصيرون (18).
____________
17 - رواه في البحار (ج 4 ص 112) عن كتابنا هذا.
18 - رواه في البحار (ج 52 ص 104) عن كتابنا هذا. وفي غيبة الطوسي (ص 262) عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن (صفوان)، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال:
من وقت لك من الناس شيئا، فلا تهابن أن تكذبه، فلسنا نوقت لأحد وقتا، وفي الكافي (1 / 368) عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، إذ دخل عليه مهزم فقال:... وأورد مثله، ونقله الطوسي في الغيبة (ص 262) وفيه: مهزم الأسدي، وكذلك النعماني في الغيبة (ص 104).
ولاحظ حديثا عن الوقت في غيبة النعماني (ص 157).
المستدرك
للإمامة والتبصرة من الحيرة
في ما رواه الصدوق عن والده (المؤلف ره) في تمام هذا الموضوع
24 - باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبي الحسن علي الهادي
لاحظ ح 46 من كتابنا في نص أبي الحسن الرضا عليه السلام في ولده.
و ح 94 " حديث اللوح " وفيه: " وعلي وليي وناصري... لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار.
وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين... الخ ".
ولاحظ ح 93 " حديث الخضر " وفيه:
" وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد... الخ ".
و ح 103 وفيه: " بعد الحسن والحسين في الأعقاب بعد الأعقاب ".
25 - باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع)
88 - عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال:
دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، فقال:
يا أحمد، ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب؟
فقلت له: يا سيدي، لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم، إلا قال بالحق، فقال: - أحمد الله على ذلك - يا أحمد، أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة، وأنا ذلك الحجة، أو قال: أنا الحجة (1).
89 - سعد بن عبد الله قال: حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري عليهم السلام ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب (2).
____________
1 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 222 ح 9 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 38 ح 67.
2 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 40 عن أبيه وعنه في البحار: 50 / 325 ح 1 وأورده في إعلام الورى:
376 وإرشاد القلوب: 381.
26 - باب إمامة القائم عليه السلام
90 - سعد والحميري معا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: تكون الأرض بغير إمام؟ قال: لا (1).
قلت: أفيكون إمامان في وقت واحد؟ قال: لا، إلا وأحدهما صامت.
قلت: فالإمام يعرف الإمام الذي من بعده؟ قال نعم.
قال: قلت القائم إمام؟
قال: نعم، إمام ابن إمام، قد اؤتم به قبل ذلك (2).
91 - سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قول الله عز وجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل " (3).
____________
1 - إلى هنا يتحد هذا الحديث مع ما أورده المؤلف في كتابنا هذا برقم (6) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن أبي عمير، فلاحظ.
2 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 223 ح 17 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 107 ح 7، وذكر قطعة منه في البحار: 23 / 50 ح 97 عن بصائر الدرجات: ص 485 ح 5، وفي البحار: 23 / 55 ح 117 عن غيبة النعماني: 138 وأورد (قطعة) في الكافي: 1 / 178 ح 4 بإسناده: عن الحسين بن أبي العلاء باختلاف يسير.
3 - آية 158 سورة الأنعام 6.
____________
4 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 18 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 51 ح 25، وفي الإكمال: 2 / 336 ح 8 مرسلا (مثله).
27 - باب في ذكر حديث اللوح، وإن الإمام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري
92 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد، والحسن بن طريف جميعا: عن بكر بن صالح (1)، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
قال أبي عليه السلام لجابر بن عبد الله الأنصاري: إن لي إليك حاجة، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟
فقال له جابر: في أي الأوقات شئت، فخلى به أبو جعفر عليه السلام، قال له: يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد (ي) أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا، فقال جابر: أشهد بالله، أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أهنئها بولادة الحسين عليه السلام، فرأيت في يدها لوحا أخضر، ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وأمي، يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟
____________
1 - ورواه المؤلف أيضا عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن بكر، فلاحظ السند في كمال الدين.
قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة عليها السلام، فقرأته وانتسخته، فقال له أبي عليه السلام: فهل لك - يا جابر - أن تعرضه علي؟
فقال: نعم، فمشى معه أبي عليه السلام، حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق، فقال: يا جابر، أنظر أنت في كتابك، لأقرأه أنا عليك.
فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي عليه السلام، فوالله ما خالف حرف حرفا قال جابر: فإني أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره و سفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله، لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين (ومبير المتكبرين) ومذل الظالمين، وديان الدين، إني أنا الله، لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا، فأكملت أيامه وانقضت مدته، إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين، وجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه، والحجة البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب، أولهم علي سيد العابدين، وزين أوليائي الماضين، وابنه سمي (2) جده المحمود،
____________
2 - في البحار: شبيه، وفي الإختصاص: شبه.
____________
3 - 4 - في الإختصاص: بعده، وأتيحت فتنة.
قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله (6).
93 - سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس، جميعا قالوا:
حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السلام قال:
أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي رضي الله عنه، وأمير المؤمنين متكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك؟ فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال: يا با محمد أجبه.
فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك
____________
5 - آية 157 سورة البقرة 2.
6 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 308 ح 1 والعيون: 1 / 34 ح 2 عن أبيه وعنهما في البحار: 36 / 195 ح 3 وعن الإحتجاج: 1 / 84 والاختصاص: 205 وغيبة الطوسي: 93 وغيبة النعماني: 29، وأورده في الكافي: 1 / 527 ح 3 وإعلام الورى: 392، وجامع الأخبار: 21، وقد تقدمت الإشارة إلى هذا الحديث في المقدمة تحت عنوان حديث اللوح.