الصفحة 107
الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان: فإن قلب الرجل في حق، على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسيه، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر.

وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه وأمه، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا رسول الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعده - وأشار بيده إلى أمير المؤمنين عليه السلام - ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى الحسن عليه السلام - وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي ابن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، وأشهد على رجل من ولد الحسن ابن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،

الصفحة 108
والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا محمد اتبعه فأنظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السلام في أثره، قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فأعلمته.

فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟: فقلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر عليه السلام (7).

____________

7 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 313 ح 1 والعيون: 1 / 53 ح 35 والعلل: 1 / 96 ح 6 عن أبيه وعنهم في البحار: 36 / 414 ح 1 وعن غيبة الطوسي: 98 والاحتجاج: 1 / 395 والمحاسن: 2 / 332 ح 99 وغيبة النعماني: 27 وتفسير القمي: 578 و 405، وإعلام الورى: 404 عن ابن بابويه ودلائل الإمامية: 68.


الصفحة 109

28 - باب في ولادة المهدي عليه السلام

94 - سعد بن عبد الله، قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إسحاق ابن محمد بن أيوب، قال:

سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام يقول:

صاحب هذا الأمر من يقول الناس: لم يولد بعد (1).

95 - سعد بن عبد الله، قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور وغيره (عن " محمد " بن أبي عمير) (2) عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول:

في القائم عليه السلام سنة من موسى بن عمران عليه السلام.

فقلت: وما سنته من موسى بن عمران؟

قال: خفاء مولده، وغيبته عن قومه.

فقلت: وكم غاب موسى عن أهله وقومه؟

فقال: ثماني وعشرين سنة (3).

____________

1 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 381 ح 6 و 382 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 159 ح 3 والإكمال: 2 / 360 ح 2 وعنه في البحار: 51 / 151 ح 3 2 - زيادة من الإكمال.

3 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 152 ح 14 و 340 ح 18 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 216 ح 2.


الصفحة 110

29 - باب أن المهدي من ولد الحسين عليه السلام

96 - سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان، عن أبان بن تغلب، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال:

دخلت على النبي صلى الله عليه وآله، فإذا الحسين بن علي على فخذه، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، ويقول:

أنت سيد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة، أنت حجة الله ابن حجته، وأبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم (1).

97 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال:

سمعت عبد الله بن جعفر الطيار، يقول: كنا عند معاوية والحسن والحسين عليهما السلام، وعبد الله بن عباس، وعمر بن أبي سلمة، وأسامة بن زيد - فذكر حديثا جرى بينه وبينه، أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان -:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول:

إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

____________

1 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 262 ح 9 والعيون: 1 / 41 ح 17 والخصال: 2 / 475 ح 38 وعنها في البحار: 36 / 241 ح 47 ورواه عن الصدوق بهذا السند في كفاية الأثر: 45، وذكر في الطرائف: ص 44.


الصفحة 111
ثم أخي علي بن أبي طالب عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد، فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد، فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا علي، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا حسين، ثم تكمله اثني عشر إماما، تسعة من ولد الحسين.

قال عبد الله: ثم استشهدت الحسن والحسين صلوات الله عليهما، وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد، فشهدوا لي عند معاوية.

قال سليم بن قيس: وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد، فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).

98 - سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام:

يا علي أنا وأنت وابناك: الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام، من تبعنا نجا، ومن تخلف عنا فإلى النار (3).

99 - سعد، عن ابن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن جعفر بن محمد بن سماعة، عن عبد الله بن مسكان، عن الحكم بن الصلت، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه عليهم السلام قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني عليا - فإنه الصديق الأكبر، وهو الفاروق، يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله،

____________

2 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 270 ح 15 والخصال: 2 / 477 ح 41 والعيون: 1 / 38 ح 13 عن أبيه وعنها في البحار: 36 / 231 ح 13 وعن غيبة الطوسي: 91 وغيبة النعماني: 46، وأورده في كتاب سليم بن قيس: 232 وإعلام الورى: 395 ح 16 وكشف الغمة: 2 / 508 والكافي: 1 / 529 ح 4.

3 - رواه المفيد في الأمالي: ص 135 وعنه في البحار: 36 / 271 ح 93 وإثبات الهداة: 3 ص 63 ح 743 (مثله).


الصفحة 112
ومن أبغضه أبغضه الله، ومن تخلف عنه محقه الله، ومنه سبطا أمتي: الحسن والحسين، هما ابناي، ومن الحسين أئمة هداة، أعطاهم الله علمي وفهمي، فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى، " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " (4 و 5).

____________

4 - سورة آل عمران: آية 185.

5 - رواه الصدوق في الأمالي: ص 180 ح 7 و ص 536 ح 8 والبصائر: ص 53 ح 2 وعنها في البحار:

36 / 228 ح 7 و 23 / 129 ح 60 و 96 / 242 ح 5، ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات: ص 10 بسند آخر (نحوه). وعنه في البحار: 36 / 258 ح 76.


الصفحة 113

30 - باب أن المهدي هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك

100 - سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام، قال:

إذا فقد الخامس من ولد السابع، فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها يا بني: إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه.

فقلت: يا سيدي، وما الخامس من ولد السابع؟

فقال: يا بني عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (1).

101 - سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن أبي الهيثم بن أبي حية عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

____________

1 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 359 ح 1 والعلل: 1 / 244 ح 4 وعنهما في البحار: 51 / 150 ح 1 وعن غيبة الطوسي: 104 وغيبة النعماني: 78 وكفاية الأثر: 264، ورواه في بشارة الإسلام: 157 وإعلام الورى: 433 والكافي: 1 / 336 ح 2.


الصفحة 114
إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية: محمد، وعلي، والحسن فالرابع القائم (2).

102 - عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قال لي: لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض، وكل حرى وحران، وكل حزين ولهفان، ثم قال عليه السلام: بأبي وأمي سمي جدي صلى الله عليه وآله وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور، يتوقد من شعاع ضياء القدس، كم من حرى مؤمنة، وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء، المعين (3).

____________

2 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 333 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 143 ح 4 وعن غيبة الطوسي:

139 بإسناده: محمد الحميري عن أبيه عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن سلم بن أبي حية (مثله) وأورده في إعلام الورى: 429.

3 - رواه في العيون: 2 ص 6 ح 14 وعنه في البحار: 51 ص 152 ح 3 وفيه ح 2 عن الإكمال ص 370 ح 3 وفيه هكذا: ضياء القدس (يحزن لموته أهل الأرض والسماء) كم من حرى الخ، وأورده في دلائل الإمامة : 245.


الصفحة 115

31 - باب في أوصاف المهدي عليه السلام

103 - محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال:

حدثني حمدان بن منصور، عن سعد بن محمد، عن عيسى الخشاب قال:

قلت للحسين بن علي عليه السلام: أنت صاحب هذا الأمر؟

قال: لا، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد، الموتور بأبيه، المكنى بعمه، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر (1).

104 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الله الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم والحسين بن زيد جميعا، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، قال:

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا يزال في ولدي مأمون مأمول (2).

105 - سعد بن عبد الله قال: حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " (3).

فقال: هذه الآية نزلت في القائم، يقول: إن أصبح إمامكم غائبا عنكم

____________

1 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 318 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 133 ح 6.

2 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 228 ح 22 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 40 ح 76، وأورده في دلائل الإمامة: ص 230.

3 - آية 30 سورة الملك 67.


الصفحة 116
لا تدرون أين هو، فمن يأتيكم بإمام ظاهر، يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله عز وجل وحرامه.

ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الآية، ولا بد أن يجئ تأويلها (4).

106 - سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد (5).

107 - سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف جميعا، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يقوم القائم عليه السلام وليس لأحد في عنقه بيعة (6).

108 - محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج البصري، عن مجاشع، عن معلى عن محمد بن الفيض، عن أبي جعفر، قال:

كانت عصا موسى لآدم عليهما السلام، فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنها لعندنا، وإن عهدي بها آنفا، وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وإنها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا عليه السلام يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران عليه السلام، وإنها تصنع ما تؤمر، وإنها حيث ألقيت تلقف ما يأفكون بلسانها (7).

____________

4 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 325 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 52 ح 27 وعن غيبة الطوسي:

ص 101.

5 - رواه في الإكمال: 2 / 479 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 95 ح 12.

6 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 480 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 95 ح 13.

7 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 673 ح 27 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 319 ح 19 وعن البصائر: ص 183 ح 35، ورواه الكليني في الكافي: 1 / 231 ح 1 والاختصاص: ص 263.


الصفحة 117

32 - باب في النهي عن تسميته عليه السلام

109 - سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر (1).

110 - سعد بن عبد الله، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت، قال:

سئل الرضا عليه السلام عن القائم عليه السلام فقال: لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه (2).

111 - سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال:

سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: سأل عمر أمير المؤمنين عليه السلام عن المهدي، فقال: يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟

قال: أما اسمه فلا، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى

____________

1 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 648 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 33 ح 11 وفي الوسائل:

11 / 486 ح 4 وعن الكافي: 1 / 333 ح 4.

2 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 648 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 33 ح 12، وفي الوسائل:

11 / 486 ح 5 عنه وعن الكافي: 1 / 333 ح 3.


الصفحة 118
يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه (3).

112 - سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد العلوي، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن العسكري عليه السلام، يقول:

الخلف (من بعدي ابني الحسن) (4) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟

قلت: ولم؟ جعلني الله فداك.

قال: لأنكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكره باسمه.

قلت: فكيف نذكره؟

فقال: قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه (5).

____________

3 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 648 ح 3 عن أبيه، وعنه في البحار: 51 / 33 ح 13 وعن غيبة الطوسي:

ص 281 والإرشاد: ص 410 وإعلام الورى: ص 465 وكشف الغمة: 2 / 464 س 8.

4 - في الإكمال: من بعدي الحسن ابني وفي البحار: من بعد الحسن ابني.

5 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 648 ح 4 و ص 381 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 31 ح 2 و ص 158 ح 1، و 50 / 240 ح 4 وعن غيبة الطوسي: ص 121 والكافي: 1 / 332 ح 1 والعلل: 1 / 245 ح 5 و إعلام الورى: 370 وكفاية الأثر: 248 والإرشاد: 380؟، وفي الوسائل: 11 / 487 ح 6 عن الكافي والإكمال.


الصفحة 119

33 - باب في الغيبة

113 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، قالا:

حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن الربيع المدائني قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن أسيد بن ثعلبة، عن أم هانئ، قالت:

لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فسألته عن هذه الآية: " فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس " (1).

فقال: إمام يخنس في زمانه، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل، فإن أدركت ذلك قرت عيناك (2).

114 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا: حدثنا أبو علي الحسن ابن محبوب السراد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

____________

1 - آية 15 و 16 سورة التكوير 81.

2 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 324 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 51 ح 26 وعن غيبة الطوسي:

ص 101 وغيبة النعماني: 150 ح 7، ورواه في الكافي: 1 / 341 ح 22 و 23 بإسناده عن أم هانئ.

وفي البحار: 51 / 137 ح 6 عن غيبة النعماني: 149 ح 6.


الصفحة 120
المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (3).

115 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد ابن قابوس، عن النصر بن أبي السري، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الأصبغ بن نباتة، قال:

أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت:

يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض، أرغبت فيها؟!

فقال: لا والله، ما رغبت فيها، ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام، ويهتدي فيها آخرون.

فقلت: يا أمير المؤمنين، وإن هذا لكائن؟

فقال: نعم، كما إنه مخلوق، وأنى لك بالعلم بهذا الأمر، يا أصبغ، أولئك

____________

3 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 287 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 72 ح 16 وفي ص 71 ح 13 عن الإكمال: ص 286 ح 1 بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأورده في كفاية الأثر: ص 66 وإعلام الورى 424 عن ابن بابويه.


الصفحة 121
خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة.

قلت: وما يكون بعد ذلك؟

قال: ثم يفعل الله ما يشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات (4).

116 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ذا القرنين لم يكن نبيا، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله، وناصح لله فناصحه الله، أمر قومه بتقوى الله، فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا، ثم رجع إليهم، فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته (5).

117 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير قال:

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

إن في القائم سنة من يوسف عليه السلام.

قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟

فقال لي: وما تنكر من ذلك هذه الأمة، أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: " أنا يوسف ".

____________

4 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 288 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 117 ح 18 وعن غيبة النعماني : ص 29 عن الكافي: 1 / 338 ح 7 عن علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق بسنده، والاختصاص: 204 عن ابن قولويه عن سعد مع اختلاف يسير، وفي الغيبة بعد قوله (ع): ويهتدي فيها آخرون فقلت: يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة، فقال: سبت من الدهر، وفي الكافي، فقال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، وعن غيبة الطوسي: ص 103 عن البرقي، وعن سعد بسند آخر، ونقله عنه في بشارة الإسلام: ص 39، ورواه عن الصدوق في كفاية الأثر: ص 219 ورواه الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية: ص 173 بسند ينتهي إلى سعيد بن المسيب عن الأصبغ، وفي إعلام الورى: ص 425.

5 - رواه في الإكمال: 2 / 393 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 12 / 194 ح 17 وعن قصص الأنبياء (مخطوط): ص 71 والعياشي: 2 / 340 صدر حديث 72.


الصفحة 122
فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل - في وقت من الأوقات - يريد أن يستر حجته؟!

لقد كان يوسف عليه السلام إليه ملك مصر، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر.

فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم، ويطأ بسطهم، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون، قالوا إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي " (6 و 7).

118 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم ابن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال:

سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول:

من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف (8).

119 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زياد المكفوف، عن عبد الله بن أبي عقبة (9) الشاعر، قال:

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:

كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى، فلا تجدونه يا معشر الشيعة.

ورواه عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد

____________

6 - آية (89) و (90) سورة يوسف 12.

7 - رواه الصدوق في الإكمال: ص 144 ح 11 و 341 ح 21 والعلل: 244 ح 3 عن أبيه وعنها في البحار:

51 / 142 ح 1 و 12 / 283 ح 61، وفي البحار: 52 / 154 ح 9 عن غيبة النعماني ص 84 و 85 ودلائل الإمامة: ص 290، وأورده في إعلام الورى: ص 431.

8 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 338 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 146 ح 69.

9 - في البحار: أبي عفيف الشاعر، وفي هامش الإكمال: أبي عقب، عفيف / خ.


الصفحة 123
سنان، عن أبي الجارود: زياد بن المنذر، عن عبد الله الشاعر مثله (10).

120 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز وجل، فلم يظهر لهم، ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساءا، وإن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (11).

121 - عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، قال:

سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر؟

فقال: لا تحدث به السفل، فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عز وجل: " فإذا نقر في الناقور " (12).

إن منا إماما مستترا، فإذا أراد الله عز وجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة، (فظهر وأمر بأمر الله عز وجل) (13 و 14).

____________

10 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 304 ح 17 عن أبيه و 18 عن أبيه بسند آخر عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر وعنهما في البحار: 51 / 110 ح 3.

11 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 337 ح 10 و ص 339 ح 16 مع اختلاف السند وعنهما في البحار:

52 / 145 ح 67 وعن غيبة النعماني: ص 83 وغيبة الطوسي: ص 276. وأورده في الكافي: 1 / 333 ح 1، وإعلام الورى:

ص 431 باختلاف يسير في المتن.

12 - آية 8 سورة المدثر 74.

13 - في البحار والمصادر الأخرى: فظهر فقام بأمر الله عز وجل.

14 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 349 ح 42 عن أبيه وفي البحار: 52 / 284 ح 11 عن غيبة الطوسي:

103 ورجال الكشي: 192 ح 338، وأخرجه في البحار: 2 / 70 ح 29 عن رجال الكشي: 103، وفي البحار: 51 / 57 ح 49 عن غيبة النعماني:

ص 187 باختلاف يسير بأسانيد هم عن المفضل، وأورد الكليني في الكافي: 1 / 343 ح 30.


الصفحة 124

34 - باب ما يصنع الناس في الغيبة

122 - محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، جميعا، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن خاله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال:

قلت له: إن كان كون - لا أراني الله يومك - فبمن أئتم؟

فأومأ إلى موسى عليه السلام، فقلت: فإن مضى موسى فإلى من؟ قال: إلى ولده، قلت: فإن مضى ولده، وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا، فبمن أئتم؟ قال:

بولده، ثم قال: هكذا أبدا، قلت: فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه، فما أصنع؟

قال: تقول: (اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي) فإن ذلك يجزيك.

ورواه عن سعد والحميري عن ابن أبي الخطاب وابن عبيد (1).

____________

1 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 349 ح 43 عن أبيه وعنه في البحار: 48 / 16 ح 8 و 52 / 148 ح 72 و 27 / 279 ح 5، وفي الإكمال: 2 / 415 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 48 / 16 ح 10 و 52 / 148 ذ ح 72.

وأخرجه في البحار: 48 / 16 ح 9 عن إعلام الورى: ص 297 والكافي: 1 / 309 ح 7 وفي البحار: 48 / 16 ح 11 عن إرشاد المفيد: ص 325.