الإهداء
إلى أُم الإِمام المهدي روحي له الفداء
نرجس
اهدي هذا الجهد
راجياً منها القبول والدعاء
فارس
المقدّمة
الحمد لله الّذي أوجب على نفسه الرحمة، ومن رحمته ارساله الرسل والأَنبياء والأَئمّة عليهم السّلام، ولم يترك الأُمّة بدون وليّ له.
والصلاة والسلام على محمّدٍ عبده ورسوله، وعلى آله المعصومين.
إنّ فكرة ظهور منقذ للبشريّة جمعاء في آخر الزمان أوّل مَن اشار إليها ونوّه بها هو الله سبحانه وتعالى، حيث بشّر أنبياءه كافّة ـ من لدن أبينا آدم عليه السلام وإلى نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بظهوره ودولته عجّل الله فرجه.
فنعد البحث والتنقيب في كتب الروايات والتاريخ نشاهد بوضوح انّ جميع الأنبياء والرسل من آدم عليه السلام إلى نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الأّئمّة من الإِمام علي عليه السلام وإلى الإِمام العسكري عليه السلام، ذكروا المهديّ واشاروا إلى اسمه وبعض شمائله وظهوره.
ولا نبالغ إن قلنا: الروايات الواردة في المهديّ عجّل الله فرجه ـ من الفريقين ـ اكثر من الروايات الواردة في سائر الأَئمّة صلوات الله عليهم.
(1)
لماذا هذا الاهتمام بالمهديّ عليه السلام
فلماذا كلّ هذا الإِهتمام بالمهدي الموعود؟ … ولماذا هذا التأكيد عليه؟
للجواب نشير إلى عدّة نقاط:
(أ) كلّ هذا الإِهتمام، للتعريف بالإِمام المهديّ لجميع الخلق، وأنه صاحب الحكم الإِلهيّ ودولة الحقّ الّتي وعد الله عباده بها، فيعتقد به مَن لم يدركه بقلبه ويدعو له بالفرج، ويطيعه مَن يدركه.
(ب) كلّ هذا، لأجل الذين يدركون غيبته، لئلاّ يزيغوا ويضلّوا، لئلاّ يشكّوا في إمامهم ووجوده وظهوره، لتتركّز عقيدتهم بإمامهم اكثر، ليعدّوا أنفسهم لظهوره، ليرفعوا الموانع المانعة عن ظهوره.
(ج) كلّ هذا، لأجل معرفة الّذين يدركون غيبته أهمّيّة قيام دولته ـ عجّل الله فرجه ـ الّتي بشّر بها الأنبياء والصديقون والأئمة عليهم السلام وتمنّوا لو أدركوها.
(د) كلّ هذا، ليطمئنّ المؤمن بوجود رجعة في الدنيا قبل الآخرة، يؤخذ للمظلوم حقّه من الظالم، يعذّب المجرمون ويذوقوا عذاب الدنيا قبل الآخرة، ينعّم المحسنون والمتقون في الدنيا قبل الآخرة.
(هـ) كلّ هذا، ليعرف الخلق أن أولياء الله الصالحين ـ الّذين تجرّعوا غصص الظلم وأنواع العذاب ـ سيحكمون الأرض بالعدل، لأنّهم الوارثون... (إن الأرض يرثها عبادي الصالحون).
(و) كلّ هذا، ليعرف الناس عُظم مسألة المهديّ ودولته، وما يصيبه وشيعته في غيبته، فيحزنوا عليهم ويدعوا لهم بالفرج، فيكونوا قد شاركوهم فيما يجري عليهم من مصائب وآلام، ويشتركوا معهم بالأجر والثواب.
(2)
مَن كتب عن المهديّ إلى آخر القَرن الرابع
كما ذكرنا سابقاً: انّ الله سبحانه ثم الأَنبياء كافّة هم الّذين ذكروا المهديّ وفتحوا أبواب البحث عنه وعن ظهوره عجّل الله فرجه الشريف.
وعند ظهور نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم برسالته كان الترويج لفكرة المنقذ المنتظر أكثر، حيث أولى صلّى الله عليه وآله وسلّم اهتماماً كبيراً بقضيّة المهديّ وردّ الشبهات عنه، والأحاديث الواردة عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم من طريق الفريقين خير شاهد على هذا المطلب.
ومن بعده صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت مهمّة التبليغ لفكرة الإِمام المهدي على عهدة خلفائه أئمة أهل البيت عليهم السلام، فكانوا ينتهزون الفرص لتثبيت المسلمين على الاعتقاد بالمهديّ، والروايات الكثيرة الواردة عنهم في هذا الشأن شاهدٌ لهذا المطلب.
وكلّما قرب وقت ولادة الإِمام عجّل الله فرجه كان الاهتمام بذكره والخبر بأحواله وصفاته وغيبته أكثر، حتّى أنّ الإِمامين العسكريين سلام الله عليهما كان عندهما نوع ما من الغيبة وعدم الاتصال مباشرةً بأصحابهم وخروج التوقيعات من قبلهم، كلّ هذا ليتعوّد الشيعة على ما سيحصل من غيبة الإِمام القائم عجّل الله فرجه الشريف.
وعند ولادة الإِمام المهدي بدأ نوع جديد من التحرك والتبليغ من قِبل أبيه الإِمام العسكري، لأنَّ هذه المرحلة تعدّت من المرحلة النظرية إلى العملية، فبدأ الإِمام العسكري عليه السلام بخطوات كبيرة لتثبيت عقائد الشيعة بإمامة ولده المهديّ المنتظر وردّ الشبهات عنه، حتّى أنّ الإِمام العسكري عليه السلام كان
وبعد شهادة الإِمام العسكري عليه السلام، وتسلّم الإِمام المهديّ منصب الإمامة، كانت مهمّة التبليغ على شخص الإِمام بواسطة النوّاب الخاصّين رضوان الله عليهم، فكانت ترد عليه الأَسئلة من شيعته بواسطة الأَبواب وتخرج التوقيعات من الناحية المقدسة فيها جوابات الاسئلة وحلّ مشاكل الشيعة وردّ الشبهات عنه عجّل الله فرجه الشريف.
وآخر توقيع خرج عنه في الغيبة الصغرى إلى عليّ بن محمّد السمري آخر أبوابه الخاصّين نسخته:
يا عليّ بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية [ التامّة ]، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجلّ، وذلك بعد طول الأَمد وقسوة القلوب وامتلاء الأّرض جوراً... (1)
وبعد وقوع الغيبة الكبرى صارت مهمّة التبليغ الإسلامي بصورة عامّة وتثبيت عقائد الشيعة بإمامة المهديّ المنتظر وغيبته بصورة خاصّة على عهدة الفقهاء والمحدثين.
ففي التوقيع الخارج إلى محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه:
... وامّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم (2).
ففي بداية الغيبة الكبرى كانت مهمّة ترسيخ عقائد الشيعة بإمامهم كبيرة
____________
(1) كمال الدين 2: 516 رقم 44.
(2) كمال الدين 2: 684 رقم 4.
وهنا نذكر على طريق الإِختصار بعض مَن ألّف من العلماء عن موضوع الإِمام المهديّ عجّل الله فرجه والدفاع عنه إلى آخر القرن الرابع الهجري.
فمنهم:
(1) أبو اسحاق ابراهيم بن اسحاق الأَحمريّ النهاونديّ، سمع منه ابو احمد القاسم بن محمد الهمداني في تسع وستين ومائتين، له كتاب الغيبة (1).
(2) أبو اسحاق ابراهيم بن صالح الأَنماطي الكوفي الأَسدي، من اصحاب الإِمام الكاظم عليه السلام، ثقة، له كتاب الغيبة، يرويه عنه جعفر بن قولويه بواسطة واحدة (2).
(3) أحمد بن الحسين بن عبدالله المهراني الآبي، له كتاب ترتيب الأَدلة فيما يلزم خصوم الإِماميّة دفعه عن الغيبة والغائب (3).
(4) أبو بكر خيثمة احمد بن زهير النسائي، المتوفى سنة 279، له جمع الاحاديث الواردة في المهديّ (4).
(5) الحافظ أبو نعيم احمد بن عبدالله الاصبهاني، المتوفى سنة 430، له كتاب الأربعين حديثاً في ذكر المهديّ، وذكر المهدي ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته، ومناقب المهديّ (5).
____________
(1) رجال النجاشي: 19 رقم 21، الفهرست للشيخ: 10 ـ 11 رقم 11، الذريعة: 16: 74 رقم 371.
(2) النجاشي: 15 رقم 13، الفهرست: 14 رقم 19، معالم العلماء لابن شهرآشوب: 5 رقم 5، الذريعة 16: 75 رقم 373.
(3) المعالم: 24 رقم 113.
(4) مجلة تراثنا، العدد الأول.
(5) مجلة تراثنا، العدد الأول، صفحة 19، والعدد الرابع، صفحة 101، مقالة السيد عبدالعزيز الطباطبائي: أهل البيت في المكتبة العربية.
(7) أبو العباس احمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي، نزيل البصرة، كان ثقة في حديثه متقياً لما يرويه فقيهاً بصيراً بالحديث والرواية، وهو استاذ الشيخ النجاشي وشيخه ومَن استفاد منه، توفي حدود النيف والعشرة بعد الاربعمائة، له كتاب أخبار الوكلاء الأَربعة (2).
(8) أبو الحسن احمد بن محمد بن عمران بن موسى المعروف بابن الجندي، أستاذ الشيخ النجاشي، له كتاب الغيبة (3).
(9) أبو عبدالله احمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عياش بن ابراهيم بن ايّوب الجوهري، له كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الزمان عليه السلام، واخبار وكلاء الائمة الاربعة (4).
(10) الحافظ النسّابة الواعظ الشاعر الأَشرف بن الأَغر بن هاشم المعروف بتاج العُلى العلوي الحسيني، المولود بالرملة سنة 482 والمتوفى بحلب سنة 610 عن 128 سنة، له كتاب الغيبة وما جاء فيها عن النبي والأَئمّة عليهم السلام ووجوب الايمان بها (5).
(11) الجلودي، الموفى سنة 332، له كتب اخبار المهدي (6).
(12) أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، المعروف
____________
(1) النجاشي: 97 رقم 240، الفهرست 33 رقم 66، المعالم: 8 رقم 82.
(2) النجاشي: 86 ـ 87 رقم 209، الذريعة 1: 353 رقم 1860.
(3) النجاشي: 85 رقم 206، الذريعة 16: 75 رقم 374.
(4) النجاشي: 85 ـ 86 رقم 207، المعالم: 20 رقم 90.
(5) الذريعة 16: 75 رقم 375.
(6) الذريعة 1: 352 رقم 1852.
(13) أبو علي الحسن بن محمد بن احمد الصفار البصري، شيخ من اصحابنا ثقة، روى عنه الحسن بن سماعة، له كتاب دلائل خروج القائم عليه السلام (2).
(14) أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، المعروف بابن أخي طاهر، المتوفى في ربيع الاول سنة 358، له كتاب الغيبة وذكر القائم عليه السلام (3).
(15) أبو الحسن حنظلة بن زكريا بن حنظلة بن خالد العيار التميمي القزويني، له كتاب الغيبة (4).
(16) أبو الحسن سلامة بن محمد بن اسماعيل [ اسماء ] بن عبدالله بن موسى بن أبي الأَكرم الأَزْذَنيّ [ الازوني ]، المتوفى سنة 339، له كتاب الغيبة وكشف الحيرة(5).
(17) أبو سعيد عباد بن يعقوب الرواجني الأَسدي الكوفي، المتوفى سنة 250 أو 271، له كتاب أخبار المهدي ويسمّيه المسند (6).
(18) أبو الفضل عباس بن هشام الناشري الأَسدي، من أصحاب
____________
(1) النجاشي: 64 رقم 150، المعالم: 36 رقم 215، الذريعة 16: 76 رقم 380.
(2) النجاشي: 48 رقم 101.
(3) النجاشي: 64 رقم 149، الذريعة 16: رقم 416.
(4) النجاشي: 147 رقم 380، الذريعة 16: 76 رقم 384.
(5) النجاشي: 192 رقم 514، الذريعة 16: 83 رقم 419.
(6) الفهرست: 176 رقم 374، المعالم: 88 رقم 612، الذريعة 1: 352 رقم 1852.
(19) أبو العباس عبدالله بن جعفر بن الحسين بن مالك الحيمري القمي، ثقة، شيخ القميين ووجههم، له كتاب الغيبة والحيرة، وقرب الاسناد إلى صاحب الامر عليه السلام، والتوقيعات (2).
(20) أبو محمد عبد الوهّاب المادرائيّ [ البادرائي ]، له كتاب الغيبة (3).
(21) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، المتوفى سنة 329 هـ، له كتاب الإِمامة والتبصرة من الحَيْرَة (4).
(22) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، المعروف بالشريف المرتضى علم الهدى، مولده في رجب سنة 355، قال النجاشي: مات لخمس بقين من شهر ربيع الاول سنة 436 وصلّى عليه ابنه وتولّيت غسله ومعي الشريف ابو يعلى …، له كتاب الغيبة، المقنع في الغيبة (5).
(23) أبو الحسن علي بن محمد بن ابراهيم بن ابان المعروف بعلان الرازي الكليني، خال ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني، وأحد العدّة الّذين يروي عنهم عن سهل بن زياد في كتابه الكافي، له كتاب اخبار القائم عليه السلام (6).
____________
(1) النجاشي: 380 رقم 741، الذريعة 16: 76 رقم 386.
(2) النجاشي: 219 رقم 573، الفهرست: 189 رقم 407، الذريعة 16: 83 رقم 415.
(3) النجاشي: 247 رقم 652، الذريعة 16: 76 رقم 387.
(4) النجاشي: 261 رقم 684، الفهرست للطوسي: 119، مقدمة كتاب الإِمامة والتبصرة المطبوع في بيروت 1407 هـ.
(5) النجاشي: 270 ـ 271 رقم 708، الفهرست: 218ـ220 رقم 472، المعالم: 69 ـ 70 رقم 477، الذريعة 16: 77 رقم 390.
(6) الذريعة 1: 345 رقم 1803.
(25) أبو الحسن علي بن مهزيار الدَوْرَقي الأَهوازي، كان ابوه نصرانياً، وقيل: إنّ عليّاً ايضاً أسلم وهو صغير ومنّ الله عليه بمعرفة هذا الأَمر، وتفقّه وروى عن الرضا وأبي جعفر عليهما السلام، واختصّ بأبي جعفر الثاني، له كتاب القائم (2).
(26) أبو موسى عيسى بن مهران المستعطِف، له كتاب المهديّ (3).
(27) أبو محمد بن الفضل بن شاذان بن جبرئيل [ الخليل ] الأَزدي النيسابوري، المتوفى سنة 260، لقي علي بن محمد التقي عليه السلام، له كتاب اثبات الرجعة، والرجعة حديث، والقائم عليه السلام(4).
(28) أبو عبدالله محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني، المعروف بابن أبي زينب الكاتب، تلميذ ثقة الاسلام الكليني، له كتاب الغيبة، ويعرف هذا الكتاب بملاء العيبة في طول الغيبة(5).
(29) أبو علي محمد بن احمد بن الجنيد، قال النجاشي: سمعت بعض شيوخنا يذكر أنّه كان عنده مال للصاحب عليه السلام وسيف أيضاً وصّى به إلى جاريته، له كتاب إزالة الران عن قلوب الاخوان في الغيبة(6).
____________
(1) النجاشي: 259 ـ 260 رقم 679، الذريعة 16: 78 رقم 393.
(2) النجاشي: 253ـ254 رقم 664.
(3) النجاشي: 297 رقم 807، الفهرست: 249 ـ 250 رقم 549، المعالم: 86 رقم 593.
(4) النجاشي: 306 ـ 307 رقم 840، الفهرست: 254 ـ 255 رقم 559، المعالم: 90 ـ 91 رقم 627، الذريعة 16 ـ 17 رقم 395.
(5) النجاشي: 383 رقم 1043، المعالم: 118 رقم 783، الذريعة 16: 79 رقم 398.
(6) كذا ورد اسم الكتاب في المعالم، وفي الفهرست: إزالة الأَلوان عن قلوب الإخوان في معنى كتاب الغيبة، وفي النجاشي: كتاب ازالة الران عن قلوب الإخوان.
راجع: النجاشي: 385 رقم 1047، الفهرست: 267 ـ 269 رقم 592، المعالم: 97 ـ 98 رقم 665.
(31) أبو العنبس محمد بن اسحاق بن أبي العنبس العنبسي الصيمري، له كتاب صاحب الزمان(2).
(32) أبو الحسين محمد بن بحر الرهني السجستاني [ الشيباني ] المتكلّم، له كتاب الحجة في إبطاء القائم عليه السلام(3).
(33) محمد بن الحسن بن جمهور العمي [ القمي ] البصري، روى عن الرضا عليه السلام، له كتاب صاحب الزمان عليه السلام، وكتاب وقت خروج القائم(4).
(34) أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، قرأ على الشيخ المفيد، له كتاب الغيبة(5).
(35) محمد بن زيد بن علي الفارسي، له كتاب الغيبة(6).
(36) أبو جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني، المتوفى سنة 323، كان متقدّماً في أصحابنا ومستقيم الطريقة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديّة، فظهرت منه
____________
(1) الذريعة 16: 37 رقم 157، و16: 84 رقم 420.
(2) الفهرست لأبن النديم: 216 ـ 217، وفي كون المراد من صاحب الزمان الامام المهديّ نظر.
(3) المعالم: 96 رقم 662.
(4) الفهرست: 284 رقم 617، المعالم: 103 ـ 104 رقم 689.
(5) الفهرست: 285 ـ 288 رقم 620، المعالم: 114 ـ 115 رقم 766، الذريعة 16: 79 رقم 399.
(6) الذريعة 16: 79 ـ 80 رقم 400.
(37) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، المتوفى سنة 381، له كتاب اكمال الدين واتمام النعمة، الّفه بأمر الإِمام المهديّ عجل الله فرجه، والرسالة الأُولى في الغيبة، والرسالة الثانية في الغيبة، والرسالة الثالثة في الغيبة(2).
(38) أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، المتوفى سنة 449، له كتاب البرهان على طول عمر صاحب الزمان، والاستطراف في ذكر ما ورد في الغيبة في الانصاف(3).
(39) أبو بكر محمد بن القاسم البغدادي، معاصر ابن همّام الذي توفي سنة 332، له كتاب الغيبة(4).
(40) أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي، المعروف بالعياشي، كان في اول عمره عامي المذهب وسمع حديث العامة فأكثر منه، ثّم تبصّر وعاد إلينا، له كتاب الغيبة(5).
(41) أبو الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني، من السفراء، قرأ على المفيد وحضر مجلس درس المرتضى والشيخ ولم يقرأ عليهما، له كتاب الغيبة(6).
____________
(1) كتابه الغيبة كتبه قبل ضلاله.
راجع النجاشي: 378 رقم 1029، الذريعة 16: 80 رقم 401.
(2) النجاشي: 389 ـ 392 رقم 1049، المعالم: 111 ـ 112، رقم 764، الفهرست: 304 ـ 305 رقم 661، الذريعة 16: 83 رقم 412 و413 و414، و16: 80 رقم 402.
(3) الذريعة 3: 92 رقم 292، كشف الحجب: 43 رقم 194.
(4) الذريعة 16: 80 رقم 403.
(5) النجاشي: 350 ـ 353 رقم 944، الفهرست: 317 ـ 320 رقم 690، المعالم: 99 ـ 100 رقم 668.
(6) الذريعة 16: 82 رقم 406.
(3)
اهتمام الشيخ المفيد بالبحث عن المهديّ
ازدهر العلم في زمن الشيخ المفيد وبلغ ذروته، وكانت الحضارة آنذاك في تقدّمٍ سريع، وكان زمانه مملوءاً بالعلماء من كلّ الفِرق الاسلامية خصوصاً في بغداد.
كلّ هذا ونرى شيخنا المفيد قد نبغ من بين جميع هؤلاء، وطغى علمه وشهرته على الكلّ.
وكانت الشبهات في زمانه ضدّ مذهب اهل البيت تستفحل يوماً بعد آخر.
لذا عقد الشيخ المفيد مجلساً للمناظرة، ناظر فيه العلماء فأفحمهم، واهتدى على يديه الجمّ الغفير.
فكان رضوان الله عليه قد اولى اهتماماً كبيراً بعلم الكلام، سواء باللسان أم بالقلم.
ومن المواضيع الكلامية الّتي اعطاها اهتماماً كبيراً هو موضوع الإِمام المهديّ واحواله وظهوره وطول عمره و…
فكان يردّ الشبهات ويثبّت عقائد الشيعة بإمام زمانهم بمناظراته ودرسه وكتاباته مستقلاً وضمناً:
فمن الّذي كتبه مستقلاً:
(1) كتاب الغيبة.
(2) المسائل العشر في الغيبة.
ذكره النجاشي: 399، وهو هذا الكتاب الّذي أُقدّمه بين يدي القارئ العزيز، يأتي التفصيل عنه.
(3) مختصر في الغيبة.
ذكره النجاشي: 399.
(4) النقض على الطلحي في الغيبة.
ذكره النجاشي: 400.
(5) جوا بات الفارقيين في الغيبة.
ذكره النجاشي: 400.
(6) الجوابات في خروج الإِمام المهدي عليه السلام.
ذكره النجاشي: 401.
وذكره الطهراني في الذريعة 16: 80 أنّ للشيخ المفيد كتاب الجوابات في خروج المهدي ـ وذكر أنه موجود ـ ثلاث مسائل.
والظاهر انّ كليهما كتاب واحد.
وذكر ايضاً ان الثلاث مسائل هي:
(أ) من مات ولا يعرف امام زمانه.
(ب) لو اجتمع لامام عدد اهل بدر.
واحتمل ان يكون هذا هو النقض على الطلحي، لأنه يعبّر في اثنائه عن السائل بالعمري.
(ج) السبب الموجب لاستتار الحجّة.
والمطبوع من الجوابات ـ الّذي طبع ضمن عدّة رسائل للمفيد طبع مكتبة المفيد ـ أربع رسائل، هي:
(ب) صفحة 389 ـ 394، أول الرسالة: حضرتُ مجلس رئيس من الرؤساء فجرى كلام في الإِمامة فانتهى إلى القول في الغيبة…
(ج) صفحة 394 ـ 398، أول الرسالة: سأل بعض المخالفين فقال: ما السبب الموجب لاستتار امام الزمان وغيبته الّتي طالت مدّتها … ؟
(د) صفحة 399 ـ 402، أول الرسالة: سأل سائل من الشيخ المفيد فقال: ما الدليل على وجود الإِمام صاحب الغيبة، فقد اختلف الناس في وجوده اختلافاً ظاهراً … ؟
وللتفصيل راجع الذريعة 5: 195، 20: 388، 390 و395، 16: 80 ـ 82.
ومن الّذي كتبه ضمناً
(1) الايضاح في الإِمامة.
احال عليه في عدة مواضع من هذا الكتاب المسائل العشر وعبّر عنه بالايضاح في الإِمامة والغيبة.
(2) الارشاد في معرفة حجج الله على العباد.
ذكر فيه فصلاً خاصّاً عن الإِمام الحجّة وغيبته.
(3) العيون والمحاسن.
له فيه كلام في الغيبة.
(4) الزاهر في المعجزات.
تطرّق فيه إلى معجزات الانبياء والأَئمة ومنهم الإِمام الحجّة المنتظر.
وكذا بحث عن الإِمام المهدي عليه السلام في بقيّة كتبه المؤلفة في الإِمامة والتاريخ والعقائد.
(4)
صِلة الشيخ المفيد بالناحية المقدسة
عند وقوع الغيبة الكبرى انقطعت النيابة الخاصّة وكذب مَن ادّعى البابية، وصارت النيابة عامّة للفقهاء العدول.
وهذا لا يدلّ على عدم إمكان رؤية الإِمام في الغيبة الكبرى والتشرف بخدمته، حتّى مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية، لأن الّذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصّة.
قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب الفصول العشرة: فأمّا بعد انقراض مَن سمّيناه من اصحاب أبيه وأصحابه عليهم السلام، فقد كانت الأَخبار عمّن تقدّم من أئمّة آل محمّد عليهم السّلام متناصرة: بأنّه لا بدّ للقائم المنتظر من غيبتين، إحداهما أطول من الأُخرى، يعرف خبرَه الخاصُّ في القصرى، ولا يعرفُ العالمُّ له مستقرّاً في الطولى، إلاّ من تولّى خدمته من ثقاة أؤليائه، ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره(1).
فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بأنّ في الغيبة الكبرى المعبّر عنها بالطولى يمكن أن يعرف خبره مَن تولّى خدمته من ثقاة أوليائه ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره.
إذا عرفت هذا فقد روى الشيخ الطبرسي توقيعين وردا من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد، قال:
ذكرُ كتابٍ ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان
____________
(1) المسائل العشر: 82 من طبعتنا هذه.
للأخ السديد الوليّ الرشيد الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد ….
وجاء في آخر التوفيع:
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام:
هذا كتابنا إليك إيّها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام، فاحتفظ به، ولا تظهر على خطّنا الّذي سطرناه بماله ضمناه أحداً، وأدّ ما فيه إلى مَن تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين(1).
قال الطبرسي أيضاً يروي التوقيع الثاني:
ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشر واربعمائة، نسخته:
من عبدالله المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ ودليله...
وجاء في آخر التوفيع:
وكتب في غرّة شوّال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخة التوفيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:
هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ، بإملائنا وخطّ ثقتنا، فاخفه عن كلّ أحد، واطوه، واجعل له نسخة تطلع عليها مَن تسكن إلى أمانته من أوليائنا شملهم الله ببركتنا إن شاء الله، والحمد لله والصلاة على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين(2).
____________
(1) الاحتجاج 2: 495 ـ 498.
(2) الاحتجاج 2: 498 ـ 499.
وعند التأمل في التوقيعين الواصلين إلينا نستطيع أن نجزم بأنهما لا يفيدان النيابة الخاصّة او البابية، بل شأنهما شأن مَن يرى الإِمام في غيبته الطولى ويعرفه، ولا يفهم من الاحاديث المكذّبة لرؤيته إلاّ النيابة الخاصّة.
والّذي يزيدنا اطمئناناً بهذين التوقيعين ما ذكره الطبرسي في مقدّمة كتابه الاحتجاج في بيان علّة عدم ذكر الاسانيد:
ولا نأتي في اكثر ما نورده من الأَخبار بإسناده:
إمّا لوجود الاجماع عليه.
أو موافقته لِما دلّت العقول إليه.
أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.
إلاّ ما أوردته عن أبي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام، فانه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه، وإن كان مشتملاً على مثل الّذي قدّمناه، فلأجل ذلك ذكرت اسناده في أول جزءٍ من ذلك دون غيره، لأن جميع ما رويت عنه صلوات الله عليه إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأَخبار الّتي ذكرها عليه السلام في تفسيره … (2).
فالتوقيعان اللذان رواهما بدون ذكر الاسناد لا يخلوان من ثلاثة وجوه: وجود الاجماع عليهما،
موافقتهما لِما دلّت العقول إليه،
اشتهارهما في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.
وهذه الدقّة الموجودة عند الطبرسي في روايته، ووثاقة الطبرسي عند الكافّة تعطينا اطمئناناً لقبول التوقيعين.
____________
(1) معجم رجال الحديث 17: 208 ـ 209.
(2) الاحتجاج 1: 14.
وليس هذا ببعيد بعد خروج ما خرج عنه عليه السلام من التوقيعات للشيخ المذكور المشتملة على مزيد التعظيم والإجلال …
ثمّ قال:
هذا وذكر الشيخ يحيى بن بطريق الحلّي ـ وقد تقدّم ـ في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم [ المعروفة بسؤال أهل حلب ] طريقين في تزكية الشيخ المفيد:
احدهما: صحّة نقله عن الأَئمة الطاهرين، بما هو مذكور في تصانيفه من المقنعة وغيرها...
وأمّا الطريق الثاني في تزكيته: ما ترويه كافّة الشيعة وتتلقّاه بالقبول: من أنّ صاحب الأَمر ـ صلوات الله عليه وعلى آبائه ـ كتب إليه ثلاث كتب، في كلّ سنة كتاباً، وكان نسخة عنوان الكتاب: للأخ السديد … وهذا أوفى مدح وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول إمام وخلف الأَئمة، انتهى ما في اللؤلؤة(1).
اقول: وكلامه صريح ان التوقيعين مجمع عليهما، ونستنتج من كلامه أيضاً أنّ ما ذكره الطبرسي في مقدّمة الإِحتجاج ـ من ذكر الأَسباب الّتي دعته إلى عدم ذكر السند للأحاديث الّتي يرويها ـ ان التوقيعين من قسم الأَحاديث الّتي انعقد الاجماع عليها، لهذا لم يذكر سندها.
وإن كان بعض المتأخرين قد شكّك في هذين التوقيعين، لكن الإِطمئنان الحاصل عند التأمّل فيهما كافٍ في المقام، والله العالم.
____________
(1) لؤلؤة البحرين: 363 ـ 367، وراجع حياة ابن بطريق في كتاب اللؤلؤة: 283، ووفاة ابن بطريق سنة 600.
والظاهر أن المراد من عبارته «ولقّبه الشيخ المفيد صاحب الزمان» ما رود في التوقيع: للأخ السديد والوليّ الرشيد الشيخ المفيد.
وأما ما أحال به على المناقب، فهو غير موجود في المناقب المطبوع وفي نسخة المتوفرة لدينا والنسخ التي اعتمدها المحدث المجلسي والنوري، لأن كلّ هذه النسخ ناقصة غير موجودة فيها البحث عن صاحب الأَمر عليه السلام.
وشكك السيد الخوئي في هذا، بناءً على أنّ تسميته بالمفيد كانت من قِبَل علي بن عيسى الرماني حيث قال له بعد مناظرةٍ: أنت المفيد حقّاً، وكون التوقيع صادراً في أواخر حياة الشيخ المفيد وانّما لقّب الشيخ المفيد في عنفوان شبابه(2).
وما ذكره السيد الخوئي لا يقدح في سند التوقيعين ولا في متنيهما، وإنما هو اعتراض على علي ابن شهرآشوب حيث قال: ولقب الشيخ المفيد صاحب الزمان، إذ ليس في التوقيع ما يوحي ان صاحب الزمان هو الذي لقب المفيد بالمفيد، فلعلّه كان قد لقب بالمفيد، والتوفيع الخارج من الناحية جرى على ما هو المتعارف عليه من لقبه.
وبناءً على صدور هذين التوقيعين من الناحية المقدسة، نستطيع أن نصل إلى الصلة العميقة بين هذا الشيخ المفيد وبين إمام زمانه الحجّة المنتظر، لِما فيهما من مدح وثناء عميقين من قبل الناحية المقدّسة لهذا الشيخ الذي أوقف عمره للذبّ عن هذه الطائفة المظلومة.
فورد في التوقيع الأول من الناحية للشيخ المفيد من المدح:
للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد … سلام عليك أيّها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين … ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحّق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق … هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ، المخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا الوافي، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام …(3).
____________
(1) معالم العلماء: 113 رقم 765.
(2) معجم رجال الحديث 17: 209 ـ 210.
(3) الاحتجاج 2: 497 ـ 498.
سلام عليك أيّها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، … ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين، أيّدك الله بنصره الّذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين … هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ…(1).
وكفى بهذا عزّاً وفخراً للشيخ المفيد، وهو أهل لذلك.
____________
(1) الاحتجاج 2: 498ـ499.
نحن والكتاب
(1)
نسبة الكتاب للشيخ المفيد
نستطيع أن نجزم بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، وذلك لعدّة جهات:
(1) عند التأمّل في بقيّة كتبه بالأَخصّ الكلامية نشاهد أن طريقتها مع هذا الكتاب متحدة، وبعبارة أُخرى: مَن طالع كتب الشيخ المفيد وطالع هذا الكتاب من دون أن يعرف انه للمفيد يجزم بنسبته للمفيد، وذلك لاتحاد مشربه.
(2) اتفاق كلّ النسخ الخطّيّة بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، ومن النسخ كتبت في القرن الثامن الهجري.
(3) عدم ادّعاء أيّ شخص بنسبة الكتاب لغير الشيخ المفيد.
(4) صرّح بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد كثير من الأَعلام، منهم: تلميذه الشيخ النجاشي في رجاله(1)، وابن شهرآشوب في معالمه(2)، والطهراني في الذريعة(3)، والكنتوري في كشف الحجب(4).
(5) إحالته في هذا الكتاب على بقيّة كتبه المسلّم بأنّها له، كالإِرشاد، والإِيضاح، والباهر من المعجزات.
____________
(1) رجال النجاشي: 399 رقم 1067.
(2) معالم العلماء: 114 رقم 765.
(3) الذريعة 5: 195 رقم 899 و228 رقم 10، 16: 80 رقم 405 و241 رقم 957، 20: 358.
(4) كشف الحجب: 509.
(2)
اسم الكتاب
اختلفت المصادر في تحديد اسم الكتاب:
ففي رجال النجاشي(1): المسائل العشرة في الغيبة.
وفي معالم العلماء(2): الأجوبة عن المسائل العشر.
وفي النسخة المطبوعة(3): الفصول العشرة في الغيبة.
وفي كشف الحجب: المسائل العشرة في الغيبة(4).
وفي الذريعة: الجوابات في خروج المهدي(5)، جوابات المسائل العشر في الغيبة(6)، الفصول العشرة في الغيبة(7)، المسائل العشرة في الغيبة(8).
وفي نسخ الأَربع التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا لهذا الكتاب ويأتي شرحها:
في نسخة (ع): شرح الأَجوبة عن المسائل في العشرة الفصول عمّا يتعلق بمهديّ آل الرسول صلى الله عليه وآله.
وفي نسخة (س): كتاب الغيبة.
____________
(1) رجال النجاشي: 399 رقم 1067، والظاهر الصحيح: العشر.
(2) معالم العلماء: 114 رقم 765.
(3) المطبعة الحيدرية، النجف، 1370 هـ.
(4) كشف الحجب: 509.
(5) الذريعة 5: 195 رقم 899.
(6) الذريعة 5: 228 رقم 10.
(7) الذريعة 16: 241 رقم 957.
(8) الذريعة 20: 358.
فاسم الكتاب: المسائل العشر في الغيبة.
(3)
اهمّيّة الكتاب
الكتاب هو عبارة عن دفع أهمّ الشبهات التي كانت واردة آنذاك على موضوع الإِمام المنتظر عجّل الله فرجه، وهذه الشبه ردّها الشيخ المفيد بأحلى ردّ واوجزه، ففي هذه الرسالة الوجيزة حجمها ترى فيها من المعلومات ما لا تجدها في غيره.
فالشيخ المفيد عالج هذه الشُبه بعلاج جذري وناقشها من جميع الجهات، بحيث لم يبق في قلب أحدٍ شك ولا شبهة.
وعند النظر في هذا الكتاب وقياسه بذاك الزمان والمكان اللذان كان فيهما الشيخ المفيد، تتضح اهمّية الكتاب ومدى فائدته.
فالشيخ المفيد تعرض في فصله الاول لردّ كون استتار ولادة المهدي خارجة عن العرف، وفي الثاني لردّ مَن تمسّك بانكار جعفر عمّ الإِمام، وفي الثالث لردّ من تمسك بوصيّة الإِمام العسكري لأمّه دون ولده، وفي الرابع لردّ من تمسّك بعدم الداعي لاخفاء الإِمام العسكري ولده، وفي الخامس لردّ من ادعى انه مستتر لم يره احد منذ ولد، وفي السادس لردّ من ادعى نقض العادة بطول عمره عجّل الله فرجه، وفي السابع لردّ مَن تمسّك بانه إذا لم يظهر لا فائدة في وجوده،
فتعرض الشيخ المفيد لردّ كلّ هذه الشبهات، واعتمد في ردّه على: الآيات القرآنية، والحكم، والقصص الواردة عن الانبياء والحكماء، والأَمثلة التي يقبلها كلّ ضمير حيّ، ودراسة تاريخة كاملة لذاك الزمان وملوكه، واعتمد على الأَدلّة العقلية، شأنه شأن الكتب الكلاميّة العميقة.
فيعدّ كتابه من الكتب الكلاميّة ذات البحث العميق والعبارة الدقيقة الصعبة، فالقارئ يحتاج إلى الوقوف على عباراته واحدة بعد أُخرى والتأمّل فيها ليصل إلى ما يقصده المؤلّف.
(4)
تاريخ تأليف الكتاب
يوجد في هذا الكتاب نصّان نستفيد منهما تاريخ تأليف الكتاب.
احدهما: في مقدمة الكتاب وعند استعراضه للفصول نستفيد حين يصل لفهرست الفصل السادس، يقول: … إلى وقتنا هذا وهو سنة عشر واربعمائة.
والآخر: في الفصل السادس، يقول: وإلى يومنا هذا وهو سنة احد عشر واربعمائة.
فمن هذين النصّين نفهم أنه بدأ بالتأليف في أوخر سنة اربعمائة وعشر، وانهى الكتاب في سنة أحد عشر واربعمائة، وذلك لصغر حجم الكتاب.
(5)
السائِل
لم يذكر الشيخ المفيد اسم السائل، بل اكتفى بقوله: … وتجدّد بعد الّذي سطرته … رغبةٌ مّمن اُجب له حقّاً، وأُعظم له محلاً وقدراً، واعتقد في قضاء حقّه ووفاق مشربه لازماً وفرضاً، في إثبات نكت من فصول خطرت بباله في مواضع ذكرها، يختصّ القول فيها على ترتيب عيّنه وميّزه من جملة ما في بابه وبيّنه …
ويفهم من هذا أنّ السائل من العلماء ومن الممدوحين، وهو غير معتقد بهذه الشبهات، بل هي شبهات موجودة في زمانه رتبها وارسلها للشيخ المفيد بعنوان السؤال، والشيخ المفيد جرى في كتابه على ترتيب هذه الفصول التي رتبها السائل، ويؤيّد أن السائل غير معتقد بهذه الشبهات بل اوردها ايراداً ما ذكره الشيخ المفيد في آخر الفصل الثاني في ردّ الفِرق الضالة: … حسب ما أورده السائل عنهم فيما سأل في الشبهات في ذلك.
وفي أول نسخة (ع) التي يأتي التفصيل عنها ورد اسم السائل، حيث قال كاتب النسخة: شرح الاجوبة … وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، املاء الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأرضاه.
ولم أهتد الى ترجمة السائل بعد البحث الطويل في كتب التراجم، نسأل الله أن نوفّق في المستقبل إلى معرفته.
(6)
طبعات الكتاب
طبع الكتاب ولأول مرّة في النجف الأشرف سنة 1370هـ = 1951م في المطبعة الحيدرية، ويليه نوادر الراوندي ومواليد الأئمة عليهم السلام.
وطبعته مكتبة المفيد في قم بالتصوير على الطبعة الأُولى ضمن كتاب باسم (عدّة رسائل للشيخ المفيد).
وطبع أيضاً سنة 1413هـ ضمن مؤلفات الشيخ المفيد، طبعة المؤتمر الألفي للشيخ المفيد، تحقيق فارس تبريزيان.
وطبع أيضاً في بيروت سنة 1414هـ، موسسة البلاغ.
وطبع أيضاً في بيروت، سنة 1414هـ، ضمن مؤلفات الشيخ المفيد، دار المفيد.
(7)
ترجمة الكتاب
ترجم هذا الكتاب الشيخ سعادت حسين افتخار العلماء اللكهنوي المتوفى 1409هـ إلى اللغة الأردية، وطبعت هذه الترجمة بالهند باسم: غيبت.
وترجمه محمد باقر الخالصي إلى اللغة الفارسية، وطبع في طهران انتشارات راه إمام سنة 1361هـ ش باسم انتقاد وپاسخ.
(8)
عملنا في الكتاب
واجهنا في علمنا نوعاً من الصعوبة، لأن الكتاب كما في مقدّمة نسخة (ع) هو من قسم مؤلّفات الشيخ المفيد الّتي أملاها على تلامذته، وهذا النوع من مؤلّفات الشيخ المفيد تكون نسخه مضطربة جدّاً، فبذلنا جهدنا في تقويم نصّه، لأنه اصل التحقيق، ليخرج الكتاب بعونه تعالى خالٍ من الأَخطاء.
فكان عملنا في الكتاب على مراحل:
البحث عن اهمّ النسخ الموجودة، فاعتمدنا في تحقيقنا لهذا الكتاب
(أ) نسخة (ع)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 243، الرسالة التاسعة، من ورقة 105 إلى ورقة 212، جاء في أول الرسالة: شرح الأَجوبة عن المسائل في العشرة الفصول عمّا يتعلّق بمهديّ آل الرسول صلى الله عليه وآله، وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، املاء الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأرضاه.
والنسخة ناقصة الآخر، من اواخر الفصل التاسع والفصل العاشر بأكمله.
وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم، لكن عند ملاحظة التملّك الموجود عليها نجزم بانها كتبت إمّا آخر القرن السادس او أول القرن السابع.
راجع فهرس المكتبة المرعشية 1: 268.
(ب) نسخة (ر)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 78، الرسالة التاسعة، من روقة 104 والى ورقة 123، وجاء في أول الرسالة انّ هذ1 الكتاب جواب اسئلة أبي العلاء تاج الملك.
وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم والظاهر أنها كتبت في القرن 13، ويحتمل أن تكون هذه النسخة استنسخت من نسخة (ع) التي مرّت.
راجع فهرس المكتبة المرعشية 1: 92.
(ج) نسخة (ل)، وهي النسخة المحفوظة في مكتبة الملجس في طهران ضمن مجموعة رقم 8 من صفحة 213 إلى صفحة 242، الرسالة الثامنة عشر.
(د) نسخة (س)، وهي النسخة المستنسخة والمصحّحة المحفوظة في دفتر مؤسسة النشر الإِسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم، وهي (100) صفحة.
(هـ) نسخة (ط)، وهي النسخة المطبوعة في النجف 1370هـ، المطبعة الحيدرية، جاء في أولها: الصول العشرة في الغيبة تأليف الإِمام الفقيه المحقق محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد المتوفى سنة 413 هـ، وجاء في آخرها: يقول الفقير إلى الله الغنّي شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: قد نسخت هذه النسخة إلى اوائل الفصل السادس من نسخة العالم الجليل الميرزا محمد الطهراني المقيم بسامراء، وباقيها من نسخة العالم النبيل السيد محمد صادق آل بحر العلوم، واتفق لي الفراغ بعون الله تعالى يوم الرابع عشر من شهر محرّم الحرام من سنة 1363 ثلاث وستين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدسة بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه افضل الصلاة والسّلام.
وعدد صفحاتها (38) صحفة بالحجم الرقعي، وطبع في آخرها: نوادر الراوندي، مواليد الأئمّة.
(2) مقابلة هذه النسخ وذكر الإِختلافات.
(3) تقويم النصّ وترجيح الصحيح أو الأصح فيما بين النسخ ووضعه في المتن، وأشرنا إلى اكثر الاختلافات في الهامش، لأجل أهمّيّة الكتاب وقدمه، وقدم النسخ المعتمدة، كما هو مسلكنا في التحقيق وتمسكنا بعبارة: ربّ حامل فقهٍ إلى مَن هو افقه منه.
(4) تخريج الآيات القرانية والروايات والأَقوال حسب ما أمكن.
(5) وضع ترجمة مبسّطة لكلّ الأَعلام الواردة أسماؤهم في المتن والتأكّد من صحّتها غير الانبياء والأَئمة عليهم السلام.
(6) التعريف بالكتب الواردة في المتن.
(7) التعريف بالفرق الواردة في المتن.
(8) التعريف بالبلدان الواردة في المتن.
(9) شرح بعض الكلمات اللغوية الصعبة من مصادر اللغة، وبعض العبارات الصعبة التي تحتاج إلى توضيح.
(01) وضع فهارس متعدّدة في آخر الكتاب، تسهيلاً للمراجع.
وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين
18 / ذي الحجّة / 1412 هـ
ذكرى عيد الغدير الأغر
فارس الحسّون تبريزيان