ولو لم يكن موسى(1) عليه السلام ظاهراً مشهوراً في أولاده معروف المكان منه وصحّة نسبه واشتهار فضله وعلمه وحكمته وامتثاله وكماله، بل كان مثل ستر الحسن عليه السلام ولده، لَما ذكره في وصيّته، ولاقتصر على ذكر غيره مّمن سميناه(2)، لكنّه ختمهم في الذكر به كما بيّناه.
وهذا شاهد لِما وصفناه من غرض أبي محمّد عليه السلام في وصيّته إلى والدته دون غيرها، وإهمال ذكر ولدٍ له، ونظر له في معناه على ما بيّناه.
____________
(1) ع. ر: ولم موسى.
(2) ل: ولأقبض على ذكر غيره ممّن سمّينا.
الكلام في الفصل الرابع
فأمّا الكلام في الفصل الرابع، وهو: الاستبعاد الداع (كذا) للحسن عليه السلام إلى ستر ولده، وتدبير الأمر في إخفاء شخصه، والنهي لشيعته عن البينونة بتسميته وذكره، مع كثرة الشيعة في زمانه وانتشارهم في البلاد وثروتهم(1) بالأموال وحسن الأحوال(2)، وصعوبة الزمان فيما سلف على آبائه عليهم السلام واعقتاد ملوكه فيهم، وشدّ غلظهم على الدائنين بإمامتهم، واستحلالهم الدماء والأموال، ولم يدعهم ذلك إلى ستر وُلدهم ولا مؤهّل الأمر من بعدهم(3). وقول الخصوم: إنّ هذا متناقض في أحوال العقلاء.
فليس الأمر كما ظنّوه، ولا كان على ما استبعدوه.
والّذي دعا الحسن إلى ستر ولده، وكتمان ولادته، وإخفاء شخصه، والاجتهاد في إهمال ذكره بما خرج إلى شيعته من النهي عن الاشارة إليه، وحظر تسميته، ونشر(4) الخبر بالنصّ عليه.
____________
(1) ل. ر. ع: وثروهم، ط: ووثبهم.
(2) ل: الأفعال.
(3) ع: ولا مؤهل الأمن من بعدهم، ل: ولا مؤهل إلاّ من بعدهم، ط: ولا موّهوا الأمر من بعدهم.
(4) يحتمل في بعض النسخ: وتسرّ.
أنّ ملوك الزمان إذ ذاك كانوا يعرفون من رأي الأئمّة عليهم السلام التقيّة، وتحريم الخروج بالسيف على الولاة، وعيب مَن فعل ذلك من بني عمّهم ولومهم عليه، وأنّه لا يجوز عندهم تجريد السيف حتّى: تركد الشمس عند زوالها، ويُسمع نداء من السماء باسم رجل بعينه، ويُخسف بالبيداء، ويقوم آخر ائمّة الحقّ بالسيف ليزيل(2) دولة الباطل.
وكانوا(3) لا يُكبرون بوجود مَن يوجد منهم، ولا بظهور شخصه، ولا بدعوة(4) من يدعو إلى إمام، لأمانهم مع ذلك من فتقٍ(5) يكون عليهم به، ولاعتقادهم(6) قلّة عدد مَن يصغي إليهم في دعوى الإِمامة لهم، أو يصدّقهم فيما يخبرون به من منتظر يكون لهم.
فلمّا جاز وقت وجود المترقّب لذلك، المخوف منه القيام بالسيف، ووجدنا الشيعة الإِمامية مطبقة على تحقيق أمره وتعيينه (7) والاشارة إليه دون غيره، بعثهم ذلك على طلبه وسفك دمه، ولتزول(8) الشبهة في التعلّق به، ويحصل الأمان في الفتنة بالاشارة إليه والدعوة إلى نصرته.
____________
(1) ط: فيدعوهم.
(2) ل: فبزيل خ ل.
(3) ر: فكانوا.
(4) ل. ر. ع. س: ولا يدعوهم، والمثبت من ط.
(5) قال الجوهري: والفتق: شقّ عصا الجماعة ووقوع الحرب بينهم. الصحاح: 4/1539، فتق.
(6) ل. ر. ع: والاعتقادهم.
(7) ل: وتعيّنه.
(8) ط: لتزول.
وأنّ ابن الحسن عليهما السلام لو يظهر(2) لسفك القوم دمه، ولم تقتض الحكمة التخلية بينهم وبينه، ولو كان في المعلوم للحقّ صلاحٌ بإقامة إمامٍ من بعده لكفى في الحجّة وأقنع في إيضاح المحجّة(3)، فكيف وقد بيّنا عن سبب ذلك بما لايحيل(4) على ناظر، والمنّة لله.
____________
(1) س: أو علّة.
(2) ر. ع. ل: ويظهر، والمثبت من حاشية ل، وفي س. ط: لو ظهر.
(3) ع. ل. ر. س: الحجّة، والمثبت من ط.
(4) كذا في النسخ، ولعلّ الصحيح: لا يخيل أي لا يشكل، راجع لسان العرب.
الفصل الخامس
وأمّا الكلام في الفصل الخامس، وهو قول الخصوم: إنّ دعوى الإِماميّة لصاحبهم أنّه منذ وُلد إلى وقتنا هذا مع طول المدّة وتجاوزها الحدّ مستترٌ لا يعرف أحدٌ مكانَه ولا يعلم متسقرّه، ولا يدّعي عدلٌ من الناس لقاءه ولا يأتي بخبرٍ عنه ولا يعرف له أثراً(1).
خارجة عن العرف، إذ لم تجر العادة لأحدٍ من الناس بذلك، إذ كان كلّ من اتفق له الاستتار عن الظالم لخوف منه على نفسه ولغير ذلك من الأغراض، تكون مدّة استتاره مرتّبة، ولا تبلغ عشرين سنة فضلاً عمّا زاد عليها، ولا يخفى أيضاً على الكلّ في مدّة استتاره مكانه(2)، بل لابدّ من أن يعرف ذلك بعض أهله وأوليائه بلقائه، وبخبرٍ منه يأتي إليهم(3) عنه.
وإذا خرج قول الإِمامية في استتار صاحبهم وغيبته عن حكم العادات بطل ولم يُرج قيام حجّة.
____________
(1) س. ط: ولا يُعرف له أثرٌ.
(2) ل. ع: ومكانه.
(3) س. ط: لهم.
فصل:
وليس الأمر كما توهّمه الخصوم في هذا الباب، والإِمامية بأجمعها تدفعهم عن دعواهم وتقول:
إنّ جماعة من أصحاب أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد عليهم السلام قد شاهدوا خَلَفهُ في حياته، وكانوا أصحابه وخاصته بعد وفاته، والوسائط بينه وبين شيعته دهراً طويلاً في استتاره: ينقلون(1) إليهم عن(2) معالم الدين، ويخرجون إليهم أجوبة عن مسائلهم فيه، ويقبضون منهم حقوقه لديهم(3).
وهم جماعة كان الحسن بن عليّ عليه السلام عدّلهم في حياته، واختصّهم أُمناء له(4) في وقته، وجعل إليهم النظر في أملاكه(5) والقيام بمآربه، معروفون(6) باسمائهم وأنسابهم وأمثالهم.
كأبي عمر وعثمان(7) بن سعيد السمّان (8)، وابنه أبي جعفر محمّد بن
____________
(1) ل. ر. ع: ينفكون.
(2) س. ط: من.
(3) لديهم، لم يرد في ل.
(4) ل. ر: واختصّهم أمَثاله.
(5) ع. ل. ر: ملاكه.
(6) ع. ل. ر. س: معروفين، والمثبت من ط.
(7) ع. ل. ر. س: كأبي عثمان، والمثبت من ط.
(8) أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري السمّان ويقال له الزيّات الأسدي، جليل القدر، النائب الأوّل لصاحب الزمان، خدم الإِمام الهادي وله أحد عشر سنة وله إليه عهد معروف، وهو وكيل الإِمام العسكري أيضاً.
رجال الشيخ: 420 رقم 36، 434، رقم 22، الخلاصة: 126 رقم 2، رجال ابن داود: 133 رقم 991.
____________
(1) أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، الوكيل الثاني لصاحب الزمان عليه السلام، له منزلة جليلة، وكان محمّد قد حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج، فسئل عن ذلك فقال: للناس اسباب، ثمّ سئل بعد ذلك فقال: قد أُمرت أن أجمع أمري، فمات بعد شهرين من ذلك في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة وقيل: اربع، وقال عند موته: امرت أن اُوصي إلى الحسين بن روح.
رجال الشيخ: 509 رقم 101، الخلاصة: 149 رقم 57، رجال ابن داود: 178 رقم 1449.
(2) مدينة فيما بين النهرين ـ تركيا حالياً ـ كانت منذ القرن الثالث الميلادي مهد الآداب السريانية حتّى سقوطها في أيدي الساسانيين.
المنجد: 710.
(3) منطقة في غربي ايران على الخليج، غنية بالنفط.
المنجد: 85.
(4) ع. ر: الركورلي، ل: الركوزفي.
(5) مدينة في العراق على ساعد الفرات، اتخذها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب مقرّاً له وفيها استشهد، جعلها العباسيّون عاصمة في سنة 749م، بالقرب منها النجف ومشهد عليّ انجبت علماء ومحدّثين ونحويين، كانت مع البصرة مركزاً للثقافة العربية.
المنجد: 598.
(6) عاصمة العراق حاليّاً، شيّدها المنصور العباسي سنة 762م، ازدهرت بغداد ازدهاراً منقطع النظير بين 754 ـ 833م، أخذت بالانحطاط بعد نقل المعتصم العاصمة إلى سامراء، ودمّرها هولاكو بعد تيمورلنك.
المنجد: 126 ـ 127.
____________
(1) بالفتح ثمّ السكون وكسر الواو، مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخاً، وإلى أبهر اثنا عشر فرسخاً، أوّل مَن استحدثها سابور ذو الأكتاف.
معجم البلدان 4: 342 ـ 344، المنجد: 550.
(2) مدينة في غرب ايران تذكر مع قاشان، وهي مدينة مستحدثة اسلامية، وهي خصبة ماؤها من الآبار ملحة في الأصل، وهي محجّة للعلويين وفيها قبور أوليائهم.
معجم البلدان 4: 397 ـ 398، المنجد: 557.
(3) بلاد العراق العجمي شرقي آذربايجان، تقع فيها قلعة الاموت.
المنجد: 207.
(4) ع. ر. س: معروفين.
(5) روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن محمّد الخزاعي، قال: حدّثنا أبو عليّ الأسدي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي أنّه ذكر عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء:
ببغداد: العمر، وابنه، وحاجز، والبلالي، والعطّار.
ومن الكوفة: العاصميّ.
ومن أهل الأهواز: محمّد بن إبراهيم بن مهزيار.
ومن أهل قم: أحمد بن إسحاق.
ومن أهل همدان: محمّد بن صالح.
ومن أهل الري: البسامي، والأسدي، يعني: نفسه.
ومن أهل آذربايجان: القاسم بن العلاء.
ومن أهل نيسابور: محمّد بن شاذان.
ومن غير الوكلاء:
من أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي حليس، وأبو عبدالله الكندي، وأبو عبدالله الجنيديّ، وهارون القزّاز، والنيلي، وأبو القاسم بن دبيس، وأبو عبدالله بن فرّوخ، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن عليه السلام، وأحمد ومحمّد ابنا الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نيبخت، وصاحب النواء، وصاحب الصرّة المختومة.
ومن همدان: محمّد بن كشمرد، وجعفر بن حمدان، ومحمّد بن هارون بن عمران.
ومن الدينور: حسن بن هارون، وأحمد بن اخيّة، وأبو الحسن.
ومن اصفهان: ابن باذشالة.
ومن الصيمرة: زيدان.
ومن قم: الحسن بن النضر، ومحمّد بن محمّد، وعليّ بن محمّد بن اسحاق، وابوه، والحسن بن يعقوب.
ومن أهل الري: القاسم بن موسى، وابنه، وأبو محمّد بن هارون، وصاحب الحصاة، وعليّ بن محمّد، ومحمّد بن محمّد الكليني، وأبو جعفر الرفاء.
ومن قزوين: مرداس، وعليّ بن أحمد.
ومن فاقتر: رجلان.
ومن شهرزور: ابن الخال.
ومن فارس: المحروج.
ومن مرو: صاحب الألف دينار، وصاحب المال والرقعة البيضاء، وأبو ثابت.
ومن نيسابور: محمّد بن شعيب بن صالح.
ومن اليمن: الفضل بن يزيد، والحسن ابنه، والجعفري، وابن الأعجمي، والشمشاطي.
ومن مصر: صاحب المولودين، وصاحب المال بمكّة، وأبو رجاء.
ومن نصيبين: أبو محمّد بن الوجناء.
ومن الأهواز: الحصيني.
راجع: كمال الدين 2: 442 ـ 443 رقم 16، وراجع أيضاً 2: 476 ـ 479 رقم 26 وفيه قصّة الوفد الذي جاء من قم والجبال، وللتوسعة راجع: نفس المصدر 2: 434 ـ 482، باب 43 ذكر مَن شاهد القائم عليه السلام ورآه وكلّمه، الغيبة للطوسي: 253 ـ 280، كتاب تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي، كتاب جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجّة أو معجزته في الغيبة الكبرى للمحدث النوري طبع آخر المجلد: 53 من البحار البحار 52: 77 باب 18 ذكر من رآه، الكنى والالقاب 1: 91 ـ 93.
وهذا يسقط دعوى الخصوم وِفاق الإِمامية لهم: أنّ صاحبهم لم يرَ منذ ادّعوا ولادته، ولا عرف له مكان، ولا خبّر أحدٌ بلقائه.
فأمّا بعد انقراض مَن سمّيناه من أصحاب أبيه وأصحابه عليهما السلام، فقد كانت الأخبار عمّن تقدّم من أئمّة آل محمّد(3) عليهم السلام متناصرة: بأنّه لابدّ للقائم المنتظَر من غيبتين، إحداهما(4) أطول من الأُخرى، يَعِرفُ خبرهَ الخاصُّ في القصرى ولا يَعرِفُ العامُّ له مستقراً في الطولى، إلاّ من تولّى خدمته من ثقاة(5) أوليائه، ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره.
والأخبار(6) بذلك موجودة في مصنّفات الشيعة الامامية قبل مولد أبي محمّد وأبيه وجدّه عليهم السلام (7)، وظهر حقّها عند مضيّ الوكلاء والسفراء الّذين سمّيناهم رحمهم الله، وبإن صدق رواتها بالغيبة الطولى، فكان(8) ذلك من الآيات الباهرات في صحّة ما ذهبت إليه الإِمامية ودانت به في
____________
(1) الضن: البخل، والمراد هنا: اعتزازاً بهم وبخلاً بهم على غيرهم.
اللسان 13: 261 ضنن.
(2) ل. ر. س: فرقهم.
(3) من قوله: عليهم السلام، إلى هنا لم يرد في ل.
(4) ع. ل. ر. س: احدهما.
(5) ل. س: تقاة.
(6) ر. ع: فالأخبار.
(7) راجع مقدمة هذا الكتاب، رقم 2، من كتب عن المهديّ.
(8) ل. س. ط: وكان.
وليس يمكن أن يخرج عن عادة أزماننا هذه غيبةُ بشرٍ لله تعالى، في استتاره تدبيرٌ لمصالح خلقه لا يعلمها إلاّ هو، وامتحانٌ لهم بذلك في عبادته، مع أنّا لم نُحِط علماً بأنّ كلَّ غائبٍ عن(1) الخلق مستتراً(2) بأمر دينه لأمرٍ يؤمّه(3) عنهم ـ كما ادعاه الخصوم ـ يَعرفُ جماعةٌ من الناس مكانه ويخبرون عن مستقرّه.
وكم وليّ لله(4) تعالى، يقطع الأرض بعبادة ربّه تعالى والتفردّ من الظالمين بعمله، ونأى بذلك عن دار المجرمين وتبعّد بدينه عن محلّ الفاسقين، لا يعرف أحدٌ من الخلق له مكاناً ولا يدّعي انسان له لقاءً ولا معه اجتماعاً.
وهو الخضر عليه السلام، موجود قبل زمان موسى عليه السلام إلى وقتنا هذا، بإجماع أهل النقل واتفاق أصحاب السير والأخبار، سائحاً في الأرض، لايعرف له أحدٌ مستقراً ولا يدعي له اصطحاباً، إلاّ ماجاء في القرآن به من قصّته مع موسى عليه السلام(5)، وما يذكره بعض الناس من أنّه يظهر أحياناً ولا يعرف، ويظن بعض من رآه(6) أنّه بعض الزّهاد فإذا فارق مكانه توهّمه المسمّى بالخضر، وإن لم يكن يُعرف بعينه في الحال ولا
____________
(1) ع. ل. ر: من.
(2) ط: مستترٍ.
(3) ع. ر. ل. س: يأمه.
ومعنى يؤمّه: يقصده.
اللسان 12: 122 مم.
(4) ط: وثمّ وليّ الله.
(5) الكهف 18: 65 ـ 82.
وراجع: كمال الدين 2: 385 ـ 393.
(6) ل: ويظن بعضٌ رآه، ط: ويظن بعض الناس رآه.
وقد كان من غيبة موسى بن عمران عليه السلام عن وطنه وفراره(1) من فرعون ورهطه ما نطق به الكتاب(2)، ولم يظهر عليه أحدٌ مدّة غيبته عنهم فيعرف له مكاناً، حتّى ناجاه الله عزّ وجلّ وبعثه نبيّاً، فدعا إليه وعرفه الوليّ والعدوّ إذ ذاك.
وكان من قصّة يوسف بن يعقوب عليهما السلام ما جائت به سورة كاملة بمعناه(3)، وتضمّنت ذكر استتار خبره عن أبيه، وهو نبيّ الله تعالى يأتيه الوحي منه سبحانه صباحاً ومساءً، وأمْرهُ مطويٌّ عنه وعن إخوته، وهم يعاملونه ويبايعونه ويبتاعون منه ويلقونه(4) ويشاهدونه فيعرفهم ولا يعرفونه، حتّى مضت على ذلك السنون وانقضت(5) فيه الأزمان، وبلغ من حزن أبيه عليه السلام عليه ـ(6) لفقده، ويأسه من لقائه، وظنّه خروجه من الدنيا بوفاته ـ ما انحنى له ظهره، وأنهك (7) به جسمه، وذهب لبكائه عليه بصره.
وليس في زماننا(8) الآن مثل(9) ذلك، ولا سمعنا بنظير له في سواه.
____________
(1) ع. ل. ر: ويرانه، والمثبت من س. ط.
(2) القصص 28: 21 ـ 32.
وراجع: كمال الدين 2: 145 ـ 153، قصص الأنبياء: 148 ـ 176.
(3) سورة يوسف، رقم 12.
وراجع للتفصيل: كمال الدين 1: 141 ـ 145، قصص الأنبياء: 126 ـ 138.
(4) س. ط: وهم يعاملونه ويبتاعون منه ويأتونه.
(5) ع. ر: ونقصت.
(6) لفظ: عليه، لم يرد في ل. س. ط.
(7) ع. ر: وانهتك، ل: وانحل.
(8) ع. ل. ر: دعاننا، والمثبت من س. ط.
(9) ر: قبل.
وهذا أيضاً خارج عن عادتنا(1) وبعيد من تعارفنا، وقد نطق به القرآن(2) وأجمع عليه أهل الإِسلام وغيرهم من أهل الملل والأديان.
وأمر أصحاب الكهف نظيرٌ لِما ذكرناه، وقد نزل القرآن بخبرهم وشرح أمرهم(3): في فرارهم بدينهم من قومهم وحصولهم في كهف ناءٍ عن بلدهم، فأماتهم الله فيه وبقي كلبهم باسطاً ذراعيه بالوصيد، ودبّر أمرهم في بقاء أجسامهم على حال أجساد الحيوان لا يلحقها بالموت تغيّرٌ(4)، فكان(5) يقلّبهم ذات اليمين وذات شمال كالحيّ الّذي يتقلّب(6) في منامه بالطبع والأختيار، ويقيهم حرّ الشمس الّتي تغيّر الألوان، والرياح التي تمزّق الأجساد فبقوا على ذلك ثلاث مائة سنة وتسع سنين على ما جاء به الذكر الحكيم.
____________
(1) ع. ل. ر: عبادتنا.
(2) الصافات 37: 139 ـ 146.
وراجع: قصص الأنبياء: 251 ـ 253.
(3) الكهف 18: 9 ـ 22.
(4) ط: تغيّر بالموت.
(5) ل. س. ط: وكان.
(6) ر. س. ط: ينقلب.
وليس في عادتنا(3) مثل ذلك ولا عرفناه، ولولا أنّ القرآن جاء بذكر هؤلاء القوم وخبرهم وما ذكرناه من حالهم لتسرّعت الناصبة إلى إنكار ذلك كما يتسرّع إلى إنكاره الملحدون والزنادقة والدهريون ويحيلون صحّة الخبر به، وقد تقول: لن يكون(4) في المقدور.
وقد كان من أمر صاحب الحمار الّذي نزل بذكر قصته القرآن(5)، وأهل الكتاب يزعمون أنّه نبيّ الله تعالى، وقد كان (مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها) فاستبعد عمارتها(6) وعودها إلى ما كانت عليه ورجوع الموتى منها بعد هلاكهم بالوفاة، فـ (قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عامٍ ثمّ بعثه) وبقي طعامه وشرابه بحاله(7) لم يغيّره تغيير طبائع(8) الزمان كلَّ طعام وشراب عن حاله، فجرت بذلك العادة في طعام صاحب الحمار وشرابه، وبقي حماره قائماً في مكانه لم ينفق(9) ولم يتغيّر عن
____________
(1) ع. ر. س: لعادوا.
(2) ع. ل. ر: نصيبهم.
(3) ع. ل. ر: عبادتنا.
(4) في النسخ: أن يكون، والظاهر ما أثبتناه.
(5) البقرة 2: 259.
(6) ر. س. ط: عمارتهم.
(7) لفظ: بحاله، لم يرد في ل. ط.
(8) ل. س. ط: طباع.
(9) أي: لم يمت.
الصحاح 4: 560 انفق.
فلمّا أحياه(2) الله تعالى ـ المذكور بالعجب من حياة الأموات وقد أماته مائة عام ـ قال له: (انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه)، يريد به: لم يتغيّر بطول مدّة بقائه، (وانظر إلى العظام كيف نُنْشِزُها)، يعني: عظام الأموات من الناس كيف نخرجها من تحت التراب (ثمّ نكسوها لحماً) فتعود حيواناً كما كانت بعد تفرّق أجزائها واندراسها بالموت (فلمّا تبين له) ذلك وشاهد الأعجوبة فيه (قال اعلم أنّ الله على كل شيء قديرٌ)(3).
وهذا منصوص في القرآن مشروح في الذكر والبيان(4) لا يختلف فيه المسلمون وأهل الكتاب، وهو خارج عن عادتنا(5) وبعيد من تعارفنا، منكر عند الملحدين ومستحيل على مذهب الدهريّين والمنجّمين وأصحاب الطبائع من اليونانيّين وغيرهم من المدّعين الفلسفة والمتطبّبين.
على [ أنّ ](6) ما يذهب إليه الامامية في تمام استتار صاحبها وغيبته ومقامه على ذلك طول مدّته أقرب في العقول والعادات [ ممّا ] أوردناه (7) من أخبار المذكورين في(8) القرآن.
____________
(1) ل. س. ط: حتّى.
(2) ط: أحيى.
(3) البقرة 2: 259.
(4) ع. ل. ر: والهان.
(5) ع. ل. ر. ط: عادتها.
(6) زيادة أوردناها لاقتضاء السياق لها.
(7) ل. ط: او زيادة.
(8) ع. ل. س: من.
وأمثال ما ذكرناه ـ وإن لم يكن قد جاء به القرآن ـ كثيرٌ، قد رواه أصحاب الأخبار وسطره في الصحف أصحاب السير والآثار:
من غيبات ملوك الفرس عن رعاياهم دهراً طويلاً لضروبٍ من التدبيرات، لم يعرف أحدٌ لهم فيها مستقراً ولا عثر(2) لهم على موضع ولا مكان، ثمّ ظهروا بعد ذلك وعادوا إلى ملكهم بأحسن حال، وكذلك جماعةٌ من حكماء الروم والهند وملوكهم.
فكم(3) كانت لهم غيباتٌ وأخبارٌ بأحوالٍ تخرج عن العادات.
لم نتعرّض لذكر شيءٍ من ذلك، لعلمنا بتسرّع الخصوم إلى إنكاره، لجهلهم ودفعهم صحّة الاخبار به وتعويلهم في إبطاله(4) على بُعده من عاداتهم وعرفهم(5).
فاعتمدنا القرآن فيما يحتاج إليه منه، وإجماع أهل الاسلام، الإِقرار(6) الخصم بصحّة ذلك وأنّه من عند الله تعالى، واعترافهم بحجّة الاجماع.
وإنّ كنّا نعرف من كثير منهم نفاقهم بذلك، ونتحقّق استبطانهم (7) بخلافه، لعلمنا بإلحادهم في الدين واستهزائهم به، وأنّهم كانوا ينحلون
____________
(1) ر. س: مستمولون.
(2) ع. ل. ر. س: ولا غير.
(3) ع. ل. ط: وكم.
(4) ل: على إبطاله.
(5) ل: من عرفهم وعاداتهم.
(6) ل. ط: وإقرار.
(7) س. ط: استنباطهم.
ونعوذ بالله من سيّء الاتفاق(4)، ونسأله العصمة من الضلال.
____________
(1) ر: يصرّحوا.
(2) ع. ل: فظاهروا، س. ط: فتظاهروا.
(3) ع. ل: لمذهب، ر: المذاهب.
(4) س. ط: سنن النفاق، ع. ر. ل: سيّء للاتفاق، ويحتمل: سنيّ للانفاق، وما أثبتناه هو المناسب للعبارة.
الكلام في الفصل السادس
تعلّق الخصوم بانتقاض العادة في دعوى طول عمره، وبقائه على تكامل أدواته(1) منذ(2) ولد على قول الإِماميّة(3) في سنيّ عَشْر الستين والمائتين وإلى(4) يومنا هذا وهو سنة أحد عشر وأربعمائة، وفي حملهم(5) في بقائه وحاله وصفته الّتي يدّعونها(6) له بخلاف حكم العادات، وأنّه يدلّ على فساد معتقدهم فيه.
فصل:
والذي تخيّله(7) الخصوم هو: فساد قول الإِماميّة(8) بدعواهم
____________
(1) أي: تكامل قواه وآلاته.
لسان العرب 14: 25 أدا.
(2) س. ط: وأنّه منذ.
(3) ع. ر: قول للإماميّة.
(4) س. ط: إلى.
(5) ط: حكمهم.
(6) ر. س: يدعو بها.
(7) ل: يختار.
(8) ع. ر: قول للإماميّة.
وإن خرج عمّا نعهده نحن(4) الآن من أحوال البشر، فليس بخارج عن عادات سلفت لشركائه في البشريّة وأمثالهم في الإِنسانية.
وما جرت به عادة في بعض الأزمان لم يمتنع وجوده في غيرها، وكان حكم مستقبلها كحكم ماضيها على البيان.
ولو لم تجر عادةٌ بذلك جملةً(5) لكانت الأدلّة على أن الله تعالى قادرٌ على فعل ذلك تُبطل(6) توهّم المخالفين للحقّ فساد القول به وتكذّبهم(7) في دعواهم.
وقد أطلق العلماء من أهل الملل وغيرهم أنّ آدم أبا البشر عليه السلام عمّر نحو الألف(8)، لم يتغيّر له خَلقٌ، ولا انتقل من طفوليّة إلى شبيبة، ولا عنها إلى هرم، ولا عن قوّة إلى عجز، ولا عن علم إلى جهل، وأنّه لم يزل على صورة واحدة إلى أن قبضه الله عزّ وجلّ إليه(9).
____________
(1) ط: بالإمامة.
(2) س. ط: التشبيب.
(3) س: ووقارة.
(4) لفظ: نحن، لم يرد في س. ط.
(5) ط: ولو لم تجر بذلك عادة جلّة.
(6) أي: الأدلّة.
(7) س. ط. ل: وتكذيبهم.
(8) س. ط: نحو الف.
(9) راجع كمال الدين 2: 523 رقم 3، قصص الأنبياء: 54 و55 و65.
والقرآن في ذلك ناطق(2) ببقاء نوح نبيّ الله عليه السلام في قومه تسعمائة سنة وخمسين سنة للإِنذار لهم خاصّة، وقبل ذلك ما كان له من العمر الطويل إلى أن بُعث نبيّاً من غير ضعفٍ كان به ولا هرم ولا عجزٍ ولا جهلٍ، مع امتداد بقائه وتطاول عمره في الدنيا وسلامة حواسّه.
وأنّ الشيب أيضاً لم يحدث في البشر قبل حدوثه في إبراهيم الخليل عليه السلام(3) بإجماع مَن سمّيناه من أهل العلم من المسلمين خاصة كما ذكرناه.
وهذا ما لا يدفعه إلاّ الملحدة من المنجّمين وشركاؤهم في الزندقة من الدهريّين، فأمّا أهل الملل كلّها فعلى اتفاق منهم(4) على ما وصفناه.
والأخبار متناصرة بامتداد أيّام المعمّرين من العرب والعجم والهند، وأصناف البشر أحوالهم الّتي كانوا عليها مع ذلك، والمحفوظ من حكمهم مع تطاول أعمارهم، والمأثور من تفصيل قصّاتهم(5) من أهل أعصارهم وخطبهم وأشعارهم، لا يختلف أهل النقل في صحّة الأخبار عنهم بما ذكرناه
____________
(1) لفط: من غير بدوٍ، لم يرد في ط، وفي ع. ل. ر. س: من غير يدٍ وصحّ، والظاهر ما اثبتناه، إذ لفظ: صحّ ورد لأجل سقطٍ كان في نسخةٍ، فتوهّم المستنسخ انّها من المتن.
(2) العنكبوت 29: 14.
وللتفصيل راجع: كمال الدين 2: 523 رقم 1 و2 و3، وقصص الأنبياء: 84 و85.
(3) راجع: قصص الأنبياء: 109.
(4) ع. ل. ر: منه.
(5) ع. ل: تعطّل قصاتهم، ر. س: تعطل قضاتهم.
وقد أثبتُّ أسماء جماعة منهم في كتابي المعروف بـ الإِيضاح في الإِمامة، وأخبار كافّتهم مجموعة مؤلّفة حاصلة في خزائن الملوك وكثير من الرؤساء وكثير من أهل العلم وحوانيت الوراقين(1)، فمن أحبّ الوقوف على ذلك فليلتمسه من الجهات المذكورة، يجدها على ما يثلج صدره ويقطع بتأمّل أسانيدها في الصّحة له عذره، إن شاء الله تعالى.
وأنا أُثبت مِن ذِكْرِ بَعْضهم ها هنا جملةً تقنع، وإن كان الوقوف على أخبار كافّتهم(2) أنجع فيما نؤمه(3) بذكر البعض إن شاء الله.
فمنهم:
لقمان بن عاد الكبير(4).
وكان أطول الناس عمراً بعد الخضر عليه السلام، ولذك أنّه عاش على رواية العلماء بالأخبار ثلاثة آلاف(5) سنة وخمسمائة سنة، وقيل: إنّه
____________
(1) راجع: كتاب المعمّرون: 1 ـ 114، كمال الدين 2: 523 باب 46 ما جاء في لتعمير، مطالب السئول في مناقب آل الرسول الجزء الثاني الباب الثاني عشر، تذكرة الخواص: 364، الغيبة للطوسي: 113 ـ 323، البحار 51: 225 ـ 393، باب 14، ذكر اخبار المعمّرين، تقريب المعارف: 207 ـ 214، كنز الفوائد 2: 114 ـ 134.
(2) ع. ل. ر: كافهم.
(3) أي: نقصده.
اللسان 12: 22 أمم.
(4) وفي بعض المصادر: لقمان بن عاديا، وفي بعضها: لقمان العاديّ.
وهو غير لقمان الّذي عاصر النبي داود عليه السلام، وكان من بقيّة عادٍ الأُولى، وكان وفد عادٍ الّذين بعثهم قومهم إلى الحرم ليستسقوا لهم، واعطي من السمع والبصر على قدر ذلك، وله احاديث كثيرة.
المعمّرون: 4 ـ 5، كمال الدين 2: 559، حياة الحيوان 2: 351.
(5) ع. ر: الف.
وفيه يقول الأعشى(2):
ومنهم:
رُبَيْعُ بن ضُبَيع(6) بن وَهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عَدِيّ(7) بن فزارة(8).
____________
(1) طائر معروف، جمعه في القلة أنسر وفي الكثرة نسور، وسمّي نسراً لأنّه ينسر الشيء ويبتلعه، وهو أطول الطير عمراً، وانَه يعمّر ألف سنة، وهو اشدّ الطير طيراناً، ويقال في المثل: أعمر من نسر.
حياة الحيوان الكبرى 2: 348 ـ 352.
(2) أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، يعرف بأعشى قيس، ويقال له: اعشى بكر بن وائل، أحد المعروفين من شعراء الطبقة الأُولى في الجاهليّة وفحولهم، وكانت العرب تعني بشعر الأعشى، سكن الحيرة وكان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس، غزير الشعر.
الكنى والألقاب 2: 38، الأعلام 7: 341.
(3) في كتاب المعمّرون: خلوت.
(4) ع. ل. ر: اذا خل.
(5) للتفضيل راجع: المعمّرون: 4 ـ 5، كمال الدين 2: 559.
(6) س. ط: ضبع، وكذا في كتاب كمال الدين.
(7) ع. ل. ر: عيسى.
(8) في بعض المصادر: انّه عاش مائتين وأربعين سنة. وقصّته مع عبد الملك ودخوله عليه معروفة.
المعمّرون: 8 ـ 10، كمال الدين 2: 549 ـ 550، و561.
وهو الّذي يقول وقد طعن في ثلامائة سنة:
والأبيات معروفة.
وهو الّذي يقول أيضاً منه:
ومنهم:
المستوغر بن ربيعة بن كعب(4).
____________
(1) ل: خسرا.
(2) ع. ر: يراي.
(3) ط: مسرّته الفناء، وفي النسخ الأُخرى: المسرّة والفناء، والمثبت من كتاب المعمورن وكتاب كمال الدين، ويروى عجز البيت الأخير أيضاً: فقد ذهب التخيّل والفتاء.
والفتاء: الشباب.
لسان العرب 15: 145 فتا.
وللتفصيل راجع: المعمرون: 8 ـ 10، كمال الدين 2: 549 ـ 550، 2: 561.
(4) هو: المستوغر بن ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم، عاش زمناً طويلاً، أدرك الاسلام ولم يسلم، وكان من فرسان العرب في الجاهلية.
المعمرون: 12 ـ 14، كمال الدين 2: 561.
وهو الّذي يقول:
ومنهم:
أكثم بن صيفي الأسدي(4).
عاش ثلاثمائة سنة وثمانين سنة، وكان مّمن أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وآمن به ومات قبل أن يلقاه، وله أحاديث كثيرة وحِكم وبلاغات وأمثال.
وهو القائل:
____________
(1) ع. ر: من بعد السنين سنيناً، ل. س: من بعد الستين مأتينا، ط: من عدد السنين مأتينا، والمثبت من كتاب المعمّرون.
(2) ع. ر. س: بعد.
(3) للتفصيل راجع: المعمّرون: 12 ـ 14، كمال الدين 2: 561.
(4) اكثم بن صيفي أحد بني أسد بن عمرو بن تميم، ادرك الإِسلام واختلف في اسلامه، إلاّ أنّ الاكثر لا يشك في أنّه لم يسلم، ولم تكن العرب تقدّم عليه أحداً في الحكمة.
المعمّرون: 14 ـ 25، كمال الدين 2: 570.
(5) كذا في النسخ، وفي ر: وقادها، وفي كمال الدين: غير ستّ وأربع.
(6) في كمال الدين: وذلك من عدِّ الليالي.
(7) للتفصيل راجع كمال الدين 2: 570، المعمرون: 14 ـ 25.
عاش مائتين وستة وسبعين سنة، ولا يُنكر من عقله شيء(2)، وهو المعروف بذي الحلم الّذي قال فيه المتلمّس اليشكري(3):
ومنهم:
ضُبَيْرة بن سُعَيْد بن سعد بن سَهَم بن عمرو(6).
عاش مائتي سنة وعشرين سنة، فلم(7) يشب قطّ، وأدرك الاسلام ولم يسلم.
____________
(1) ع. ل: اكثر، ر: اكبر.
وهو: صيفي بن رياح بن اكثم أحد بني أسد بن عمر بن تميم أبو اكثم، ومن وصاياه:... ومن سوء الأدب كثرة العتاب، واقرَع الأرض بالعصا، فذهب مثلاً، والقرع الضرب، والمراد: أن ينبّه الانسان صاحبه عند خطئه.
واصل المثل: ان عامر بن الظرب لمّا طعن في السن وأنكر قومه من عقله شيئاً أمر اولاده ان يقرعوا إلى المجن بالعصا إذا خرج من كلامه واخذ في غيره.
الوصيا: 146، كمال الدين 2: 570.
(2) ع. ل. ر: شيئاً.
(3) في النسخ اضطراب في ضبط الاسم، وما أثبتناه هو الصحيح.
وهو: جرير بن عبد المسيح أو عبد العزى من ضُبيعة من ربيعة، شاعر جاهلي، واخواله بنو يشكر.
راجع: الأغاني 24: 260، الأعلام 2: 119، المعمرون: 58.
(4) ع. ل. ر: فيه، بدلاً من: قبل.
(5) للتفصيل راجع: كمال الدين 2: 570، الوصايا: 146.
(6) هو: ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي، عاش مائتين وعشرين سنة وقيل: مائة وثمانين، وادرك الإِسلام فهلك فجأة.
المعمرون: 25، كمال الدين 2: 565.
(7) ع. ر: ولم.