الثمانون: " الصمصام الأكبر ".
قال في (الذخيرة) هذا اسمه عليه السلام في كتاب (كندر آل).
الحادي والثمانون: " الصبح المسفر ".
عدّه في (الهداية) من الالقاب المختصة به. ويحتمل أنه استنبط من الآية الشريفة { والصبح إذا اسفر }(1)، أو وجد خبراً قد اولّت فيه به(2).
وهو يناسبه عليه السلام لان الصبح الصادق مضيء وبيّن.
الثاني والثمانون: " الصدق ".
عدّه في المناقب القديمة والهداية من الالقاب المختصة به عليه السلام.
الثالث والثمانون: " الصراط ".
عدّه في الهداية من القابه عليه السلام.
وقد اطلق على كل امام كثيراً في الكتاب والسنة. ولم اجد شاهداً على اختصاصه به عليه السلام.
الرابع والثمانون: " الضياء ".
كما في ذلك الكتاب، وفي (المناقب) القديمة.
____________
1- الآية 34 من سورة المدثر.
2- يعني قد يكون صاحب كتاب الهداية وجداً خبر اوّل (الصبح إذا اسفر) بالقائم عجل الله تعالى فرجه، ولم نعثر مع تتبعنا على مثل هذا الخبر ولو ان الآيات المتقدمة اولت به عجل الله تعالى فرجه.
الخامس والثمانون: " الضحى ".
ومروي في (تأويل الآيات) للشيخ شرف الدين النجفى(1) في تأويل سورة (والشمس وضحاها) المباركة: " الشمس رسول الله صلى الله على وآله وسلّم "(2).
وضحى الشمس ـ وهو عندما يتلالأ نور وضياء الشمس ـ القائم عليه السلام. وفي بعض النسخ خروجه عليه السلام(3) ; ومن الواضح أن نور الرسالة وشعاع شمسه صلى الله عليه وآله وسلّم سوف يتلألأ بوجوده عليه السلام في شرق وغرب العالم على الصغير والكبير وعلى الشاب والشيخ.
السادس والثمانون: " طالب التراث ".
عدّه في الهداية من القابه. وسيأتي بيانه في لقب (الوارث)، وفي الباب الحادي عشر.
السابع والثمانون: " الطريد ".
قد تكرر تلقيبه بهذا اللقب في الأخبار. ومعناه قريب إلى (الشريد).
الثامن والثمانون: " العالم ".
عدّه في (الذخيرة) من القابه عليه السلام.
____________
1- نجد الشيخ النوري يلقبه بالشيخ ولكن في ترجمته السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي.
2- تأويل الآيات: ج 2، ص 805، ح 3 ـ وفي ح 1 انه أمير المؤمنين عليه السلام.
3- تأويل الآيات: ج 2، ص 803، ح 1.
التاسع والثمانون: " العدل ".
كما في (المناقب القديمة) و(الهداية).
التسعون: " عاقبة الدار ".
كما في الهداية.
الحادي والتسعون: " العزّة ".
ذكر هناك ايضاً.
الثاني والتسعون: " العين ".
هناك ايضاً، يعني (عين الله) كما في زيارته عليه السلام، واطلاقها على جميع الائمة عليهم السلام شائع.
الثالث والتسعون: " العصر ".
عدّه في (الذخيرة) من اسمائه عليه السلام المذكورة في القرآن.
الرابع والتسعون: " الغائب ".
من القابه عليه السلام الشائعة في الأخبار.
الخامس والتسعون: " الغلام ".
وقد ذكر مكرراً في لسان الرواة والاصحاب.
السادس والتسعون: " الغيب ".
عدّه في (الذخيرة) من القابه عليه السلام المذكورة في القرآن.
وروي في (كمال الدين) للصدوق عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في الآية الشريفة: { هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب }(1): المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب هو الحجة الغائب.
وشاهد على ذلك قول الله عزوجل: { ويقولون لولا انزل عليه آية من ربّه فقل انّما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين }(2).
يعني أن ظهوره غيب، وهو من آيات الله(3).
السابع والتسعون: " الغريم ".
صرّح علماء الرجال أنه من القابه الخاصة.
وإطلاقه عليه عليه السلام شائع في الأخبار.
والغريم بمعنى (الدائن)، وبمعنى (المدين)، وهنا بمعنى الاول. وهذا اللقب مثل (الغلام) كان للتقية، فعندما كانت الشيعة تريد أن تبعث مالا إليه عليه السلام أو إلى وكلائه أو يوصون اليه، أو يطالب هو به عليه السلام، وما شابه ذلك، فقد كانوا ينادونه
____________
1- الآية 3 من سورة البقرة.
2- الآية 20 من سورة يونس ـ والرواية في موضعين من كمال الدين: ج 1، ص 18 ـ وفي ج 2، ص 340.
3- يبدو ان هذه العبارة من المؤلف المحدث النوري قدس سره وفي كمال الدين: ج 1، ص 18 زيادة (فأخبر عزوجل ان الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة) وادّعى بعضهم ان العبارة من قوله (وشاهد ذلك... الخ) انما هي للصدوق، وليست من كلام الامام الصادق عليه السلام. والله العالم.
وقد كان عليه السلام يطلب أغلب الزراع والتجار وأرباب الحرف والصناعات.
وروى الشيخ المفيد في الارشاد عن محمد بن صالح قال: لما مات أبي، وصار الامر اليّ، كان لأبي على الناس سفاتج من مال الغريم.
قال الشيخ: وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديماً بينها، ويكون خطابها له للتقية(1).
الثامن والتسعون: " الغوث ".
من الألقاب المختصة به، وسوف يأتي تفسيره في الباب التاسع.
التاسع والتسعون: " غاية الطالبين ".
المائة: " الغاية القصوى ".
عدّهما في (الهداية) من القابه.
الواحد بعد المائة: " الخليل ".
عدّه في (ذخيرة الالباب) من القابه عليه السلام.
الثاني بعد المائة: " غوث الفقراء ".
كما تقدم في اللقب (الثامن والعشرين).
الثالث بعد المائة: " الفجر ".
كما هو مروي في (تأويل الآيات) للشيخ شرف الدين النجفي عن الامام
____________
1- الارشاد: ج 2، ص 362.
وروي ايضاً عنه عليه السلام أنه قال في تفسير سورة: { أنا انزلناه في ليلة القدر } المباركة انّ [ (حتى مطلع الفجر) حتى يقوم القائم عليه السلام ](2).
الرابع بعد المائة: " الفردوس الأكبر ".
في (الذخيرة) و(التذكرة) انّ اسمه عليه السلام هذا مذكور في كتاب (قبرس روميان).
الخامس بعد المائة: " فيروز ".
قال: في (الذخيرة) أنه اسمه عليه السلام عند (آمان) بلغة (ماچار).
وقال في التذكرة في كتاب (فرنگان ماچار الامان).
السادس بعد المائة: " فرخنده ".
وقال في (الذخيرة) أنه اسمه عليه السلام في كتاب (شعيا) النبي.
السابع بعد المائة: " فرج المؤمنين ".
الثامن بعد المائة: " الفرج الأعظم ".
التاسع بعد المائة: " الفتح ".
وعدّ الثلاثة في الهداية من القابه، وتقدم في اخبار ولادته أن السيدة حكيمة
____________
1- تأويل الآيات: ج 2، ص 792.
2- تاويل الآيات: ج 2، ص 818.
وفي كتاب (التنزيل والتحريف) لاحمد بن محمد السياري مروي، أنه قال في الآية الشريفة: { إذا جاء... الخ } يعني بالفتح القائم عليه السلام(2).
وذكر في تفسير علي بن ابراهيم في تفسير الآية المباركة: { نصر من الله }(3)، قال: " يعني في الدنيا بفتح القائم عليه السلام "(4).
العاشر بعد المائة: " الفقيه ".
روى الشيخ الطوسي في التهذيب في باب (حد حرم الحسين عليه السلام) عن محمد بن عبد الله الحميري أنه قال: " كتبت إلى الفقيه عليه السلام اسأله هل يجوز أن يُسبِح الرجل بطين قبر الحسين عليه السلام، وهل فيه فضل؟
فأجاب، وقرأت التوقيع، ومنه نسخت:
سبح به فما من شيء من التسبيح افضل منه ومن فضله، أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح "(5).
وروي عنه ايضاً، قال: " كتبت إلى الفقيه عليه السلام اسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك، أم لا؟
فاجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت: يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه
____________
1- بحار الانوار: ج 51، ص 25 إلى 26.
2- لعدم حصولنا على نسخة من هذا الكتاب ترجمناها من الاصل، ولمزيد الاطلاع عن الكتاب راجع الذريعة: ج 4، ص 454 و ج 17، ص 52.
3- الصف: الآية 13.
4- تفسير القمي: ج 2، ص 366.
5- تهذيب الاحكام: ج 6، ص 75 ـ 76.
والمراد بالفقيه هنا، أنه هو عليه السلام قطعاً.
الحادي عشر بعد المائة: " فيذموا ".
روى الشيخ الاقدم احمد بن محمد بن عياش في (مقتضب الاثر) عن جابر بن يزيد الجعفي أنه قال(2):
" سمعت سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يحدث ابا جعفر محمد بن على عليه السلام بمكة قال: سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ان الله عزوجل اوحى اليّ ليلة اسري بي: يا محمد من خلّفت في الأرض على اُمتك؟ ـ وهو اعلم بذلك ـ قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد انّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها، فلا اُذكر حتى تذكر معي، انا المحمود وأنت محمد، ثم اطّلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيّك، فأنت سيد الانبياء وعلي سيد الأوصياء، ثمّ اشتققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد اني خلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين، ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو انّ عبداً من عبادي عبدني حتى ينقطع ثمّ لقيني جاحداً لولايتهم ادخلته ناري.
ثمّ قال: يا محمد اتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم قال: تقدم امامك، فتقدمت
____________
1- التهذيب: ج 6، ص 76.
2- في الترجمة سقط في عدّة مواضع من جملتها في السند لاختلاف نسخته رحمه الله ولذلك رجعنا إلى نسخة البحار لانها اتم.
قال جابر: فلمّا انصرف سالم من الكعبة تبعته فقلت: يا أبا عمر اُنشدك الله هل أخبرك احد غير ابيك بهذه الاسماء؟ قال: اللهم امّا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فلا، ولكني كنت مع أبي عند كعب الاحبار فسمعته يقول: انّ الائمة من هذه الاُمة بعد نبيّها على عدد نقباء بني اسرائيل، وأقبل عليّ بن أبي طالب فقال كعب: هذا المقفّي اولهم وأحد عشر من ولده، وسمّاه(1) كعب بأسمائهم في التوراة " تقوبيت(2)قيذوا(3) دبيرا مفسورا مسموعا(4) دوموه مثبو هذار يثمو(5) بطور نوقس(6)قيدموا(7) ".
قال أبو عامر هشام الدستواني: لقيت يهودياً بالحيرة(8) يقال له: "عثوا(9) ابن اُوسوا" وكان حبر اليهود وعالمهم، وسألته عن هذه الاسماء وتلوتها عليه، فقال لي: من أين عرفت هذه النعوت؟ قلت: هي اسماء، قال: ليست اسماء لو كانت اسماء
____________
1- الأصح (وسماهم).
2- في الترجمة (نقرثيب) (تقوثيب).
3- في الترجمة (قذوا).
4- في الترجمة (مسموعاه).
5- في الترجمة (يثيموا) (شيموا.ل).
6- في الترجمة (نرقس).
7- في الترجمة (فيذموا).
8- في الترجمة زيادة (وهي قرب كربلاء).
9- في الترجمة زيادة (عتوا).
قلت: فانعت لي النعوت لأعلم علمها ; قال: نعم فعه(1) عنّي وصنه الاّ عن اهله وموضعه إن شاء الله، امّا " تقوبيت "(2) فهو اوّل الاوصياء ووصي آخر الأنبياء، وامّا " قيذوا "(3) فهو ثاني الأوصياء واول العترة الأصفياء، وأما " دبيرا "(4) فهو ثاني العترة وسيد الشهداء، وأما " مسفورا " فهو سيد من عبد الله من عباده، واما " مسموعا "(5) فهو وارث علم الأولين والآخرين، واما " دوموه "(6) فهو المدرة الناطق عن الله الصادق، وامّا " مثبو " فهو خير المسجونين في سجن الظالمين، واما
____________
1- وهو امر (وعى ـ يعي، ع) والفاء تفريعية والهاء ضمير يعود على مستتر تقديره (فِع هذه الكلام) ونحوه.
2- في الترجمة (نقرثيب).
3- في الترجمة (قيذو).
4- في الترجمة (ببرا).
5- في الترجمة (مسموعاه).
6- هناك تقديم وتأخير في الترجمة.
وقال الشيخ النعماني في غيبته:
" أقرأني عبد الحليم(5) بن الحسين(6) السمري رحمه الله ; ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرّجان يقال له الحسين(7) بن سليمان من علماء اليهود بها، من اسماء الائمة عليهم السلام بالعبرانية، وعدّتهم، وقد اثبته على لفظه.
وكان فيما قرأه انّه يبعث من ولد اسماعيل(8)، في التوراة (اشموعيل)، يسمّى
____________
1- في الترجمة (يثيموا).
2- في الترجمة زيادة (يعني علي عليه السلام).
3- في الترجمة (فيذموا).
اقول وقد تكرر في مواضع كثيرة من الكتب والمصادر القديمة الاشتباه بالاسماء لانها كتبت بلغة لم يعرفها المؤلفون فضلا عن النساخ ومن الطبيعي وقوع الخطأ والتحريف والاشتباه. ونحن لا نطمئن بكثير من المنقولات من هذه الالفاظ لاحتمال وقوع الخطأ فيها ولذلك نأمل من الذين يعرفون تلك اللغات ان يصححوها طبق ضوابط اللغة.
وقد نبهنا على هذه النقطة لئلا يقول عارف بتلك اللغات ان هذه الاسماء لا توجد في تلك الكتب ـ على فرض خطأ تلك الالفاظ ـ فان الجواب حينئذ يكون الخطأ من النساخ لا من الحبر اليهودي.
فضلا عن ذلك فان ما في ايدي اليهود والنصارى من الكتب السماوية محرفة يقيناً وقد اسقطوا كل شيء ضدهم ويؤيد رسالة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم كما شهدت بذلك بعض اناجليهم المطبوعة تحت عنوان (انجيل برنابا).
ومن اليقين ايضاً ان عند كبار احبارهم كتب الاسرار قد اخفوها عن غيرهم.
4- بحار الانوار: ج 36، ص 222 ـ 224.
5- في الترجمة (عبد الحكيم).
6- في الترجمة (الحسن).
7- في الترجمة (الحسن).
8- في الترجمة زيادة: (واسم اسماعيل في التوراة... الخ).
فذكر انها في مشلي(2) سليمان، ويعني في قصة سليمان عليه السلام "(3).
ولا يخفى أن كلمة (فيذموا) في اكثر النسخ بالقاف، وفي بعضها بالفاء، لانها باللغة العبرية، كما أن النسخ القديمة غير مهتمة بضبط ذلك ولا يطمأنّ بغيرها من النسخ.
الثاني عشر بعد المائة: " القائم " صلوات الله عليه.
وهو من القابه الخاصة المتداولة والمشهورة.
وقال في (الذخيرة) أنه اسمه عليه السلام في الزبور الثالث عشر(4) وفي كتاب (برليومو) انه (القائم)، يعني القائم بأمر الحق تعالى لأنه عليه السلام دائبٌ في الليل والنهار باعداد أمر الله ليظهر بمجرد الاشارة.
وروى الشيخ المفيد في الإرشاد عن الإمام الرضا عليه السلام(5) أنه قال:
" اذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الاسلام جديداً "... إلى أن يقول: " وسمّي بالقائم لقيامه بالحق "(6).
وروى الشيخ الطوسي في الغيبة عن أبي سعيد الخراساني أنه قال: قلت لأبي
____________
1- في الترجمة (ميمي ياد).
2- في الترجمة (مسد).
3- الغيبة (النعماني): ص 108 ـ 109.
4- لعل المقصود به (المزمار الثالث عشر).
5- في المصدر المطبوع عن الامام الصادق عليه السلام وليس عن الامام الرضا عليه السلام.
6- الارشاد: ج 2، ص 383، تحقيق مؤسسة آل البيت (ع).
فقال: نعم.
إلى أن يقول: " وسمّي القائم لأنه يقوم بعدما يموت، أنه يقوم بأمر عظيم ".
والمراد من (الموت) امّا (موت ذكره) يعني زوال اسمه من الناس.
ولعل لفظة (ذكر) كانت موجودة في الخبر، وقد سقطت من نسخة الشيخ، أو من قلم الراوي، بقرينة خبر (الصقر بن أبي دلف)(1).
بل قال الصدوق في معاني الأخبار: " وسمّي القائم قائماً لأنه يقوم بعد موت ذكره "(2).
وإمّا أن يكون المراد من (بعدما يموت) كما تخيّل بعض ضعاف العقول الذين سوف يأتي كلامه في الباب الرابع.
ويؤيد هذا الاحتمال ما رواه الشيخ النعماني في غيبته عن الامام الباقر عليه السلام انه قال:
" اذا دار الفلك، وقالوا: مات أو هلك، وبأيّ واد سلك، وقال الطالب له: انّى يكون ذلك وبليت عظامه؟ فعند ذلك فارتجوه "(3).
وروى ايضاً عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:
" إنّ القائم إذا قام يقول الناس: انّى ذلك، وقد بليت عظامه؟!! "(4).
____________
1- في الترجمة (صقر بن دلف)، وسوف تأتي الرواية في المتن ينقلها عن (كمال الدين) للصدوق، ووجه الشاهد فيها هو قول الامام الجواد عليه السلام: " لأنه يقوم بعد موت ذكره ".
2- معاني الأخبار: ص 65.
3- الغيبة (النعاني): ص 154، الباب العاشر ما روي في غيبة الامام المنتظر عليه السلام ـ فصل ـ ح 12.
4- الغيبة (النعماني): ص 154، ح 13.
" ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: امّا أنه لو قد قام لقال الناس: انّى يكون هذا، وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا؟! "(1).
وروى الصدوق في (كمال الدين) عن الصقر بن أبي دلف قال: " سمعت ابا جعفر محمد بن عليّ الرضا عليهما السلام يقول: انّ الامام بعدي ابني عليّ، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والامام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثمّ سكت. فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى عليه السلام بكاءً شديداً، ثم قال: انّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يا ابن رسول الله لم سمّي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد اكثر القائلين بامامته "(2).
وروى أيضاً عن أبي حمزة الثمالي أنه قال:
سألت الامام الباقر صلوات الله عليه، فقلت: يابن رسول الله فلستم كلّكم قائمين بالحق؟ قال: بلى، قلت: فلم سمّي القائم قائماً؟ قال: لمّا قتل جدّي الحسين عليه السلام ضجّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: الهنا وسيدنا أتغفل عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟
فأوحى الله عزوجل اليهم: قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين. ثم كشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين عليه السلام للملائكة فسرّت الملائكة بذلك، فاذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله عزوجل: بذلك القائم انتقم منهم(3).
____________
1- الغيبة (النعماني): ص 155، ح 14.
2- كمال الدين (الصدوق): ص 378.
3- علل الشرايع (الصدوق): ج 1، ص 160، باب 129، ح 1.