الصفحة 214

الثالث عشر بعد المائة: " القابض ".

عدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه عليه السلام.

الرابع عشر بعد المائة: " القيامة ".

كما في الهداية، وتظهر وجه النسبة لهذا اللقب في (الساعة).

الخامس عشر بعد المائة: " القسط ".

كما ذكر في ذلكما الكتابين.

السادس عشر بعد المائة: " القوة ".

عدّه في الهداية من الالقاب.

السابع عشر بعد المائة: " قاتل الكفرة ".

تقدم مصدره في اللقب الثامن.

الثامن عشر بعد المائة: " القطب ".

وهو من القابه عليه السلام الشائعة عند طائفة العرفاء والصوفية كما سوف تأتي كلماتهم في الباب الرابع.

وقال الشيخ الكفعمي في حاشية (الجنة الواقية) في دعاء أم داود عند قوله: " اللهم صلّ على الأبدال والأوتاد... الخ ".

" وقيل أن الأرض لا تخلو من القطب واربعة اوتاد واربعين بدلا وسبعين نجيباً وثلاثمائة وستين صالحاً ".


الصفحة 215
فالقطب هو المهدي عليه السلام(1)... إلى آخر ما سوف يأتي في الباب التاسع أن شاء الله تعالى.

التاسع عشر بعد المائة: " قائم الزمان ".

وفي حديث الأزدي المروي في (كمال الدين) الذي إلتقى به عليه السلام في المسجد الحرام وناوله عليه السلام حصاة فاذا بها سبيكة ذهب، وقد دعى له، وقال: اتعرفني؟ قال: لا.

" فقال عليه السلام: أنا المهدي، أنا قائم الزمان، أنا الذي املؤها عدلا كما ملئت جوراً "(2).

المائة والعشرون: " قيم الزمان ".

كما في خبر العلوي المصري، ويأتي في الباب التاسع في الحكاية الثالثة والعشرين.

المائة والواحد والعشرون: " القاطع ".

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب (القنطرة).

المائة والثاني والعشرون: " كاشف الغطاء ".

عدّه في الهداية والمناقب من القابه.

____________

1- المصباح (الجنة الواقية) ـ الكفعمي ـ: ص 534، الطبعة الحجرية.

2- كمال الدين (الصدوق): ص 444، ح 18، بحديث طويل وما بين القوسين نصّ القول المروي عنه عجل الله تعالى فرجه.


الصفحة 216

المائة والثالث والعشرون: " الكمال ".

كما في الكتاب الأول.

المائة والرابع والعشرون: " كلمة الحق ".

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في (الصحيفة).

المائة والخامس والعشرون: " كيقباد دوّم ".

قال في (الذخيرة) و(التذكرة) أنه اسمه عليه السلام عند المجوس وگبران(1) العجم، ويعني العادل على الحق.

المائة والسادس والعشرون: " كوكما ".

مذكور في الذخيرة انّ هذا اسمه عليه السلام في كتاب (نجتا).

المائة والسابع والعشرون: " كاز ".

عدّه في الهداية والمناقب من القابه، وهو بمعنى الذي يرجع والذي يعود. وظاهره أنه عليه السلام يرجع من عالم الغيب والاستتار ومجانبة مساكن الأشرار.

ويرجع جماعة من الاموات، كما روى الشيخ المفيد في الإرشاد وغيره عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:

" يُخْرِجُ القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا ; خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من اهل

____________

1- وهم (عباد النار) ويطلق على المجوس وعلى الزرداشتية.


الصفحة 217
الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وابا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكاً الأشتر، فيكونون بين يديه انصاراً وحكاماً "(1).

أو أن المراد بالرجوع بعد (موت ذكره) أو (موته باعتقاد الجهلة) كما تقدم في لقب القائم عليه السلام.

المائة والثامن والعشرون: " اللواء الأعظم ".

عدّه في الهداية من القابه.

المائة والتاسع والعشرون: " لنديطارا ".

وذكر في الذخيرة والتذكرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب (هزار نامه هند).

المائة والثلاثون: " لسان الصدق ".

اسمه عليه السلام في الصحيفة، هكذا قال في الذخيرة.

المائة والواحد والثلاثون: " ماشع ".

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في التوراة العبرية، وقال في التذكرة في التوراة التي نزلت من السماء.

المائة والثاني والثلاثون: " مهميد الآخر ".

في الكتابين [ الآنفي الذكر ] أنه اسمه عليه السلام في الانجيل.

____________

1- الارشاد (المفيد): ج 2، ص 386.


الصفحة 218

المائة والثالث والثلاثون: " مسيح الزمان ".

ذكر فيهما أنه اسمه عليه السلام في كتاب (فرنگيان).

المائة والرابع والثلاثون: " ميزان الحق ".

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب (آژي) النبي.

المائة والخامس والثلاثون: " المنصور ".

ذكر في الذخيرة والتذكرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب (ديد براهمه) وباعتقادهم أنه من الكتب السماوية.

ومروي في تفسير الشيخ فرات بن ابراهيم الكوفي عن الامام الباقر عليه السلام انه قال في تفسير الآية الشريفة: { ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً }(1): قال الحسين(2) (فلا يسرف في القتل أنه كان منصوراً)، قال: " سمّى الله المهدي منصوراً (المنصور خ.ل) كما سمى أحمد ومحمد محموداً، وكما سمّى عيسى المسيح "(3).

ولعل النكتة من التعبير عنه عليه السلام بـ (امام منصور) في زيارة عاشوراء لمناسبة ما ذكر في الآية ووجهها واضح. والله العالم.

المائة والسادس والثلاثون: " محمد " صلى الله عليه وعلى آبائه واهل بيته.

اسمه الأصلي واسمه الأولي الالهي عليه السلام ; كما في الأخبار المتواترة الخاصة

____________

1- من الآية 33 من سورة بني اسرائيل.

2- في الترجمة زيادة (يعني الذي قتل ظلماً).

3- تفسير فرات بن ابراهيم: ص 240، الطبعة المحققة.


الصفحة 219
والعامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: " المهدي اسمه اسمي "(1).

وقد استفاض في خبر اللوح بل تواتر تواتراً معنوياً عن جابر وقد نقل للامام الباقر عليه السلام أنه رآه عند الصديقة الطاهرة عليها السلام، وانه اهداه الله عزّ وجلّ إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم وفيه اسماء اوصيائه.

وقد ثبت اسم المهدي عليه السلام برواية الصدوق في (كمال الدين) و(عيون الأخبار) بهذا النحو:

" أبو القاسم محمد بن الحسن، هو حجة الله [ تعالى على خلقه ](2) القائم، أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم اجمعين "(3).

وفي رواية الشيخ الطوسي في الأمالي:

" والخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين، وهو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً "(4).

وفي رواية قال جابر: " فرأيت فيها محمداً محمداً محمداً في ثلاثة مواضع، وعلياً وعلياً في أربعة مواضع "(5).

ولا يخفى أنه بمقتضى الأخبار الكثيرة المعتبرة والقريبة إلى التواتر انّ حرمة تسميته بهذا الاسم المبارك في المجالس والمحافل إلى ظهوره موفور السرور، وهذا

____________

1- نقل في الترجمة بالمعنى، وفي (كمال الدين) للصدوق وغيره (المهدي من ولدي اسمه اسمي) عن جابر الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ج 1، ص 286، ح 1، وعن أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كما في ص 287، ج 1، ح 4.

2- هذه الزيادة في المصدر وقد سقطت من الترجمة.

3- كمال الدين: ص 307.

4- الامالي (الطوسي): ص 298.

5- كمال الدين (الصدوق): ص 311.


الصفحة 220
الحكم من خصائصه ; وهو مسلّم عند قدماء الامامية من الفقهاء والمتكلمين والمحدثين حتى أن الشيخ الاقدم ابو محمد الحسن بن موسى النوبختي ـ وهو من علماء الغيبة الصغرى ـ انه قد ذكر في كتاب (الفرق والمقالات) الفرقة الثانية عشرة الشيعة بعد وفاة الامام الحسن العسكري عليه السلام وقال: (وهم الامامية) ثم نقل مذهبهم وعقيدتهم، إلى أن يقول:

" ولا يجوز ذكر اسمه، ولا السؤال عن مكانه حتى يؤمن بذلك "(1).

ويعلم من هذا الكلام في هذا المقام أن هذا الحكم من خصائص مذهب الامامية ولم ينقل خلاف من احدهم فيه إلى عصر الخواجة نصير الدين الطوسي حيث أنه كان قائلا بجوازه، وخلافه لا يضرّ وذلك لضيق وقته عن مراجعة الكتب النقلية ولهذا فهو يقول احياناً بمذاهب نادرة بل قد تكون منحصرة به مثل انكار البداء وتوقيفية الاسماء الحسنى وغير ذلك.

ولم ينقل بعده لأحد خلاف الاّ صاحب كشف الغمة عليّ بن عيسى وليس مورد اهتمام العلماء بترجيح وردٍّ وقبول لقوله في امثال هذا المقام مع أنه قد اشتبه هنا اشتباهاً عجيباً عندما قال في هذا الكتاب:

" من العجب أن الشيخ الطبرسي والشيخ المفيد (رحمه الله تعالى) قالا أنه لا يجوز ذكر اسمه، ولا كنيته ثم يقولون: اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وكنيته كنيته عليهما الصلاة والسلام وهما يظنان انهما لم يذكرا اسمه ولا كنيته وهذا عجيب "(2).

ولابد أن يتعجب من هذا التعجب حيث لا يفرق بين التلفظ بالاسم والكنية المحكومين بالحرمة وبين الاشارة إلى الاسم والكنية.

وبالجملة: فقد بحثت هذه المسألة في عصر الشيخ البهائي، وقد وقع النزاع

____________

1- فرق الشيعة: ص 110.

2- كشف الغمة: ج 2، ص 519 - 520.


الصفحة 221
فيها بين الفضلاء وحتى اُلّف فيها رسائل مختلفة مثل (شرعة التسمية) للمحقق الداماد.

وقال (المير لوحى) في (كفاية المهتدي): وقد درس وتتلمذ هذا الضعيف عند النحريرين عديمي النظير يعني الشيخ بهاء الدين محمد، والأمير محمد باقر الداماد عليهما الرحمة، وكانت بينهما مناظرة ومباحثة في جواز التسمية وحرمتها زمان الغيبة.

وقد استمرت هذه المناظرة بينهما إلى مدة، ولهذا الّف السيد المشار إليه الكتاب المذكور. انتهى.

ورسالة تحريم التسمية للعالم الجليل الشيخ سليمان الماحوزي وكشف التعمية للشيخ الحر.

والفلك المشحون لسماحة السيد باقر القزويني.

وادعى في (شرعة التسمية) الاجماع.

ونحن نذكر العبارة على ما نقله تلميذه الرشيد الفاضل قطب الدين الاشكوري في (محبوب القلوب) وسماحة السيد باقر في الفلك المشحون.

قال قطب الدين:

قال السيد السند خاتم الحكماء والمجتهدين طاب ثراه في كتابه شرعة التسمية في زمان الغيبة: " أن شرعة الدين وسبيل المذهب أنه لا يحل لأحد من الناس في زمننا هذا وأعنى به زمان الغيبة إلى أن يحين الفرج ويأذن الله سبحانه لوليه وحجته على خلقه القائم بأمره والراصد لحكمه بسريح الظهور وشروق المخرج أن يسميه ويكنيه صلوات الله عليه في مجمع مجاهراً اسمه الكريم معلناً بكنيته الكريمة انما الشريعة المشروعة المتلقاة عن ساداتنا الشارعين صلوات الله عليهم اجمعين في ذكرنا اياه ما دامت غيبته الكناية عن ذاته المقدس بألقابه القدسية كالخلف الصالح والامام القائم والمهدي المنتظر والحجة من آل محمد عليهم السلام وكنيته، وعلى ذلك اطباق اصحابنا السالفين

الصفحة 222
واشياخنا السابقين الذين سبقونا بضبط مآثر الشرع وحفظ شعائر الدين رضوان الله تعالى عليهم اجمعين والروايات الناصة متظافرة بذلك عن ائمتنا المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين وليس يستنكره الاّ ضعفاء التصوّر بالأحكام والأخبار واطفاء الاطلاع على الدقائق والأسرار، والاّ القاصرون الذين درجتهم في الفقه ومبلغهم من العلم أن لا يكون لهم قسط من الخبرة بخفيات مراسم الشريعة ومعالم السنة ولا نصيب من البصيرة في حقايق القرآن الحكيم ولا حظ من تعرف الاسرار الخفية التي استودعها احاديث مهابط الوحي ومعادن الحكمة ومواطن النور وحفظة الدين وحملة السر وعيبة علم الله العزيز ".

ونسب السيد نعمة الله الجزائري في شرح عيون الأخبار القول بالحرمة إلى اكثر العلماء، ولم ينسب القول بجوازه الاّ اولئك الثلاثة وبعض معاصريه.

ومع ذلك فانه في مثل هذا الحال يتبع الدليل، وهي الأخبار الكثيرة المعتبرة التي ذكرت متفرقة في هذا الكتاب، وسوف يشار إلى بعضها.

الأول:

الحديث الثالث عشر من الباب الخامس من النصوص الخاصة.

روى الشيخ الجليل الفضل بن شاذان في كتاب (الغيبة) له عن جابر الانصاري:

" دخل جندل بن جنادة اليهودي من خيبر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.. وبعد عدّة اسئلة، سأله صلى الله عليه وآله وسلّم عن اوصيائه، فذكرهم اسماً اسماً إلى أن وصل إلى الامام الحسن العسكري فقال: ثم يغيب عن الناس امامهم.

قال(1): يا رسول الله يغيب الحسن منهم(2)؟

قال: لا، ولكن ابنه الحجة، يغيب عنهم غيبةً طويلة.

____________

1- في الترجمة زيادة (جندل).

2- هكذا في المصدر المطبوع ولعله (عنهم).


الصفحة 223
قال(1): يا رسول الله(2) فما اسمه؟

قال(3): لا يسمّى حتى يظهره الله "(4).

الثاني:

الحديث الثالث والعشرون الذي رواه الصدوق وغيره بطرق معتبرة عن عبد العظيم الحسني أنه قد عرض عقائده ومعالم دينه على الامام علي النقي [ الهادي ]عليه السلام وعدّ ائمته اماماً اماماً.

" فقال عليه السلام: ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده؟

قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟

قال: لأنه لا يرى شخصه، ولا يحلّ ذكره باسمه، حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً "(5).

الثالث:

الحديث السابع والعشرين، روي هناك عن ابراهيم بن فارس النيسابوري عندما دخل على الامام العسكري عليه السلام رأى الحجة عليه السلام جالساً إلى جنبه وأخبره بما في ضميره، فسأل عنه عليه السلام، فقال عليه السلام: " هو ابني وخليفتي من بعدي... إلى أن يقول: هو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكنيّه، ولا يحلّ لاحد أن يسميه باسمه أو يكنيه بكنيته إلى أن يُظهِر الله دولته وسلطنته "(6).

الرابع:

الخبر الصحيح والمشهور الذي رواه ثقة الاسلام في الكافي والصدوق

____________

1- في الترجمة زيادة (جندل).

2- سقطت (يا رسول الله) من الترجمة.

3- في الترجمة زيادة (رسول الله).

4- نقلنا النص من كتاب (كشف الحق) عن غيبة الفضل ابن شاذان: ص 117 ـ 118.

5- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 379 وغيره.

6- كشف الحق: ص 44 - 45، عن الغيبة للفضل بن شاذان.


الصفحة 224
في العيون وكمال الدين والطبرسي في الاحتجاج عن الامام محمد التقي [ الجواد ] عليه السلام في خبر طويل ما حاصله:

" أنه كان أمير المؤمنين عليه السلام يوماً في المسجد الحرام إذ اقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلّم، وسأل عدة اسئلة فاحاله عليه السلام إلى الامام الحسن عليه السلام فاجابه عليه السلام، فقال الرجل: اشهد أن لا اله الاّ الله ولم ازل اشهد بها، واشهد أن محمداً رسول الله ولم ازل اشهد بذلك... ثم شهد على خلافته ووصايته عليه السلام وكذلك شهد على واحد واحد من اوصيائه عليه السلام إلى أن قال:

واشهد على رجل من ولد الحسن بن عليّ لا يسمّى ولا يكنّى حتى يظهر امره فيملأها عدلا كما ملئت جوراً، أنه القائم بامر الحسن بن عليّ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام ومضى.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد...

قال: فما كان الاّ أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله عزّ وجلّ... فقال: هو الخضر... "(1).

وفي هذا الخبر الشريف عدة فوائد:

أولها: أن عدم ذكر اسمه الشريف كان من صفاته المعروفة المتداولة في عصر الأنبياء والأوصياء الماضين.

ثانيها: أنه كان من جملة التكاليف وعقائد اهل الحق في جميع العصور.

ثالثها: أنه حكم ثابت إلى عصر الظهور وليس مختصاً بزمان الغيبة الصغرى أو اوقات التقية، وهو ما يطابق الاحاديث السابقة والآتية.

____________

1- كمال الدين: ص 313 ـ عيون الأخبار: ج 1، ص 65 ـ الغيبة (للطوسي): ص 98 ـ علل الشرايع: ص 96 ـ الاحتجاج: ج 1، ص 395 وغيرها. وقد نقل المؤلف رحمه الله الرواية مقطعة فوضعنا في أماكن التقطيع نقاطاً.


الصفحة 225
وقال العلامة المجلسي بعد أن ذكر عدّة أخبار قائلة بدوام الحرمة إلى عصر الظهور:

" هذه التحديدات مصرحة في نفي قول مَنْ خصّ ذلك بزمان الغيبة الصغرى تعويلا على بعض العلل المستنبطة والاستبعادات الوهمية "(1).

رابعها: المروي في الكافي وكمال الدين بسند صحيح عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: " صاحب هذا الامر رجل لا يسمّيه باسمه الّا كافر "(2).

قال الفاضل صالح المازندراني في شرح هذا الخبر:

"... المراد بالكافر ها هنا تارك الاوامر وفاعل النواهي دون منكر الرب والمشرك به، وفيه مبالغة في تحريم التصريح باسمه، ولعله مختص بزمان التقية بدليل ما ذكرناه في مواضع متفرقة، ودلالة بعض الأخبار عليه ظاهرة ; ويؤيده عدم بقاء التحريم فيه في جميع الاوقات والازمان، فاذا تطرق إليه التخصيص جاز حمله على ما ذكرناه فلايكون دليلا على شمول التحريم لزمان الغيبة... "(3) انتهى.

وجهات الضعف في هذا الكلام غير خفية للناظر، خصوصاً أن ثبوت الجواز في ايام الظهور مخصص لعمومات ادلة التحريم، مع أن في جميعها(4) قد اُخذ ذلك الزمان(5) فيها غاية للتحريم(6) فلم يدخل احياناً(7) حتى يخرج جميعاً.

____________

1- بحار الانوار: ج 51، ص 32.

2- الكافي: ج 1، ص 333.

3- شرح المولى محمد صالح المازندراني على اصول الكافي: ج 6، ص 217.

4- أي الأخبار القائلة بالتحريم.

5- وهو حرمة التسمية إلى وقت ظهوره عجل الله تعالى فرجه.

6- المقصود من الغاية هنا ان الحرمة مستمرة حتى يظهر عجل الله تعالى فرجه. فـ (حتى) و (إلى) تحديد لمدة نهاية التحريم.

7- فلم يدخل في مدة التحريم جوازٌ، وانما الجواز بعد مدة التحريم. فيكون الجواز حكماً خاصاً على موضوع آخر هو غير الموضوع الاول، فالموضوع الاول هو جميع الازمنة ما قبل الظهور وتنتهي هذه الازمنة إلى الوقت الذي يظهر فيه عجل الله تعالى فرجه الشريف بينما الموضوع الثاني الذي تعلق به حكم الجواز هو الازمنة التي يظهر فيها عجل الله تعالى فرجه وتبتدأ من حين ظهوره إلى ما شاء الله تعالى.


الصفحة 226
وإنّ القائلين بالحرمة قبل الظهور ـ والذين هم جمهور العلماء ـ لم يُخرجوا أي زمان (منها).

وعلى فرض التسليم بخروج زمان، فلا يكون سبباً لجواز التصرف في العموم(1).

وان حَمل الكثير منها على التقية ليس له وجه، بل في عدّة ما يحتمل انها شبه وسنذكرها فيما بعد.

الخامس:

المروي في الكافي والعيون وكمال الدين وغيبة الشيخ الطوسي وغيرها عن الامام عليّ النقي عليه السلام قال لأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري: " الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟

فقلت: لم جعلني الله فداك؟

قال: انّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه "(2).

____________

1- يعني ان التخصيص في بعض الموارد لا يخرج العموم عن عمومه وانما يبقى العموم على حاله. فلا يمكننا رفع اليد عنه الاّ بمخصص آخر.

2- الكافي (الاصول): ج 1، ص 332 - 333 ـ كمال الدين: ص 381، ح 5 ـ علل الشرائع: ص 245، ج 1، ح 5، ولم نجده في العيون ولعله من سهو القلم والله العالم ـ الغيبة (الطوسي): ص 122، ح 158 ـ شرعة التسمية (السيد محمد باقر الداماد): ص 58 ـ بحار الانوار: ج 51، ص 31 ـ اثبات الوصية: (المسعودي): ص 208 ـ كفاية الاثر (الخراز): ص 284 ـ الارشاد (المفيد): ص 338 - 349 ـ اعلام الورى (الطبري): ص 351 ـ كشف الغمة (الاربلي): ج 3، ص 196، طبعة بيروت ـ روضة الواعظين (للفتال النيسابوري): ج 2، ص 262... إلى آخره.


الصفحة 227

السادس:

المروي في الكافي وكمال الدين عن الريان بن الصلت قال: " سمعت ابا الحسن الرضا عليه السلام يقول: وسئل عن القائم، فقال: لا يرى جسمه، ولا يسمّى باسمه "(1).

السابع:

المروي في كمال الدين عن الامام الصادق عليه السلام: أنه قال لصفوان بن مهران: [المهدي من ولدي ](2) الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحلّ لكم تسميته(3).

ورواه هناك بسند آخر عن عبد الله بن يعقوب(4).

الثامن:

وروي ايضاً هناك عن الامام الكاظم عليه السلام أنه قال عند ذكر القائم عليه السلام: " الذي تخفى على الناس ولادته ولا يحلّ لهم تسميته حتى يظهره الله عزّوجلّ فيملأ [به ](5) الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً "(6).

____________

1- الكافي (الاصول): ج 1، ص 333، ح 3 ـ كمال الدين: ج 2، ص 37، ح 2 ـ وفي ج 2، ص 648، ح 2.

2- هذه الزيادة في الترجمة ويظهر انه نقل الرواية من البحار، والا ففي المصدر لا توجد هذه الزيادة ـ بحار الانوار: ج 51، ص 32، ح 4.

3- كمال الدين: ج 2، ص 333 ـ ج 2، ص 411، والرواية: "... فقيل له: يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع... الحديث ".

4- هكذا في الترجمة. وفي البحار (عن ابن أبي يعفور) وفي هامش (كمال الدين) المطبوع (في بعض النسخ: عن أبي يعقوب): ج 2، ص 411.

ويبدو هذا التحريف في اسم (أبي يعفور) وقع في تفسير علي بن ابراهيم القمي في سورة النساء في تفسير قوله تعالى: " فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلّت لهم ".

وقد صححه سيدنا الخوئي في المعجم: ج 10، ص 97 عن تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني.

وامكان التصحيف وارد لتشابه (يعفور ويعقوب).

5- لا توجد هذه الزيادة في المصدر، وانما هي موجودة في البحار: ج 51، ص 32، ح 5.

6- كمال الدين: ج 2، ص 368 و369.

والرواية من حيث السند صحيحة فان السند (احمد بن زياد بن جعفر الهمداني) ثقة بشهادة الصدوق رحمه الله تعالى بذيل الرواية (وكان رجلا ثقة ديناً فاضلا رحمة الله عليه ورضوانه)، وهو رواها عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن أبي احمد محمد بن زياد الازدي، وهو ابن أبي عمير وكلهم ثقات وفوق الثقة وصحاح.


الصفحة 228

التاسع:

وروي هناك، والخراز أيضاً في كفاية الأثر عن الامام الجواد عليه السلام أنه قال: " [ القائم منّا ](1) هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكنيّه "(2).

العاشر:

والمروي هناك ايضاً: " خرج في توقيعات صاحب الزمان عليه السلام: ملعون ملعون مَنْ سمّاني في محفل من الناس "(3).

الحادي عشر:

والمروي هناك ايضاً عن محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه ; قال: " خرج توقيع بخط اعرفه: مَنْ سمّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله "(4).

الثاني عشر:

والمروي هناك ايضاً عن الامام الباقر عليه السلام: سأل عمر أمير المؤمنين عليه السلام عن المهدي ; فقال: يا ابن أبي طالب اخبرني عن المهدي ما اسمه؟

قال: امّا اسمه فلا، أن حبيبي وخليلي عهد اليّ أن لا احدّث باسمه حتى يبعثه الله عزّ وجلّ، وهو ممّا استودع الله عزّ وجلّ رسوله في علمه(5).

الثالث عشر:

ونقل الشيخ حسن بن سليمان الحلي في كتاب (المختصر) عن السيد

____________

1- هذه الزيادة ليست في المصدر وانما هي زيادة في الترجمة.

2- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 378 ـ كفاية الاثر: ص 278.

3- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 482، ح 1.

4- كمال الدين (الصدوق)، ج 2، ص 483، ح 3.

5- كمال الدين (الصدوق)، ج 2، ص 648.