الصفحة 244
من بعض، وهي في ذلك متفاوتون جداً، ثم طلع عليه سواد كالليل وكالسيل، ينسلون من كل وجهة وأرب، فاقبلوا كذلك حتى ملأوا القاع والأكم، فاذا هم أقبح شيء صوراً وهيئة، وانتنه ريحاً.

فَبَهر آدم عليه السلام ما رأى من ذلك وقال: يا عالم الغيوب، وغافر الذنوب ويا ذا القدرة القاهرة(1) والمشيئة العالية(2)، مَنْ هذا الخلق السعيد الذي كرمت ورفعت على العالمين، ومن هذه الأنوار المنيفة المكتنفة له؟

فأوحى الله عزّ وجلّ إليه يا آدم هذا وهؤلاء وسيلَتُك ووسيلة من أسعدت من خلقي، هؤلاء السابقون المقربون والشافعون المشفعون.

وهذا أحمد سيدهم وسيد بريتي اخترته بعلمي واشتققت اسمه من اسمي، فانا المحمود وهو محمد، وهذا صنوه ووصيه آزرته به.

وجعلت بركاتي وتطهيري في عقبه.

وهذه سيدة امائي والبقية في علمي من أحمد نبيي.

وهذان السبطان والخلفان لهم.

وهذه الأعيان المضارع نورها أنوارهم بقية منهم الّا انّ كلا اصطفيت وطهرت، وعلى كلٍّ باركت وترحمت، فكلا بعلمي جعلتُ قدوة عبادي ونور بلادي.

ونظر فاذا شبحٌ(3) في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما يزهر كوكب الصبح لأهل الدنيا.

فقال الله تبارك وتعالى: وبعبدي هذا السعيد أفكّ عن عبادي الأغلال، وأضع عنهم الآصار، وأملأ أرضي به حناناً ورأفة وعدلا كما مُلِئَتْ من قبله قسوةً وقشعريةً

____________

1- في المصدر (الباهرة) وذكر (القاهرة) نسخة بدل.

2- في المصدر (الغالبة).

3- في المصدر المطبوع: (شيخ).


الصفحة 245
وجوراً.

وفي الخبر الشريف ايضاً فبعد مراجعة تلك الجماعة لصلاة (لصحيفة) ابراهيم عليه السلام فكان هناك مذكوراً(1) وورَّثه تابوت آدم عليه السلام المتضمن للحكمة والعلم الذي فضله الله عزّ وجلّ به على الملائكة طُرّاً، فنظر ابراهيم عليه السلام في ذلك التابوت فأبصر فيه بيوتاً بعدد ذوي العزم من الأنبياء المرسلين، وأوصيائهم من بعدهم، ونظرهم فاذا بيت محمد صلى الله عليه وآله آخر الأنبياء عن يمينه علي بن ابي طالب آخذٌ بحجزته، فاذا شكل عظيم يتلألأ نوراً فيه: هذا صنوه ووصيه المؤيد بالنصر.

فقال ابراهيم عليه السلام: الهي وسيدي من هذا الخلق الشريف؟

فأوحى الله عزّوجلّ: هذا عبدي وصفوتي الفاتح الخاتم، وهذا وصيه الوارث.

قال: رب ما الفاتح الخاتم؟

قال: هذا محمد خيرتي، وبكر فطرتي، وحجتي الكبرى في بريتي، نبأته، واجتبيته اذ آدم بين الطين والجسد... (الى أن يقول) ونظر ابراهيم عليه السلام فاذ اثنا عشر عظيماً تكاد تلألأ اشكالهم لحسنها نوراً، فسأل ربّه جلّ وتعالى فقال: رب نبأني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورة محمد ووصيه (صلوات الله عليهما)(2) فأوحى الله عزوجل اليه: هذه أمَتي والبقيّة من نبيّي فاطمة الصديقة الزهراء وجعلتها مع حليلها عصبةً لذرية نبيي.

هؤلاء، وهذان الحسنان، وهذا فلان، وهذا فلان، وهذا كلمتي التي أنشر به رحمتي في بلادي، وبه أنتاش ديني وعبادي، ذلك بعد إياس منهم وقنوط منهم من غياثي... الى آخره(3).

ويكفي في هذا المقام مضمون هذا الخبر الشريف الذي نقله ابن طاووس من

____________

1- هذه العبارة للمؤلف رحمه الله.

2- سقطت جملة في الترجمة من الرواية (وذلك لمّا رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكليّ محمد ووصيه عليهم السلام فأوحى الله... الخ).

3- اقبال الأعمال (السيد ابن طاووس): ص 506 - 508، الطبعة الحجرية.


الصفحة 246
اصل كتاب (عمل ذي الحجة) للحسن بن اسماعيل بن اشناس، وهو من معروفي القدماء ومعروف بابن اشناس وهو صاحب أحد نسخ الصحيفة الكاملة وهي تغاير كثيراً في ترتيبها ومقدارها وكلماتها النسخة المتداولة، وان ذلك الاختلاف مذكور في محله.

ومما ذكر يظهر وجه اللقب.

المائة والثالث والخمسون: " المنّان ".

كما في الهداية، وهو كالأسماء السابقة من الأسماء الحسنى، وقد ذكر في خبر سابق في (اليد الباسطة) بما يناسب هذا المقام.

المائة والرابع والخمسون: " الموتور ".

وقد ذكر هذا اللقب في عدة أخبار شريفة، والموتور بوالده أي قُتل والده ولم يطلب بدمه.

وقال المجلسي رحمه الله: " والمراد بالوالد اما العسكري عليه السلام أو الحسين، أو جنس الوالد ليشمل جميع الائمة عليهم السلام "(1).

وهناك خبر فيه (الموتور بأبيه)(2) وهو كسابقه.

وبما أنه لم يُطلب بدم الائمة الماضين، وقد وصل ارث الامامة اليه عليه السلام، فقد انتقل هذا الحق اليه وسوف يطلب بدمهم جميعاً ; بل بما أنه وارث جميع الأنبياء والمرسلين والأوصياء الراشدين فسوف يطلب بكلّ دماء الذين استشهدوا، كما هو مذكور صريحاً في دعاء الندبة.

____________

1- بحار الأنوار: ج 51، ص 37.

2- بحار الأنوار: ج 51، ص 38، ح 11، عن غيبة النعماني.


الصفحة 247
وبملاحظة ان جميعهم بمنزلة والده عليه السلام لأنّه يرثهم جميعاً، فهو موتور بجميع تلك السلسلة العلية.

وقد روي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام في حديث انّه قال لأبي بصير:

" يا أبا محمد! انّه يخرج(1) موتوراً، غضبان، أسفاً [ لغضب الله على هذا الخلق ](2)، يكون عليه قميص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذي عليه يوم أحد "(3).

يعني ذلك القميص الملطخ بالدم، كما سيأتي في (الوارث).

المائة والخامس والخمسون: " المدبّر ".

عدّه في المناقب القديمة من ألقابه عليه السلام.

المائة والسادس والخمسون: " المأمور ".

كما مذكور هناك.

المائة والسابع والخمسون: " المقدرة ".

كما في الهداية.

وذلك لكثرة ما تظهر وتبرز عجائب القدرة الالهية منه عليه السلام حتى تصل الى حدّ يقال انّه (عين القدرة)، كما تقدّم في اطلاق (العدل) و (القسط) عليه عليه السلام بهذا اللحاظ.

____________

1- في الترجمة زيادة (القائم) ولا توجد في المصدر.

2- سقطت من الترجمة.

3- الغيبة (النعماني): ص 308، ح 2.


الصفحة 248

المائة والثامن والخمسون: " المأمول ".

كالمؤمل، وروي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام بعد ان ذكر جملة من العلامات، قال: " ثم يقوم القائم المأمول، والامام المجهول... الخ "(1).

وفي غيبة الفضل قال: " السلطان المأمول ".

وفي زيارته المأثورة عليه السلام: " السلام عليك أيها الامام المأمول ".

وفي مصباح الشيخ الطوسي وغيره المروي عن عاصم بن حميد عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال: وقد ذكر عملا للحاجة (فليصم يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة، فاذا كان يوم الجمعة اغتسل ولبس ثوباً نظيفاً ثم يصعد الى أعلى موضع في داره فيصلى ركعتين...).

ثم يدعو بدعاء، واحدى فقراته هي:

" واتقرّب اليك بالبقية الباقي المقيم بين اوليائه الذي رضيته لنفسك الطيّب الطاهر الفاضل الخيّر نور الأرض وعمادها ورجاء هذه الأمة وسيدها(2) الآمر بالمعروف الناهي(3) عن المنكر الناصح الأمين المؤدّي عن النبيين وخاتم الأوصياء النجباء الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين... "(4).

المائة والتاسع والخمسون: " المفرج الأعظم ".

عُدَّ من القابه في (الهداية) و(المناقب القديمة).

____________

1- الغيبة (النعماني): ص 275.

2- في نسخة بدل (وسندها).

3- في الترجمة (والناهي) بزيادة الواو.

4- مصباح المتهجد: ص 291، الطبعة الحجرية.


الصفحة 249
وقد روى الشيخ المسعودي في (اثبات الوصية)، والحضيني في كتابه غير الهداية عن الامام الرضا عليه السلام انّه قال: " اذا رفع علمكم من بين اظهركم فتوقعوا الفرج [الأعظم ](1).

المائة والستون: " المضطر ".

وروي في تفسير علي بن ابراهيم عن الامام الصادق عليه السلام انه قال في الآية الشريفة: { أمَّن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض }(2)" نزلت في القائم(3) عليه السلام، هو والله المضطر اذا صلّى في المقام (يعني مقام ابراهيم) ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض "(4).

وفي تأويل الآيات للشيخ شرف الدين مروي عن الامام الباقر عليه السلام انه قال في الآية المذكورة: " هذه نزلت في القائم عليه السلام اذا خرج تعمّم وصلّى عند المقام وتضرّع الى ربّه فلا تردّ له راية أبداً "(5).

يعني أين يوجهها تفتح.

وروي ايضاً عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: " إنّ القائم اذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل الكعبة، ويجعل ظهره الى المقام(6)، ثم يصلي ركعتين، ثم يقوم فيقول: [ يا أيها الناس انا اولى الناس بآدم، أنا أولى الناس بابراهيم ](7).

____________

1- هذه الزيادة في الترجمة، ولا توجد في المصدر ـ اثبات الوصية: ص 226.

2- الآية 62 من سورة النمل.

3- في المصدر زيادة (من آل محمد).

4- تفسير علي بن ابراهيم القمي: ج 2، ص 129.

5- تأويل الآيات: ج 1، ص 403.

6- في الترجمة (مقام ابراهيم).

7- سقطت من الترجمة.


الصفحة 250
يا أيها الناس أنا أولى الناس باسماعيل، يا أيها الناس أنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم، ثم يرفع يديه الى السماء، فيدعو، ويتضرّع حتى يقع على وجهه، وهو قوله عزّ وجلّ: { أمّن يجيب المضطر.. الى آخره }(1).

المائة والواحد والستون: " مَن لم يجعل الله له شبيهاً ".

عدّه في المناقب القديمة من القابه عليه السلام، ونقل في الهداية (سَمِيّاً) وفسّره: بـ (شبيهاً).

ومن التأمل ـ في الجملة ـ في هذا الباب، والباب القادم يعلم انّه لا يوجد له شبيه ونظير، ولم يصل ولن يصل أحد الى عزّته وجلاله.

المائة والثاني والستون: " المقتصر ".

عدّه في المناقب القديمة من القابه.

ولعلّ المراد منه انّ جميع الأنبياء والأوصياء الماضين قد ابتلوا في أيام رئاستهم وعزتهم بمعاشرة ومؤانسة وصحبة المنافقين والفاسقين بل الاتصال والزواج منهم، وكانوا مأمورين بمداراتهم وائتلافهم لأجل حفظ وبقاء الدين وعصابة المؤمنين.

أمّا المهدي صلوات الله عليه فسوف يقتصر على الانصار والأعوان والأصحاب المؤمنين المخلصين والعباد الصالحين الذين مدحهم الله تعالى وأخبر عنهم: { عباداً لنا أولي بأس شديد }(2) ; كما رواه العياشي..(3)

____________

1- تأويل الآيات: ج 1، ص 402 ـ 403، وقد ذكر الآية بقوله تعالى: " أمّن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ءاله مع الله قليلا ما تذكّرون ".

2- الآية 5 من سورة الاسراء.

3- في تفسير العياشي: ج 2، ص 281، (عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان يقرأ: " بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديد " ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولي بأس شديد).


الصفحة 251
وبقوله: { ان الأرض يرثها عبادي الصالحون }(1) كما رواه علي بن ابراهيم...(2)

وسوف تنقطع بالمرة جذور الألفة والمجالسة والمؤانسة مع الكفار والمنافقين، ويتميز الصالح عن الطالح والطيب عن الخبيث، ولا يستعين بأحد منهم ابداً كما كان جدّه الأكرم يستعين بالمنافقين لمجاهدة الكفار.

ويحتمل أن تكون الكلمة المذكورة هي (المنتصر)، وقد تكون قد أخذت من الآية الشريفة { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل }(3) كما هو مروي في تفسير القمي عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال:

" يعني القائم عليه السلام وأصحابه...(4) والقائم اذا قام انتصر من بني امية ومن المكذبين والنصّاب... "(5).

المائة والثالث والستون: " المصباح الشديد الضياء ".

كما تقدّم في اللقب الثامن والعشرين.

المائة والرابع والستون: " الناقور ـ الصور ".

مثل البوق، ومثل الشيء الذي يقرع به.

وقد روي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام انه قال في الآية الشريفة: { فاذا نقر في الناقور }(6): " إنّ منّا اماماً مستتراً فاذا أراد الله عزّ وجلّ

____________

1- الآية 105، سورة الأنبياء.

2- في تفسير علي بن ابراهيم: ج 2، ص 77 (قال: القائم عليه السلام وأصحابه).

3- الآية 41 من سورة الشورى.

4- في المصدر زيادة هنا (فأولئك ما عليهم سبيل) ثم يأتي الخبر.

5- تفسير علي بن ابراهيم: ج 2، ص 278.

6- الآية 8 من سورة المدّثر.


الصفحة 252
اظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله عزّ وجلّ "(1).

وفي تفسير السياري مروي عنه عليه السلام انّه قال في الآية المذكورة: " اذا نقر في اذن القائم عليه السلام اذن له في القيام "(2).

ومروي في اثبات الوصية للمسعودي عن المفضل بن عمر انّه قال: " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر. فقال: لا تُحدِّث به السفلة فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عزّ وجلّ { فاذا نقر في الناقور } انّ منّا مَنْ يكون اماماً مستتراً فاذا أراد الله اظهار أمره نكت في قلبه فيظهر حتى يقوم بأمر الله جلّ ثناؤه "(3).

المائة والخامس والستون: " الناطق ".

عدّه في المناقب القديمة والهداية من ألقابه عليه السلام.

والمروي في (مقتضب الأثر) في خبر طويل ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ذكر الأئمة عليهم السلام لسلمان إلى أن قال: "... ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على دين الله العسكري، ثم ابنه حجة الله فلان سمّاه باسمه ابن الحسن المهدي، والناطق القائم بحق الله "(4).

وفي زيارة عاشوراء برواية ابن قولويه: " وان يرزقني [ طلب ](5) ثاركم مع امام مهدي [ ظاهر ](6) ناطق لكم "(7).

____________

1- نقلها في البحار عن الغيبة: ج 51، ص 58.

2- التفسير المذكور مخطوط وليست لدينا نسخة منه، وانما نقلنا الرواية عن (المحجة فيما نزل في القائم الحجة) للسيد هاشم البحراني: ص 239، والرواية موجودة في تأويل الآيات: ج 2، ص 732 بزيادة كلمة (الامام) قبل كلمة (القائم عليه السلام).

3- اثبات الوصية: ص 228.

4- مقتضب الأثر (ابن عياش الجوهري): ص 7.

5- هذه الزيادة في المصدر المطبوع ولا توجد في الترجمة.

6- سقطت هذه الزيادة من المصدر واُثبتت في الترجمة ويظهر انّ ذلك من اختلاف النسخ، وكذلك ما سبق في التعليقة المتقدمة.

7- كامل الزيارات (جعفر محمد بن قولويه القمي): ص 177.


الصفحة 253
وبرواية الشيخ الطوسي: " امام مهدي ظاهر ناطق [ بالحق ](1) منكم "(2).

وكونه عليه السلام ناطق واضح، وذلك لأن آباءَه الطاهرين قد ختموا على أفواههم بختم السكوت ولم يتكلّموا بالعلوم والأسرار والمعارف والحكم الّا قليلا لعدم وجود حملتها، بل انّ كثيراً من الأحكام بقيت في حجاب الخفاء خوفاً من الأعداء. قال محمد بن طلحة الشافعي انّ امير المؤمنين عليه السلام سمّي بالبطين يعني مبطن ومخفي العلوم والأسرار التي علّمها له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعدم وجود حملتها وللخوف ولضيق المجال، فكلّ الخزائن الالهية المذخورة تصل للناس عن لسانه المبارك عليه السلام.

وفي دعاء الشهر المبارك: " اللهم اُظْهِرْ به دينك وسنة نبيّك حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة احد من الخَلق "(3).

المائة والسادس والستون: " النهار ".

روى الشيخ فرات بن ابراهيم في تفسيره عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال: قال الحارث الأعور للحسين عليه السلام: يا ابن رسول الله جعلت فداك أخبرني عن قول الله في كتابه: { والشمس وضحاها }؟

قال: ويحك يا حارث، ذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

قال: قلت: جعلت فداك ; قوله: { والقمر اذا تلاها }؟

____________

1- هذه الزيادة في المصدر.

2- مصباح المتهجد (الشيخ الطوسي): ص 717.

3- وهو من دعاء الافتتاح الذي يقرأ في ليالي شهر رمضان المبارك، وهذا المقطع جاء في ضمن المقاطع التى وردت للدعاء للحجة عجل الله تعالى فرجه، راجع مفاتيح الجنان: ص 182.


الصفحة 254
قال: ذلك أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يتلو محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم.

قال: قلت: { والنهار اذا جلّاها }؟

قال: ذلك القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) يملأ الأرض عدلا وقسطاً(1).

وروي في تفسير علي بن ابراهيم عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال في الآية الشريفة: { والليل اذا يغشى } قال: الليل في هذا الموضع فلان(2) غشي أمير المؤمنين في دولته التي جرت له عليه(3) وامير المؤمنين عليه السلام يصبر(4) في دولتهم حتى تنقضي.

قال: { والنهار اذا تجلى } قال: النهار، هو القائم عليه السلام منّا أهل البيت، اذا قام غلب دولته الباطل ; والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب الله نبيّه به ونحن، فليس يعلمه غيرنا(5).

المائة والسابع والستون: " النفس ".

عدّه في الهداية من ألقابه.

المائة والثامن والستون: " نور آل محمد " عليهم السلام.

كما سوف يأتي في خبر في الباب التاسع إن شاء الله عن الامام الصادق عليه

____________

1- تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي: ص 563، الطبعة المحققة.

2- في الترجمة (الثاني) بدل (فلان).

3- قال المؤلف رحمه الله في الهامش ما ترجمته: " ان عبارة الخبر كانت (غش) بمعنى الخيانة والمكر، والظاهر انّه يحصل به معنى الآية ايضاً فانّ هاتين المادتين واحدة لا فرق بينهما ".

4- قال المؤلف رحمه الله في الهامش ما ترجمته: أو انّه قال عليه السلام (ونحن نصبر) في نسخة.

5- تفسير علي بن ابراهيم القمي: ج 2، ص 425، (سورة الليل).


الصفحة 255
السلام، وعدّه في الذخيره من أسمائه عليه السلام المذكورة في القرآن. وهو مذكور في عدّة اخبار متقدّمة وسوف يأتي بعضها في الآية الشريفة: { والله متمّ نوره }(1) يعني: بولاية القائم عليه السلام وبظهوره عليه السلام.

وفي الآية: { واشرقتِ الأرضُ بنورِ ربّها }(2) يعني أشرقت الأرض بنوره عليه السلام.

وجاء في إحدى الزيارات الجامعة في أوصافه عليه السلام: " نور الأنوار الذي تشرق به الأرض عمّا قليل ".

ومروي في غاية المرام وغيره عن جابر بن عبد الله الأنصاري: قال: دخلت الى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يكتب باصبعه ويتبسّم، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟ فقال: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها، فقلت له: وأي آية يا أمير المؤمنين؟ فقال: قوله تعالى: { الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة } المشكاة محمد صلى الله عليه وآله، {فيها مصباح }أنا المصباح، { في زجاجة } الزجاجة الحسن والحسين { كأنها كوكب دري } وهو علي بن الحسين، { يوقد من شجرة مباركة } محمد بن علي، { زيتونة } جعفر بن محمد: { لا شرقية } موسى بن جعفر { ولا غربية } علي بن موسى [ الرضا ]{ يكاد زيتها يضيء } محمد بن علي { ولو لم تمسسه نار } علي بن محمد { نور على نور } الحسن بن علي { يهدي الله لنوره من يشاء } القائم المهدي عليهم السلام(3).

وقد ذكر في جملة من أخبار المعراج ان نوره عليه السلام في عالم الاظلة بين أنوار وأشباح الأئمة عليهم السلام مثل الكوكب الدرّي بين سائر الكواكب، وفي خبر كنجم

____________

1- من الآية 8 من سورة الصف.

2- من الآية 69 من سورة الزمر.

3- (المحجة فيما نزل في القائم الحجة(عج) (السيد هاشم البحراني): ص 147 ـ البرهان في تفسير القرآن (السيد هاشم البحراني): ج 3، ص 136 - 137.


الصفحة 256
الصبح لأهل الدنيا.

المائة والتاسع والستون: " نور الأصفياء ".

المائة والسبعون: " نور الأتقياء ".

تقدّم مصدرهما في الاسم الثامن والعشرين.

المائة والواحد والسبعون: " النجم ".

عدّه في الذخيرة من اسمائه عليه السلام المذكورة في القرآن.

المائة والثاني والسبعون: " الناحية المقدسة ".

قال في جنات الخلود: كان يُدعى عليه السلام في ايام التقية احياناً بهذا اللقب.

المائة والثالث والسبعون: " واقيذ ".

في الكتاب المذكور مسطور ان هذا لقبه عليه السلام في الكتب السماوية يعني الغائب مدّة مديدة.

ومذكور في (تاريخ عالم آرا) انّه اسمه عليه السلام قد كتب في التوراة (واقيذما).

المائة والرابع والسبعون: " الوتر ".

عدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه.

يعني الوحيد والفريد والفرد والمنفرد في الكمالات والفضائل الممكن تحققها في نوع البشر، وقد كانت فيه خصائص وكرامات الهية اختصت به، وستكون فيه ما لم تمنح لأحد من الحجج قبله عليه السلام.


الصفحة 257

المائة والخامس والسبعون: " الوجه ".

عدّه في الهداية من القابه، وفي زيارته عليه السلام: " السلام على وجه الله المتقلّب بين اظهر عباده ".

المائة والسادس والسبعون: " ولي الله ".

وقد ذكر في الأخبار مكرراً بهذا اللقب خصوصاً في لسان الرواة، وسيأتي في (اليد الباسطة) انّ الله عزّ وجلّ قال في ليلة المعراج: " ذلك [ يعني القائم عليه السلام ](1)وليّ الله حقاً "(2).

وروي في كفاية الأثر للخراز عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال:

"... فاذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود، ناداه السيف: قم يا وليّ الله فاقتل أعداء الله "(3).

وفي خبر آخر قال: (.. له عَلَمٌ)(4) فينادي بذلك النداء في ذلك الوقت.

____________

1- هذه الزيادة في الترجمة من المؤلف رحمه الله.

2- الأمالي (الشيخ الصدوق): ص 505.

3- كفاية الأثر (الخراز): ص 263، والحديث مروي عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وهو طويل.

4- الخبر طويل رواه الصدوق في (عيون أخبار الرضا) عن الامام الجواد عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ج 1، ص 62، "... فقال له أُبيّ: وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟

قال: له عَلَمٌ اذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العَلَم من نفسه، وأنطقه الله عزّ وجلّ، فناداه العلم: اخرج يا وليّ الله فاقتل اعداء الله، وهما آيتان، وعلامتان.

وله سيف مغمد، فاذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عزّ وجلّ فناداه السيف: أخرج يا وليّ الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج ويقتل اعداء الله حيث ثقفهم، ويقيم حدود الله، ويحكم بحكم الله... ".

ونقله المجلسي رحمه الله في البحار: ج 52، ص 311.


الصفحة 258

المائة والسابع والسبعون: " الوارث ".

عدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه، ويأتي في الخطبة الغديرية ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " الّا انه وارث كل علم والمحيط به ".

ومن الواضح انّه عليه السلام وارث العلوم والكمالات والمقامات والآيات البينات لجميع الانبياء والأوصياء وآبائه الطاهرين عليهم السلام.

وفي حديث طويل ومفصل ان الامام الصادق عليه السلام قال: " حتى يرد الكوفة... ثم يقول الحسني خلّوا بيني وبين هذا، فيخرج اليه المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول له الحسني ان كنت مهدي آل محمد صلى الله عليه فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخاتمه وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه المربوع(1)، وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، وتاجه(2) والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير(3)وتبديل.

(فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه)(4).

قال المفضل: يا سيدي فهذا كلّه كان في السفط؟

قال: (نعم والله)(5) وتركات جميع النبيين حتى عصى آدم، وآلة نجارة نوح، وتركة هود وصالح ومجموع ابراهيم وصاع يوسف، ومكيل شعيب وميزانه، وعصى

____________

1- في المصدر (البرقوع). الهداية: ص 404.

2- سقطت من الترجمة. واثبتت في المختصر: ص 189 ـ وفي الهداية: ص 404.

3- في الترجمة (تفسير) وفي المصدر ما اثبتناه.

4- سقط هذا المقطع من المصدر، واثبت في المختصر: ص 189 وفي الترجمة.

5- سقط من المصدر والمختصر واثبت في الترجمة بقوله: (بلى والله).