وقد روي في امالي الشيخ الطوسي عنه عليه السلام انّه قال في قضية المهدي عليه السلام: " ويخرج له الأرض أفلاذ أكبادها "(2).
وقريب منه مرويٌ في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام(3).
وقد روي في (كمال الدين) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال: " ويُظهر الله عزوجل له كنوز الأرض ومعادنها "(4).
وروي هذا المضمون في غيبة الفضل بعدة أسانيد معتبرة.
الثالث والعشرون:
زيادة الأمطار والزرع والأشجار والثمار وسائر النعم الأرضية بحيث يظهر تغير الأرض في ذلك الوقت عن حالاتها في الأوقات الأخرى ويصدق قول الله تعالى: { يَومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غَيرَ الأرْض }(5).
كما روى النعماني عن كعب الاحبار أن المهدي هكذا يفعل(6).
والمقصود هو تبديل صورة الأرض في عهده عليه السلام بصورة اُخرى لكثرة العدل والامطار والاشجار والنبات وسائر البركات.
____________
1- في الترجمة (وتخرج الأرض كنوزها)، وفي المصدر ما ذكرنا، عقد الدرر: ص 149 عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
2- الامالي (الطوسي): ج 2، ص 126.
3- الاحتجاج (الطبرسي): ج 2، ص 11، وفيه عن امير المؤمنين عليه السلام مخاطباً ولده الحسن عليه السلام وقد ذكر المهدي عليه السلام " ويصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نباتها، وتنزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز ".
4- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 394، ح 4.
5- من الآية 48 من سورة ابراهيم.
6- الغيبة (النعماني): ص 146، وفيه: " القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض ".
وفي رواية الگنجي في البيان: " ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها الّا أخرجته "(3).
وبرواية البغوي: " لا تدع السماء من قطرها شيئاً الّا صبته، ولا الأرض من نباتها الّا اخرجته حتى يتمنّى الأحياءُ الأموات "(4).
يعني يتمنى الأحياء أن يحيى موتاهم فيرون.
وقد روي في الاحتجاج للشيخ الطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام انّه قال في قصته عليه السلام في عهده: " وتُخرج الأرض نبتها، وتُنزل السماء بركتها "(5).
وقد روي قريب منه في الخصال وتقدم أنه قال: " حتى تمشي المرأة (في ذلك الزمان)(6) بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها الّا على النبات "(7).
وروى الشيخ المفيد في الاختصاص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: " إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء: ايها الناس قطع عنكم مدة الجبارين، وولي الامر خير امة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم... إلى أن يقول عن ذلك الزمان: فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها، والحيتان في بحارها، وتمدّ الانهار،
____________
1- في الترجمة (في زمان المهدي عليه السلام).
2- كشف الغمة (الاربلي): ج 2، ص 467 ـ 468.
3- كشف الغمة (الاربلي): ج 2، ص 488.
4- جامع احاديث الامام المهدي عليه السلام: ج 1، ص 229.
5- الاحتجاج (الطبرسي): ج 2، ص 11.
6- هذه الزيادة من المؤلف.
7- الخصال (الصدوق): ص 626.
وروي في عقد الدرر أنه قال عليه السلام في قصة المهدي عليه السلام: " يفرح به اهل السماء وأهل الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمدُّ الانهار، وتضعِّف الأرض أكلها، وتستخرج الكنوز "(2).
ونقل السيد علي بن طاووس عن صحيفة ادريس النبي عليه السلام في كتاب سعد السعود عند ذكر سؤال ابليس وجواب الله له قال ربِّ فأنظرني إلى يوم يبعثون، قال: لا، ولكنّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، فانّه يوم قضيتُ وحتمتُ أن أطهّر الأرض ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي.
وانتخبت لذلك الوقت عباداً لي امتحنت قلوبهم للايمان، وحشوتها بالورع والاخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والتقى والزهد في الدّنيا والرغبة فيما عندي، وأجعلهم دعاة الشمس والقمر وأستخلفهم في الأرض وأمكّن لهم دينهم الذي ارتضيته لهم ثمّ يعبدونني لا يشركون بي شيئاً يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة لحينها ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وألقي في تلك الزمان الأمانة على الأرض فلا يضرّ شيء شيئاً، ولا يخاف شيء من شيء، ثمّ تكون الهوام والمواشي بين الناس فلا يؤذي بعضهم بعضاً، وأنزع حمّـة كلّ ذي حمّـة من الهوام وغيرها واُذهب سمّ كلّ ما يلدغ، واُنزل بركات من السماء والأرض وتزهر الأرض بحسن نباتها وتخرج كلّ ثمارها وانواع طيبها.
وألقي الرّأفة والرّحمة بينهم، فيتواسون ويقتسمون بالسويّة، فيستغني الفقير ولا يعلو بعضهم بعضاً، ويرحم الكبير الصغير، ويوقّر الصغير الكبير، ويدينون بالحقّ وبه يعدلون ويحكمون، اولئك أوليائي اخترت لهم نبيّاً مصطفى وأميناً مرتضى
____________
1- الاختصاص (المفيد): ص 208.
2- عقد الدرر (يوسف السلمي): ص 149.
ولم تظهر هذه الآثار المذكورة في هذا الاثر الشريف لحدّ الآن، وهي مطابقة لأخبار الخاصة والعامة في انها من خصائص المهدي عليه السلام.
وقد روي في الانوار المضيئة للسيد علي بن عبد الحميد عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في الآية الشريفة: { انك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم }(2).
قال: الوقت المعلوم يوم قيام القائم عليه السلام، فاذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء ابليس حتى يجثو على ركبتيه، فيقول: يا ويلاه من هذا اليوم.
فيأخذ بناصيته، فيضرب عنقه، فذلك: " يوم الوقت المعلوم "(3).
وروي في تفسير علي بن ابراهيم عنه عليه السلام أنه قال في تفسير " مُدْهَامَّتَان " قال: " تتّصل ما بين مكة والمدينة نخلا "(4).
وفي خطبة أمير المؤمنين عليه السلام المذكورة في المنتخب للحسن بن سليمان الحلّي: " فتستبشر الأرض بالعدل، وتُعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض نباتها، وتتزين لأهلها "(5).
الرابع والعشرون:
تكمل عقول الناس ببركة وجوده عليه السلام، ويضع يده
____________
1- بحار الانوار: ج 52، ص 384 ـ 385.
2- من الآية 38 من سورة الحج.
3- بحار الانوار (المجلسي): ج 52، ص 376 ـ 377.
4- البرهان: ج 4، ص 271.
5- مختصر بصائر الدرجات (الحسن بن سليمان الحلي): ص 201.
كما في أصل زرّاد(1) قال: " قلت لأبي عبد الله عليه السلام: نخشى أن لا نكون مؤمنين.
قال: ولِمَ ذاك؟
فقلت: وذلك إنّا لا نجد فينا من يكون أخوهُ عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام.
فقال: كلاّ ; انكم مؤمنون، ولكن لا تكملون ايمانكم حتى يخرج قائمنا، فعندها يجمع الله احلامكم "(2).
وفي خرائج الراوندي وكمال الدين للصدوق عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال: " اذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها احلامهم "(3).
وروى الشيخ الكليني عن سعيد بن الحسن قال: " قال أبو جعفر عليه السلام: أيجيء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه؟
فقلت: ما أعرف ذلك فينا.
فقال أبو جعفر عليه السلام: فلا شيء اذن(4).
قلت: فالهلاك إذن.
____________
1- في نسخة، بدل (زرّاد) (زُرارة) وهو اشتباه لأنّ الرواية موجودة في أصل زرّاد.
2- كتاب الاصول الستة عشر (أصل زراد): ص 6.
3- كمال الدين (الصدوق): ص 675 ـ الخرائج والجرائح (الراوندي): ج 2، ص 840، ح 57.
4- قال المؤلف (رحمه الله تعالى): (يعني ليس لهم مقام وكمال).
وروي في الاختصاص للشيخ المفيد أنه قيل له عليه السلام: إنَّ اصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة، فلو أمرتهم لأطاعوك واتّبعوك.
فقال: يجيء أحدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته؟
فقال: لا.
قال: فهم بدمائهم أبخل.
ثم قال: إنَّ الناس في هدنة تناكحهم وتوارثهم، ويقيم عليهم الحدود، وتؤدى أماناتهم حتى إذا قام القائم جاءت المزايلة، ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه "(2).
وروي في كمال الدين للصدوق عن أمير المؤمنين عليه السلام انّه قال في ضمن صفات المهدي عليه السلام: " ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن الّا صار قلبه أشد من زبر الحديد "(3).
وروي في الخصال عنه عليه السلام انّه قال في ضمن حوادث ايامه عليه السلام: " ولذهبت الشحناء من قلوب العباد "(4).
وروي في كشف الغمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال في هذا المقام: " ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمة "(5).
والظاهر أنه عند زوال هاتين الصفتين الخبيثتين من القلوب فانه تأتي هذه الصفة المرضية مباشرةً بلا فصل.
____________
1- الكافي ـ الاصول ـ (الكليني): ج 2، ص 173 ـ 174، ح 13.
2- الاختصاص (المفيد): ص 24.
3- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 653، ح 17.
4- الخصال (الصدوق): ص 626.
5- كشف الغمة (الاربلي): ج 2، ص 474، وفي الترجمة بدل (هذه الامة) (الناس).
وبرواية النعماني: " مكتوب عليها ألف كلمة كل كلمة مفتاح ألف كلمة "(2).
وقد ذكر في خطبة المخزون لأمير المؤمنين عليه السلام أنه في ذلك الوقت: " يقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم فيومئذ تأويل هذه الآية: { يغني اللهُ كُلاّ من سعته }(3) "(4).
الخامس والعشرون:
القوة الخارقة للعادة في انظار وأسماع اصحابه عليه السلام كما روي في الكافي والخرائج عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: " إنَّ قائمنا إذا قام مدّ الله عزوجل لشيعتنا في اسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد(5)يكلّمهم فيسمعون وينظرون اليه وهو في مكانه "(6).
وروى الشيخ الجليل الفضل بن شاذان في غيبته عنه عليه السلام أنه قال: " إنَّ المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق "(7).
____________
1- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 671، ح 19.
2- الغيبة (النعماني): ص 314.
3- من الآية 130 من سورة النساء.
4- مختصر بصائر الدرجات (الحسن بن سليمان الحلّي): ص 201.
5- قال المؤلف: (بقدر اربعة فراسخ).
6- الكافي (الروضة): ج 8، ص 241.
7- البحار (المجلسي): ج 52، ص 391، ح 213.
السادس والعشرون:
طول عمر اصحابه وانصاره عليه السلام.
كما روى الشيخ المفيد في الارشاد والفضل بن شاذان في غيبته عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: " ويعمّر الرجل(1) في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى "(2).
وروي في تفسير العياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في ضمن بيان حالات ايام ملكه عليه السلام: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليعيش إذْ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه الف ذكر آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل عاملين بكتاب الله وسنة رسوله قد اضمحلّت عنهم الآفات والشبهات "(3).
يعني لا يبتلون بآفة أبداً ولا يصابون بشبهة.
السابع والعشرون:
زوال العاهات والبلايا من أبدان أنصاره عليه السلام كما ذكر في الخبر السابق.
وروي في الخرائج للراوندي عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: " من أدرك قائم اهل بيتي من ذي عاهة برأ ومن ذي ضعف قوي "(4).
وروي في غيبة النعماني عن الامام السجاد عليه السلام انّه قال: " إذا قام القائم اذهب الله عن كل مؤمن العاهة وردّ اليه قوته "(5).
وان هذا التكريم العظيم ليس كإبراء المرضى الذي أعطي لعيسى وسائر الانبياء
____________
1- في الترجمة بدل (الرجل) (المؤمن) ولكن في المصدرين العبارة كما أثبتناها.
2- الارشاد (المفيد): ج 2، ص 381 ـ كفاية المهتدي: ص 229، مخطوط.
3- تفسير العياشي: ج 2، ص 282.
4- الخرائج والجرائح (الراوندي): ج 2، ص 839.
5- الغيبة (النعماني): ص 317، باب 21، ح 2.
الثامن والعشرون:
اعطاء قوة اربعين رجل لكل من اعوانه وانصاره عليه السلام.
كما روي في الكافي عن عبد الملك بن أعين قال: " قمت من عند أبي جعفر عليه السلام فاعتمدت على يدي فبكيت ; فقال: ما لَكَ؟
فقلت: كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر وبي قوة.
فقال: أما ترضون أن عدوكم يقتل بعضهم بعضاً وأنتم آمنون في بيوتكم، أنه لو قد كان ذلك اعطي لرجل منكم قوة اربعين رجلا، وجعلت قلوبكم كزبر الحديد، لو قذف بها الجبال لقلعتها، وكنتم قوام الأرض وخزانها "(3).
وروي في كمال الدين للصدوق عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: " ما كان قول لوط عليه السلام لقومه: " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد "(4) الّا تمنياً
____________
1- من الآية 73 من سورة الزمر.
2- أي الفرق بين الشفاء المعجزة الذي كان يصدر من الانبياء عليهم السلام لأقامة الحجة والبرهان على الجاحد والمنافق ; والشفاء الذي يصير لجميع المؤمنين في عصر ظهور المهدي عليه السلام.
3- الكافي (الروضة): ج 8، ص 294، ح 449.
4- هود: الآية 80.
وروي بهذا المضمون في الخصال عن الامام السجاد عليه السلام(2)، وابن قولويه في كامل الزيارة(3).
والفضل بن شاذان في غيبته عن الامام الصادق عليه السلام(4).
والعياشي في تفسيره، وتقدم عن كمال الدين، أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " ووضع(5) يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن الّا وصار قلبه أشد من زبر الحديد، واعطاه الله تعالى قوة اربعين رجلا "(6).
وروي في بصائر الدرجات للصفار عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: " فاذا وقع أمرنا وجاء مهدينا كان الرجل من شيعتنا أجرأ من ليث، وأمضى من سنان، يطأ عدونا برجليه، ويضربه بكفيه، وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد "(7).
التاسع والعشرون:
استغناء الخلق بنوره عليه السلام عن ضوء الشمس ونور القمر.
كما روي علي بن ابراهيم في تفسيره عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في
____________
1- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 673، ح 26.
2- الخصال (الصدوق): ص 541، ح 14.
3- كامل الزيارات: ص 120، باب 41، ح 5.
4- كفاية المهتدي: ص 226، مخطوط.
5- في الترجمة زيادة (عليه السلام).
6- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 653، ح 17.
7- بصائر الدرجات (محمد بن الحسن الصفار): ص 24.
قال الراوي(2): قلت: فاذا خرج يكون ماذا؟
قال: إذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الامام "(3).
وروى الشيخ المفيد في الارشاد والشيخ الطوسي في الغيبة عنه عليه السلام أنه قال: " إنَّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها واستغنى الناس عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة "(4).
وروى الصدوق بهذا المضمون في كمال الدين عن الامام الرضا عليه السلام، وقال ايضاً: " ولا يكون له ظل "(5).
وروى الشيخ الخراز عند ذكره عليه السلام: " وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فاذا خرج أشرقت الأرض بنوره "(6).
ويعلم بقرينة الخبر الاول أن المقصود منه هو النور الظاهري، والّا فمن الممكن أن يقال إنَّ المراد من النور هو النور المعنوي الذي هو نور العلم والحكمة والعدل.
وروي في غيبة الفضل بن شاذان بسند صحيح عنه عليه السلام أنه قال: " إذا قام قائمنا اشرقت الأرض بنوره، واستغنى العباد عن ضوء الشمس (والقمر)(7) وذهبت
____________
1- من الآية 69 من سورة الزمر.
2- هذه الزيادة ليست من الرواية وانما من المؤلف (رحمه الله تعالى).
3- تفسير علي بن ابراهيم: ج 2، ص 253 ـ وعنه المحجة في ما نزل في القائم الحجة (ع) (السيد هاشم البحراني): ص 184.
4- الارشاد (المفيد): ج 2، ص 381 ـ الغيبة (الطوسي): ص 280.
5- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 372.
6- كفاية الأثر (الخراز): ص 271، عن الامام الرضا عليه السلام.
7- هذه الزيادة ليست في النسخة المخطوطة التي بأيدينا وانما هي موجودة في الترجمة.
الثلاثون:
إنَّ معه عليه السلام راية رسول الله ولم تنشر الّا في بدر ويوم الجمل.
روى الشيخ النعماني عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في خبر: " وهي راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نزل بها جبرائيل يوم بدر...(3) ما هي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير.
قال الراوي(4): قلت فمن أي شيء هي؟
قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يوم بدر، ثم لفّها ودفعها إلى علي عليه السلام، فلم تزل عند علي عليه السلام حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين عليه السلام، ففتح الله عليه، ثم لفّها وهي عندنا هناك لا ينشرها احدٌ حتى يقوم القائم، فاذا هو قام نشرها، فلم يبق احد في المشرق والمغرب الّا لعنها(5)، ويسير الرعب قدامها شهراً، وورائها شهراً، وعن يمينها شهراً، وعن يسارها شهراً "(6).
وروي ايضاً عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال لأبي حمزة: يا ثابت كأنّي بقائم اهل بيتي قد اشرف على نجفكم هذا، وأومأ بيده إلى ناحية الكوفة.
____________
1- في النسخة المخطوطة التي بأيدينا (وذهب) بدل (وذهبت).
2- كفاية المهتدي: ص 229، مخطوط.
3- في الرواية زيادة (ثم قال: يا أبا محمد ما هي والله... الخ).
4- هذه الزيادة في الترجمة.
5- في الترجمة بدل (لعنها) (لاقاها).
6- الغيبة (النعماني): ص 307 ـ 308.
قلت: وما راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم؟
قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته، وسايرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شيء الّا أهلكه الله(1).
وبرواية الصدوق في كمال الدين: " فاذا نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انحط اليه ثلاثة عشر الف ملك وثلاثة عشر ملكاً كلهم ينتظر القائم عليه السلام... "(2)ثم يبيّن اولئك الملائكة ويذكرهم بنحو ما تقدّم.
وروي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:
" لمّا التقى أمير المؤمنين عليه السلام وأهل البصرة نشر الرّاية ـ راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ـ فزلزلت أقدامهم فما اصفرّت الشمس حتى قالوا: آمنّا يا ابن أبي طالب، فعند ذلك قال: " لا تقتلوا الأسرى ولا تجهّزوا الجرحى، ولا تتبعوا مولّياً، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن " ولمّا كان يوم صفين سألوه نشر الرّاية فأبى عليهم فتحمّلوا عليه بالحسن والحسين عليهما السلام وعمّار بن ياسر رضي الله عنه فقال للحسن: يا بنيّ انّ للقوم مدّة يبلغونها، وانّ هذه راية لا ينشرها بعدي الّا القائم صلوات الله عليه "(3).
الحادي والثلاثون:
لا يستوي درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الّا عليه عليه السلام كما روي في بصائر الدرجات عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال بعد أن ذكر جملة مما عنده عليه السلام من السلاح ومواريث الانبياء: " وان قائمنا مَنْ لبس درع
____________
1- الغيبة (النعماني): ص 308، ح 3.
2- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 671، ح 22.
3- الغيبة (النعماني): ص 307، ح 1.
فقلت له:(1) أنت أَلحَمْ أم أبو جعفر؟
قال: كان أبو جعفر أَلحَمْ منّي، وقد لبستها أنا، فكانت وكانت "(2).
وروي بسند آخر قريب بهذا المعنى، وفي متن آخر الخبر صعوبة في الجملة ذكرت ما حاصلها.
وروي هناك ايضاً، وروى الراوندي في الخرائج عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك انّي اُريد أنْ أمسَّ صدرك.
فقال: إفعل.
فمسست صدره ومناكبه.
فقال: ولِمَ يا أبا محمد؟
فقلت: جعلت فداك انّي سمعت أباك وهو يقول: إنَّ القائم واسع الصدر مسترسل المنكبين عريض ما بينهما.
فقال: يا أبا محمد أن أبي لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكانت تستخب على الأرض، وأنا لبستها فكانت وكانت، وانها تكون من القائم كما كانت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مشمّرة كأنه ترفع نطاقها بحلقتين "(3).
وبرواية الراوندي: " وهي (ذلك الدرع)(4) على صاحب هذا الأمر مشمّرة (أي مرفوعة الاطراف)(5) كما كانت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "(6).
____________
1- في الترجمة: (فسأل الراوي).
2- بصائر الدرجات (الصفار): ص 176، ح 4.
3- بصائر الدرجات (الصفار): ص 189.
4- هذه الزيادة من المؤلف (رحمه الله).
5- هذه الزيادة من المؤلف (رحمه الله).
6- الخرائج والجرائح (الراوندي): ج 2، ص 691.