الصفحة 368
ومنهم: شعبة، وطرقه بطرق شتى.

ومنهم: واسط بن الحارث.

ومنهم: يزيد بن معاوية أبو شيبة، له فيه طريقان.

ومنهم: سليمان بن قرم، وطرقه عنه بطرق شتى.

ومنهم: جعفر الأحمر، وقيس بن الربيع، وسليمان بن قرم، وأسباط جمعهم في سند واحد.

ومنهم: سلام أبو المنذر(1).

ومنهم: أبو شهاب محمد بن ابراهيم الكناني، وطرقه عنه بطرق شتى.

ومنهم: عمر بن عبيد الطنافسي، وطرقة عنه بطرق شتى.

[ ومنهم: أبو بكر بن عياش، وطرقه عنه بطرق شتى ](2).

ومنهم: أبو الجحاف داود بن أبي العوف وطرقه عنه بطرق شتى.

ومنهم: عثمان بن شبرمة وطرقه عنه بطرق شتى.

ومنهم: عبد الملك بن أبي عيينة.

ومنهم: محمد بن عياش عن عمرو العامري وطرقه بطرق شتى وذكر سنداً وقال فيه حدّثنا أبو غسان حدّثنا قيس ولم ينسبه.

ومنهم: عمرو بن قيس الملائي.

ومنهم: عمّار بن زريق.

ومنهم: عبد الله بن حكيم بن جبير الأسدي.

ومنهم: عمر بن عبد الله بن بشر.

____________

1- في الترجمة بدل (سلام أبو المنذر) (سليمان بن المنذر).

2- سقطت من الترجمة.


الصفحة 369
ومنهم: أبو الأحوص(1).

ومنهم: سعد بن الحسن بن أخت ثعلبة(2).

ومنهم: معاذ بن هشام قال: حدّثني ابي عن عاصم.

[ ومنهم: يوسف بن يونس.

ومنهم: غالب بن عثمان.

ومنهم: حمزة الزيات.

ومنهم: شيبان ](3).

ومنهم الحكم بن هشام.

ورواه غير عاصم عن زر وهو عمرو بن مرّة [ عن زر ](4)، كل هؤلاء روَوْا (اسمه اسمي) الّا ما كان من عبيد الله بن موسى عن زائدة، عن عاصم فانّه قال فيه: " واسم أبيه اسم أبي "، ولا يرتاب اللبيب ان هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع هؤلاء الائمة على خلافها(5).

انتهى كلام الگنجي، وملخّصه: هو ان سند هذا الخبر ينتهي إلى عبد الله بن مسعود الذي هو من أعيان الصحابة، وقد رواه عنه (زر بن حبيش) وهو من فضلاء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وقد رواه عنه (عاصم بن ابي النجود) وهو أحد القراء السبعة المعروفين، وقد رواه عن عاصم أكثر من ثلاثين نفر بينهم المعروفين من مهرة المحدّثين المتّقين عندهم، بل ان بعضهم عندنا ايضاً كالأعمش والسفيانين وأبو بكر بن عياش وأمثالهم.

____________

1- في الترجمة (عبد الله بن الأحوص) بدل (أبو الأحوص).

2- في الترجمة (سعيد بن الحسن) بدل (سعد بن الحسن).

3 و 4- سقطت من الترجمة.

5- كفاية الطالب / البيان / (الگنجي): ص 483 و 484 و 485.


الصفحة 370
فكيف يجيز عاقل أن تسقط هذه الزيادة من قلم هؤلاء جميعاً سهواً ; فإمّا أن تكون قد أسقطت عمداً، أو تكون تلك الزيادة قالها عاصم لزائدة فقط ولم يقلها لهذه الجماعة؟

الحق انّه كان على ابن حجر أن يطأطئ رأسه من الخجل والندم، أو يخفي نفسه في حجر حيوان ; حيث رضي لنفسه بتخطئة كل هذه الأحاديث، ويقدّم زائدة عليهم جميعاً، مع انّه بنص الگنجي الشافعي كانت عادته أن يزيد في الأحاديث، لمجرد ان يشكل باشكال سخيف على الامامية.

ونقل عن الخواجة محمد پارسا في حاشية كتابه (فصل الخطاب) بعد أن ذكر خبر زائدة في المتن ; قال: " ان أهل البيت لا يصححون هذا الحديث لأنه قد ثبت عندهم اسمه واسم أبيه، ونقل جمهور أهل السنة ان زائدة يزيد في الأحاديث، وذكر الامام الحافظ أبو حاتم البستي رحمه الله في كتاب المجروحين من المحدّثين ; زائدة مولى عثمان روى عنه أبو زياد، حديثه منكر قطعاً، وهو مدني لا يحتج به ولو وافق الثقات، فكيف إذا انفرد.

وزائدة بن أبي الرقاد الباهلي من أهل البصرة يروي المنكرات من المشهورات فلا يحتج بحديثه ولا يكتب الّا للاعتبار "(1).

فانكشف لكل بصير ان هذه الزيادة مختصة بزائدة وليست حجة على احد وبالخصوص الاماميّة.

وان الحكم برد الزائد عن المقدار المنقول المتّفق عليه معتاد بينهم، كما ان الفخر الرازي بعد أن حكم في (نهاية العقول) يضعف حديث الغدير، فانّه صححه لمحض مما شاة التسليم، ولكنه أورد: انّ صدر الحديث هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ولا يتم الاستدلال بهذا الحديث ـ حسب اعتقاده ـ الّا

____________

1- لعدم وجود كتاب فصل الخطاب لخواجة محمد پارسا حالياً بين أيدينا لذا قمنا بترجمة النص.


الصفحة 371
اذا كان ذلك الكلام في الصدر الذي هو من زيادة الشيعة فلا يوجد في متون أسانيد أهل السنة، فيكون ساقطاً عن درجة الاعتبار والحجيّة.

والغاية من نقل هذا الكلام هو مجرّد الاشارة إلى ان هذه الطريقة طبيعية، والّا فان كلامه مخدوش من عدّة جهات، فالمسكين ما فعل في معقولاته التي صرف فيها عمره، حتى يتصرّف في المنقولات ويعلم من كتب أخبارهم ان اكثر من ثلاثين نفر من المهرة وأكابر محدّثيهم قبله قد روَوْا الصدر وهو موجود في كتبهم بحمد الله.

وقد تقدّم احتمال أن تكون هذه الزيادة للدعوة إلى محمد بن عبد الله بن الحسن ; فكان المنصور قبل خلافته يمشي في ركابه احياناً ويقول: " هذا مهديّنا أهل البيت " ; أو لأجل استمالة أبي حنيفة لأنه كان يدعو إلى محمد المذكور.

وأما ثانياً: فعلى فرض صحة الحديث، فلابد من التصرّف في ظاهر الحديث للجمع بين الأخبار، وذلك ان يكون المقصود من الأب هو الجد، كما تكرر في القرآن اطلاق الأب على الجد ; فقال: { ملّة أبيكم ابراهيم }(1)، وقال يوسف عليه السلام: { واتبعت ملّة آبائي ابراهيم واسحاق }(2)، وقال ابناء يعقوب لأبيهم: { نبعد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق }(3).

وفي أخبار ليلة المعراج ان جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: " هذا أبوك ابراهيم ".

والمراد من الأب هنا كما قاله محمد بن طلحة الشافعي، والگنجي انّه الامام الحسين عليه السلام.

والمراد من الاسم الكنية فان كنيته عليه السلام هي " أبو عبد ا لله " ; فانّه يقال لها

____________

1- من الآية 78 من سورة الحج.

2- من الآية 38 من سورة يوسف.

3- من الآية 133 من سورة البقرة.


الصفحة 372
اسماً مقابل الاسم، ومن الشائع أن يقال للاسم كنية كما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سهل الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم سمّى علياً بأبي تراب، وما كان له اسم أحبّ إليه منه(1).

وجاء في أشعار العرب ايضاً.

وعلى هذا الاحتمال فيمكن أن يجاب بجواب آخر وان محذوره أقل وهو: ان المراد من الأب هو الامام الحسن العسكري عليه السلام فان كنيته ابي محمد، وكنية عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أبي محمد ايضاً، كما ذكر في (ضياء العالمين).

واحتمل الگنجي احتمالا ثالثاً ; فلعلّ أصل (واسم أبيه اسم ابني) أي الحسن [ ووالد المهدي اسمه حسن فيكون الراوي ](2) قد توهّم ابني فصحفه(3) فقال: (أبي)، فوجب حمله على هذا جمعاً بين الروايات(4).

ثم قال: " والقول الفصل... " إلى آخر ما تقدّم.

____________

1- صحيح البخاري (البخاري): ج 4، ص 207 ـ 208، باب مناقب علي ابن أبي طالب، ح3.

وهذا ما جاء في صحيح البخاري " انّ رجلا جاء الى سهل بن سعد فقال هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليّاً عند المنبر؟ قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول له: أبو تراب.

فضحك، قال: والله ما سمّاه الّا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وما كان له اسم أحبّ اليه منه... " الحديث.

وفي صحيح مسلم: ج 7، ص 123 ـ 124، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي عليه السلام عن سهل بن سعد قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان.

قال: " فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليّاً، قال: فأبى سهل، فقال له: أما اذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب، فقال سهل: ما كان لعليّ اسم أحبّ اليه من أبي تراب وإن كان ليفرح اذا دعي بها... ".

2- سقطت هذه الجملة من الترجمة.

3- في المطبوع (فصطحه) وهو خطأ مطبعي.

4- البيان (الگنجي): ص 483.


الصفحة 373

الخلاف الثالث:

بتعيين شخص المهدي عليه السلام.

ومن هنا يظهر خلاف آخر وهو: هل انّه ولد أم بعد لم يولد؟

أما الشيعة غير الاماميّة فبين فرقهم آراء سخيفة وأقوال مختلفة ومذاهب غريبة كثيرة وقد انقرضت أغلبها بل اكثرها بحمد الله، وبيان كلماتهم تفصيلا تضييع للعمر والوقت، ولأجل التسجيل فاننا نشير إلى أقوالهم على نحو الاجمال:

الاُولى:

الكيسانية(1) ; ففرقة منهم ادّعت ان محمد بن الحنفيّة هو المهدي.

وفرقة ادّعت ابنه (أبو هاشم عبد الله)، كما تقدّم.

وفرقة ادّعت عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

الثانية:

المغيريّة ; وهم أصحاب المغيرة بن سعيد، وقد اخترع له مذهباً بعد وفاة الامام محمد الباقر عليه السلام، ويدّعون ان محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام هو المهدي بسبب خبر زائدة المتقدّم، ويقولون هو حي ولم يمت ومقيم بجبل يقال له (العلمية) وهو الجبل الذي في طريق مكة ونجد(2)الحاجز عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، وهو الجبل الكبير، وهو عندهم مقيم فيه حتى يخرج(3).

وخرج محمد في المدينة، وقتل فيها.

الثالثة:

الناووسية ; وقد انكروا موت الامام الصادق عليه السلام وزعموا انّه عليه

____________

1- الظاهر في الأصل خطأ مطبعي ففيه بدل (الكيسانية) (كسانيكة) بمعنى (مَنْ).

2- في الترجمة (بحد الحاجز).

3- راجع فرق الشيعة (النوبختي): ص 62.


الصفحة 374
السلام المهدي(1).

الرابعة:

الاسماعيليّة الخالصة ; وقد انكروا موت اسماعيل بن الامام الصادق عليه السلام وزعموا انّه الامام بعده عليه السلام وانه حي وانّه المهدي القائم(2).

الخامسة:

المباركية ; وهي فرقة من الاسماعيلية، ويقولون انّه بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم سبعة أئمة لا اكثر ; أمير المؤمنين عليه السلام امام ونبي، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد عليهم السلام، ومحمد بن اسماعيل بن جعفر وهو امام العالم والنبي والمهدي، ويزعمون ان معنى القائم هو أن يبعث برسالة جديدة ينسخ بها شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم(3).

السادسة:

الواقفية ; ويقولون ان الامام موسى بن جعفر عليهما السلام هو القائم والمهدي الموعود، ولكن بعضهم يعترف بوفاته عليه السلام ويقولون انّه يحيى ويسخر العالم ; ويقول بعضهم انّه خرج من حبس السندي في يوم ولم يره أحد، وقد شبه أصحاب هارون على الناس بأنه مات ولكنّه لم يمت وانما غاب(4).

السابعة:

المحمدية ; ويزعمون ان الامام بعد الامام علي النقي عليه السلام هو محمد ابنه الذي توفي في حياته عليه السلام، ويقولون بأنه لم يمت وهو حي وهو القائم المهدي.

ومزار السيد محمد المذكور يقع في ثمانية فراسخ من سامراء قرب قرية بلد، وهو من اجلاء السادات وصاحب الكرامات المتواترات حتى عند أهل السنة وأعراب البادية وانهم يجلونه غاية الاجلال، ويخافون منه عليه السلام ولا يحلفون به

____________

1- راجع فرق الشيعة (النوبختي): ص 67.

2- راجع فرق الشيعة (النوبختي): ص 67 ـ 68.

3- راجع فرق الشيعة (النوبختي): ص 73.

4- راجع فرق الشيعة (النوبختي): ص 80.


الصفحة 375
كذباً ويبعثون إليه النذور من النواحي على الدوام، بل ان اغلب الدعاوى تحل في سامراء ونواحيها بالقسم به عليه السلام وقد رأينا عدّة مرّات عندما يكون البناء أن يقسم فان المنكر يرجع المال إلى صاحبه، ومن يحلف به كاذباً يتأذى.

وخلال أيام وجودي في سامراء ظهرت عدّة كرامات باهرات منه عليه السلام وقد عزم بعض العلماء على أن يجمعها ويكتب رسالة في فضله وفقه الله تعالى.

الثامنة:

الفرقة العسكرية ; ويزعمون ان الامام الحسن العسكري عليه السلام غائب وهو القائم، وانّه لم يمت.

وبعضهم قال توفي ولكنه سوف يحيى بعد ذلك! ودليل هذه الجماعة أما خبر ضعيف قد انفردوا في نقله ; أو خبر معتبر لا دلالة له على مقصودهم أبداً، وإمّا تأويل في أخبار معتبرة ولكنها لا تصلح شاهداً وبرهاناً ; أو الحدس والتخمين الذي لا يتجاوز الوهم والظن.

وكيف يجيز عاقل مثل هذا الموضوع الخطير والمنصب العظيم ويثبت لشخص زمام دين وروح وعرض ومال كل العباد بيده، وقدرة القيام على حفظها وحراستها وتكميلها وقوّتها ; معتمداً بذلك على خبر ضعيف ومستند سخيف وان لم يكن له معارض ومناف؟!

التاسعة:

الطائفة المحقة، والفرقة الناجية، والعصابة المهتدية الامامية الاثنا عشرية أيّدهم الله تعالى، وانهم يقولون انه بحسب النصوص المتواترة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين عليه السلام ـ كما سوف يشار إليه اجمالا في الباب الآتي ـ انّ الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري عليهم السلام هو المهدي الموعود والقائم المنتظر والغائب عن الأنظار والسائر في الأقطار.

وجاء من جميع الائمة الماضين عليهم السلام التصريح باسمه ووصفه وشمائله وغيبته

الصفحة 376
عليه السلام وقد ثبتت قبل ولادته عليه السلام في الكتب المعتبرة لثقات أصحابهم، وان جملةً منها موجودة لحدّ الآن.

وقد رآه ناس كثيرون على نحو من أخبروا عنه ووصفوه، وكان اسمه ونسبه وأوصافه مطابقاً لما قالوا.

فلا يبقى للمنصف العاقل ريب وشك في ان هذا الموجود المبارك هو ذلك المهدي الموعود.

كما ان منصفي أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمجرّد انهم رأوا ما ذكر في الكتب السماوية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وشمائله تنطبق عليه فانهم اسلموا، مع ان تلك الخصوصيّات والمعرفات هناك عندهم أقل بمراتب مما هو موجود هنا، والعمدة هو بعد عصر الأنبياء هناك وقرب عصر رسول الله وأوصيائه صلوات الله عليهم اجمعين هنا، فان اكثر ما قالوه بقي محفوظاً حتى انّه نقله جملة من مخالفينا، كما يأتي في الباب الآتي ان شاء الله تعالى.

وقد وافقنا في هذا المذهب والاعتقاد جماعة من أهل السنة، ونحن مضطرون إلى ذكر اسمائهم والاشارة إلى علو مقاماتهم عند تلك الجماعة لكي يستحوا لا محالة من علمائهم ومحدّثيهم وأهل الكشف واليقين واقطاب الأرض عندما يكونوا في مقام الطعن والاشكال، لا شيء عنده في المقابل ولا يظهر الاّ عدم العلم وعدم المعرفة، وبعض الاستبعادات والشبهات التي يأتي جوابها بنفي دعوة الاماميّة وسيأتي توضيح اكثر من هذا ان شاء الله تعالى.

وأما موافقينا من أهل السنة:

فالأول: " أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد القرشي النصيبي " في كتاب (مطالب السؤول) في (الباب الثاني عشر) فانه اعتقد بهذا المطلب جازماً وأصرّ

الصفحة 377
مبالغاً، وقد ذكر قسماً من شبهات المنكرين وردّها، ومدحه عليه السلام بأبيات رائقة وعبارات مونقة، وان نسخ هذا الكتاب شائعة وقد طبع في طهران وكذلك في لكنهور من بلاد الهند.

ولا يخفى ان اكثر ما نقلناه هنا من كتب أهل السنة من التراجم منقول من المجلّد الأول من كتاب (استقصاء الأفحام) وبعض مجلدات (عبقات الأنوار) لحامي الدين، وماحي بدع الملحدين، سلطان المحدّثين، وملاذ المتكلّمين سماحة مير حامد حسين، المعاصر الهندي دام علاه ; فقد أخذها جميعاً من كتبهم الصحيحة بدون تصرّف وواسطة في النقل، جزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.

قال عبد الله بن أسعد اليافعي(1) المعروف في تاريخ (مرآة الجنان) في حوادث سنة اثنين وخمسين وستمائة قال توفي فيها كمال الدين محمد بن طلحة النصيبي الشافعي، وكان رئيساً محتشماً بارعاً في الفقه والخلاف، ولي الوزارة مرّة ثم زهد وجمع نفسه(2)... ثم نقل كرامة له ليس هنا مقام ذكرها.

وقال الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن حسن بن علي الاسنوي الفقيه الشافعي صاحب التصانيف الكثيرة المعروفة، في طبقات فقهاء الشافعيّة بعد أن ذكره على المتقدّم: " كان اماماً بارعاً في الفقه والخلاف، عارفاً بأصول الفقه والكلام رئيساً كبيراً معظماً، وتراسل معه الملوك وأقام في المدرسة الأمينيّة بدمشق وقلّده

____________

1- قال المؤلف رحمه الله (اسعد بن عبد الله اليافعي) وقال في كشف الأستار: ص 40 (ابو عبد الله بن اسعد).

والصحيح ما اثبتناه فهو (ابو محمد عبد الله بن اسعد بن علي بن سليمان بن فلاح شيخ الحجاز اليافعي اليمني ثم المكي الشافعي) تجد ترجمته في شذرات الذهب (العماد الحنبلي): ج6، ص 210 وما بعدها.

وفي طبقات الشافعية (للسبكي): ج 6، ص 103، وفي معجم المؤلفين (عمر كحالة): ج6، ص 34 وغيرها.

2- راجع مرآة الجنان (اليافعي): في حوادث سنة 652.


الصفحة 378
الملك الناصر الوزارة وكتب له امراً في ذلك فتنصل واعتذر فلم يقبل منه فتولاها يومين، ثم انسل خفية وترك الأموال وذهب فلم يدر أين ذهب، سمع الحديث ورواه... الخ "(1).

وقال تقي الدين احمد بن أبي بكر بن القاضي شهبة، في طبقات الشافعية: محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن الشيخ كمال الدين أبو سالم الطوسي العدوي القرشي النصيبي مصنّف كتاب العقد الفريد: كان أحد الصدور والرؤساء المعظمين وتفقه وشارك في العلوم وكان فقيهاً بارعاً عارفاً بالمذهب والأصول والخلاف ـ وبعد أن ذكر وزارته وتزهده، قال ـ: " وكان مشتغلا بعلم الحروف ويستخرج منها اشياء من المغيّبات "(2).

وقال السيد عز الدين: " كان أحد العلماء المشهورين والرؤساء المعروفين ومقدماً عند الملوك وتصل إليه المراسلات منهم ثم زهد في آخر أمره وترك التقدّم في الدنيا وتوجّه إلى ما ينفع، ومضى من الدنيا بالسداد والجميل "(3).

وقال عبد الغفار بن ابراهيم العلوي العكي العدناني الشافعي في (عجالة الراكب وبلغة الطالب): كان أحد العلماء المشهورين.

وقال الكاتب الچلبي القسطنطيني في (كشف الظنون في اسماء الكتب والفنون):

الدر المنظم في السر الأعظم " المعظم " للشيخ كمال الدين ابي سالم محمد بن طلحة العدوي الجفار (الشافعي) المتوفى سنة 652 اثنتين وخمسين وستمائة مختصر أولّه الحمد لله الذي اطلع من اجتباه من عباده الأبرار على خبايا الأسرار الخ... ذكر فيه ان له اخاً صالحاً كشف له في خلواته عن لوح شاهده فأخذه فوجده دائرة وحروفاً وهو لا يعرف معناها فلمّا أصبح نام فرأى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه

____________

1- الطبقات (للأسنوي) ـ ولعدم وجود المصدر لدينا فترجمناه.

2 و 3- لا يوجد بين أيدينا حالياً المصدر، فترجمناه.


الصفحة 379
وهو يعظم هذا اللوح ثم قال له اشياء لم يفهمها وأشار إلى كمال الدين انّه يشرحه فحضر ذلك الرجل عنده وعرف الواقعة وصورة الدائرة فعلق هذه الرسالة عليها فاشتهر بجفر ابن طلحة، وقال البوني في شمس المعارف الكبرى ان هذا الرجل الصالح قد اعتكف ببيت الخطابة بجامع حلب وكان اكثر تضرّعه إلى مولاه أن يريه الاسم الأعظم فبينما هو كذلك ذات ليلة واذا بلوح من نور فيه اشكال مصوّرة فأقبل على اللوح يتأمله واذا هو أربعة أسطر وفي الوسط دائرة وفي الداخل دائرة اُخرى، وذكر البسطامي ان ذلك الرجل الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن الأخميمي وان تلميذه ابن طلحة استنبط اشارات رموزها على انقراض العالم لكن على سبيل الرمز(1).

وان نسبة الكتاب(2) له من الوضوح بدرجة ان ابن تيمية مع كل عناده ولجاجه في منهاجه(3) حيث ينكر احياناً المتوترات فانه لم يتمكّن ان ينكره، وقد نسب إليه هذا الكتاب والحمد لله.

وقد سجّلت جملة من مؤلفاته في (كشف الظنون)(4).

الثاني: أبو عبد الله محمد بن يوسف الگنجي الشافعي، فقد كتب كتاباً مستقلا في ذلك مشتملا على اربعة وعشرين باباً، ونقل اخباراً مسندة عن الكتب المعتبرة. واثبت بنحو أتم ما عليه مذهب الاماميّة، وردّ شبهات أصحابه.

وقال في كشف الظنون: " البيان في اخبار صاحب الزمان للشيخ ابي عبد الله

____________

1- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (مصطفى بن عبد الله الشهير بالحاجي خليفة وبكاتب الچلبي): ج 1، ص 734.

2- أي كتاب مطالب السؤول.

3- وهو كتاب منهاج السنة الذي ردّ به على العلامة الحلّي (قدس سره) كتابه نهج الحق وكشف الصدق.

4- راجع كشف الظنون: ص 360، ص 592 و734 و954 و1152 و1760 وغيرها.


الصفحة 380
محمد بن يوسف الگنجي المتوفى سنة 658 "(1).

وقال ايضاً: " كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للشيخ الحافظ ابي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الگنجي الشافعي "(2).

وقد عبّر عنه في (الفصول المهمة) بالامام الحافظ.

وفي اصطلاح أهل الحديث عند علماء أهل السنة ان الحافظ من يحيط بعلم مائة الف حديث من حيث المتن والسند.

وعند الحقير نسخة قديمة من (كفاية الطالب) كتبت في عصر المصنّف، وكتب على ظهرها بخط بعض الأفاضل: " كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام املاء سيّدنا الشيخ الامام العالم العارف الحافظ المتبحّر فخر الدين شرف العلماء قدوة الفقهاء ومفتي الفرق فقيه الحرمين محيي السنة قامع البدعة رئيس المذاهب ابي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الگنجي الشافعي جعل الله سعيه مرضياً وأعلاه على الأشياء والأنظار فلا يقال أي الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً ".

الثالث: العالم الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزعلي بن عبد الله البغدادي الحنفي سبط العالم الواحد ابي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي المترجم في تاريخ ابن خلگان، ومرآة الجنان لليافعي، وروضة المناظر، وكفاية المتطلّع، وكشف الظنون، واعلام الأخبار للكفوي وغيره.

قال في اعلام الأخبار:

يوسف بن قزعلي بن عبد الله البغدادي سبط الحافظ ابي الفرج بن الجوزي الحنبلي صاحب مرآة الزمان في التاريخ ذكره الحافظ شمس الدين في معجم شيوخه كان والده من موالي الوزير عون الدين بن هبيرة، ويقال في والده قز علي بحرف

____________

1- كشف الظنون: ج 1، ص 263.

2- كشف الظنون: ج 2، ص 1497.


الصفحة 381
القاف وبالقاف أصح ولد في سنة 581 ببغداد وتفقه وبرع وسمع من جدّه لامة وكان حنبلياً فتحنبل في صغره لتربية جدّه، ثم دخل إلى الموصل ثم رحل إلى دمشق وهو ابن نيف وعشرين سنة وسمع بها وتفقه بها على جمال الدين الحصيري وتحوّل حنفياً لما بلغه ان قز علي بن عبد الله كان على مذهب الحنفية وكان اماماً عالماً فقيهاً جيداً نبيهاً يلتقط الدرر من كلمه ويتناثر الجوهر من حكمه يصلح المذنب القاصي عندما يلفظ ويتوب الفاسق العاصي حينما يعظ يصدع القلب بخطابه وبجمع العظام النخرة بحنابه لو استمع له الضجرة لانقلق والكافر الجحود لآمن وصدّق، وكان طلق الوجه دائم البشر حسن المجالسة مليح المحاورة يحكي الحكايات الحسنة وينشد اشعار المليحة وكان فارساً في البحث عديم النظير مفرد الذكاء إذا سلك طريقاً ينقل فيه أقوالا ويخرج أوجها، وكان من وحداء الدهر لوفور فضله وجودة قريحته وغزارة علمه وحدّة ذكائه وفطنته وله مشاريحة في العلوم ومعرفة بالتواريخ وكان من محاسن الزمان وتواريخ الأيام وله القبول التام عند العلماء والأمراء والخاص والعام، له تصانيف معتبرة مشهورة منها: شرح للجامع الكبير، وكتاب ايثار الانصاف، وتفسير القرآن العظيم، ومنتهى السؤال في سيرة الرسول، واللوامع في احاديث المختصر، والجامع، وله كتاب التاريخ المسمّى بمرآة الزمان.

مات ليلة الثلاثاء 21 من ذي الحجة سنة 654 انتهى ما أردنا نقله منه.

الرابع: الشيخ نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي المكي بيّن في كتاب (الفصول المهمّة في معرفة الائمة عليهم السلام) احواله عليه السلام بشكل واف، واثبت امامة ومهدوية الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام بنحو ما تقوله الاماميّة وردّ شبهات العامة الواعية وما عن علماء العامة.

وقال في ضمن احوال الامام العسكري عليه السلام: " خلف أبو محمد الحسن

الصفحة 382
[ رضي الله عنه ](1) من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان، وتطلّبه للشيعة وحبسهم والقبض عليهم "(2).

وقال احمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي في (ذخيرة المآل) في مسألة الخنثى: " هذه المسألة وقعت في زماننا في بلاد الحيرة على ما أخبرنا سيدي العلامة نور بن خلف الحيرتي وذكر لي انّه ماتت خنثى مع ولدين احدهما كان من بطنها والآخر من ظهرها وخلفت تركة كثيرة، وتحيّر العلماء عندنا في ميراثها واحكامها واختلفوا... إلى أن قال: انّه ذهب ليسأل علماء المغرب خصوصاً علماء الحرمين وبعد الحصول على حكمها بعامين حصلت على حكم أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب (الفصول المهمة في فضل الائمة عليهم السلام) تصنيف الشيخ الامام علي بن محمد المعروف بابن الصباغ من علماء المالكية "(3).

والشيخ في اصطلاح محدّثيهم يطلقونه على الأستاذ الكامل.

وقال عبد الله بن محمد المطيري المدني الشافعي المذهب، الأشعري العقيدة، النقشبندي الطريقة، في خطبة كتاب (الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة عليهم السلام):

جمعت في هذا الكتاب ما اطلعت عليه مما ورد في هذا الشأن واعتنى بنقله العلماء العاملين الأعيان، واكثره من الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ومن الجوهر الشفاف للخطيب... الخ(4).

وينقل من الكتاب المذكور(5) علماؤهم ويعتمدون عليه، مثل نور الدين علي

____________

1- هذه الزيادة في الترجمة.

2- الفصول المهمة (ابن الصباغ المالكي): ص 290.

3 و 4- لعدم وجود المصدر عندنا فقمنا بترجمة النص.

5- أي الفصول المهمة لابن الصباغ.


الصفحة 383
بن عبد الله السمهودي في (جواهر العقدين) ; وبرهان الدين علي بن ابراهيم الحلبي الشافعي في (انسان العيون في سيرة الأمين المأمون) المعروفة بالسيرة الحلبية ; وعبد الرحمن بن عبد السلم الصفوري في (نزهة المجالس)، وصاحب تفسير (شاهي)، وفاضل رشيد وجملة من علماء الهند حيث نقل آية الله وحيد عصره سماحة المولى المير حامد حسين المعاصر دام تأييده في المجلّد السادس من (عبقات الأنوار) عين عباراتهم، واقتنعنا بهذا المقدار هنا خوفاً من الاطالة ; ونقل في المجلّد الأول من (استقصاء الافحام) عن كتاب (الضوء اللامع في احوال القرن التاسع) تأليف شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري التلميذ الرشيد لابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري في شرح البخاري انه قال في ترجمة صاحب (الفصول المهمة):

" علي بن محمد بن احمد بن عبد الله نور الدين الاسفافسي الغري الأصل المكي المالكي المعروف بابن الصباغ، وقد ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة 784 بمكة ونشأ هناك، وحفظ القرآن ورسالة في الفقه وألفية ابن مالك... إلى أن نقل حجر اجازة مجموعة من العلماء له، وقال:

له مؤلفات منها الفصول المهمة لمعرفة الائمة وانهم اثني عشر نفراً وعبر في من سفه النظر، واجازنا، وتوفي في السابع من ذي القعدة سنة 885 "(1).

الخامس: الشيخ الأديب أبو محمد عبد الله بن احمد بن احمد بن الخشاب وقد صرّح في كتاب (تاريخ مواليد ووفيات أهل البيت عليهم السلام) بمذهب الامامية، وقال هناك بعد أن ذكر الامام الحسن العسكري عليه السلام ; ذكر الخلف الصالح ; حدّثنا صدقة بن موسى، حدّثنا ابي عن الرضا عليه السلام انّه قال: " الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي، وهو صاحب الزمان، وهو المهدي "(2).

____________

1- لعدم وجود المصدر حالياً بين أيدينا فقمنا بترجمة النص.

2- عنه الفصول المهمة (لابن الصباغ): ص 292 ـ البحار (المجلسي): ج 51، ص 43، ح 31 ـ كشف الغمة (الأربلي): ج 2، ص 475.


الصفحة 384
وحدّثني(1) أبو القاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوي عن أبيه هارون، عن أبيه موسى، قال: قال سيدي جعفر بن محمد: الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي، اسمه محمد، وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأمّه صقيل.

قال لنا أبو بكر الدارع(2) وفي رواية اُخرى بل امّه حكيمة.

وفي رواية ثالثة: يقال لها نرجس. ويقال: بل سوسن. والله اعلم بذلك. ويكنّى بأبي القاسم، وهو ذو الاسمين خلف، ومحمد، يظهر في آخر الزمان وعلى رأسه غمامة تظلّه من الشمس تدور معه حيث دار، تنادي بصوت فصيح هذا المهدي.

حدّثني محمد بن موسى الطوسي، قال: حدّثنا أبو السكين(3) عن بعض أصحاب التاريخ ان اُمّ المنتظر يقال لها حكيمة.

حدّثني محمد بن موسى الطوسي حدّثني عبيد الله بن محمد عن القاسم(4) بن عدي قال: يقال كنية الخلف الصالح ابو القاسم، وهو ذو الاسمين(5).

وقال ابن خلگان في تاريخه: " أبو محمد عبد الله بن احمد بن احمد(6) المعروف بابن الخشاب البغدادي، العالم المشهور في الأدب والنحو والتفسير والحديث والنسب والفرائض والحساب وحفظ الكتاب العزيز(7) بالقراءات الكثيرة، وكان متضلعاً في العلوم، وله فيها اليد الطولى، وكان خطّه في نهاية الحسن "(8).

وقال بعد أن ذكر مجموعة من مؤلفاته: " مولده سنة اثنتين وتسعين

____________

1- في الترجمة زيادة: " وحدّثنا الجراح بن سفيان قال حدّثنا أبوالقاسم... الخ ".

2- في كشف الغمة: ج 2، ص 475 (الذراع) بدل (الدارع).

3- هكذا في الترجمة، وفي البحار وفي كشف الغمة (ابن مسكين).

4- في الترجمة (هيثم بن عدي) وفي البحار وكشف الغمة ما اثبتناه.

5- البحار (المجلسي): ج 51، ص 24 ـ كشف الغمة: ج 2، ص 475.

6- في المصدر المطبوع زيادة (بن احمد) ثالثاً.

7- في الترجمة بدل (الكتاب العزيز) (القرآن).

8- وفيات الأعيان (ابن خلگان): ج 3، ص 102.