الرابع عشر:
روى ملك العلماء شهاب الدين بن عمر الدولت آبادي في هداية السعداء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال: بعد الحسين بن علي عليهما السلام تسعة من ابنائه ائمة آخرهم القائم عليه السلام(1).
الخامس عشر:
وروى هناك ايضاً عن جابر بن عبد الله الانصاري انّه قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وبين يديها الواح وفيها أسماء الائمة من ولدها فعددت أحد عشر اسماً آخرهم القائم عليه السلام(2).
السادس عشر:
روى العالم العارف المشهور عند أهل السنة الملاّ عبد الرحمن الجامي في كتاب (شواهد النبوة):
وروى عن آخر(3) قال: دخلت على أبي محمد عليه السلام فقلت: يا ابن رسول الله من الخلف والامام بعدك؟ فدخل الدار ثم خرج وقد حمل طفلا كأنّه البدر في ليلة تمامه في سن ثلاث سنين فقال: يا فلان لو لا كرامتك على الله لما أريتك هذا الولد اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكنيته كنيته هو الذي يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً(4).
السابع عشر:
وروي هناك:
وروي عن آخر قال: دخلت يوماً على أبي محمد عليه السلام ورأيت على طرفه
____________
1 و 2- نظراً لكون كتاب (هداية السعداء) بالفارسية فترجمنا النص.
3- في الترجمة: وروي عن بعضهم.
4- كشف الاستار: ص 55.
الثامن عشر:
روى أبو محمد عبد الله بن احمد المعروف بابن الخشاب البغدادي في كتاب مواليد الائمة عليهم السلام بسنده عن الامام الرضا عليه السلام انه قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان وهو المهدي(2).
التاسع عشر:
وروى قريباً منه عن الامام الصادق عليه السلام.
وقد ذكر الخبران سابقاً في ضمن احواله.
العشرون:
روى نور الدين علي بن محمد المكي المالكي المشهور بابن الصباغ في (الفصول المهمة) ; عن محمد بن علي بن بلال قال: خرج اليّ أبي محمد الحسن بن علي العسكري قبل مضيه بسنتين(3) يخبرني بالخلف مِنْ بعده ثم خرج اليّ قبل مضيّه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف بانه ابنه من بعده(4).
الحادي والعشرون:
وروى ايضاً عن أبي هاشم الجعفري قال: " قلت لأبي محمد الحسن بن علي: جلالتك تمنعني من مُساءلتك، فتأذن أن أسألك؟ فقال: سَلْ.
____________
1- كشف الاستار: ص 55.
2- الفصول المهمة عن كتاب ابن الخشاب: ص 292.
3- في المطبوع (سنين) بالجمع.
4- الفصول المهمة (لابن الصباغ المالكي): ص 292.
قلت: فإنْ حدث حادث فأين اسأل عنه؟ قال: بالمدينة "(1).
الثاني والعشرون:
وروى السيد جمال الدين عطاء الله بن سيد غياث الدين فضل الله بن سيد عبد الرحمن المحدث المعروف في كتاب (روضة الاحباب) والذي بيّن في الباب السابق اعتباره واعتبار كتابه... بعد أن ذكر الاختلاف فيه عليه السلام وانطباق اخبار وصحاح ومسانيد كتب أهل السنة في حق المهدي عليه السلام الذي تقول به الامامية.. عن جابر بن يزيد الجعفي قال:
سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) يقول: لمّا انزل الله عزّ وجلّ على نبيّه صلى الله عليه وآله وسلّم: { يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِى الاَْمْرِ مِنْكُمْ }(2) قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: هم خلفائي من بعدي أوّلهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فاذا لقيته فأقرأه منّي السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى ابن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم حجة الله في أرضه، وبقيّته في عباده محمد ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله عزوجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بامامته الّا من امتحن الله قبله للايمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله! فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟(3) فقال عليه السلام: اي والذي بعثني بالنبوّة انهم يستضيئون بنوره
____________
1- الفصول المهمة (لابن الصباغ المالكي): ص 292.
2- من الآية 59 من سورة النساء.
3- في الترجمة (في غيبة الامام).
الثالث والعشرون:
قال الحافظ البخاري الحنفي محمد بن محمد المعروف بالخواجة پارسا في كتاب (فصل الخطاب) بعد أن ذكر رواية ولادة الامام المهدي عليه السلام مختصراً عن السيدة حكيمة: قالت حكيمة: فجئت إلى أبي محمد الحسن العسكري رضي الله عنه فاذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهاء والنور ما أخذ بمجامع قلبي، فقلت: سيدي هل عندك من علم في هذا المولود المبارك فتلقيه اليّ. فقال أي عمّة هذا المنتظر هذا الذي بشّرنا به. فقالت حكيمة: فخررت لله تعالى ساجدة شكراً على ذلك. قالت: ثم كنت أتردد إلى أبي محمد الحسن العسكري رضي الله عنه فلما لم أره فقلت له يوماً: يا مولاي ما فعلت بسيدنا ومنتظرنا؟ قال: استودعناه الذي استودعته ام موسى ابنها(3).
الرابع والعشرون:
روى أبو الحسن محمد بن احمد بن شاذان في (ايضاح دفائن النواصب) عن طريق أهل السنة عن الامام الصادق جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم
____________
1- في كمال الدين (في غيبته).
2- نظراً لأن المصدر (روضة الأحباب) بالفارسية فقد نقلنا الرواية عن (كمال الدين) للصدوق رحمه الله واثبتنا في الاختلاف ما هو موجود في (روضة الأحباب) لأمانة النقل.
ورويت هذه الرواية في كمال الدين (الصدوق): ص 253، ح 3 ـ وفي كفاية الأثر (الخراز): ص 53 ـ وفي اعلام الورى (الطبرسي): ص 397 ـ وفي تأويل الآيات (لشرف الدين): ج 1، ص 135، ح 13 ـ وفي المناقب (لابن شهر آشوب): ج 1، ص 242 ـ وفي البحار (المجلسي): ج 23، ص 289، ح 16 ـ وفي البرهان في تفسير القرآن (للسيد هاشم البحراني): ج 1، ص 381 ـ وفي العوالم (الشيخ عبد الله البحراني): مجلد النصوص على الائمة الاثني عشر، ص 11 و12.
3- كشف الأستار: ص 58.
ومن لم يشهد أن لا اله الّا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أنَّ محمداً عبدي ورسولي، أو شهد بذلك ولم يشهد أنَّ علي بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك ولم يشهد أنَّ الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغّر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي ورسلي إن قصدني حجبته وإن سألني حرمته وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيّبته، وذلك جزاؤه منّي، وما أنا بظلاّم للعبيد.
فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الائمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: الحسن والحسين سيّدا شباب اهل الجنّة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي، وستدركه يا جابر، فاذا أدركته فاقرأه منّي السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثمّ الزكي الحسن بن علي، ثمّ ابنه القائم بالحق مهدي اُمّتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت ظلماً وجوراً.
هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني، وبهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض الّا باذنه، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد
الخامس والعشرون:
روى شيخ الاسلام ابراهيم بن محمد الحمويني في فرائد السمطين عن الامام الرضا عليه السلام، قيل له: يا ابن رسول الله، ومَن القائم منكم أهل البيت؟
قال: الرابع من ولدي ابن سيدة الاماء يطهّر الله به الأرض من كل جور، ويقدّسها من كل ظلم.
وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه...(2)
السادس والعشرون:
وروي هناك عنه عليه السلام انه قال لدعبل: " يا دعبل الامام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره.. "(3).
السابع والعشرون:
روى الموفق بن احمد الخوارزمي في مناقبه عن سلمان المحمدي قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم واذا الحسين على فخذه، وهو يقبل عينيه، ويلثم فاه ويقول: انك سيد [ ابن سيد ](4) أبو سادة، انك امام [ ابن امام ](5) أبو ائمة، انك حجة ابن حجة [اخو حجة ](6) ابو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم "(7).
____________
1- مائة منقبة: ص 167 ـ وعنه في البحار: ج 27، ص 118 إلى 120 ـ وغاية المرام (السيد هاشم البحراني): ص 46، ح 62 ـ والصدوق في (كمال الدين): ج 1، ص 258، ح 3 ـ كفاية الأثر (الخراز): ص 143.
2- فرائد السمطين (الجويني): ج 2، ص 337.
3- فرائد السمطين (الجويني): ج 2، ص 337 ـ 338.
4 و 5- سقطت من الترجمة.
6- هذه الزيادة في الترجمة.
7- مقتل الحسين عليه السلام (الخوارزمي): ج 1، ص 146.
الثامن والعشرون:
روى ابن شهر آشوب في (المناقب) من طريق أهل السنة عن عبد الله بن مسعود قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: الائمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم "(1).
التاسع والعشرون:
وروى هناك عن عبد الله بن محمد البغويّ، عن علي بن الجعد، عن احمد بن وهب بن منصور، عن أبي قبيصة شريح بن محمد العنبري، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال: [ قال ] النبي صلى الله عليه وآله وسلّم:
(يا علي أنا نذير اُمتي، وأنت هاديها، والحسن قائدها، والحسين سائقها، وعلي بن الحسين جامعها، ومحمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبّرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومُدني مؤمنيها، ومحمد بن علي قائدها وسائقها، وعلي بن محمد سائرها وعالمها، والحسن بن علي نادبها ومعطيها، والقائم الخلف ساقيها وناشدها وشاهدها { ان في ذلك لآيات للمتوسّمين }(2))(3).
الثلاثون:
روى الشيخ اسعد بن ابراهيم بن حسن بن علي الأربلي الحنبلي في اربعينه باسناده عن محمد النوفلي انه قال: حدّثني أبي وكان خادماً لعلي بن موسى الرضا عنه قال: حدّثني ابي الكاظم، قال: حدّثني أبي الصادق، قال: حدّثني أبي الباقر، قال: حدّثني أبي زين العابدين قال: حدّثني أبي سيد الشهداء، قال: حدّثني أبي سيد الأوصياء، قال: حدّثني أخي وحبيبي رسول الله وسيد الأنبياء صلوات الله عليه
____________
1- المناقب (ابن شهر آشوب): ج 1، ص 295، طبعة قم.
2- الآية 75 من سورة الحجر.
3- المناقب (ابن شهر آشوب): ج 1، ص 292، ط قم.
يقول المؤلف:
الظاهر انّه كان في هذا الخبر اسم كل امام ولكن حذفها للاختصار أو خوفاً من اتّهامه بالتشيّع، وبالتأمل يتّضح انه هو الخبر الأول الذي نقلناه من أربعين محمد بن أبي الفوارس.
وهذا الخبر في الاثنين هو الرابع من الأربعين.
وبهذا الترتيب يطابق اكثر، وحتى الباقي منه فانه يطابقه غالباً، ولكن في الغالب يختصر تلك الأخبار، وفي بعضها يسقط اكثر المتن.
ولقلة البضاعة وضيق المجال اقتنعنا بهذا المقدار وننبه على عدّة امور:
الأول(2):
في انّ بعض هذه الأخبار وإنْ لم تكن صريحة في المدعى ولكن مضمونها لا يتطابق الّا مع مذهب الاماميّة الاثني عشرية، فلا ضرورة من دخولها في سلك الأخبار المنصوصة وعليه فلا محالة من بقائها مؤيدة ومقوية ولو انه يكفينا في هذا المقام أقل من ذلك فلا مجال للخصم من قبول الخبر المعتبر عندهم مع عدم المعارض له بل انه مؤيد بالأخبار المتواترة في طرق الامامية.
بل في صورة التعارض يقدم ايضاً لأن مضمونه متّفق عليه والذي يرجع إليه عند النزاع. ولا يمكن للخصم أن يأتي بالخبر الذي ينفرد به في هذا المقام لأنه ليس حجة عند الخصم. مع ان المعارض مفقود ولله الحمد.
____________
1- نظراً لعدم توفّر المصدر فقد ترجمنا النص.
2- هذا هو التنبيه الأول.
الثاني(1):
كثيراً ما يتوهّم ان هذه الجماعة مع نقلهم هذه الأخبار الصريحة في مذهب الاماميّة، فكيف انهم يختارون مذهباً آخراً في الأصول: الأشعري، أو المعتزلي ; وفي الفروع: المالكي، أو الحنفي، أو الشافعي، أو الحنبلي ; واخذوا أصولهم وفروعهم من اولئك، وانهم لم يأخذوا من تلك الجماعة الذين يعلمون أنهم ائمة، ولا يقتدون بهم؟
الجواب:
وجواب هذه الشبهة هو ان اكابر علمائهم في هذا المقام ونظائره سلكوا عدّة مسالك سدّوا بمسلك التخيل على الآخرين الاستدلال بها ودلالة تلك الأخبار على مذهب الاماميّة:
الأول: بتضعيف اسانيد تلك الأخبار ونسبة بعض رواتها إلى الوضع والكذب والتدليس والتشيّع حتى المشهورين من محدّثيهم حيث ان كتبهم مملوءة من تلك الأخبار.
فانّهم ينسبون اليهم ذلك احياناً ; مثل:
(الف): أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي الفقيه صاحب أبي حنيفة.
قال الذهبي في الميزان انه " علامة كبير "(2).
وقال أبو حاتم: كان مرجئاً كذاباً(3).
____________
1- هذا هو التنبيه الثاني.
2- ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 1، ص 574.
3- لسان الميزان (ابن حجر): ج 2، ص 408.
وقال ابن الجوزي: انه وضّاع(2).
وقال احمد بن حنبل: " لا ينبغي أن يُروى عنه بشيء "(3).
(ب): ذو النون المصري، من أكابر صوفيتهم.
اتهمه ابن الجوزي بالوضع، وقال الجوزقاني انه وضاع، كما قيل في (مختصر تنزيه الشريعة).
(ج): احمد بن صالح.
قال الذهبي في الميزان: " الحافظ الثبت، احد الأعلام "(4).
ومدحه آخرون.
ويقول أبو داوُد: ليس بثقة ولا مأمون(5).
ويقول يحيى: كذّاب(6).
____________
1- لسان الميزان (ابن حجر): ج 2، ص 408.
2- هكذا في الترجمة، ولكن في المصدر، وقال ابن الجوزي في الضعفاء الحكم بن عبد الله... الخ.
لسان الميزان: ج 2، ص 407 ـ ميزان الاعتدال: ج 1، ص 574.
3- كتاب الجرح والتعديل (أبو حاتم الرازي): ج 3، ص 122.
4- ميزان الاعتدال: ج 1، ص 103.
5- الظاهر ان نسخة المؤلف رحمه الله فيها سقط وانما الموجود في (ميزان الاعتدال): ج1، ص104 " وقال أبو داود: كان يقوّم كلّ لحن في الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون ".
6- ميزان الاعتدال: ج 1، ص 104 " وقال معاوية بن صالح، عن ابن معين: احمد بن صالح كذاب يتفلسف، رأيته يخطر في جامع مصر ".
وقال ابن حجر في (لسان الميزان): ج 1، ص 198 ـ 199 ; " وقال في تاريخ الثقات (لابن حبان) في ترجمة احمد بن صالح المصري: والذي روى معاوية بن صالح عن ابن معين ان احمد بن صالح كذاب فانّ ذلك هو احمد بن صالح الشمومي، كان بمكة يضع الحديث، وسأل معاوية بن صالح يحيى بن معين عنه، فأمّا هذا ـ يعني احمد بن صالح المصري الحافظ ـ فهو يقارب يحيى بن معين في الحفظ والاتقان.. ".
وقد ادّعوا: انّه عالم دهره(1).
وانّه " امين الناس على الاسلام "(2).
وادّعى بعضهم انه: " أمير المؤمنين في الحديث "(3).
ومع ذلك فقد نقل الخوارزمي في مسند ابي حنيفة عن يحيى بن معين انّه قال: وضع الواقدي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عشرين الف حديث.
وعن احمد بن حنبل قال: الواقدي يركب الأسانيد(4).
وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه(5).
وقال الشافعي: كتبه كذب.
(هـ): محمد بن اسحاق. صاحب السير والمغازي.
قال الشافعي: كل متبحر في السير محتاج إليه.
وقال سعيد بن الحجاج: ابن اسحاق أمير المؤمنين في الحديث(6).
ولكنه معروف عند مالك بالكذب، ويعدّه من الكذّابين كما في ميزان الاعتدال للذهبي(7).
____________
1 و 2 و 3- ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 3، ص 665.
4- في ميزان الاعتدال: ج 3، ص 663: " قال احمد بن حنبل: هو كذاب، يقلب الأحاديث، يلقي حديث ابن اخي الزهري على معمر ونحو ذا، وقال ابن معين: ليس بثقة ".
5- في ميزان الاعتدال: ج 3، ص 663 ; " وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال ـ مرة ـ: لا يكتب حديثه ".
"... سمعت ابن المديني يقول: الواقدي يضع الحديث ".
6- في ميزان الاعتدال: ج 3، ص 469 " وقال يحيى بن كثير وغيره: سمعنا شعبة يقول: ابن اسحاق... الخ ".
7- " فقال مالك: انظروا إلى دجال من الدجاجلة " ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 3، ص 469 ـ وفي ص 471.
نقل في الميزان عن الأزدي: " كان ممن يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزوّرة في ثلب النعمان كلها كذب "(1).
(ز): الحافظ محمد بن عثمان ابن أبي شيبة وهو من أكابر العلماء ومدحه السمعاني في الأنساب مدحاً بليغاً.
وقال الذهبي في الميزان: " [ العالم ](2) الحافظ [ وكان ](3) بصيراً بالحديث والرجال "(4).
مع ذلك يقول عبد الله بن احمد بن حنبل: كذاب(5).
وقال ابن خراش: " كان يضع الحديث "(6).
ونقل عن عبد الله بن اسامة الكلبي، وابراهيم بن اسحاق الصواف، وداود بن يحيى يقولون: [ محمد بن عثمان ](7) كذاب(8).
وقال داود: قد وضع اشياء على قوم ما حدّثوا بها قط(9).
(ح): الزبير بن بكار المعروف وهو من أكابر العلماء والأستاذ في فنّ التاريخ والنسب وكان قاضي مكة، وقد أثنوا عليه بمناقب جليلة ; عدّه الشيخ الحافظ أبو الفضل احمد بن علي بن عنبر السليماني كما في الميزان في عداد وضّاعي الحديث وقال: منكر(10).
____________
1- ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 4، ص 269.
2- لا توجد هذه الزيادة في المصدر المطبوع.
3- هذه الزيادة في المصدر.
4 و 5 و 6- ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 3، ص 642.
7- هذه الزيادة في المصدر.
8 و 9- ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 3، ص 643.
10- قال الذهبي في ميزان الاعتدال: ج 2، ص 66 ; " الزبير بن بكار الامام صاحب النسب قاضي مكة. ثقة من اوعية العلم، لا يلتفت إلى قول احمد بن علي السليماني حيث ذكره في عداد مَنْ يضع الحديث، وقال مرّة: منكر الحديث ".
ونقل في الميزان عن الحاكم: أجمعت الأمة على ان القتيبي كذّاب(1).
(ي): اسد بن عمر، من أعاظم العلماء وكان التلميذ المقدم لابي حنيفة وولي القضاء في بغداد وواسط.
وفي الميزان بعد توثيقه عن الخطيب وغيره(2). نقل عن يحيى بن معين: " كذوب ليس بشيء "(3).
وقال ابن حبان: " كان يسوي الحديث على مذهب ابي حنيفة "(4).
ولأجل المثال لابدّ أن يقتنع بهذه العشرة المنذرة.
الثاني: نسبة صاحب الكتاب إلى التشيّع والرفض كما قال ذلك بعض في حق ابن طلحة.
الثالث: انكار أن يكون ذلك الكتاب الذي أخذ منه ذلك الخبر إلى مؤلفه ونسبته إلى تدليس الشيعة فانهم هم الذين ألفوا ذلك الكتاب ونسبوه إلى علمائنا.
وليس موضوع هذا الكتاب شرح هذا المطلب ليتّضح من هو المدلس المفتري الغريق المتشبّث بكل قشّة.
الرابع: حملها على المطالب الباطنيّة والرئاسة القلبية، وليست هي الرئاسة الظاهرية، والرئاسة في السياسة، وبيان الأحكام الظاهرية ; فلا تضاد اذن بين امامة كل واحد منهم وفي كل عصر وظهور الكرامات منهم مع الخلافة الظاهرة مثل يزيد
____________
1- ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 2، ص 503.
2- راجع ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 1، ص 206 ـ 207، وليس فيه توثيق من الخطيب.
3 و 4- ميزان الاعتدال (الذهبي): ج 1، ص 206.
قال شاه ولي الله الهندي ـ الذي هو من أكابر علماء أهل السنة ـ في المقالة (الوضعية):
" فظهر لهذا الحقير ان الائمة الاثني عشر رضي الله عنهم كانوا اقطاباً نَسَبيين (من النسب) وظهر انتشار التصوف مقارناً لانقراضهم ; ولكن العقيدة والشرع لا يمكن أن يؤخذا الّا من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم. وأما قطبيتهم فهي أمر باطني لا دخل له بالتكليف الشرعي ; وان نص واشارة كل منهم على المتأخر بلحاظ هذه القطبية، وان اُمور الأمامة التي يقولون بها راجعة إلى هذا المعنى الذي أطْلعوا بعض خلص أصحابهم عليها ; وبعد فترة تعمق قوم وحملوا قولهم على محمل آخر " انتهى.
فمع هذه الشبهات والاحتمالات فليس هو بعيد أبداً أن لا يحتملوا صحة مذهب الاماميّة حتى مع رؤية اكثر هذه الأخبار الواضحة الصحيحة في كتبهم ; كما رأيت ان محيي الدين يقول بامامة كل امام من الائمة عليهم السلام في الفتوحات ويصرّح بكل الائمة الاثني عشر، ولكنّه يعتقد ان الاماميّة هم اصل الضلالة، وضلال أيّة فرقة من فرق المسلمين عندما تميل اليهم.
وليس هذا الّا لأنّه يعتقد ان الامامة من سنخ القطبيّة.
ولهذا كان مبنى جميع اقطابهم إلى ذلك الوقت أن يرجعوا بالأحكام الظاهريّة إلى أحد الائمة الأربعة: مالك، وأبو حنيفة، والشافعي، وابن حنبل.
الثالث(1):
انّنا نقلنا بعض تلك الأخبار المتقدّمة بواسطة بعض العلماء الأعلام، ولا شبهة في صحة نقلهم عن اولئك فهم علاوة على علوّ مقامهم وتقواهم وصدقهم وديانتهم ;
____________
1- هذا هو التنبيه الثالث.
وقد ذكروا جملة من علمائنا بالعلم والصدق والتقوى في كتبهم مثل الشيخ المفيد والسيد المرتضى والكراچكي وابن شهر آشوب ونظائرهم(4) كما هو مذكور في محلّه.
فصل
وأما نصوص الاماميّة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والائمة صلوات الله عليهم على ان المهدي الموعود هو الامام الثاني عشر الحجة بن الحسن العسكري عليهما السلام فهي اكثر من أن تحصى، وذكر جميع ما موجود يوجب الاطالة، وهي موجودة بحمد الله في كثير من كتب الأحاديث العربية والفارسية خصوصاً المجلّد التاسع من البحار(5)وترجمته للفاضل آقا رضا ابن ملا محمد نصير بن ملاّ عبد الله بن العالم الجليل ملاّ محمّد تقي المجلسي، وفي المجلّد الثالث عشر من البحار(6) وترجمته ; ولكنّا اقتنعنا هنا بذكر عدّة اخبار من كتاب سليم وبعض أخبار الكتب التي لم تكن عند العلاّمة المجلسي:
____________
1- أي كتب اصحاب المقامات العالية بالتقوى... الخ.
2- أي الذي ينقلون منه.
3- أي لم يقل ذلك الكلام الذي نقلوه عنه.
4- وقد ذكرنا جملة من كلمات القوم في مدائح علمائنا والرواة الشيعة في بحث (الامامة في النص السني).
5- الطبعة الحجريّة، وهو يقابل المجلّد 35 و 36 و 37 و 38 و 39 و 40 و 41 و 42 من الطبعة الحديثة في تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام.
6- من الطبعة الحجرية وهو يقابل المجلّد 51 و 52 و 53 من الطبعة الحديثة في احوال الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه.