الصفحة 492

الأول:

سليم بن قيس الهلالي ـ وكان من اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ـ في كتابه(1) عنه عليه السلام انه سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم تبيين أولي الأمر:

" أنت يا علي أوّلهم... ثم عدّهم الى الامام الحسن العسكري عليه السلام ثم قال: ثم ابنه الحجة القائم خاتم اوصيائي وخلفائي والمنتقم من اعدائي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً... "(2).

الثاني:

وروى هناك ايضاً عنه عليه السلام ; ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر ".

ثم ذكرهم إلى الامام الباقر عليه السلام على هذا المنوال، وقال:

"... ثم يكون في عقب محمد رجال واحد بعد واحد ليس منهم أحد الّا وهو أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر، كلّهم هادون مهتدون... " إلى أن يذكر جنّة عدن فيقول: " ومعي ثلاثة عشر(3) من أهل بيتي اخي علي [ وابنتي فاطمة ](4) وابناي الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين.... ".

____________

1- " يقول النعماني في غيبته: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم [ ورواه عن الائمة عليهم السلام ] خلاف في انّ كتاب [ سليم بن قيس الهلالي ]أصل من اكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث اهل البيت عليهم السلام وأقدمها ".

الغيبة (النعماني): ص 101 ـ 102، قد ذكر المؤلف رحمه الله كلام الشيخ النعماني رحمه الله في المتن ورأينا الأنسب وضعه في الحاشية. وما سقط من نقله رحمه الله للنص وضعناه بين قوسين.

2- لم نجده في كتابه المطبوع ولا في المصادر التي نقلت عنه. وانما هو موجود في (كفاية المهتدي) عن غيبة الفضل بن شاذان: ص 13 ـ مخطوط.

3- في الترجمة: " ومعي هناك اثنا عشر من أهل بيتي... الخ ".

4- سقطت من الترجمة.


الصفحة 493
ثم ذكر جملة من أوصافهم من العصمة والتبليغ والهداية وغير ذلك(1).

الثالث:

وروى هناك ايضاً عنه عليه السلام انه قال:

" يا سليم! ان أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدي ائمة كلّهم(2) محدّثون.

قلت: يا أمير المومنين مَنْ هم؟

قال: ابني الحسن، ثم ابني هذا الحسين ثم ابني هذا وأخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين وهو رضيع، ثم ثمانية من ولده واحداً بعد واحد... الى(3): هؤلاء الأحد عشر(4) أوصياء "(5).

الرابع:

وقال ايضاً:

أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه فنزل العسكر قريباً من دير نصراني..

وبعد أن ذكر خروج راهب من الدير اسمه شمعون بن حمون من ذرية شمعون من حواري عيسى عليه السلام ومعه كتاب بخط شمعون واملاء عيسى عليه السلام وقد ذكر فيه اوصاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ووزارة وخلافة أمير المؤمنين عليه السلام وانه ولي كل مؤمن بعده، ثم أحد عشر من ولده وولد ولده، أولهم شبر، والثاني شبير، وتسعة من ولد شبير واحداً بعد واحد آخرهم الذي يصلّي عيسى عليه السلام خلفه فيه تسمية كل من يملك منهم، ومن يستقر بدينه، ومن يظهر.

____________

1- كتاب سليم بن قيس: ص 232 ـ 234.

2- في الترجمة زيادة (كلّهم هادون مهديون محدّثون..).

3- اختصر المؤلف رحمه الله الحديث وتكملته: " هم الذين اقسم الله بهم فقال: " ووالد وما ولد " فالوالد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وانا وما ولد يعني هؤلاء... الحديث ".

4- في الترجمة بدل (الأحد عشر): (الاثنا عشر).

5- كتاب سليم بن قيس: ص 227.


الصفحة 494
فأول من يظهر منهم يملأ جميع بلاد الله قسطاً وعدلا ويملك ما بين المشرق والمغرب حتى يظهره الله على الأديان كلّها..

ثم بيّن احوال جملة من ائمة الضلال..

وفي آخر الخبر يقول سليم: " فقال علي عليه السلام لرجل من أصحابه قم مع الرجل فانظر ترجماناً يفهم كلامه فلينسخه لك بالعربيّة ; فلمّا أتاه به، قال لابنه الحسن: يا بني ائتني بالكتاب الذي دفعته اليك يا بني اقرأه، وانظر أنت يا فلان في نسخة هذا الكتاب فانه خطي بيدي واملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فقرأه، فما خالف حرفاً واحداً ليس فيه تقديم ولا تأخير كأنّه املاء واحد(1).

____________

1- نقلها المؤلف باختصار، وهي في كتاب سليم: ص 152 ـ 155.

ونظراً لما في الرواية من اشارات نرى الأفضل في نقلها جميعها في الهامش:

(ابان عن سليم) قال أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه فنزل العسكر قريباً من دير نصراني إذ خرج علينا من الدير شيخ كبير جميل حسن الوجه حسن الهيئة والسمت ومعه كتاب في يده حتى أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فسلّم عليه بالخلافة، فقال له علي عليه السلام مرحباً يا أخي شمعون ابن حمون، كيف حالك رحمك الله؟ فقال: بخير يا أمير المؤمنين وسيد المسلمين ووصي رسول رب العالمين، انّي من نسل حواري اخيك عيسى بن مريم عليه السلام (وفي رواية اُخرى انا من نسل حواري اخيك عيسى بن مريم صلوات الله عليه) من نسل شمعون بن يوحنا، وكان أفضل حواري عيسى بن مريم الاثني عشر وأحبّهم إليه وآثرهم عنه، وإليه أوصى عيسى وإليه دفع كتبه وعلمه وحكمته فلم يزل أهل بيته على دينه متمسّكين بملته لم يكفروا ولم يبدلوا ولم يغيروا، وتلك الكتب عندي املاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده وفيه كل شيء يفعل الناس من بعده ملك ملك وما يملك وما يكون في زمان كل ملك منهم حتى يبعث الله رجلا من العرب من ولد اسماعيل بن ابراهيم خليل الله من أرض تدعى تهامة من قرية يقال لها مكة يقال له احمد الأنجل العينين المقرون الحاجبين، صاحب الناقة والحمار، والقضيب والتاج ـ يعني العمامة ـ له اثنا عشر اسماً ثم ذكر مبعثه ومولده وهجرته ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه وكم يعيش وما تلقى اُمّته بعده إلى أن ينزل الله عيسى بن مريم من السماء، فذكر في الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد اسماعيل بن ابراهيم خليل الله صلى الله عليهم هم خير من خلق الله وأحب من خلق الله إلى الله، وإن الله ولي من والاهم وعدو من عاداهم،

=>


الصفحة 495

____________

<=

من أطاعهم اهتدى، ومن عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة ومعصيتهم لله معصية مكتوبة فيه أسماؤهم وأنسابهم ونعتهم وكم يعيش كل رجل منهم واحداً بعد واحد وكم رجل منهم يستتر بدينه ويكتمه من قومه ومن يظهر حتى ينزل الله عيسى صلى الله عليه على آخرهم فيصلّي عيسى خلفه، ويقول: إنكم ائمة لا ينبغي لأحد أن يتقدّمكم فيتقدم فيصلّي بالناس وعيسى خلفه إلى الصف الأول أولهم وأفضلهم وخيرهم له مثل أجورهم وأجور من أطاعهم واهتدى بهداهم: أحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، واسمه محمد وياسين والفتاح والخاتم والحاشر والعاقب والماحي (وفي نسخة اُخرى مكان الماحي الفتاح والقائد) وهو نبي الله وخليل الله وحبيب الله وصفيّه وأمينه وخيرته يرى تقلبه في الساجدين (وفي نسخة اُخرى يراه تقلبه في الساجدين)، يعني في أصلاب النبيين، ويكلّمه برحمته فيُذكر إذا ذُكر، وهو أكرم خلق الله على الله وأحبّهم إلى الله، لم يخلق الله خلقاً ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا آدم فمن سواء خيراً عند الله ولا أحب إلى الله منه، يقعده يوم القيامة على عرشه ويشفعه في كل من شفع فيه، باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ في أم الكتاب، ثم أخوه صاحب اللواء إلى يوم المحشر الأكبر ووصيّه وخليفته في أمّته وأحبّ خلق الله إلى الله بعده علي بن أبي طالب ولي كل مؤمن بعده، ثم أحد عشر اماماً من ولد محمد وولد أول الاثني عشر، اثنان سميا ابني هارون شبر وشبير (وفي نسخة اُخرى ثم احد عشر من ولده وولد ولده أولهم شبر والثاني شبير وتسعة من شبير واحداً بعد واحد)، (وفي النسخة الأولى وتسعة من ولد اصغرهما وهو الحسين واحداً بعد واحد) آخرهم الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه، فيه تسمية كل من يملك منهم ومن يستتر بدينه ومن يظهر، فأول من يظهر منهم يملأ جميع بلاد الله قسطاً وعدلا ويملك ما بين المشرق والمغرب حتى يظهره الله على الأديان كلّها، فلما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وأبي حيٌّ صدّق به وآمن به وشهد أنّه رسول الله، وكان شيخاً كبيراً ولم يكن به شخوص فمات وقال: يا بني ان وصي محمد وخليفته الذي اسمه في الكتاب ونعته سيمر بك إذا مضى ثلاثة من ائمة الضلالة يسمون بأسمائهم وقبائلهم فلان وفلان وفلان ونعتهم وكم يملك كل واحد منهم، فاذا مرّ بك فاخرج إليه وبايعه وقاتل معه عدوّه فإنّ الجهاد معه كالجهاد مع محمد والموالي له كالموالي لمحمد والمعادي له كالمعادي لمحمد، وفي هذا الكتاب: يا أمير المؤمنين! ان اثني عشر اماماً من قريش ومن قومه معه من ائمة الضلالة يعادون أهل بيته ويمنعونهم حقهم ويطردونهم ويحرمونهم ويتبرؤن منهم ويخيفونهم، مسمون واحداً واحداً بأسمائهم ونعتهم، وكم يملك كل واحد منهم وما يلقى منهم ولدك وانصارك وشيعتك من القتل والحرب والبلاء والخوف، وكيف يديلكم الله منهم ومن اوليائهم

=>


الصفحة 496

الخامس:

روى الشيخ الثقة الجليل القدر العظيم الشأن ابو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري ـ (وقد ألّف مائة وثمانين كتاباً، وروى عن الامام الرضا عليه السلام والامام الجواد عليه السلام وقد توفّي في آخر حياة الامام العسكري وقد ترحّم عليه عليه السلام) ـ في كتاب غيبته المسمّى بـ (اثبات الرجعة) عن الحسن بن محبوب عن علي بن رباب انه قال: حدّثنا ابو عبد الله عليه السلام حديثاً طويلا عن أمير المؤمنين عليه السلام (وقد بيّن عليه السلام في آخره جملة من فتن آخر الزمان وحتى خروج الدجال) فقال: ثم يظهر أمير الأمرة وقاتل الكفرة السلطان المأمول، الذي تحيّر في غيبته العقول، وهو التاسع من ولدك يا حسين.

يظهر بين الركنين، يظهر على الثقلين ولا يترك في الأرض الأدنين، طوبى للمؤمنين الذين ادركوا زمانه ولحقوا أوانه وشهدوا أيامه ولاقوا أقوامه...(1)

____________

<=

وانصارهم وما يلقون من الذل والحرب والبلاء والخزي والقتل والخوف منكم اهل البيت. يا أمير المؤمنين ابسط يدك أبايعك فانّي أشهد أن لا الـه الّا الله، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله، وأشهد انّك خليفة رسول الله في أمته ووصيّه وشاهده على خلقه وحجته في أرضه، وان الاسلام دين الله، وانّي أبرأ من كل دين خالف دين الاسلام فانه دين الله الذي اصطفاه لنفسه ورضيه لأوليائه وانّه دين عيسى بن مريم ومن كان قبله من انبياء الله ورسله وهو الذي دان به من مضى من آبائي، واني أتولاك وأتولى أولياءك وأبرء من عدوّك وأتولى الائمة من ولدك وأبرء من عدوّهم وممن خالفهم وبريء منهم وادّعى حقّهم وظلمهم من الأولين والآخرين، ثم تناول يده وبايعه، ثم قال له أمير المؤمنين عليه السلام ناولني كتابك فناوله اياه فقال علي عليه السلام لرجل من اصحابه: قم مع الرجل فانظر ترجماناً يفهم كلامه فلينسخه لك بالعربيّة، فلمّا أتاه به قال لابنه الحسن: يا بني ائتني بالكتاب الذي دفعته اليك، يا بني اقرأه وانظر أنت يا فلان في نسخة هذا الكتاب فانه خطي بيدي واملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فقرأه فما خالف حرفاً واحداً، ليس فيه تقديم ولا تأخير كأنه املاء واحد على رجلين، فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي لو شاء لم تختلف الأمة ولم تفترق، والحمد لله الذي لم ينسني ولم يضع امري ولم يخمل ذكري عنده وعند أوليائه إذ صغر وخمل ذكر اولياء الشيطان وحزبه...

1- كشف الارتياب: ص 221.


الصفحة 497

السادس:

وروى عن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن أبي شعبة الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن عمّه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سألت جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عن الائمة بعده:

فقال: الائمة بعدي عدد نقباء بني اسرائيل اثنا عشر اعطاهم الله علمي وفهمي، وأنت منهم يا حسن.

فقلت: يا رسول الله! فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟

قال: يا حسن مثله مثل الساعة اخفى الله علمها على أهل السماوات والأرض لا تأتي الّا بغته(1).

السابع:

وروى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن ابي حمزة [ الثمالي ](2) عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي! انّ قريشاً ستظهر عليك ما استبطنته، وتجمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإنْ وجدت اعواناً فجاهدهم، وإنْ لم تجد اعواناً فكفّ يدك، واحقن دمك، فإنّ الشهادة من ورائك، فاعلم ان ابني ينتقم من ظالميك، وظالمي اولادك، وشيعتك في الدنيا، ويعذّبهم الله في الآخرة عذاباً شديداً.

فقال سلمان الفارسي: مَنْ هو يا رسول الله؟

قال: التاسع من ولد ابني الحسين الذي يظهر بعد غيبته الطويلة(3)، فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله، وينتقم من اعداء الله، ويملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت

____________

1- كفاية المهتدي: ص 41 ـ مخطوط.

2- سقطت من الترجمة.

3- يحتمل في العبارة (بعد غيبة طويلة).


الصفحة 498
ظلماً وجوراً.

قال: متى يظهر يا رسول الله؟

قال صلى الله عليه وآله وسلّم: لا يعلم ذلك الّا الله، ولكن لذلك علامات، منها نداء في السماء، وخسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بالبيداء(1).

الثامن:

وروى عن صفوان بن يحيى عن أبي أيوب ابراهيم بن أبي زياد الخراز عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على مولاي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فرأيت في يده صحيفة كان ينظر اليها ويبكي بكاءاً شديداً، فقلت: فداك أبي وأمي يا ابن رسول الله، ما هذه الصحيفة؟

قال عليه السلام: هذه النسخة اللوح الذي اهداه الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم، الذي كان فيه اسم الله تعالى، ورسوله، وأمير المؤمنين، وعمّي الحسن بن علي، وأبي عليهم السلام، واسمي، واسم ابني محمد الباقر، وابنه جعفر الصادق، وابنه موسى الكاظم، وابنه علي الرضا، وابنه محمد التقي، وابنه علي النقي، وابنه الحسن الزكي، وابنه حجة الله القائم بأمر الله المنتقم من اعداء الله الذي يغيب غيبة طويلة ثم يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً(2).

التاسع:

وروى ايضاً عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر بن جابر بن يزيد الجعفي سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: لما خلق الله تعالى ابراهيم الخليل عليه السلام كشف عن بصره فرأى نوراً إلى جنب العرش، فقال: الهي ما هذا النور؟ قال: يا ابراهيم! هذا نور محمد صفوتي من خلقي.

ورأى نوراً إلى جنبه، فقال: الهي ما هذا النور؟

____________

1- كفاية المهتدي: ص 44 ـ 45، مخطوط.

2- كفاية المهتدي: ص 55 ـ مخطوط.


الصفحة 499
قال: نور علي ناصر ديني.

ورأى في جنبه ثلاثة أنوار، فقال: الهي ما هذه الأنوار؟

فقال: نور فاطمة بنت محمد، والحسن والحسين ابنيها وابني علي.

قال: الهي! انّي أرى تسعة انوار قد أحدقوا بالخمسة؟

قال: هذه أنوار علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن محمد، ومحمد بن علي، والحسن بن علي، والحجة ابن الحسن الذي يظهر بعد غيبة عن شيعته وأوليائه.

فقال ابراهيم: انّي أرى أنواراً قد احدقوا بهم، لا يحصي عددهم الّا أنت؟

قال: يا ابراهيم! هذه أنوار شيعتهم، شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام.

فقال ابراهيم: فبِمَ تعرف شيعة أمير المؤمنين عليه السلام؟

قال: بصلاة احدى وخمسين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والقنوت قبل الركوع، وتعفير الجبين، والتختم باليمين.

فقال ابراهيم: اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

قال تبارك وتعالى: يا ابراهيم! قد جعلتك منهم.

فلهذا أنزل الله فيه في كتابه الكريم: { وَاِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لاِبْرَاهِيم }(1).

قال المفضل بن عمر: " مروي لنا(2) ان ابراهيم عليه السلام لما أحس بالموت روى هذا الخبر لأصحابه، وسجد، وقبض في سجدته [صلوات الله وسلامه عليه ](3) "(4).

____________

1- الآية 83 من سورة الصافات.

2- ويحتمل ان العبارة (فروينا).

3- ثُبّتت في المخطوط.

4- كفاية المهتدي: ص 58 ـ المخطوط.


الصفحة 500

العاشر:

وروى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي.

وروى ايضاً عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس انّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

لمّا عرج بي إلى السماء بلغت سدرة المنتهى ناداني ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمد!

فقلت: لبيك لبيك يا ربّ.

قال: ما أرسلت رسولا فانقضت ايامه الّا أقام بالأمر بعده وصيّه، فأنا جعلت علي بن أبي طالب خليفتك وامام أمتك، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة بن الحسن، يا محمد ارفع رأسك!

فرفعت رأسي، فاذا بأنوار علي والحسن والحسين وتسعة أولاد الحسين والحجة في وسطهم يتلألأ كأنه كوكب درّي.

فقال الله تعالى: يا محمد! هؤلاء خلفائي، وحججي في الأرض، وخلفاؤك وأوصياؤك من بعدك، فطوبى لمن أحبّهم، والويل لمن أبغضهم(1).

الحادي عشر:

وروى عن محمد بن ابي عمير واحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن عبد الله بن عباس قال:

____________

1- كفاية المهتدي: ص 62 و63 ـ المخطوط.


الصفحة 501
قدم يهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقال له نعثل، فقال: يا محمد! انّي أسئلك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإنْ أجبتني عنها اسلمت على يدك.

قال صلى الله عليه وآله وسلّم: سل يا أبا عمارة. قال: يا محمد! صف لي ربّك.

فقال صلوات الله عليه ان الخالق لا يوصف الّا بما وصف به نفسه. كيف يوصف الخالق الواحد الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والبصائر أن تحيط قدرته، جلّ عن ما يصفه الواصفون، نأى في قربه، وقرب في نأيه، كيّف الكيف فلا يقال كيف، وأيّن الأين فلا يقال أين تنقطع الأفكار عن معرفته، وليعلم ان الكيفية منه، والاينونية، فهو الله الأحد(1) الصمد(2) كما وصف الواصفون، لا يبلغون نعته { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد }.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن قولك انّه واحد لا شبيه له ; أليس الله واحد والأنسان واحد، ووحدانيّته قد اشبهت(3) وحدانية الانسان.

فقال صلى الله عليه وآله وسلّم: الله واحد، واحد المعنى(4)، والانسان واحد ثنوي(5)جسم وعرض وروح، وانما التشبيه في المعاني لا غير(6).

قال: صدقت يا محمد! فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبي الّا وله

____________

1- قال المؤلف رحمه الله: " يعني لا يتصوّر الكثرة في وحدانية ذاته، وخال عن التبعيض والاجزاء ".

2- قال المؤلف رحمه الله: " يعني ليس بجسم حتى يمكن أن يقال بأنه مجوف داخله فارغ ; ويتوجّه كل الخلائق في حوائجهم ورغباتهم إلى الله تعالى، ويطلبون منه حاجاتهم ".

3- في المخطوط (اشتبهت وحدانيّة) والظاهر انّه أخطأ النساخ في العبارة، ورأينا الأقرب إلى المعنى والعبارة ما ثبتناه والله تعالى أعلم.

4- قال المؤلف رحمه الله: " يعني انه احد سرمدي ولم يكن معه شيء ولا يحد ولاعرض له وهكذا في الأزل ".

5- قال المؤلف رحمه الله: " يعني غير واحد حقيقي ".

6- قال المؤلف رحمه الله: " يعني ان التشبيه في المعاني وليس في غير المعاني ; يعني ليس هناك شريك له في معنى الوحدانيّة ".


الصفحة 502
وصي، وانّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون.

فقال: نعم ; ان وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام، وبعده سبطاي الحسن والحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين ائمة ابرار.

قال: سمّهم لي يا محمد.

قال: نعم، إذا مضى الحسين، فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه محمد، فاذا مضى محمد فابنه جعفر، فاذا مضى جعفر فابنه موسى، فاذا مضى موسى فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه محمد، فاذا مضى محمد فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه الحسن، وبعد الحسن الحجة بن الحسن بن علي. فهذه(1) اثنا عشر اماماً على عدد نقباء بني اسرائيل.

قال: فأين مكانهم في الجنّة؟

قال: معي في درجتي.

قال: اشهد أن لا اله الّا الله، وانك لرسول الله، واشهد انهم الأوصياء بعدك، ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة، فأخبرني يا رسول الله عن الثاني عشر من أوصيائك.

قال صلى الله عليه وآله وسلّم: يغيب حتى لا يرى، ويأتي على أمتي زمان لا يبقى من الاسلام الّا اسمه ومن القرآن الّا رسمه، فحينئذ يأذن الله له بالخروج.

فانتفض نعثل وقام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ويقول: صلوات الله عليك يا سيد المرسلين، وعلى أوصيائك الطاهرين والحمد لله ربّ العالمين(2).

وفي بعض الروايات زيادات في آخر هذا الحديث بانشاء نعثل شعراً في مدح النبي والائمة الاثني عشر صلوات الله عليهم اجمعين ورضوانه.

____________

1- هكذا في المخطوط، ولعلّه اشتباه من النساخ فالعبارة (هؤلاء) والله تعالى أعلم.

2- كفاية المهتدي: ص 66 و67 ـ مخطوط.


الصفحة 503

الثاني عشر:

وروى عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ الحسن اولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم جعفر بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم موسى بن جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحجة بن الحسن الذي تنتهي إليه الخلافة والوصاية، ويغيب مدّة طويلة، ثم يظهر ويملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً(1).

الثالث عشر:

وروى عن محمد بن الحسن الواسطي رضي الله عنه، قال: حدّثنا زقر بن الهذيل قال: حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش قال: حدّثنا مورق قال: حدّثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة اليهوديّ من خيبر على رسول الله صلى الله ـ عليه وآله ـ فقال: يا محمد أخبرني عمّا ليس لله وعمّا ليس عند الله وعمّا لا يعلمه الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: امّا ما ليس لله فليس لله شريك، وأمّا ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم، وأما ما لا يعلمه الله فذلكم قولكم معاشر اليهود: انّ عزيراً ابن الله. والله لا يعلم له ولداً.

فقال جندل: أشهد أن لا الـه الّا الله وأنّك رسول الله حقاً، ثم قال: يا رسول الله انّي رأيت البارحة في النوم موسى ابن عمران عليه السلام فقال لي: يا جندل أسلم على يد محمد، استمسك بالأوصياء من بعده، فقد أسلمتُ ورزقني الله ذلك،

____________

1- كفاية المهتدي: ص 69 ـ مخطوط، وفي الترجمة زيادة في آخر الحديث (والحمد لله).


الصفحة 504
فأخبرني بالأوصياء بعدك لأستمسك بهم، فقال: يا جندل، أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل.

فقال: يا رسول الله انهم كانوا اثنا عشر، هكذا وجدنا في التوراة. قال: نعم الذين هم أوصيائي من بعدي اثنا عشر. فقال: يا رسول الله، كلّهم في زمن واحد؟ قال:

لا، خلف بعد خلف، فانك لن تدرك منهم الّا ثلاثة. قال: فسمّهم لي يا رسول الله. قال: نعم، انّك تدرك سيّد الأوصياء ووارث علم الأنبياء وأبا الائمة الأتقياء علي بن أبي طالب بعدي، ثمّ ابنيه الحسن، والحسين، فاستمسك بهم من بعدي فلا يغرّنك جهل الجاهلين، فاذا كانت وقت ولادة ابني علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك من الدّنيا شربة لبن تشربه. فقال: يا رسول الله فما أسامي الأوصياء الذين يكونون ائمة المسلمين بعد علي بن الحسين؟ قال صلوات الله عليه وآله فاذا انقضت مدّة علي قام بالأمر محمد ابنه يدعى بالباقر، فاذا انقضى مدّة محمد قام بالأمر بعده جعفر ابنه يدعى بالصادق، فاذا انقضت مدّة جعفر قام بالأمر بعده موسى ابنه يدعى بالكاظم، فاذا انقضت مدّة موسى قام بالأمر بعده على ابنه يدعى بالرضا، فاذا انقضت مدّة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى بالتقي، فاذا انقضت مدّة محمّد قام بالأمر علي ابنه يدعى بالنقي، فاذا انقضت مدّة عليّ قام بالأمر بعده الحسن ابنه يدعى بالزكي، ثم يغيب عن الناس امامهم. قال: يا رسول الله يغيب الحسن منهم؟

قال: لا، ولكن ابنه الحجة يغيب عنهم غيبة طويلة. قال: يا رسول الله فما اسمه؟ قال: لا يسمّى حتّى يظهره الله. فقال جندل: قد بشّرنا موسى بن عمران بك وبالأوصياء من ذريّتك. ثمّ تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: { وعد الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَملُوا الصَّالِحَات ليَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم

الصفحة 505
وَلَيمَكنَنّ لَهُمْ دِينهمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً }(1) قال جندل: فما خوفهم؟

قال: يا جندل في زمن كل واحد منهم شيطان يعتريه ويُؤذيه، فاذا أذن الله للحجة خرج وطهر الأرض من الظالمين فيملؤها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للسالكين في محجّته والثابتين في موالاته ومحبّته اولئك ممن وصفهم الله في كتابه فقال: { الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالْغَيْبِ } وقال: { اُولئِكَ حِزْب الله ألا اِنَّ حِزْب الله هُمُ الْمُفْلِحُون }.

ثم قال جابر: عاش جندل بن جنادة إلى أيام الحسين بن علي عليهما السلام ثم خرج إلى الطائف فمرض فدعا بشربة من لبن فشربه وقال: وكذا عهد إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه يكون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن. ثمّ مات ودفن بالطائف في الموضع المعروف بالكوراء، رحمه الله تعالى(2).

الرابع عشر:

وروى عن الحسن بن علي بن سالم، عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: لمّا خلق الله الدنيا أطلع على الأرض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيّاً، ثم اطلع الثانية فاختار منها علياً فجعله اماماً ثم أمرني أن اتّخذه أخاً ووصيّاً وخليفةً ووزيراً فعليّ منّي وأنا من علي وهو زوج ابنتي وأبو سبطيَّ الحسن والحسين، ألاَ وان الله تبارك وتعالى جعلني وايّاهم حججاً على عباده وجعل من صلب الحسين ائمة يقومون بأمري ويحفظون وصيّتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي، ومهدي امّتي، أشبه الناس بي

____________

1- الآية 55 من سورة النور.

2- كفاية المهتدي: ص 70 و71 و72 ـ وفي أربعين الخاتون آبادي (كشف الحق): ص 117 ـ 119.


الصفحة 506
في شمايله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة(1) فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله ويؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً(2).

الخامس عشر:

وروى عن علي بن الحكم عن جعفر بن سليمان(3) الضبعي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي رضوان الله عليه قال:

خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: معاشر الناس! انّي راحل عن قريب، ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيراً، واياكم والبدع، فانّ كل بدعة ضلالة، ولا محالة انها في النار.

معاشر الناس! من فقد الشمس فلْيتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فلْيتمسّك بالفرقدين ; فاذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة بعدي.

أقول لكم فاعلموا ان قولي قول الله، فلا تخالفوه فيما آمركم به، والله يعلم انّي بلغت اليكم ما أمرني به واُشهد الله عليّ وعليكم.

قال: فلما نزل عن المنبر تبعته حتى دخل بيت عائشة، فدخلت عليه فقلت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله سمعتك تقول: اذا فقدتم الشمس فتمسّكوا بالقمر واذا فقدتُم القمر فتمسّكوا بالفرقدين، واذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم، فقد ظننت أن يكون في هذه الإبانة اشارة؟

قال: قد أصبت يا سلمان. فقلت: بيّن لي يا رسول الله ما الشمس وما القمر وما الفرقدان وما النجوم الزاهرة؟

____________

1- قال المؤلف رحمه الله: " الظاهر ان المراد من الحيرة المضلة ان الناس تأخذهم في زمان غيبته وانّه يغيب غيبة طويلة فلا يمتحن الله تعالى قلوبهم بالايمان فيجر ذلك إلى ضلالتهم ".

2- كفاية المهتدي: ص 74 و75 ـ اربعين الخاتون آبادي: ص 108.

3- في المخطوط (سليم) بدل (سليمان).


الصفحة 507
فقال: أنا الشمس، وعلي القمر، فاذا فقدتموني فتمسّكوا به بعدي، وأما الفرقدان فالحسن والحسين، فاذا فقدتم القمر فتمسّكوا بهما.

وأمّا النجوم الزاهرة فهم الائمة التسعة من صلب الحسين، والتاسع مهديّهم.

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلّم: انهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي ائمة ابرار عدد اسباط يعقوب وحواري عيسى.

فقلت: سمّهم لي يا رسول الله.

قال: أوّلهم وسيدهم علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، وبعدهما علي بن الحسين زين العابدين، وبعده محمد بن علي باقر علم النبيين، وبعده الصادق جعفر بن محمد، وبعده الكاظم موسى بن جعفر، وبعده الرضا علي بن موسى الذي يقتل بأرض الغربة، ثم ابنه محمد، ثم ابنه علي، ثم ابنه الحسن، ثم ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فانهم عترتي من لحمي ودمي، علمهم علمي، وحكمهم حكمي ; من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي(1).

السادس عشر:

وروى عن عثمان بن عيسى عن أبي حمزة الثمالي عن أسلم عن أبي الطفيل عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الوفاة دعا بعلي عليه السلام فسارّه طويلا ثم رفع صوته وقال: يا علي أنت وصيي ووارثي، قد اعطاك الله تعالى علمي وفهمي، فاذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، وغُصب على حقك.

فبكت فاطمة عليها السلام، وبكى الحسن والحسين عليهما السلام.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لفاطمة: يا سيدة النساء ممّ بكاؤك؟

قالت: أخشى الضيعة يا أبت بعدك.

____________

1- كفاية المهتدي: ص 76 و77 ـ مخطوط.