الصفحة 81
وسألني عن اسمي وسألني منذ كم خرجت من بغداد فعرّفته إنّي خرجت في أوّل الأسبوع، فمشى عنّي، وبتُّ في المشهد وصلّيت الصبح وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد، ورجعوا عنّي ووصلت إلى اوانا(1) فبتّ بها وبكرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون من ورد عليهم عن اسمه ونسبه وأين كان ; فسألوني عن اسمي ومن أين جئت، فعرّفتهم فاجتمعوا عليّ ومزّقوا ثيابي ولم يبقَ لي في روحي حكم، وكان ناظر بين النهرين كتب إلى بغداد وعرّفهم الحال ثمّ حملوني إلى بغداد وازدحم الناس عليّ وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام، وكان الوزير القمي رحمه الله تعالى قد طلب السعيد رضي الدين رحمه الله، وتقدّم أن يعرّفه صحة هذا الخبر.

قال: فخرج رضي الدين ومعه جماعة فوافينا باب النوبى، فردّ أصحابه الناس عنّي، فلمّا رآني قال: أعنك يقولون؟ قلت: نعم، فنزل عن دابّته وكشف عن فخذي فلم يرَ شيئاً، فغشي عليه ساعة وأخذ بيدي وأدخلني على الوزير وهو يبكي ويقول: يا مولانا هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي، فسألني الوزير عن القصة فحكيت له، فأحضر الأطباء الذين أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها فقالوا: ما دوائها الّا القطع بالحديد ومتى قطعها مات، فقال لهم الوزير: فبتقدير أن تقطع ولا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا: في شهرين، وتبقى في مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر، فسألهم الوزير متى رأيتموه، قالوا: منذ عشرة أيام، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم وهي مثل أختها ليس فيها أثر أصلا، فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح، فقال الوزير: حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها.

ثم انّه أحضر عند الخليفة المستنصر رحمه الله تعالى، فسأله عن القصة فعرّفه بها كما جرى، فتقدّم له بألف دينار، فلمّا حضرت قال: خذ هذه فأنفقها، فقال: ما أجسر

____________

1- اوانا: بلدة كثيرة البساتين نزهة من نواحي دجيل بغداد بينها وبين بغداد عشرة فراسخ.


الصفحة 82
آخذ منه حبّة واحدة، فقال الخليفة: ممن تخاف؟ فقال: من الذي فعل معي هذا، قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئاً؟ فبكى الخليفة وتكدر، وخرج من عنده ولم يأخذ شيئاً.

قال: أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته علي بن عيسى عفا الله عنه: كنت في بعض الأيام أحكي هذه القصة لجماعة عندي ; وكان هذا شمس الدين محمد ولده عندي، وأنا لا أعرفه فلمّا انقضت الحكاية قال: أنا ولده لصلبه، فعجبت من هذا الاتّفاق وقلت: هل رأيت فخذه وهي مريضة؟ فقال: لا لأنّي أصبو عن ذلك، ولكنّي رأيتها بعدما صلحت ولا أثر فيها، وقد نبت في موضعها شعر، وسألت السيد صفي الدين محمد بن محمد بن بشر العلوي الموسوي، ونجم الدين حيدر بن الأيسر رحمهما الله تعالى، وكانا من أعيان الناس وسراتهم وذوي الهيئات منهم، وكانا صديقين لي وعزيزين عندي، فأخبراني بصحّة هذه القصة، وانهما رأياها في حال مرضها وحال صحّتها، وحكى لي ولده هذا انّه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه السلام، حتى انّه جاء إلى بغداد وأقام بها في فصل الشتاء، وكان كلّ أيّامه يزور سامراء ويعود إلى بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرّة طمعاً أن يعود له الوقت الذي مضى أو يقضى له الحظ بما قضى، ومن الذي أعطاه دهره الرضا، أو ساعده بمطالبه صرف القضا، فمات رحمه الله بحسرته، وانتقل إلى الآخرة بغصّته، والله يتولاّه وإيّانا برحمته بمنّه وكرامته(1).

يقول المؤلف:

يقول الشيخ الحرّ العاملي في كتاب (أمل الآمل): " الشيخ محمد بن اسماعيل بن الحسن بن أبي الحسين بن علي الهرقلي: كان فاضلا عالماً من تلامذة العلامة، رأيت المختلف بخطّه، ويظهر منه انّه كتبه في زمان مؤلفه وانّه قرأ عليه، أو على ولده(2) "(3)

____________

1- كشف الغمة (علي بن عيسى الأربلي): ج 2، ص 493 ـ 497. وقد نقلها المؤلف رحمه الله باختصار وارتأينا نقلها كاملة.

2- قال المؤلف رحمه الله: " يعني فخر المحققين ".

3- أمل الآمل (الحر العاملي): ج 2، ص 245، رقم الترجمة 721.


الصفحة 83
انتهى.

وقد أخذه الحقير، ووقفت على نسخة من الشرائع بخطّ الشيخ محمد المذكور وهي في مجلّد واحد وقرئ على المحقق الأول والمحقق الثاني وتوجد اجازة بخط الاجلّين عليه وحالياً في بلدة الكاظمين عند سماحة العالم الجليل والسيد النبيل السيد محمد آل حيدر دام تأييده.

وصورة آخر الملجد الأول هكذا:

" فرغ من كتابته العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى محمد بن اسماعيل بن حسن بن أبي الحسن بن علي الهرقلي غفر الله له ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات آخر نهار الخميس خامس عشر رمضان سنة سبعين وستمائة حامداً ومصلياً مستغفراً، والحمد لله ربّ العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل ".

وصورة خط المحقق في محاذاته:

" انهاه أيده الله قراءة وبحثاً وتحقيقاً في مجالس آخرها الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة من سنة إحدى وسبعين وستمائة بحضرة مولانا وسيّدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كتبه جعفر بن سعيد ".

واجازة المحقق الثاني في المجلّد الأول للشيخ شرف الدين قاسم بن الحاج الشهير بابن غدافة في سنة 933.

وفي آخر المجلد الأول والثاني موجودة بخطّه ايضاً.

ونسخة اُخرى من المواهب الالهية عند الحقير في مجلّدين وقرئت عند المحقق الثاني وابن فهد والشيخ يحيى المتقي الكركي وغيرهم.

وجميع الخطوط موجودة عليها، واكثر حواشيها بخط ابن فهد.


الصفحة 84

الحكاية السادسة:

تتناسب وتشابه الحكاية السابقة، وهي:

أخبرنا جناب العالم الفاضل الصالح الورع التقي ميرزا محمد حسين النائيني الاصفهاني ابن سماحة العالم العامل والمهذب الكامل ميرزا عبد الرحيم النائيني الملقّب بشيخ الاسلام، انّه ظهر وجع في قدم اخ لي من الأب اسمه محمد سعيد حال انشغاله في تحصيل العلوم الدينية في سنة خمس وثمانين ومائتين وألف تقريباً، وقد ورم خلف قدمه بحيث اعوجّ وعجز عن المشي فجاءوا بميرزا احمد الطبيب بن الحاج ميرزا عبد الوهاب النائيني ليعالجه، فزال الاعوجاج الذي هو خلف قدمه وذهب الورم وتفرّقت المادة ولم تمضِ عدّة أيّام الّا وظهرت المادة بين الركبة والساق، وبعد عدّة أيام ظهرت المادة في الفخذ في نفس تلك الرجل، ومادة بين الكتف، حتى تقيح كل واحد منهما، وكان له وجع شديد فعندما يعالجه ينفجر فيخرج منه قيح، إلى أن مضت سنة تقريباً أو اكثر من ذلك وهو على هذا الحال يعالج هذه القروح بأنواع العلاج، ولم يلتئم واحد منها بل كل يوم تزداد الجراحات، ولم يقدر في هذه المدّة أن يضع قدمه على الأرض وهو يتقلّب من جانب إلى جانب، وقد أصابه الضعف من طول مدة المرض، ولم يبقَ منه الّا الجلد والعظم من كثرة ما خرج منه من الدم والقيح، وقد صعب ذلك على الوالد، وما يستعمل نوعاً من العلاج الّا وتزداد الجروح ويضعف حاله ولا يؤثر في زيادة قوّته وصحّته.

ووصلت هذه القروح إلى حدّ انّه لو وضعت يد على أحد الاثنين ـ الذي احدهما بين الركبة والساق والأخرى في الفخذ التي في نفس تلك الرجل ـ فانه يجري من القرح الآخر القيح والدم.

وظهر في تلك الأيام وباء شديد في نائين فلجأنا إلى قرية من قراها خوفاً من ذلك الوباء، فاطّلعنا على جرّاح حاذق يقال له (آقا يوسف) ينزل في قرية قريبة من قريتنا، فبعث الوالد شخصاً إليه، فحضر للعلاج ; وعندما عرض اخي المريض عليه

الصفحة 85
سكت ساعة حتى خرج الوالد من عنده وبقيت عنده مع أحد أخوالي يدعى الحاج ميرزا عبد الوهاب، فبعد مدّة من مناجاته معه فهمت من فحوى تلك الكلمات بأنه يخبره يائساً ويخفي ذلك عنّي لئلاّ أخبر الوالد فيضطرب ويجزع.

فعندما رجع الوالد قال ذلك الجراح: أنا آخذ المبلغ الفلاني أولا ثم أبدأ بالمعالجة.

وكان قصده من هذا الكلام هو امتناع الوالد عن دفع ذلك المبلغ قبل الابتداء في المعالجة ليكون سبباً لذهابه قبل الشروع في المعالجة.

فامتنع الوالد من اعطائه ما أراد قبل المعالجة، فاغتنم [ الجرّاح ] تلك الفرصة ورجع إلى قريته.

وقد علم الوالد والوالدة ان هذا التصرّف من الجراح كان ليأسه وعجزه عن المعالجة ; مع انّه كان استاذاً وحاذقاً فيأست منه.

وكان لي خال آخر يدعى ميرزا أبو طالب في غاية التقوى والصلاح وله شهرة في البلد بأنه يكتب للناس رقع الاستغاثة الى امام عصره الامام الحجة عليه السلام، وهي سريعة الاجابة والتأثير، وان الناس كثيراً ما يرجعون إليه في الشدائد والبلايا، فالتمست منه والدتي ان يكتب رقعة استغاثة لشفاء ولدها.

فكتبها في يوم الجمعة وأخذتها الوالدة وأخذت أخي وذهبت عند بئر قرب قريتنا، فرمى أخي تلك الرقعة في البئر وكان متعلقاً فوق البئر بيد الوالدة، فظهرت له وللوالدة في ذلك الوقت رقّة فبكيا بكاءاً شديداً، وكان ذلك في آخر ساعة من يوم الجمعة.

وبعد مضي عدّة أيام رأيت في المنام ثلاثة فرسان بالهيئة والشمائل التي وردت في واقعة اسماعيل الهرقلي، قادمين من الصحراء باتّجاه بيتنا، فحضرت في ذهني في ذلك الحال واقعة اسماعيل وكنت قد وقفت عليها في تلك الأيام وكانت تفصيلاتها في

الصفحة 86
ذهني فانتبهت ان هذا الفارس المتقدّم هو الامام الحجة عليه السلام جاء لشفاء أخي المريض، وكان أخي المريض نائماً على ظهره أو متكئاً في فراشه في ساحة البيت كما كان كذلك في أغلب الأيام، فقرب الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه وبيده المباركة رمح، ووضع ذلك الرمح في موضع من بدنه ولعلّه كان في كتفه، وقال له: قم فقد جاء خالك من السفر.

وقد فهمت في ذلك الوقت ان مقصوده عليه السلام من هذا الكلام البشارة بقدوم خال لنا آخر اسمه الحاج ميرزا علي اكبر كان سافر للتجارة وطال سفره ونحن قد خفنا عليه لطول السفر وتقلّب الدهر من القحط والغلاء الشديد.

وعندما وضع عليه السلام الرمح على كتفه وقال ذلك الكلام، قام أخي من مكانه الذي كان نائماً فيه وأسرع إلى باب البيت لاستقبال خاله المذكور.

فاستيقظت من نومي فرأيت الفجر قد طلع وقد أضاء الجو ولم يستيقظ أحد من النوم لصلاة الصبح، فقمت من مكاني وأسرعت إلى أخي قبل أن ألبس ملابسي وأيقظته من النوم وقلت له: انهض فإنّ الامام الحجة عليه السلام قد شافاك.

وأخذت بيده وأقمته على رجليه، فاستيقظت أمي من النوم وصاحت عليّ: لماذا أيقظته من النوم؟ لأنه كان يقظاً من غلبة الوجع عليه، وقليل من النوم في ذلك الحال كان يُعد غنيمةً.

قلت: ان الامام الحجة عليه السلام قد شافاه.

فعندما أقمته على قدميه، ابتدأ بالمشي في ساحة الغرفة، وقد كان في تلك الليلة غير قادر على وضع قدمه على الأرض، حيث انقضت له على ذلك مدّة سنة أو اكثر، وكان يحمل من مكان إلى مكان.

فانتشرت هذه الحكاية في تلك القرية، واجتمع جميع الأقرباء والأصدقاء ليروه بما لا يصدّق بالعقل. ونقلت الرؤيا وكنت فرحاً جدّاً لأنّي بادرت ببشارة الشفاء عندما كان نائماً، وقد انقطع الدم والقيء من ذلك اليوم، والتأمت الجروح قبل

الصفحة 87
أن ينقضي اسبوع، وبعد عدة أيام من ذلك وصل الخال سالماً غانماً. وفي هذا التاريخ سنة ثلاث وثلاثمائة وألف فانّ جميع الأشخاص الذين جاءت اسماؤهم في هذه الحكاية ما زالوا في قيد الحياة الّا الوالدة والجرّاح المذكور فانّهما لبّيا داعي الحق والحمد لله.

يقول المؤلف:

رويت رقعة الاستغاثة إلى الامام الحجة عليه السلام بعدة اسماء وهي موجودة في كتب الأدعية المتداولة، ولكن النسخة التي وقفت عليها لا توجد في تلك الكتب، بل انها لم تذكر ايضاً في مزار بحار الأنوار وكتاب دعاء البحار الذي هو محل جمعها.

ولأن اعداد تلك النسخة قليلة لذا رأيت لزوم نقلها هنا:

نقل الفاضل المتبحّر محمد بن محمد الطبيب ; من علماء الدولة الصفوية في كتاب انيس العابدين(1) عن كتاب السعادات هذه العبارة:

____________

1- قال المؤلف رحمه الله ما معناه:

" وقد ترجم كتاب انيس العابدين بعض الفضلاء للخان آغا بيگم بنت الشاه عباس. وينقل ابن طاووس في كتبه احياناً عن كتاب السعادات.

كما ينقل عنه العلامة المجلسي في البحار والفاضل الخبير ميرزا عبد الله الاصفهاني في الصحيفة الثالثة ".

واعلم ان هذا المقطع كان في المتن ورأينا وضعه في الحاشية أنسب.


الصفحة 88
" دعاء التوسّل لكل مهمة وحاجة:

بسم الله الرحمن الرحيم، توسّلت اليك يا أبا القاسم محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب النبأ العظيم.. الصراط المستقيم، وعصمة اللاّجين(1) باُمّك سيدة نساء العالمين، وبآبائك الطاهرين، وباُمّهاتك الطاهرات، بياسين والقرآن الحكيم، والجبروت العظيم، وحقيقة الايمان، ونور النور، وكتاب مسطور أن تكون سفيري إلى الله تعالى في الحاجة لفلان، أو هلاك فلان بن فلان ".

وتضع هذه الرقعة في طين طاهر وترميه في ماء جار أو بئر، وتقول:

" يا سعيد بن عثمان ويا عثمان بن سعيد أوصلا قصّتي إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ".

وكانت النسخة هكذا، ولكن بملاحظة الروايات وطريقة بعض الرقاع فلابدّ أن يكون: " يا عثمان بن سعيد ويا محمد بن عثمان... الخ " والله العالم.

الحكاية السابعة:

وفيها ذكر تأثير رقعة استغاثة العالم الصالح التقي المرحوم السيد محمد بن جناب السيد عباس الذي ما زال على قيد الحياة يسكن في قرية جب شيث(2) من قرى جبل (عامل)(3)، وهو من بني اعمام جناب السيد النبيل والعالم المتبحّر الجليل السيد صدر الدين العاملي الاصفهاني صهر شيخ فقهاء عصره الشيخ جعفر النجفي أعلى الله تعالى مقامهما.

____________

1- هكذا في المطبوع، والظاهر انّه (اللاجئين) والله اعلم.

2- قال المؤلف رحمه الله: " مخفف جب شيث نبي الله، بئر هناك نسب لهذا النبي (ص) ".

3- الظاهر سقوطها من المطبوع.


الصفحة 89
وكان السيد المذكور قد توارى عن وطنه لتعدي حكام الجور لأنهم كانوا يريدون أن يدخلوه في السلك العسكري، بدون بضاعة ولم يكن عنده يوم خرج من جبل عامل إلاّ قمري واحد وهو عشر القِران، ولم يسأل أحداً أبداً، وقد ساح مدّة من الزمن.

وقد رأى أيام سياحته عجائب كثيرة في اليقظة والمنام، وأخيراً جاور في النجف الأشرف وسكن في الصحن المقدّس من الحجرات الفوقانيّة جهة القبلة، وكان مضطرباً جداً، ولم يطّلع على حاله الّا اثنان أو ثلاثة حتى توفي، وقد كانت المدّة من حين خروجه من وطنه إلى وفاته خمس سنوات، وكان أحياناً يمّر عليّ، وكان كثير العفّة والحياء والقناعة يحضر عندي أيام اقامة التعزية، وربّما استعار منّي بعض كتب الأدعية.

ربما انه كثيراً من الأوقات لم يتمكّن من الحصول على شيء سوى بعض تُميرات وماء بئر الصحن الشريف، لهذا كان يواظب بشدّة على الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتى كأنه ما ترك شيئاً من الأذكار المرويّة والأدعية المأثورة. فكان مشغولا في ذلك اغلب لياليه وأيامه.

واشتغل مدّة بكتابة عريضة إلى الامام الحجة عليه السلام وعزم على أن يواظب عليها مدّة أربعين يوماً، ويخرج كلّ يوم قبل طلوع الشمس من البلد ويقترن بفتح الباب الصغير إلى جهة البحر، ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو أزيد بعيداً عن القلعة بحيث لا يراه أحد ثمّ يضع عريضته في بندقة من الطين ويودّعها أحد نوّابه سلام الله عليه ويرميها في الماء، إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً.

قال: فرجعت يوماً عن محل رمي الرقاع وكنت مطأطئاً رأسي وأنا في ضيق، فالتفتّ فاذا أنا برجل كأنّه قد لحق بي من ورائي وكان في زي عربي (وكفية وعقال) فسلّم، فأجبت في ضيق بأقل ما يردّ ولم التفت إليه لأنه لم يكن لي رغبة في الكلام مع أحد، فماشاني مقداراً من الطريق، وبقيت أنا بنفس الحالة السابقة.


الصفحة 90
فقال بلهجة أهل جبل عامل: سيد محمد ما حاجتك؟ لك تسعة وأو ثمانية وثلاثون يوماً تخرج قبل طلوع الشمس وتذهب الى المكان الفلاني في البحر وترمي العريضة في الماء، اتظنّ انّ امامك لم يطلع على حاجتك؟

فقال سيد محمد: فتعجّبت، لأنه لم يطّلع أحد على ما أفعله وبالأخص في هذه الأيام، ولم يرني احد بجنب البحر، ولا يوجد أحد من أهل جبل عامل هنا لا أعرفه، وبالخصوص فانّه ليس من العادة لبس الكفية والعقال في جبل عامل. فاحتملت انّي اعطيت النعمة الكبرى ونيل المقصود والتشرّف بحضور الغائب المستور امام العصر عليه السلام أرواحنا له الفدى.

وبما انّي كنت قد سمعت في جبل عامل انّ يده المباركة عليه السلام في النعومة بحيث لا تبلغها يد أحد، فقلت في نفسي أصافحه فاذا أحسست بهذا فعندها أصنع ما يحق بحضرته، فمددت يدي وأنا على حالي فصافحته فمدّ يده المباركة عليه السلام فصافحني فاذا بي أجدها ناعمة ولطيفة جداً فتيقّنت حصولي على النعمة العظمى والموهبة الكبرى، فوجهت له وجهي، وأردت تقبيل يده المباركة، فلم أر أحداً.

يقول المؤلف:

يظهر من هذه الحكاية انّ يده المباركة ناعمة، وذلك لما تقدّم في أوّل الباب الثالث انّ شمائله عليه السلام شمائل جدّه، وهو أشبه الخَلْق في الخَلْق والخُلُق به صلى الله عليه وآله وسلّم، ويؤيده الخبر الذي رواه الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن احمد بن علي القمي نزيل الري في كتاب المسلسلات عن الحسين بن جعفر قال: قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرطوسي في دمشق، قال: قال عمر بن سعيد بن يسار المنجي، قال: قال احمد بن دهقان، قال: قال خلف بن تميم، قال: دخلت على أبي هرمز أعوده فقال: دخلت على أنس بن مالك أعوده، فقال: صافحت بهذه الكفّ كفّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فما مَسَسْت قطّ خزّاً ولا حريراً ألين من كفّ رسول

الصفحة 91
الله صلى الله عليه وآله وسلّم(1).

قال ابو هرمز: فقلت لأنس بن مالك فصافحني بالكف التي صافحت بها كفّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فصافحني، وقال: السلام عليكم.

قال خلف بن تميم: قلت لأبي هرمز: صافحني بالكفّ التي صافحت بها كفّ انس بن مالك.

فصافحني، وقال: السلام عليكم.

قال احمد بن دهقان: قلت لخلف بن تميم: صافحني بالكفّ التي صافحت بها كفّ أبي هرمز.

فصافحني وقال: السلام عليكم.

قال عمر بن سعيد: قلت لأحمد بن دهقان، صافحني بالكفّ التي صافحت بها كفّ خلف بن تميم، فصافحني وقال: السلام عليكم.

قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم: قلت لعمر بن سعيد: صافحني بالكفّ التي صافحت بها كفّ احمد بن دهقان، فصافحني وقال: السلام عليكم.

قال حسين بن جعفر: قلت لمحمد بن عيسى: صافحني بالكفّ التي صافحت بها كفّ عمر بن سعيد، فصافحني وقال: السلام عليكم.

قال مصنّف هذا الكتاب أبو محمد جعفر بن احمد بن علي الرازي: قلت لحسين بن جعفر: صافحني بالكفّ التي صافحت بها كفّ محمد بن عيسى، فصافحني وقال: السلام عليكم(2).

____________

1- روى ابن الجوزي في (الوفا بأحوال المصطفى): ج 2، ص 398، الباب التاسع عشر في صفة كفيه صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم.

عن أنس قال: " ما مسستُ قطّ... الخ " ـ عن مارية قالت: بايعت النّبي صلى الله عليه [ وآله ]وسلّم فما مسست قطّ ألين من يده صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم.

2- لعدم وجود الكتاب المذكور عندنا حالياً فقد قمنا بترجمة النص.


الصفحة 92
ويؤيده قول الصاحب بن عباد في كتاب (محيط اللغة) شثن الكفّين، وهو معروف في حديث شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ونقله الخاصة والعامة بأسانيد معتبرة، وورد بالتاء في نقطتين فوقانية، وضبط: بمعنى ناعم، كما يقال هناك: " الشتون اللينة من الثياب الواحد الشتن " وروي في الحديث في صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم انّه كان شتن الكفّ بالتاء، ومن رواه بالثاء فقط صحف، انتهى(1).

ولكن سائر المحدّثين وشراح الأخبار وأهل اللغة ضبطوه بالثاء، بل قيل ان كلام صاحب المحيط من الغرائب.

ويقول الشيخ الصدوق في كتاب معاني الأخبار بعد نقل الخبر:

" سألت أبا احمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن تفسير هذا الخبر فقال (إلى أن يقول في تفسير):

(شثن الكفين) معناه خشن الكفّين، والعرب تمدح الرجال بخشونة الكف، والنساء بنعومة الكف "(2).

ويقول ابن الأثير الجزري في النهاية: " أي انهما يميلان إلى الغلظ والقصر.

وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشدّ لقبضهم ويذم في النساء "(3).

ويؤيد كلامه ما جاء في شمائل أمير المؤمنين عليه السلام انّه كانت كفّه خشنة.

وروى الشيخ المفيد في الارشاد:

" ولمّا توجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى البصرة(4) نزل الربذة فلقيه بها آخر

____________

1- لا يوجد لدينا المصدر، فأرجعنا الفارسية إلى العربية.

2- معاني الأخبار (الصدوق): ص 84 و87.

3- النهاية (الجزري): ج 2، ص 444.

4- في الترجمة: " إلى قتال أهل البصرة وخرج من المدينة ونزل الربذة... ".


الصفحة 93
الحاج، فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه وهو في خبائه... " إلى أن قال ابن عباس بعد أن دخل عليه في خيمته:

" فتأذن لي أن أتكلم، فإنْ كان حسناً كان منك، وإنْ كان غير ذلك كان منّي؟

قالا: لا، أنا أتكلم. (قال ابن عباس:)(1) ثم وضع يده في صدري، وكان شثن الكفّين(2) فآلمني...(3) "(4).

وروي في كمال الدين عن يعقوب بن منقوش قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو جالس على دكّان في الدار وعن يمينه بيت وعليه ستر مسبل. فقلت له: يا سيدي مَنْ صاحب هذا الأمر؟

فقال: ارفع الستر ; فرفعته، فخرج الينا غلامٌ خماسيّ(5) (ثم ذكر شمائله عليه السلام) شثن الكفين..(6)

____________

1- هذه الزيادة في الترجمة ولا توجد في المصدر المطبوع.

2- هكذا في الترجمة، وفي المصدر المطبوع (الكفّ) بدل (الكفين).

3- قال المؤلف (ره): " ولا وجه الّا أن تكون النسخة بالثاء، فإنّ نعومة اليد لا تسبب ألماً ".

4- الارشاد (المفيد): ص 247 ـ 248.

5- قال المؤلف رحمه الله: " ابن خمس سنين ". أقول: وكأنما ترجم (الخماسي) بذلك.

وقال ابن الأثير في النهاية، ج 2، ص 79: " الخماسيان: طول كل واحد منهما خمسة أشبار ".

وقال الطريحي في مجمع البحرين، ج 4، ص 67: " والغلام الخماسي: الذي سنّه خمس سنين، أو لطوله خمسة أشبار... ".

وقال ابن منظور في لسان العرب، ج 4، ص 216: " غلام خماسي ورباعي، طال خمسة أشبار وأربعة أشبار، وانما يقال خماسي ورباعي فيمن يزداد طولا... ".

ولعلّ هذا المعنى يناسب المقام، خصوصاً انّ الراوي يصفه (له عشر أو ثمان أو نحو ذلك) والواضح انّ هذا الوصف اشارة إلى عمره وسنّه، ولا يتصوّر به عليه السلام بذلك العمر طوله خمسة أشبار فانّه طبيعي لا يوصف لمن كان بذلك السن من غيره، فيكون المقصود والله اعلم انّه يزداد طولا.

6- كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 436 ـ 437.


الصفحة 94
وقد ضبطت في النسخ بالثاء.

وفسّره المجلسي في البحار بالغلظة(1).

الحكاية الثامنة:

ونقل الصالح الصفي المبرور والسيد المتقي المذكور قال:

وردت المشهد المقدّس الرضوي عليه الصلاة والسلام للزيارة، وأقمت فيه مدّة، وكنت في ضنك وضيق مع وفور النعمة، ورخص أسعارها، ولمّا أردت الرجوع مع سائر الزائرين لم يكن عندي شيء من الزّاد صباح ذلك اليوم حتى قرصة لقوت يومي، فتخلّفت عنهم، وبقيت يومي إلى زوال الشمس فزرت مولاي وأدّيت فرض الصلاة فرأيت انّي لو لم ألحق بهم لا يتيسّر لي الرفقة عن قريب وان بقيت أدركني الشتاء ومتّ من البرد.

فخرجت من الحرم المطهّر مع ملالة الخاطر وشكوت وقلت في نفسي: أمشي على أثرهم، فإنْ متّ جوعاً استرحت، والّا لحقت بهم، فخرجت من البلد الشريف وسألت عن الطريق، وصرت امشي حتّى غربت الشمس وما صادفت أحداً، فعلمت انّي أخطأت الطريق، وأنا ببادية مهولة لا يرى فيها سوى الحنظل، وقد أشرفت من الجوع والعطش على الهلاك، فصرت أكسر حنظلة حنظلة لعلّي أظفر من بينها بحبحب(2) حتى كسرت نحواً من خمسمائة، فلم أظفر بها، وطلبت الماء والكلاء حتّى جنّني الليل، ويئست منهما، فأيقنت الفناء واستسلمت للموت، وبكيت على

____________

1- البحار (المجلسي): ج 52، ص 25، قال: " كما ان شثن الكفين غلظهما ".

2- الحبحب: البطيخ الشامي الذي تسمّيه أهل العراق: الرقي، والفرس: الهندي، قاله الفيروز آبادي (القاموس المحيط): ج 1، ص 51.

ويطلق البعض الحبحب على ثمر نوع من أنواع الحنظل ليس مرّ ويشبه البطيخ الشامي ولكنّه صغير جداً.. يكون بين الحنظل ولكنّه نادر.


الصفحة 95
حالي.

فتراءَى لي مكان مرتفع، فصعدته فوجدت في أعلاه عيناً من الماء فتعجّبت وشكرت الله عزوجل وشربت الماء وقلت في نفسي، أتوضّأ وضوء الصلاة وأصلّي لئلاّ ينزل بي الموت وأنا مشغول الذمّة بها، فبادرت إليها.

فلمّا فرغت من العشاء الآخرة أظلم الليل وامتلأت البيداء من أصوات السباع وغيرها وكنت أعرف من بينها صوت الأسد والذئب وأرى أعين بعضها تتوقّد كأنّها السراج، فزادت وحشتي الّا انّي كنت مستسلماً للموت، فأدركني النوم لكثرة التعب، وما أفقت الّا والأصوات قد انخمدت، والدنيا بنور القمر قد أضاءت، وأنا في غاية الضعف، فرأيت فارساً مقبلا عليّ، فقلت في نفسي انَّ هذا الفارس سوف يقتلني لأنّه يريد متاعي فلا يجد شيئاً عندي فيغضب لذلك فيقتلني، ولا أقلّ من أن تصيبني منه جراحة.

فلمّا وصل اليّ سلّم عليّ، فرددت عليه السلام وطابت منه نفسي، فقال: ما لك؟ فأومأت إليه بضعفي، فقال: عندك ثلاث بطّيخات، لم لا تأكل منها؟ ولئن كنت بحثت حتى يئست عن الحبحب الذي هو حنظل كالبطيخ فضلا عن البطيخ، فقلت: لا تستهزئ بي ودعني على حالي، فقال لي: انظر إلى ورائك، فنظرت فرأيت شجرة بطيخ عليها ثلاث بطيخات كبار، فقال: سدّ جوعك بواحدة، وخذ معك اثنتين، وعليك بهذا الصراط المستقيم، فامشِ عليه، وكل نصف بطّيخة أوّل النهار، والنصف الآخر عند الزّوال، واحفظ بطيخة فانّها تنفعك، فاذا غربت الشمس، تصل إلى خيمة سوداء، يوصلك أهلها إلى القافلة، وغاب عن بصري.

فقمت إلى تلك البطّيخات، فكسرت واحدة منها فرأيتها في غاية الحلاوة واللطافة كأنّي ما أكلت مثلها فأكلتها، وأخذت معي الاثنتين، ولزمت الطريق، وجعلت أمشي حتى طلعت الشمس، ومضى من طلوعها مقدار ساعة، فكسرت واحدة منهما وأكلت نصفها وسرت إلى زوال الشمس، فأكلت النصف الآخر

الصفحة 96
وأخذت الطريق.

فلمّا قرب الغروب بدت لي تلك الخيمة، ورآني أهلها فبادروا إليّ وأخذوني بعنف وشدّة، وذهبوا بي إلى الخيمة كأنّهم توهموا بانّي جاسوس، وكنت لا أعرف التكلّم الّا باللغة العربية وهم لا يعرفون الّا الفارسية، وكلّما صحت لم يسمعني احد حتى جاءوا بي إلى كبيرهم، فقال لي بشدّة وغضب: من أين جئت؟ تصدقني والّا قتلتك، فأفهمته بكلّ حيلة شرح حالي وانّي خرجت اليوم الماضي من المشهد المقدّس وضيّعت الطريق.

فقال: ايها السيد الكذاب لا يعبر من هذا الطريق الذي تدّعيه متنفّس الّا تلف أو أكلته السباع، ثم انّك كيف قدرت على تلك المسافة البعيدة في الزمن الذي تذكره ومن هذا المكان إلى المشهد المقدّس مسيرة ثلاثة أيام اصدقني والّا قتلتك، وشهر سيفه في وجهي.

فبدت له البطيخة من تحت عبائتي.

فقال: ما هذا؟ فقصصت عليه قصّته، فقال الحاضرون: ليس في هذه الصحراء بطّيخ خصوصاً هذه البطيخة التي ما رأينا مثلها أبداً، فرجعوا إلى أنفسهم، وتكلّموا فيما بينهم بلغتهم، وكأنّهم علموا صدق مقالتي، وانّ هذه معجزة من الامام عليه آلاف التحيّة والثناء والسلام فأقبلوا عليّ وقبّلوا يدي وصدّروني في مجلسهم، وأكرموني غاية الاكرام، وأخذوا لباسي تبرّكاً به وكسوني ألبسة جديدة فاخرة، وأضافوني يومين وليلتين.

فلمّا كان اليوم الثالث أعطوني عشرة توامين، ووجّهوا معي ثلاثة منهم حتى أدركت القافلة(1).

____________

1- أقول ذكر القصة المؤلف رحمه الله في كتابه (جنة المأوى): ص 249 ـ 252.


الصفحة 97

الحكاية التاسعة:

قال العالم الفاضل الألمعي علي بن عيسى الأربلي صاحب كشف الغمة:

وحكى لي السيد باقر بن عطوة العلوي الحسني ان أباه عطوة كان به أدرة(1)وكان زيدي المذهب، وكان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الاماميّة، ويقول: لا أصدّقكم ولا أقول بمذهبكم حتى يجيء صاحبكم يعني المهدي، فيبرأني من هذا المرض، وتكرر هذا القول منه فبينا نحن مجتمعون عند وقت العشاء الآخرة إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا، فأتيناه سراعاً فقال: الحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي، فخرجنا فلم نَرَ أحداً، فعندنا إليه وسألناه فقال: انّه دخل إليّ شخص، وقال: يا عطوة، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا صاحب بنيك قد جئت لأبرئك مما بك، ثم مدّ يده فعصر قروتي ومشى(2) ومددت يدي فلم أرَ لها أثراً، قال لي ولده: وبقي مثل الغزال ليس به قروة واشتهرت هذه القصة، وسألت عنها غير ابنه فأخبر عنها فأقرّ بها، والأخبار عنه عليه السلام في هذا الباب كثيرة، وانّه(3) رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز وغيرها فخلّصهم، وأوصلهم إلى حيث أرادوا ولولا التطويل لذكرت منها جملة(4).

____________

1- قال المؤلف رحمه الله: " كان به مرض عجز الأطباء عن علاجه ".

2- قال المؤلف رحمه الله: " فوضع يده على موضع المي فمسحه فمن ذلك الوقت لم أرَ اثراً وبقي مدّة طويلة حيّاً ".

فإمّا أنْ يكون المؤلف رحمه الله قد اختصر العبارة، وإمّا في نسخته مغايرة لما في المطبوع والله العالم.

3- قال المؤلف رحمه الله: " قال صاحب الكتاب بعد نقل هذه الحكاية وحكاية اسماعيل الهرقلي التي قبلها: ".

4- كشف الغمة (الأربلي): ج 2، ص 497.