الصفحة 218
تقي الألماسي في رسالة بهجة الأولياء قال:

حدّثني ثقة صالح من أهل العلم من سادات شولستان، عن رجل ثقة انّه قال: اتّفق في هذه السنين انّ جماعة من أهل البحرين عزموا على إطعام جمع من المؤمنين على التناوب، فأطعموا حتى بلغ النوبة إلى رجل منهم لم يكن عنده شيء، فاغتمّ لذلك وكثر حزنه وهمّه، فاتّفق انّه خرج ليلة إلى الصحراء، فاذا بشخص قد وافاه، وقال له: اذهب إلى التاجر الفلاني وقل: يقول لك محمد بن الحسن أعطني الاثني عشر ديناراً التي نذرتها لنا، فخذها منه وأنفقها في ضيافتك، فذهب الرجل إلى ذلك التاجر وبلّغه رسالة الشخص المذكور.

فقال التاجر: قال لك ذلك محمد بن الحسن بنفسه؟ فقال البحريني: نعم، فقال: عرفته؟ فقال: لا، فقال التاجر: هو صاحب الزمان عليه السلام وهذه الدنانير نذرتها له.

فأكرم الرجل وأعطاه المبلغ المذكور، وسأله الدّعاء، وقال له: لمّا قبل نذري أرجو منك أن تعطيني منه نصف دينار واُعطيك عوضه، فجاء البحريني وأنفق المبلغ في مصرفه، وقال ذلك الثقة: انّي سمعت القصة عن البحريني بواسطتين(1).

الحكاية الأربعون:

نقل السيد الجليل المقدم السيد فضل الله الراوندي في كتاب الدعوات عن بعض الصالحين انّه قال:

صعب عليّ في بعض الأحايين القيام لصلاة الليل، وكان احزنني ذلك، فرأيت صاحب الزمان عليه السلام في النوم، وقال لي: عليك بماء الهندباء، فانّ الله يسهل ذلك عليك.

____________

1- راجع جنة المأوى: ص 261.


الصفحة 219
قال: فأكثرت من شربه فسهل ذلك عليّ(1).

الحكاية الحادية والأربعون:

نقل العلامة المجلسي في البحار عن كتاب (السلطان المفرج عن أهل الايمان) تأليف العامل الكامل السيد علي بن عبد الحميد النيلي النجفي، انّه قال:

فمن ذلك ما اشتهر وذاع، وملأ البقاع، وشهد بالعيان أبناء الزمان، وهو قصّة أبو راجح الحمامي بالحلة وقد حكى ذلك جماعة من الأعيان الأماثل، وأهل الصدق الأفاضل.

منهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلّمه الله تعالى قال: كان الحاكم بالحلّة شخصاً يدعى مرجان الصغير، فرفع إليه انّ أبا راجح هذا يسبّ الصحابة، فأحضره وأمر بضربه فضرب ضرباً شديداً مهلكاً على جميع بدنه، حتى انّه ضُرب على وجهه فسقطت ثناياه، واُخرج لسانه فجعل فيه مسلّة من الحديد، وخرق انفه، ووضع فيه شركة من الشعر وشدّ فيها حبلا وسلّمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروا به أزقّة الحلّة، والضّرب يأخذه من جميع جوانبه، حتى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك.

فاُخبر الحاكم بذلك، فأمر بقتله، فقال الحاضرون: انّه شيخ كبير، وقد حصل له ما يكفيه، وهو ميّت لما به فاتركه وهو يموت حتف أنفه، ولا تتقلّد بدمه، وبالغوا في ذلك حتى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه ولسانه، فنقله أهله في الموت ولم يشكّ أحد انّه يموت من ليلته.

فلمّا كان من الغد غدا عليه الناس فاذا هو قائم يصلّي على أتمّ حالة، وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت، واندملت جراحاته، ولم يبق لها أثر، والشجّة قد

____________

1- راجع الدعوات (الراوندي): ص 156، ح 424.


الصفحة 220
زالت من وجهه!

فعجب الناس من حاله وساءلوه عن أمره فقال: انّي لمّا عاينت الموت، ولم يبق لي لسان أسأل الله تعالى به فكنت أسأله بقلبي واستغثت إلى سيّدي ومولاي صاحب الزمان عليه السلام، فلمّا جنّ عليّ الليل فاذا بالدار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان، قد أمرّ يده الشريفة على وجهي، وقال لي: " اخرج وكدّ على عيالك، فقد عافاك الله تعالى " فأصبحتُ كما ترون.

وحكى الشيخ شمس الدين محمد بن قارون المذكور: قال: واُقسم بالله تعالى انّ هذا أبو راجح كان ضعيفاً جداً، ضعيف التركيب، أصفر اللون، شين الوجه، مقرّض اللحية، وكنت دائماً أدخل في الحمام الذي هو فيه، وكنت دائماً أراه على هذه الحالة وهذا الشكل، فلمّا أصبحت كنت ممن دخل عليه، فرأيته وقد اشتدّت قوّته وانتصبت قامته، وطالت لحيته، واحمرّ وجهه، وعاد كأنّه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى أدركته الوفاة.

ولمّا شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضره عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدّها كما وصفناه، ولم يَرَ لجراحاته أثراً، وثناياه قد عادت، فداخل الحاكم في ذلك رعب عظيم، وكان يجلس في مقام الامام عليه السلام في الحلّة، ويعطي ظهره القبلة الشريفة، فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها، وعاد يتلطّف بأهل الحلّة، ويتجاوز عن مسيئهم، ويحسن إلى محسنهم، ولم ينفعه ذلك بل لم يلبث في ذلك الّا قليلا حتى مات(1).

الحكاية الثانية والأربعون:

ونقل من ذلك الكتاب عن الشيخ المحترم العامل الفاضل شمس الدين محمد بن

____________

1- بحار الأنوار: ج 52، ص 71 ـ 72.


الصفحة 221
قارون المذكور قال: كان من اصحاب السلاطين المعمر بن شمس يسمى مذوّر، يضمن القرية المعروفة ببرس، ووقف العلويّين، وكان له نائب يقال له: ابن الخطيب، وغلام يتولّى نفقاته يدعى عثمان، وكان ابن الخطيب من أهل الصلاح والايمان بالضدّ من عثمان وكانا دائماً يتجادلان.

فاتّفق انّهما حضرا في مقام ابراهيم الخليل عليه السلام بمحضر جماعة من الرّعيّة والعوامّ فقال ابن الخطيب لعثمان: يا عثمان الآن اتّضح الحقّ واستبان، أنا أكتب على يدي من أتولاّه، وهم علي والحسن والحسين، واكتب أنت من تتولاّه أبو بكر وعمر وعثمان، ثمّ تشدّ يدي ويدك، فأيّهما احترقت يده بالنار كان على الباطل، ومن سلمت يده كان على الحق.

فنكل عثمان، وأبى أن يفعل، فأخذ الحاضرون من الرّعيّة والعوامّ بالعياط عليه.

هذا وكانت أم عثمان مشرفة عليهم تسمع كلامهم فلمّا رأت ذلك لعنت الحضور الذين كانوا يعيّطون على ولدها عثمان وشتمتهم وتهدّدت وبالغت في ذلك فعميت في الحال! فلمّا أحسّت بذلك نادت إلى رفائقها فصعدن إليها فاذا هي صحيحة العينين، لكن لا ترى شيئاً، فقادوها وأنزلوها، ومضوا بها إلى الحلّة وشاع خبرها بين أصحابها وقرائبها وترائبها فأحضروا لها الأطباء من بغداد والحلّة، فلم يقدروا لها على شيء.

فقال لها نسوة مؤمنات كنّ أخدانها: إنّ الذي أعماك هو القائم عليه السلام فإنْ تشيّعتي وتولّيتي وتبرأتي ضمنّا لك العافية على الله تعالى، وبدون هذا لا يمكنك الخلاص، فأذعنت لذلك ورضيت به، فلمّا كانت ليلة الجمعة حملنها حتّى أدخلنها القبّة الشريفة في مقام صاحب الزمان عليه السلام وبتن بأجمعهنّ في باب القبّة.

فلمّا كان ربع الليل فاذا هي قد خرجت عليهنّ وقد ذهب العمى عنها، وهي تقعدهنّ واحدة بعد واحدة وتصف ثيابهنّ وحليّهنّ، فسررن بذلك، وحمدن الله تعالى

الصفحة 222
على حسن العافية، وقلن لها: كيف كان ذلك؟!

فقالت: لمّا جعلتُنَّني في القبّة وخرجتُنّ عنّي أحسست بيد قد وضعت على يدي، وقائل يقول: اُخرجي قد عافاك الله تعالى. فانكشف العمى عنّي ورأيت القبّة قد امتلأت نوراً ورأيت الرجل، فقلت له: من أنت يا سيدي؟ فقال: محمد بن الحسن، ثمّ غاب عنّي، فقمن وخرجن إلى بيوتهنّ وتشيّع ولدها عثمان وحَسُنَ اعتقاده واعتقاد اُمّه المذكورة، واشتهرت القصّة بين اُولئك الأقوام ومن سمع هذا الكلام واعتقد وجود الامام عليه السلام وكان ذلك في سنة أربع وأربعين وسبعمائة(1).

الحكاية الثالثة والأربعون:

وذكر هناك ايضاً:

" ومن ذلك بتاريخ صفر سنة سبعمائة وتسع وخمسين حكى لي المولى الأجلّ الأمجد، العالم الفاضل، القدوة الكامل، المحقّق المدقّق، مجمع الفضائل، ومرجع الأفاضل، افتخار العلماء في العالمين، كمال الملّة والدين، عبد الرحمان ابن العمّاني، وكتب بخطّه الكريم، عندي ما صورته:

قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الرحمان بن ابراهيم القبائقي: انّي كنت اسمع في الحلّة السيفيّة حماها الله تعالى أنّ المولى الكبير المعظّم جمال الدين ابن الشيخ الأجلّ الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج، فعالجته جدّته لأبيه بعد موت أبيه بكلّ علاج للفالج، فلم يبرأ.

فأشار عليها بعض الأطباء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زماناً طويلا فلم يبرأ، وقيل لها: ألا تبيّتينه تحت القبّة الشريفة بالحلّة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليه السلام لعلّ الله تعالى يعافيه ويبرئه، ففعلت وبيّتته تحتها، وانّ صاحب الزمان عليه السلام أقامه

____________

1- البحار: ج 52، ص 71 و72 و73.


الصفحة 223
وأزال عنه الفالج.

ثمّ بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتّى كنّا لم نكد نفترق، وكان له دار المعشرة، يجتمع فيها وجوه أهل الحلّة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم، فاستحكيته عن هذه الحكاية، فقال لي: انّي كنت مفلوجاً وعجز الأطباء عنّي، وحكى لي ما كنت أسمعه مستفاضاً في الحلّة من قضيّته، وانّ الحجة صاحب الزمان عليه السلام قال لي: وقد أباتتني جدّتي تحت القبة: قم! فقلت: يا سيدي لا أقدر على القيام منذ سنتي، فقال: قم باذن الله تعالى، وأعانني على القيام، فقمت وزال عنّي الفالج، وانطبق عليّ الناس حتّى كادوا يقتلونني، وأخذوا ما كان عليّ من الثياب تقطيعاً وتنتيفاً يتبرّكون فيها، وكساني الناس من ثيابهم، ورحت إلى البيت، وليس بي أثر الفالج، وبعثت إلى الناس ثيابهم، وكنت أسمعه يحكي ذلك للناس [ولمن يستحكيه مراراً حتى مات رحمه الله ](1) "(2).

الحكاية الرابعة والأربعون:

وذكر هناك ايضاً:

ومن ذلك ما أخبرني من أثق به وهو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد الشريف الغرويّ سلّم الله تعالى على مشرّفه، ما صورته: إنّ الدّار التي ـ هي الآن سنة سبعمائة وتسع وثمانين ـ أنا ساكنها كانت لرجل من أهل الخير والصّلاح يُدعى حسين المدلّل، وبه يعرف ساباط المدلّل ملاصقة جدران الحضرة الشريفة، وهو مشهور بالمشهد الشريف الغرويّ عليه السلام، وكان الرجل له عيال وأطفال.

فأصابه فالج، فمكث مدّة لا يقدر على القيام وانّما يرفعه عياله عند حاجته

____________

1- سقطت من الترجمة.

2- البحار: ج 52، ص 73.


الصفحة 224
وضروراته، ومكث على ذلك مدّة مديدة، فدخل على عياله وأهله بذلك شدّة شديدة واحتاجوا إلى الناس واشتدّ عليهم الناس.

فلمّا كان سنة عشرين وسبع مائة هجريّة في ليلة من لياليها بعد ربع الليل أنبه عياله، فانتبهوا في الدّار، فاذا الدّار والسطح قد امتلأ نوراً يأخذ الأبصار فقالوا: ما الخبر؟ فقال: انّ الامام عليه السلام جاءَني وقال لي: قم يا حسين، فقلت: يا سيدي أتراني أقدر على القيام؟ فأخذ بيدي وأقامني، فذهب ما بي وها أنا صحيح على أتمّ ما ينبغي، وقال لي: هذا الساباط دربي إلى زيارة جدّي فأغلقه في كلّ ليلة فقلت: سمعاً وطاعة لله ولك يا مولاي.

فقام الرجل وخرج إلى الحضرة الشريفة الغرويّة وزار الامام عليه السلام وحمد الله تعالى على ما حصل له من الإنعام، وصار هذا الساباط المذكور إلى الآن ينذر له عند الضرورات فلا يكاد يخيب ناذره من المراد ببركات الامام القائم عليه السلام(1).

الحكاية الخامسة والأربعون:

وقال هناك:

ومن ذلك ما حدّثني الشيخ الصالح الخيّر العالم الفاضل شمس الدين محمد بن قارون المذكور سابقاً انّ رجلا يقال له: النجم، ويلقّب: الأسود، في القرية المعروفة بدقوسا على الفرات العظمى وكان من أهل الخير والصلاح، وكان له زوجة تدعى بفاطمة خيّرة صالحة، ولها ولدان ابن يدعى علياً وابنة تدعى زينب، فأصاب الرجل وزوجته العمى وبقيا على حالة ضعيفة، وكان ذلك في سنة اثني عشر وسبعمائة وبقيا على ذلك مدّة مديدة.

فلمّا كان في بعض الليل أحسّت المرأة بيد تمرّ على وجهها وقائل يقول: قد

____________

1- البحار: ج 52، ص 73 ـ 74.


الصفحة 225
أذهب الله عنك العمى فقومي إلى زوجك أبي علي فلا تقصّري في خدمته، ففتحت عينيها فاذا الدّار قد امتلأت نوراً وعلمت انّه القائم عليه السلام(1).

الحكاية السادسة والأربعون:

ونقل في ذلك الكتاب الشريف:

ومن ذلك ما نقله عن بعض أصحابنا الصالحين من خطّة المبارك ما صورته: عن محيي الدين الأربلي انّه حضر عند أبيه ومعه رجل فنعس فوقعت عمامته عن رأسه، فبدت في رأسه ضربة هائلة، فسأله عنها، فقال له: هي من صفّين، فقيل له: وكيف ذلك ووقعة صفّين قديمة، فقال: كنت مسافراً إلى مصر فصاحبني انسان من غزَّة فلمّا كنّا في بعض الطريق تذاكرنا وقعة صفّين.

فقال لي الرجل: لو كنت في أيّام صفين لروّيت سيفي من عليّ وأصحابه، فقلت: لو كنت في أيّام صفين لروّيت سيفي من معاوية وأصحابه، وها أنا وأنت من أصحاب علي عليه السلام ومعاوية لعنه الله فاعتركنا عركة عظيمة، واضطربنا فما أحسست بنفسي الّا مرميّاً لما بي.

فبينما أنا كذلك وإذا بانسان يوقظني بطرف رمحه، ففتحت عيني فنزل اليّ ومسح الضربة فتلاءمت، فقال: البث هنا، ثمّ غاب قليلا وعاد ومعه رأس مخاصمي مقطوعاً والدوابّ معه، فقال لي: هذا رأس عدوّك، وأنت نصرتنا فنصرناك، ولينصرنّ الله من نصره، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان يعني صاحب الأمر عليه السلام ثمّ قال لي: وإذا سُئلت عن هذه الضربة، فقل ضُربتها في صفّين(2).

" وفي نسخة الأصل والمنقولة هكذا، والظاهر انّه وقع الاشتباه في اسمه واسم

____________

1- البحار: ج 52، ص 74.

2- البحار: ج 52، ص 75.


الصفحة 226
جدّه، فانّ ربيع الأحباب من مؤلفات السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد صاحب الاقبال، والطرائف وغيره.

ولا يوجد عالم في بني طاووس بالاسم المذكور والله العالم (منه ره) "(1).

الحكاية السابعة والأربعون:

ونقل في البحار ايضاً عن السيد علي بن محمد بن جعفر بن طاووس الحسني في كتابه المسمى بربيع الألباب قال: روى لنا حسن بن محمد بن القاسم، قال: كنت أنا وشخص من ناحية الكوفة يقال له: عمّار، مرّة على الطريق الحمالية من سواد الكوفة فتذاكرنا أمر القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فقال لي: يا حسن اُحدّثك بحديث عجيب؟ فقلت له: هات ما عندك.

قال: جاءت قافلة من طيء يكتالون من عندنا من الكوفة وكان فيهم رجل وسيم، وهو زعيم القافلة، فقلت لمن حضر: هات الميزان من دار العلويّ، فقال: البدوي، وعندكم هنا علويّ؟ فقلت: يا سبحان الله معظم الكوفة علويّون، فقال البدوي: العلويّ والله تركته ورائي في البريّة في بعض البلدان، فقلت: فكيف خبره؟ قال: فررنا في نحو ثلاث مائة فارس أو دونها. فبقينا ثلاثة أيام بلا زاد واشتدّ بنا الجوع.

فقال بعضنا لبعض: دعونا نرمي السهم على بعض الخيل نأكلها فاجتمع رأينا على ذلك، ورمينا بسهم فوقع على فرسي فغلّطتهم، وقلت: ما أقنع فعدنا بسهم آخر فوقع عليها أيضاً فلم أقبل، وقلت: نرمي بثالث فرمينا فوقع عليها أيضاً، وكانت

____________

1- هكذا اثبت هذا المقطع في هذا المكان باللغة الفارسية، وقد ترجمناه كما وجدناه، ولم نر وجهاً لهذا الكلام في هذا الموضع، ولعلّ الاشتباه وقع من النسّاخ بنقله إلى هذا المكان، أو له وجه آخر.

ولعلّه تابع للحكاية الآتية فهو مناسب له، والله العالم.


الصفحة 227
عندي تساوي ألف دينار وهي أحبّ إليّ من ولدي.

فقلت: دعوني أتزوّد من فرسي بمشوار فإلى اليوم ما أجد لها غاية فركضتها إلى رابية بعيدة منّا قدر فرسخ فمررت بجارية تحطب تحت الرّابية، فقلت: يا جارية من أنت ومن أهلك؟ قالت: أنا لرجل علويّ في هذا الوادي ومضت من عندي، فرفعت مئزري على رمحي وأقبلت إلى أصحابي فقلت لهم: أبشروا بالخير! النّاس منكم قريب في هذا الوادي.

فمضينا فاذا بخيمة في وسط الوادي، فطلع الينا منها رجل صبيح الوجه أحسن من يكون من الرّجال، ذؤابته إلى سرّته، وهو يضحك ويجيئنا بالتحيّة، فقلت له: يا وجه العرب العطش، فنادى يا جارية هاتي من عندك الماء، فجاءت الجارية ومعها قدحان فيهما ماء فتناول منهما قدحاً ووضع يده فيه وناولنا ايّاه، وكذلك فعل بالآخر، فشربنا عن أقصانا من القدحين ورجعتا علينا وما نقصت القدحان.

فلمّا روّينا قلنا له: الجوع يا وجه العرب، فرجع بنفسه ودخل الخيمة وأخرج بيده منسفة فيها زاد، ووضعه وقد وضع يده فيه وقال: يجيء منكم عشرة عشرة فأكلنا جميعاً من تلك المنفسة، والله يا فلان ما تغيّرت ولا نقصت، فقلنا: نريد الطريق الفلانيّ، فقال: ها ذاك دربكم وأومأ لنا إلى مَعلم ومضينا.

فلمّا بعدنا عنه قال بعضنا لبعض: أنتم خرجتم عن أهلكم لكسب، والمكسب قد حصل لكم فنهى بعضنا بعضاً وأمر بعضنا به، ثمّ اجتمع رأينا على أخذهم، فرجعنا فلمّا رآنا راجعين شدّ وسطه بمنطقة وأخذ سيفاً فتقلّد به، وأخذ رمحه وركب فرساً أشهب، والتقانا وقال: لا تكون أنفسكم القبيحة دبّرت لكم القبيح؟! فقلنا: هو كما ظننت، ورددنا عليه ردّاً قبيحاً، فزعق بزعقات فما رأينا الّا من دخل قلبه الرّعب وولّينا من بين يديه منهزمين، فخطّ خطّة بيننا وبينه وقال: وحقّ جدّي رسول الله لا يعبرنّها أحد منكم الّا ضربت عنقه فرجعنا والله عنه بالرغم منّا، ها

الصفحة 228
ذاك العلويّ هو حقّاً هو والله لا ما هو مثل هؤلاء(1).

الحكاية الثامنة والأربعون:

وذكر في البحار قال:

" أخبرني به جماعة من أهل الغريّ على مشرّفه السلام انّ رجلا من أهل قاشان أتى إلى الغريّ متوجّهاً إلى بيت الله الحرام، فاعتلّ علّة شديدة حتّى يبست رجلاه، ولم يقدر على المشي، فخلّفه رفقاؤه وتركوه عند رجل من الصّلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالرّوضة المقدّسة، وذهبوا إلى الحج.

فكان هذا الرّجل يغلق عليه الباب كلّ يوم، ويذهب إلى الصحاري للتنزّه ولطلب الدّراري التي تؤخذ منها، فقال له في بعض الأيام: انّي قد ضاق صدري واستوحشت من هذا المكان، فاذهب بي اليوم واطرحني في مكان واذهب حيث شئت.

قال: فأجابني إلى ذلك، وحملني وذهب بي إلى مقام القائم صلوات الله عليه خارج النجف فأجلسني هناك، وغسل قميصه في الحوض وطرحها على شجرة كانت هناك، وذهب إلى الصحراء، وبقيت وحدي مغموماً اُفكّر فيما يؤول إليه أمري.

فاذا أنا بشابّ صبيح الوجه، أسمر اللون، دخل الصحن وسلّم عليّ وذهب إلى بيت المقام، وصلّى عند المحراب ركعات بخضوع وخشوع لم أَرَ مثله قطّ، فلمّا فرغ من الصلاة خرج وأتاني وسألني عن حالي، فقلت له: ابتليت ببليّة ضقت بها لا يشفيني الله فأسلم منها، ولا يذهب بي فأستريح منها، فقال: لا تحزن سيعطيك الله كليهما، وذهب.

فلمّا خرج رأيت القميص وقع على الأرض، فقمت وأخذت القميص وغسلتها

____________

1- البحار: ج 52، ص 75 ـ 77.


الصفحة 229
وطرحتها على الشجر، فتفكّرت في أمري وقلت: أنا كنت لا أقدر على القيام والحركة، فكيف صرت هكذا؟ فنظرت إلى نفسي فلم أجد شيئاً مما كان بي، فعلمت أنّه كان القائم صلوات الله عليه، فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أَرَ أحداً، فندمت ندامة شديدة.

فلمّا أتاني صاحب الحجرة، سألني عن حالي وتحيّر في أمري فأخبرته بما جرى فتحسّر على ما فات منه ومنّي، ومشيت معه إلى الحجرة.

قالوا: فكان هكذا سليماً حتّى أتى الحاجّ ورفقاؤه، فلمّا رآهم وكان معهم قليلا، مرض ومات، ودفن في الصحن، فظهر صحّة ما أخبره عليه السلام من وقوع الأمرين معاً(1).

[ وهذه القصة من المشهورات عند أهل المشهد، وأخبرني به ثقاتهم وصلحاؤهم ](2) "(3).

الحكاية التاسعة والأربعون:

وفي ذلك الكتاب الشريف قال:

أخبرني به بعض الأفاضل الكرام، والثقات الأعلام، قال: أخبرني بعض من أثق به يرويه عمّن يثق به، ويطريه انّه قال: لمّا كان بلدة البحرين تحت ولاية الافرنج، جعلوا واليها رجلا من المسلمين، ليكون أدعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها، وكان هذا الوالي من النواصب، وله وزير أشدّ نصباً منه يُظهر العداوة لأهل البحرين لحبّهم لأهل البيت عليهم السلام ويحتال في اهلاكهم واضرارهم بكلّ حيلة.

____________

1- في الترجمة (وقوع العافية وبعداً الوفاة).

2- سقطت من الترجمة.

3- البحار: ج 52، ص 176 ـ 177.


الصفحة 230
فلمّا كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي وبيده رمّانة فأعطاها الوالي فاذا كان مكتوباً عليها " لا اله الّا الله محمد رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ خلفاء رسول الله ".

فتأمّل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن يكون صناعة بشر، فتعجّب من ذلك وقال للوزير: هذه آية بيّنة وحجة قويّة على إبطال مذهب الرافضة فما رأيك في أهل البحرين.

فقال له: أصلحك الله انّ هؤلاء جماعة متعصّبون، ينكرون البراهين وينبغي لك أن تحضرهم وتريهم هذه الرمانة، فانْ قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك، وإن أبوا الّا المقام على ضلالتهم فخيّرهم بين ثلاث: امّا أن يؤدّوا الجزية وهم صاغرون، أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البيّنة التي لا محيص لهم عنها، أو تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وأولادهم وتأخذ بالغنيمة أموالهم.

فاستحسن الوالي رأيه وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرمانة، وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف، من القتل والأسر وأخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصَّغار كالكفّار، فتحيّروا في أمرها ولم يقدروا على جواب وتغيّرت وجوههم وارتعدت فرائصهم.

فقال كبراؤهم: أمهلنا أيّها الأمير ثلاثة أيّام لعلّنا نأتيك بجواب ترتضيه والّا فاحكم فينا ما شئت، فأمهلهم، فخرجوا من عنده خائفين، مرعوبين، متحيّرين، فاجتمعوا في مجلس وأجالوا الرأي في ذلك، فاتفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين وزهّادهم عشرة، ففعلوا ثم اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لأحدهم: اخرج الليلة إلى الصحراء وأعبد الله فيها واستغث بامام زماننا وحجة الله علينا، لعلّه يبيّن لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء.

فخرج وبات طول ليلته متعبّداً خاشعاً داعياً باكياً يدعو الله ويستغيث بالامام

الصفحة 231
عليه السلام حتى أصبح ولم يَرَ شيئاً، فأتاهم وأخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم، فرجع كصاحبه ولم يأتهم بخبر، فازداد قلقهم وجزعهم.

فأحضروا الثالث وكان تقياً فاضلا اسمه محمد بن عيسى، فخرج الليلة الثالثة حافياً حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى وتوسّل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البليّة عنهم، واستغاث بصاحب الزمان.

فلمّا كان في آخر الليل إذا هو برجل يخاطبه ويقول: يا محمد بن عيسى! ما لي أراك على هذه الحالة، ولماذا خرجت إلى هذه البريّة؟ فقال له: أيّها الرجل! دعني فانّي خرجت لأمر عظيم وخطب جسيم، لا أذكره الّا لإمامي، ولا أشكوه الّا إلى من يقدر على كشفه عنّي.

فقال: يا محمد بن عيسى أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك، فقال: إن كنت هو فأنت تعلم قصّتي ولا تحتاج إلى أن أشرحها لك، فقال له: نعم، خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة وما كتب عليها وما أوعدكم الأمير به، قال: فلمّا سمعت ذلك توجّهت إليه وقلت له: نعم يا مولاي، قد تعلم ما أصابنا وأنت امامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنّا.

فقال صلوات الله عليه: يا محمد بن عيسى! انّ الوزير لعنه الله في داره شجرة رمّان، فلمّا حملت تلك الشجرة صنع شيئاً من الطين على هيئة الرّمانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كلّ نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة وشدّهما عليها وهي صغيرة فأثّر فيها وصارت هكذا.

فاذا مضيتم غداً إلى الوالي فقل له: جئتك بالجواب ولكنّي لا أبديه الّا في دار الوزير، فاذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك ترى فيها غرفة، فقل للوالي: لا أجيبك الّا في تلك الغرفة، وسيأبى الوزير عن ذلك، وأنت بالغ في ذلك ولا ترضَ الّا بصعودها، فاذا صعد فاصعد معه ولا تتركه وحده يتقدّم عليك، فاذا دخلت الغرفة

الصفحة 232
رأيت كوّة فيها كيس أبيض، فانهض إليه وخذه فترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة، ثم ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جليّة الحال.

وأيضاً يا محمد بن عيسى قل للوالي: انّ لنا معجزة اُخرى ; وهي أنّ هذه الرمانة ليس فيها الّا الرماد والدخان، وإن أردت صحة ذلك فأمر الوزير بكسرها، فاذا كسرها طار الرماد والدخّان على وجهه ولحيته.

فلمّا سمع محمد بن عيسى ذلك من الامام فرح فرحاً شديداً وقبّل الأرض بين يدي الامام صلوات الله عليه وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور.

فلمّا أصبحوا مضوا إلى الوالي، ففعل محمد بن عيسى كلّ ما أمره الامام وظهر كلّ ما أخبره، فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال له: من أخبرك بهذا؟ فقال: امام زماننا وحجة الله علينا، فقال: ومن امامكم؟ فأخبره بالائمة واحداً بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر صلوات الله عليه.

فقال الوالي: مدّ يدك فأنا اشهد أن لا إلـه الّا الله وانّ محمداً عبده ورسوله وأنّ الخليفة بعده بلا فصل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، ثم أقرّ بالائمة عليهم السلام إلى آخرهم وحسن ايمانه، وأمر بقتل الوزير، واعتذر إلى أهل البحرين وأحسن اليهم وأكرمهم.

قال: وهذه القصة مشهورة عند أهل البحرين وقبر محمد بن عيسى عندهم معروف يزوره الناس.

يقول المؤلف:

لعلّ الوزير كان قد رأى أو سمع بأنّ الشيعة كانوا يجدون أحياناً بعض من انواع الأحجار النفيسة وغير النفيسة التي نقش عليها بيد الصنع الالهي اشياء تدلّ على أحقيّة مذهبهم، فأراد في مقابل صنع الله تعالى أن ينقش نقشاً واضحاً فيُخفي الحق بالباطل { ويأبى الله الّا أن يتمّ نوره }.

وقد ذكر في مجموعة شريفة جميعها بخط الشيخ شمس الدين صاحب الكرامات

الصفحة 233
محمد بن علي الجباعي جدّ الشيخ البهائي، وأولها القصائد السبعة لابن ابي الحديد، وبعدها مختصر الجعفريات وغيره ; انّه وجد عقيق احمر كتب عليه:

أنا درّ من السماء نثروني يوم تزويج والد السبطين كنت أنقى من اللجين ولكن صبغوني دماء (دم) نحر الحسين.

ورؤي في دُرّ نجفي اصفر:

صفرة لوني ينبئك عن حزني لسيد الأوصياء أبي الحسن.

ورؤي على جوهر أسود:


لست من الحجارة بل جوهر الصدفحال لوني لفرط حزني على ساكن النجف

ونقل الشيخ الأستاذ وحيد عصره الشيخ عبد الحسين الطهراني طاب ثراه، انّه ذهب إلى الحلّة وقطع بالمنشار شجرة إلى نصفين فرأى في باطن كل نصف كتابة بخط النسخ: لا إلـه الّا الله.

ويوجد حالياً في طهران عند أحد أقارب أعيان رجال الدولة العليّة الايرانيّة قطعة الماس صغيرة بمقدار عدسة نقش في باطنها (علي) بياء معكوسة، مع كلمة اُخرى يحتمل انها (يا).

وقال المحدّث النبيل السيد نعمة الله الشوشتري في كتاب زُهر الربيع:

" ووجدنا في نهر تستر صخرة صغيرة صفراء أخرجها الحفّارون من تحت الأرض وعليها مكتوب بخطّ من لونها:

باسم الله الرّحمن الرّحيم، لا إلـه الّا الله، محمّد رسول الله، علي وليّ الله، لمّا قتل الحسين بن علي بن أبي طالب، بأرض كربلاء كتب دمه على أرض حصباء وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون "(1).

____________

1- زهر الرّبيع (السيّد نعمة الله الجزائري): ج 1، ص 15.


الصفحة 234
ونقل العالم الجليل الأمير محمّد حسين سبط العلامة المجلسي وامام الجمعة في اصفهان أرسلت تلك الصخرة(1) الى حضرة السّلطان سليمان....(2) وقد رآها اكثر الحذاق من الحكاكين وأصحاب الصّناعات وأهل الفطانة، وبالجملة فقد شاهدها اكثر النّاس، وتأمّلوا في نقشها، فلم يجدوها الّا مجبولة على تلك الحال، لم يكن لِتَصَنُّعِ الصّانعين فيها مجال... ثمّ أمر السّلطان بنصبها على الفضّة وتزيينها ببعض الزّينة ليعلّقها على عضده(3).

ولا يقتضي المقام هنا تقصّي جميع القضايا التي من هذا القبيل، والّا فهي كثيرة، تلك التي من هذا النوع وهي مشتتة في كتب الأخبار والتأريخ خصوصاً تلك التي تتعلّق بما ظهر فيها من آثار لدماء سيّد الشّهداء عليه السلام المبارك من شجر وحجر وغيره.

الحكاية الخمسون:

نقل الشيخ الجليل احمد بن علي بن أبي طالب في كتاب الاحتجاج: ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها في ايام بقيت من صفر، سنة عشر وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (الحارثي)(4) قدس الله روحه (ونوّر ضريحه)(5) ذكر موصله انّه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز(6).

____________

1- راجع القطرة من بحار مناقب العترة: ج 1، ص 174 ـ 175.

2- في المصدر زيادة (وأرسلها السّلطان إلى جدّي العلاّمة).

3- راجع القطرة: ج 1، ص 174 ـ 175، والقصة منقولة هاهنا باختصار، راجع تفصيلها في المصدر السّابق وفيها الكتابة الّتي ذكرها العلامة الجزائري رحمه الله.

4- هذه الزيادة في الترجمة.

5- سقطت من الترجمة.

6- الاحتجاج (الطبرسي): ج 2، ص 318.