الصفحة 359
[ ورأينا عليه من آثار السن ما يجوز له أن يكون والد ذلك الشيخ، فدنونا منه ](1)وسلّمنا عليه [ فأحسن الرد وأكرم الجواب، فقلنا له مثل ما قلنا لابنه، وما كان من جوابه وانّه دلّنا عليك فخرجنا بالقصد اليك ](2) فقال: يا بني أخي حياكم الله انّ الذي شغل ابني عمّا التمستموه منه هو الذي شغلني عمّا هذه سبيله، ولكن الفائدة تجدونها عند والدي وها هو بيته وأشار إلى بيت منيف(3) بنحوه منه، فقلنا فيما بيننا حسبنا من الفوائد مشاهدة والد هذا الشيخ الفاني فان كانت منه فائدة فهي ربح لم يحتسب.

وقصدنا ذلك الخباء، فوجدنا حوله عدداً كثيراً من الاماء والعبيد، فحين رأونا تسرعوا إلينا وبدأوا بالسلام علينا وقالوا: ما تبغون حياكم الله؟ فقلنا: نبغي السلام على سيدكم وطلب الفائدة من عنده ببركتكم. فقالوا: الفوائد كلّها عند سيّدنا، ودخل منهم من يستأذن ثم خرج بالاذن لنا، فدخلنا فاذا سرير في صدر البيت وعليه مخاد(4) من جانبيه ووسادة في أوّله وعلى الوسادة رأس شيخ قد بلى وطار شعره [ والازار على المخاد التي من جانبي السرير ليستره ولا يثقل منه عليه ](5)فجهرنا بالاسلام، فأحسن الرد وقال قائلنا مثل ما قال لولده وأعلمناه أنه أرشدنا [ إلى أبيه(6)، فحججنا بما احتج به وانّ أباه أرشدنا ]اليك وبشرنا بالفائدة منك.

ففتح الشيخ عينين قد غارتا في أم رأسه وقال للخدم: أَجلسوني، فلم تزل

____________

1- ليس ما بين القوسين في البحار.

2- ليس ما بين القوسين في البحار، وعوضه: وأخبرناه بخبر ابنه.

3- المنيف: المرتفع يقال: جبل منيف أي مرتفع مشرف.

4- المخاد جمع المخدة بكسر الميم وفتح الخاء والدال وتشديده: ما يجعل عليه الخد عند النوم. والوسادة ايضاً المخدة، طار شعره: أي طال شعره. الازار: الملحفة.

5- ما بين القوسين ليس في (ب) والبحار.

6- ما بين القوسين ليس في (أ) والبحار.


الصفحة 360
أيديهم تتهاداه(1) بلطف إلى أن أُجلس [ وستر بالازر التي طرحت على المخاد ]، ثم قال لنا: يا بني أخي لأحدثنكم بخبر تحفظونه عنّي وتفيدون منه ما يكون فيه ثواب لي، كان والدي لا يعيش له ولد ويحب أن يكون له عاقبة، فولدت له على كبر، ففرح بي وابتهج بموردي، ثم قضى ولي سبع سنين، فكفلني عمّي بعده وكان مثله في الحذر(2) علي، فدخل بي يوماً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال له: يا رسول الله انّ هذا ابن أخي وقد مضى أبوه لسبيله وأنا كفيل بتربيته وانني أنفس به على الموت فعلّمني عوذة أعوّذه بها ليسلم ببركتها، فقال صلى الله عليه وآله وسلّم: أين أنت عن ذات القلاقل. فقال: يا رسول الله وما ذات القلاقل؟ قال: أن تعوّذه فتقرأ عليه سورة الجحد وهي (قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون) إلى آخرها وسورة الاخلاص (قل هو الله احد. الله الصمد) إلى آخرها وسورة الفلق (قل أعوذ بربّ الفلق. من شرّ ما خلق) إلى آخرها وسورة الناس (قل أعوذ بربّ الناس. ملك الناس) إلى آخرها، وأنا إلى اليوم أتعوّذ بها كلّ غداة فما أصبت بولد ولا أصيب لي مال ولا مرضت ولا افتقرت، وقد انتهى بي السن إلى ما ترون، فحافظوا عليها واستكثروا من التعوّذ بها [ فسمعنا ذلك منه ] ثم انصرفنا من عنده(3).

عبيد بن شريد الجرهمي:

عمّر ثلاثمائة وخمسين سنة، وأدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، وأسلم، وبقي حيّاً

____________

1- تهادى القوم تهادياً: اهدى بعضهم إلى بعض، ومعنى: أيديهم تهاداه بلطف أي تهديه يد هذا بهذا برفق ولين. وما بين القوسين ليس في (ب) وليس في البحار من بعد (اجلسوني) إلى (على المخاد)، وايضاً ليس فيه من (وتفيدون) إلى (ثواب لي).

2- الحذر: الخوف والحزم.

3- ليس ما بين القوسين في البحار و (ب). البحار: ج 51، ص 258 ـ راجع منتخب الأنوار المضيئة (السيد علي بن عبد الكريم النيلي النجفي ـ تحقيق السيد عبد اللطيف الكوهكمري): ص 98 إلى 101، ط الخيام قم سنة 1401 هـ.ق.


الصفحة 361
إلى عهد معاوية فقال له: وأدركت من قد عاش الف سنة، فحدّثني عمّن كان قبله قد عاش ألفي سنة(1).

الربيع بن الضبع الفزاري:

قال لعبد الملك: عشت مائتي سنة بين عيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعشرين ومائة سنة في الجاهلية، وستين سنة في الاسلام(2).

قس بن ساعدة الأيادي:

وعاش ستمائة سنة(3).

ونوادر حكاياته كثيرة(4).

أوس بن ربيعة الأسلمي:

وعاش مائتين وأربع عشرة سنة(5).

____________

1- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 548، باب 51 ـ وكتاب: المعمّرون (أبو حاتم السجستاني): ص 50 ـ البحار: ج 51، ص 233.

2- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 550، باب 52 ـ وعنه البحار: ج 51، ص 235.

3- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 575 ـ وعنه البحار: ج 51، ص 252.

4- راجع مقتضب الأثر (لابن عياش): ص 32 إلى 39 ـ والبحار: ج 9، ص 127 ـ منتخب الأنوار المضيئة (السيد علي النيلي): ص 107 ـ الشيعة والرجعة (الطبسي): ج 1، ص 284 إلى 287 ـ مروج الذهب (المسعودي): ج 1، ص 82 إلى 84 ـ المستطرف في كلّ فنّ مستظرف: ج 2، ص 75، الباب 48، الفصل 4 ـ كنز الفوائد (الكراجكي): ص 254 و256 وغير ذلك.

5- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 555 ـ والبحار: ج 51، ص 237 ـ كنز الفوائد (الكراجكي): ص 253 ـ الشيعة والرجعة: ج 1، ص 260.


الصفحة 362

سطيح الكاهن:

عمّر ثلاثمائة سنة، وخبره مشهور.

أبو الرضا بابا رتن بن كربال بن رتن البترندي الهندي:

قال في القاموس: " ليس بصحابي(1) وانما هو كذّاب ظهر بالهند بعد الستمائة فادّعى الصحبة وصدّق، وروى أحاديث سمعناها من أصحاب أصحابه "(2).

ونقل السيد الفاضل المتبحّر الجليل السيد عليخان المدني في كتاب (سلوة الغريب وأسوة الأريب) عن الجزء الثامن لتذكرة صلاح الدين الصفدي انّه قال:

نقلتُ من خطّ علاء الدين علي بن مظفّر الكندي: حدثنا القاضي الأجل العالم جلال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن ابراهيم الكاتب من لفظه في يوم الأحد خامس عشر ذي الحجة سنة احدى عشرة وسبع مائة بدار السعادة بدمشق المحروسة قال: أخبرنا الشريف قاضي القضاة نور الدين أبو الحسن عليّ بن الشريف شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين الحسيني الأثري الحنفي من لفظه في العشر الاخر من جُمادى الأولى عام إحدى وسبع مائة بالقاهرة قال: أخبرني جدّي الحسين بن محمد قال:

كنتُ في زمن الصّبا وأنا ابن سبع عشرة سنة أو ثماني عشرة سنة سافرتُ مع أبي محمد وعمّي عمر من خراسان إلى بلد الهند في تجارة.

فلمّا بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من ضياع الهند، فعرّج أهل القفل نحو الضيعة ونزلوا بها وضجّ أهل القافلة. فسألناهم عن الشأن، فقالوا: هذه ضيعة

____________

1- في الترجمة (يقول بعض انّه ليس بصحابي).

2- القاموس المحيط (الفيروزآبادي): ج 4، ص 226.


الصفحة 363
الشيخ رتن اسمه بالهنديّة وعرّبه الناس وسمّوه بالمعمّر لكونه عمّر عمراً خارجاً عن العادة. فلمّا نزلنا خارج الضيعة رأينا بفنائها شجرةً عظيمةً تُظلّ خلقاً عظيماً وتحتها جمعٌ عظيمٌ من أهل الضيعة، فتبادر الكلّ نحو الشجرة ونحن معهم. فلمّا رآنا أهل الضيعة سلّمنا عليهم وسلّموا علينا. ورأينا زنبيلا كبيراً معلّقاً في بعض أغصان الشجرة، فسألنا عن ذاك فقالوا: هذا الزنبيل فيه الشيخ رتن الذي رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم مرّتين ودعا له بطول العمر ستّ مرّات. فسألنا جميع أهل الضيعة أن ينزل الشيخ ونسمع كلامه وكيف رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وما يروي عنه. فتقدّم شيخ من أهل الضيعة إلى الزنبيل وكان ببكرة فأنزله فاذا هو مملوء بالقطن والشيخ في وسط القطن. ففتح رأس الزنبيل وإذا الشيخ فيه كالفرخ فحسر عن وجهه ووضع فمه على أذنه وقال: يا جدّاه، هؤلاء قوم قد قدموا من خراسان وفيهم شرفاء أولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وقد سألوا أن تحدّثهم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وماذا قال لك. فعند ذلك تنفّس الشيخ وتكلّم بصوت كصوت النحل بالفارسيّة ونحن نسمع ونفهم كلامه. فقال: سافرت مع أبي وأنا شابّ من هذه البلاد إلى الحجاز في تجارة، فلمّا بلغنا بعض أودية مكّة وكان المطر قد ملأ الأودية بالسيل فرأيتُ غلاماً أسمر اللون مليح الكون حسن الشمائل وهو يرعى ابلا في تلك الأودية وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خَوْض السيل لقوّته.

فعلمتُ حاله فأتيت إليه وحملته وخُضتُ السيل إلى عند إبله من غير معرفة سابقة. فلمّا وضعتُه عند إبله نظر إليّ وقال لي بالعربيّة: بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك. فتركتُه ومضيت إلى سبيلي إلى أن دخلنا مكّة وقضينا ما كنّا أتينا له من أمر التجارة وعُدنا إلى الوطن. فلمّا تطاولت المدّة على ذلك كنّا جلوساً في فناء ضيعتنا هذه في ليلة مُقمِرة [ و ] رأينا ليلة البدر [ والبدر ] في كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشقّ نصفين فغرب نصفٌ في المشرق ونصفٌ في المغرب ساعةً زمانيةً، وأظلم الليل ثم طلع النصف من المشرق والنصف الثاني من المغرب إلى أن

الصفحة 364
التقيا في وسط السماء كما كان أوّل مرّة! فعجبنا من ذلك غايةَ العجب ولم نعرف لذلك سبباً. وسألنا الركبان عن خبر ذلك وسببهِ [فـ] أخبرونا أن رجلا هاشمياً ظهر بمكّة وادّعى انّه رسول من الله إلى كافّة العالم وانّ أهل مكة سألوه معجزةً كمعجزة سائر الأنبياء وانّهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر فينشقّ في السماء ويغرب نصفه في الغرب ونصفه في الشرق ثم يعود إلى ما كان عليه. ففعل لهم ذلك بقدرة الله تعالى. فلمّا سمعنا ذلك من السّفار اشتقْتُ أن أرى المذكور فتجهّزتُ في تجارة وسافرتُ إلى أن دخلت مكّة وسألت عن الرجل الموصوف.

فدلّوني على موضعه فأتيت إلى منزله واستأذنتُ عليه، فأذن لي، ودخلت عليه فوجدته جالساً في صدر المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه وقد استنارت محاسنه وتغيّرت صفاته التي كنت أعهُدها في السفرة الأولى فلم أعرفه. فلمّا سلّمت عليه نظر إليّ وتبسّم وعرفني وقال: وعليك السلام، ادْنُ منّي. وكان بين يديه طبقٌ فيه رطبٌ وحوله جماعة من أصحابه كالنجوم يعظّمونه ويبجّلونه، فتوقّفت لهيبته، فقال ثانياً: ادنُ منّي وكلْ، الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة. فتقدّمت وجلستُ وأكلت معهم من الرطب، وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ستّ رطبات من سوى ما أكلت بيدي. ثمّ نظر إليّ وتبسّم وقال لي: ألم تعرفني؟ قلت: كأنّي، غير انّي ما أتحقّق. فقال: ألم تحملني في عام كذا وجاوزتَ بي السيل حين حال السيل بيني وبين إبلي؟

فعند ذلك عرفته بالعلامة وقلت له: بَلَى والله يا صبيح الوجه، فقال لي: امدُد إليّ يدك. فمددتُ يدي اليمنى إليه فصافحني بيده اليمنى وقال لي: قُل أشهد أن لا إلـه الّا الله وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. فقلت ذلك كما علّمني فسُرَّ بذلك. وقال لي عند خروجي من عنده: بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك. فودّعتهُ وأنا مستبشر بلقائه وبالاسلام. فاستجاب الله دُعاء نبيّه صلى الله عليه وآله وسلّم وبارك في عمري بكلّ دعوة مائةَ سنة، وها عمري اليوم نيّف وست مائة سنة، لسنة

الصفحة 365
أزداد في عمري بكلّ دعوة مائة سنة، وجميع من في هذه الضيعة العظيمة أولاد أولاد أولادي وفتح الله عليّ وعليهم بكلّ خير وبكلّ نعمة ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، انتهى(1) والحمد لله.

قال الصفدي بعد أن ذكر هذه الحكاية: قد رأيت بعض من توقّف في حديث هذا المعمّر وأدخل الشك فيه بطول عمره بهذا المقدار وتردّد في صدقه.

ثم ذكر انّ سبب شكّه من التجربة وكلام الطبيعيين وسوف يأتي بعد ذلك.

ثم ردّ ذلك الكلام بكلام أبي مشعر وابي الريحان وغيرهما من المنجّمين وسوف نذكرهم.

وقال: بقاء رتن هذا العمر الذي حكي عنه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم. وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم دعا لجماعة من اصحابه بكثرة الولد وطول العمر.. إلى أن قال: فليس جديداً أن يدعو له ست مرّات فيعيش ستمائة سنة مع امكان هذا الأمر، غاية ما في الباب اننا لم نر أحداً وصل إلى هذا الحد، وعدم الدليل لا يدلّ على عدم المدلول(2).

____________

1- راجع صلاح الدين الصفدي في (الوافي بالوفيات): ج 14، ص 99 إلى 102 ـ وقد نقلت الحكاية في فوات الوفيات: ج 1، ص، 324، تحت رقم 128 ـ وكذلك في الاصابة (لابن حجر العسقلاني) مع تفصيل كثير: ج 1، ص 532 إلى 538 ـ وكذلك نقله ابن حجر في (لسان الميزان): ج 2، ص 556 ـ 562.

2- أقول في الوافي بالوفيات: ج 14، ص 102، بعد أن نقل تلك الحكاية قال: وذكر عبد الوهاب القارئ الصوفي انّه توفّي في حدود سنة اثنتين وثلاثين وست مائة. وذكر النجيب عبد الوهاب ايضاً انّه سمع من الشيخ محمود [ بن ] بابا رتن، وانّه بقي إلى سنة تسع وسبع مائة، وانّه قدم عليهم شيراز، وذكر انّه ابن مائة وست وسبعين عاماً، وانّه تأهّل ورُزق أولاداً.

قال الشيخ شمس الدين: مَنْ صدّق هذه الأعجوبة وآمن ببقاء رتن فما لنا فيه طِبٌّ، فليعلم انني أوّل من كذّب بذلك وانني عاجز منقطعٌ معه في المناظرة. وما أبعدَ أن يكون جنّيٌ تبدّى بأرض الهند وادّعى ما ادّعى فصدّقوه! لا بل هذا شيخ معثَّر دجّال كذب كذبةً ضخمةً لكي تنصلح خائبة الضياع، وأتى بفضيحة كثيرة والذي يُحلَف به انّه رتن لكذّاب قاتله الله انّى يؤفك. وقد أفردتُ جزءً فيه أخبار هذا الضالّ سمّيته (كسر وثن رتن).

وقال لي الشيخ علم الدين البرزالي وقد سألته عن هذا الحديث فقال لي: هو من أحاديث الطُرُقيّة.


الصفحة 366
وقال محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمردي أخبرني القاضي معين الدين عبد المحسن بن القاضي جلال الدين عبد الله بن هشام بالحديث السابق سماعاً عليه قال: أخبرني بهذا قاضي القضاة المذكور في الخامس عشر من جُمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، ثمّ نقل عن الذهبي انّه يكذب هذه الدعوى ولم يذكر مستنداً، ونقل عن المجلّد الأول من كشكول الشيخ رضي الدين علي لألاء الغزنوي: انّ الشيخ المذكور توفّي في سنة اثنين وأربعين وستمائة، ونقل عن آخر الثلث الأخير للنفحات انّ هذا الشيخ يعني علي الغزنوي سافر إلى الهند وصاحب أبا الرضا رتن، واعطاه رتن مشطاً كان يعتقد انّه مشط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وذكر للمشط شأناً ليس هنا محلّ ذكره(1).

وعلي اللألاء المذكور هو أخ (حكيم سنائي) الشاعر المشهور.

وقال في دوائر العلوم: أبو الرضا رتن بن أبي النصر معمّر الهندي قال بعض: انّه كان من الصحابة، له كتب، توفّي في الثالث من جمادى الأولى سنة اثنين وأربعين وستمائة(2).

وروى الشيخ الفاضل ابن أبي جمهور الاحسائي في أوّل كتاب عوالي اللئالي بأسانيده عن العلامة جمال الدين حسن بن يوسف بن المطهر قال: رويت عن مولانا شرف الدين، اسحاق بن محمود اليماني القاضي بقم، عن خاله مولانا عماد الدين محمد بن محمد بن فتحان القمي عن الشيخ صدر الدين الساوي، قال: دخلت على الشيخ بابا رتن وقد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فرفعهما عن عينيه فنظر إليّ وقال: ترى عيني هاتين؟ طالما نظرتا إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقد رأيته يوم حفر الخندق، وكان يحمل على ظهره التراب مع الناس، وسمعته يقول في ذلك

____________

1 و 2- لعدم وجود المصدر لدينا حالياً فقد ترجمنا النص.


الصفحة 367
اليوم: " اللهم انّي أسألك عيشة هنيئة، وميتة سوية، ومردّاً غير مخز ولا فاضح "(1).

وقال العالم الرباني مولانا محمد صالح المازندراني في شرح اصول الكافي:

" وقد رأيت خطّ العلامة الحلّي كتبه بيده، رابع عشر من شهر رجب سنة سبع عشرة وسبعمائة، رويت عن مولانا شرف الملة والدين(2)... إلى آخر ما نقلناه عن الغوالي.

والظاهر من ذلك انّه من امثاله ولو لم يكن مطمئناً لما نقل مثل هذا الخبر العجيب بحسب السند.

ويظهر ان لا مستند لتضعيف الشيخ البهائي وتكذيبه(3) الّا كلام الذهبي صاحب رسالة (كسر وثن بابا رتن) ولم يكن له مستند غير الاستبعاد والله العالم.

عبد الله اليمني:

قال صالح بن عبد الله كان من المعمّرين ورأيته سنة أربع وثلاثين وسبعمائة فقال: رأيت سلمان الفارسي رضي الله عنه وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال: " حبّ الدنيا رأس كل خطيئة ورأس العبادة حسن الظنّ بالله "(4).

____________

1- راجع غوالي اللئالي (لابن أبي جمهور): ج 1، ص 28 و29 ـ وراجع بحار الأنوار: ج 51، ص 258، عنه.

2- راجع شرح أصول الكافي (المولى محمد صالح المازندراني): ج 2، ص 380.

3- راجع الأربعين (الشيخ البهائي): ص 146 - 147، قال: " وقد ظهر في الهند بعد الستمائة من الهجرة شخص اسمه باب رتن ادّعى انّه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه عمّر إلى ذلك الوقت، وصدّقه جماعة، واختلق احاديث كثيرة زعم انّه سمعها من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، قال صاحب القاموس سمعنا تلك الأحاديث من اصحاب أصحابه وقد صنف الذهبي كتاباً في تبيين كذب ذلك اللعين سمّاه كسر وثن بابا رتن " انتهى.

4- راجع غوالي اللئالي (ابن ابي جمهور الاحسائي): ج 1، ص 27 وعنه باسناده قال ابو العباس: حدّثني السيد السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد قال: روى لي الخطيب الواعظ الاستاذ الشاعر يحيى بن النحل الكوفي الزيدي مذهباً عن صالح بن عبد الله اليمني، كان قدم الكوفة، قال يحيى: ورأيته بها سنة أربع وثلاثين وسبعمائة عن أبيه عبد الله اليمني وانّه كان من المعمّرين وأدرك سلمان الفارسي رضي الله عنه وانّه روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال: " حبّ الدنيا رأس كل خطيئة، ورأس العبادة حسن الظنّ بالله ".

ورواه عنه في البحار: ج 51، ص 258 ـ ورواه المؤلف رحمه الله في المستدرك: ج 2، ص 331، الطبعة الحجرية.


الصفحة 368

عبد المسيح بن مقيلة:

قال في المستطرف: عاش ثلاثمائة وعشرين سنة وأدرك الاسلام(1).

شق الكاهن المعروف:

عاش ثلاثمائة سنة(2).

اوس بن ربيعة بن كعب:

عاش مائتي وأربع عشرة سنة(3).

ثوب بن صداق العبدي:

مائتي سنة(4).

____________

1- المستطرف في كلّ فنّ مستظرف (شهاب الدين محمد بن احمد بن أبي الفتح الابشيهي): ج 2، ص 75.

2- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 551 ـ وعنه في البحار: ج 51، ص 236.

3- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 555 ـ وعنه في البحار: ج 51، ص 237.

4- هكذا في الترجمة ولعلّه في الغيبة (الطوسي): ص 116 " ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو عاش مائتي سنة وعشرين " أو " سيف بن وهب الطائي عاش مائتي سنة " كما في كنز الفوائد (الكراچكي): ص 262.


الصفحة 369

روانة (رواعد) بن كعب:

ثلاثمائة سنة(1).

عبيد بن الأبرص:

ثلاثمائة سنة(2).

زهير بن هبل بن عبد الله:

ثلاثمائة سنة(3).

عمر بن عامر ماء السماء:

ثمانمائة سنة(4).

____________

1- في كنز الفوائد للكراجكي: ربيعة بن كعب بن زيد بن مناة بن تميم عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة وأدرك الاسلام فأسلم وكان شاعراً.

ولعلّه (رداءة بن كعب)، قال الصدوق (كمال الدين): ج 2، ص 556 " وعاش رداءة بن كعب بن ذهل بن قيس النخعي ثلاثمائة سنة " ونقل له شعراً.

2- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 558 " وعاش عبيد بن الأبرص ثلاثمائة سنة " فقال:


فنيت وافناني الزمان واصبحتلداتي بنو نعش وزهر الفراقد

3- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 560 " وعاش زهير بن حباب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي ثلاثمائة سنة ".

4- قال الشيخ الطوسي في (الغيبة): ص 124 " عمرو بن عامر فريقيا روى الاصفهاني عن عبد المجيد بن أبي عيسى الأنصاري والشرقي بن قطامي انّه عاش ثمانمائة سنة... الخ " ـ والصدوق في (كمال الدين): ج 2، ص 560 ـ وفي البحار: ج 51، ص 290.


الصفحة 370

هبل بن عبد الله بن كنانة:

ستمائة سنة(1).

المستوغر بن ربيعة:

ثلاثمائة وثلاثين سنة(2).

دريد ابن نهد:

اربعمائة وخمسون سنة(3).

تيم [ الله ] عكاية:

مائتي سنة(4).

____________

1- قال الكراجكي في كنز الفوائد: ص 261 " هبل بن عبد الله بن كنانة الكلبي عاش ستمائة وسبعين سنة ".

2- راجع كنز الفوائد (الكراجكي): ص 249، الطبعة الحجرية، وقال: " المستوغر بن ربيعة بن كعب عاش ثلاثمائة وثلاثاً وثلاثين سنة... وذكر بعض أشعاره " ـ وراجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 561، وفيه ثلاثمائة وثلاثين.

3- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 561 " وعاش دويد بن زيد بن نهد أربعمائة سنة وخمسين سنة وذكر شعراً له ووصية لبنيه ـ وكنز الفوائد (الكراجكي): ص 250 وفيه " دريد بن زيد بن فهد القضاعي " ـ الغيبة (الطوسي): ص 120 وفيه " دويد بن نهد بن زيد ".

4- قال الكراجكي في كنز الفوائد: ص261 " تيم ابن ثعلبة بن عكاية الربعي عاش مائتي سنة " ـ وفي كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 561 " تيم الله بن ثعلبة بن عكاية ".


الصفحة 371

معدي كرب:

مائتي وخمسون سنة(1).

شرية بن عبد الله الجبعي:

ثلاثمائة سنة(2).

ذو الأصبع العدواني:

ثلاثمائة سنة(3).

جعفر بن قبط:

ثلاثمائة سنة(4).

____________

1- قال الكراجكي في كنز الفوائد: ص 261 " معدي كرب الحميري من آل رعين عاش مائتين وخمسين سنة " ـ وراجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 562.

2- قال الكراجكي في كنز الفوائد: ص 261 " شرية بن عبد الله الجعفي من سعد العشيرة عاش ثلاثمائة سنة " ـ وراجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 562.

3- راجع المستطرف: ج 2، ص 75 " ومن المعمّرين ذو الأصابع العذري عاش مائتين وعشرين سنة، وهو أحد حكماء العرب في الجاهليّة " ـ وفي كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 567 " وعاش ذو الأصبع العدواني واسمه حرثان بن الحارث بن محرّث بن ربيعة بن هبيرة بن ثعلبة بن الضراب بن عثمان ثلاثمائة سنة " ـ وفي كنز الفوائد (الكراجكي): ص 251.

4- قال الكراجكي في كنز الفوائد: ص 261 " جعفر بن قرط الجهني عاش ثلاثمائة سنة وأدرك الاسلام وأسلم " ـ وفي كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 567 " وعاش جعفر بن قبط ثلاثمائة سنة وأدرك الاسلام " والأصوب (قرط) كما في كتب الأنساب.


الصفحة 372

مهن بن عنان:

مائتي وخمسون سنة(1).

صيفي بن رياح:

أبو اكثم المعروف بذي الحلم: مائتي وسبعون سنة(2).

اكثم بن صيفي:

ثلاثمائة سنة(3).

عامر بن الطرب العدواني:

ثلاثمائة سنة(4).

مربع بن ضبع:

مائتي وأربعون سنة(5).

____________

1- في كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 567 " وعاش محصن بن عتبان بن ظالم بن عمرو بن قطيعة بن الحارث بن سلمة بن مازن الزبيدي مائتين وخمسين سنة ".

2- قال الكراجكي في (كنز الفوائد): ص 250 " صيفي بن رياح بن اكثم عاش مائتي سنة وسبعين سنة ولا ينكر من عقله شيء وزعم بعض الرواة انّه ذو الحلم الذي قال له الملتمس اليشكري: لذي الحلم من قبل ما تقرع العصا وما علم الانسان الّا ليحلما ".

3- قال الكراجكي في (كنز الفوائد): ص 249 " اكثم بن صيفي الأسدي التميمي وكان حكيماً مقدماً ولم تكن العرب تفضل عليه أحداً عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين " ونقل بعض أشعاره وأحواله.

4- قال الصدوق في (كمال الدين): ج 2، ص 567 " وعاش عامر بن الظرب العدواني ثلاثمائة سنة " ـ وفي كنز الفوائد (الكراجكي): ص 251 " عامر بن الطرب العدواني ".

5- قال الكراجكي في (كنز الفوائد): ص 249 " ربيع بن ضبع بن وهب بن بعيض بن مالك بن سعد بن عدي بن قرادة عاش ثلاثمائة سنة وأربعين سنة وأدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ولم يسلم.. ثم نقل بعض أشعاره.