اللهمّ ولا تجعلني من خصماء آل محمد [ عليهم السلام ](5)، ولا تجعلني من أعداء آل محمد [عليهم السلام ]، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد [عليهم السلام]، فانّي أعوذ بك من ذلك فأعذني، وأستجير بك فأجرني.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمد، واجعلني بهم فائزاً عندك في الدّنيا، والآخرة ومن المقرّبين " [ آمين ربّ العالمين ](6).
وقال السيد رضي الدين علي بن طاووس في جمال الاسبوع بعد ذكره للأدعية المأثورة بعد صلاة العصر يوم الجمعة والصلوات الكبيرة:
" ذكر دعاء آخر يدعى له [ صلوات الله عليه به، وأوله يشبه الدعاء المتقدم عليه ](7) وهو مما ينبغي إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فإيّاك أن تهمل الدعاء به، فاننّا عرفنا ذلك من فضل الله جلّ جلاله الذي خصّنا به، فاعتمد عليه "(8).
____________
1- هذه الزيادة في الكمال.
2- في الكمال (السوء).
3 و 4- هذه الزيادة في الكمال.
5- هذه الزيادة في الترجمة والمصباح.
6- هذه الزيادة في الترجمة.
7- سقطت هذه الجملة من الترجمة.
8- راجع جمال الاسبوع (السيد ابن طاووس): ص 521.
وروى السيد الجليل ابن طاووس رحمه الله في كتاب مهج الدعوات باسناده إلى محمد بن احمد بن ابراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث باسناده، وذكر فيه غيبة المهدي صلوات الله عليه.
قلت:(1) " كيف تصنع شيعتك؟
قال: عليكم بالدعاء، وانتظار الفرج ; فانّه سيبدو لكم علمٌ، فاذا بدى لكم فاحمدوا الله وتمسكوا بما بدى لكم.
قلت: فما ندعو به؟
قال: تقول: اللهمّ أنت عرّفتني نفسك وعرّفتني رسولك، وعرّفتني ملائكتك، وعرّفتني نبيّك، وعرّفتني ولاة أمرك.
اللهمّ لا آخذ الّا ما أعطيت، ولا واقي(2) الّا ما وقيت.
اللهمّ لا تغيبني عن منازل اوليائك، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني.
اللهمّ اهدني لولاية من افترضت طاعته "(3).
الدعاء الرابع:
وقال السيد هناك:
" ورأيت في المنام من يعلمني دعاءاً يصلح لأيام الغيبة، وهذه الفاظه:
يا من فضّل ابراهيم وآل اسرائيل على العالمين باختياره، وأظهر في ملكوت
____________
1- في الترجمة (قال الراوي).
2- في الترجمة (ولا أوقى).
3- مهج الدعوات (السيد ابن طاووس): ص 323 ـ البحار: ج 95، ص 336.
الدعاء الخامس:
ونقل السيد المعظّم في ذلك الكتاب عن كتاب محمد بن محمد بن عبد الله بن فاطر انّه قال:
حدّثنا محمد بن علي بن دقاق القمي أبو جعفر قال: حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي(3) بن الحسن بن شاذان القمي قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن العبّاس بن معروف، عن عبد السّلام بن سالم قال: حدّثنا محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: من دعا بهذا الدّعاء مرّة واحدة في دهره كتب في رقّ [ العبوديّة ](4)، ورفع في ديوان القائم عليه السلام. فاذا قام قائمنا ناداه(5)باسمه واسم أبيه، ثمّ يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له: خذ! هذا كتاب العهد الذي عاهدتنا في الدنيا، وذلك قوله عزّوجل: { اِلاَّ مَن اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً }(6)وادع به وأنت طاهر تقول:
" اللهمّ يا اله الآلهة، يا واحد، يا أحد، يا آخر الآخرين، يا قاهر القاهرين يا عليّ يا عظيم، أنت العليّ الأعلى، علوت فوق كلّ علوّ، هذا يا سيّدي عهدي وأنت منجز وعدي فصلْ يا مولاي عهدي، وأنجز وعدي، آمنت بك، وأسألك بحجابك
____________
1- في الترجمة (عزّه واقتداره).
2- مهج الدعوات (السيد ابن طاووس): ص 333 ـ البحار: ج 95، ص 336.
3- في الترجمة (أبو الحسن بن محمد بن علي... الخ).
4- هذه الزيادة في البحار ولا توجد في المصدر المطبوع ولا في الترجمة.
5- في البحار (نادى).
6- الآية 87 من سورة مريم.
وأتقرّب اليك برسولك المنذر صلى الله عليه وآله وسلّم، وبعليّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه الهادي، وبالحسن السيّد وبالحسين الشهيد سبطي نبيّك، وبفاطمة البتول، وبعليّ بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات، ومحمد بن عليّ الباقر عن علمك، وبجعفر بن محمد الصادق الذي صدّق بميثاقك وبميعادك، وبموسى بن جعفر [ الحصور ](1) القائم بعهدك، وبعلي بن موسى الرّضا الراضي بحكمك، وبمحمد بن عليّ الحبر الفاضل المُرتضى في المؤمنين، وبعليّ بن محمد الأمين المؤتمن هادي المُسترشدين، وبالحسن بن علي الطاهر الزكي خزانة الوصيّين.
وأتقرّب إليك بالامام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا وابن إمامنا صلوات الله عليهم أجمعين.
يا من جلّ فعظُم وأهل(2) ذلك فعفى ورحم، يا من قدر فلطف، أشكو اليك ضعفي، وما قصر عنه أملي(3) من توحيدك، وكنه معرفتك، وأتوجّه اليك بالتسمية البيضاء، وبالوحدانيّة الكبرى التي قصر عنها من أدبر وتولّى، وآمنت بحجابك الأعظم، وبكلماتك التّامة العليا، التي خلقت منها دار البلاء، وأحللت من أحببت جنّة المأوى، آمنتُ بالسّابقين والصّديقين أصحاب اليمين من المؤمنين الذين(4) خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً ألاّ تولّيني غيرهم، ولا تفرّق بيني وبينهم غداً إذا قدّمت الرّضا بفصل القضاء.
____________
1- سقطت من الترجمة.
2- في نسخة بدل البحار زيادة (وهو أهل).
3- في البحار المطبوع (عملي).
4- في نسخة بدل البحار زيادة (والذين).
هذا آخر العهد المذكور(1).
الدعاء السادس:
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
" ستصيبكم شبهة، فتبقون بلا عَلَم يرى، ولا امام هدى، ولا ينجو منها الّا مَنْ دعا بدعاء الغريق.
قلت: كيف دعاء الغريق؟
قال: يقول: (يا الله! يا رحمن! يا رحيم! يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك).
فقلت: (يا الله! يا رحمن! يا رحيم! يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك).
قال: انّ الله عزوجل مقلّب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول لك: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) "(2).
____________
1- راجع مهج الدعوات (السيد ابن طاووس): ص 335 - 336 ـ البحار: ج 95، ص 337 - 338.
2- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 352 ـ مهج الدعوات (السيد ابن طاووس): ص 415 ـ البحار: ج 95، ص 326 ـ البحار: ج 52، ص 148 - 149، ح 73 ـ أعلام الورى (الطبرسي): ص 406.
روى الشيخ النعماني رحمه الله باسناده عن عبد الله بن سنان قال:
دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله عليه السلام فقال: كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدىً، ولا عَلَماً يرى، فلا ينجو من تلك الحيرة الّا مَنْ دعا بدعاء الغريق(1).
فقال أبي: هذا والله البلاء، فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟
قال: إذا كان ذلك ـ ولن تدركه ـ فتمسّكوا بما في أيديكم حتى يتّضح لكم الأمر(2).
يعني: أن لا تتزلزلوا في دينكم بذلك الزمان ولا تتحيّروا ولا تنقلبوا، وتمسّكوا بما جاءكم من الائمة السابقين في الأصول والفروع، ولا تتركوا العمل بها، ولا ترتدّوا، ولا تؤمنوا بمن يدّعي الامامة والقائمية ما لم تتّضح لكم امامته بتحقق المعجزات البيّنات.
ويتّضح من عدم سؤال سنان والد عبد الله عن دعاء الحريق(3) ما هو؟ بأن هذا الدعاء كان معهوداً ومعروفاً عند الأصحاب(4).
____________
1- في الترجمة (الحريق) بدل (الغريق).
2- راجع الغيبة (النعماني): ص 159، باب 10، فصل، ح 4 ـ وكمال الدين (الصدوق): ج 2، ص 348، باب 33، ح 40 ـ البحار: ج 52، ص 133، باب 22، ح 37 ـ اثبات الهداة (الحر العاملي): ج 3، ص 533، باب 32، ح 470.
3- هكذا في الترجمة كما سبق، وكذلك في البحار المطبوع، ج 52، ص 133 عن غيبة النعماني، ولكن في المصدر المطبوع وكذلك في الكمال المطبوع والبحار: ج 95، ص 326، وفي غيرهما (الغريق).
4- ولكن عدم السؤال بنفسه لا يدلّ صراحة على معروفية ومعهودية ذلك الدعاء عند السائل، فكثيراً ما يقع الانسان في معاني متداعية بذهنه فيذهل عن المسألة، وقد يخطر بذهنه معنى ويتصوّر انّه فهم المقصود فلا يسأل، وعندما يخرج من المجلس ويتوجّه للموضوع يعرف اشتباهه، وقد يكون أخذته هيبة الامام فلم يتطاول بالأسئلة، وقد يكون ـ والله أعلم ـ انّه فهم من الغريق انّه ينجو من يكون حاله بالدعاء وطريقة الدعاء والتعلّق بالدعاء كحال وطريقة وتعلّق الغريق فانّه ينقطع إلى الله عزوجلّ انقطاعاً كليّاً ويتوجه بكلّ وجوده بالدعاء فتخرج الكلمات من أعماقه، وغير ذلك من حالات الغريق، والله تعالى أعلم.
وبالجملة فلعدم اطمئناني أنّ المقصود منه هو هذا الدعاء، ولأنه طويل أيضاً، وموجود في كثير من كتب الأدعية مثل مصباح الشيخ والكفعمي والمقباس والبحار ـ فلهذا ـ لم ننقله.
الثامن:
من تكاليف العامة رعايا الامام صاحب الأمر (عليه السلام) الاستمداد والاستعانة والاستنجاد والاستغاثة به عليه السلام حين الشدائد والأهوال والبلايا والأمراض وعند
____________
1- لعدم توفّر المصدر لدينا حالياً فقد قمنا بترجمة النص، والدعاء مروي في مصادر متعددة، منها: مفتاح الفلاح للشيخ البهائي، والمصباح للشيخ الكفعمي: ص 72 - 78 ـ ومصباح المتهجد للطوسي: ص 153 - 159 ـ والبحار: ج 86، ص 165 ـ والبلد الأمين (الكفعمي): ص 55 - 60 وغيرها.
" نحن وإن كنّا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فانّا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذلّ الذي أصابكم "(1).
وروى الشيخ الكليني والنعماني وغيرهما بأسانيدهم عن أمير المؤمنين عليه السلام انّه قال في خطبة طويلة خطبها بالكوفة:
" اللهمّ لابدّ لك من حجج في أرضك حجّة بعد حجّة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلّمونهم علمك لكيلا يتفرّق أتباع أوليائك، ظاهر غير مطاع، أو مكتتم خائف يترقب، ان غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلن يغيب عنهم مبثوث علمهم، وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة، وهم بها عاملون، يأنسون بما يستوحش منه المكذّبون، ويأباه المسرفون، باللهِ كلام يكال بلا ثمن لو كان من يسمعه بعقله فيعرفه، ويؤمن به ويتّبعه، وينهج نهجه فيفلح به.. إلى
____________
1- راجع الاحتجاج (الطبرسي): ج 2، ص 322 ـ 323.
وروى الشيخ الجليل علي بن الحسين المسعودي في كتاب (اثبات الوصيّة) عن الامام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) انّه قال: " لما ولد الصاحب عليه السلام بعث الله عزوجل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقف بين يدي الله، فقال له: مرحباً بك، وبك أعطي، وبك أعفو، وبك أعذب "(2).
وروى الشيخ الطوسي في كتاب (الغيبة) بسند معتبر عن أبي القاسم الحسين بن روح النائب الثالث انّه قال: " اختلف أصحابنا في التفويض وغيره، فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال في أيام استقامته، فعرّفته الخلاف، فقال: أخرني، فأخرته أياماً فعدت إليه، فأخرج إليّ حديثاً باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله أمراً عرضه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ أمير المؤمنين عليه السلام وسائر الائمة واحداً بعد واحد إلى أنْ ينتهي إلى صاحب الزمان عليه السلام، ثم يخرج إلى الدنيا.
وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله عزوجل عملا عرض على صاحب الزمان عليه السلام ثمّ على واحد بعد واحد إلى أن يعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ يعرض على الله عزوجل، فما نزل من الله فعلى أيديهم وما عرج الى الله فعلى أيديهم، وما استغنوا عن الله عزوجل طرفة عين "(3).
ونقل السيد حسين المفتي الكركي سبط المحقق الثاني في كتاب (دفع المناوات) عن كتاب (البراهين) انّه روى عن أبي حمزة عن الامام الكاظم عليه السلام ; قال: سمعته عليه السلام يقول: لا يرسل الله عزوجل ملكاً إلى الأرض بأمر الّا ابتدأ بالامام عليه السلام
____________
1- الغيبة (النعماني): ص 137 ـ الكافي ـ الأصول ـ (الكليني): ج 1، ص 178 و335 و339.
2- اثبات الوصيّة (المسعودي): ص 221.
3- راجع الغيبة (الطوسي): ص 387، الطبعة المحققة ـ وعنه المستدرك (النوري): ج 12، ص 164، ح 10، الطبعة الحديثة.
وقد تقدم في الباب السابق في حديث أبي الوفاء الشيرازي انّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال له: " وأما الحجة فاذا بلغ منك السيف المذبح ـ وأومأ بيده إلى الحلق ـ فاستغث به فانّه يغيثك، وهو غياث وكهف لمن استغاث به "(2).
وروى الشيخ الكشي والشيخ الصفار في البصائر عن رميلة قال: وعكت وعكاً شديداً في زمان أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت من نفسي خفّة(3) يوم الجمعة، فقلت لا أصيب(4) شيئاً أفضل من أن أفيض عليّ(5) من الماء واُصلّي خلف أمير المؤمنين عليه السلام ففعلت، ثمّ جئت(6) المسجد، فلمّا صعد امير المؤمنين عليه السلام عاد عليّ ذلك الوعك، فلمّا انصرف أمير المؤمنين عليه السلام دخل القصر ودخلت معه فقال: يا رميلة [ ما لي ](7) رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض؟!(8) [ فقلت: نعم ](9)وقصصت عليه القصّة التي كنت فيها، والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه، فقال [ لي ](10) يا رميلة ليس من مؤمن يمرض الّا مرضنا لمرضه، ولا يحزن الّا حزنّا
____________
1- لعدم وجود المصدر بأيدينا فقمنا بترجمة النص.
2- يبدو انّ المؤلف رحمه الله نقلها هنا بتصرّف، وقد تقدّمت الرواية ومصادرها ـ راجع دعوات الراوندي: ص 192.
3- في البصائر (في يوم).
4- في البصائر (لا أعرف).
5- في البصائر (على نفسي).
6- في البصائر (إلى المسجد).
7- هذه الزيادة في رجال الكشي.
8- قال المؤلف رحمه الله: وفي رواية (فالتفت اليّ أمير المؤمنين عليه السلام وقال)، ويقصد بالرواية، رواية رجال الكشي.
9- سقطت من رجال الكشي.
10- سقطت من البصائر.
وروى الشيخ الصدوق، والصفّار، والشيخ المفيد وغيرهم بأسانيد كثيرة عن الامام الباقر وعن الامام الصادق عليهما السلام انّه قال:
" انّ الله لا يدع الأرض الّا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فاذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم... "(5).
وفي رواية: " رمى الزيادة، وإذا جاؤا بالنقصان اتمّه لهم، ولو لا ذلك لاختلط على المسلمين أمرهم "(6).
وفي رواية: " لم يفرّق بين الحق والباطل "(7).
وروي في تحفة الزائر للمجلسي، ومفاتيح النجاة للسبزواري: لكلّ حاجة تكتب ما سنذكره في رقعة وتطرحها على قبر من قبور الائمة عليهم السلام، أو فشدّها، واختمها، واعجن طيناً نظيفاً، واجعلها فيه، واطرحها في نهر، أو بئر عميقة، أو غدير ماء، فانّها تصل إلى صاحب الأمر صلوات الله عليه وهو يتولى قضاء حاجتك
____________
1- سقطت من رجال الكشي.
2- في البصائر (جعلني الله فداك).
3- في البصائر (القصر) بدل (المصر).
4- راجع بصائر الدرجات (الشيخ الصفار رحمه الله): ص 259 و260، ج 5، باب 16، ح 1 ـ رجال الكشي: ص 102.
5- راجع علل الشرائع (الشيخ الصدوق): ص 195 و196 ـ وقريب منه في بصائر الدرجات (الشيخ الصفار): ص 486، ج 10، باب 10، ح 10 - 12 ـ البحار: ج 23، ص 21، ح 19.
6- راجع بصائر الدرجات (الصفار): ج 10، باب 10، ح 12، ص 486.
7- راجع علل الشرائع (الصدوق): ص 196 ـ وراجع العلل: ص 199، ح 22.
وأسأل الله جلّ جلاله لي نصراً عزيزاً، وفتحاً قريباً، فيه بلوغ الآمال وخير المبادي وخواتيم الأعمال، والأمن من المخاوف كلّها في كلّ حال، انّه جلّ ثناؤه لما يشاء فعّال، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل.
ثمّ تصعد النّهر أو الغدير وتعمد بعض الأبواب، امّا عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو عليّ بن محمد السّمري، [ فهؤلاء كانوا أبواب المهدي عليه السلام ](4) فتنادي بأحدهم: يا فلان بن فلان، سلام عليك أشهد انّ وفاتك في سبيل الله، وانّك حيٌّ عند الله مرزوق، وقد خاطبتك في حياتك التي لك
____________
1- راجع المصباح (للكفعمي): ص 405 ـ البلد الامين: ص 157.
2- في الترجمة (وتذكر حاجتك بدل كذا وكذا).
3 و 4- سقطت من الترجمة، واثبتت في التحفة وباقي المصادر.
ويستفاد من هذا الخبر الشريف انّ هؤلاء الأجلاّء الأربعة الذين كانوا واسطة بينه عليه السلام وبين رعاياه في الغيبة الصغرى بعرض الحوائج والرقاع وأخذ الأجوبة وتبليغ التوقيعات انّهم كذلك في ركابه المبجّل في الغيبة الكبرى، ولهم هذا المنصب المعظّم.
ومنه يعرف ان مائدة احسان وجود وكرم وفضل ونعم امام الزمان عليه السلام مبسوطة في كلّ قطر من أقطار الأرض لكل مضطرب عاجز، وتائه ضال، ومتحيّر جاهل، وعاص حيران، وذلك الباب مفتوح، والهداية عامّة مع وجود الصدق والاضطرار والحاجة والعزم ومع صفاء الطوية واخلاص السريرة. وإذا التمس الجاهل شراب علمه وإذا تاه فانّه يوصله الى طريقه، وإذا كان مريضاً فانّه يلبسه ثوب العافية كما يظهر ويتّضح من خلال الحكايات والقصص المتقدّمة.
النتيجة المقصودة في هذا المقام وهي ان الامام صاحب الأمر عليه السلام حاضر بين العباد وناظر الى رعاياه، وقادر على كشف البلايا، وعالم بالأسرار والخفايا، ولم ينعزل عن منصب خلافته لغيبته واستتاره عن الناس، ولم يرفع يده عن لوازم وآداب رئاسته الالهيّة، وما أصاب العجز قدرته الربانيّة، وإذا أراد حلّ مشكلة فانّه يحلّها بما يلقيه في القلب بما لا تراه عين ولا تسمع به أذن.
وإذا أراد أن يميل ويشوق قلبه إلى كتاب أو عالم دواؤه فيه أو عنده فانّه يعلمه أحياناً دعاءه، واُخرى يعلمه دواء مرضه في المنام.
وما رؤي وسمع كثيراً من انّه يشكو المضطرّون والمحتاجون وبحال العاجز
____________
1- راجع المصباح (الكفعمي): ص 405 ـ البلد الأمين (الكفعمي): ص 157 ـ البحار: ج 102، ص 234 - 235 ـ تحفة الزائر (العلامة المجلسي): ص 480 - 482.
فانّ الجاهل غير مضطر في أحكامه مادام قادراً على الوصول إلى العالم ولو بالهجرة والسفر أو بالرجوع إلى كتابه.
وكذلك العالم لا يكون عاجزاً ومضطراً ما زال قادراً على حلّ الاشكال ودفع شبهته وحيرته من ظواهر نصوص الكتاب والسنّة والاجماع.
وانّ اولئك الذين تجاوزوا الحدود الالهيّة والموازين الشرعيّة في وسائل حياتهم ومعاشهم ولم يقنعوا ويقتصروا على المقدار الممدوح في الشرع فهم غير مضطرّين لعدم وجود بعض الأشياء التي لا يتعلّق عليها قوام الحياة.
وهكذا يرى الانسان نفسه مضطراً ولكنّه بعد التأمّل الصادق يظهر له انّه ليس مضطراً، وإن كان يصدق عليه الاضطرار فلعلّ صالحه أو الصالح العام هو في عدم اجابته.
ثمّ انّهم لم يوعدوا كلّ مضطر بالاجابة، نعم انّه لا يجيب المضطر الّا الله تعالى أو خلفاؤه، وليس انّهم يجيبون كلّ مضطر.
وقد كان في عصر الحضور والظهور أغلب أنواع المضطرين والعاجزين في المدينة ومكّة والكوفة وغيرها من الموالين والمحبّين، وكثير منهم كانوا يسألون فلا يجابون ; فلم يكن أي عاجز وفي أي زمان كان يجاب في كلّ ما يطلب، ويرفع
____________
1- راجع كمال الدين (الصدوق): ج 12، ص 484 ـ الاحتجاج (الطبرسي): ج 2، ص 283.