وروى الشيخ الصفار في بصائر الدرجات عن داود بن فرقد انّه قال: سألته(2)عن قول الله عزوجل { اِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْريكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ }(3).
قال: نزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود.
قلت له: إلى مَنْ؟
فقال: إلى من عسى أن يكون؟ انّ الناس في تلك الليلة في صلاة، ودعاء، ومسألة، وصاحب هذا الأمر في شغل تنزل الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها(4).
وروى أيضاً عن عبد الله بن سنان قال: سألته عن النصف من شعبان.
فقال: ما عندي فيه شيء، ولكن إذا كانت ليلة تاسع عشر من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق، وكتب فيها الآجال، وخرج فيها صكاك الحاج، واطلع الله إلى عباده، فغفر الله لهم الّا شارب الخمر.
فاذا كانت ليلة ثلاثة وعشرين فيها يفرق كلّ أمر حكيم، ثمّ ينهى ذلك ويمضي.
قال: قلت: إلى مَنْ؟
قال: إلى صاحبكم(5)(6).
وفي خبر آخر قال:
" يكتب فيها وفد الحاج، وما يكون فيها من طاعة، أو معصية، أو موت، أو
____________
1- راجع تفسير علي بن ابراهيم: ج 2، ص 290.
2- قال المؤلف رحمه الله: " يعني الصادق عليه السلام ".
3- الآيات 2 و3 من سورة القدر.
4- بصائر الدرجات (الصفار): ص 220، ج 5، باب 3، ح 2.
5- قال المؤلف رحمه الله: " يعني امامكم ".
6- راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 220، ج 5، باب 3، ح 3.
قال الحارث بن المغيرة البصري: قلت: ومَنْ صاحب الأرض؟
قال: صاحبكم "(1).
وفي خبر آخر قال:
" انّ الله يقضي فيها مقادير تلك السنة، ثمّ يقذف به إلى الأرض.
فقلت:(2) إلى مَنْ؟
فقال: إلى مَنْ ترى يا عاجز أو(3) يا ضعيف "(4).
وفي خبر آخر قال:
" إذا كان ليلة القدر، كتب الله فيها ما يكون، قال: ثمّ يرمي(5) به.
قال:(6) قلت: إلى مَنْ؟
قال: إلى مَنْ ترى يا أحمق "(7).
وقال العلامة المجلسي في (زاد المعاد):(8) " يظهر من بعض الأحاديث انّ الليالي الثلاث هي ليالي قدر، وتقدّر الأمور في الليلة الاُولى، وقد تغيّر بعضها في الليلة الثانية بكثرة الدعاء والعبادة، وتختم في
____________
1- راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 221، ج 5، باب 3، ح 4.
2- في الترجمة (فسأل المعلّى بن خنيس) والظاهر انّه من شرح المؤلف رحمه الله لأن المعلّى بن خنيس هو راوي هذا الخبر.
3- في الترجمة (أو قال يا ضعيف).
4- راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 221، ج 5، باب 3، ح 7.
5- هكذا في الترجمة والبحار، وفي المصدر (ثمّ يريني) وهو ظاهر التصحيف، والظاهر انّ الصحيح ما في الترجمة والبحار ليناسب سؤال الراوي.
6- في الترجمة (فسأل الراوي).
7- راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 221 و222، ج 5، باب 3، ح 8.
8- بما انّ الكتاب باللغة الفارسيّة فقد ترجمنا المقطع.
وبلا تشبيه فانّها مثل أوامر الملوك، ففي البداية تكون معلّقة ومن السهل تغييرها، وبعد أن تسجّل في السجلات فسوف يكون تغييرها أصعب، وما لم تختم بختم الآثار فمن الممكن أن يطرأ عليها التغيير، ولكن عندما تختم بالختم الأشرف فهو بمنزلة الختم، ويكون تغييره صعباً جداً "(1).
وقال أيضاً في ذكر الترغيب للعبادة في ليلة القدر:
" وبما انّ صاحب الأمر عليه السلام محشور في جميع هذه الليلة مع الملائكة المقرّبين، وتأتيه فوج فوج، وتسلّم عليه، ويعرضون عليه ما قدر عليه وعلى باقي الخلق ; أَلاَ ينبغي التأسي بإمامه، ويجتنب الغفلة "(2).
وعدّ من قواعد عبادة هذه الليلة:
" بما انّه في هذه الليلة تقدّر جميع الأمور من العمر والمال والولد والعزّة والصحة والتوفيق لأعمال الخير وسائر الأمور، فسوف يكون اصلاح جميع احوال سنته في هذه الليلة، وقد يكون اسمه قد كتب في ديوان الأشقياء، فيغيّر ويكتب في زمرة السعداء، كما ورد هذا المضمون في أكثر الأدعية والأحاديث المعتبرة "(3) انتهى.
وعلى ما ذكر في الباب السابق انّ الدعاء له عليه السلام مقدّم على الدعاء لنفس الانسان، وهو مشغول في هذه الليلة بهذا الأمر الالهي العظيم الذي أشير إليه في الأخبار المتقدّمة وغيرها، فأحسن دعاء هو طلب النصرة له، والاعانة، والحفظ الالهي، كما تقدّم في دعاء الليلة الثالثة والعشرين أن تقرأ على جميع الحالات في الركوع وفي السجود وقائماً وقاعداً، بل في كلّ الأوقات هذا الدعاء الذي مضمونه بعد
____________
1- راجع زاد المعاد (المجلسي): ص 181.
2- راجع زاد المعاد (المجلسي): ص 182.
3- راجع زاد المعاد (المجلسي): ص 182 ـ وفي المصدر انّ هذا المقطع قبل المقطع السابق.
ثمّ تتوسّل وتستغيث به عليه السلام وتطلب الاعانة والشفاعة لأداء ما يريده وما يجري على يديه وتنتهي إلى نظره الأنور.
والتضرّع والانابة أن لا يرفع نظر لطفه ورأفته عنه ; وأن يذكر عنده عليه السلام بالحسنى، فيتعامل معه بما يليق بالعظمة فزمام الأمور في هذه الليلة بيد قدرته الالهيّة ; وفي خبر معتبر(1): " لو قرأ رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان انّا أنزلناه في ليلة القدر ألف مرّة لأصبح وهو شديد اليقين بالاعتراف بما يخصّ به فينا(2) وما ذاك الّا لشيء عاينه في نومه "(3).
وقال العالم الرباني السيد علي بن عبد الحميد النيلي في شرح المصباح للشيخ الطوسي رحمه الله بعد أن نقل هذا الخبر:
كنّا في ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة ثمانية وثمانين وسبعمائة معتكفين في مسجد الكوفة مع جماعة فشرعنا بعد الصلاة بقراءة سورة إنّا أنزلناه ألف مرّة، فلمّا فرغنا نام كلّ منّا في مكانه، فرأيت في المنام ـ ولم يكن النوم
____________
1- رواه الشيخ المفيد والشيخ الطوسي باسنادهما إلى أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليه السلام.
2- هكذا في التهذيب والمقنعة.. ولكن في الوسائل (بما تختص فينا) وفي المصباح (بما يختص به فينا) وفي نسخة من المصباح (بما يختص فينا).
3- راجع المقنعة (المفيد): ص 313، الطبعة المحققة ـ والتهذيب (الطوسي): ج 3، ص 100، رقم الحديث العام (262) ورقم الحديث الخاص 34 ـ مصباح المتهجد (الشيخ الطوسي): ص 520، الطبعة الحجرية ـ وسائل الشيعة (الحرّ العاملي): ج 7، ص 264، كتاب الصوم، أبواب احكام شهر رمضان، باب 33، ح 2 ـ جامع أحاديث الشيعة: ج 9، ص 40، كتاب الصوم، أبواب فضل شهر رمضان، باب 3، ح 12، ورقم الحديث العام (71).
ولا يسع المقام لأكثر من هذا.
الثاني: " يوم الجمعة "
وهو مختص ومتعلّق بامام العصر عليه السلام من عدّة وجوه:
احدها: انّه كان مولده السعيد عليه السلام في هذا اليوم، كما ذكر في الباب الأول.
والآخر: انّ ظهوره عليه السلام سوف يكون في ذلك اليوم ايضاً، والترقّب والانتظار للفرج في هذا اليوم اكثر من باقي الأيام، كما صرّح بذلك في جملة من الأخبار، وفي زيارته عليه السلام المخصوصة بهذا اليوم:
" يا مولاي يا صاحب الزمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك، هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقّع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك.. إلى آخر ما يأتي "(2).
بل انّ اعتبار يوم الجمعة عيداً من الأعياد الأربعة الحقيقية بسبب ذلك اليوم الشريف، الذي يستضيء به ويتنوّر ويسترّ ويفرح فيه خاصّة المؤمنين ـ عيونهم،
____________
1- لعدم وجود المصدر فقمنا بترجمة القضيّة.
2- ترجم المؤلف رحمه الله هذا المقطع إلى الفارسيّة وأضاف إليه مقطعاً آخر لم يذكر أصله العربي، وبما انّه أحال رحمه الله الزيارة إلى ما سوف يأتي فلذلك اكتفينا بنقل الأصل العربي بما اكتفى به رحمه الله، ووضعنا الزيارة في الهامش وهي:
" وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك وأنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام ومأمور بالضيافة والاجارة فأضفني وأجرني... الخ ".
وقد أشير إلى هذا المطلب في الدعاء الذي يقرأ بعد طلوع شمس يوم الجمعة كما رواه السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع عن الامام الكاظم عليه السلام انّه قال لمحمد بن سنان: هل دعوت في هذا اليوم بالواجب من الدعاء، وكان يوم الجمعة، فقلت: وما هو يا مولاي؟
قال: تقول:
" السلام عليك أيها اليوم الجديد المبارك الذي جعله الله عيداً لأوليائه المطهرين من الدنس، الخارجين من البلوى، المكرورين مع اوليائه، المصفّين من العكر، الباذلين أنفسهم في محبّة اولياء الرحمن تسليماً [ دائماً أبداً ](1).
وتلتفت إلى الشمس وتقول:
" السلام عليك أيّتها الشمس الطالعة... الخ "(2).
بل انّ الجمعة من الأسماء المباركة لإمام العصر عليه السلام، أو انّها كناية عن شخصه الشريف، أو انّه السبب في تسمية الجمعة بالجمعة، كما روى الصدوق في الخصال عن الصقر بن أبي دلف: انّ الامام علي النقي عليه السلام قال في شرح الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، قال: " لا تعادوا الأيام فتعاديكم ".
فقال: الأيام نحن.. إلى أن قال: " والجمعة ابن ابني، وإليه تجتمع عصابة
____________
1- سقطت من الترجمة.
2- راجع جمال الأسبوع (السيد ابن طاووس): ص 229 ـ 230.
وقال الصدوق: " الأيام ليست بأئمة ولكن كنّى بها عليه السلام عن الائمة لئلاّ يدرك معناه غير أهل الحق، كما كنّى الله عزوجل بالتين والزيتون وطور سينين، وهذا البلد الأمين، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وعلي والحسن والحسين عليهم السلام(2) وذكر أمثلة اُخرى من هذا النوع(3).
وروى الحسين بن حمدان في كتابه عن الحسن بن مسعود، ومحمد بن الخليل(4)، قال: دخلنا على سيّدنا أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام(5) بسامراء وعنده جماعة من شيعتة، فسألناه عن أسعد الأيام، وأنحسها.
فقال: لا تعادوا الأيام فتعاديكم.
وسألناه عن معنى هذا الحديث.
فقال: معناه بين ظاهر وباطن، انّ السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والاثنين لبني أميّة، والثلاثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العباس، والخميس لشيعتهم، والجمعة [ عيد للمسلمين ](6).
والباطن: انّ السبت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، والأحد أمير المؤمنين (عليه السلام)، والاثنين الحسن والحسين (عليهما السلام)، والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهم السلام)، والأربعاء موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وأنا.
____________
1- راجع الخصال (الصدوق): ص 396، باب السبعة، ح 102.
2- راجع الخصال (الصدوق): ص 396، باب السبعة، ذيل الحديث 102.
3- راجع الخصال (الصدوق): ص 396، باب السبعة، في ذيل الحديث 102 أيضاً.
4- في المصدر المطبوع (الجليل).
5- في المصدر المطبوع (على سيّدنا علي العسكري عليه السلام).
6- في المصدر (والجمعة للمؤمنين).
والجمعة: ابنه الذي تجتمع فيه الكلمة، وتتمّ به النعمة، ويحقّ الله الحق، ويزهق الباطل، فهو مهديّكم المنتظر، ثمّ قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) { بَقِيَّة الله خَير لَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين }(1).
ثمّ قال [ لنا ](2): والله هو بقيّة الله(3).
وروى الصدوق أيضاً (عليه الرحمة) في الخصال عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال:
" السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والاثنين لأعدائنا، والثلاثاء لبني اميّة، والأربعاء يوم شرب الدواء، والخميس تقضى فيه الحوائج، والجمعة للتنظّف والتطيّب، وهو عيد المسلمين، وهو أفضل من الفطر والأضحى، ويوم الغدير أفضل الأعياد، وهو ثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم الجمعة، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة، وتقوم(4) القيامة يوم الجمعة، وما من عمل يوم الجمعة أفضل من الصلاة على محمّد وآله(5) "(6).
ونقل العلامة المجلسي في البحار عن أصل قديم من مؤلّفات قدماء علمائنا: فاذا صلّيت الفجر يوم الجمعة فابتدئ بهذه الشهادة ثمّ بالصلاة على محمد وآله، (والدعاء طويل وبعض فقراته متعلّقة بإمام العصر عليه السلام وهي):
____________
1- من الآية 86 من سورة هود.
2- سقطت من الترجمة.
3- راجع الهداية الكبرى (الحضيني): ص 363، الطبعة الحديثة.
4- في المصدر المطبوع (يقوم) ولعلّه خطأ مطبعي.
5- في الترجمة زيادة (عليهم السلام).
6- راجع الخصال (الصدوق): ص 394، باب السبعة، ح 101.
اللهمّ أكفه هول عدوّه، وأنسهم ذكره، وأرد من أراده، وكد من كاده، وامكر بمن مكر به، واجعل دائرة السّوء عليهم، اللهمّ فضّ جمعهم، وفلّ حدّهم، وأرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم، واصدع شعبهم، وشتت أمرهم، فانّهم أضاعوا الصلوات، واتّبعوا الشهوات، وعملوا السيئات، واجتنبوا الحسنات، فخذهم بالمثلات وأرهم الحسرات(4) انّك على كلّ شيء قدير "(5).
ونقل السيد الجليل علي بن طاووس في جمال الأسبوع هذه الزيارة للحجة عليه السلام في يوم الجمعة:
" السلام عليك يا حجّة الله في أرضه، السلام عليك يا عين الله في خلقه، السلام عليك يا نور الله الذي به يهتدي المهتدون، ويُفرَّج به عن المؤمنين، السلام عليك أيها المهذّب الخائف، السلام عليك أيّها الوليّ النّاصح، السلام عليك يا سفينة النجاة، السلام عليك يا عين الحياة، السلام عليك صلّى الله عليك وعلى آل بيتك الطيّبين الطّاهرين.
____________
1- في البحار (كن) بلا (و).
2- في الترجمة (النصر).
3- في الترجمة (حرارات).
4- في الترجمة (وامرهم الخيرات).
5- البحار: ج 89، ص 340.
يا مولاي يا صاحب الزّمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك، هذا يوم الجمعة، وهو يومك المتوقّع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك، وقتل الكافرين بسيفك، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك، وأنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام، ومأمور بالاجارة فأضفني وأجرني، صلوات الله عليك، وعلى أهل بيتك الطّاهرين "(1).
وقال السيد ابن طاووس عليه الرحمة بعد نقل هذه الزيارة:
" وها أنا أتمثل بعد هذه الزيارة وأقول بالاشارة:
نزيلك حيث ما اتجهت ركابي | وضيفك حيث كنت من البلاد "(2) |
وتقدّم انّ السيد المعظم قد ذكر الصلاة الكبيرة المروية عنه عليه السلام له عليه السلام مع دعاء آخر متعلّق به عليه السلام ايضاً في تعقيب صلاة العصر يوم الجمعة وبالغ في التأكيد على قرائته(3).
ويستحب ايضاً دعاء الندبة المعروف وهو متعلّق به عليه السلام، وفي الحقيقة انّ مضامين هذا الدعاء تحرق قلوب وتقّطع اكباد وتجري الدماء من آماق الذين شربوا قليلا من شراب محبّته عليه السلام ووصلت مرارة سمّ فراقه إلى حلوقهم.
____________
1- راجع جمال الأسبوع (السيد ابن طاووس): ص 37 - 38 ـ البحار: ج 102، ص 215 - 216.
2- راجع جمال الاسبوع (السيد ابن طاووس): ص 38 ـ 39.
3- راجع جمال الاسبوع (السيد ابن طاووس): ص 494 ـ وما بعدها.
وقال ايضاً: أفضل الأعمال في يوم الجمعة قول (اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد وعجّل فرجهم) مائة مرّة بعد صلاة العصر يوم الجمعة.
وقد جاء في كثير من أدعية يوم الجمعة طلب النصرة وتعجيل الفرج والظهور.
وفي أوّل دعاء تعقيب ظهر يوم الجمعة: الهي اشترِ منّي روحي التي أوقفت لك وحبست على أمرك بالجنّة مع معصوم من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم المحزون لمظلوميّته، وما نسب لولايته بأنّه يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت من الظلم والجور، اللهمّ عجّل فرجه(1).
الثالث: " يوم عاشوراء "
وهو يوم تشريف الامام الحجة عليه السلام من الله عزوجل بلقب القائم، كما رواه الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة عن محمد بن حمران، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لمّا كان من أمر الحسين بن علي ما كان ضجّت الملائكة إلى الله تعالى، وقالت: يا ربّ يفعل هذا بالحسين صفيك، وابن نبيّك؟
قال: فأقام الله لهم ظلّ القائم عليه السلام، وقال: بهذا أنتقم له من ظالميه(2).
وروى الشيخ الصدوق في علل الشرائع عن أبي حمزة الثمالي انّه قال: فقلت يا
____________
1- لعدم وجود المصدر فقد ترجمنا المقطع.
2- لم نجده في كامل الزيارة المطبوع، فأما هو من سهو قلمه الشريف أو يوجد الخبر في نسخته، وقد سقط من النسخة التي طبع عليها الكتاب، نعم، الرواية رواها ابن الشيخ الطوسي في (الأمالي): ص 431 ـ ورواها عنه المجلسي في البحار: ج 45، ص 221، ح 3.
قال: بلى.
قلت: فلم سمّي القائم قائماً؟
قال: لما قتل جدّي الحسين عليه السلام ضجّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: الهنا وسيّدنا أتغفل عمّن قتل صفوتك، وابن صفوتك، وخيرتك من خلقك؟
فأوحى الله عزوجل اليهم: قروا ملائكتي، فو عزّتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين. ثمّ كشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين (عليه السلام) للملائكة فسرّت الملائكة بذلك، فاذا أحدهم قائم يصلّي فقال الله عزوجل: بذلك القائم أنتقم منهم(1).
وهو يوم(2) خروجه وظهوره عليه السلام.
كما روى الشيخ المفيد رحمه الله في الارشاد عن أبي بصير انّه قال:
" ينادى باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين(3)، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام "(4).
ويستفاد من مجموعة من الأخبار انّ من الأهداف العظيمة والفوائد الجليلة لظهوره عليه السلام هو الثأر والانتقام من قاتلي جدّه عليه السلام، بل من ذريّتهم، ويشفي قلوب المؤمنين، بل انّ حزن الملائكة لا ينقطع الّا في ذلك اليوم.
روى الشيخ العياشي عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال:
____________
1- راجع علل الشرائع (الصدوق): ص 160، باب 129، ح 1.
2- أي يوم عاشوراء.
3- قال المؤلف رحمه الله: " يعني من شهر رمضان ".
4- راجع الارشاد (الشيخ المفيد): ج 2، ص 379.