الصفحة 36
قائم بنصرة المذهب أصولاً وفروعاً، جبل من جبال العلم. إلى أمثال هذه من جمل الثناء عليه الواردة في كثير من معاجم التراجم.

11- الحافظ علىُّ بن الحسن أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفّى سنة 571 قال ابن كثير: أحد أكابر حفّاظ الحديث، ومن عني به سماعاً وجمعاً وتصنيفاً واطّلاعاً وحفظاً لأسانيده ومتونه. وإتقاناً لأساليبه وفنونه.

وقد تضافرت جمل الثناء عليه في جملة هامّة من كتب التراجم.

12- أبو عبد الله الفراوي ـ بضم الفاء نسبة إلى فراوة بلد قرب خوارزم - محمّد ابن الفضل بن أحمد الشافعي الصاعدي النيسابوري المتوفّى سنة 530 عن تسعين سنة. مسند خراسان، وفقيه الحرم، كان مفتياً مناظراً قال ابن السمعاني. ما رأيت في شيوخنا مثله. عدّه الحافظ ابن عساكر من مشايخه في مشيخته وقال، قرأت عليه بنيسابور غير مرّة.

13- الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي المتوفّى سنة 536 (1) من شيوخ ابن الجوزي قال في المنتظم، سمع منه الشيوخ والحفّاظ، وكان له يقظة ومعرفة بالحديث، وسمعت منه الكثير بقراءة شيخنا أبي الفضل ابن ناصر وأبي العلاء الهمداني وغيرهما وبقراءتي، وكان أبو العلاء يقول: لا أعدل به أحداً من شيوخ خراسان ولا العراق.

توجد ترجمته في عدّه من كتب التراجم وقد ذكرناه غير مرّة في كتابنا الغدير.

14- أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله أبو الحسين البزاز المعروف بابن النقور المتوفّى سنة 470 عن تسعين سنة من مشايخ الحافظ البغداي قال: كتبت عنه وكان صدوقاً، وقال ابن الجوزي: كان مكثراً صدوقاً ثقة متحرّيا فيما يرويه.

توجد ترجمته في كتب كثيرة.

____________

1- في طبقات السبكي: 538.


الصفحة 37
15- أبو الحسن ابن الجندي أحمد بن محمّد بن عمران البغداي المتوفّى سنة 396 عن تسعين سنة، ترجم له الحافظ في تاريخ بغداد وحكى عن العتيقي قوله: كان يرمى بالتشيّع وكانت له اصول حسان.

16- أبو روق الهزاني أحمد بن محمّد بن بكير البصري المتوفّى سنة 331 عن بضع وتسعين سنة.

17- أبو الفضل العبّاس بن الفرج الرياشي البصري قتله الزنج بالبصرة سنة 257 وله ثمانون سنة من رجال أبي داود، وثقّه الخطيب، ومسلمة بن قاسم، وابن السمعاني وابن العماد. وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: مستقيم الحديث.

بقية المصادر:

مقتل الحافظ الخوارزمي 1: 158، 159 باسناده عن الحافظ البيهقي، عن الحافظ الحاكم صاحب المستدرك الصحيح بالاسناد واللفظ.

وذكره فيص 162 بلفظ: حين أدخلت حسيناً على رسول الله فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكى، وأخبرها بقتله - إلى أن قال - ثمّ هبط جبرئيل في قبيل من الملائكة قد نشروا أجنحتها يبكون حزناً على الحسين، وجبريل معه قبضة من تربة الحسين تفوح مسكاً أذفر، فدفعها إلى النبىّ وقال: يا حبيب الله هذه تربة ولدك الحسين بن فاطمة، وسيقتله اللعناء بأرض كربلاء، فقال النبىّ، حبيبي جبرئيل! وهل تفلح امّة تقتل فرخي وفرخ ابنتي؟ فقال جبرئيل: لا، بل يضربهم الله بالاختلاف فتختلف قلوبهم وألسنتهم آخر الدهر.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ ص 154، الصواعق 115 وفي ط 190، الخصائص الكبرى 2: 125 عن الحاكم والبيهقي، كنز العمال 6: 223.

مصادر التراجم:

تاريخ البخاري الكبير 2 ق 2: 227، ج 3 ق 1: 326.

الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2 ق 1: 329، ج 2 ق 2: 266.

تاريخ بغداد، 1: 320، ج 2: 3، 4، ج 3: 362 - 364، 276، ج 4 381، ج 5:


الصفحة 38
77، ج 12: 138 - 140.

المنتظم 5: 5، 78، ج 6: 386، ج 7: 45، ج 8: 314، ج 10: 65، 98.

اللباب ج 1: 484، ج 2: 256، ج 3 290.

تاريخ ابن خلكان 1: 246، 363.

الكامل لابن الاثير ج 5: 364، ج 10: 20، ج 11: 177.

معجم الادباء ج 12: 44، 46.

طبقات السبكي 3: 3 - 5، ج 4: 62- 94، 204، 273 - 277.

انباء الرواة 2: 367 - متناً وتعليقاَ.

الانساب للسمعاني 264.

اخبار النحويين للسيرافي 89- 93.

تاريخ أبي الفداء ج 2: 48.

تلخيص ابن مكتوم ص 178.

طبقات ابن شهبه 2: 14 - 15.

تاريخ ابن كثير 11: 29 - 30، 232، ج 12: 294.

تذكرة الحفاظ للذهبي 2: 164، ج 3: 73 - 75.

النجوم الزاهرة 3: 27 - 28.

نزهة الألباب 262 - 264.

طبقات الزبيدي 67 - 69.

تهذيب التهذيب 4: 317، ج 5: 124، ج 6: 238 - 242، ج 9: 35 - 37، 59، 458، 498.

بغية الوعاة ص 275 - 276.

شذرات الذهب 2: 21، 66، 136، 160، 175، 329، ج 3: 26، 147، 335، ج 4: 112.


الصفحة 39

ـ 3 ـ
مأتم رأس السنة


لعلّ تجديد الذكرى بالمواليد والوفيات، والجري علي مواسم النهضات الدينيّة أو الشعبية العامّة، والحوادث العالمية الاجتماعية، وما يقع من الطوارق المهمّة في الطوائف والأحياء، بعدّ سنيها، واتّخاذ رأس كلّ سنة بتلكم المناسبات أعياداً وأفراحاً أو مأتماً وأحزاناً، وإقامة الحفل السارّ، أو التأبين، من الشعائر المطّردة، والعادات الجارية منذ القدم، دعمتها الطبيعة البشرية، وأسّستها الفكرة الصالحة لدى الامم الغابرة عند كلّ ملّة ونحلة قبل الجاهلية وبعدها وهلمّ جرّاً حتّى اليوم.

هذه مواسم اليهود والنصارى والعرب في أمسها ويومها، وفي الاسلام وقبله، سجّلها التاريخ في صفحاته.

وكأنّ هذه السنّة نزعة انسانية تنبعث من عوامل الحبّ والعاطفة، وتسقى من منابع الحياة، وتتفرّع على أصول التبجيل والتجليل والتقدير والاعجاب لرجال الدين والدنيا، أفذاذ الملأ وعظماء الامّة، إحياءً لذكرهم وتخليداً لاسمهم، وفيها فوائد تاريخية اجتماعية، ودروس أخلاقية ضافية راقية لمستقبل الأجيال، وعظات وعبر، ودستور عملىّ ناجع للناشئة الجديدة وتجارب واختبارات تولد حنكة الشعب، ولا تخصّ بجيل دون جيل ولا بفئة دون أخرى.

وإنّما الأيام تقتبس نوراً وازدهاراً، وتتوسّم بالكرامة والعظمة، وتكتسب سعداً ونحساً، وتتّخذ صبغة ممّا وقع فيها من الحوادث الهامّة، وقوارع الدهر ونوازله ولا ينبئنا التاريخ قطّ يوماً أجلّ وأعظم وأدهى حادثة من يوم الحسين السبط المفدّى ويوم نهضته المباركة الّتي يعتزّ بها كلّ مسلم غيور أبىّ شريف، وفيها دروس عالية تعتبر صفّا نهائيّا من الحكمة العملية في مدرسة التوحيد والتعبّد، كما تعدّ أبهى صورة جلية ناصعة كاملة من ترسيم الإباء والشمم والتفاني دون الله، وعملاً مثبتاً

الصفحة 40
في كسح عراقيل العيث والفساد عن مسير الإنسان السامي الصحيح، والتحاشي والتنزّه والتباعد عن الرذائل والدنايا، واصلاً مبرماًَ في كسر شوكة المعتدين ونكس أعلام الشرك والنفاق ودحض عادية الجور والظلم، وإنقاذ البشر عن اسارة الهوى السائد، وإعلاء كلمة التوحيد، كلمة الحقّ والصدق، كلمة الحياة السعيدة، والإنسانية السامية، وتمّت كلمة ربّك صدقاً وعدلاً لا مبدّل لكلماته.

فأحقّ يوم يبقى ذكره في التاريخ زاهراً غضّاً طريّاً دائماً أبد الدهر خالد مدى الدنيا لامّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو يوم الحسين بضعة رسول الله سيّد الأنبياء، وقطعة لحمه ودمه، وفلذة كبده، وقرّه عينه، وريحانته من الدنيا، وهو يوم الله الأكبر قبل كلّ أحد ويوم نبيّه، ويوم ضحيته وذبحه العظيم.

فلا بدع عندئذ أن نتلقّى بحسن القبول ما ذكره أبو المؤيّد الموفق الخوارزمي الحنفي المتوفّى سنة 568 في كتابه السائر الدائر: مقتل الامام السبط الشهيد، ج 1 ص 163 من رواية:

ولمّا أتى على الحسين م ولادته سنة كاملة، هبط على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر ملكاً محمرّة وجوههم، قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون: يا محمّد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل، وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزرقابيل قال: ولم يبق في السماء ملك إلاّ ونزل على النبىّ يعزّيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطى، ويعرض عليه تربته، والنبىّ يقول: اللّهمّ اخذل من خذله، واقتل من قتله ولا تمتّعه بما طلبه.

ولمّا أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبىّ في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك فقال: هذا جبريل يخبرني عن أرض بشاطىء الفرات يقال لها: كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة، فقيل: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل يقال له يزيد، لا بارك الله في نفسه، وكأنّي أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها، وقد أهدي رأسه، والله ما ينظر أحد الى رأس ولدي الحسين فيفرح الاّ خالف الله بين قلبه ولسانه - يعني ليس فى

الصفحة 41
قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة.

قال: ثم رجع النّبي من سفره ذلك مغموماً فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسين بين يدي مع الحسن، فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ورفع رأسه الى السماء...

2 8 8 إلى السماء وقال: اللّهمّ إنّي محمّد عبدك ونبيّك وهذان أطائب عترتي، وخيار ذرّيتي وارومتي، ومن أخلفهما بعدي. اللّهمّ وقد أخبرني جبريل بأنّ ولدي هذا مقتول مخذول، اللّهم فبارك لي في قتله، واجعله من سادات الشهداء، إنك على كل شىء قدير، اللّهمّ ولا تبارك في قاتله وخاذله.

قال: فضجّ الناس في المسجد بالبكاء، فقال النبىّ: أتبكون ولا تنصرونه؟ اللّهمّ فكن له أنت وليّاً وناصراً.

ثمّ ذكر عن ابن عباس خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أوبته من سفره قبل وفاته بأيّام، ولعلّها بعد رجوعه من حجّة الوداع يقرب لفظها ممّأ ذكرناه.

وربما يظنّ - وظنّ الألمعي يقين - أنّ تكرّر المأتم الّتي أقامها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيوت امّهات المؤمنين - كما تسمع حديثها بعيد هذا - إنّما كان على حلول الأعوام والسنين، إما نظراً إلى ميلاد الحسين السبط سلام الله عليه، أو إلى يوم استشهد فيه أو إلى هذا وذاك معاً سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تحويلا.


الصفحة 42

الصفحة 43

ـ 4 ـ
مأتم في بيت السيدة أم سلمة أم المؤمنين
بنعي جبريل (عليه السلام)


أخرج الحافظ الكبير أبو القاسم الطبرانىّ في (المعجم) وقال: حدّثنا علىّ بن سعيد الرازي اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة المروزي نا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي نا ابو غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لنسائه: لا تُبكوا هذا الصبي. يعني حسيناً. قال: وكان يوم أمّ سلمة، فنزل جبريل فدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الداخل وقال لامّ سلمة، لا تدعي أحداً أن يدخل علىّ فجاء الحسين فلمّا نظر إلى النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيت أراد أن يدخل فأخذته أمّ سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكّته، فلما اشتدّ في البكاء خلت عنه فدخل حتّى جلس في حجر النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال جبريل للنبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ امتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال: نعم يقتلونه. فتناول جبريل تربة فقال: مكان كذا وكذا، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد احتضن حسيناً كاسف البال، مهموماً. فظنّت امّ سلمة أنّه غضب من دخول الصبىّ عليه فقالت: يا نبىّ الله جعلت لك الفداء إنّك قلت لنا: لا تبكوا هذا الصبىّ، وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك، فجاء فخلّيت عنه، فلم يردّ عليها فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال: إنّ امّتي يقتلون هذا. وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه فقالا: يا نبىّ الله يقتلونه وهم مؤمنون؟!قال: نعم. وهذه تربته، فأراهم إيّاها. وذكره الحافظ الهيثمىّ في (المجمع) 9: 189 نقلاً عن الطبراني فقال: رواه الطبراني ورجاله موثقون. وفي بعضهم ضعف.


الصفحة 44

قال الأمينىّ:

ضعف بعض رجال الاسناد عند بعض من دون بيان وجه الضعف بعد ثقتهم لا يعبأ به ولا يضرّ بالحديث كما هو المقرّر في اصول الفنّ. على أنّ الاحتجاج به في مثل المقام سائغ متّفق عليه كما نصّ عليه أعلام الفقه والحديث.

ولعلّ الهيثمىّ يومىء إلى علىّ بن سعيد الرازىّ المتوفّى 299 شيخ الحديث المعروف بعليّان كان حافظاً رحّالاً جوّالاً، يفهم ويحفظ. قال ابن يونس في تاريخه تكلّموا فيه. وكان من المحدّثين الأجلاّء. وكان يصحب السلطان، ويلي بعض الولاة وعقّب ابن حجر كلمة ابن يونس وقال: لعلّ كلامهم فيه من جهة دخوله في أعمال السلطان. وحكى حمزة بن محمّد الكتاني: أنّ عبد الله بن أحمد الجواليقى كان يعظّمه وقال مسلمة ابن قاسم: يعرف بعليّان وكان ثقة عالماً بالحديث، حدّثني عنه غير واحد وقال أبو أحمد ابن عدي: قال لي الهيثم الدورىّ: كان يسمع الحديث مع رجاء غلام المتوكلّ وكان من أراد أن يأذن له أذن له، ومن أراد أن يمنعه منعه، قال: وسمعت أحمد بن نصر يقول: سألت عنه أبا عبيد الله بن أبي خيثمة فقال: عشت إلى زمان أسأل عن مثله.(1) وبقية رجال الاسناد لم نعرف فيهم جرحاً. وعلىّ بن الحسين بن واقد المتوفّى 211 من رجال أربع من الصحاح. ومن رجال البخارىّ في الأدب المفرد ومسلم في المقدّمة.

والحسين بن واقد أبو عبد الله القاضي المتوفّى 159 من رجال الصحاح غير البخاري وهو في التايخ. وثقّه غير واحد.

وأبو غالب البصرىّ اسمه حزوّر صاحب أبي أمامة الباهلي. من رجال عدّة من الصحاح، وثّقه غير واحد. وصحّح حديثه غيرهم.

____________

1- لسان الميزان 4: 231.


الصفحة 45

مصادر التراجم:

تاريخ البخاري الكبير 1 ق 2: 386، ج 3 ق 2: 267، طبقات ابن سعد 7 ق 2: 7، 104، الجرح والتعديل لابن ابي حاتم 1 ق 2: 66، ج 3 ق 1: 179، تذكرة الحفاظ للذهبي 2: 284، تهذيب التهذيب 2: 373، ج 7: 308 ج 12: 197، تذهيب الخزرجي ص 72، 131، 393، شذرات الذهب 2: 27 232، لسان الميزان 4: 231.

صورة موجزة باسناد آخر:

أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام قال: اخبرنا ابو بكر محمّد بن عبد الباقي أنا أبو محمّد الحسن بن علي إملاء.

ح: وأخبرنا أبو نصر ابن رضوان، وأبو غالب أحمد بن الحسن، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد قالوا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي أنا أبو بكر ابن مالك أنا ابراهيم بن عبد الله حجاج ناحماد عن ابان عن شهر بن حوشب عن امّ سلمة قالت: كان جبريل عند النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسين معي فبكى فتركته فدنا من النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال جبريل: أتحبّه يا محمّد؟ فقال: نعم. قال: إنّ امّتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض الّتي يقتل بها، فأراه إيّاه فاذا الأرض يقال لها: كربلاء.


الصفحة 46

الصفحة 47

ـ 5 ـ
مأتم آخر في بيت السيدة أم سلمة بنعي جبريل (عليه السلام)


اخرج الحافظ الكبير أبو القاسم الطبراني (المعجم الكبير) لدى ترجمة الحسين السبط (عليه السلام) وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني عباد بن زياد الأسدي، نا عمرو بن ثابت عن الأعمش عن أبي وايل شقيق بن سلمة عن أمّ سلمة قالت: كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبىّ صلى الله عليه في بيتي فنزل جبريل (عليه السلام) فقال: يا محمّد إنّ امّتك تقتل ابنك هذا من بعدك، فأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضمّه إلى صدره، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : وديعة عندك هذه التربة، فشمّها رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: ريح كرب وبلاء.

قالت: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا أمّ سلمة إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قتل، قال: فجعلتها أمّ سلمة في قارورة. ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوماً تحوّلين دماً ليوم عظيم.

وأخرج: الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ الشام) قال: أخبرنا أبو علي الحدّاد وغيره - اجازة - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذه، نا سليمان ابن أحمد - يعني الحافظ الطبراني - نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، بالاسناد واللفظ غير أنّ فيه: ويح كرب وبلا. مكان: ريح كرب وبلا.

وأخرج الحافظ الكنجىّ في (الكفاية) ص 279 قال: وأخبرنا الحافظ يوسف ابن خليل بن عبد الله الدمشقى بحلب، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أبي زيد الكراني، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية، أخبرنا أبو بكر محمّد

الصفحة 48
بن عبد الله بن زيده(1) أخبرنا الحافظ أبو القاسم سليمان ابن أحمد الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل بالاسناد وبلفظ ابن عساكر.

اسناد الطبراني يحتج به، رجاله:

1- عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني أبو عبد الرحمن البغداي المتوفّى 290 قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً، ووثّقه النسائي والدارقطني وأبو حاتم وآخرون.

2- عباد بن زياد الأسدي الساجي، قال أبو داود: صدوق.

3- عمرو بن ثابت البكري أبو محمّد الكوفي المتوفى 172، قال أبو داود في السنن 1: 26: رافضىّ رجل سوء لكنه كان صدوقاً في الحديث. وعنه أيضاً ليس يشبه حديثه أحاديث الشيعة. قال ابن حجر: يعني أنّ أحاديثه مستقيمة. وقال في موضع آخر: ليس في حديثه نكارة، وقال البزاز: كان يتشيّع. وقال الساجي: مذموم كان ينال من عثمان ويقدّم علياً على الشيخين.

كثرت القالة لدة هذه في مذهب الرجل. وكلّها تخرج عن اصول الجرح والتعديل ولا يعبأ بها مهما كان الرجل صدوقاً، وأحاديثه مستقيمة ولم يك فيها نكارة.

4- الأعمش سليمان بن مهران الكوفىّ الأسدىّ أبو محمّد المتوفّى 145/ 8 من رجال الصحاح الستّ. وثقّه ابن معين، والنسائي. قال: ثقة ثبت. وقال الخريبي: مات يوم مات وما خلف أحداً من الناس أعبد منه، وكان صاحب سنّة.

5- شقيق بن سلمة الأسدي أبو وايل الكوفي المتوفّى 82. من رجال الصحاح الستّ، وثقّه ابن معين وقال: لا يسأل عن مثله. ووثقّه وكيع، وابن سعد وآخرون. وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ثقة.

____________

1- كذا في تاريخ الشام والكفاية والصحيح: ريذه.


الصفحة 49

مشيخة ابن عساكر:

1- أبو علي الحداد الحسن بن أحمد الاصبهانىّ المقرىء المتوفى 515 عن ستّ وتسعين سنة، مسند الوقت، كان مع علوّ اسناده أوسع أهل وقته رواية. وكان خيراً صالحاً ثقة، وثقّه جمع.

2- أبو بكر بن ريذة محمّد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني المتوفّى 440، قال يحيى بن مندة: ثقة أمين. كان أحد وجوه الناس، وافر العقل، كامل الفضل. مكرّماً لأهل العلم. إلى غيرها من جمل الثناء عليه.

مشيخة الكنجى:

1- الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى 648، قال أبو الفرج الدمشقى في ذيل طبقات الحنابلة: كان إماماً حافظاً ثقة ثبتاً عالماً، واسع الرواية، جميل السيرة، متّسع الرحلة. وقال الذهبي: هو يدخل في شروط الصحيح. إلى كلمات آخرى في الثناء عليه.

2- أبو عبد الله محمّد بن أبي زيد الكراني الاصبهاني المتوفّى 597 عن مائة سنة.

3- فاطمة الجوزدانية امّ إبراهيم بنت عبد الله بن أحمد الاصبهاني المتوفّاة 524 عن تسع وتسعين سنة، محدّثة ذات دين وصلاح، يروي عنها امّة من الحفّاظ الجلّة، وقرأ عليها جمع من مشايخ الحديث.

وفي مقتل الخوارزمى:

فيص 170: قيل لما أتى جبريل بالتربة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من موضع يهراق فيه دم أحد ولديه ولم يخبر باسمه، شمّها وقال: هذه رائحة ابني الحسين وبكى فقال جبريل: صدقت.


الصفحة 50

معاجم التراجم:

تاريخ البخاري 2 ق 2: 38، الجرح والتعديل 2 ق 1: 146، 371 وج 2 ق 2:، تاريخ بغداد 9: 3 - 13، 268 - 271، 375.

المنتظم 9: 228، ذيل طبقات الحنابلة لأبي الفرج الدمشقي 2: 244، 245 تذكرة الحافظ للذهبي 4: 195، دول الاسلام له 2: 30، النجوم الزاهرة 5: 46 ج 6: 180، ج 7: 22، مرآة الجنان 3: 211، 232، تهذيب التهذيب 4: 361 363، ج 4 222- 226، ج 5: 94، 141، 143، ج 8: 9، شذرات الذهب 3: 265، ج 4: 47، 69، 332، ج 5، 243، اعلام النساء 3: 1166، تكملة ابن الصابوني (التعليق) ص 109.

لفت نظر:

ذكر الحافظ جمال الدين الزرندىّ في نظم الدرر ص 215 حديثاً عن هلال بن خباب(1) أحسبه صورة أخرى من هذا المأتم. واليك نصّه:

وفي رواية هلال بن خباب: انّ جبريل كان عند النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء الحسن والحسين فوثبا على ظهره فقال النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لامّهما: ألا تشغلين عنّي هذين. فأخذتهما ثمّ أفلتا فجاءا فوثبا على ظهره فأخذهما فوضعهمافي حجره...

بن خباب: فلما أصبح الحسين في المكان الذي أصيب فيه واحيط به اتي بنبطىّ فقال له الحسين: ما اسم هذه الأرض؟ قال: أرض كربلاء قال صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرض كرب وبلاء وقال لأصحابه: ضعوا رحالكم، مناخ القوم، مهراق دمائهم.

____________

1- هلال بن خباب العبدي ابو العلاء البصري سكن المدائن ومات بها سنة 144 قال احمد امام الحنابلة: شيخ ثقة. ووثقه ايضاً ابن معين، ويعقوب بن سفيان، ويحيى القطان، وغيرهم. والحديث مرسل وهلال يروى عن الحسن بن محمّد بن الحنفية. من رجال الصحاح الست، وهو يروى عن ابيه محمّد بن الحنفية من رجال الصحاح الست، وهو عن ام سلمة ام المؤمنين.


الصفحة 51

ـ 6 ـ
مأتم آخر في بيت السيدة أم سلمة بنعي ملك المطر


أخرج الامام أحمد في المسند 3: 242 قال: حدّثنا مؤمل، ثنا عمارة بن زاذان ثنا ثابت عن أنس بن مالك: أنّ ملك المطر استأذن ربّه أن يأتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذن له فقال لأمّ سلمة: املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى منكبه وعلى عاتقه قال: فقال الملك للنبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) :أتحبّه، قال: نعم. قال: أما إنّ امّتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أمّ سلمة فصرّتها في خمارها، قال: قال ثابت: بلغنا أنّها كربلاء.

وأخرج في المسند 3: 265 عن عبد الصمد بن حسان عن عمارة بالاسناد. وأخرجه الحافظ أبو يعلى في مسنده قالك حدّثنا شيبان نا عمارة بن زاذان بالاسناد بلفظ: استأذن ملك القطر ربّه أن يزور النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذن له وكان في يوم أمّ سلمة فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا أمّ سلمة احفظي علينا الباب، لا يدخل علينا أحد قال: فبينا هي علي الباب إذ جاء الحسين بن علىّ فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يلتزمه ويقبّله، فقال الملك: أتحبّه؟ قال: نعم. قال: إنّ امّتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه؟ قال: نعم. قال: فقبض قبضة من المكان الّذي قتل فيه فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته امّ سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: فكنّا نقول إنّها كربلاء.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في الدلائل 3: 202 عن محمّد بن الحسن بن كوثر عن بشر بن موسى عن عبد الصمد بن حسان عن عمارة بالاسناد واللفظ فقال: وفي رواية سليمان بن أحمد: فشمّها رسول الله فقال: ريح كرب وبلاء. فقال: كنا نسمع انّه يقتل بكربلاء.


الصفحة 52
الأسانيد لأحمد وأبي يعلى وأبي نعيم صحيحة رجالها كلّهم ثقات، ألا وهم:

1- مؤمل بن إسماعيل العدوىّ أبو عبد الرحمن البصرىّ نزيل مكّة المتوفّى 205 / 6 من رجال غير واحد من الصحاح. وثقّه ابن معين والدارقطني وابن سعد وابن راهويه وغيرهم.

2- عمارة بن زاذان الصيدلاني أبو سلمة البصرىّ. من رجال أبي داود والترمذي وابن ماجة والبخاري في الأدب المفرد. وثقّهُ أحمد الامام، ويعقوب بن سفيان، والعجلي وغيرهم.

3- ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري المتوفّى 127 من رجال الصحاح الستّ وثقّه جمع، مذكور غير مرّة.

4- عبد الصمد بن حسان، صالح الحديث صدوق ثقة، ذكره البخارىّ في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3: 51، وابن حبّان في الثقات.

5- شيبان بن فروخ ابن أبي شيبة أبو محمد الأبّلي المتوفّى 235، ويقال غير ذلك، من رجال مسلم وأبي داود والنسائي، وثقّه أحمد بن حنبل ومسلمة وأثنى عليه غيرهما بالصدق والصلاح. هؤلاء رجال اسناد أحمد وأبي يعلى وأبي نعيم وهم ثقات وفي رجال أبي نعيم من يأتي بعيد هذا وهو بشر الثقة.

وأخرجه الحافظ الطبراني في الجزء الأوّل من المعجم الكبير لدى ترجمة الحسين السبط (عليه السلام) قال: حدّثنا بشر بن موسى نا عبد الصمد بن حسان المروزي.

ح: وحدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ومحمّد بن محمد التمّار البصري، وعبدان بن أحمد قالوا: ثنا شيبان بن فروخ باسناده المذكور، بلفظ:

استأذن ملك القطر ربه عزّ وجلّ أن يزور النبىّ صلى الله عليه فأذن له فجاء وهو في بيت أمّ سلمة فقال: يا امّ سلمة احفظي عليا الباب لا يدخل علينا أحد، فبينا هم على الباب إذ جاء الحسين ففتح الباب فجعل يتقفّز على ظهر النبىّ صلى الله عليه والنبىّ صلّى الله عليه يلتثمه ويقبّله، فقال له الملك: تحبّه يا محمد؟ قال:


الصفحة 53
نعم. قال: أما إنّ امّتك ستقتله، وإن شئت أن أُريك من تربة المكان الّذي يقتل فيها، قال: فقبض قبضة من المكان الّذي يقتل فيه، فأتاه بسهلة حمراء فأخذته امّ سلمة فجعلته في ثوبها، قال ثابت: كنا نقول: إنّها كربلاء.

اسناد صحيح، رجاله رجال الصحاح عن مشايخ ثقات، ألا وهم:

1- بشر بن موسى بن صالح الأسدي البغدادي المتوفّى 288 عن ثماني وتسعين سنة، كان ثقة أميناً عاقلاً ركيناً، وثقّه جمع.

2- محمد بن عبد الله الحضرمىّ أبو جعفر الكوفي الشهير بمطين المتوفّى 297 حافظ ثقة شهير.

3- محمد بن محمد أبو جعفر التمّار البصرىّ المتوفّى 298 ذكره ابن حبان في الثقات.

4- أبو محمد عبدان بن أحمد بن موسى الجواليقي المتوفّى 306، إمام حافظ ثقة كان يحفظ مائة ألف حديث.

توجد تراجم هؤلاء الأعاظم في المعاجم المشهورة السائرة الدائرة.

وأخرجه الحافظ البيهقىّ في دلائل النبوّة في باب اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتل الحسين قال: أخبرنا علىّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار، حدّنا بشر بن موسى، حدّثنا عبد الصمد بن حسان بالاسناد بلفظ:

استأذن ملك المطر أن يأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذن له فقال لامّ سلمة: احفظي علينا الباب لا يدخلني أحد، قال: فجاء الحسين بن علىّ فوثب حتّى دخل فجعل يقع على منكب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال الملك: أتحبّه، قال النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) :نعم. قال: فانّ امّتك تقتله وإن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه قال: فضرب بيده وأراه تراباً أحمر فأخذته أمّ سلمة فصرّته في طرف ثوبها، فكنّا نسمع أن يقتل بكربلاء.

فقال: وكذلك رواه شيبان بن فروخ عن عمارة بن زاذان.

وأخرجه الفقيه ابن المغازلىّ الواسطىّ في (المناقب) عن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا شيبان بن فروخ، حدّثنا عمارة. بالاسناد شطراً منه.


الصفحة 54
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي أنا الحسين بن علىّ أنا أبو الحسين أبن المظفّر أنا محمّد بن محمّد بن سليمان نا شيبان بالاسناد، وبلفظ أبي يعلى غير أنّ فيه: فدخل فجعل يتوثّب على ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يلثمه ويقبّله. وقال: أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيّوب نا أبو الحسين محمّد بن علىّ المهتدي بالله.

ح: وأخبرنا أبو غالب ابن البنا انا أبو الغنايم عبد الصمد بن علىّ قالا: أنا عبيد الله بن محمّد بن اسحاق أنا عبد الله بن محمّد انا أبو محمّد شيبان بن أبي شيبة بالاسناد بلفظ الطبراني. فقال:

وأخبرناه أبو المظفر القشيرىّ أنا ابو سعد محمّد بن عبد الرحمن نا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى ناشيبان بن فروخ باسناد أبي يعلى ولفظه المذكور. وذكره الحافظ المحبّ الطبرىّ في ذخائر العقبى ص 146 146، 147 عن البغوي في معجمه، وأبي حاتم في صحيحه وأحمد في مسنده.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ الشام 4: 325 وفي لفظه فجعل رسول الله - يلثمه ويقبّله فقال: وفي رواية: أنّ النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لامّ سلمة: هذه التربة وديعة عندك فاذا تحوّلت دما فاعلمي أنّ ابني قد قتل، فجعلتها امّ سلمة في قارورة ثمّ جعلت تنظر اليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوماً تتحوّلين فيه دماً ليوم عظيم.

وذكره الحافظ العراقىّ في طرح التثريب 1: 41 عن أحمد. والحافظ الهيثمىّ في المجمع 9: 187، 190 عن أحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني فقال: ورجال اسناد ابي يعلى رجال الصحيح إلاّ عمارة بن زاذان وثقّه جماعة وفيه ضعف، وبقيّة رجال أبي يعلى رجال الصحيح. والقرطبي في مختصر التذكرة ص 119 عن أحمد.

والحافظ ابن حجر في (الصواعق) ص 115 عن البغوي في معجمه، فقال: وأخرجه أبو حاتم في صحيحه، وروى أحمد نحوه، وروى عبد بن حميد وابن أحمد نحوه ايضاً لكن فيه: أنّ الملك جبريل، فإنّ صحّ فهما واقعتان. وزاد الثاني

الصفحة 55
أيضاً انه (صلى الله عليه وآله وسلم) :شمّها وقال: ريح كرب وبلاء. وفي رواية الملاّ وابن أحمد في زيادة المسند قالت: ثمّ ناولني كفّاً من تراب أحمر وقال: إنّ هذا من تربة الأرض الّتي يقتل بها، فمتى صار دماً فاعلمي أنّه قد قُتل، قالت أمّ سلمة: فوضعته في قارورة عندي وكنت أقول: إنّ يوماً يتحوّل فيه دماً ليوم عظيم. وفي رواية عنها: فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دماً. وفي أخرى(1) ثمّ قال يعنى جبريل: ألا اريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قارورة، قالت امّ سلمة: فلما كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلاًيقول:


أيّها القاتلون جهلاً حسيناًأبشروا بالعذاب والتذليل
قد لعنتم على لسان ابن داودموسى وحامل الإنجيل

قالت: فبكيت وفتحت القارورة فاذا الحصيات قد جرت دماً.

وحكاه أيضاً في كتابه (أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل) شرح كتاب الشمائل للحافظ الترمذي صاحب الصحيح عن البغوي فقال: عن أنس:استأذن ملك ربّه أن يزور النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذن له وكان في يوم أمّ سلمة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: احفظي علينا لا يدخل أحد فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين فاقتحم. فوثب على رسول الله لله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجعل (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبّله ويلثمه فقال له الملك: أتحبّه؟ قال: نعم، قال: إنّ امّتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الّذي يقتل به، فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذت أمّ سلمة التراب فجعلته في ثوبها. قال ثابت:(2) كنّا نقول: إنّها كربلاء وخرّجه ابو حاتم في صحيحه، ورواه أحمد بنحوه، وزاد الملاّ: ثمّ ناولني كفّاً من تراب أحمر وقال: إنّ هذا من تربة الأرض الّتي يقتل بها فمتى صار دماً فاعلمي أنّه قد قتل.قالت: فوضعته في قارورة عندي أقول: إنّ يوماً يتحوّل فيه دماً ليوم عظيم.

فاستشهد بكربلاء من أرض الفرات بناحية الكوفة، قتله سنان ابن أنس النخعي

____________

1- من هنا الى آخر الحديث الى قوله: قد جرت دماً، ذكره جمال الدين الزرندي في نظم الدرر ص:217 حرفياً.

2- هو ثابت بن اسلم البناني المذكور راوي الحديث.