الصفحة 111

ـ 20 ـ
مأتم يوم عاشوراء


أخرج إمام الحنابلة أحمد في (المسند) 1: 283 قال حدّثنا عفّان ثنا حمّاد هو ابن سلمة انا عمّار عن ابن عباس قال: رأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وامّي يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه، لم.أزل ألتقطه منذ اليوم، فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم.

وأخرجه أيضا في (المسند) عن عبد الرحمن عن حماد بن سلمة بالاسناد بلفظ فيه بعض التغيير في بعض ألفاظه.

اسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، الا وهم:

1- عفّان بن مسلم أبو عثمان البصري المتوفّى 220، من رجال الصحاح الستّ المتفّق على ثقته.

2- حمّاد بن سلمة البصري أبو سلمة المتوفّى 167. من رجال الصحاح الستّ أحد أئمّة المسلمين، متّفق على ثقته.

3- عمّار بن أبي عمّار المكّي المتوفّى في ولاية خالد بن عبد الله القسرىّ على العراق، من رجال الصحاح الستّ غير البخاري، وثّقه أحمد وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم.

وأخرجه الحافظ الطبراني في الجزء الأوّل من المعجم الكبير قال: حدّثنا علىّ بن عبد العزيز، وأبو مسلم الكشىّ قالا: نا حجّاج بن المنهال.

وحدّثنا أبو مسلم الكشي نا سليمان بن حرب قالا: نا حماد بن سلمة بالاسناد المذكور واللفظ.


الصفحة 112

رجال الاسناد رجال الصحاح، ومشايخه كلهم ثقات، ألا وهم:

1- علىّ بن عبد العزيز أبو الحسن البغوي المتوفّى 286 فقيه الحرم وشيخه كان ثقة ثبتاً متّفقاً عليه.

2- أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي الكجي البصري المتوفّى 292 حافظ صاحب السنن، مسند الوقت ثقة، أثنى عليه جمع من رجال معاجم التراجم.

3- حجّاج بن المنهال أبو محمّد السلمي الأنماطي المتوفّى 217 / 6 من رجال الصحاح الستّ وثّقه أحمد وأبو حاتم، والعجلي، والنسائي، وابن قانع، وغيرهم.

4- سليمان بن حرب الأزدي أبو تراب البصري المتوفّى 224 من رجال الصحاح الستّ، وثّقه النسائي، وابن خراش، وابن سعد، وابن قانع وآخرون وقال أبو حاتم كان سليمان قلّ من يرضى من المشايخ فاذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنّه ثقة.

وأخرجه ايضاً في الجزء الثالث من المعجم الكبير قال: حدّثنا علىّ ابن عبد العزيز، وأبو مسلم قالا: نا حجّاج بن المنهال.

ح: وحدّثنا يوسف القاضي نا سليمان بن حرب قالا: نا حمّاد بن سلم.

بالاسناد واللفظ.

وأخرجه الحافظ البيهقىّ في دلايل النبوةّ قال: أخبرنا أبو الحسن علىّ بن محمّد المقري، أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق حدّثنا بن يعقوب حدّثنا سليمان ابن حرب بالاسناد واللفظ.

وأخرجه أيضاً في باب رؤية النبىّ في المنام، قال:

أخبرنا أبو الحسن علىّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار حدّثنا بشر بن موسى الأسدي حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب حدّثنا حمّاد بالاسناد واللفظ.

وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 4: 397 عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن

الصفحة 113
بالويه عن بشر بن موسى الأسدي، عن الحسن بن موسى الأشيب عن حمّاد بن سلمة. بالاسناد واللفظ فقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وأخرجه الحافظ الخطيب في (تاريخ بغداد) 1: 142 باسناده عن حمّاد بن سلمة بالاسناد واللفظ.

وأخرجه الحافظ أبو عمر في (الاستيعاب) 1: 144 من طريق الحافظ أبي بكر ابن أبي شيبة عن عفّان بن مسلم بالاسناد واللفظ. فقال: وهذا البيت زعموا قديماً لا يدرى قائله:


أترجو امّة قتلت حسيناًشفاعة جدّه يوم الحساب

وبكى الناس الحسين فأكثروا.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في (تاريخ الشام) 4: 340 عن امّ الكتاب وهو مخطوط ولدينا نسختها.

وأخرجه الحافظ العراقي في (طرح التثريب) 1: 42 عن أحمد وفي ذيله: قال عمّار: فحفظنا ذلك فوجدناه قتل ذلك اليوم.

وأخرجه أبو القاسم الطلحي الاصبهاني في (سير السلف) وقفنا عليه في مكتبة جامعة علي گره بالهند.

وأخرجه أبو السعادات ابن الأثير في (أسد الغابة) 2: 22، وفي كتاب: المختار من مناقب الأخيار.

وأخرجه جمال الدين الزرندي في (نظم الدرر) ص 217 من طريق أحمد ولفظه فقال:

وفي رواية: أنّ ابن عباس كان في قايلة له فانتبه من قايلته وهو يسترجع ففزع أهله، فقالوا: ما شأنك؟ مالك؟

قال: رأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتناول من الأرض شيئاً فقلت: بأبي وأمّي يا رسول الله ما هذا الذي تصنع؟


الصفحة 114
قال: دم الحسين أرفعه إلى السماء.

هذه الرواية ستوافيك باسنادها.

وأخرجه الحافظ الكنجي في (الكفاية) ص 210 فقال: هكذا أسنده الجوهري في كتابه عن أحمد بن حنبل وهو في مسنده.

وذكره الحافظ المحبّ الطبري في (ذخائر العقبى) ص 148 فقال: خرّجه ابن بنت منيع، وأبو عمر والحافظ السلفي.

وأبو الفضائل عمر الأرزنجاني في (نزهة الأبرار) وقفنا عليه بالهند.

وأخرجه أبو المظفّر السبط في (التذكرة) ص 152 باسناده من طريق الحافظ محمّد بن عمر.

والحافظ العراقي في طرح التثريب 1: 42 عن أحمد في المسند.

وذكره الحافظ الهيثمي في (المجمع) 9: 194 فقال: رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح.

والحافظ ابن حجر في (الصواعق) ص 116، بلفظ أحمد.

والخطيب العمري في (مشكاة المصابيح) 2: 126، وتاريخ الخلفاء ص 139 عن أحمد البيهقي في الدلائل.

والسيد الشيخاني في (الصراط السوي) عن أحمد وعبد بن حميد، باللفظين المذكورين.

والشعراني في (مختصر تذكرة القرطبي) ص 120 فقال: قال الامام القرطبي: وهذا سند صحيح لا مطعن فيه. قال ابن عباس: وساق القوم حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك اليوم كما تساق الاسارى حتّى إذا بلغوهم إلى الكوفة خرج الناس وجعلوا ينظرون اليهم، وكان في الأسارى يومئذ علىّ بن الحسين رضي الله عنهما، وكان شديد المرض، قد جمعت يداه إلى عنقه، وزينب بنت علىّ من فاطمة الزهراء واختها أمّ كلثوم، وفاطمة وسكينة بنتا الحسين، وساق الفسقة معهم رؤس القتلى، وكان محمّد ابن الحنفيّة رضي الله عنه يقول:


الصفحة 115
قتل مع الحسين بن علىّ ستّة عشر رجلا كلّهم من ولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها(1) وكان الحسن البصري رضي الله عنه يقول: قتل مع الحسين بن علي ستّة عشر رجلاً من أهل بيته، لم يكن على وجه الأرض لهم شبيه وقال غيره: إنّه قتل مع الحسين بن علي من ولده وأخويه وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلاً. ا هـ.

والقرماني في تايخه ص 109، وصحّحه الاسناد أحمد محمّد شاكر في تعليق مسند أحمد 4: 26: 190 ط 2.

اسناد آخر من مأتم يوم عاشوراء

أخرج الحافظ الترمذىّ في الجامع الصحيح 13: 193 قال: حدّثنا أبو سعيد الأشجُّ، حدثنا أبو خالد الأحمر، حدثنا رزين قال: حدّثتني سلمى قالت: دخلت على امّ سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - تعني في المنام - وعلى رأسه ولحيته الترا ب فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفاً.

اسناد جيد يحتج به، رجاله:

1- أبو سعيد الأشجّ: عبد الله بن سعيد الكندي الكوفي المتوفّى 257 / 6 من رجال الصحاح الستّ، قال أبو حاتم: ثقة صدوق. وقال أيضا: إمام زمانه. ووثّقه الخليلىّ ومسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وأثنى عليه النسائي بالصدق.

2- أبو خالد الأحمر: سليمان بن حيّان الأزدي الكوفي المتوفّى 189 / 90

____________

1- حديث محمّد بن الحنفية اخرجه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ: لقد قتل معه سبعة عشر ممن ارتكض في رحم فاطمة رضي الله عنها، وبهذا اللفظ ذكره جمع من الاعلام.


الصفحة 116
من رجال الحصاح الستّ، وثّقه ابن معين، وابن سعد، وابن المديني، وأثنى عليه الرفاعي بالثقة الأمين، وقال العجلي: ثقة ثبت صاحب سنّة، وقال أبو حاتم: صدوق.

3- رزين - بالفتح الراء المهملة - ابن حبيب الجهني البكري الكوفي، من رجال الترمذىّ، وثّقه أحمد وابن معين، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس به بأس.

4- سلمى البكريّة مولاة لبكر بن وائل، روت عن عائشة وامّ سلمة صحيح الحديث يعدّ حديثها من الصحاح.

وأخرج: الحاكم في (المستدرك) 4: 19 قال أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني بالكوفة ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا أبو خالد الأحمر حدّثني رزين حدّثتني سلمى قالت: دخلت على أمّ سلمة وهي تبكي. الحديث.

مشيخة الحاكم:

1- ابو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن السكوني الكوفي، من مشايخ الحافظ الدارقطني، وأبي عبد الله الحاكم وغيرهما من الحافظ.

2- محمّد بن عبد الله الحضرمىّ الكوفي المعروف بمطين المتوفى 297 حافظ ثقة، توجد ترجمته في تذكرة الحفّاظ ومعاجم أخرى ذكرناه غير مرة.

3- أبو كريب محمّد بن العلاء الهمداني الكوفي المتوفى 248 حافظ ثقة من رجال الصحاح الستّ، متّفق عليه.

وأخرج:الحافظ البيهقىّ في (دلايل النبوّة) لدى باب رؤية النبىّ في المنام قال: أخبرنا عبد الله الحافظ أخبرنا أحمد بن علي المقري، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، حدّثنا أبو سعيد الأشجُّ، حدّثنا أبو خالد الأحمر، حدّثنا رزين قال: حدّثتني سلمى

الصفحة 117
قالت: دخلت على امّ سلمة وهي تبكي الحديث.

مشيخته:

أبو عبد الله الحافظ هو الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين محمّد بن عبد الله الضبىّ النيسابوري المتوفّى 405 وثّقه جمع، وأثنى عليه آخرون، ذكرناه غير مرّة.

أحمد بن علىّ المقري أبو حامد بن حسنويه النيسابورىّ المتوفّى 350 سمع أبا عيسى الترمذي، وأبا حاتم الرازي، كان من المجتهدين في العبادة صحيح السماع كما قاله الحاكم.

وأخرج: الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام لدى ترجمة الامام السبط الشهيد قال:

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علىّ بن عبد الله الضمري، وأبو بكر ناصر ابن أبي العباس ابن علي الصيدلاني بهراة قالا: انا أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز محمّد الفارسي انا أبو محمّد ابن أبي شريح انا يحيى بن صاعد أنا أبو سعيد الأشج انا أبو خالد الأحمر حدّثني رزين حدّثتني سلمى قالت: دخلت على امّ سلمة وهي تبكي. الحديث. ويوجد في تهذيب التاريخ 4: 340 محذوف الاسناد.

مشيخته:

1- أبو الفتح محمّد بن علىّ بن عبد الله بن أبي الحسن المصري الواعظ الهروي، كذا ذكره الحافظ ابن عساكر في مشيخته قرأ عليه بجوبار قرية من قرى هراة.

2- ناصر بن أبي عباس بن علىّ أبو بكر الصيدلاني، قرأ عليه الحافظ في جامع هراة كما ذكره في مشيخته.

3- محمّد بن عبد العزيز بن محمّد أبو عبد الله الفارسي الفقيه المتوفّى 472،

الصفحة 118
قال تغري بردي: كان إماماً فقيهاّ نحويّاً محدّثاً.

4- عبد الرحمن بن أبي شريح أبو محمّد الأنصاري المتوفّى 392، كان عالي الاسناد رحل إليه الطلبة.

5- يحيى بن محمّد بن صاعد أبو محمّد مولى أبي جعفر المنصور البغدادي المتوفّى 318، قال الدارقطني: ثقة ثبت حافظ، وقال الذهبي: حافظ إمام ثقة. وقال ابن الجوزي: كان ثقة مأموناً من كبار حُفّاظ الحديث، ومّمن عني به، وله تصانيف في السنن تدلّ على فقهه وفهمه.

وأخرج: الحافظ الكنجي في (الكفاية) ص 286 قال:

أخبرنا سيّدنا وشيخنا بقيّة السلف علامّة الزمان، شافعىّ العصر، حجّة الاسلام شيخ المذاهب أبو محمّد عبد الله بن أبي الوفاء البادرائي عن الحافظ أبي محمّد عبد العزيز بن الأخضر، أخبرنا أبو الفتح الكروخي.

وأخبرنا القاضي العالم، صدر الشام أبو العرب إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن الخزرجي بدمشق أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن معمر، أخبرنا أبو الفتح عبد الملك الكروخي، أخبرنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وغيره، أخبرنا أبو محمّد الجراحي، أخبرنا أبو العباس محمّد المحبوبي، أخبرنا الامام الحافظ أبو عيسى محمّد بن عيسى عن أبي سعيد الأشج بالاسناد واللفظ. فقال: هذا لفظ الترمذي في جامعه، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده، وذكره الحاكم في مستدركه.

مشيخته:

1- أبو محمّد نجم الدين عبد الله بن أبي الوفاء محمّد البادرائي الشافعي الفرضي المتوفّى 655، كان إماماً عالماً دينّا صدراً محتشماً جليل القدر.

2- الحافظ أبو محمّد بن الأخضر عبد العزيز بن محمود الجنابذي - بفتح

الصفحة 119
الجيم قرية بنيسابور - الحنبلي البغدادي المتوفّى 611 قال ابن النجّار: قرأت عليه الكثير من الكتب الكبار والأجزاء وأكثر ما جمعه وخرّجه وعلّقت عنه، واستفدت منه كثيراً وكان ثقة حجّة نبيلاً، ما رأيت في شيوخنا سفراً وحضراً مثله في كثرة مسموعاته، ومعرفته بمشايخه، وحسن اصوله، وحفظه، وإتقانه، وكان أميناً متديّناً. إلى آخر ثنائه عليه.

وقال ابن نقطة: كان ثقة ثبتاً مأموناً، كثيرا السماع، واسع الرواية، صحيح الأصول.

وقال ابن الدبيثي: كان ثقة صدوقاً، له معرفة بهذا الشأن، ولم أر في شيوخنا أوفر شيوخا منه، ولا أعزّ سماعاً مع معرفته بحديثه وشيوخه، وفهم ما يرويه.

3- أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي سهيل الكروخي - كروخ بلدة بنواحي هراة - المتوفّى 548 سمع منه السمعاني والخلق الكثير جامع أبي عيسى الترمذي، كان شيخاً صالحاً كثير الخير.

4- أبو العرب إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن الخزرجي الشافعي المتوفّى 653، كان قاضياً فقيهاً وكيل بيت المال بالشام.

5- أبو حفص عمر بن محمّد بن معمر ابن طبرزد البغدادي نزيل دمشق في آخر أيّامه توفّى 607 عن تسعين عاماً وسبعة أشهر، المسند الكبير، رحلة الآفاق.

6- أبو عامر محمود بن القاسم بن أبي منصور الأزدي الهروي الفقيه الشافعي المتوفّى 487، راوي جامع الترمذي عن الجراحي، قال أبو نصر الفامي: هو عديم النظير زهداً وصلاحاً وعفّة، ولد سنة أربعمائة.

7- أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أبي الجرّاح المروزي الجراحي المتوفّى 412 صالح ثقة راوية كتاب أبي عيسى الترمذي عن صاحبه أبي العباس المحبوبي.

8- أبو العباس المحبوبي محمّد بن أحمد بن محبوب المروزي المتوفّى 346

الصفحة 120
عن سبع وتسعين سنة، محدّث مرو وشيخها ورئيسها، روى جامع الترمذي عن مؤلّفه.

بقية المصادر:

جامع الاصول لابن الاثير عن الترمذي، اسد الغابة 2: 22 بالاسناد، المختار في مناقب الأخيار خ. ذخاير العقبى ص 148، تيسير الوصول لابن الديبع 3: 277 نزهة الأبرار للأرزنجاني خ، نظم الدرر للزرندي ص 217 مطالب السؤول لابن طلحة ص 71، مشكاة المصابيح 2: 171، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139، الخصايص الكبرى له 2: 126، الصواعق لابن حجر ص 115، الصراط السوطىّ للشيخاني مخطوط عندنا بخطّه، شرح بهجة المحافل 2: 236

معاجم التراجم:

تاريخ البخاري الكبير 2 ق 1: 296، ج 2 ق 2: 9، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1 ق 2: 508، ج 2 ق 1: 106، ج 2 ق 2: 73، ج 4 ق 1: 52، تاريخ بغداد 14: 231 - 234، المنتظم 6: 235، انساب السمعاني، اللباب 1: 217 ج 3: 39، 104، طبقات السبكي 5: 59، تذكرة الحفاظ للذهبي 2: 210، 305 ج 4: 170 - 172، تكلمة ابن الصابوني ص 13، 29، 174، معجم البلدان 7: 247، تاريخ ابن خلكان 3: 124، تاريخ ابن كثير 11: 166. ذيل طبقات الحنابلة لابي الفرج الحنبلي 2: 79، النجوم الزهراة 5: 110، ج 6: 210، 211، ج 7: 35، 655، تهذيب التهذيب 3: 275، ج 4: 181، ج 5، 236، ج 9: 385 لسان الميزان 2: 251، شذرات الذهب 2: 119، 226، 373، ج 3: 2، 140 195، 282، 342، ج 5: 26، 46، 47، 260، 260، 261، 269.


الصفحة 121

اسناد آخر من مأتم يوم عاشوراء

أخرج الحافظ ابن عساكر في (تاريخ دمشق) نقلا عن أمّ الكتاب الموجود عندنا ولله الحمد - عند ترجمة الامام الحسين السبط سلام الله عليه قال: أخبرنا أبو محمّد ابن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين ابن صفوان البرذعي، أخبرنا عبد الله بن أبي الدنيا، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن هاني أبو عبد الرحمن النحوي، حدّثنا معدي بن سليمان، حدّثنا علىّ بن زيد بن جدعان قال: استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال: قتل الحسين والله، فقال له أصحابه: كلاّ يا ابن عباس، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه زجاجة من دم فقال: ألا تعلم ما صنعت أمّتي من بعدي؟ قتل ابني الحسين وهذا دمه ودم أصحابه، ارفعها إلى الله عزّ وجلّ. قال: فكتب ذلك اليوم الّذي قال فيه ذلك وتلك الساعة. قال: فما لبثوا إلاّ أربعة وعشرين يوماً حتّى جاءهم الخبر بالمدينة أنّه قتل في ذلك اليوم وتلك الساعة.

وقال السيّد الشيخاني في (الصراط السوي) بعد روايته حديث أحمد المذكور: وفي رواية لأحمد: أنّ ابن العباس كان في قائلة فانتبه وهو يسترجع ففزع أهله، فقالوا: ما شأنك مالك؟ قال: رأيت النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتناول من الأرض شيئاً. فقلت: بأبي وامّي يا رسول الله ما هذا الذي تصنع؟ قال: دم الحسين، أرفعه إلى السماء.

اسناد الحافظ صحيح رجاله كلهم ثقات، الا وهم:

1- أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علىّ بن طاوس المقري البغدادي المتوفّى 536 كان ثقة صدوقاً، مقرئاً فاضلاً إماماً عالماًَ محققّاً متقناً صالحاً ورعاً. وثّقه الذهبي وابن الجوزي، وابن الجزري وغيرهم.

راجع المنتظم 10: 101، طبقات القراء 2: 349، النجوم الزاهرة 5: 270 شذرات 4: 114.


الصفحة 122
2- أبو الغنائم ابن أبي عثمان محمّد بن علىّ بن الحسن البغدادي المتوفّى 483 قال ابن الجوزي في المنتظم 9: 54، حدّثنا عنه أشياخنا وكان ثقة ديّناً. وترجم له غيره وأثنى عليه.

3- أبو الحسين ابن بشران علىّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران بن محمّد الأموى البغدادي المعدّل المتوفّى 415، ترجم له الخطيب في تاريخه 12: 98، 99 وقال بعد عدّ مشايخه: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ثقة ثبتاً حسن الأخلاق، تام المروءة، ظاهر الديانة.

وقال ابن الجوزي في (المنتظم) 8: 18 كان صدوقاً ثقة الخ، وتوجد ترجمته في الشذرات 3: 203.

4- أبو علىّ الحسين بن صفوان بن إسحاق البرذعي(1) المتوفّى 340 ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 8: 54 وذكره مشايخه والرواة عنه فقال: كان صدوقاً.

وتوجد ترجمته في الشذرات وغيره.

5- عبد الله بن محمّد بن عبيد أبو بكر القرشىّ المعروف بابن أبي الدنيا مولى بني اميّة المتوفّى 281 ترجم له الحافظ ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2 ق 2: 163 وقال: كتبت عنه مع أبي، سئل أبي عنه فقال: بغدادي صدوق.

وتوجد ترجمته في تاريخ بغداد 10: 89، والمنتظم 5: 148 وقال: كان ذا مروءة ثقة صدوقاً، صنّف أكثر من مائة مصنّف في الزهد.

6- عبد الله بن محمّد بن هانىء أبو عبد الرحمن النحوي النيسابوري صاحب الأخفش توفّي سنة 236، قال الخطيب بعد عدّ مشايخه والرّواة عنه: وكان ثقه.

راجع تاريخ بغداد 10: 72 - 73، إنباه الرواة للقفطي 2: 131، بغية الوعاة ص290.

____________

1- البرذغي بالمعجمة ثم المهملة عند جمع، وعند آخرين بالمهملتين. بلده باذربايجان.


الصفحة 123
7- معدي بن سليمان أبو سليمان صاحب الطعام، من رجال الترمذي وابن ماجة قال أبو حاتم: شيخ. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل. وقال الشاذكوني كان من أفضل الناس. وكان يعدّ من الأبدال. وقال ابن حجر: صحّح الترمذىّ حديثه.

8- علىّ بن زيد بن جدعان أبو الحسن البصري المتوفّى 129 ويقال غير ذلك تابعىّ ثقة، من رجال الصحاح الستّ غير البخارىّ، وهو في التاريخ. ذكرناه في مسند أنس، والبراء، والامام أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث 61 من كتابنا الكبير الغدير.

خاتمة المطاف

تستجدّ الم آتم بتجدّد الأجيال، وتبقى خالدة مع الأبد لا تبلى جدّتها، ولا تنسى بمرّ الدّهور، وكرّ الملوين، ما دام الاسلام يعلو، واسم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يذكر، وسنّته تتبّع، وأعلام الدين ترفرف، وكتاب الله غير مهجور يتلى، وفي لسانه الناطق أية محكمة بودّ عترة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وذي قرباه، وأجر الرسالة واجب محتّم، وحبّ الآل فريضة لا منتدح عنها ولا محيص، ولا محيد ولا مهرب، وحقوق محمّد وآله صلوات الله عليه وعليهم لا تخصّ بجيل دون جيل، وبفينة دون فينة، وأجيال الامّة المسلمة فيها سواسية، والحزن بالحسين الشهيد دائم سرمد مادامت الجوانح بحبّه معمورة، والأضلاع بولائه مغمورة.

ومن واجب حملة الكتاب والسنّة التأسّي بنبيّها (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الأسوة والقدوة وقد قضى (صلى الله عليه وآله وسلم) حياته كاسف البال، خاثر النفس، حليف الشجا والأسى، وما رؤي (صلى الله عليه وآله وسلم) مستجمعاً ضاحكاً حتّى توفّى(1) منذ رأى بني اميّة ينزون على منبره كما تنزو القردة.

____________

1- أخرجه بهذا اللفظ الحافظ الكبير البيهقي في دلائل النبوة، والنسخة موجودة عندنا ولله الحمد. وذكره جمع من الاعلام آخذين منه.


الصفحة 124
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يتأذى من بكاء الحسين السبط، وقد جاء في الصحيح فيما أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في (المعجم الكبير) من طريق يزيد ابن أبي زياد قال: خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من بيت عائشة رضي الله عنها فمرّ على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي رضي الله عنه فقال: ألم تعلمي أنّ بكائه يؤذيني.

تراه (صلى الله عليه وآله وسلم) يتأذّى من بكاء ريحانته فما ظنّك به (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا وجده قتيلاً بالقتل الذريع، مرمّلاّ بالدماء، مجدّلاً على الرّمضاء مكبوباً على الثرى، معفّر الخدّين دامي الوريدين، محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء، سفت الريح عليه السفا والعفا.

ما ظنّك به (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا رآه مذبوحاً عطشاناً ظامئاً وحيداً غريباً، تفتّت كبده من الظماء، ورضّت أعضاؤه بحوافر الخيول.

آه وألف آه، يا أسفي عليه.


الجسم منه بكربلاء مضرّجوالرأس منه على القناة يدار

سُبي أهله كالعبيد، وصُفّدوا بالحديد، يساقون في الفلوات، فوق أقتاب المطيّات تتلفح وجوههم حرُّ الهاجرات.

آه، أسفي على بنات محمّد.


أصواتها بحت وهنّ نوادبيندبن قتلاهنّ بالايماء

فكما دام حزن نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) مدى حياته، وكدّر صفو عيشه رزء ولده العزيز والأمر بعدُ لم يقع، كذلك حقيق علينا وعلى كلّ من صدّقه (صلى الله عليه وآله وسلم) وصدق في ولائه واستنّ بسننه، أن يدوم توجّعنا وتفجّعنا بالمصاب الفادح، ويكون البكاء والعويل على بضعة نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) سرمداً إلى يوم القيامة، وقد جاء فيما أخرجه الفقيه ابن المغازلي الواسطىّ في (المناقب) - وهو موجود عندنا ولله الحمد -: أنّ حول قبر الحسين اربعين ألف ملك شُعثاً غُبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة.


الصفحة 125
وفي لفظ الشيخ الفقيه الحافظ أبي بكر الزاغوني(1) سبعين ألف ملك.

فاتّخاذ الله تبارك وتعالى مشهد الحسين الطاهر دار حزن وبكاء لملائكته إلى يوم القيامة.

وادّخار دمه في الملاء الأعلى منذ يوم رفعه إليه الحسين المفدّى بكفّيه يوم عاشوراء ولم تنزل منه قطرة كما يأتي حديثه.

وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم عاشوراء دمه ودم أصحابه في زجاجة ورفعها إلى السماء كما سمعت في مأتم عاشوراء.

كلّ هذه تومىء إلى أنّ أمد الحزن والبكاء على الحسين السبط يمتدّ إلى يوم العرض الأكر، والعبرات تسكب إلى يوم يقام للحسين العزيز مأتم عامّ جمع الله الخلق في صعيد واحد، يساهم فيه كلّ البريّة، إذ الرزيّة رزيّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو سيّد البشر، وذلك لمّا تحشر الصدّيقة أمّ القتيل فاطمة بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعها ثياب مصبوغة بدم، كما جاء فيما أخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب. والحافظ الجنابذي الحنبلي ابن الأخضر(2) في معالم العترة مرفوعاً من طريق أمير المؤمنين علىّ (عليه السلام) : تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم، فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش وتقول: يا جبّار، احكم بيني وبين قاتل ولدي، فيحكم لابنتي وربّ الكعبة.

وهذا الحديث أخذه السيّد محمود الشيخاني المدني في كتابه (الصراط السوىّ) واستشهد به على صحّة قول سليمان بن يسار الهلالي(3): وجد حجر

____________

1- عبيد الله بن نصر بن السري الزاغوني أبو محمّد المؤدب المتوفي 514 وقد جاوز الثمانين، ترجم له الحافظ ابن الجوزي في المنتظم 9: 220 وقال: كان من حفاظ القرآن وأهل الثقة والصيانة والصلاح.

رواه عنه الحافظ الخوارزمي في المقتل 2: 169.

2- أبو محمّد عبد العزيز بن محمود الجنابذي البغدادي المتوفي 611 كان حافظاً ثقة حجة نبيلا، ما رأينا في شيوخنا سفراً وحضراً مثله في كثرة مسموعاته، ومعرفته بمشايخه وحسن اصوله، وحفظه واتقانه وكان اميناً متديناً جميل الطريقة. الى آخر ما في الشذرات من الثناء عليه ج 5: 46، 47.

3- سليمان بن يسار المدني تابعي عظيم من رجال الصحاح الست، متفق على ثقته وعلمه وفقهه وامانته، توفى سنة 107 عن 73 سنة.

راجع تاريخ البخاري الكبير2 ق2: 42، طبقات ابن سعد5: 130، الجرح والتعديل 2 ق1: 149، تهذيب التهذيب 4: 228 - 230.


الصفحة 126
مكتوب عليه:


لا بدّ أن ترد القيامة فاطموقميصها بدم الحسين ملطّّخ
ويلٌ لمن شفعاؤه خصماؤهوالصور في يوم القيامة ينفخ

فالتحفّظ بدم القتيل وثيابه رمز لدى الامّة العربيّة وغيرها من الامم بأنّه لم يثأر بعدّ، وما أقصّه ولىّ الدم من القاتل، وبعد الاستثئار والثأر يندمل الجرح بالثأر المنيم، وبقضاء الحكم العدل يطيب خاطر الملهوف، وتطمئنّ نفسه، وينقشع همّه. وتخمد نائرة الجوى، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ)(1).

وظائف وسنن

يتفرّع على هذه الأصول الثابتة من السنّة الصحيحة فروع، وتستنتج منها وظائف وسنن، لا منتدح للمسلم الصحيح الصادق في التسنّن بسنن نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن اتّخاذها سنّة متّبعة، وسيرة جارية، وإليك جملة منها:

1- عدّ رزيّة أهل البيت الطاهر أعظم وأعظم من رزايا الأهل والولد، بعد ما ثبت من أنّ المؤمن لا يكمل إيمانه إلاّ أن يكون عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحبّ إليه من أهله وعترته، وبالمحبّات تقدّر وتقايس المصائب.

2- البكاء على رزايا أهل البيت (عليهم السلام) مهما مرّ به فتيان بني هاشم من أبناء السبطين الحسنين وذكر ما جرى عليهم من النوائب.

3- البكاء على الحسين السبط يوم ميلاده، ومقتله، ومهما رأى تربته، وكلّما حلّ بكربلائه.

____________

1- سورة الشعراء: 227.