____________
= 2 / 29.
(1) كنز العمال: 8 / 82.
(2) مسلم، الصحيح: 2 / 135.
(3) محاولة الاغتيال رواها الإمام أحمد والطبراني وابن سعد وغيرهم، أنظر: الزوائد: 11 / 110.
(4) رواه مسلم، الصحيح: 7 / 125.
(5) رواه مسلم، الصحيح: 7 / 124، وأحمد، الفتح الرباني: 23 / 140.
(6) رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب، التعاون في بناء المساجد، ورواه أحمد، الفتح الرباني: =
ويشهد به قول عمر لابن عباس: (يا ابن عباس، ما منع قومكم منكم؟ قال:
لا أدري، قال: لكني أدري، يكرهون ولايتكم لهم، يكرهون أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة) (5)، وزاد في رواية: (فاختارت قريش لنفسها فأصابت ووفقت) (6).
وروي أن عمر بن الخطاب - عندما اختلف بعض الأنصار مع بعض المهاجرين في سقيفة بني ساعدة، على من الذي يتولى الخلافة ومن يتولى
____________
= 22 / 331.
(1) رواه ابن خزيمة في صحيحه، والبغوي وابن رهويه، كنز العمال: 5 / 586.
(2) رواه أحمد بسند صحيح، الفتح الرباني: 23 / 61.
(3) رواه الإمام أحمد الفتح الرباني: 1 / 60، الطبري، تاريخ الأمم والملوك: 3 / 200.
(4) لسان العرب، مادة: فلت، ص 3455.
(5) تاريخ الأمم والملوك: 5 / 30.
(6) المصدر نفسه: 5 / 31.
ثانيا: أضواء على حركة الاجتهاد والرأي
على امتداد عهد البعثة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم، وكان في الساحة من سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا ولم يحفظه على وجهه، ويرويه ويعمل به، ويقول: أنا سمعته من رسول الله، فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه، وكان في الساحة من سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا يأمر به، ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم، فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه - ولو علم المسلمون - إذ سمعوه منه - أنه منسوخ لرفضوه، وكان في الساحة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، لم يكذبوا على الله ولا على رسوله، حفظوا ما سمعوا على وجهه، فلم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه، حفظوا الناسخ فعملوا به، وحفظوا المنسوخ فاجتنبوه، عرفوا الخاص والعام، والمحكم والمتشابه، فوضعوا كل شئ موضعه، وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلام له وجهان، فكلام خاص وكلام عام، فيسمعه من لا يعرف ما عنى به الله سبحانه، ولا ما
____________
(1) تاريخ الأمم والملوك: 3 / 210.
(2) البخاري، الصحيح: 2 / 291.
(3) تاريخ الأمم والملوك: 3 / 210.
ونظرا لاتساع الهوة في رواية الحديث بعد إبعاد أهل البيت عن مكانتهم في الذروة، اختلف الناس في الفتوى، حتى قال الإمام علي: (ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام، فيحكم فيها برأيه، ثم ترد القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب اراءهم جميعا، وإلههم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله - تعالى - بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل سبحانه دينا تاما فقصر الرسول عن تبليغه وأدائه؟ والله تعالى يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (الأنعام: 38)، وفيه تبيان كل شئ.
وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا، وأنه لا اختلاف فيه: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) (النساء: 82). إن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به) (2).
ويشهد بعدم معرفة جميع الصحابة بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واختلافهم في الفتوى، ما رواه البخاري عن أبي هريرة أنه قال: (إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يشبع
____________
(1) أنظر: شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 3 / 591.
(2) المصدر نفسه: 1 / 233.
ويشهد بأنهم لم يكونوا على علم بجميع ما روي عن رسول الله، ما روي في حديث صحيح، عن سالم بن عبد الله عن أبيه: (إن أبا بكر وعمر وناسا، جلسوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فذكروا أعظم الكبائر، فلم يكن عندهم فيها علم، فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو أسأله، فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر، فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك، ووثبوا إليه شيعا حتى أتوه في داره، فأخبرهم بحديث رسول الله..) (5).
ويشهد باختلافهم في الفتوى، أن عمر بن الخطاب لم يكن يعلم حكم دية الأصابع، فكان يقضي بتفاوت ديتها على حسب اختلاف منافعها، حتى وجد كتابا عند آل عمرو بن حزم، يذكر فيه سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
____________
(1) البخاري، الصحيح: 1 / 214.
(2) المصدر نفسه، كتاب الاعتصام: 4 / 269.
(3) المصدر نفسه، كتاب الاستئذان: 4 / 88.
(4) المصدر نفسه، كتاب الاعتصام: 4 / 269.
(5) قال المنذري: رواه الطبراني بإسناد صحيح، والحاكم وصححه، وقال: صحيح على شرط مسلم، الترغيب والترهيب: 3 / 184.
ثالثا: المقدمات العمرية والنتائج الأموية
1 - الأمر برواية الحديث
أمرت الدعوة الإلهية الخاتمة بتدوين ما بين الناس حفظا للحقوق، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه)، إلى قوله تعالى: (ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا) (البقرة) 282)، قال الخطيب البغدادي: (أدب الله - تعالى - عباده بقيد ما بينهم من معاملات في بداية التعامل حفظا للدين وإشفاقا من دخول الريب فيه، فلما أمر الله - تعالى - بكتابة الدين حفظا له، كان العلم الذي حفظه أصعب من حفظ الدين، أحرى أن تباح كتابته خوفا من دخول الريب والشك فيه) (5)، والكتابة أوكد الحجج، ببطلان ما يدعيه أهل الريب والضلال، فالمشركون
____________
(1) أخرجة الشافعي في الأم بسند حسن، والنسائي.
(2) رواه البخاري، كتاب الديات، الصحيح: 4 / 193.
(3) رواه أحمد، الفتح الرباني: 15 / 198، والترمذي، الجامع: 4 / 419.
(4) رواه البيهقي وابن رهويه وخيثمة، كنز العمال: 5 / 630.
(5) تقييد العلم، الخطيب البغدادي، ص: 34.
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بكتابة العلم، وقال: (قيدوا العلم بالكتاب) (1)، وعن رافع قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: تحدثوا، وليتبوأ من كذب علي مقعده من النار، قلت: يا رسول الله، إنا لنسمع منك أشياء فنكتبها؟
قال: اكتبوا ولا حرج) (2)، وعن أبي هريرة قال: (ليس أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر مني حديثا عن رسول الله إلا ابن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب) (3).
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه) (4)، وكان يقول: (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه) (5)، وقال:
(تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم) (6).
ولقد وقف البعض من قريش في طريق الرواية والكتابة، ومن المحفوظ أن الله - تعالى - لعن على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعض الأفراد والقبائل، وأن الرسول ذكر أسماء رؤوس الفتن وهو يخبر بالغيب عن ربه، حتى أن حذيفة قال:
(والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا بلغ معه ثلاثمائة فصاعدا، إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته) (7)، ويشهد بصد قريش عن الرواية، ما روي عن عبد الله بن عمرو قال: (قلت: يا رسول الله،
____________
(1) رواه الطبراني، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، والزوائد: 1 / 152، وابن عبد البر، جامع العلم: 11 / 86.
(2) رواه الطبراني، والزوائد: 1 / 151، والخطيب وسمويه، كنز العمال: 10 / 232.
(3) رواه الترمذي وصححه، الجامع: 5 / 40.
(4) رواه أحمد، الفتح الرباني: 1 / 191، والحاكم، والمستدرك: 1 / 109.
(5) رواه أحمد، كنز العمال: 10 / 220، والترمذي، ابن حبان في صحيحه، كنز: 10 / 221.
(6) رواه أحمد وأبو داود والحاكم، كنز: 10 / 223.
(7) رواه أبو داود، حديث رقم 4243.
(كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريد حفظه فنهتني قريش فقالوا: إنك تكتب كل شئ تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اكتب، والذي نفسي بيده ما يخرج مني إلا حق - وأشار إلى فيه) (2)، وما حدث مع عبد الله، حدث مع ابن شعيب، فعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (قلت: يا رسول الله، أكتب كل ما أسمع منك؟ قال: نعم، قلت: في الرضا والغضب؟ قال: نعم، فأني لا أقول في ذلك كله إلا حقا) (3).
وبينما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحث على الرواية والكتابة على امتداد عهد البعثة، كان يخبر بالغيب عن ربة بأنه يوشك أن يكذبه أحدهم، وأن الرواية سيتم تعطيلها إلى أن يشاء الله، فعن معد يكرب قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته، يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله) (4).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: (لألفين أحدهم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري بما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه) (5)، وقوله: يوشك، إشارة إلى أن الأمر قريب، وقوله: متكئ على أريكته، المتكئ: كل من استوى قاعدا على وطاء متمكنا.
____________
(1) رواه الطبراني، الزوائد: 1 / 152.
(2) رواه أحمد، الفتح الرباني: 1 / 173، والحاكم، وأقره الذهبي، المستدرك: 1 / 106، وأبو داود، حديث رقم 3646، والدارمي في سننه: 1 / 125.
(3) رواه ابن عبد البر، جامع العلم: 1 / 85، والخطيب، تقييد العلم، ص: 74.
(4) رواه أحمد، الفتح الرباني: 1 / 191، والحاكم وصححه، المستدرك: 1 / 109، والترمذي.
وصححه، الجامع: 5 / 38.
(5) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه، كنز: 1 / 174، والترمذي وصححه،.
الجامع: 5 / 37.
أ - اجتهادات الصحابة في رواية الحديث وتدوينه
اجتهد أبو بكر - رضي الله عنه - في رواية الحديث وتدوينه، فقد روى الحافظ عماد الدين بن كثير عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: (جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت خمسمائة حديث، فبات ليلة يتقلب كثيرا، فغمتني، فقلت: تتقلب بشكوى أو بشئ بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك، فجئت بها، فدعا بنار فأحرقها، وقال:
خشيت إن أموت وهي عندك، فيكون أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني، فأكون قد تقلدت ذلك) (1)، وذكر الذهبي في تذكرته عن أبي بكر أنه قال: (إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث تختلفون فيها، الناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه) (2).
وروي أن عمر بن الخطاب قال في خلافته: (إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم، كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني - والله - لا شوب كتاب الله بشئ أبدا) (3)، وروي عن مالك أن عمر قال: (لا كتاب مع كتاب الله) (4)، وعن يحيى بن جعدة قال: (أراد عمر أن يكتب السنة ثم بدا له أن لا يكتبها، ثم كتب في الأمصار: من كان عنده شئ من ذلك فليمحه) (5)، وعن القاسم بن محمد أن عمر قال: (لا يبقى أحد عنده كتاب إلا أتاني به فأرى فيه رأيي، فظن الناس أنه يريد إن ينظر فيها ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف، فأتوه بكتبهم، فأحرقها بالنار) (6).
____________
(1) رواه ابن كثير، كنز العمال: 10 / 285، 286.
(2) تذكرة الحافظ: 1 / 352.
(3) رواه ابن عبد البر، كنز: 10 / 292، وابن سعد، كنز: 10 / 293، والخطيب، تقييد العلم، ص: 49.
(4) رواه ابن عبد البر، كنز: 10 / 292.
(5) رواه خيثمة وابن عبد البر، كنز: 10 / 292، والخطيب، تقييد العلم، ص: 53.
(6) رواه الخطيب، تقييد العلم، ص: 52.
وبعد عمر بن الخطاب بدأ بعض الصحابة يرون بعض ما عندهم، فأخذ عثمان بن عفان بسنة عمر في عدم الرواية، فعن محمود بن لبيب قال:
(سمعت عثمان بن عفان يقول: لا يحل لأحد يروي حديثا لم يسمع في عهد أبي بكر ولا عهد عمر) (4)، ثم أخذ معاوية بن أبي سفيان بهذه السنة، فقال:
(أيها الناس، أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كنتم تتحدثون فتحدثوا بما كان يتحدث به في عهد عمر) (5).
وعندما جاء عهد الإمام علي بن أبي طالب، لم يكن السواد الأعظم من الأمة يعرفون عنه إلا القليل، وذلك لأن عهده جاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بربع قرن تقريبا، عتم فيها عدم الرواية على منزلته ومناقبه، وفي عهده بدأ الصحابة يروون الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان علي يقول: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي، قالوا: يا رسول الله، ومن خلفائك؟ قال: الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي ويعلمونها للناس) (6)، وعن الحسن بن علي قال
____________
(1) رواه ابن عبد البر، كنز العمال: 10 / 292، وابن سعد، كنز: 10 / 293، والخطيب، تقييد العلم، ص: 49.
(2) رواه ابن عساكر: 10 / 291.
(3) رواه ابن كثير، البداية والنهاية: 8 / 107.
(4) رواه ابن سعد، الطبقات: 2 / 336، وابن عساكر، كنز: 10 / 295.
(5) رواه ابن عساكر، كنز: 10 / 291.
(6) رواه الطبراني والرامهرزي والخطيب والديلمي وابن النجار والدينوري والقشيري ونصر، كنز =
وبالجملة، بينت الدعوة الإلهية الخاتمة، أن الحديث عن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، لا غنى للمسيرة عنه، لأنه مكمل للتشريع ومبين لمجملات القرآن، ومخصص لعموماته ومطلقاته، كما أن الحديث تكفل بكثير من النواحي الأخلاقية والاجتماعية والتربوية، وأخبر فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالغيب عن ربه جل وعلا، فبين للناس ما يستقبلهم من أحداث ليأخذوا بأسباب النجاة من مضلات الفتن، وبعد رحيل النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم اجتهد بعض الصحابة في أمر الرواية والتدوين، ولقد تواترت الأخبار في منع عمر بن الخطاب الصحابة، وهم الثقات العدول، وردعهم عن رواية العلم وتدوينه، وفي هذا يقول ابن كثير (هذا معروف عن عمر) (6)، ثم سار على سنة عمر خلفاء وملوك بني أمية، ولم ترو الأحاديث الجامعة للعلم والمبينة للناس ما يستقبلهم من أحداث، إلا في عهد الإمام علي بن أبي طالب (7).
____________
= العمال: 10 / 294.
(1) رواه ابن عساكر وأبو نصر السجزي، كنز: 10 / 229.
(2) رواه ابن عبد البر، جامع العلم: 1 / 137.
(3) المصدر نفسه.
(4) رواه الخطيب، كنز العمال: 10 / 304.
(5) رواه عبد الله بن أحمد والخطيب، كنز: 10 / 304.
(6) البداية والنهاية: 8 / 107.
(7) أنظر: معالم الفتن، سعيد أيوب، ط. دار الكرام - بيروت.
ب - من آثار عدم الرواية والتدوين
كانت أهم آثار عدم الرواية، ظهور القص في المساجد، ومن خلال القص دخلت الأحاديث الإسرائيلية، ورفع القص من شأن أفراد وقبائل ذمهم الله على لسان رسوله، وفي الوقت نفسة عتم القص على أفراد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وفي عهد الإمام علي - وعندما أظهر الإمام أحاديث رسول الله - قابلة أهل الشام وغيرهم بأحاديث يجري القص في عروقها، وترتب على ذلك اختلاط الأمور على السواد الأعظم من الأمة، ولم يكونوا من الصحابة حتى يميزوا بين الصالح والطالح، وجرت المعارك، ثم اختلفت الأمة وتفرقت، وكان في حوزة كل فرقة أحاديث تتفق مع أهواء شيوخهم.
1 = - أضواء على القص
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا) (1)، وقال:
(سيكون بعدي قصاص لا ينظر الله إليهم) (2)، وأول من أمر بالقص، كان عمر بن الخطاب، روى الإمام أحمد عن السائب بن يزيد قال: (إنه لم يكن يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أبي بكر، كان أول من قص تميم الداري، استأذن عمر أن يقص على الناس قائما فأذن له) (3).
واستلم بنو أمية أعلام القص بعد ذلك، روي أن عبد الملك بن مروان قال: (إنا جمعنا الناس على أمرين: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر) (4)، ولبس القص الزي الديني في عهد بني أمية، وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يبدأ بالصلاة في العيدين ثم يخطب بعد ذلك، ففعل بنوا أمية العكس، وبدأوا بالخطبة لينشروا بذلك مذهبهم السياسي
____________
(1) رواه الطبراني ورجاله موثقون، وفيه الأجلح الكندي والأكثر على توثيقه، الزوائد: 1 / 189.
(2) رواه ابن فضالة في أماليه، كنز العمال: 10 / 282.
(3) رواه أحمد والطبراني، الزوائد: 1 / 190، والعسكري عن بشر بن عاصم، كنز: 10 / 281، والمروزي عن أبي نضرة، كنز: 10 / 281.
(4) رواه أحمد والبزار، وقال ابن حجر: إسناده جيد، الفتح الرباني: 1 / 194.
إما التغيير ففي ما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري: (إن مروان خطب قبل الصلاة، فقال له أبو سعيد: غيرتم والله، قال مروان: يا أبا سعيد قد ذهب ما تعلم، فقال: ما أعلم - والله - خير مما لا أعلم، قال مروان: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة)، وقد اختلف في أول من سن هذه السنة، قال في تحفة الأحوازي: (اختلف في أول من غير ذلك، فرواية الإمام مسلم صريحة في أن مروان أول من بدأ الخطبة قبل الصلاة، وقيل: سبقه إلى ذلك عثمان بن عفان، روى ابن المنذر بإسناد صحيح إلى الحسن البصري، قال: أول من خطب قبل الصلاة عثمان، وروي أن مروان فعل ذلك تبعا لمعاوية ومعاوية عندما قدم المدينة قدم الخطبة) (2).
وكان الإمام علي يتصدى للقصاصين وينهاهم عن القص، فعن أبي البحتري قال: (دخل علي بن أبي طالب المسجد، فإذا رجل يخوف، فقال:
ما هذا؟ قالوا: رجل يذكر الناس، فقال: ليس برجل يذكر الناس، ولكنه يقول: أنا فلان بن فلان، اعرفوني فأرسل إليه فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ، قال: لا، فقال: أخرج من مسجدنا ولا تدكر فيه) (3).
وبالجملة، قال في الفتح الرباني: القص: هو إخبار الناس بقصص الماضيين، وعمل ذلك مذموم شرعا، لأنه يصرف الناس عن الاشتغال بالعلوم الدينية، ولم يعهد ذلك في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال ابن حبان: (قال أبو حاتم: كان القصاصون يضعون الحديث في قصصهم، وكانوا إذا دخلوا
____________
(1) رواه مسلم، الصحيح: 3 / 20.
(2) تحفة الأحوازي: 3 / 74.
(3) رواه العسكري والمروزي، كنز العمال: 10 / 281، وانظر: كنز العمال: 10 / 282.
ووضع القصاصون أحاديث تحمل بصمة أهل الكتاب، وألصق بالتفسير روايات وقصص لا يتصورها عقل، ولا يجوز أن يفسر بها كتاب الله، ووضعوا في هذه الأحاديث أن الله يشغل حيزا من المكان، ويضحك، وينتقل من مكان إلى آخر، وأنه يتألف من أعضاء، وهو عبارة عن هيكل مادي، وعين ويد وأصابع وساق وقدم.
وبالجملة، كان القص وراء تغييب العقل ووطئه بالأقدام، وتحت سقفه اختل منهج البحث ومنهج التفكير ومنهج الاستدلال، وعلى موائده لا تظهر القراءة النقدية المتفحصة التقييمية إلا بعد عناء شديد، وكان القص وراء إهمال الواجبات، والتسامح في المحرمات، والتهاون بالسنن والمستحبات، وكان البذرة الأولى لظهور المبادئ والمنظمات الباطلة التي وضعت القوانين على طبق أهوائهم وآرائهم، وعلى هذه المبادئ انقسمت الأمة إلى قوافل، وكل قافلة تتولى حزبا وتدعمه، لأنها تميل إلى قوانينه، وتحب القائمين عليه، وعلى رؤوس الجميع الحجة قائمة. والله - تعالى - ينظر إلى عباده كيف يعملون.
2 - الخفوت والظهور
وكان من آثار عدم الرواية التعتيم على أهل البيت، وذلك لأن الأمر بحرق الكتب أطاح بالعديد من الأحاديث التي تبين منزلة أهل البيت
____________
(1) كتاب المجروحين، ابن حبان: 1 / 88.
ويشهد بذلك إن عليا عندما تولى الخلافة لم يكن السواد الأعظم يعلم عن منزلته ومناقبه شيئا، حتى أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، أن يقوم، وكان قد جمعهم في الرحبة، ولم يعرف العوام مناقبه إلا من خلال ما رواه الصحابة بعد ذلك، وكان العديد من الصحابة يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن مناقبه، ولكن هذا الحديث لم يكن يخرج إلى الساحات العامة، وفي مقابل هذا التعتيم، كان لعدم الرواية الأثر الكبير في ظهور الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخبر بالغيب عن ربه، ويشهد بذلك ما روي عن حذيفة أنه قال: (والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا بلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا، إلا وقد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته) (2)، ومعنى (أم تناسوا) أي أظهروا النسيان لمصلحة، ومعنى (باسمه واسم أبيه)، يعني وصفا واضحا مفصلا لا مبهما، مجملا، فالاستقصاء متصل.
وروي عن حذيفة أنه قال: - إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون) (3)، وقال: (إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد
____________
(1) تقييد العلم، والخطيب، ص: 54.
(2) رواه أبو داود، حديث رقم 4243.
(3) رواه البخاري، الصحيح: 4 / 230.
وبعد ظهور النفاق في ظل سياسة اللارواية، خاف الصحابة فلم يحدثوا بالأحاديث الكاشفة، ويشهد بذلك، ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال:
(حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) (3)، وعنه أنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش)، إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان) (4)، وعنه أنه قال: (إني لأحدث أحاديث، لو تكلمت بها في زمان عمر، أو عند عمر، لشج رأسي (5).
ويشهد به أيضا، ما روي عن بجالة قال: (قلت لعمران بن حصين:
حدثني عن أبغض الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: تكتم علي حتى أموت؟ قلت: نعم: قال: بنو أمية وثقيف وبنو حنيفة) (6). ومن الثابت والمعروف أن بني أمية شقوا طريقهم نحو السلطة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمر أبو بكر - رضي الله عنه - يزيد بن أبي سفيان على الشام (7)، وبعد وفاة يزيد، قام عمر بتأمير معاوية (8)، وروي أن عمر كان يقول للناس: (أتذكرون كسرى
____________
(1) رواه البخاري، الصحيح: 4 / 230.
(2) أنظر: معالم الفتن، سعيد أيوب.
(3) البخاري، الصحيح: 1 / 34.
(4) المصدر نفسه: 2 / 280.
(5) رواه ابن عبد البر، جامع العلم: 1 / 148، وابن كثير، البداية والنهاية: 8 / 107.
(6) رواه نعيم بن حماد، كنز العمال: 11 / 274.
(7) تاريخ الأمم والملوك 4 / 28.
(8) ابن سعد، كنز العمال: 13 / 606، البداية والنهاية: 8 / 118، تاريخ الأمم والملوك: 5 / 69، الإستيعاب: 3 / 596.
وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي يحذر فيها من بني أمية أحاديث كثيرة، منها: ما روي عن أبي ذر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا بلغ بنو أمية أربعين رجلا، اتخذوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا) (3)، ومعنى (مال الله دولا)، أي: يكون لقوم دون قوم، (وعباد الله خولا) أي،:
خدما وعبيدا، (ودين الله دغلا)، أي: يدخلون في الدين أمورا لم ترد بها السنة.
والحديث روي عن أبي سعيد الخدري، وابن عباس، وأبي ذر، ورواه الإمام أحمد، والحاكم، وأبو يعلى، والطبراني، والبيهقي، وروي بلفظ:
(إذا بلغ بنو أبي العاص)، وبلفظ: (إذا بلغ بنو فلان)، وقال الحاكم بعد روايته للحديث: (ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روي، وأن أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم، ولم يسعني فيما بيني وبين الله - تعالى - أن أخلي الكتاب من ذكرهم) (4).
والخلاصة، أنه كان لسياسة اللارواية واللاتدوين آثار جانبية، منها:
اكتفاء الناس بتلاوة القرآن دون الوقوف على معانيه وأهدافه، وأدى ذلك إلى ظهور الذين يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وفي عهد الإمام علي ظهرت حقيقتهم أمام الناس، وحاربهم الإمام في موقعة النهروان، وما زالت بقيتهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، لأن منهجهم وثقافتهم لن تموت حتى يخرج الدجال، ومنها: ظهور الذين لعنهم الله على لسان نبيه بعد أن ضاع التحذير منهم في عالم اللارواية، ومنها التعتيم على الهداة، واقتصر ذكرهم في المجالس الخاصة، ومنها: ظهور القص وعلى مائدته صنعت مناقب
____________
(1) تاريخ الأمم: 6 / 186، الإستيعاب: 3 / 596.
(2) الديلمي، كنز: 13 / 587، البداية والنهاية: 8 / 125، الإستيعاب: 3 / 597.
(3) الحاكم وصححه، المستدرك: 3 / 479.
(4) المصدر نفسه: 4 / 482.
ولم تكن عقيدة المرجئة بعيدة عن نسيج القصاص، لأن الأحاديث الموضوعة هي التي غذتها، وعلى ذروة عقيدة المرجئة يجلس يوحنا الدمشقي، وهو آخر كبار علماء النصرانية على مذهب الكنيسة الإغريقية، وكان أبوه صاحب عبد الملك بن مروان، وصنف يوحنا كتابا في فضائل النصرانية على منهج محادثة بين مسلم ونصراني (2)، وقال الشيخ أبو زهرة:
(كان يوحنا يبث بين علماء النصارى في البلاد الإسلامية طرق المناظرات التي تشكك المسلمين في دينهم، وظهرت آراء يوحنا بالشام)، بعد أن وجدت لها حصنا صنعه القص والأحاديث الموضوعة، ومن خلال هذا الالتقاء تطرق البحث حول مرتكب الكبيرة، هل هو مؤمن أم غير مؤمن؟ وهل يضر مع الإيمان ذنب؟ وعلى مائدة البحث خرجت العقيدة التي تعتذر عن بني أمية في
____________
(1) تاريخ المذاهب الإسلامية، أبو زهرة: 2 / 102.
(2) تاريخ الأدب العربي، بروكلمان: 1 / 256.
2 - مخالفة السنة النبوية في قسمة الأموال
أ - مخالفة الأمر النبوي في الأموال
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال) (1)، ولما كانت فتنة الأمة في المال، بينت الشريعة الخاتمة موضع الرحاب الآمن، وشاء الله أن يكون الأمن في فعل الرسول، بمعنى أن النجاة لن تكون في منع الرواية عن الرسول، لأن الله - تعالى - بين موضع كل مال وقسمه بين عباده تقسيما حقا بوضع قوانين عادلة تقضي على منابت الفساد، وهذه القسمة وهذه القوانين نفذها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم، وفي الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقيم الحجة، كان يخبر بالغيب عن ربه ويقول: (إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من قبلكم وهما مهلكاكم) (2)، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأوامر تدفع هذا الهلاك، ومنها إعطاء الصدقة، لأن من خاصتها أنها تنمي المال، لأنها تنشر الرحمة وتورث المحبة، وتؤلف بين
____________
(1) رواه الترمذي وصححه، الجامع: 4 / 569.
(2) رواه أبو داود عن أبي موسى، كنز: 3 / 191، والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود، كنز: 3 / 191.
وقال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من
____________
(1) رواه البخاري، الصحيح: 2 / 190.
(2) المصدر نفسه: 2 / 192.
وروى أبو داود عن زياد بن الحارث قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايعته، فأتاه رجل، فقال: إعطني من الصدقة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيرة في الصدقات حتى حكم فيها، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك).
وأقامت الشريعة الخاتمة الحجة على المسيرة، فأخبر النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم أن فتنة أمته في المال وبين كيف تدخل الأمة في حجاب الأمن. وفي الوقت الذي بين فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكم الغنيمة أخبر بالغيب عن ربه، بأن فتنة المال ستصيب البعض، وقال: (كأني براكب قد أتاكم فنزل، فقال: الأرض أرضنا والفئ فيؤنا، وإنما أنتم عبيدنا، فحال بين الأرامل واليتامى وما أفاء الله عليهم) (1)، أخبر النبي بهذا حتى يأخذوا بالأسباب وهم تحت سقف الامتحان والابتلاء، لأن الله - تعالى - ينظر إلى عباده كيف يعملون.
ب - اجتهاد الصحابة في الأموال
ذكرنا أن الساحة بعد رسول الله كان فيها صحابة سمعوا من النبي شيئا ولم يحفظوه على وجهه، وكان فيها من سمع منه شيئا يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم، فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، وأدى هذا في نهاية المطاف إلى تضارب القرارات ثم ضياع مال الله في عهد بني أمية، بعد أن بسطوا أيديهم على بيوت المال، وبالجملة، نقدم هنا الأحاديث التي تشهد بالمقدمات الأولى:
____________